عنوان الموضوع : بحث اللغة العربية : وصف الطبيعة من خلال الشعر الجاهلي اولى ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب

الطبيعة من خلال الشعر الجاهلي
مقــدمــة :
كانت الطبيعة و ما زالت الملهم الأول لأرباب الفن لاسيما الشعراء ذلك أن الطبيعة ترافق الشاعر بمظاهرها طوال حياته، و يستوحي منها عناصر تجربته الشعرية.وقد كان وصف الطبيعة في الشعر القديم بابا طرقه معظم الشعراء واتسع المجال فيه و لم يخل منه ديوان من دواوينهم.وقد عالج الشعراء، الطبيعة في العصور المختلفة و أمعنوا في وصف مظاهرها بمختلف الأوصاف والنعوت، فالشاعر الجاهلي أدرك معالم الجمال في طبيعة بيئته ما جعله يبدع في وصفها وتصوير مظاهرها فوصف الأطلال والبرق والمطر والليل ومختلف الظواهر الطبيعية ، وكل شيء وقعت عليه عيناه في الصحراء، ولم يهمل وصف حيواناته وساعات جدبه .... فجاء وصفها خلال قصيدته تمهيدا للغرض الرئيسي من مدح أو هجاء أو رثاء ...
وصف الطبيعة من خلال الشعر الجاهلي :
تسود الطبيعة كثرًا في النصوص الجاهلية القديمة، فالشاعر منها نشأ، وفي أحضانها ترعرع، وبمثلها العليا بلغ الكمال الروحي ، والطبيعة من العوامل التي تثير قريحة المبدع ، وتحثه علی الإبداع، وقد أکثر الشعراء الجاهليون من ذکر النبات والماء فی أشعارهم وکان الشاعر الجاهلي يبدأ قصيدته بالأطلال ، ويذکر الرحلة التي يصف من خلالها کل ما يراه فی طريقه ،وکأن هذه الرحلة کانت وسيلته للخلوة والاندماج مع الطبيعة لإتمام عملية الإبداع بأحسن صورها ، وقد ظهر هذا واضحا فی أشعارهم فوصفوا کل مظاهر الطبيعة.
و من الشعراء الذين برعوا في شعر الطبيعة : امرؤ القيس في قوله :
ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ *** عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي
فقــلتُ له لمــاتمــــطّى بصلبه *** وأردف إعجازاً وناء بكلكلِ
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي *** بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ
إن امرؤ القيس في هذه الأبيات يصف الليل بوصف غير عادي ، فهو يصوره مثل موج البحر الذي أرخى أستاره على الشاعر لا ليسعده ويمتعه وإنما ليبتليه بأنواع الهموم . انه يتصور الليل بسواده كأنه أمواج لا تنتهي من الأحزان والهموم .أما عنترة بن شداد فقد تحدث عن هطول المطر:
سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـم
يقول أوس بن حجر فی وصف السحاب:
دان مسفّ فويق الأرض هيدبه يکاد يدفعه من قام بالراح
وقال الأعشی فی وصف الریاض :
ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراءُ جاد عليها مسبل هطل
يضاحک الشمس منها کوکب شرق مؤزر بعميم النّبت مکتهل
نرى فی الأبيات السابقة لأوس بن حجر وللأعشی، أن الطبيعة قد بعثت الحياة فی کل کلمة نظمها الشاعران، وکونت عناصر الطبيعة علاقات متشابکة أنتجت مشاهد طبيعية متقنة، ففي بيتي أوس بن حجر تمتزج صورة السحاب مع صورة الراح، ثم تخرج صورة المطر الغزير الذي يبتلع کل شيء أمامه ، ثم إن کل کلمة استخدمها الشاعر في الأبيات توحي بوجود الطبيعة، وسيطرتها علی ذهن الشاعر تماما فی أثناء النظم.
أما الأعشی فهو يبني في بيتیه علاقات أکثر حيویة بين عناصر الطبيعة، فالروضة الخضراء التي يصفها، علی علاقة طيبة مع الأمطار التي تجود عليها من خيرها دائما ، مما يزيدها عشبا وخضرة، وهي تضاحک الشمس التي منحتها النضارة والنمو والاخضرار، والأعشی فی کل هذا يتحدث عن جارية أحبها وليس عن الطبیعة، ولکن الطبيعة کانت ملهمه الأساسي لتشکيل هذه الصور والتعبير عن مشاعره.
كما ولا تخلو القصائد الجاهلية من وجود الحيوان، فصوره متعددة وأنواعه كثيرة، فهو حاضر في جل المعلقات والقصائد، ومن خلال النصوص المتواترة التي وصلتنا يبدو أن من عادة الشعراء ذكر الحيوان والتغني بجرأته ووصف قوته واندفاعه والركض وراء حوافره سعيًا إلى اصطياده وقنصه. وعن ذلك يقول امرؤ القيس الذي يصور مشهد السرعة في فرسه و يجعلنا أمام جلمود من الصخر دفعه السيل من أعلى الجبال و يمزج الكر بالفر و الإقبال بالإدبار و يعتمد على انفعالات حسية :
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
أما طرفة بن العبد فقد وصف ناقته بقوله:
وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ * بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي
خاتـــمــة :
إن قدرة الشاعر الجاهلي علی تطويع مظاهر الطبيعة فی إبداعه واسعة ليس لها حدود، حيث يحسن استغلال صورة الطبيعة حسب موقفه النفسي وحسب طبيعة الأحداث، فينتج صورا بديعة، تکاد تکون لوحات فنية أبدع في رسمها،وأضفی خبراته عليها . كما أن طبيعة عصر الشعراء الجاهليين كانت بسيطة غير مركبة ، فكانت الصحراء وكانت المراعي وكان الامتداد أمامهم يغلف مشاعرهم بشيء من "البساطة"، مما يجعلهم يعتمدون الإيقاع السريع الخاطف قاعدة لإبداعاتهم ، وليس لديهم النفس الطويل الذي يركِّب عاطفة معقدة ، وإنما جاءت مشاعرهم إبداعًا متأثرًا ببيئاتهم كلمع البرق، أو كرمية سهم ، أو وثبة فرس . إذن الشاعر الجاهلي لم يفرض إرادته الفنية على الأشياء التي وصفها بل كان يحاول نقلها إلى لوحاته نقلاً أميناً يبقيه فيها على صورها الحقيقية دون أن يدخل عليها تعديلاً يمس جوهرها ، فأبلغ الوصف ما قلب السمع بصرا .



هذا هو بحثي كاملا لمن يحتاج

أرجو أن تعطوني رأيكم فيه ولمن عنده معلومات أخرى فلا يبخل علي

وشكرا



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========