عنوان الموضوع : علوم اسلامية/القيم في القرآن الكريم
مقدم من طرف منتديات العندليب
تعريف القيم :القيم في القرآن الكريم
القيم هي جملة الأخلاق والسلوكيات التي تصدر عن الإنسان، والتي هي فرع عن عقيدته وتصوراته عن الكون والحياة الإنسان، و تشمل كافة جوانب الحياة الفردية والاجتماعية ، والسياسية.
الصدق:القيم الفردية:
الصدقهو مطابقة الخبر للواقع وهو مطلوب من الإنسان في قوله وعمله واعتقاده، وفى تحقيق مقامات الدين كلها.وقد أمر به الله تعالى فقال : ( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين...) التوبة 119.و لقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعرف بالصدق منذ صغره وكذلك الأنبياء و الرسل و الصالحون..، وينقسم الصدق إلى : صدق مع الله وصدق مع النفس وصدق مع الناس.
الصبر:
هو حبس النفس عن فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله تعالى قال عز وجل : (وبشر الصابرين ) أو هو مواجهة الأقدار بطمأنينة وسلامة صدر لكونها جميعا من عند الله تعالى فهو إذا أعطى فلحكمة وإذا منع فلحكمة ، وينقسم الصبر إلى : صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله، وصبر على أقدار الله .
الإحسان
من الحسن والإتقان وهو الجودة في فعل الخير بأن يؤدى في أتم وجه وأكمله ، وقد أمرنا الله تعالى بالإحسان في كل شيء في عباداتنا ومعاملاتنا عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) رواه مسلم
وللإحسان معان ثلاثة :
1. الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
2. الإحسان إلى الناس، كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين.
. إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، سواء العمل العبادي أو العادي أو المعاملاتي.
العفـو
ومنشؤه الرحمة ، لأن الرحمة في قلب العبد تجعله يعفو عمَّن أساء إليه أو ظلمه، ولا يوقع به العقوبة عند القدرة عليه، وإذا فعل العبد ذلك كان أهلاً لعفو الله عنه. يقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134]. ومن شأن خلق العفو أن يجمل النفس بالطمأنينة والسكينة بما يزيله من الأحقاد والتربص للانتقام ، وهو سبيل إلى نشر المحبة بين الناس ثم نشر الطمأنينة والاستقرار في المجتمع .
المعاشرة بالمعروف:القيم الأُسْرية:
وهي أساس العلاقة في المعاشرة الزوجية خصوصا والأسرية عموما قال تعالى : {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (19) سورة النساء فلا يكون التعامل الأسري على أساس المصلحة الشخصية الضيقة أو الانتصار للنفس، وإنما أساس ذلك هو تحقيق الخير والتعامل على أساس الفضائل الإسلامية النبيلة .
المودة والرحمة:
إن المعاشرة بالمعروف ترتكز على مشاعر المودة والرحمة المتبادلة في الوسط الأسري وهي معجزة من الله ونعمة منه بأن نشر مثل هذه المشاعر الدافئة والحميمة سواء بين الزوجين أو بين جميع أفراد الأسرة ، فكل واحد منهم محب للآخر مشفق عليه حريص على راحته وسعادته ، يسره ما يسره ويضره ما يضره ، ومن شأن هذه المشاعر النبيلة أن تنشر أجواء السكينة والطمأنينة والاستقرار في البيوت قال الله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
التكافل الأسري
طبيعة بناء الأسرة وتلاحم أفرادها يقتضي ترسيخ التكافل والتعاون والتآزر بينهم ، فكل فرد داخل الأسرة معني بجلب النفع وتقديم الخدمة لأسرته في إطار تواجده وفي حدود كفاءته واستطاعته ، وهذه المهام المنوطة بأعناق الأفراد داخل الأسرة ليست مجرد نوافل يخيرون في تقديمها أو منعها، وإنما هي واجبات يطالبون بها أمام الله تعالى وأمام المجتمع، فلا يتصور من الوالدين أن يضيعوا أبناءهم ولا من الأبناء أن يضيعوا آباءهم ولا من أي فرد في الأسرة أن يضيع فرد آخر قال تعالى { وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (75) سورة الأنفال
التعاون :القيم الاجتماعية:
كل فرد في المجتمع مهما بلغت قوته المادية والمعنوية عاجز بنفسه قوي بإخوانه، فلا مناص له من الاستعانة بغيره ، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، والفرد بنفسه كاللبنة الواحدة لا تشكل بناء ولا تحقق خيرا ، وقد أشاد الإسلام بالأعمال الجماعية وبارك فيها قال تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة . لكنه شدد على أن يكون التعاون في تحقيق الخير وجلب المصالح ودفع المفاسد لا تعاونا على جلب الضر ونشر الشر .
المسؤولية:
المسؤولية هي شعور كل فرد في المجتمع بأهمية موقعه ودوره في المشاركة والمساهمة الفاعلة في عملية البناء والنهوض بالمجتمع، فلا يقبل منه أن يكون رقما زائدا أو مهملا لا أثر له في الواقع المعيش ، بل إن عدم البناء هو هدم في حد ذاته حينما يصبح المرء عالة على غيره أو كلا حسب التعبير القرآني، قال الله تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (76) سورة النحل وتتحدد مسؤولية الإنسان في مجتمعه بما كلف به من الواجبات المختلفة تجاه ربه وتجاه نفسه وتجاه أسرته ومجتمعه.
التكافل:
وحينما ينشأ المرء على خلق التكافل داخل الأسرة فإنه يعمل على تعميم هذا الخلق مع سائر المسلمين، ثم مع الناس جميعا مهما اختلفت ألوانهم وأوطانهم ، فالمسلم كالغيث أينما وقع نفع ، فليس بمؤمن ذلك الذي يعيش لنفسه باذلا كل جهده ووقته في تحقيق ذاته وتحصيل ملذاته ، وإنما المؤمن هو ذلك الذي يعيش من أجل الناس يشاركهم آمالهم وآلامهم ويشعر بجوعهم وعريهم ومرضهم، فلا يرتاح له بال حتى يرى الابتسامة بادية في وجوههم قال الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء
العدل:القيم السياسية
شدد الإسلام على أهمية العدل ونوه به فهو المقصد من جميع الرسالات السماوية ، ، وله مساحته الواسعة في جميع العلاقات الإنسانية على مستوى النفس والأسرة والمجتمع والإنسانية جميعا ،وله بصماته القوية في كل موقف من مواقف الحياة ، فهو كلمة جامعة لجميع الفضائل وبانتفائه تتحقق جميع الرذائل ، فليس بعد العدل إلا الظلم والجور وسلب الحقوق والعدوان والاضطهاد والاستغلال . ثم إن العدل هو أساس استقرار المجتمعات ونهوضها وتطورها، وغيابه مؤذن بخراب العمران وزوال الحضارات لما يعمها من الفوضى والاضطراب في جميع أركانها. ولذلك أمرنا الله تعالى بالعدل مع القريب والغريب ومع الصديق والعدو في حال الرضا أو الغضب ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة
الشورى:
وهي المبدأ الثاني من مبادئ الحكم بعد العدل ، ومعناها عدم الاستئثار باتخاذ القرار، بل لابد من إشراك أهل الرأي والخبرة (أهل الحل والعقد) في كل أمر ذي بال لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (38) سورة الشورى ، وللشورى من المنافع العظيمة ما لا يستغني عنه بشر ، حتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم رغم ما حباه الله به من الرسالة فقد أمره بمشاورة أصحابه فقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران
ومن شأن الشورى أن تنشر الطمأنينة والرضا بين الناس لشعورهم بأهميتهم وأهمية آرائهم ، وهي سبيل إلى تحقيق التواصل بين الحاكم والمحكوم في إطار من الحوار المنظم بعيدا عن الفوضى الفكرية التي تعمق الخلاف وتكرس التمرد والفساد ، ومن شأنها أيضا أن تجنب الأمة المهالك حينما تجنبها الاستبداد بالآراء الأحادية التي يغلب عليها الارتجال والقصور، وافتقارها إلى التأييد الشعبي ، ومن مكاسب الشورى أنها تفتح نافذة على الآراء المتعددة ، فتحقق ثراء فكريا يتوج باختيار أصلح الآراء وأصوبها وقد قيل : من استشار الناس فقد شاركهم عقولهم.
الطاعة:
لايمكن للجماعة أن تحققق الاستقرار في وسطها إذا كانت تعيش في فوضى من الآراء والأوامر المختلفة والمتضاربة ، فلا بد للجماعة من مرجعية دينية وسياسية تنظمها وتضبط مسارها وسلوكها وتقوم اعوجاجها، كما يجب أن تحظى هذه المرجعية بالتأييد والاحترام وعدم المخالفة من جميع الأفراد مهما كانت مكانتهم العرقية أو الثقافية أو المالية أو السياسية . طاعة الله والرسول : وأول من يجب على الجماعة طاعته هو خالق الجماعة ورازقها ومدبر أمرها والذي سيحاسبها على أعمالها وهو الله تعالى، ولا تكتمل طاعته إلا بطاعة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال
طاعة أولي الأمر : ثم إن الله تعالى أمرنا بطاعة أولي الأمر وهم العلماء والحكام الذين يتولون شؤون الأمة، وبدون طاعتهم ستعم الفوضى ويعم الفساد بين المسلمين وطاعة هؤلاء مقيدة بالطاعة في المعروف أي في الحق الذي يرضي الله لا في الشر الذي يغضبه. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========