عنوان الموضوع : ♠♠♠ سِلْسِلَةْ اخْتِيَارْ التَخَصُصْ ♠♠♠ رَائِعَهْ
مقدم من طرف منتديات العندليب
>> تحديد التخصص المناسب <<
التخصص قد يبدو قراراً بسيطاً تتخذه أثناء تعبئة استمارة القبول في الجامعة، تسأل زميلك عن رأيه في أفضل تخصص، أو تنسخ إجابات زميلك، أو ما تعارف عليه أصدقائك بأنه أسهل تخصص، أو التخصص الذي عليه أكثر طلب في سوق العمل. لو فعلت ذلك، فهناك فرصة كبيرة بأنك دخلت في التخصص الخاطئ. إختيار التخصص قرار تتخذه اليوم، وتعيش معه لبقية حياتك، ولذلك لا يجب أن تتعامل معه كتعاملك مع طلب وجبة من مطعم أو أي مشروب غازي تود شراءه. وقد لا أكون مبالغاً حين أقول أن أحد أكبر الأسباب المؤدية لإنسحاب الطلبة من الجامعات أو تردي مستواهم هو إختيار التخصص الخاطئ.
التخصص ليس لتحديد مجال عملك في المستقبل فقط، بل شكل وطريقة حياتك. فلتتميز في مجال عملك وتخصصك، يجب أن تكون محباً لمجال العمل الذي تتخصص فيه. فأنت حين تدرس تخصص ما، أنت توقع عقداً بأنك يجب أن تستمر بدراسة والبحث والعمل في مجال هذا التخصص لبقية حياتك. فالعلم يتجدد بشكل سريع، ولو توقفت عن القراءة والبحث في مجال تخصصك لأربع سنوات ستعتبر جاهلاً في تخصصك. أنظر مثلاً للطبيب يحتاج ليقرأ بشكل دوري عن ما إستجد من الأدوية والعمليات الجراحية. أو المهندس يحتاج ليعرف عن العمليات الصناعية الجديدة والتي توفر على المصنع الذي يديره المال والوقت في الإنتاج.
لكي تختار تخصصك الجامعي تحتاج لثلاثة أشياء:
تحتاج لكشف نفسك، قدراتك وميولك.
تحتاج لتتعرف على التخصص، وطريقة ونوعية المعلومات المعروضة فيه.
تحتاج لتتعرف على الفرص الوظيفية المتاحة للخريجين في هذا التخصص، عددها التقريبي وموقعها.
اكتشاف نفسك وقدراتك وميولك
لا نختلف على شان كلاً منا ليه ميوله، وقدراته الخاصة التي حباه بها الخالق سبحانه وتعالى. وسترى هذا واقعاً أثناء سنوات دراستك، ستستمع لتذمر طالب بعد خروجه من الإختبار ليقول أن الإختبار معقد، وآخر يقول لك بعد أن خرج من ذات الإختبار انه كان مباشراً وسهلاً. أيضاً ستلاحظ أن البعض دائم التشكي من صعوبة تخصصه وكيف أنه ممل وأنه لا يستطيع الصبر إلى وقت تخرجه. بينما آخرون تشعر بتلذذهم للدراسة، وتجدهم دائماً في المكتب أو المعمل أو يسألون المدرس حول مالم يستوعبوه.
نحن هنا لا نتحدث عن النوابغ، والطلبة العباقرة، بل عن عامة الطلبة. فأنت حين تتعرف على قدراتك وميولك حتى وإن كانت المادة صعبة وتحتاج منك لوقت طويل للقراءة والتركيز، ستتمكن من قضاء هذا الوقت دون أن تشعر بالملل. فهذا التخصص يمكننا القول عنه، أنه هوايتك التي تمارسها بشكل رسمي.
قدراتك وميولك أنت أدرى الناس بها، كبداية بعد تخرجك من المرحلة الثانوية، لا بد وأنك حصلت على تصور مبدأي عن أي المواد تلك التي تشدك للقراءة حولها وتستمتع بعمل ذلك، أيضاً تعرف المواد التي تشعر بأنك تستوعبها بشكل سريع. إن كنت تشعر بأنه لا فرق هناك بين المواد، فكلها بنفس درجة الصعوبة، وتميل لها بنفس الدرجة، لا تقلق. من خلال النقطتين التاليتين ستتعرف على التخصص، ومجال العمل بعد التخرج لذلك التخصص. ومن خلالهما ستتعرف إلى اي التخصصات تميل.
التعرف على التخصص وطريقة ونوعية المعلومات المعروضة فيه
في الجامعة تختلف طريقة التدريس، ونوعية التعليم من تخصص لآخر. بل حتى لنفس التخصص قد تختلف نوعية وطريقة المعلومات من جامعة لأخرى. معرفة نوعية المواد الدراسية وطريقة التدريس لكل تخصص ستعينك كثيراً على تحديد التخصص الأقرب لنفسك. مثلاً هناك تخصصات تركز على التطبيق العملي وتهيئتك للتعامل مع حالات مشابهة لما تدرسه في المنهج، وعلى النقيض هناك تخصصات تركز على النقاش والحوار لأن الحالات غير متطابقة، ولكنها متشابهة.
بشكل عام، التخصصات الإدارية، دائماً الإجابة على أي سؤال غالباً ما تكون: “يعتمد على الحالة!”. التفوق في هذه التخصصات يكون بقدرة الشخص أو الطالب المتخصص على تحليل الحالة، والربط بين المعطيات، وإقتراح حلول مبتكرة، جديدة، وفعالة. على النقيض من ذلك، التخصصات الهندسية، الإجابة غالباً ما تكون محددة. فأنت لديك معطيات تؤدي إلى نواتج. التفوق في هذه التخصصات يكون بقدرة الطالب على تذكر الحلول والمفاضلة بينها لتنفيذ الأفضل والأنفع للعمل. وهكذا هو الحال مع بقية التخصصات.
أفضل ما قد يرشدك هنا، هو سؤال الطلبة القدامى عن التخصص. إسأل عدة طلاب وأستمع لما يقولونه لك، وتذكر دائماً أنك غالباً ما ستتواجه مع طالب يدرس في تخصص خاطئ لذلك ستستمع لبعض الطلاب يتذمرون ويشتكون لك. لا تستمع لهؤلاء.
التعرف على الفرص الوظيفية المتاحة للخريجين
الخطوة الثالثة والأخيرة هي بمعرفة فرص العمل المتوقعة بعد التخرج. لا نختلف في أن الأرزاق بيد الله تعالى، ولكن من الأخذ بالأسباب واجب. خصوصاً وأنك حتى لو قررت التخصص في مجال معين، قد تكون الفرص الوظيفية أكبر ومجال العمل أكثر راحة، لو إخترت تخصصاً فرعياً. فهناك الكثير من التخصصات التي تتشابه في المواد الدراسية، وقد تكون تدرس تحت نفس الكلية، ولكن الفرص الوظيفية تختلف تماماً. فمثلاً في الهندسة يمكنك دراسة الهندسة الميكانيكية التطبيقية، أو الهندسة المكيانيكية النظرية. أو تدرس علوم الحاسب الآلي أو هندسة الحاسب الآلي.
لتتعرف على كافة المعلومات المتعلقة بالوظائف، أفضل من يملك الإجابة هم الطلبة الحديثي التخرج. حاول التواصل معهم وسؤالهم حول جو العمل، وتوقعات المستقبل. أيضاً قد يفيدك الموجه الأكاديمي الخاص بك، لو كانت الجامعة توفر لك واحداً.
انتظرونا في الحلقة الثانية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الحلقة الثانية
>> قرار وقرار! <<
معظمنا يبدأ حياته وبيده معطيات متقاربة مع أقرانه، ولكن الحياة علمتنا أننا في النهاية لا ننجح جميعنا في تحقيق أحلامنا. توفيق رب العالمين أمر نجمع عليه، ولا نشك فيه. ولكننا مأمورين بأن نأخذ بالأسباب، ونعمل ونجتهد ونفكر. وجزء من عملية نضوجنا، وإنتقالنا إلى سن الرشد، أن نتعلم كيف نتخذ القرارات. فالقرارات قد تكون مصيرية، وتترتب عليها أمور كثيرة في الحياة. اتخاذ القرار الصحيح، قد يعني وصولك إلى حلمك، وإخطائك في قراراتك قد يتسبب في تعقيد حياتك وتشتيت مجهوداتك.
في هذا المقال سنتحدث عن أنواع القرارات، وعملية إتخاذ القرارات مع التركيز على القرارات المهمة، كقرار اختيار التخصص الجامعي.
خطوات إتخاذ قرار مهم:
1. رسم الحدود:
في هذه الخطوة، تقوم بإكتشاف جميع الخيارات المتاحة لديك. من الأمور التي ستحد التخصصات المتاحة لديك:
شروط القبول في التخصص أو الجامعة. مثلاً نسبتك في المرحلة الثانوية، أو حالتك الجسدية كضعف النظر للطياريين، أو ثبات اليد للجراحين.
قدراتك الذهنية والجسدية، وأنت أعلم الناس بقدراتك وميولك. قد لا تحب الرياضيات وربما تخاف من التشريح.
تكلفة الدراسة، وهذا يشمل تكلفة المال وتكلفة الوقت. المال يرتبط برسوم وتكاليف الدراسة، بينما الوقت يتعلق بمدة الدراسة كأن يتوجب عليك التخرج خلال عدد معين من السنوات لترتبط ببرنامج أو إلتزام معين.
مكان الدراسة، كأن لا تستطيع السفر، أو الغياب عن أهلك لمدة معينة.
بعد هذه الخطوة سيصبح لديك قائمة بتخصصات هي الأقرب والأنسب لنفسك.
2. جمع المعلومات:
الآن ستبدأ البحث عن معلومات واكتشاف التخصصات من القائمة التي حصلت عليها في الخطوة الأولى. من الأمثلة على الأمور التي قد تود البحث عنها:
التعريف بالتخصص.
عدد سنوات الدراسة.
مكان الدراسة.
أسلوب الدراسة.
نوعية المواد الدراسية.
طبيعة ومكان العمل بعد التخرج.
مجالات مواصلة الدراسة أو التطوير الذاتي بعد التخرج.
طبعاً لا يتوجب عليك الإلتزام بالنقاط السابقة، يمكنك إضافة نقاط أو حذف نقاط كما تشاء. ويمكنك البحث عن هذه المعلومات من خلال مواقع إلكترونية مثل ويكيبيديا الإنجليزية واستخدم قوقل للترجمة، مواقع الجامعات، وسؤال المتخصصين والخريجين. وينبغي عليك أن تكون حذراً عن سؤال المتخصصين والخريجين، لأن البعض لا شعورياً يحب إمتداح تخصصه، والتسويق له، فلذلك أحرص على جمع المعلومات الغير مظلله والواقعية.
3. التجربة:
طبعاً هذه الخطوة جداً مهمة ولكن تطبيقها قد يكون صعباً أحياناً، خصوصاً إن كان وقتك ضيقاً والتخصصات المتاحة لديك عديدة. فالأفضل إتباع هذه الخطوة حينما تخطط لإختيار التخصص باكراً، سواء من خلال العمل الجزئي أو الصيفي أو زيارة مكان العمل. ومن الأفكار التي أعتقد أنها جيدة هنا التخيل، بعد جمع كمية معلومات عن التخصص وفرص العمل المستقبلية. تخيل نفسك تخرجت وبدأت العمل، هل تشعر بأن طريقة العمل وآليته ستناسبك؟
4. المميزات والعيوب:
بعد أن أصبح لديك تصور جيد عن التخصصات في قائمتك، حان الوقت لتحديد مميزات وعيوب كل تخصص. وهذه المسألة نسبية، فما قد تجده عيباً قد يكون ميزة في نظر غيرك. فكر في كافة العيوب والمميزات التي تخطر على بالك لكل تخصص وسجلها في ورقة. ولاحظ أن العيوب والمميزات منها ما هو متعلق بسنوات الدراسة، ومنها ما هو متعلق بالعمل بعد التخرج، وأيضاً منها ما هو متعلق بحياتك الإجتماعية. من الأمثلة على العيوب:
الجامعة بعيدة عن البيت، وسأحتاج للقيادة ساعة يومياً للوصول للجامعة.
تكاليف الدراسة غالية.
المواد الدراسية صعبة.
سوق العمل لهذا التخصص مكتض بطالبي العمل.
موظفي هذا التخصص عادة ما يقضون وقتاً أطول من غيرهم في العمل.
لن أتمكن من الدراسة مع أصدقائي.
ومن المميزات مثلاً:
عدد سنوات الدراسة قليلة.
عادة ما تتاح فرصة للعمل التعاوني أثناء الدراسة.
الطلاب يحصلون على عقود عمل قبل التخرج.
فرص أكثر لإكمال الدراسات العليا.
رواتب الموظفين عالية.
خيارات أكثر للتخصصات الفرعية.
5. الدوافع الخفية:
أحياناً قد يتواجد لديك دوافع أو مخاوف خفية، قد لا تعرف عنها أو لا تعترف بها لنفسك. وربما هذه الدوافع تؤثر على عملية إتخاذك للقرار، أو تتسبب في اختيارك للخيار الخاطئ أو في أحسن الأحوال تخدعك أثناء عملية بحثك، وتجعلك تتجاهل خياراً قد يكون هو الأفضل لك. ابحث في داخل نفسك:
هل أنت متأكد أنك تبحث في كافة الخيارات بصدق، أو أنك قمت باختيار أحد التخصصات مسبقاً وتقوم بالبحث عن المميزات والعيوب بناءاً على ذلك؟
هل هناك ضغوط خارجية، سواء من أصدقائك أو عائلتك، تؤثر على عملية اختيارك وتجعل احد التخصصات أفضل من غيره؟
هل أنت خائف من اختيار احد التخصصات، سواء خوف نفسي أو من أطراف خارجية؟
حاول التخلص أو التقليل من هذه الضغوط للحد الأدنى كي يكون بحثك وبالتالي قرارك هو أفضل ما تستطيع التوصل إليه.
6. الحلول الوسط:
بعد أن قمت بجمع المميزات والعيوب الخالية من الدوافع الخفية، لا بد وأنك قد قلصت عدد الخيارات المفضلة إلى عدد بسيط. الآن تنقل بين مميزات وعيوب كل تخصص، وابحث عن حلول وسط لحل الإشكاليات أو للتغلب على عيوب في أحد التخصصات. مثلاً، لو كان أحد عيوب التخصصات المفضلة لديك، التكاليف الدراسية المرتفعة، قد تقول لنفسك يمكنني البحث عن عمل جزئي للحصول على مبلغ مادي يسندني. أو أحد التخصصات مواده الدراسية صعبة، فتقول لنفسك أنا تعودت أن أدرس عشرة ساعات في الأسبوع، ولكن لهذا التخصص سأدرس عشرين ساعة في الأسبوع.
الآن قد تجد بأن بعض التخصصات قد تقلصت عيوبها وقد تصبح خياراً مفضلاً بعد أن كانت خياراً متأخراً.
7. التوقف عن البحث:
قاوم الإغراء لعمل المزيد من البحوث، والشعور بأنك لم تبحث جيداً وأنك ستجد معلومة ستغير نظرتك عن كل الخيارات. بكل تأكيد هذا بعد أن تجمع كمية من المعلومات حول التخصصات وتتصفح عدد من المواقع وتقرأ عن التخصصات. وتذكر أنك مهما قرأت وبحثت فإنك لن تستطيع قراءة كل ما يتعلق بتخصص ما، وبالتالي بمجرد ما تحصل على فكرة رئيسية عن تخصصاتك، ومميزاتها وعيوبها الخالية من الدوافع الخفية، فأنت أديت الواجب على أتم وجه إن شاء الله تعالى.
8. الإستخارة:
كمسلمين موضوع الإستخارة ثابت لدينا، وهي عبارة عن ركعتين غير الفريضة تصليها لله تعالى وتسأله فيها أن يعينك ويرشدك إلى مافيه الخير لك، ويبعدك عمّا فيه شر لك. وهناك دعاء صحيح تدعوه بعد أداء الصلاة أو أثناءها وهو:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ”. (المصدر)
9. الأفكار الطارئة:
قد تستجد عليك أمور في اللحظات الأخيرة، أو بعد أن اخترت احد الخيارات مبدئياً. لا خطأ في التغيير أو التعديل، فقد تكتشف شيئاً جديداً أثناء تسجيلك في الجامعة، أو حديثك مع أحد زملائك. لكن دائماً لا تتسرع، تأكد من المعلومة واعد حساباتك واتخذ قرارك.
10. اتخاذ القرار:
بعد أن اتبعت الخطوات السابقة، بحثت، وفكرت، واستخرت.. توكل على الله واتخذ القرار. لا تلتفت للوراء، فأنت اجتهدت وعملت وبحثت وبعدها اتخذت القرار والتوفيق سيأتيك إن شاء الله من رب العالمين.
=========
>>>> الرد الثاني :
الحلقة الثالثة
>> عن ماذا تبحث؟ <<
تحدثنا في الحلقة السابقة عن أنواع القرارات، وصنفنا اختيار التخصص كأحد أهم القرارات التي قد تتخذها في حياتك. من النقاط التي استعرضناها في ذلك المقال، يتضح لنا أهمية البحث والتفكير قبل أن التتخصص. مسألة البحث وجمع المعلومات حول التخصص ونقاط القوة والضعف قد تكون فضفاضة لحد ما. وبالتالي أحببت أن أفرد لمسألة البحث مقالاً من هذه السلسلة. فكرة هذا المقال تتركز على أن التخصصات تختلف أو تتشابه فيما بينها من عدة نواحي، ولعل أهمها التالي:
المواد الدراسية.
نظام الجامعات.
فرص العمل.
هذه الإختلافات والتشابهات ستفيدك في العثور على التخصص الذي يتناسب بقدر كبير مع شخصيتك، وطموحك في المستقبل. من المهم أن تبقي في ذهنك أنك غالباً لن تجد تخصص يتطابق مع ميولك أو يعجبك بدرجة 100%. وهذه طبيعة كل الأشياء من حولنا، في الأصدقاء وفي الأدوات التي تمتلكها. المتميز من يكتشف العيوب والمميزات بسرعة، ويرى إن كانت المميزات تستحق الصبر أو التعايش مع العيوب. وأيضاً، تذكر بأن مقارنة العيوب والمميزات هي مسألة شخصية، فما أراه ميزة قد يكون عيباً في نظرك والعكس.
والآن كيف ننظر للإختلافات والتشابهات في التخصصات، إنطلاقاً من النقاط الثلاث الذي ذكرتها في بداية هذا المقال؟
المواد الدراسية
لتحصل على الدرجة الأكاديمية في تخصص ما، يجب أن تكمل عدد من المواد الدراسية. هذه المواد يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
مواد دراسية عامة لجميع طلاب الكلية، مثلاً جميع طلاب الهندسة يدرسون مبادئ الرياضيات والفيزياء والكيمياء.
مواد دراسية لطلاب التخصص، مثلاً جميع طلاب تخصص الهندسة الكهربائية يدرسون الدوائر الكهربائية والمولدات الكهربائية.
مواد اختيارية لجميع الطلاب، مثلاً جميع طلاب الجامعة يدرسون اللغة العربية والرياضة.
أثناء بحثك الأولي، والذي من خلاله ستحدد المجال العام للتخصص أنظر إلى المواد الدراسية العامة وتعرف عليها. بمعنى آخر، قارن بين المواد الدراسية للسنة الأولى لطلاب الهندسة، الإدارة، الطب، الفنون، العلوم الإنسانية، الكمبيوتر. سيفيدك هذا في تقليص عدد خياراتك، مثلاً قد تجد أنك لا تحب أو لا تجيد مواد الإجتماع فتستبعد مجال العلوم الإنسانية، وأيضاً ربما أنك لا تحب التعامل مع الكمبيوتر فتستبعد مجاله وهكذا.
بعد استبعادك للمجالات الغير مناسبة لك سيكون لديك تصور جيد عن المجالات التي قد تتخصص فيها، هنا يجب أن تبدأ بالنظر في المواد الدراسية للتخصص، ومن خلالها ستتعرف على ما الذي ستتعلمه عند تخرجك من هذا التخصص، ومدى مناسبة هذا التخصص لميولك وقدراتك الشخصية.
أما المواد الإختيارية فهي ثانوية ولا تركز تفكيرك عليها الآن.
تذكر أن هناك تخصصات من مجالات مختلفة ولكنها متقاربة، قد يكون تفكيرك فيها جيداً خصوصاً وإن كان لديك الميول لمجال تخصص، ولكن المواد الدراسية لا تناسبك. فمثلاً، قد تحب العمل في المستشفيات ولكنك لاتجد في نفسك الحب أو القدرة على دراسة الطب، يمكنك أخذ مسار الإدارة الطبية وهكذا.
نظام الجامعات
يمكننا تقسيم نظام الجامعات إلى قسمين رئيسين:
نظام الدراسة الأمريكي.
نظام الدراسة البريطاني.
نظام الدراسة الأمريكي وهو المعمول به في المملكة العربية السعودية ومعظم دول العالم إلا بريطانيا ودول الكمونويلث. تكون الدراسة الجامعية في النظام الأمريكي غالباً من أربعة سنوات، بالإضافة لسنة أو فصل دراسي تحضيري أو دراسة اللغة الإنجليزية. يعتمد النظام الأمريكي على تحضير الطالب للعمل فور تخرجه. فغالباً ما يكون هناك فصل أو سنة للتطبيق أو العمل التعاوني كجزء من خطة التخرج.
أما النظام البريطاني فيعمل به في بريطانيا، ودول الكمونويلث ومنها أستراليا، نيوزيلاندا، الهند، وباكستان. وفي هذا النظام عادة ما تكون الدراسة الجامعية من ثلاث سنوات، بالإضافة لسنة أو فصل تحضيري. ويعتمد النظام البريطاني على استيعاب الطالب وفهمه للمادة العلمية، ليستطيع مواصلة التعلم ومواكبة التطورات في تخصصه بعد تخرجه. غالباً مايكون هناك الكثير من البحوث والتقارير الأكاديمية والتي يتوجب على الطالب انجازها للتخرج.
ولاحظ أن معظم الشركات السعودية الكبيرة تشترط أن تكون مدة الدراسة أربعة سنوات، أو ثلاثة سنوات بالإضافة لخبرة عملية. بالنسبة لخريجي النظام البريطاني يمكنهم التغلب على هذه المشكلة بالحصول على درجة البكالوريس الشرفية، وتحصل عليها من خلال دراسة سنة دراسية إضافية في الجامعة.
فرص العمل
عندما تفكر في فرص العمل يجب أن تبحث الفرص من زاويتين:
طبيعة وجو العمل العام لتخصصك.
المجالات البديلة للعمل.
أقصد بطبيعة وجو العمل العام، مجال ومكان العمل لمعظم الخريجين من تخصصك. لا تكن نظرتك مقصورة لأول وظيفة قد تستلمها فور تخرجك، بل فكر فيها وفي مجال العمل بعد خمس وعشر وعشرين سنة من تخرجك. فمثلاً، حين تتخرج كمهندس قد يطلب منك العمل في مصنع في منطقة نائية، لكن بعد خمس سنوات قد تُنقل إلى أحد الفروع الرئيسية وتتغير طبيعة عملك، وكذلك بعد خمس سنوات أخرى.
من المهم أن تتأكد من مناسبة مجال عملك مع ميولك الشخصية وطبيعة حياتك. فأنت ستدرس وتتخرج خلال خمس سنوات تقريباً، وثم ستعيش مع تخصصك لبقية حياتك.
أيضاً قد يكون من الجيد التفكير في المجالات البديلة، أي المجالات التي قد تحتاج للتوجه إليها إن لم تنجح خطتك الرئيسية. فقد تود العمل لدى شركة مثلاً، ولكن عند تخرجك تجد أن سوق العمل ممتلئ بالخريجين، فما ستعمل حينها. فكر بمجالات العمل الفردية إن كانت ممكنه للمتخصصين في مجالك، وماهي المتطلبات. قد تحتاج للخبرة، أو الحصول على دورة إضافية، سيكون من الممتاز إن عرفت عنها وبدأت فيها مبكراً، أثناء سنوات دراستك الجامعية حتى.
للأمانة منقول من '' مدونة أبو هارون " بتصرف
نرجو التثبيت ان امكن
** نسأل المولى أن يوفق الجميع و يسدد خطاهم **
=========
>>>> الرد الثالث :
جزاك الله خيرا
=========
>>>> الرد الرابع :
جازاك الله خيرا
=========
>>>> الرد الخامس :
thank so much
=========
شكـــرا لمروركم الطيب
بالتوفيق
بــــآركـ الله فيـكـ ^^
merci beaucoup
c'est un énorme effort que vous venez de faire pour nous
alors merci encore une fois
A+
جزاكم الله خيرا على المرور العطر
السلاآآم عليكم
بــــــــارك الله فيــك أخي على ما نقلته لنا
دمــــتــ في حفــــــــظ الرحمـــــــــــــــــــآن
جزاك الله خيرا، وفقنا الله لما يحبه ويرضاه..
لقد أرسلت لك رسالة منذ عدة أيام في برامج نت أخي
شكرا .............
شكــــــــرا لكم
ارجو التثبيت ان امكن