عنوان الموضوع : تالية القرااان و و الجميع اولى ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
طلب من الاستاد عن البحث
كيف قضى الرسول عليه الصلاة و السلام على العصبية القبلية
من فضلكم اريد اجبات دقيقة و ممتازة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
google.com
...
=========
>>>> الرد الثاني :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في خطبته المشهورة عند باب الكعبة يوم فتح مكّة المكرّمة: (يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء.
الناس من آدم وآدم من تراب، ثمّ تلا الآية: (يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات 13.
وفي مثل هذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (إنّ الله عزّ وجلّ أذهب عنكم عُبيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي. أنتم بنو آدم وآدم من تراب.
ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنّم، أو ليكوننّ أهون على الله من الجعلان التي تدفع بآنفها النتن). أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
والعبية: الكبر والنخوة.
الجعلان: جمع جعل وهو دابة صغيرة.
الآنف: جمع أنف.
وقد وردت أحاديث أخرى كثيرة تشهد لهذا المعنى، وهي وإن لم تبلغ درجة الصحّة، فهي على الأقلّ أحسن سنداً من الأحاديث التي يحتجّ بها الفقهاء في اعتبار النسب في الزواج، منها:-
حديث عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (إنّ أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد وإنما أنتم ولد آدم.
طفّ الصاع لم يملؤه. ليس لأحد فضل على أحد إلاّ بالدين والعمل الصالح...). -
وحديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (إذا كان يوم القيامة أمر الله منادياً ينادي: ألا إني جعلت نسباً، وجعلتم نسباً.
فجعلت أكرمكم أتقاكم فأبيتم إلاّ أن تقولوا: فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم، أين المتّقون؟).
- وعندما اختلف أبو ذر مع بلال، وقال له: يا ابن السوداء.
غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وقال لأبي ذرّ: أتعيرّه بأمّه؟ إنّك امرؤ فيك جاهلية، فندم أبو ذر ووضع خدّه على الأرض، وقال لبلال: قم فطأ عليه.
عمر العصبيه القبليه امتدت العصبيه القبليه في القبائل العربيه منذ قديم الأزل ولكنها اندثرت في عصر صدور الإسلام وقد دعا القران الكريم لنبذ العصبيه القبليه فقد قال الله في كتابة الحكيم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَْلْقَابِ بِئْسَ الإِْسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِْيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ *} [الحُجرَات: 11].
=========
>>>> الرد الثالث :
أجمل ســــــــــــؤال سنبحث ..........
=========
>>>> الرد الرابع :
ب) كيف عمل الإسلام على تذويب العصبية:
عرفنا في الفقرة السابقة قوة العصبية في المجتمع الجاهلي وسنرى الآن كيف غير الإسلام هذه الروح، إذ بدأ بغرس ربطة الدين، ووشيجة العقيدة، وهى أساس كل تغيير.
"إن الوشيجة التي يتجمع عليها الناس في هذا الدين، ليست وشيجة الدم والنسب، وليست وشيجة الأرض والوطن، وليست وشيجة القوم والعشيرة، وليست وشيجة اللون واللغة ولا الجنس والعنصر، ولا الحرفة والطبقة إنها وشيجة العقيدة".
"أما الوشائج الأخرى" فقد توجد ثم تنقطع العلاقة - بين الفرد والفرد... - يبين الله لنوح عليه السلام لماذا لا يكون ابنه من أهله {إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، فوشيجة الإيمان قد انقطعت بينكما {فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} إنه ليس من أهلك ولو كان هو ابنك من صلبك" [10].
"وامرأة فرعون التي طلبت من ربها أن ينجيها من فرعون وعمله وأن ينجيها من القوم الظالمين إنها امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية وقفت وحدها في وسط ضغط المجتمع وضغط القصر وضغط الملك وضغط الحاشية ورفعت رأسها للسماء! إنه التجرد الكامل من كل هذه المؤثرات والأواصر" [11].
وفي الحديث الشريف: (من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ) [12]، والعمية هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه.
وقال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
قال أهل العلم في سبب نزول هذه الآية: إنها نزلت في أبي عبيدة حين قتل أباه يوم أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة حين قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر [13].
لقد جمعت هذه العقيدة صهيباً الرومي وبلالاً الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة، راية الإسلام، وتوارت العصبية، عصبية القبيلة والجنس والقوم والأرض وهاهو مربي هذه الأمة وقائدها عليه الصلاة والسلام يعلم ويربى إذ يقول لخير القرون كلها مهاجرين وأنصار: (دعوها فإنها منتنة)... وما هي؟ صيحة نادى بها أنصاري: ياللأنصار، وردَّ مهاجري: ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله وقال: (ما بالُ دعوى جاهلية؟) قالوا: يا رسول الله كسَعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة) [14].
حقاً إنها منتنة...
وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) [15].
فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس واختفت لوثة القوم... ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما وطنه هو دار الإسلام تلك الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها [16].
روى ابن هشام [17]: (أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال لسعيد ابن العاص - ومر به -: إني أراك كأن في نفسك شيئاً أراك تظن أني قتلت أباك! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله... ولكنى قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور بروقه - أي بقرنه - فَحِدْتُ عنه... وقصد له ابن عمه عليُّ فقتله).
قتل عمر خاله، وقتل على ابن عمه... في سبيل الله، إنه الانتماء إلى مجتمع العقيدة الذي ذابت فيه العصبيات كلها، وانتهت رواسبها في مجتمع الطهر والتجرد...
إذ غزوة بدر قاتل فيها القريب قريبه، ولما خرج للمبارزة في هذه الغزوة بعض الأنصار... نادى منادي قريش: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا... ولما خرج حمزة وعلي وعبيدة رضي الله عنهم. قالوا: - أي قريش - نعم أكفاء كرام... وقُتل عندها عتبة وشيبة والوليد من سادة قريش [18].
إن هذه الروح الإيمانية، وهذا الانضواء تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، خلَّص المجتمع الجديد من عصبيات قاتلة، بمجرد أن عاشوا حقيقة هذه الشهادة.
وإن الأخوة التي قامت بين المهاجرين والأنصار كانت دليلاً حاسماً على قيام دولة العقيدة ونشوء مجتمع قضى على رواسب العصبية الجاهلية.
وفي خطبة الوداع وضع المصطفى صلى الله عليه وسلم أسس التجمع العقيدي الصحيح إذ قال: (وكل دم في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه؛ دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا كتاب الله... وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟)، قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت... [19].
الشعر الإسلامي:
والشعر الإسلامي ساهم أيضاً في ترسيخ هذا البنيان الضخم، حيث ألغى الإسلام العصبية ورابطة الجنس، وصار الشعر يتمثل هذه القيم الجديدة الكريمة... بعد أن كان سلاحاً يثير أحقاد القبائل.
فالعباس بن مرداس يقاتل بني عمه مخالفاً هواه مطيعاً ربه ودينه حيث يقول [20]:
ويوم حنين حين سارت هوازنٌ أمام رسول الله يخفق فوقنا
إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع لواءٌ كخذروف السحابة لامع
=========
>>>> الرد الخامس :
ممكن باختصار مفييييد
=========
لا التمــرين كــتالي أرجــو حلهــــ
في دارة انارة في الرواق.استعملنا مصباحين لهما الخصائص 100w .. 220v
1-احسب التيار في كل مصباح
2-احسب التيار الكلي للمصباحن
3-احسب مقاومة كل مصباح
4-احسب المقاومة الكلية rg للمصباحين على التفرع حيث
rg=r/2
5-نريد قياس التوتر والتيار i المار للمصباحين بجهاز م م ق له الخصائص التالية:
1kv
250v
100v
10mv
( مستمر . متناوب )
معيار التيار
1ma . 10 ma . 500ma . 1a
-ماهي مراحل ربط الجهاز كفولط متر
-ماهي مراحل ربط الجهاز كامبير متر
أيضــا
سسؤال اضافي " هل يمكننا ربط هذا الجهاز كأمبير متر في حالة 3 مصابيح على التفرع ؟؟
ولــو مؤشششششششششششششششششرات عن الحــل بليييييييييييييييز ؟؟ الاسئلة الأخييره’
جزاكم الله خيــٍراٌُ
والله ولي التوفيق
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
ردد هذا
اللهم بارك لنـا في علمـنـا و دراستنـا ووقت المتبقي عـن الامتحان
سيورد شبيهه في امتحان الفصل الثــاني أرجــو البحث عن حله
منبر التوحيد و الجهاد منهاج السنة مقالات موقف الإسلام من العصبية القبلية
موقف الإسلام من العصبية القبلية
Share
صندوق الأدوات
حفظ المادة طباعة إلى المفضلة تنبيه عن خطأ إلى صديق
محرك البحث
بحث في الصفحة
بحث متقدم »
شارك معنا
شارك معنا في نشر إصدارات المجاهدين. . . رسالة إلى كل من يملك كتاباً أو مجلة أو شريطاً . . . تتمة
كيف عالج الإسلام العصبية القبلية؛ كيف عمل على تذويبها؟ سؤال مهم يطرح نفسه، إذ كيف كان الفرد مشلول الإرادة، مسلوب القوة أمام عبوديته لطغيان القبيلة؟
صحيح أن المرء ما كان يجد الأمن والاستقرار إلا في رحاب القبيلة، فهي البنية الاجتماعية المعتبرة، في صحراء ينعدم فيها النظام والعدل، والسلطة التي تحفظ الأمن.
إلا أن هذا لا يعتبر مبرراً كافياً، ليلغي الفرد عقله ويسير حسب هوى القبيلة، وجبروتها... وقد مر معنا سابقاً قول دريد بن الصمة:
وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
وعندما تحدثنا عن الشعر الجاهلي، تبين لنا مدى قوة سيطرة روح القبيلة، فهي المعبود المطاع...
وفي صدر الإسلام كان لروح القبيلة، ومجد الآباء والأجداد تأثير عجيب مما جعل قبيلة قريش وقبائل العرب تقف متجبرة متغطرسة أمام الحق الأبلج.
أ) قوة العصبية وسيطرتها على مجتمع الجاهلية:
ذكر الزهري: أن أبا جهل وجماعة معه وفيهم الأخنس بن شريق، وأبو سفيان، استمعوا قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الليل، فقال الأخنس لأبي جهل: يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: تنتازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا - أو تحاذينا - على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذا؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه [1].
يستمع هؤلاء النفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال ثلاث ليال - والرسول لا يعلم بهم - ثم يلتقون ويتعاهدون على عدم العودة والاستماع، فالقرآن يستهوي نفوسهم لكن العصبية حملت هؤلاء وأبا جهل خاصة على هذا الموقف المعاند الظالم.
أبو جهل هذا يقتل في بدر، ويصعد فوقه عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، ويسأله: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه؟ - أي ليس عليه عار، لأن قومه قتلوه! - [2].
عصبية حتى عند الموت!
وإسلام الحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في السنة السادسة للبعثة كان بسبب نصرة ابن الأخ أولاً، لأن أبا جهل اعتدى عليه.
قال ابن إسحاق [3]: (مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا، فآذاه ونال منه، ورسول الله ساكت، فقام رسول الله ودخل المسجد وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها على الصفا تسمع ما يقول أبو جهل... فأخبرت حمزة ما سمعت من أبي جهل، فغضب ودخل المسجد، وأبو جهل جالس في نادي قومه فقال لهم – الحمزة -: أتشتم ابن أخي وأنا على دينه؛ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة، فثار رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل: دعوا أبا عُمارة، فإني والله قد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فعلمت قريش أن رسول الله قد عز وامتنع... فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه).
إن قوة تأثير القرابة، وعصبية الدم كانت سبباً في إسلام حمزة رضي الله عنه... وإن حماية أبي طالب لرسول الله، ودعوته بني هاشم وبني المطلب لنصرته عليه الصلاة والسلام كانت من هذا القبيل وحصار بني هاشم مؤمنهم وكافرهم في الشعب "وأن لا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبداً ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموهم للقتل"، وقد لبثوا في شعب أبي طالب ثلاث سنين [4] كان مقاطعة، لأعراف القبائل فيها تأثير كبير.
إن الإسلام استفاد من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، ولا مانع من استخدامها مظلة واقية ضد نيران مجتمع متعصب له تقاليده. وشعر أبي طالب في قصيدته اللامية [5] يبين مدى حمايته لرسول الله، ومدى قوة رابطة العصبية رغم الخلاف في المعتقد:
ونُسلمه حتى نصرع حوله نُذهل عن أبنائنا والحلائل
وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه ربيعُ اليتامى عصمةٌ للأرامل
فوالله لولا أن أجيء بسبة [6] تُجرُّ على أشياخنا في المحافل
لكنا اتبعناه على كل حالة من الدهر جداً غير قول التهازل
كان من العار عندهم ألا ينصر القريب قريبه، ولو خالفه في المعتقد، ومن هنا وقف أبو طالب من ابن أخيه عليه أفضل الصلاة والسلام هذا الموقف المشرف، فقد كان "لزاماً على العربي أن يقوم بنصرة الأخ وابن العم أخطأوا أم أصابوا، عدلوا أم ظلموا، بمعنى أن الرجل كان يلحقه العار، إذا قعد عن نصرة أخيه أو ابن عمه... ولذلك قالوا؛ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. وهذا من حكمة الجاهلية... فالنصرة عندهم هي الإعانة على الغير أما في الإسلام فقد اعتبر من ضمن النصرة نصيحة الظالم لرده عن ظلمه..." [7].
إن الإسلام حرم نصرة الظالم ففي الحديث الشريف: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قيل: يا رسول الله... فكيف أنصره ظالماً؟ قال عليه الصلاة والسلام: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه) [8].
لقد نفّر الدين الحنيف من إعانة العشيرة على الباطل، وصور ذلك الفعل القبيح تصويراً مؤثراً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردي في بئر فهو يُنْزع بذنبه) [9].
ب) كيف عمل الإسلام على تذويب العصبية:
عرفنا في الفقرة السابقة قوة العصبية في المجتمع الجاهلي وسنرى الآن كيف غير الإسلام هذه الروح، إذ بدأ بغرس ربطة الدين، ووشيجة العقيدة، وهى أساس كل تغيير.
"إن الوشيجة التي يتجمع عليها الناس في هذا الدين، ليست وشيجة الدم والنسب، وليست وشيجة الأرض والوطن، وليست وشيجة القوم والعشيرة، وليست وشيجة اللون واللغة ولا الجنس والعنصر، ولا الحرفة والطبقة إنها وشيجة العقيدة".
"أما الوشائج الأخرى" فقد توجد ثم تنقطع العلاقة - بين الفرد والفرد... - يبين الله لنوح عليه السلام لماذا لا يكون ابنه من أهله {إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}، فوشيجة الإيمان قد انقطعت بينكما {فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} إنه ليس من أهلك ولو كان هو ابنك من صلبك" [10].
"وامرأة فرعون التي طلبت من ربها أن ينجيها من فرعون وعمله وأن ينجيها من القوم الظالمين إنها امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية وقفت وحدها في وسط ضغط المجتمع وضغط القصر وضغط الملك وضغط الحاشية ورفعت رأسها للسماء! إنه التجرد الكامل من كل هذه المؤثرات والأواصر" [11].
وفي الحديث الشريف: (من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ) [12]، والعمية هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه.
وقال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
قال أهل العلم في سبب نزول هذه الآية: إنها نزلت في أبي عبيدة حين قتل أباه يوم أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة حين قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر [13].
لقد جمعت هذه العقيدة صهيباً الرومي وبلالاً الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة، راية الإسلام، وتوارت العصبية، عصبية القبيلة والجنس والقوم والأرض وهاهو مربي هذه الأمة وقائدها عليه الصلاة والسلام يعلم ويربى إذ يقول لخير القرون كلها مهاجرين وأنصار: (دعوها فإنها منتنة)... وما هي؟ صيحة نادى بها أنصاري: ياللأنصار، وردَّ مهاجري: ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله وقال: (ما بالُ دعوى جاهلية؟) قالوا: يا رسول الله كسَعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: (دعوها فإنها منتنة) [14].
حقاً إنها منتنة...
وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية) [15].
فانتهى أمر هذا النتن، وماتت نعرة الجنس واختفت لوثة القوم... ومنذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هو الأرض، وإنما وطنه هو دار الإسلام تلك الدار التي تسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها [16].
روى ابن هشام [17]: (أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال لسعيد ابن العاص - ومر به -: إني أراك كأن في نفسك شيئاً أراك تظن أني قتلت أباك! إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله... ولكنى قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور بروقه - أي بقرنه - فَحِدْتُ عنه... وقصد له ابن عمه عليُّ فقتله).
قتل عمر خاله، وقتل على ابن عمه... في سبيل الله، إنه الانتماء إلى مجتمع العقيدة الذي ذابت فيه العصبيات كلها، وانتهت رواسبها في مجتمع الطهر والتجرد...
إذ غزوة بدر قاتل فيها القريب قريبه، ولما خرج للمبارزة في هذه الغزوة بعض الأنصار... نادى منادي قريش: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا... ولما خرج حمزة وعلي وعبيدة رضي الله عنهم. قالوا: - أي قريش - نعم أكفاء كرام... وقُتل عندها عتبة وشيبة والوليد من سادة قريش [18].
إن هذه الروح الإيمانية، وهذا الانضواء تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، خلَّص المجتمع الجديد من عصبيات قاتلة، بمجرد أن عاشوا حقيقة هذه الشهادة.
وإن الأخوة التي قامت بين المهاجرين والأنصار كانت دليلاً حاسماً على قيام دولة العقيدة ونشوء مجتمع قضى على رواسب العصبية الجاهلية.
وفي خطبة الوداع وضع المصطفى صلى الله عليه وسلم أسس التجمع العقيدي الصحيح إذ قال: (وكل دم في الجاهلية موضوع، وأول دم أضعه؛ دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا كتاب الله... وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟)، قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت... [19].
الشعر الإسلامي:
والشعر الإسلامي ساهم أيضاً في ترسيخ هذا البنيان الضخم، حيث ألغى الإسلام العصبية ورابطة الجنس، وصار الشعر يتمثل هذه القيم الجديدة الكريمة... بعد أن كان سلاحاً يثير أحقاد القبائل.
فالعباس بن مرداس يقاتل بني عمه مخالفاً هواه مطيعاً ربه ودينه حيث يقول [20]:
ويوم حنين حين سارت هوازنٌ أمام رسول الله يخفق فوقنا
إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع لواءٌ كخذروف السحابة لامع
ويقول:
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى مطالاً لكنا الأقربين نُتابع
ولكن دين الله دينَ محمد رضينا به فيه الهدى والشرائع
القبيلة وحدة اجتماعية يستفاد منها:
كنا قد ذكرنا أن الإسلام استفاد من رابطة القبيلة في نشر الدعوة، واستخدمها مظلة واقية ضد ميزان المجتمع المتعصب... إن الإفادة من الرابطة القبلية وصلة القربى لمصلحة الإسلام شئ، والخضوع لهذه الرابطة المنحرفة الظالمة شئ آخر.
لقد استفاد الإسلام من الطاقات الطيبة كلها بما ينسجم مع تعاليمه، إذ كانت كتائب الجهاد في الفتوحات الإسلامية تضم تكتلات قبلية تثار فيها الحماسة الصادقة، والنخوة العربية خوفاً من العار، إضافة لما جدَّ من استعلاء الإيمان، وعقيدة الجهاد.
"إن قبائل المسلمين كانت تتحرك كوحدات حربية في الميدان... إن ما أذابه الإسلام وقاومه هو العصبية القبلية والتفاخر بالأنساب، ولكنه لم يحارب القبيلة في حد ذاتها، كوحدة لها وجود عميق في البيئة العربية، لقد ظلت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية، والوحدة الحربية المعترف بها في الفتوح الأولى، واستفاد الكيان الإسلامي من هذا الوجود إلى أقصى حد…".
"وفي معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب اختلطت صفوف المسلمين، فصاح بهم خالد بن الوليد؛ أيها الناس تمايزوا حتى نعرف من أين نؤتى، فتميزت كل قبيلة في صفوفها وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وراية الأنصار مع ثابت بن شماس" [21].
قال تعالى: {وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
ولو نظرنا إلى منازل القبائل العربية، لوجدناها مطابقة لتعبئة خالد بن الوليد رضي الله عنه عند زحفه من البناج إلى الحيرة...
وفي كتب السيرة والفتوحات نلاحظ أن الخليفتين الراشدين الصديق والفاروق كانا يبعثان القبائل ويستعملان على كل قبيلة قائداً منها...
والجدير بالذكر أن المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله كان لهم وضع خاص فلم تكن لهم دائماً في الفتوح وحدات خاصة بهم من قبائلهم، إنما كنا نجدهم في القيادات غالباً كخالد بن الوليد والنعمان بن مقرن وإخوانه [22].
فالعقيدة تذيب العصبية، وتستفيد من رابطة القرابة وتستعلي على المصلحة الشخصية والقبلية، ويكون المسلم ضد هواه، صلته بربه قوية، علاقته مع إخوانه المؤمنين وطيدة... وكلما ضعف رابط العقيدة، وتخلخل صفاء التوحيد، برزت العصبية من جديد، والهوى والنزوات... وسنرى في الصفحات القادمة كيف عادت العصبيات إلى المجتمع الإسلامى بنسب متفاوتة، وخلال القرون المتوالية - نعرضها بإيجاز بإذنه تعالى -
* * *
ج) الإسلام والجاهلية؛ عودة العصبيات من جديد:
تحدثنا فيما مضى عن أثر هذا الدين الحنيف في تذويب العصبيات ورواسبها، وكيف أن أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم سَمَوا بأنفسهم فوق تقاليد الآباء، وأعراف الأجداد.
إلا أننا نلاحظ عودة العصبية، عندما كان وازع العقيدة ضعيفاً... وبذور الإيمان لم تزدهر بعد... والتربية القرآنية لم تلامس بعض القلوب... وذلك في مظاهر متعددة برزت في:
1) حروب الردة.
2) العصر الأموي.
3) أحقاد الشعوبية.
4) عصبية القومية والوطنية في العصر الحديث.
1) حروب الردة:
إن الحديث عن فتنة الردة ليس بالأمر السهل إذا اختلطت فيها المفاهيم، فتلونت العصبية مع ضعف أثر الدين بميل نفوس الأعراب إلى حياة الفوضى والغزو، وحنينهم إلى ماضٍ قريب ألفوه قروناً متطاولة...
لقد كانت النزعات بين المرتدين ليست واحدة، وكانت شعاراتهم متباينة، يجمعها التفاف حول متنبئين كذابين، هم يعلمون كذبهم، إلا أنها عُبيَّةُ [23] الجاهلية، وعصبية القبيلة لأحد أبنائها ونتن الوثنية الذي عاد من بعض الوجوه...
"لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظم الخطب، واشتد الحال، ونجم النفاق في المدينة، وارتد من ارتد من أحياء العرب حول المدينة، وامتنع آخرون عن أداء الزكاة إلى الصديق، ولم يبق للجمعة مقام في بلد سوى مكة والمدينة، وكانت جواثا من البحرين أول قرية أقامت الجمعة بعد رجوع الناس إلى الحق كما في صحيح البخاري عن ابن عباس، وكانت ثقيف بالطائف قد ثبتوا على الإسلام…".
"وقد روي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، ومن حديث القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة وأشربت النفاق، واللهِ لقد نزل بي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها، وصار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنهم معزى مطيرة في حُشٍ في ليلة مطيرة بأرض مسبعة..." [24].
"وقال محمد بن إسحاق: ارتدت العرب عند وفاة رسول الله، ماخلا أهل المسجدين مكة والمدينة، وارتدت أسد وغطفان وعليهم طليحة الأسدي، وارتدت كندة ومن يليها وعليهم الأشعث بن قيس الكندي... وارتدت ربيعة... وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة الكذاب... وارتدت سُليم مع الفجأة، وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة… [25].
اختلاف الشعارات والنزعات بين المرتدين:
"جعلت وفود العرب تقدم المدينة: يقرُّون بالصلاة ويمتنعون عن أداء الزكاة، ومنهم من امتنع عن دفعها للصديق، ومنهم من احتج بقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِم بِهَا وصَلِّ عَلَيْهِمْ إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ}. قالوا: فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكنٌ لنا" [26].
لقد غاب عن بال هؤلاء؛ أن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وعندما عقد الصديق رضي الله عنه لواء الجيش لخالد بن الوليد، أوصاه وبيّن له وضع القبائل، إذ يقول له: (سر في أصحابك على تعبية جيدة، فإذا لقيت أسداً وغطفان فبعضهم لك وبعضهم عليك، وبعضهم لا لك ولا عليك، متربص دائرة السوء، ينظر لمن تكون الدّبرة - أي: النصرة والغلبة - فيميل مع من تكون له الغلبة، ولكن الخوف عندي من أهل اليمامة، فاستعن بالله على قتالهم، فإنه بلغني أنهم رجعوا بأسرهم) [27].
وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة، ويتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم... ثم هم بعد ذلك يزكون، فامتنع الصديق من ذلك وأباه...
وقد روى الجماعة سوى ابن ماجه عن أبي هريرة: (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي بكر: علام تقاتل الناس؟ وقد قال رسول الله: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها"؟ فقال أبو بكر: والله لو منعوني عناقاً - وفي رواية؛ عقالاً - كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم على منعها، إن الزكاة حق المال، والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، قال عمر: فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق" [28].
وبعد عودة جيش أسامة بن زيد، عقد أبو بكر الألوية، فعقد أحد عشر لواءً... عقد لخالد بن الوليد وأمره بطليحة، فإذا فرغ ساروا إلى مالك بن نويرة إنْ أقام له، ولعكرمة بن أبي جهل وأمره بمسيلمة... إلخ [29].
ولقد عرض الصديق على كبار الصحابة قيادة الجيش فأبوا عليه ذلك وكانوا يطمحون للشهادة...
"دعا أبو بكر زيدَ بن الخطاب لذلك، فقال: يا خليفة رسول الله قد كنت أرجو أن أرزق الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أرزقها، فأنا أرجو أن أرزقها في هذا الوجه، وإن أمير الجيش لا ينبغي أن يباشر القتال بنفسه، فدعا أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة، فقال مثل ما قال زيد، فدعا سالماً مولى أبي حذيفة ليستعمله فأبى عليه، فدعا أبو بكر خالدَ بن الوليد فأمّره على الناس" [30]... واستشهد هؤلاء الصحابة الذين اعتذروا عن القيادة رحمهم الله جميعاً.
بعد هذا العرض السريع لفتنة الردة وانتقاض القبائل على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم... مع اختلاف النزعات والشعارات، نلاحظ أمرين واضحين، هما:
1) قوة العصبية في نفوس الأعراب.
2) تعالي أصحاب الإيمان على هذه العصبية من الصحابة - وقسم من أهل القبائل - وقفوا لقومهم محاربين مقاتلين كما سنلاحظ ذلك...
العصبية راسخة الجذور في الجزيرة العربية:
والمتتبع لحروب الردة، يجد أن سواد الأعراب لم يدخل الإيمان قلوبهم، ولقد وصفهم القرآن بذلك: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا ولَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا ولَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وإن تُطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً}.
"هولاء الأعراب وقف معظمهم من الدين الإسلامي بالذهنية المغلقة المتعصبة التي لا تدرك معنى الدين؛ {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً ونِفَاقاً وأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ}".
"كانوا يعدون الرسول رجلاً أوتي السلطان على العرب؛ فيطيعونه على أنه رئيس مقتدر...".
"وكان العرب المسلمون ينظرون إلى الأعراب المتبدين نظرة حذر وارتياب، وكانوا لا يرتضون لأعرابيٍّ تحضَّر أن يتبدى... وكان للقبيلة الواحدة حاضر وبادية، والتمازج حاصل بين سكنة الحواضر وسكنة البوادي... وكان الرسول الكريم يفرق بين الأعراب الموغلين في الصحراء، والأعراب المقيمين في الضواحي والمستجيبين لدعوة الإسلام..." [31].
كان الأعراب بعيدين عن التربية المباشرة، تربية العقيدة والإيمان، كانت فترة الإعداد غير كافية لاقتلاع رواسب الجاهلية الموغلة في نفوسهم. إن جذور العصبية عريقة، والتعلق بعادات الغزو والنهب والفهم لحياة الفوضى، وكرههم للطاعة وحياة الانضباط، كل ذلك مع ضعف العقيدة سبَّب ردةً عنيفة في جزيرة العرب...
وسوف أستعرض بعض المواقف التي تجلّي لنا هذا الأمر:
عندما واجه خالد بن الوليد رضي الله عنه بجيوش المسلمين طليحة الأسدي أُسر حِبال بن أبى حبال، ولما أراد المسلمون أن يبعثوا به إلى أبي بكر الصديق قال: (اضربوا عنقي ولا تُروني محمَّدِيكُم هذا)، فضربوا عنقه [32].
نزل عمرو بن العاص وهو عائد من عُمان على سيد بني عامر - قرة بن هبيرة القشيري - وذلك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال قرة لعمرو: (إن لك عندي نصيحة وأنا أحب أن تسمعها. إن صاحبك قد توفي). قال عمرو: (أو صاحبنا هو، لا أمَّ لك، يعني: دونك؟)، قال له قرة: (وإنكم يا معشر قريش كنتم في حرمكم تأمنون فيه ويأمنكم الناس ثم خرج منكم رجل... فلما بلغنا ذلك لم نكرهه، وقلنا: رجل من مضر يريد يسوق الناس، وقد توفي، والناس إليكم سراع، وإنهم غير معطيكم شيئاً، فالْحقوا بحرمكم تأمنون فيه) [33].
وعندما اقترب عمرو من مشارف المدينة لقيه عيينة بن حصن خارجاً من المدينة، فقال له: (ما وراءك يا عيينة؟)، قال له: (يا عمرو استوينا نحن وأنتم)، فقال له عمرو: (كذبت يا ابن الأخابث من مضر). ثم لحق عيينة بطليحة الأسدي [34].
هذا هو منطق الجاهلية ورجسها، وعقلية مشايخ القبائل، ولننظر في مواقف عجيبة صدرت عن أصحابها خلال حرب اليمامة... مع مسيلمة الكذاب وقومه.
"كان - الرجال بن عُنْفوة - به من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير شيء عجيب... وفد على رسول الله مع قومه وكان من أكبر من أضل أهل اليمامة حتى اتبعوا مسيلمة، وكان قد أرسله الصديق لأهل اليمامة يدعوهم إلى الله، فارتد مع مسيلمة، وشهد له بالنبوة... سُمع الرجال هذا وهو يقول: كبشان انتطحا، فأحبهما إلينا كبشنا" [35].
ضلال عجيب، وعصبية قاتلة أوردته المهالك.
وها هو مسيلمة يقف مخذولاً أمام كتائب الإيمان ليقول لقومه في حديقة الموت: (اليوم يوم الغيرة... إن هزمتم تستنكح النساء سبيات... فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم) [36].
وبقوة الحسب ومجد العشيرة يستثيرهم محكم بن طفيل أكبر مؤيدي مسيلمة - خذله الله - إذ يقول: (ما كان عندكم من حسب فأخرجوه) [37].
"قال قائل لمسيلمة: (يا أبا ثمامة أين ماكنت وعدتنا؟) - وذلك بعد أن قتل محكم بن طفيل - قال الكذاب: (أما الدِّين، فلا دين، ولكن قاتلوا عن أحسابكم)، فاستيقن القوم أنهم على غير شيء" [38].
وأخيراً:
أسوق الخبر التالي، وهو يدل على عصبية عجيبة لا تدانيها إلا عصبية ما قبل الإسلام:
"جاء رجل إلى اليمامة وقال: أين مسيلمة؟ دلُّوه عليه، فقال له: من يأتيك؟ قال: رجس. قال: أفي نور أم في ظلمة؟ فقال: في ظلمة، فقال: أشهد أنك كذاب، وأن محمداً صادق، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر، واتبعه هذا الأعرابي الجلف - لعنه الله - حتى قتل معه يوم عقربا، لا رحمه الله" [39].
هكذا نلاحظ أن العصبية الجاهلية برزت قوية جائرة، سببت فتنة أريقت لها دماء، وأزهقت فيها أرواح... والإسلام ينادي: (دعوها؛ فإنها منتنة)، على لسان رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومن مستلزمات الجاهلية، والحياة القبلية كما مر معنا في الشعر الجاهلي؛ حياة الغزو، وأحياناً على بكر أخينا، وهذه النفسية ظهرت خلال فتنة الردة واضحة.
قدم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس على الصديق يطلبان جعلاً ليخذلان من وراءهما من القبائل، فرفض الصديق ذلك، وبعد عودتهما شن خارجة بن حصن - أخو عيينة - غارة على المدينة المنورة، فخرج إليهم الصديق بمن معه من المسلمين وهزمهم في ذي القصة [40].
وهذا الفجاءة من بني سليم كان قدم على الصديق وزعم أنه أسلم، وسأله أن يجهز معه جيشاً يقاتل به أهل الردة فجهز معه جيشاً، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلا قتله وأخذ ماله... فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشاً فرده وقد جمعت يداه إلى قفاه وقُتل.
من شحّت نفوسهم بدفع الزكاة:
وهنالك بعض المرتدين امتنعوا عن دفع المال وتأدية الزكاة لخليفة رسول الله...
قال الأشعث بن قيس لأبي بكر الصديق: (والله ما كفرت بعد إسلامي، ولكني شححت على مالي)، وذلك عندما جئ به وبقومه من أسرى كندة بعد هزيمتهم... وقال وفد كندة أيضاً نفس القول: (والله ما رجعنا عن الإسلام، ولكنا شححنا على أموالنا) [41].
"وكان الذين حبسوا صدقات قومهم وفرقوها بينهم مالك بن نويرة، وتيس بن عاصم، والأقرع بن حابس التميمي، وكذلك فعل حذيفة بن بدر الفزاري، ومثله بنو سليم، وحاولت طيء أن تقلد جيرانهم بني أسد إلا أن عدي بن حاتم رفض ذلك وأقنع قومه، وقدم بالصدقات على أبي بكر الصديق رضي الله عنه" [42].
اتمنى ان تكوني استفدتييييي
شكرا اختاه على هدا المجهود المبدول جزاك الله الف الف خير
Plz la répanse !!!!!!!!!!
Use the nots bellow to write a paragraphe about progress in science:
_Science is very important today
_New discoveries and invention
_Life becomes easier