>>>> الرد الثالث :
الامارات المستقلة عن الخلافة العباسيةفي عهد الخلافة العباسية استقلَّت بعض الدول عنها استقلالا تاما، بينما أخذ بعضها يتجه نحو استقلال جزئيالمسلمين. .بحيث تستمد منها مكانتها الروحية وقدرها العظيم فينفوس ويقف المؤرخون والمحللون أمام قيام بعض الدول وانهيار أخرى وقفات تأملية يبحثون عن الأسباب والعوامل التي أدت إلى قيام هذه وانهيار تلك.وعلى كلّ، فقد كان قيام الدويلات نتيجة لضعف الخلافة، وسببًا لمزيد من الانحلال، وخطوة على طريق النهاية، لقد قامت أولى هذه الدويلات في أقصى الغرب؛ لبعده عن عاصمة الدولة، ومركز السلطان فيها، فقامت دولة الأمويين في الأندلس، وبقيامها في سنة 137هـ/756م ضعف نفوذ العباسيين على الغرب، وسرعان ما نشأت الدويلات في شمال إفريقيا.وحين تطرق الضعف إلى جسد الخلافة العباسية جميعًا، نشأت الدويلات في بقية أجزاء الدولة، وقد تسببت هذه الدول في ضعف الدولة العباسية وانحلالها؛ ذلك لأنَّ علاقة هذه الدويلات بالدولة العباسية كانت مختلفة اختلافًا كبيرًا، فقد انفصل بعضها عن الدولة انفصالا تامّا، ونافسها بعضها على تولى الخلافة نفسهاكما ظل قسم آخر على علاقة اسمية بالدولة، فيكفى الخليفة أن يذكر اسمه على المنابر، ويصك اسمه على العملة، وفي حقيقة الأمر أنها دولة مستقلة تمامًا لا تخضع له فيشيء. وهناك دويلات ظلت على صلة متغيرة بالدولة، تقوى حينًا، وتضعف حينًا آخر تبعًا لتغير الأحوال.وفيما يلي نذكر هذه الدول والإمارات، التي انفصلت عن دولة الخلافة العباسية، وهي:أولا: الإمارة الأموية في الأندلسثانيًَا: الدول في بلاد المغرب وهي:الدولة الرستمية*
دولة الأدارسة*
دولة الأغالبة*
ثالثًا:الدول فى بلاد الشرق، وهي:الدولة الطاهرية*
الدولة الصفارية*
الدولة السامانية*
الدولة الغزنوية*
رابعًا:الدول في مصر والشام، وهي:الدولة الطولونية*
الدولة الإخشيدية*
الدولة الحمدانية*
الدولة الفاطمية*
الدولة الأيوبية*
(المماليك)الدولة المملوكية*
(138-422750- 1031 م)
لما قامت الخلافة العباسية طارد العباسيون الأمويين، ويشاء الله أن يفلت من أيديهم واحد من بني أمية : أتدرى من هو؟ إنه عبد الرحمن بن معاوية بن هشام حفيد هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين
أخذ يتطلع إلى "الأندلس الإسلامية" ليقيم فيها الخلافة الإسلامية الأموية من جديد، فهي البلاد التي فتحها الجيش الإسلامي بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير، زمن الأمويين منذ سنة 92هـ/711م، وإليهم يرجع الفضل فيفتحها ولقد استقرت بها طوائف من أهل الشام وجُنْدِه الموالين للبيت الأموي
وهنا أرسل "عبد الرحمن" أحدَ أتباعه، وهو مولاه "بدر"؛ ليجمع كلمة الذين يدينون لبنى أمية بالولاء والانتماء، ورَحّبَ به أنصارُ بني أمية، ورأَوْا فيه شخصًا جديرًا بأن يتولى زعامتهم بدلا من ذلك الواليالعباسي، فأعلنوه أميرًا، فأصدر عفوّا عامًا غداة دخوله قرطبة ليمكن لنفسه في البلاد، وتم له ما أراد بعد بضع سنوات فقط من تولى العباسيين عرش الخلافة في بغداد، وبهذا انفصلت ولاية الأندلس، عن الخلافة في بغداد انفصالا رسميّا .
الدولة الرستمية
(160-296777-909 م)
قامت الدولة الرستمية في المغرب الأوسط (الجزائر)، وتنسب إلى مؤسسها الرحمن بن رستم " زعيم الخوارج الإباضية،وكان الخوارج قد فروا في مرحلة مبكرة من الأمويين بدمشق والشام إلى المغرب.
واستقر عبد الرحمن بن رستم في إقليم "تاهرت" بالمغرب الأوسط، وقام بنشر مذهبه هناك حتى بويع بالإمامة سنة 160هـ/777م، فأعلن قيام دولته التي صارت ملجأ الإباضية العراق وفارس وغيرهما، وهم أحد الفرق المعتدلة؛ حيث تتعايش مع خصومها وتعدل عن قتلهم.
دولة الأدارسة
(172-364 /789-975م)
مؤسسها إدريس بن إدريس بن عبد الله الذي تمكن من جمع أهل المغرب من حوله، والذين بايعوه بسرعة، فلم يجد صعوبة في قيادتهم والاستيلاء على الإقليم جميعه، والقضاء على أي أثر للنفوذ العباسي فيه، واتخذ عاصمته في فاس، وأقام دولة هناك نُسبت إليه فعُرفت بدولة الأدارسة، وهى نموذج للدولة المعادية للدولة العباسية، وهى أول دولة شيعية تظهر في التاريخ، على أنَّ تَشَيُّعَها لم يكن يتجاوز حب آل بيت رسول الله والولاء لهم، ففي المغرب حاميتهم وعماد دولتهم، ولهذا أيضًا عاشت دولة الأدارسة نحوًا من قرنين من الزمان .
دولة الأغالبة
(184-296هـ/800-909م)
مؤسسها إبراهيم بن الأغلب الذي استطاع أن يوقف دولة الأدارسةوحتى من الخليفة العباسي ليس لهأي نفوذ على دولة الأغالبة، فهم يتوارثونها أبًا عن جد، ويصرِّفون أمورها كما يشاءون دون رقيب.
ولما قويت شوكة الأغالبة بدءوا التوسع
وإنشاء أسطولا ضخمًا، دان بناؤه سنوات معدوداتوبواسطته قاموا بحماة ضد الصليبيين بقيادة أسد في البحر مرارًا على مدى ثمانين عامًا حتى استطاعوا القضاء على مقاومة الرومان من أهل الجزيرة وحكامها، ثم استولوا على السواحل الأوربية، وبخاصة سواحل إيطاليا الجنوبية والغربية، والسواحل الجنوبية لفرنساعاشوا أكثر من قرن من الزمان يحكمون تونس وملحقاتها، ويحكمون صقلية، ويفرضون هيبتهم على الدول الأوربيةوقد استطاعوا في بعض هذه السواحل إقامة حاميات وحصون دائمة.
الدولة الصفارية
(254-290868-903م)
أظهر يعقوب بن ليث مؤسس الدولة الصفارية شجاعة خارقة فيمد نفوذه على الأقاليم المجاورة حتى ملك "هراة"، وكانت تابعة للدولة الطاهريةوقد توجه "الصَّفَّار" إلى "كِرْمَان"، وبسط نفوذه عليها، ثم توجه إلى فارس فأخذها بعد قتال عنيف مع غريمه "على بن الحسين" الذي وقع أسيرًا في يدهولم يكتفِ بهذا، بل توجه إلى خراسان، وحاصر العاصمة "نيسابور" ودخلها سنة 259هـ/ 873م، فقبض على جميع الطاهريين بها، واستولى على البلاد التي كان يحكمها الطاهريونوأقام دولته الصفارية على أنقاضها.
الدولة السامانية
(266-389 880-999م)
تنتمي الدولة السامانية إلى نصر الساماني الذي قام بحملة عسكرية ضد المجاورين له من المسيحيين؛ لأنهم كانوا يهاجمون المناطق الإسلامية وقد نتج عن هذه الحملة انتصاره في هذه الحروب، ودخول كبار قادة هذه البلاد في الإسلام. وفى عهده، تم القضاء على الدولة الصفارية، وامتد نفوذه إلى خراسان، واستولى على طبرستان بعد أن انتصر على واليها العلوى "محمد بن زيد" عام 287هـ. وتمكن إسماعيل أخ نصر بعد ذلك من ضم الريقزوين إلى حوزتهولا ينسى التاريخ أن يذكر للدولة السامانية اهتمامها بالعلم والعلماء ورعايتها للآداب، وقيامها بنهضة فنية رائعة في العمارة، وصناعة الخزف والورق التي انتشرت في سمرقند، و انتشرت في بقية العالم الإسلامي، وكان اهتمامهم باقتناء الكتب عظيمًا، فالمطلع على مكتبة الدولة يجد مالا يوجدفي سواها من كتب المعارف والعلوم.
الدولة الطاهرية
(205-259821-873م)
لقد تولى ابنه طلحة بعد أبيه بأمر من الخليفة المأمون، وظل الطاهريون يحكمون خراسان، ولكنهم يتبعون "الدولة العباسية" تبعية اسمية مما جعل الخلافة العباسية تلجأ إلى الطاهريين، تلتمس منهم المؤازرة والمساندة ضد الخارجين على سلطانهملقد حارب عبد الله بن طاهر نصرَ بن شبث حين قام بثورة في شمال حلب ، وأتى به أسيرًا إلى المأمون. وظل الطاهريون على ولائهم للعباسيين حيث اشترك عبد الله بن طاهر في إخماد فتنة وقعت في عهد المعتصم بطبرستان، وهكذا استقل الطاهريون استقلالا داخليا هادئًا في خراسان، وظلوا يتولون أمرها، ويتوارثون الإمارة فيها، ولم يمنعهم استقلالهم من مساندة الخلافة العباسية، ومساعدتها في كل ما واجهته من فتن وثورات .
الدولة الغزنوية
(351-582هـ/ 962-1186م)
هل سمعت أو قرأت أحد هذين الاسمين؟ "سُبُكْتِكين" و"البُتْكِين"؟
إنهما اسمان تركيان، أما أولهما فتنسب إليه الدولة الغزنوية، وقد كان أحد مولى الثاني. وكان الثاني أميرًا على مدينة "هراة" التابعة لخراسان، ويصدر أمر عبد الملك السامانى بعزله، فأين يذهب؟ ذهب إلى "غزنة" واستولى عليها سنة 352هـ/963م، ويحل محله بعد موته على إمارة غزنة ابنه إسحاق، ويموت إسحاق وليس هناك من يرثهلقد جاء الدور على "سبكتكين" أحد موالى "البتكين" الذي كان معروفًا بالتدين والمروءة، ورجاحة العقل، وكان لابد من توسيع رقعة مملكته لتشمل "بشاور" في الهند، وخراسان التي كان يليها أول الأمر نائبًا عن السامانيينويتولى الأمر بعد "سبكتكين" ابنه إسماعيل، ثم تولى الأمر بعده أخوه محمودولم تجئ سنة 388هـ/ 998م حتى كان محمود الغزنوى قد شرع في مهاجمة "نيسابور" بعد أن ملك غزنةويتمكن محمود في سنة 389هـ/ 999م من الاستيلاء على خراسان معلنًا ولاءه للخليفة العباسي القادر باللهويولى "محمود بن سبكتكين" أخاه "نصرًا" قيادة جيوش خراسان، ويسير إلى "بلخفيجعلها دار ملكه. ويصبح "محمود الغزنوي" من الشخصيات العظيمة في التاريخ الإسلامي بسبب جهاده المتواصل في اتجاه الهند. لقد قاد سبع عشرة غزوة على الهند مكنته من ضم إقليم "البنجاب"، وجزء من "السند" إلى بلاد هان. المسلمين في الهند وباكستان يذكرون "محمودًا الغزنوي" ولا ينسونه، وكيف ينسى وهو الذي حمل النور إليهم ونشر الإسلام بينهم؟
لم يكتفِ محمود بهذا، بل أخضع "الغور" وهى تجاور "غزنة" ونشر الإسلام هناك، فيا لها من جهود تُذكر فتشكر لقدلقي محمود ربه سنة 421هـ/ 1030م، وكان خَيرًا، عاقلا، دَينًا، عنده علم ومعرفة، قصده العلماء من أقطار البلاد، وكان يكرمهم، ويقبل عليهم، ويحسن إليهم، وكان عادلا، كثير الإحسان إلى رعيته ملازمًا للجهاد، كثير الغزواتويتولى مسعود بن محمود أمر البلاد بعد أبيه، ويسير على نهج أبيه، ولكن الدول تضعف في أواخر عهده ؛ وينتهي أمر هذه الدولة الفتية عام 582هـ.
الدولة الطولونية
(254-292هـ/ 868-905م)
في عهد الخليفة الواثق، كانت مصر من نصيب "باكباك" التركي حيث ازداد نفوذ الأتراك، وأخذوا يتولون المناصب الكبرى، ويتقاسمونها فيما بينهمولكن "باكباك" فَضَّلَ أن يبقى في العاصمة "بغداد" ويبعث من ينوب عنه في ولاية مصرووقع الاختيار على أحمد بن طولون، ذلك الشاب الذي نشأ في صيانة وعفاف ورياسة ودراسة للقرآن العظيم مع حسن صوته، وكان والده مملوكًا تركيا بعث به وإلى بلاد "ما وراء النهر" إلى الخليفة "المأمون العباسي" ولما مات والده تزوج باكباك أمه. ليحكم مصر نيابة عن "باكباك" التركي، ولكن موقع مصر الجغرافي، وبُعد المسافة بين العاصمة المصرية "الفسطاط" والعاصمة العباسية بغداد" شجع وإلى مصر الجديد على الاستقلال بهافلم يكد أحمد بن طولون يستقر في مصر سنة 254هـ حتى أخذ يجمع السلطة كلها فى يدهلقد عزل الموظف العباسي المختص بالشئون المالية في مصر واسمه "عامل الخراج" وصار هو الحاكم الإداريوالمالي والعسكريوكان له ما أراد، فأقر الأمور في البلاد، وقضى على الفتن، ونشر الطمأنينة في ربوع الوادي، وعَمَّ البلاد الرخاء.
الدولة الإخشيدية
(323 - 358هـ/ 935 - 969م)
عادت مصر بعد سقوط الدولة الطولونية إلى الخلافة العباسية وعلى الرغم من ذلك ظلت ثلاثين عامًا تعانى من الاضطراب والفوضى والفتن الداخلية. وظل النفوذ العباسي غير مستقر في مصر بعد زوال الدولة الطولونية. ويتطلع أحد القادة الأتراك في الجيش العباسيفي مصر إلى الانفراد بالسلطة وحده دون القادة المتنازعين، والولاة العباسيينفيا ترى من هو؟ إنه "محمد بن طُغج الإخشيد"، لقد ساعده على ذلك ما قدمه من خدمات في الدفاع عن البلاد ضد هجمات الدولة الفاطمية التي قامت في تونس، وراحت تهدد مصر من جهة الشمال الإفريقي، وفى سنة 935م تولى الإخشيد ولاية مصر وصار الحاكم المطلق في البلاد.
الدولة الحمدانية
(317-399هـ/ 929-1009م)
ينتسب الحمدانيون إلى قبيلة تغلب، وكان بنو تغلب من أعظم بطون ربيعة بن نزار، وكانوا من نصارى العرب الجاهلية الذين لهم محل في الكثرة والعددوكانت مواطنهم في الجزيرة وديار ربيعة، ثم ارتحلوا مع هرقل إلى بلاد الروم، ثم رجعوا إلى بلادهم، وفرض عليهم عمر بن الخطاب الجزية، فقالوا: يا أمير المؤمنين، لا تذلنا بين العرب باسم الجزية، واجعلها صدقة مضاعفة ففعلوعلى هذا فالحمدانيون من بني تغلب ينحدرون من أصل عربي أصيل من العدنانية التي ولدت العربية في كنفهاوما زالوا يتنقلون بماشيتهم وأموالهم وخيامهم على مثل حالة القبائل العربية من تهامة إلى نجد إلى الحجاز إلى أرض ربيعة إلى ضفاف الفرات حيث نزلوا ساحل "الرقَّة" الفسيح، ومنها انتقل حمدان بن حمدون إلى "الموصلوكان حمدان جد الأمراء الحمدانيين رئيس قبيلة أنجبت عدة أولاد اعتمدوا على أنفسهم، وألقوا بأنفسهم في ميادين المغامرة والحرب، فانتصروا وخذلوا، وكانت حياتهم تتصف بالعنف والقوة، ولا تعرف الهدوء والسلم إلا قليلاوقد رافقت نشأة الحمدانيين ضعف الدولة العباسية، وغروب شمسهاويشاء الله أن يشهد الحمدانيون الأحداث التي هزت الإمبراطورية الإسلامية هِزَّة انتهت إلى فرط عقدها وظهور دويلات وإمارات مستقلة على يد الأتراك، والفرس، والكرد، وبعض القبائل العربية، وشهدوا تقلص نفوذ العرب وذوبانه تحت سيطرة الدخلاء بشكل يدعو للأسف، فرأوا أن يقوموا بنصيبهم من حمل هذا العبء، وأن يصونوا التراث العربي، وأن يردوا ما استطاعوا هجمات الروم عن الثغور الإسلاميةيرافق ظهور الأسرة الحمدانية ارتقاء "المتقي"عرش الخلافة، وقد تسلمها وهي على ما هي عليه من التفكك والانحلال، على يد الأتراك أصحاب وظيفة "أمير الأمراء" في بغداد ؛ حيث استبد أولئك الأمراء بالسلطة دون الخليفة العباسي، وراحت بعض القبائل العربية التي سكنت بادية الشام ووادي الفرات تستغل ضعف الخلافة العباسية، وتستقل بالمدن والقلاع الواقعة في أرضهاويعتبر ما قامت به قبيلة "تغلب" مثلا لهذا الذي كان يقع في فترة ضعف الخلافة وسيادة الأمراء.
الدولة الفاطمية
(358-567هـ/ 969-1172م)
لقد أرسل "المعز لدين الله الفاطمي" قائده الكبير "جوهر الصقلي" ليفتح مصر، فسار في جيش ضخم بعد أن مهد الطرق لمسير الجيش، وحفر الآبار على طول الطريق، وأقام "استراحات" على مسافات معقولة في الطريق، وأحسن تدريب الجيش وتنظيمه وتموينه بعد أن جمع الأموال اللازمة لهذا كله.
وسار الجيش إلى الإسكندرية، وما لبث أن دخلها دون قتال، وأحسن معاملة المصريين، وكَفَّ جنوده عنهم، ثم سار إلى "الفسطاط" فسلَّم له أهلها على أن يكفل لهم حرية العقيدة، وينشر الأمن والعدل والمساواة.
وطار الخبر بالاستيلاء على مصر إلى "المعز" فسر سرورًا عظيمًا، وأقام الاحتفالات والولائم، وحوله الشعراء ينشدونلقد ساعد علي نجاح هذا الغزو ضعف واضطراب الأحوال في مصر، وكثرة الشيعة الذين عاونوا الغزاة كل المعاونة آنذاكوهكذا سُلخت مصر عن الخلافة العباسية، وأصبحت ولاية فاطمية عام 359/ 969م
دولة المماليك
(648-923هـ/1250-1517م)
يذكر أن أولئك الرجال الذين حكموا مصر والشام،أي المماليك(خليط من الأتراك والروم والأوربيين والشراكسة، جلبهم الحكام ليستعينوا بهم في القرن السادس الهجري وحتى منتصف القرن السابع) كان لهم شأنهم في موقعة "عين جالوت"، ومازال العالم كله يذكر فضلهم في أول هزيمة أصابت المغول
إن المؤرخين جميعًا يعتبرون انتصار المماليك انتصارًا عالميّا؛ فقد عجزت الدولة الخُوارزمية، والدولة العباسية عن مقاومة المغول أو مدافعتهم، وبعد أن انهارت القوى المسيحية أمام الزحف المغولي على أجزاء من روسيا وبولندا والمجر الحالية. لقد كانت "موقعة عين جالوت" أول صدمة في الشرق لجيوش المغول ورؤسائهم الذين خُيّل لمعاصريهم أنهم قوم لا يُغلَبون، فجاءت هذه الواقعة لتقول للدنيا لا غالب إلا الله، وأن فوق كل قوي من هو أقوى منه، وأن النصر من عند الله ينصر من يشاء ومن هنا كسبت سلطنة المماليك مركز الصدارة بين سلاطين المسلمين، كما استقامت لمصر زعامة جديدة في العالم الإسلامي.
الدولة الأيوبـية
(567-648هـ/ 1172-1250م)
يعتبر صلاح الدين يوسف بن أيوب هو المؤسس الحقيقي للدولة الأيوبية، وذلك بعد أن عُيِّن وزيرًا للخليفة الفاطمي ونائبًا عن السلطان نور الدين محمود، فعمل صلاح الدين على أن تكون كل السلطات في مصر تحت يده، وأصبح هو المتصرف في الأمور، وأعاد لمصر التبعية للدولة العباسية، فمنع الدعاء للخليفة الفاطمي ودعا للخليفة العباسي، وأغلق مراكز الشيعة الفاطمية، ونشر المذهب السني.
دولة الخلافة العثمانية
لقد كان القرن السابع الهجري، (الثالث عشر الميلادي) فترة سوداء في تاريخ العالم الإسلامي بأسره، ففي الوقت الذي تقدمت فيه جحافل المغول الوثنيين من الشرق، وقضت على الخلافة العباسية في بغداد كانت بقايا الجيوش الصليبية لا تزال تحتل أجزاء من شواطئ فلسطين! ومما زاد الحالة سوءًا أن الدولة الأيوبية التي تولت حماية العالم الإسلامي من هجمات الصليبيين أخذت تضعف بعد وفاة منشئها صلاح الدين. وقد ترتب على هذا أن أخذت مناطق المسلمين تتقلص بين ضربات الوثنيين من الشرق، وحملات المسيحيين من الغرب. وراح بعض الناس يعتقد أن الإسلام لن تقوم له قائمة مرة أخري، إلا أن الكارثة لم تقع. لأن هؤلاء المماليك، وهم من الأتراك والأرمن وغيرهما، قد وصلوا إلى المناصب العالية في الجيش أثناء حكم الأيوبيينفتولوا الحكم، وعينوا من بينهم السلاطين للدولة، وقد كان لهؤلاء المماليك الفضل في إيقاف زحف المغول عند "عين جالوت" سنة 658/1260 م، كما انتزعوا من الصليبيين "عكا" وكانت آخر معقل لهم في الشرق سنة 692هـ/1292م.وهكذا ظهرت الخلافة العثمانية لترفع راية الاسلام من جديد وتلم شمل المسلمين مرة أخرى...
=========
>>>> الرد الرابع :
thank you بارك الله فيك
=========
>>>> الرد الخامس :
=========