عنوان الموضوع : مساعدة في المشروع للسنة 1 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم أريد مساعدة في مشروع العربية
إخواني ‘فتحوا الكتاب على الصفخة 46
موضوع المشروع يتحدث على: إعداد خطبة لإلقائها في مناسبة معينة
نحنا قالنا الأستاذ أعملوها على 1 نوفمبر
أرجوكم ساعدوني بليز


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ism7ili rani msalf lktab

=========


>>>> الرد الثاني :

نورمااااال راهو آخر أجل اللأسبوع مبعد هذا الأسبوع

=========


>>>> الرد الثالث :

ki njibo nchalleh n3awnek

=========


>>>> الرد الرابع :

مرسي شكرااااااااااااااااااااا

=========


>>>> الرد الخامس :

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟

=========


اول نوفمبر
الحمد لله رب العالمين ‏،‏ الحمد لله يؤيد بنصره من يشاء الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ‏،‏ ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك‏،‏ سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسِك‏،‏ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له . كتب العزة للمؤمنين ، والمذلة والمهانة للكافرين .‏ وجعل الجهاد رأس مالِ الأمةِ وعزَها . وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله‏،‏ وصفيه من خلقه وخليلُه‏،‏ خيرُ نبيٍ أرسله الله إلى العالم كله . بشيراً ونذيراً ‏، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا,‏ اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه،‏ وعلى آله وصحبه‏ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين‏، أما بعد عباد الله ،
يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ {إنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ} ويقول أيضا‏:‏ {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظّالِمِينَ ‏،‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ} أيها الناس: لقد ألزم الله عز وجل . ذاته ألعُلْيَ ‏-‏وهو الصادق إذ وعد ‏-‏ ألزم ذاته, بان ينصر الفئة الصالحة , التي ءامنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا,ءامنت بان لا سبيل إلى العزة والتمكين في الأرض, إلا بالقران وبالإسلام ‏وحب الوطن .‏قال تعالى{ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون} اليوم أيها الأحبة: نتوقف مع التاريخ , مع ذاكرة الأمة . نتوقف مع جهاد امتنا المجيدة, الذي هو ركن اساسى, لبقاء الإسلام وبلاد المسلمين قال الله في القران (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) نتذكر أيها الأحبة : في مثل هته الأيام . ذكرى أول نوفمبر54 والتي تمر علينا ذكراها . السادسة و الخمسون . والتي يحفِظها التاريخ . لبلاد المليون ونصف ملون شهيد . وطني المفداء , وكما أنها تمثل ذكرى ناصعة, في تاريخ المقاومة الجزائرية الموحدة . وفي أمجاد الشعب الجزائري المجاهد , الذي قدم أغلى ما يملِك من أبنائه, في سبيل الله , والعقيدةِ والوطن, يَذكر الشعب الجزائري, تلك التضحيات الجسام, من أجل انتزاع حقه في الحرية, والسيادة الوطنية . من عباد الأوثان وعباد الاستدمار. فرنسا العجوز . التي يكتب لها التاريخ . المجازر البشعة . والإرهاب المنظم . والتعذيب الهمجي للشعب الجزائري طيلة القرن ونصف القرن . ولكن الظلمُ لا يدوم . فمهما طال بطش الظالم . فلابد من مجيء الفجر ولقد صدق أبو القاسم ألشابي حين قال
إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلابد إن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجـــلي * ولابد للقيد إن ينكسر
ولاشك أن ما قام به آباؤنا, وأجدادنا من التضحيات . إنما هو امتدادٌ لجهاد الأمة . من لدن رسولِ الله وصحابتِه الكرام . وسار على ذالك أبطالنا الأفذاذ, وأجدادنا المجاهدون , الذين عرفوا انه لا يَصْلُحُ الآخِرون إلا بما صلح به الأولون , إذ صلح الأولون بالجهاد والعزة والكرامة والشهامة والرجولة, ولقد أحسن الشيخ المجاهد عبد الحميد بن باديس حين قال
شعب الجزائر مسلم *** والى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله *** أو قال مات فقد كذب
يا نشء أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحها وخض الخطوب ولا تهب
كان الواحد فيهم يقول :
ولست أبالى حين اقتل مسلما *** على أي جنب كان في الله مصرعي
ويقول الأخر: نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبــدا
لقد كُتب لهم البقاء طيلة هذه القرون, على الرغم مما حصل من ضعف, لهذه الأمة .لقد انتصرت امتنا في القديم , على العدو الغاصب المحتل,انتصرت لأنها تمسكت بدينها, وأطاعت ربها, وانتصرت لأنها تمسكت بالإيمان , واتخذت الأسباب , وتوكلت على ربها . فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .كانوا لا يخشون شرقا ولا غربا . همهم تحرير الوطن . ثم تحرير البشر من عدو لا يعترف بحقوق الإنسان ولا الحيوان . إن هذه الدول المستكبرة التي تعالت على الله تعالى . وعلى عباد الله وعلى ارض الله . هي اليوم كذالك لا تعترف بحق الإنسان في وطنه . فما بالك على أرضها . إن هذه الدول التي خربت في القديم أوطاننا . هي اليوم تدمر وترهب أوطاننا .إن هذه المناسبة أيها الأحبة : تذكرنا أن العدو القديم . هو العدو نفسه اليوم . فالكفر ملة واحدة .أيها الأحبة : أنظروا كيف اجتمع أعداءُ الإسلام علينا ، قديما وحديثا، لمحاربة هذا الدين . ورسالة سيد المرسلين ، لكن سنن الله لا تتبدل . والحياة علمتنا أن الله ناصرَ دينَه بنا أو بغيرنا ، كما أن سنن الله لا تحابي أحدا . فلا بد أن نعلم أن سر قوتِنا . إنما يكمن في تمسكنا بهذا الدين . وتجسيده في واقع حياتنا . ثم انظروا في سيرة النبي  وصحبه الكرام . إذ كانوا إخوةً متحابين ، تربط بينهم أواصر الإيمان والتقوى وقد ( المسلم اخو المسلم) ثم انظروا إلى تاريخ ثورتنا المجيدة . كيف كان المجاهدون في ارض الوغى . وكيف انتصروا . كانوا موحدون مجتمعون على كلمة واحدة لا ننام حتى يخرج الأعداء من بلادنا ومن فوق ثرانا . صدقوا الله ما عاهدوا عليه كانوا على كلمة سواء من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب . كانوا إخوة لم يسمعوا إلى منادي الجهوية . أو العروشية . أو القبائلية .تلك من مخططات المحتل الغاشم . و تلك من دعوى الجاهلية . التي قال فيها الحبيب الطبيب رسولنا  ( دعوها فإنها ممتنة ) ولقد وعدنا ربنا أيها الإخوة و الأخوات : بالتمكين في الأرض إذا كنا صالحين . متمسكين بالكتاب والسنة قال تعلى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم ،ولينكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه غفور رحيم.
الخطبة الثاني
الحمد لله رب العالمين.... أما بعد عباد الله :
زينة الحياة الدنيا. وعُدة الزمان بعد الله . شباب الإسلام. الناشئون في طاعة ربهم، لا تكادُ تعرف لهم نزوة, يستبقون في ميادين الصالحات، أولئك لهم الحياة الطيبة في الدنيا، ولهم الظلُ الظليل . يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظل المولى عز وجل. وبهذه المناسبة . أقول أيها الأحبة : من الشباب العلماء العاملون، والجنود المجاهدون . وفيهم الصناع والحِرفيون، إذا صلحوا أسعدت بهم أمتُهم، وقرت بهم أعينُ آبائِهم وأمهاتِهم، وامتد نفعهم وحسنت عاقبتهم ( جَنَّـٰتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءابَائِهِمْ وَأَزْوٰجِهِمْ وَذُرّيَّاتِهِمْ وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ) ولقد رسم النبي فيما رسم . منهجاً واضحاً لشباب الأمة المحمدية . ممثلاً في سنته العطرة ، أيها الشباب: اعلموا أن من اخرج الاستعمار شباب أمثالكم . كانوا صادقي العزيمة . متمسكين بدينهم فنصرهم الله تعالى . كونوا أيها الشباب بُنات الأوطان . ولا تغتروا بزخارف الحياة الدنيا . وتذكروا قول الصادق المصدوق : (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم) نفعني الله وإياكم بالقران الكريم وبهدى سيد المرسلين....
.اللهم انصرنا على أعدائنا ومن ظلمنا ... اللهم ارحم شهدائنا وألحقهم بشهداء بدر واحد اللهم اغفر لنا ذنوبنا صغيرها وكبيرها ...اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا ...اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا.. اللهم لك أسلمنا وبك أمنا فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعللنا وما أنت اعلم به منا ... اللهم تب على التائبين واغفر لهم ذنوبهم أجمعين ..اللهم لا تجعل فى مسجدنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا مرضا إلا شفيته ولا مسافر إلا أرجعته سالما غانما إلى أهله ..اللهم اصرف عن بلدنا هذا الغلى والوبا والزنا والزلازل والمحن وعن سائر بلدان المسلمين اللهم احفظ الإسلام والمسلمين اللهم عليك بأعداء الدين اللهم انصر عبادك الصالحين اللهم وفق ولاة أمور المسلمين جميعا لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين اللهم وفق ولاة أمورنا خاصة لما تحبه وترضاه وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة اللهم وفقهم وأعنهم لما فيه صلاح العباد والبلاد.. اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين بالأمن والإيمان اللهم استرنا فوق الارض...اللهم ارحمنا وارحم والدينا...اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين...


الحمد لله القائل في محكم التنزيل (إن الله اشتري من المومنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به ذالك هو الفوز العظيم ) وصدق الله فليس هناك افضل من المجاهد في سبيل الله باع روحه لله ومن اجل وطنه وأي كرم اعظم من هذا عند الله ونشهد ان لاإله إلا الله وحده لاشريك له ونشهد ان محمدا عبد الله ورسوله قائد المجاهدين والداعي إلي الصراط المستقيم.لك من الله تحية .وسلام عليك ياسيد الوجود وصاحب المقام المحمود والآل والصحب وكل المصطفين الاخيار .اما بعد .أيها الأحبة الكرام .ليس من الوفاء لاجدادنا ان نتنكر للتاريخ ونشك في جهادهم ويقول الواحد منا .(كل المجاهدين ماتوا ولم يبق إلا الحركي والعملاء ) واحتقار التاريخ والتشكيك في كل شئء واللامبالاة التي نلاحظها أمر خطير .
في مثل هذه الليلة المباركة من 1954 توحدت الكلمة وانطلق المجاهدون علي بركة الله وكما قال الشاعر الملهم الذي ظلموه حيا وميتا مفدي زكرياء )قمنا نضاهي صحابة بدر وقال
نوفمبر جل جلالك فينا أنت الذي بث فينا اليقينا



ويكفي شرفا للشهداء الآية الكريمة التي نرددها صباح مساء وهي بمثابة وسام فخر لكل الشهداء(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا يحزنون)
وكان الشعب الجزائري عصيا علي فرنسا .فعلت المستحيل لترويضه وإذلاله فما استطاعت .حتي يحكي المؤرخون الجزائريون أمثال أبوالقاسم سعد الله أمد الله في عمره والمؤرخ يحي بوعزيز رحمه الله أن فرنسا لما لم تقدر في بداية الاحتلال علي تركيع الجزائريين عمدت إلي سياسة الترويع بحشر المئات من الناس في المغارات وقتلهم أوالغلق عليهم بالإسمنت حتي يموتون جوعا ولاحول ولاقوة إلا بالله .انتفض الأمير عبدالقادر رحمه الله وقال الشعب مرحبا وبقي يجاهد في فرنسا 16سنة ولظروف عديدة كانت المعاهدة التي أدت إلي نهاية مقاومة الأمير لكن مقاومات أخري هنا وهناك كثورة الشيخ بوعمامة وأولاد سيدي الشيخ والزعاطشة وغيرهم




منقوووووووووووووووووول

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزاكم الله خيراااااااا و يرحم ولديكم

اهلا
مشروعنا كان عن اعداد فهرس حول الحياة العقلية في العصر الجاهلي
اسفةة جدا..
بالتوفيق


شكراااااااااااااااااااااااااا غلى مرورك

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

المقدمة :

كان العصر الجاهلي عصرا فقيرا فكريا و ثقافيا إذا ما قورن بعصور اليونان و الرومان و الفرس و الهنود حيث العلوم و الفلسفات و الآداب و لم يميز الحياة العقلية الجاهلية سوى اللغة و الشعر و الأمثال و القصص كما كانت لهم معرفة بالأنساب و السماء و معرفة بشيء من الطب الذي توارثوه.
و لكن من الخطأ الكبير أن نسمي هذه المعارف البسيطة علوما لأن الظروف التي عاشها العرب لا تسمح بوجود علم منظم و لا علماء يدونون قواعده و يوضحون مناهجه اذ أن وسائل العلم غير متوفرة و كذا وسائل العيش و لذلك فإن الكثير منهم لا يجدون ما يمكنهم من التفرغ للعلم.
و كذلك لا أثر للمذاهب الفكرية عندهم و إن كل ما كان في هذا المجال مجرد خطرات و نظرات وردت في أشعارهم كقول زهير :
" رأيت المنايا خيط عشواء من نصب ** تمته و من تخطئ بعمر فيهرم "
و لقد وجد في أطراف الجزيرة العربية في الجاهلية شئ من العلم، ففي اليمن كان هنالك شئ من العلم والفن وظهر ذلك في طرق إرواء الأرض وهندسة بناء القصور ، كما عُرف الطب والزراعة و بيطرة الدواب وإن لم يكن ذلك علي درجة كبيرة. وقد جاءهم ذلك من الفرس والرومان والحبشة حيث كانت اليمن علي اتصال بتلك الأمم
ونجد أيضا في الحيرة العلوم والفنون وقد بنيت بها القصور كقصري الخور نق و السدير و جاءهم ذلك من الفرس واليونان حيث كانت الصلة وثيقة بين الفرس وملوك الحيرة مما عمل علي نقل هذه العلوم والمعارف إلي الحيرة.
وفي الشام وُجدت أيضا بعض العلوم والفنون وقد وصلتهم من الرومان واليونان ولقد فتحت صلة الغساسنة ملوك الشام بالرومان طريق العلم إلي جزء من بلاد العرب
أما في أوساط الجزيرة حيث يقيم البدو فقد انعدم العلم اللهم إلا ما استفاده البدو من التجارب أو ما هدتهم إليه العقول أو ما جاءهم في صورة فردية من الأمم المجاورة كعلوم النجوم ومطالعها والطب حيث كانوا يداوا بعض الأمراض بالكي والنباتات الصحراوية وكذا الفراسة وعلم الأنساب والكهانة والعرافة و بيطرة الخيل والجمال والتاريخ وأعظم مظاهر الحياة العقلية عند العرب تلك اللغة التي وصلتنا بما تحمله في طياتها من أمثال وتجارب وحكم وشعر وأدب.
مدلول مصطلح الجاهلية
ونحب أن نصحح بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا العصر ، فقد درج أكثر القدماء والمحدثين على تفسير معنى الجاهلية بالأمية، أي عدم معرفة القراءة والكتابة، وَوُصمَ العصرُ الجاهليُّ بالتخلّف الحضاريّ، وأبناء العصر بالتخلّف الثّقافيّ. ولكن النظرة الموضوعية أسهمتْ في إزالة الغبار الذي علق بهذا المصطلح، وقد رأى فيليب حَتي أن الحقيقة خلاف ذلك. فالجاهلية في المعنى الصحيح هي ذلك العصر ، الذي لم يكن لبلاد العرب فيه ناموس وازع، ولا نبيٌّ ملهم، ولا كتاب منـزل . فمن الخطأ أن نصف بالجهل والهمجية هيئة اجتماعية امتازت بما يمتاز به عرب الجنوب من ثقافة ، وحضارة قطعتْ في ميدان التجارة والأشغال شوطاً بعيداً قبل الإسلام بقرون متطاولة “.
وهكذا ينتهي المؤلف إلى تفسير فكرة الجاهلية على أساس ديني محض، فالعرب لم يكونوا أُميين، ووصْفهم بالجاهلية إنما هو تعبير عن أميتهم الدينية. وشبيه بذلك ما ذهب إليه الدكتور ناصر الدين الأسد، حيث يقول نافياً تجهيل الجاهلية :” إن حياة العرب في الجاهلية – فيما بدا لنا- بعيدة كل البعد عما يتوهمه بعض الواهمين ، أو يقع فيه بعض المتسرعين الذين لا يتوقفون، ولا يتثبتون، فيذهبون إلى أن عرب الجاهلية لم يكونوا سوى قوم بدائيين، يحيون حياة بدائية في معزل عن غيرهم من أمم الأرض… ونذهب إلى أن عرب الجاهلية الأخيرة كانوا من الحضارة بمنزلة لا سبيل إلى تجاوزها ، ولا مزيد عليها لمستزيد….
ومن الباحثين من ذهب إلى أن كلمة الجاهلية أُطلقتْ على هذا العصر ، ليست مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه، وإنما هي مشتقة من الجهل بمعنى السفه والغضب ، والنّزق، فالكلمة إذن تنصرف إلى معنى الجهل الذي هو مقابل الحلم، ومن هذا قولُ الشنفرى الأزدي في لاميته:
ولا تزدهي الأجهالُ حِلْمي ولا أُرى سؤولاً بأعقاب الأقاويل أنمل
والى هذا المعنى يذهب عمرو بن كلثوم في معلقته إلى القول:
ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا
بُغاةً ظالمين وما ظُلمْنا ولكنّـا سنبـدأ ظالمينـا
وواضح من هذه الأقوال أن الجهل هنا يُقصد به الحمقُ والسّفهُ ، وعدمُ ضبط النفس ، وفقدانُ سيطرة العقل ، وعدمُ السلوك الحكيم.
ولكن ينبغي أن ننبه إلى أن هذا لم يكن حال القوم في مجموعهم، ولم يكن كل من عاش في ذلك العصر متصفاً بهذه الصفات التي تتنافى مع العقل والحكمة، والاتزان، والروية . فقد كان هناك أفراد اشتهروا بالعقل السديد ،والرأي الصائب، وبُعْدِ النظر، كزهير بن أبى سلمى، وأوس بن حجر، وعبيد بن الأبرص، والحارث بن عوف، وهرم بن سنان ، وقيس بن عاصم ، والحارث بن عباد، وعامر بن الظرب العدواني ، والربيع بن زياد العبسي. وكانت سمتهم الظاهرة الحكمة ، حتى أن العرب اتخذوا من أولئك العقلاء حكاماً ، يستشيرونهم في شؤونهم ، ويحكمونهم في دمائهم ومواريثهم، اذكرُ منهم : اكثم بن صيفي ، وضمرة بن ضمرة النهشلي، وربيعة بن مخاشن، وحاجب بن زراة .
والأولى أن تكون كلمة الجاهلية قد أُطلقتْ – حين أطلقت – لتدل على شيوع عبادة الأوثان بينهم، فلا شك أن من بين العرب من كان يركع لصنم، أو ينحر لنصب، أو يتمسح بوثن، فالجاهلية مصطلح إسلامي يشير إلى أن العرب قبل الإسلام لم تكن ناعمة بزمن الإسلام، وإشراق تعاليمه)، وليس ثمة ما يُسوّغ انصراف مصطلح الجاهلية إلى توحّش العرب ، وجهلهم بعلوم زمانهم
ويمكن ردّ التطرف ضد العرب قبل الإسلام ، ونعتهم بالتوحش ، والجهل المطبق إلى ثلاثة أسباب :
الأول : دينيّ ، ويتضح من خلال الحرص على تبيان أثر الإسلام في المجتمع العربي ، وكأنّ الإسلام قد خلق هؤلاء الذين آمنوا خلقاً جديداً ،لم يكونوا قبله شيئاً يذكر
الثّاني: شعوبي، ومن المعلوم أن الشعوبية تنوء بكراهية العرب، فلم تتركْ عادة قبيحة ، إلا وألصقتْها بالعرب، إذ لم يرُق لهم كونُ العرب أمةً تسعى للمعرفة والخير .
الثالث : المستشرقون ، وإذا كان بعضهم – ممن اتسم سلوكه بالموضوعية، والأمانة العلمية – قد أفاد مكتبة العصر الجاهلي الأدبية ، سواء أكان ذلك بالأبحاث ، أو تحقيق بعض دواوين الشعراء ، فإن دراسات بعضهم من أمثال مرجوليوث ،ورينان وأوليري ، ” قد أساؤوا إلى العرب وأدبهم وحضارتهم وعقليتهم ” إساءة متعمدة فقد صدروا – فيما كتبوا – عن روح عنصرية يبرأ منها العلم.

أخلاق العربي في الجاهلية:

لا شك أن أهل الجاهلية كانت فيهم دنايا ورذائل وأمور ينكرها العقل السليم ويأباها الوجدان، ولكن كانت فيهم من الأخلاق الفاضلة المحمودة ما يروع الإنسان ويفضى به إلى الدهشة والعجب، فمن تلك الأخلاق‏:‏
1 ـ الكرم‏:‏ وكانوا يتبارون في ذلك ويفتخرون به، وقد استنفدوا فيه نصف أشعارهم بين ممتدح به ومُثْنٍ على غيره، كان الرجل يأتيه الضيف في شدة البرد والجوع وليس عنده من المال إلا ناقته التي هي حياته وحياة أسرته، فتأخذه هزة الكرم فيقوم إليها، فيذبحها لضيفه‏.‏ ومن آثار كرمهم أنهم كانوا يتحملون الديات الهائلة والحمالات المدهشة، يكفون بذلك سفك الدماء، وضياع الإنسان، ويمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء والسادات‏.‏
2 ـ الوفاء بالعهد‏:‏ فقد كان العهد عندهم دينًا يتمسكون به، ويستهينون في سبيله قتل أولادهم، وتخريب ديارهم، وتكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود الشيباني، والسَّمَوْ أل بن عاديا، وحاجب بن زرارة التميمي‏.‏
3 ـ عزة النفس والإباء عن قبول الخسف والضيم‏:‏ وكان من نتائج هذا فرط الشجاعة وشدة الغيرة، وسرعة الانفعال، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل والهوان إلا قاموا إلى السيف والسنان، وأثاروا الحروب العوان، وكانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل‏.‏
4 ـ المضي في العزائم‏:‏ فإذا عزموا على شيء يرون فيه المجد والافتخار، لا يصرفهم عنه صارف، بل كانوا يخاطرون بأنفسهم في سبيله‏.‏
5 ـ الحلم، والأناة، والتؤدة‏:‏ كانوا يتمدحون بها إلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود؛ لفرط شجاعتهم وسرعة إقدامهم على القتال‏.‏
6 ـ السذاجة البدوية، وعدم التلوث بملوثات الحضارة ومكائدها‏:‏ وكان من نتائجها الصدق والأمانة، والنفور عن الخداع والغدر‏.‏

الشعر في العصر الجاهلي

يظل الشعر الجاهلي ثرياً، لا يمكن أنْ تحيط به دراسة، وينطوي الشعر الجاهلي على معضلات تعترض القارئ ، إذ يلتقي بنصوص أدبية، فيها قدر من الصعوبة والغموض، وتشتمل على قدر من الخصائص الفنية والجمالية التي لها أهميتها وقيمتها

أهم الشعراء في العصر الجاهلي:
- الأعشى
ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير.
من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات.
فلا تحرِمنّي نداكَ الجزيل** فإنّي أُمرؤ قَبْلكُمْ لم أُهَنْ
- أبو طالب
عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش، أبو طالب والد الإمام علي كرم الله وجهه، وعم النبي صلى اللَه عليه وسلم كافله ومربيه ومناصره كان من أبطال بني هاشم رؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة.
ألا إنَّ خيرَ الناسِ حيّاً وميِّتاً
بِوادي أشِيٍّ غيَّبَتْهُ المقابِر
- أوس بن حجر
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة
تَنَكَّرتِ مِنّـا بَعـدَ مَعرِفَـةٍ لَمـي وَبَعدَ التَّصَابِي وَالشَّـبَابِ المُكَـرَّمِ

أغراض الشعر العربي الجاهلي
1- الوصف:
لقد أحاط الشاعر الجاهلي في أوصافه بجميع مظاهر البيئة، فوصف كل ما يخطر على باله وما يتراءى أمامه من مولدات شعورية، فحين يصف "عميرة بن جُعل" ديار الحبيبة الداثرة يبدع فيقول:

2-الغزل:
وقد اختص الشاعر قصائد بعينها وأوقفها على الغزل وذكر النساء، وفي أحيان أخرى كان يجعل الغزل في مقدمة القصيدة بمثابة الموسيقى التمهيدية للأغنية، توقظ مشاعر المبدع والسامع فتلهب الأحاسيس، وتؤجج العواطف، ورغم السمة العامة للغزل وهو الغزل الصريح المكشوف الذي يسعى للغريزة أولما يسعى، فإن المثير أن يعجب بعض الشعراء الصعاليك (الشنفرى) بحسن أدب المرأة وأخلاقها العالية
3-الرثاء:
وعاطفة الشاعر البدوية الفطرية كانت شديدة التوهج، فإن أحب هام وصرَّح وما عرف للصبر سبيلاً، وإن حزن فبكاء ونحيب حتى يملأ الدنيا عويلاً، وكلما جفت الدموع من عينيه استحثها لتسح وتفيض.
ومضرب المثل في الرثاء صخر أخو الخنساء الذي رثته أبياتًا، وبكته أدمعًا ودماءً، تقول الخنساء:
أعيني جـودا ولا تجمـدا ألا تبكيان لصخر الندى؟
ألا تبكيان الجريء الجميل؟ ألا تبكيان الفتى السيـدا؟
وهي ترجو (صخرًا) ألا يشعر بالمتجاه عينيها الذابلتين من البكاء وتلتمس لهما العذر:
ألا يا صخر إن بكَّيت عينـي لقد أضحكتني زمنًا طويـلاً
دَفَعْتُ بك الخطوب وأنت حي فمن ذا يدفع الخطب الجليلا؟
إذا قبح البكـاء علـى قتيـل رأيت بكاءك الحسن الجميلا

4- الفخر:
كان الجاهلي إذا فخر فجر … هكذا قالوا…
فانتماء الجاهلي لعشيرته وعائلته أمر مقدس، وعوامل ذلك متعددة منها: طبيعة الحياة القاسية التي عاناها العربي مما جعله يعتصم بقوة أكبر منه ويتحد معها؛ليتحصن من صراع الحياة البدائية المريرة، مما جعل عمرو بن كلثوم يقول بملء فيه:
وأنـا المنعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا أتينا
وأنـا الحاكمون بما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا
وأنـا النازلـون بكل ثغـر يخافا لنازلون به المنونا
ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا
ألا لا يجلهن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا كذاك البحر نملؤه سفينًا

5- الهجاء:
والهجاء المقذع عندهم يزكم الأنوف،ويعشو العيون، ولكنَّ لهم هجاء طريفًا ومنه التهديد والوعيد بقول الشعر الذي تناقله العرب، فيتأذى منه المهجو أكثر من التهديد بالقتل، وكان الهجاء سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح و السنان.
يقول مزرد بن ضرار:
فمن أرمه منها ببيت يَلُح به كشامة وجه،ليس للشام غاسلُ
كذاك جزائي في الهدى وإن أقل فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل
فهو يشبه قصيدته بالشام في الوجه لا يُتخلص منه، وهذا طبعه في الهدايا،وإن الشعر عنده لا ينفد كما أن البحر لا ينفد، والصوت لا يُبح ولا ينقطع.
والأدهى من ذلك أن كان غلام لخالد الذبياني يرعى الإبل فغصبها (آلثوب) منه فرجع يبكي إلى سيده فذهب خالد إلى مزرد بن ضرار الذبياني، فقال: إني أضمن لك إبلك أن تُرد عليك بأعيانها وأنشأ هجاءً يقول:
فإن لم تردوها فإن سماعها
لكم أبدًا من باقيات القلائد
فيا آل ثوب إنما ظلم خالد
كنار اللظى لا خير في ظلم خالد
فما لبث (آل ثوب) أن ردوا الإبل قائلين:
لئن هجانا مزرد لقد هجتنا العرب أبد الدهر.

6- المدح:
ومن رواده زهير بن أبي سلمى وكان لا يمدح إلا بالحق، وكذا النابغة الذبياني الذي تخصص في مدح العظماء والملوك راغبًا في العطاء السخي، ومنهم "الأعشى" وكان سكيرًا مغرمًا بالنساء لا يهمه من يمدح ما دام يعطيه، وقد أنفق كل ما أعطي على خمره ونسائه.
قال زهير في مدح حصن بن حذيفة:
وأبيض فياض يداه غمامـة على معتفيه ما تغب فواضـله
أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائلــه
تراه إذا ما جئتـه متهلـلاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ومن طرائف أشعارهم شكوى النساء وحدة ألسنتهن – ويبدو أنها شكوى الأدباء والمفكرين والناس دومًا - فهذا الشنفرى الأزدي يرجع لبيته، وقد مات كلبا صيد كانا يقتنصان الطعام له فقال:
وأيقـن إذا ماتا بجـوع وخيبة وقال له الشيطان إنك عائـل
فطوَّف في أصحابه يستثيبهـم فآب وقد أكدت عليه المسائـل
إلى صبية مثل المغالي وخرمل رواد ومن شر النساء الخرامل
فقال لها: هل من طعـام فإننـي أذم إليك النـاس أمـك هابـل
فقالت: نعم هذا الطوي ومـاؤه ومحترق من حائل الجلد قاحل
تغشى يريد النوم فضل ردائـه فأعيا على العين الرقاد البلابل
فالشيطان يعيره بفقره وأصحابه لا يعطونه شيئًا ، فيعود إلى صبية ضعاف وزوجة سليطة اللسان فسألها الطعام وهو يشكو الناس لها.
فأجابته بغيظ و ضيق: نعم لتأكل ماء البئر أمامك وجلدًا كان حذاءً قديمًا لك.. كله هنيئًا مريئًا.. فهرب صاحبنا إلى النوم عله يحل مشاكله في الأحلام، فصعب على عينه النوم وظل مؤرقًا و حيدًا..

7- المعلقات:
وهي أعظم نتاج الشعر الجاهلي كتبها الفحول العظماء؛ وسميت كذلك لأنهم علقوها على جدران الكعبة، وقيل: لأنها كاللآلئ الثمينة بين باقي القصائد، وقيل غير ذلك وتتميز بطولها وجزالة ألفاظها وتماسك أفكارها.
ويعتقد د. علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة أن من أسباب خلود المعلقات أن كلاً منها تشبع غريزة من غرائز النفس البشرية..
فحب الجمال في معلقة امرئ القيس، الطموح وحب الظهور في معلقة طرفة، والتطلع للقيم في معلقة زهير، وحب البقاء والكفاح في الحياة عند لبيد، والشهامة والمروءة لدى عنترة،والتعالي وكبرياء المقاتل عند عمرو بن كلثوم، والغضب للشرف والكرامة في معلقة الحارث ابن حلزة.
والمعلقات كلها تبدأ بالحديث عن الأطلال وموكب الارتحال عدا ابن كلثوم الذي طلب الخمر كأنما يريد أن يذهل عن الوجود الذي سيطعنه بارتحال الحبيب، والعربي منذ الأزل ارتبط بأرضه ووطنه، فالمكان لديه أخ وأب وصاحبة،والارتحال يفرق بين قلوب إلى مدى لا يُعرف، والتأثر يكون أقوى إن كان للمكان ذكرى حلوة، ولا عجب إن فرَّج عن نفسه بالبكاء لعل الدموع تطفئ نار الوجد، والعجيب أنهم وإن اتفقوا في الفكرة إلا أن جانب الشعور لديهم كان مختل
المعلقات العشر:

1- معلقة عنترة بن شداد 2- معلقة زهير بن أبي سلمى
3- معلقة طرفة بن العبد 4- معلقة امرئ القيس
5- معلقة لبيد بن ربيعة العامري 6- معلقة النابغة الذبياني
7- معلقة عمرو بن كلثوم 8- معلقة الأعشى
9- معلقة عُبَيد بن الأبرص 10- معلقة الحارث بن حلزة

8-المثل والحكم :
للمثل أو الحكمة مكانة في الأدب العربي سواء ما نتج عن قصة فأصبح مثل متداول أو ما نتج عن تجارب و عصارة خبرات عقلية أو حياتية فخرجت حكمة يتداولها الناس .
بهذا الخروج إلى محيط الناس و كثرة التناقل أصبح المدلول للمثل أو الحكمة كأنة الفيصل في أي حدث من حيث حيثيات الوجهة التي يراد الاستدلال بها ، ليكون المثل أو الحكمة عبارة عن جواب قاطع يجزي عن كلام كثير ، لتكرار الشيء المراد الاستدلال به ، فلا حاجة لكثرة الكلام ، يكفي أن تقول حكمة أو مثل لتكون قد قطعت شوط كبير لما تريد أن توضيحه ، هذا هو احد الأساسات التي أخرجت المثل أو الحكمة .
لا أريد صرف الموضوع باتجاه الدين فما خرج من الكتاب و السنة من حكمة أو مثل لا جدال فيه ، و إنما ما أخرجه البشر على مر العصور و كأن تلك الأمثال و الحكم وثائق تاريخية محملة بعقول و تجارب و قصص الغير فمن حيث انتهى المثل أو الحكمة و جب علينا أن نبتدئ .
و أن نأخذ تلك الأمثال و الحكمة بشيء من الجدية الصارمة فهي توجه و تحكم و تنزل الحدث موقع الواقع في ظن الكثير و تقود السلوك إلى الخضوع و التصديق لما قيل
(فاقد الشيء لا يعطيه)
هنا حكم بالإعدام و لكن بطريقة ليست فيزيائية .
عندما نقول تلك المقولة عن شخص عدواني أو بخيل أو غبي أو متكبر أو فقير
يكون الحكم بأن العدواني فاقد للتسامح و البخيل فاقد للكرم و الغبي فاقد للذكاء و المتكبر فاقد للتواضع و الفقير فاقد للمال ، فهذه العينات لا تعطي الشيء المطلوب سواء كان الشيء محسوس و ملموس او معنوي .
هذا الحكم بالإعدام في هذه المقولة تبرمج الدماغ بأن الأمل مفقود نحو التغيير ، إذا أصبح العدواني متسامح هل سنقول ( من أستملك الشيء يعطيه ) ؟
و من الأقوال المشهورة و التي تأتي في نفس هذا السياق ( إذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب)
هذه المقولة دائما تقال لمن هم في مقتبل العمر ، لكي لا يقعوا في المحضور أو لكي لا ينطق ( بالعيب )، حتى أصبح السكوت ميزة للكثير من الأطفال و تربوا على هذا الشيء و كبروا على السكوت ، لا يسأل و لا يستفسر و لا يحاور و لا يتحدث ، الكلام مقنن لا يطالب بحقوقه بطريقة مدنية ، بل حتى اذا خرج من سكوته نطق الكفر في كثير من كلامه لأن الذي أخرجه من صمته بعد تلك البرمجة هو الغضب .
الأمثلة كثيرة جدا و الحكم كذلك و لكم أن تروا اثر تلك الأقوال على مجريات حياة الناس .
و للفرع الأخر من المثل و الحكمة وقع اشد برمجة إلا و هو المثل الشعبي
الذي يعكس حياة الناس في أي مقولة يتم تداولها .

بقي أن أضيف شيء
المثل أو الحكمة ليست كتاب منزل ، المثل أو الحكمة جميلة من حيث سماعها و تطبيق بعض جوانبها حسب الحالة المرادفة لتلك المقولة
المثل أو الحكمة ليست مرآة ثابتة لأي مجتمع يتم تعليقها في لبنات المجتمع لتكون وسيلة من وسائل البرمجة
9-القصص:
ومن فنون النثر الجاهلي القصص وما يتصل منها بسبب، كالأسمار،والحكايات، والأساطير، التي تتناثر في كتب الأدب والتاريخ والأمثال، والتفسير، وكتب الشواهد النحوية والبلاغية، ومؤلفات الشرَّاح مما يؤلف ذخيرة قصصية غزيرة، تمثل في مضمونها جوانب من المجتمع العربي في العصر الجاهلي، أو ما هو قريب منه، إذا صحت نسبتها إلى ذلك العصر.
وقد بقي الناس يتداولون هذه القصص عن طريق الرواية الشفوية، حتى بدأ تدوين بعضها في العصر الأموي، ولكن لم يصل إلينا شيء منه، بل وصل ما دُوَّن في أوائل العصر العباسي، وما بعد ذلك، بعد أن تنقلت روايته في المجالس،وزيد فيه، ونقص منه، ولا يعرف مدونه ولا راويه، وإن حمل بعضه على الأصمعي وغيره،سواء في ذلك ما كان فيه إطالة وتفصيل، أو قصر وإيجاز. وقد كانت هذه القصص الجاهلية المتداولة نواة للقصص الشعبي الذي ازدهر في العصرين: العباسي والمملوكي.
ولهذا كله، يقع الشك في صحة نصوص القصص التي ترفع إلى العصر الجاهلي، من حيث الصياغة على الأقل. ذلك أنها لم تدون في ذلك العصر قط، ولا فيما هو قريب منه،بل صيغت بأساليب العباسيين، ومن بعدهم، الذين تصرفوا فيها صيغة ومضموناً، ولاسيما الطويلة منها. وتكفي الإشارة إلى أن أيام العرب وملامحهم الحربية تؤلف ينبوعاً قوياً لتلك القصص، وقد دونها أبو عبيدة في شرحه لنقائض جرير والفرزدق. ومن هذا التراث القصصي أيضاً ما يتصل بملوك المناذرة والغساسنة والدولة الحميرية، وغيرهم ممن سبقوهم أو عاصروهم، كالزباء أو زنوبية. ومنه أيضاً قصص العشاق وأخبارهم، وبعض الأساطير عن الحيوانات كقصة الحية والفأس في خبر المثل: «كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟
هذا، إلى قصص أخرى متناثرة في كتاب الأغاني وغيره عن عمرو بن كلثوم وربيعة بن مكدم، وعبد الله بن جدعان، وغيرهم. وكل ذلك من موروثنا النثري، ولكنه لا يمثل أسلوب الجاهليين ولا صياغتهم.

[0]

تعريف العصر الجاهلي

هي تلك الفترة التي سبقت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف من الزمان .


" " سبب تسميته بالعصر الجاهلي " "

سمي بذلك لما شاع فيه من الجهل وليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم .
العوامل التي أثرت في الأدب الجاهلي:
1 طبيعة السلالة العربية .
2 بيئة العرب الجغرافية .
3 حياة العرب الإجتماعية والأخلاقية .
4 حياتهم السياسية .
5 حياتهم الدينية .
6 حياتهم العقلية ونعني بها علومهم ومعارفهم .
7 أسواقهم واقتصادهم .
8 المعلقات كمظهر لاهتمامهم بالبلاغة والشعر.


" البيئة الجغرافية للعرب "

شبه جزيرة العرب صحراوية في معظمها يسود أرضها الجفاف ولكن حين تحظى بمطر أو ينبوع يتحول بعض أجزائها روضات بهيجة تسر الناظرين.
ولاشك أن الإنسان هو ابن الأرض تطبعه بطابعها وتلون
أخلاقه ومزاجه وعاداته بلون تضاريسها ومن هنا فقد طبعت الصحراء أخلاق العرب
بطابعها فتحلوا بالشهامة والكرم والنجدة وكراهة الخسة والضيم وقد كانت كل
هذه الصفات موضوعات خصبة أمدت الأدب العربي بمعظم أفكاره ومعانيه.


"حياة العرب الاجتماعية "

كان عرب الجاهلية فريقيين وهم : حضر وكانوا قلة وبدو وهم الكثرة .
أما الحضر فكانوا يعيشون في بيوت مبنية مستقرة ويعملون
في التجارة - الزراعة - الصناعة ويحيون حياة استقرار في المدن والقرى ومن
هؤلاء المدن سكان مدن الحجاز : مكة -يثرب - الطائف - سكان مدن اليمن كصنعاء
- وكثيرون من رعايا مملكة المناذرة ومملكة الغساسنة .
كما أنه من أشهر حضر الجاهلية سكان مكة وهم قريش
أحلافها وعبيدها وكانت قوافلهم آمنة محترمة لأن الناس يحتاجون إلى خدمات
قريش أثناء موسم الحج ولهذا ازدهرت تجارة قريش وكانت لها رحلتان تجاريتان
رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام.
وأما أهل البادية فكانت حياتهم حياة ترحال وراء منابت
العشب لأنهم يعيشون على ماتنتجه أنعامهم وكانوا يحتقرون الصناعة ويتعصبون
للقبيلة ظالمة أو مظلومة .
2- كانت المرأة شريكة مخلصة للرجل في حياته تساعده في
حاضرته أوباديته وتتمتع باحترامه حتى لقد اشتهرت بعض النساء في الجاهلية
بالرأي السديد.





حياة العرب الأخلاقية " "

كانت لعرب الجاهلية أخلاق كريمة تمم الإسلام مكارمها وأيدها كما كانت لهم أخلاق ذميمة أنكرها الإسلام وعمل على محوها .
فمن أخلاقهم الكريمة: الصدق- الوفاء- النجدة- حماية
الذمار- الجرأة والشجاعة- العفاف- احترام الجار- الكرم وهو أشهر فضائلهم
وبه مدحهم الشعراء.
" " أما عاداتهم الذميمة " "
الغزو -النهب والسلب- العصبية القبلية - وأد البنات- شرب الخمر - لعب القمار.


حياتهم السياسية " "

كان العرب من حيث حياتهم السياسية ينقسمون إلى قسمين :
1- قسم لهم مسحة سياسية ، وهؤلاء كانوا يعيشون في
إمارات مثل: إمارة الحيرة- امارة الغساسنة - إمارة كندة - مكة يمكن
اعتبارها من هذا القبيل لأن نظاماً سياسياً كان ينتظمها .
2- قسم ليس لهم وضع سياسي ، وهم من البدو الرحل ينتمون إلى قبيلة معروفة وتخضع كل قبيلة لشيخها .


الحياة الدينية للعرب " "

كان معظم العرب وثنيين يعبدون الأصنام ومن أشهر أصنامهم: هبل- اللات- العزى-مناة كما كانت لهم هناك أصنام خاصة في المنازل.
كما أن من العرب من عبد الشمس والقمر والنجوم ، وكان القليل من العرب يهود أو نصارى لكنهم لم يكونوا على بصيرة وفهم لشريعتهم .
على أن فئة من عقلاء العرب لم تعجبهم سخافات الوثنية
وهدتهم فطرتهم الصافية فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملة
ابراهيم عليه السلام وكانوا يسمون الحنفاء .
ومن هؤلاء: قس بن ساعدة - ورقة بن نوفل - أبو بكر
الصديق - كما كان محمد صلى الله عليه وسلم يتعبد في الغار على ملة ابراهيم
فكان أيضا من الحنفاء .



مظاهر الحياة العقلية عند العرب

*تمهيد:
*يجدر بنا قبل دراسة بعض نماذج الأدب الجاهلي من
(الشعر والنثر) وإن كان النثر قليلا جدا مقارنة بالشعر أن نقدم بهذه اللمحة
عن بيئة الأدب،و مظاهر الحياة العربية المختلفة من سياسية، واجتماعية،
ودينية وعقلية فالأدب صورة للحياة وللنفس وللبيئة الطبيعية و الاجتماعية.
*ويطلق الأدب الجاهلي على أدب تلك الفترة التي سبقت
الإسلام بنحو مائة وثلاثين عام قبل الهجرة.وقد شب هذا الأدب وترعرع في بلاد
العرب،يستمد موضوعاته ومعانيه،ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتها الطبيعية
والاجتماعية والفكرية،ويحدد لنا بشعره ونثره فكرة صادقة عن تلك البيئة.مما
يعين الدارس على فهم أدب ذلك العصر،واستنتاج خصائصه التي تميزه عن سائر
العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أن الكثير منه مجهول لضياع أثاره ولا
نعرف عنه إلا القليل.



لغة العرب:

*اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية التي نشأت عن أصل واحد،وهيالاشورية
والعبرية والسريانية والحبشية)،وتقتصر اللغات العربية في كتابتها على
الحروف دون الحركات،ويزيد حروفها عن اللغات الآرية مع كثرة الاشتقاق في
صيغها وقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنها مراحلها الأولى،ولكن مؤرخي
العربية اتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين:جنوبية أو قحطا نية،ولها
حروف تخالف الحروف المعروفة، وشمالية أو عدنانية،وهي أحدث من لغة
الجنوب،وكل ما وصلنا من شعر جاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين
وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعة أو مضر،وهما منا القبائل العدنانية،أو
من قبائل يمنية رحلت إلى الشمال، كطيئ وكندة و تنوخ،وقد تقاربت اللغتان على
مر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب و التجارة والأسواق الأدبية كسوق
عكاظ قرب الطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلك تغلبت اللغة العدنانية
على القحطانية،وحين نزل القران الكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة
العدنانية،وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثر في
رقيها وحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما
أعان على بسط نفوذها،واستمرار الارتقاء بها في المجالات العلمية والأدبية
إلى عصرنا الحالي.

*حياة العرب العقلية:

*العلم نتيجة الحضارة،وفي مثل الظروف الاجتماعية التي
عاشها العرب،لا يكون علم منظم،ولا علماء يتوافرون على العلم،يدونون قواعده و
يوضحون مناهجه إذ أن وسائل العيش لا تتوافر،ولذلك فإن كثيرا منهم لا يجدون
من وقتهم ما يمكنهم من التفرع للعلم،والبحث في نظرياته وقضاياه.
*وإذا كانت حياة العرب لم تساعدهم على تحقيق تقدم في
مجال الكتب والعمل المنظم،فهناك الطبيعة المفتوحة بين أيديهم،و تجارب
الحياة العملية وما يهديهم إليه العقل الفطري،وهذا ما كان في الجاهلية،فقد
عرفوا كثيرا من النجوم ومواقعها،والأنواء وأوقاتها،واهتدوا إلى نوع من الطب
توارثوه جيلا بعد جيل،وكان لهم سبق في علم الأنساب والفراسة،إلى جانب
درايتهم القيافة والكهانة،كما كانت لهم نظرات في الحياة. *أما الفلسفة
بمفهومها العلمي المنظم،فلم يصل إليها العرب في جاهليتهم ،وإن كانت لهم
خطرات فلسفية لا تتطلب إلا التفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصول الكون،من غير
بحث منظم وتدليل وتفنيد،من مثل قول زهير:
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
*واكبر ما يتميز به العرب الذكاء وحضور البديهة وفصاحة
القول لذلك كان أكبر مظاهر حياتهم الفكرية: لغتهم وشعرهم وخطبهم ووصاياهم و
أمثالهم.

أغراض الشعر الجاهلي:

وأغراض الشعر الجاهلي التي نريد بسط القول فيها هي:
المدح، الهجاء، الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل، الاعتذار، الحكمة، مع أن
القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من الأغراض؛ فهي تبدأ بالغزل ثم يصف
الشاعر الصحراء التي قطعها ويتبع ذلك بوصف ناقته، ثم يشرع في الغرض الذي
أنشأ القصيدة من أجله من فخر أو حماسة أو مدح أو رثاء أو اعتذار، ويأتي
بالحكمة في ثنايا شعره فهو لا يخصص لها جزءاً من القصيدة.


ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي المدح فلنبدأ به:

الهجاء:
سبيل الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجو
من المُثًل العليا التي تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله
جباناً، ومن الكرم فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن
الأخذ بالثأر بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه،
ويؤثر الهجاء في الأشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من
غيرها في الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر عظيم
وهذا هو السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون الأموال
الطائلة للشعراء اتقاء لشرهم.

مصادر الشعر الجاهلي :

المعلقات ، والمضليات ، والأصمعيات ، وحماسة أبي تمام ،
ودواوين الشعراء الجاهليين ، وحماسة البحتري ، وحماسة ابن الشجري ، وكتب
الأدب العامة ، وكتب النحو واللغة ومعاجم اللغة ، وكتب تفسير القرآن الكريم

أغراض الشعر الجاهلي:- لقد نظم الشاعر الجاهلي الشعر في شتى موضوعات الحياة ومن أهمه:

أ-الفخر والحماسة:- الحماسة لغة تعني : القوة والشدة
والشجاعة .ويأتي هذا الفن في مقدمة أغراض الشعر الجاهلي ،حيث يعتبر من أصدق
الأشعار عاطفة .

ب- الغزل:- وهو الشعر الذي يتصل بالمرأة المحبوبة المعشوقة .والشعر هنا صادق العاطفة ،وبعضه نمط تقليدي يقلد فيه اللاحق السابق .

ج- الرثاء:- وهو الشعر الذي يتصل بالميت . وقد برعت النساء في شعر الرثاء .وعلى رأسهن الخنساء ،والتي اشتهرت بمراثيها لأخيها صخر .

د- الوصف:- لقد تأثر الشعراء الجاهليون بكل ما حولهم ،فوصفوا الطبيعة ممثلة في حيوانها ، ونباتها .
ه- الهجاء:- فن يعبر فيه صاحبه عن العاطفة السخط والغضب تجاه شخص يبغضه .
خصائص الشعر الجاهلي:-
• يصور البيئة الجاهلية خير تصوير.
• الصدق في التعبير .
• يكثر التصوير في الشعر الجاهلي .
• يتميز بالواقعية والوضوح والبساطة .
النثر في العصر الجاهلي:-
• الحكم والأمثال .
• الخطب .
• الوصايا .

• سجع الكهان .


النثر: هو كلام لايتقيد بالوزن ولا القافيه اختيرت
ألفاظه وانتقيت تراكيبه وأحسنت صياغة عباراته بحيث يؤثر في المستمع عن طريق
جودة صنعته. فهو يختلف عن الكلام العادي الذي يتكلم به الناس في شؤونهم
العادية. وأنواع النثر الجاهلي هي: الخطابة والأمثال والحكم والقصص وسجع
الكهان. وسجع الكهان يتصف بقصر جمله وكثرة غريبه والتوازن في عباراته،
ويحرص الكاهن على إخفاء كلامه باتباع هذا الأسلوب، والخطابة من أبرز أنواع
النثر في العصر الجاهلي، وتتلوها من ناحية الأهمية: الأمثال؛ لسيرورتها بين
عامة الناس وخاصتهم ولهذا فسنتناول الخطابه بشيء من التفصيل.

أ الخطابة:

الخطابة كلام جيد المعاني متين الأسلوب مؤثر في من
يستمع إليه، يخاطب به جمهور من الناس، بهدف استمالته إلى رأي معين، أو
إقناعه بفكرة، أو إرشاده إلى طريق يسير فيه، أو منعه من الانحراف في ضلالة.
والخطبة شائعة بين الناس في العصر الجاهلي؛ لأنهم يحتاجون إليها في حياتهم
العامة وأكثر ما تقال في أماكن اجتماعاتهم مثل الأسواق أو اجتماعهم لحرب.

دواعيها: والدواعي إلى الخطابة كثيرة متنوعة، فهم
يحتاجون إلى حث المقاتلين على القتال في حالة الحرب كما فعل هانئ بن مسعود
الشيباني في يوم ذي قار، ويحتاجون إلى الخطابة في تهنئة الملوك كما فعل عبد
المطلب بن هاشم في تهنئة سيف بن ذي يزن عندما طرد الأحباش من اليمن، ومن
دواعيها التفاخر بين حيين، والدعوة إلى السلم عندما تمل الحرب. ومن دواعيها
التعزية والنصح والإرشاد.

والخطبة في الجاهلية لها دور فعال في تهذيب الناشيء
وتبصير الكبير؛ لأنها تشتمل على المثل السائر والحكمة الصائبة. وهي تكون
طويلة وقصيرة ولكنهم يفضلون الخطبة التي تجمع المعنى الكثير تحت اللفظ
القليل، وقد يلجأ الخطيب إلى الخيال ليستميل المستمعين أو يخوفهم.

أسلوبها: أسلوب الخطبة في الجاهلية يغلب عليه السجع،
فالخطبة تتكون من جمل قصيرة مسجوعة متوازنة وهذا ما نجده في خطبة قس ابن
ساعدة الإيادي في سوق عكاظ وفي خطبة عبد المطلب بن هاشم أمام سيف ابن ذي
يزن، وفي خطبة هانيء بن مسعود الشيبانى في يوم ذي قار. وقد تنهج الخطبة
أسلوباً مرسلاً لا يقيده السجع ولا التوازن ولا الجمل القصيرة.

صفات الخطيب: لا يتصدى للخطابة إلا من ملك زمام
الفصاحة وكان ثابت الجنان، حاضر البديهة، ويمدح الخطيب بجهارة الصوت، وكثرة
الريق، وعدم التلفت، ويعاب بالتنحنح والارتعاش، والحصر والعِيّ والتعثر في
الكلام، وكثرة مسه للحيته وشاربه[1] ومن عادة الخطيب أن يخطب واقفاً أو
يخطب وهو على راحلته، وإذا خطب واقفاً اختار مرتفعاً من الأرض واتكأ على
عصا، ومن عادة الخطيب أن يضع العمامة على رأسه.

والخطيب له مكانة ومنزلة تتجاوز منزلة الشاعرة؛ ذلك أن
الشاعر قد يتكسب بشعره كما يفعل النابغة والمتلمس وطرفة والأعشى،
وأمالخطيب فإنه لا يقول خطبته إلا في الدفاع عن القبيلة أو تبيين حقوقها
فالخطيب لا يتكسب بخطبته كما يفعل الشاعر.

ومن خطباء الجاهلية هاشم بن عبد مناف، وابنه عبد المطلب، وزهير ابن جناب، وقيس بن خارجة

بن سنان، وأكثم بن صيفى، وقس بن ساعدة، وهانيء بن مسعود الشيباني، وحاجب بن زرارة، والحارث بن عبّاد البكرى.

المعلقات هي:
قصائد طويلة تكتب في العصر الجاهلي، ويقال انها كانت تكتب بخيوط من ذهب وتعلق على استار الكعبه،
والبعض يقول سميت معلقات لعوق قصصها بالأذهان،
وأخرون يقولون سميت بالمعلقات لان الشعراء عندما يقدمونها لملك الحيره كان يقول علّقوا هذه بالخزائن.

اهم الشعراء وقصائدهم:

معلقة عنترة بن شداد العبسيّ
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ
أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّمِ
حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَمِّ الأَعْجَمِ
وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي
أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّمِ
يَا دَارَ عَبْلَةَ بِالجَوَاءِ تَكَلَّمِي
وَعِمِّي صَبَاحَاً دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
دَارٌ لآنِسَةٍ غَضِيْضٍ طَرْفُهَا
طَوْعَ العِناقِ لذيذةِ المُتَبَسَّمِ

معلقة طرفة بن العبد
لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يَقُوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ
كَأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً
خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِنٍ
يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي



معلقة عمرو بن كلثوم
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِينَا
وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا
إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِينَا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحَ إِذَا أُمِرَّتْ

معلقة زُهَير بن أبي سُلْمَى الْمزْنِيّ
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ
بِحَوْمانَة الدَّرَّاجِ فَالْمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا
مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ
بِهَا العَيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً
وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّةً فَلأيَاً
عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَثَافِيَّ سُفْعَاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ وَنُؤْيَاً
كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ
فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا أَلا
انْعِمْ صَبَاحَاً أَيُهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ

معلقة الحارث بن حلزة اليشكري
آذَنْتَنا بِبَيْنِها أسْماءُ
رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّواءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمَّا
ءَفَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ
فَالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا
في فِتَاقٍ فَعاذِبٌ فَالوَفاءُ
فَرِياضُ القَطَا فَأَوْدِيَةُ الشُّرْبِ
فالشُّعْبَتَانِ فالإِبْلاءُ
لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيها فَأَبْكِي
اليَوْمَ دَلْهاً ومَا يُحِيرُ البُكاءُ





الامثال والحكم:

المثل: قول وجيزبليغ يعتمد على حادثة او قصة او مناسبة قيل فيها ويضرب في الحوادث المشابهة لها.
ان المثل قول موجز بليغ يعتمد على حادثة او قصة او
مناسبة قيل فيها، ويضرب في الحوادث المشابهة لها ، وانتشر على الالسنة له
مورد ومضرب.
خصائصها:

1- ايجار اللفظ
2- قوة العبارة
3- دقة التشيه وسلامة الفكرة.
4-

الحكمة: قول موجز مشهور صائب الفكرة رائع التعير يتضمن معنى مسلما به يهدف الى الخير والصواب وبه تجرة انسانية عميقة

اسباب انتشارها:

1-اعتماد العرب على التجارب.
2-استخلاص العظة من الحوادث.
3-نفاذ البصيرة والتمكن من ناصية البلاغة.
خصائص الحكمة:

• روعة التعبير.
• قوة اللفظ
• دقة التشبيه
• سلامة الفكرة مع الانجاز

من الامثلة :
قول طرفة : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
........................................على المرء من وقع الحسام المهند

فهنا تتجلى حكمة صالحة لكل زمان ومكان .. فكلنا نؤمن بأن ظلم
ذوي القربى اقسى من غيره في الأثر على النفس .

وأعجب الرسول صلوات الله وسلامه عليه بشعر الحكمة ...

وكان يردد صلى الله عليه وسلم قول لبيد :

ألا كل شئ ماخلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

ثم يقول : إلا نعيم الجنة ..

المراجع والكتب:
* من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل (معجم ودراسة) ل طه باقر).
* في الشعر الجاهلي ل طه حسين

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطني الغالي
السلام عليكم أريد مساعدة في مشروع العربية
إخواني ‘فتحوا الكتاب على الصفخة 46
موضوع المشروع يتحدث على: إعداد خطبة لإلقائها في مناسبة معينة
نحنا قالنا الأستاذ أعملوها على 1 نوفمبر
أرجوكم ساعدوني بليز

الحمد لله الذي يبتلي عباده بما شاء, ليمحص من عباده من يشاء, ويتخذ منهم شهداء, وجعل الجهاد وسيلة للمؤمنين, الذين لا يرضون الذل لأنفسهم, ولا الدنية في دينهم, ولا المهانة لأوطانهم, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا, ونصلي ونسلم على خير من اعتز بربه وبدينه, اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأكرمين وصحابته الغر الميامين, الذين خرَّ تحت سيوفهم القياصرة والكياسرة من الكافرين الجبابرة.
أيها المؤمنون:...دروس وعبر من ثورة نوفمبر:
1-شكر النعمة:نعمة الحرية: ((واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس، فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)) قال ابن عطاء الله السكندري:من شكر النعم فقد قيدها بعقالها..ومن لم يشكرها فقد تعرض لزوالها..
إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العبا د** فرب العباد سريع النقم
2-التمسك بالقيم الإسلامية: هذا الإسلام الذي حفظنا من الذوبان والمسخ والتشويه..وألهب العواطف و علم المجاهدين صناعة الجهاد وعشق الشهادة..التمسك به فريضة شرعية وضرورة واقعية,...
(فاستمسك بالذي أوحي إليك)هذه العقيدة العظيمة.. علينا أن نعض عليها بالنواجذ..ولا نفرط فيها..فهي سر قوتنا ومنبع وجودنا..
3-حب الوطن من الإيمان: قالها الزعيم الروحي للثورة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس:
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ ** حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي ** تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَب
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت إلى مكة وقد غادرها والوثنية تملؤها وهو يقول: "إنك من أحب بلاد الله إلي ولو لا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت"..! وإن بلالا الذي ضحى بكل شيء في سبيل عقيدته، ودينه هو بلال الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين إلى مكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلاوة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * * * بواد وحولي إذ خر وجليـل
وهل أرِدنَّ يوما مياه مجـنة * * * وهل يبدونْ لي شامة وطفيل
ولقد سمع رسول صلى الله عليه وسلم وصف مكة من أصيل فجرى دمعه حنينا إليها وقال: "يا أصيل دع القلوب تقر"
عبادَ اللهِ:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[اللهمَّ إنَّا نسألُكَ أَنْ تجعلَ صلواتِكَ وتسليماتِكَ وبركاتِكَ علَى حبيبِكَ ورسولِكَ سيدِنَا محمدٍ، وعلَى آلِهِ الأطهارِ الطيبينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وعلَى سائرِ الصحابِةِ الأكرمينَ، وعَنِ التابعينَ ومَنْ تبعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ،اللهمَّ حببْ إلينَا الإيمانَ وزيِّنْهُ فِي قلوبِنَا، واجعلْنَا مِنَ الراشدينَ، اللَّهُمَّ اشفِ مَرْضَانَا وارْحَمْ مَوْتَانَا، اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى دولةِ الجزائر الأَمْنَ والأَمَانَ وَعلَى سَائِرِ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
عبَاد الله