الدنيا دار أولها بكاء أوسطها عناء آخرها فناء أصلها مدر عيشها كدر دنيئة و أدنى منها قلب من يحبها
ركب الله عز و جل في الانسان مجموعة من الغرائز التي يهواها و يميل اليها و لتجنبها عليه أن يحس خلقه فحسن أخلاقك , أخلاقك فليس في الميزان شيء أثقل منه . فالله قد أهدانا حياة أمانة فأنى لنا الافراط فيها و لهذا صاحب الأخيار و اياك من الأشرار فأن الطبع يسرق من خصال المخالطين و احفظ لسانك من الغيبة و النميمة و الكذب , الكذب فحبله قصير و عود لسانك صدقا لأن قوة السلسلة تقاس بقوة أضعف حلقاتها
و لا تشغل نفسك بعيوب الآخرين بل عليك بعيوب نفسك فكما أن الجمال نعمة فهي تزول و كون العقل هبة الا أنه ينسى
فالمبادئ هي أساس الحياة فابن هذا الأساس بذراعيك و انطلق الى ما تريد و أعلم أن من أدمن سماع الألحان و القيان ذهب من صدره نور القرآن
عامل الناس بأخلاقك لا بـأخلاقهم و كن أكثرهم عفافا لا تجرح من جرحك و اياك و الحقد أو الاساءة و ابق كبيرا في عين نفسك لأنك أنت و اجعل طبعك وفاءا و أخلاقك في أعالي السماء بمبادئك الراقية العلياء و كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا بالحجر يرمى فيرمي أطيب الأثمار , فتكون عند اذ شجاعة لديك و اخلاصا , اخلاصا عليك صابرا عند البلاء شاكرا عند الرخاء راضيا بالقضاء تكن من السعداء و لتحب لأخيك ما تحب لنفسك فمن شيم ذلك ايثارا لذا دعونا نسامح بعضنا بعضا , فالتسامح فضيلة الأقوياء في تعايشهم مع الضعفاء فذلك هو القلب الكبير الذي يتسع لكل الخطايا و يتجاوز كل الرزايا , ذلك القلب الكبير أشبه ما يكون بالبحر لا تدنسه النجاسات و لا تغير من طعمه القاذورات فخذ لقبك من البحر عنوانا و ازرعه من العفو بستانا و تذكر قوله (ص) : " ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا "