عنوان الموضوع : الجمل التي لا محل لها من الاعراب شرح مفصل + المصدر لتحضير البكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب

[b]ثانيا ـ الجملة التي لا محل لها من الإعراب


هي الجملة التي لا تحل محل المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي : ـ



أولا ـ الجملة الابتدائية :

ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام لفظا ، أو تقديرا ، وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية .

فالاسمية نحو : محمد مجتهد .

221 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أعطيناك الكوثر }1 .

والفعلية نحو : يطوف المسلمون حول الكعبة .

222 ـ ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب }2 .

فكل من الجملتين السابقتين ، وكذلك الآيتان المستشهد بهما ، لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا ضاع المعنى .

ومثال الجملة الابتدائية التي يبتدأ بها الكلام تقديرا قول الأفوه الأودي :

بينما الناس على عليائها إذ هَوَوا في هُوّة فيها فغاروا

فلكون " بين " ظرف للفعل " هوى " ، والتقدير : هوى الناس في هوة بينما هم على عليائها . فهي جملة ابتدائية ، وإن كان قبلها جملة " الناس على عليائها " ، لأنها أُخرت لفظا ، وحقها التقديم في أول الكلام تقديرا .

ومنه قوله تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد رزقا }3 .

فلأن " كل " ظرف للفعل " وجد " ، والتقدير : وجد زكريا عندها رزقا كلما دخل

ــــــــــ

1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 1 المسد .

3 ـ 37 آل عمران .



عليها المحراب . فجملة " وجد " ابتدائية ، وإن كان قبلها في الطاهر جملة أخرى .



ثانيا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات الابتداء ، وتشمل التالي :


1 ـ الحروف المكفوفة وهي : إنما ، وأنما ، وليتما ، وكأنما ، ولعلما ، لكنما ، وربّما ، وكما .

نحو قوله تعلى : { إنما المؤمنون إخوة } 1 .

وقوله تعالى : { إنما أنت نذير } 2 .

وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } 3 .

ومنه قول كثير :

أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل

ونحو قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } 4 .

ونحو قول النابغة الذبياني :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد

ومنه قوله تعالى : { فكأنما خر من السماء } 5 .

ومنه قول الشاعر :

كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج

ومنه قول الفردزق :

أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا

ومنه قول امريء القيس :

ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل امثالي

وقول ساعدة بن جؤية :

ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغى الناس مثنى وموحدا

ـــــــــــــ

1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 12 هود .

3 ـ 50 العنكبوت . 4 ـ 5 فصلت .

5 ـ 31 الحج .



" ربما " نحو : ربما الغائب يعود .

ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } 1 .

" كما " اتصلت ما الزائدة بـ " الكاف " فمنعتها من العمل ، والجملة بعدها ابتدائية لا محل لها من الإعراب . نحو : الشهادة خير الكلام كما الصلاة عمود الدين .

2 ـ " إذا " الفجائية : نحو : خرجت فإذا السماء تمطر .

ومنه قوله تعالى : { فإذا هي حية تسعى } 2 .

وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } 3 .

3 ـ أمّأ ، وبل ، ولكن ، وهل ، وما النافية غير الحجازية " التي لا عمل لها " ، وبينا ، وبينما ، وإلاّ الاستثنائية .

وإليك أمثلتها على التوالي :

" أمّأ " قال تعالى : { فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }4 .

ومنه قول سبيع بن الخطيم :

أمّا إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردت فأقوف

و" أمّا " هنا حرف شرط غير جازم وتفصيل وتوكيد ، وتلزم الفاء جوابها كثيرا .

" بل " نحو قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } 5 .

وقوله تعالى : { أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق }6 .

و" بل " حرف ابتداء يفيد الإضراب .

" لكن " المخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وهي حرف استدراك إذا سبقها نفي وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، مثال الفعلية :

قوله تعالى : { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 7 .

ــــــــــــــ

1 ـ 2 الحجر . 2 ـ 20 طه .

3 ـ 108 الأعراف . 4 ـ 26 البقرة .

5 ـ 14 الأعلى . 6 ـ 70 المنافقون .

7 ـ 118 النحل .



ومنه قول العجير السلوسي :

ولكن ستبكي خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع

ومثال دخولها على الجمل الاسمية وهي عنئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك .

قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم منهم } 1 .

ومنه قول زهير :

إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر

" هل " وهي حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا يعمل فيما بعده ، ويختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة ن ويدخل على الأفعال ، والأسماء .

نحو قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } 2 .

ومنه قول عنترة :

هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم

ومثال دخولها على الأسماء قول الحارث بن حلزة :

أيها الناطق المُرَقِّش عنا عند عمرو وهل لذاك فداء

وقوله :

كتكاليف قومنا إذ غزا المنذ ر هل نحن لابن هند رِعاء

ومنه قول امرئ القيس :

وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مُعَوَّل

" ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ، وتعرف بالتميمية ، أو غير الحجازية ( لأن ما الحجازية تعمل عمل ليس ) .

نحو قوله تعالى : { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }3 .

ـــــــــــ

1 ـ 162 النساء . 2 ـ 1 الإنسان .

3 ـ 15 يونس .



ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

وما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا

مثال " بينا " قال الأفوه الأودي :

فبينا نحن نرقبه أتانا معلق فضة وزنا ذراعي

مثال " بينما " قوله أيضا :

بينما الناس على عليائها إذ هو وافي هوة فيها فغاروا



ثالثا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض :

وهي : هلاّ ، ولوما ، ولولا غير الشرطية إذا تلاهما فعل مضارع .

نحو : هلاّ تساعدنَّ المحتاج .

وهي تفيد التوبيخ إلى جانب التحضيض أذا دخلت على الفعل الماضي كقول عنترة :

هلاّ سألتِ الخيل يا بنة مالك أن كنت جاهلة بما لا تعلمِ

ونحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } 1 .

ونحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله } 2 .



رابعا ـ الجملة المستأنفة :

هي الجملة المنقطعة عما قبلها صناعيا (3) ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا .

نحو : مات فلان رحمه الله .

ـــــــــــــ
1 ـ 7 ، 8 الحجر . 2 ـ 46 النحل .

3 ـ إعراب الجمل ، د / فخر الدين قباوة ص 36 .

المقصود بالاتباع الصناعي عدم التعلق باتّباع ، أو إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط

المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا .



فجملة " رحمه الله " جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة استئنافية .

223 ـ ومنه قوله تعالى : { قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت }4 .

ومن الجمل الاستئنافية الجملة المؤخر عنها العامل في باب " ظن " .

نحو : محمد مقصر أظن .

فجملة " أظن " وفاعلها المقدر ، لا محل لها من الإعراب استئنافية .

والجملة المستأنفة هي الجملة الكائنة جوابا لسؤال مقدر . أو جوابا لنداء .

فمثال جواب السؤال المقدر .

224 ـ قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا : سلاما ، قال سلام }1 .

فجملتا القول استئنافيتان ، لأنهما جواب لسؤال مقدر هو : ماذا قالوا ؟

ومنه قوله تعالى :

{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم مكرمون }2 .

فجملة القول الثانية جواب لسؤال مقدر هو : فماذا قال لهم ؟

وهذا النوع يعرف بالاستئناف البياني ، لأن جملة الجواب المستأنفة تكون جوابا لسؤال مقدر كما مر معنا .

أما الأنواع الأخرى من الجمل الاستئنافية فتعرف بالاستئناف النحوي ، والاستئناف البياني نوع من الاستئناف النحوي ، وليس كل استئناف نحوي يكون بيانيا .

ومثال جواب النداء قول جميل بثينة :

أبُثينَ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل

ــــــــــــ

1 ـ 36 آل عمران . 2 ـ 69 هود .

3 ـ 24 ، 25 الذاريات .



ومنه قول الأخطل :

أعاذلَ ما عليكِ بأن تَرَيني أُباكر قهوة فيها احمرار

وكثيرا ما تدخل على الجمل المستانفة أحرف تعرف بأحرف الاسئناف وهي :

الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة

فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } 1 .

وقوله تعالى : { قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } 2 .

وقوله تعالى : { ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين } 3 .

ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } 4 .

وقوله تعالى : { كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل } 5 . وقوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } 6 .

ومنه قول امريء القيس وقد اجتمع فيه جملتان استئنافيتان الأولى مقرونة بالواو والثانية بالفاء :

وقوفا بها صحبي عليَّ مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجمل

وإنَّ شفائي عبـرة مهـراقة فهل عند رسم دارس من معوَّل

الشاهد في البيت الثاني قوله : وإن شفائي ، وقوله : فهل عند رسم .

والمقرونة بـ " ثم " .

قوله تعالى : { فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } 7 .

ـــــــــــ

1 ـ 88 البقرة . 2 ـ 104 الأنعام .

3 ـ 93 الأعراف . 4 ـ 10 آل عمران .

5 ـ 108 البقرة . 6 ـ 34 الأنعام .

7 ـ 20 العنكبوت .



ومثال المقرونة بـ " حتى " قول الفرزدق :

فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع

والمقرونة بـ " بل " قوله تعالى :

{ وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا } 1 .

ومثال المقرونة بـ " أو " .

قوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } 2 .

والجملة المستأنفة بعد " أو " : هم يزيدون على تقدير هم المحذوف .

والمقرونة بـ " أم .

" قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } 3 .

ومثال المقرونة بلكن قول زهير :

إنَّ ابن ورقاء لا تخشى غوائله لكن وقائعه في الحرب تُنتَظر[/b]



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مرسي على الدرس
وهذا الاعراب لانقاش فيه
كل عام يديروه

=========


>>>> الرد الثاني :

مشكورة ايمان على هاذ الجهد

=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========