وماذا بعد أيها المعلم، أو اي فرد آخر.
تمضي الثواني و الدقائق ..
تمر الأيام و الأسابع.
تمر الشهور .. و تمر السنوات .
و يمضى ما هو متبق من العمر..
الحركة نحو الأمام هي من أهم خاصائص الزمن أو ما يسمى بالبعدالرابع للأشياء ..
فلا يمكن الإمساك بالوقت ، و لا توقيفه، و لا إعارته ، ولا شراؤه..
لكن إنفاقه بجد يزيد من قيمته ..
مضى علي و عليك ما مضى من عمر و عمل .. لكن بقي ما سنسأل عنه ..
و في انتظار ذلك .. نتساءل ؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا قدمنا للناس ؟
ماذا قدمنا للغير؟
لم لا تسأل نفسك ماذا حصلت واستفدت أنت من هذا العمر؟
حصلت على أموال وممتلكات جديدة.
ماذا بعد؟!
دخل إلى جوفي من الأكل والشرب ما لم أتذوق مثله من قبل!
وماذا بعد؟!
غيرت مظهري الخارجي فلبست أحسن الثياب وأغلها واشتريت أغلى الأحذية وأجملها واشتريت أنواع العطور ذات الرائجة الزكية وصرت كالملوك في مظهري.
وماذا بعد؟!
اشتريت سيارة فخمة جديدة وسريعة، أسابق بها الريح وألفت نظر الناس إلي.
وماذا بعد ؟!
اشتريت لنفسي أشياء كثيرة، وتعرفت على أناس كثر واستفدت منهم كثيراً.
وماذا بعد ؟!
وماذا قدمت للناس من خير؟
أنا أعمل موظفاً! !
وماذا يعني أنك تعمل موظفاً؟!
لقد قمت بخدمة الناس من خلال وظيفتي؟!
فقط؟!
نعم وماذا تريد أكثر من ذلك؟
كم مقالة كتبت؟
لا أجيد كتابة المقالات ثم هل تسمي المقالات خدمة وفائدة للناس؟!
كم كتاب كتبت؟
لا حاجة لي بكتابة الكتب، فالوظيفة خير من الكتب!
كم مشروع خيري يقدم الخير والفائدة للناس قمت به أو اشتركت فيه؟!
المشاريع الخيرية كلها كذب في دجل، إنهم يخدعون الناس بها! !
حسناً، كم كتاب قرأت؟
القراءة شيء غير ضروري للحياة، فهل سأحصل على المال من خلال قراءتي؟
هل جلست في مجلس علم، أو محاضرة أو دورة، أو زرت معرضاً أو متحفاً أو تابعت برنامج ثقافي؟
هذا كله كلام فارغ، فإن قمت بكل هذا فلن أجد وقتاً للذهاب إلى المقهى والجلوس مع أصحابي.
ما هي الأخطاء التي حاولت إصلاحها في نفسك؟
أنا لا أخطئ أبداً! !
ما هي طموحاتك وخططك وأهدافك؟
طموح! أفي هذا الزمن طموح وتخطيط! الناس لن يتركوني أخطط وسيسعون بكل وسيلة لإثبات فشلي.
وماذا تسمي وضعك الآن؟ هل أنت ناجح؟! نعم/لا . . !
لماذا لا تقول شيئاً؟
الناس لم يتيحوا لي الفرصة لكي أنجح! ثم طموحي أن أتزوج وأربي أبنائي وأتقاعد!
وماذا بعد ؟!
وماذا بعد؟؟؟ . . !
سأجيبك أنا، وبعد التقاعد تجلس لانتظار الموت، هل هذا صحيح؟ نعم/لا. . !
ماذا قدمت للحياة؟ النتيجة كنت موظفاً، وماذا أخذت من الحياة؟ الشيء الكثير، وبماذا ستخرج من الحياة؟ بعملك فقط، فإن كان خيراً فأبشر بخير وإن كان شراً فلا تلومنّ إلا نفسك!
مقتبس و متصرف فيه ، المقال الأصلي لصاحبه :عبد الله المهيري .
شكرا لكم أحبائي الأفاضل رواد منتدانا .