عنوان الموضوع : موضوع ادب للادبيين
مقدم من طرف منتديات العندليب
1 ـ
نعود إذن في الطّريق الطّويل
تواجهنا الأوجه الجامده
يواجهنا كلّ شيء رأيناه منذ قليل
كما كان في ركدة بارده
نعود إذن, لا ضياء ينير
لأعيننا الخامده
نسير ونسحب أشلاء حلم صغير
دفنّاه بعد شباب قصير
نعود وهذا طريق الإيّاب
يمدّ مرارته ورتابة أسراره
نسير ويبرز باب
هنا, وجدار هناك يسدّ الطّريق
بأحجاره
وثَمَّ سيّاج عتيق،
تهدّم عند النّهر
وعابرة, دون معنى تمدّ البصر
إلى حيث لا نعلم،
تمرّ بنا, لا تفكّر فينا
وننسى ونجهل أنّا نسينا
ولا نفهم .
ـ 2 ـ
نعود إذن في طريق الإيّاب المرير
وكنّا قطعناه منذ زمان قصير
وكنّا نسّميه, ( دون ارتياب), طريق الرّواح
ونعبره في ارتياح :
يمدّ لنا كلّ شيء نراه يدًا
يكاد يعانقنا ويصبّ علينا غدًا
دقائقه نسجتها المنى
وكنّا نسمّيه , دون ارتياب , طريق الأمل
فما لشذاه أفل
وفي لحظة عاد يدعى يدعى طريق الملل؟
إلى آخر ضيق
ويدفعنا كلّ شيء نراه
إلى يأسنا المطبق
ونشعر أنّا ضجرنا ضجرنا وعفنا الحياه
وعدنا نمجّ الحياه
ـ 3 ـ
ألا بد من أن نؤوب
وتدفعنا خلجات المرارة دون حلم؟
ألم ينطفىء كلّ حلم كذوب
وها نحن نعلم أنّا بلغنا القمم؟
وسرنا على أوجها مرّة, ثم حان الإيّاب
وعدنا ( نجرّ قيود الألم)
وندرك كيف تغيّر حتّى التّراب
تغّير حتّى الطّريق
وأصبح( يرفضنا) في ملال وضيق
وعاد يصبّ علينا جمودًا عميق
ـ 4 ـ
وعدنا نسير
نجرّ أحاسيسنا الرّاكده ،
وتصدمنا الأوجه الجامده.
نسير, نسير،
نحدّق في أيّ شيء نراه،
بهذا السّيّاج المهّدم أو بسواه
نحدّق, لا رغبة في النّظر
ولمن..لأنّ لنا أعينًا .
نعلّق , لا شوق يغري بنا
ولكن لأنّا سئمنا السّكون المخيف
ووقع خطانا الرّتيبات فوق الرّصيف
سئمنا فأين المفر؟
ولا بدّ من أن نعود
فليس هناك مكان وراء الوجود
نظلّ إليه نسير
ولا نستطيع الوصول
البناء الفكريّ:
1. ماذا يواجه الشّاعرة في طريق عودتها؟
2. بم يتّسم هذا الطّريق؟
3. بَنَت الشّاعرة المقطع الثّاني على الاختلاف والتّباين بسبب التّغيّر، وضّح ذلك مبيّنا النّتيجة الّتي أفضى إليها هذا التّغيّر.
4. في كلّ ثنايا النّصّ خيط شعوريّ واحد يربط كلّ أجزاء القصيدة، وضّحه، و بين موقفك منه.
5. بين بداية النّصّ ونهايته علاقة وطيدة، وضّحها، مبيّنًا من خلال ذلك رؤية الشّاعرة ونظرتها للحياة.
6. مزجت الشّاعرة بين نمطين نصييّن، ما هما؟ أشّر لهما بخاصيتين من النّصّ.
7 في القصيدة تجسيد لمبادئ المدرسة الفنية التي تنتمي إليها الشاعرة ، ما هي تجلياتها في النص؟
البناء اللغوى:
1. ما دلالة توظيف ضمير الجمع ( نحن)؟
2. حلّل الاستفهامات الواردة في النّصّ، مبيّنًا مدى مساهمتها في تعزيز الموقف الشّعريّ للشّاعرة وحالتها النّفسيّة.
3. تأمّل الفعل (عاد) في النّصّ، ورد بصيغة الماضي مرّة، وبصيغة المضارع مرّة أخرى، ما دلالة صيغته الماضية في بداية المقطع الأخير؟
4. أعرب ما فوق خط إعراب مفردات، وما بين قوسين إعراب جمل.
5. وظّفت الشّاعرة (لا) النّافية بشكل بارز، ما أثر ذلك على المعنى؟
6. كيف ساهمت الصّورة الشّعرية في بناء الموقف الشّعريّ؟ علّل من خلال النّصّ.
7. قطّع الأسطر الثّلاثة من المقطع الأوّل ثم بيّن
- التّفعيلة الّتي بنت عليها الشّاعرة قصيدتها.
- الزّحافات والعلل الّتي لحقت التّفعيلات.
- علاقة الموسيقى الخارجيّة بالحالة النّفسيّة للشّاعرة.
التّقويم النّقديّ:
طبعت ظاهرة الحزن و الألم الشعر العربي المعاصر بطابع خاص ، فما هي مظاهرها وبواعث وجودها ؟
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ممكن التصحيح من فضلك و جزاك الله خيرا
=========
>>>> الرد الثاني :
هل وضع التصحيح لا الموضوع؟
=========
>>>> الرد الثالث :
تواجه الشّاعرة في طريق عودتها أوجه حزينة بائسة، تغيّرت ملامحها وطبعها الألم واليأس .
2. يتّسم هذا الطّريق بالمرارة والملل .
3. بنت الشّاعرة المقطع الثّالث على الاختلاف بين طريق الأمل والّذي سمّته طريق الرّواح وبين طريق العودة الّذي سمتّه طريق الملل. وسبب هذا الاختلاف التّغيّر، لأنّ الطّريق واحد لكنّه تغيّر، فبعد أن كان الانسان يندفع إليه بقوّة الأمل يحدوه الفرح والتّفاؤل، يرى الجمال والسّعادة في كلّ ما يصادفه من النّاس والأشياء، يصبح منصدمًا بمرارة الفشل ويرجع من حيث بدأ، فتتغيّر علاقته بالأشياء إلى علاقة سأم وملل كراهية وبرود. والنّتيجة الّتي أفضى إليها هذا التّغيّر هو كره الحياة.
4. يربط أجزاء القصيدة خيط شعوريّ واحد تمثّل في وحدة الشّعور، وهو الإحساس بالألم والحزن بسبب الخيبة والفشل في تحقيق الأحلام والأماني. الموقف: و إن كان لكلّ تلميذة موقفها الخاصّ، إلاّ أنّ الكثير منهن يرين أن الإنسان لا يجب أن يستسلم للفشل في الحياة ولآلامها، فالفشل ليس إلاّ نقطة انطلاق جديدة لتحقيق المبتغى.
5. بين البداية والنّهاية علاقة وطيدة، فالبداية هي الاصطدام بالفشل ومن ثمَّ العودة، لعدم تحقّق الأحلام والأماني، والّذي ما هو إلاّ طريق ليس له وصول. (لا نستطيع الوصول). ومن خلال ذلك يظهر تشاؤم الشّاعرة وتبني نظرتها السّوداء للحياة.
6. زاوجت الشّاعرة بين نمطي السّرد والوصف، فالسّرد للتتابع الزّمني بين السّير في طريقين، السّير الأوّل سير أمل وحلم والسّير الثّاني للعودة والرّجوع من غير وصول. ومؤشّراته:
- توظيف الأفعال ( نعود، يمرّ، نسير...). – الاستعانة بألفاظ دالة على الزّمان والمكان ( الطّريق، الزّمان القصير، فوق الرّصيف، مكان وراء الوجود).
أمّا الوصف ، فقد استعانت به الشّاعرة لوصف حالتها النّفسيّة و بالكشف عما يعتريها من أحزان في طريق عودتها في الحياة، و من مؤشّراته:
- النّعوت ( الطّريق الطّويل، الأوجه الجامدة، ركده باردة، حلم صغير) السّكون المخيف.
أسئلة البناء اللّغويّ والفنيّ:
1. إنّ الإحساس الّذي يثيره الفشل في نفس الشّاعرة لا يقتصر عليها وحدها بل هو شعور إنسانيّ، تنطوي عليه طبيعة الإنسان المتطلّع لتحقيق أحلامه الّذي يصطدم بعقبات الفشل والتّراجع ولذلك وظفت الشّاعرة ضمير ال****ة ( نحن ) للدّلالة على عموم هذه المعاناة النّفسيّة.
2. كثرت الإستفهامات في النّصّ، وقد ساهمت هي بدورها في تقوّية الموقف الشّعريّ للشّاعرة وتعزيزه، لما لها من دور كبير في التّعبير عن دواخل النّفس الإنسانيّة، مثل: (فما لشذاه أفل) ينبئ عن تحسر الشّاعرة على آمالها بسبب فقدانها. (ألم ينطفئ كل حلم كذوب) يبرز رفض الشّاعرة لكلّ حلم كاذب لا يتحقّق في حياة الإنسان. (أين المفر) يفيد الاعتراف بالواقع المرير والإقرار به .
3. محور الموضوع العام يتمثّل في العودة وطريقها، ولذلك كثر توظيف الفعل عاد بصيغتيه الماضيّة والمضارعة ( نعود، عُدْنا )، و من دلالة صيغته الماضيّة في بداية الموقع الأخير (عدنا نسير) التّأكيد على تحقق الرّجوع والّذي ينبئ عن عدم تحقّق الأماني.
4. الإعراب:
إِذَن: حرف جواب وجزاء واستقبال مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب
أيّ: اسم مجرور بـ في، وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة في آخره، وهو مضاف
دون ارتياب: جملة اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب
نجرّ...الألم: جملة فعلية واقعة في محلّ نصب حال
5.5. وظفت الشّاعرة (لا) النّافية بشكل بارز في مثل قولها (لا ضياء ينير), (لا نعلم)، (لا رغبة في النّظر ) (لا شوق يغري بنا )، (لا نفهم )...أبرزت حاجة الشّاعرة للتّعبير عن مشاعر الرّفض، فهي ترفض هذا الطّريق لأنّه يفتقر لبهجة الحياة الجميلة : كالشّوق، الرّغبة، الضّيّاء والنّور، كما بينت من خلال النّفي أيضا حيرتها وجهلها للأسباب.
6. لقد ساهمت الصّورة الشّعريّة بشكل واضح في بناء الموقف الشّعريّ، إذ أنّ أغلب الصّوّر الشّعريّة توضح أحاسيس الشّاعرة الّتي أبرزت موقفها والمتمثّل في استسلامها للحزن والألم وعدم قدرتها على تخطي هذا الشّعور المحيط للإنسان، منها (نسحب أشلاء حلم صغير) – استعارة مكنيّة جسّدت فيها الشّاعرة الحلم في مجسّم له أشلاء، مبيّنة بها تحطّم الأحلام عند عدم تحقيقها، والصّورة تشير إلى تحسّرها على ذلك.
(دقائقه نسجتها المنى ) استعارة مكنيّة أخرى شخّصت المنى في صورة إنسان قادر على النّسج لبيان قيمة الأماني في سعادة الإنسان فالإنسان سعيد ما دام يعيش لأمانيه، فإن فقدها، فقد معها السّعادة وسحر الحياة.
(ألم ينطفئ كلّ حلم كذوب): شبهت الشّاعرة الحلم بشمعة كانت مضيئة أيّام الأمل والفرح والسّعادة، ولأنّه حلم كاذب تريد له الانطفاء والأفول.
7. الدراسية العروضية:
نَعُودُ إِذَنْفِطْ طريقِطْ طَوِيلْ تُوَاجِ هُنَلْأَوْ جُهُلَجَاْ مِدَهْ يُوَاجِ هُنَاكُلْ لُشَيْئِنْ رَأَيْنَاْ هُمُنُّْذُ قَلِيلْ
//0/ //0/0 //0/0 //00 //0/ //0/0 //0/0 //0 //0/ //0/0 //0/0 //0/0 //0/ //00
فعولُ فعولن فعولن فَعُولْ فعولُ فعولن فعولن فَعُو=فَعُلْ فعول فولن فعولن فعولن فعول فعول
الاستنتاج:
اعتمدت الشاعرة على قالب شعر التّفعيلة لتعبّر عن أحاسيسها وأفكارها، بكلّ حريّة وصدق وبنت قصيدتها على تفعيلة بحر المتقارب، وهو من البحور الصّافيّة ذات تفعيلة واحدة ( فعولن ) تتكرّر أربع مرات في الشّطر في النّظام الخليليّ، بينما لا يلتزم بعدد معيّن في قالب الشّعر الجديد حيث نجد أن الشّاعرة كرّرتها أربع مرات في السّطرين الأوّل والثّاني، بينما تكرّرت التّفعيلة ستّ مرّات في السّطر الثّالث وذلك بحسب تدفّق الشّعور لدى الشّاعرة وحالتها النّفسيّة.
الزّحافات والعلّل: لوحظت التّغيّرات المألوفة الّتي قد تطرأ على تفعيلة بحر المتقارب، منها :
زحاف القبض : و هو حذف الخامس السّاكن ( فعولن = فعولُ )
علّة القصر : و هي حذف ساكن السّبب الخفيف وإسكان متحرّكه ( فعولن =فعولْ )
علّة الحذف : وهي حذف السّبب الخفيف من آخر التّفعيلة ( فعولن = فعو و تنقل إلى فَعُلْ.
علاقة الموسيقى الخارجيّة بالحالة النّفسيّة للشّاعرة: إنّ الإلتزام بعدد ثابت من التّفعيلات يعيق حريّة التّعبير لدى الشّاعرة ويمنع من تحقيق الصّدق الفنيّ، وإن التزمت بذلك سوف تضطر إلى حشو الفراغات والفجوات بكلمات لا عاطفة فيها. وبذلك فإنّ تحرّرها يناسب حالتها النّفسيّة الّتي تعبّر عمّا بداخلها أحيانًا بطول نفس(مثلما نرى في السّطر الشّعريّ ذي التّفعيلات السّتّة)، و أحيانًا بقصر نفس مثلما نجد في الأسطر الشّعريّة ذات التّفعيلة الواحدة أو التّفعيلتين (لا نفهمُ) و(وعدنا نسير). كذلك الأمر بالنسبة للقافية والرّوي فإنّ الشّاعرة غيّرت قوافيها على غير نظام ثابت.
التقويم النقدى
طبعت ظاهرة الحزن و الألم الشعر العربي المعاصر بطابع خاص ، و تبدو مظاهرها من خلال أشعار الشعراء المعاصرين من أمثال : بدر شاكر السياب ، عبد الرحمان الجبلي ، نازك الملائكة ، إذ تبدو في أشعار هؤلاء النزعة التشاؤمية و الكآبة و المعاناة و الحزن المرير على المستوى الفردي و الجماعي ، و من بواعث وجود هذه الظاهرة : الإحساس بالتأزم النفسي ، الانتكاسات التي عرفها الوطن العربي ، الغوص في أعماق النفس الإنسانية ، تفاقم النزعة الإنسانية المتحولة إلى شعور بالألم ، علو مستوى الإحساس عند فئة الشعراء ، السخط على الواقع...
و هناك من يعتبر الألم و الحزن من المفجرات التي اعتمدها كثير من الشعراء و الفنانين في إنتاج آثارهم الخالدة ، و قد رأوا فيه متدفقا من منابع الإلهام .
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========