عنوان الموضوع : والله يلا حرام عليكم 46 مشاهد ولا واحد حن قلبه بكالوريا ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب

هل الانسان حر ام مقيد


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مافهمتش واش حابة تعرفي اسكو تحوسي على مقاله ولا واش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

=========


>>>> الرد الثاني :

إذا كانت الحرية هي تجاوز كل إكراه سواء كان داخليا أو خارجيا أو هي القدرة على الاختيار بين ممكنين أو أكثر ، فإنه قد دار جدال بين الفلاسفة حول موضوع الحرية ،فهناك من نفى الحرية عن الإنسان واعتبره مسير ، ومجبر لا مخير ، وهناك من أثبت له الحرية ، والإرادة في القيام بالأفعال. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: هل الإنسان مسير ومجبر، وخاضع لحتميات؟ أم أن له حرية الاختيار؟
الإنسان مجبر ،ومقيد أي أنه لا يملك حرية الاختيار ،ويمثل هذا الموقف "الرواقية والجهمية " نسبة إلى صاحبها جهم بن صفوان.
فالإنسان مجبر حسب الرواقية لأنه يخضع لضرورة مطلقة التي يخضع له الكون بأسره ،كما أنه يخضع للقدرة الإلهية وللقضاء والقدر حسب الجهمية لان الله عز وجل هو الذي خلق الإنسان وحدد أفعاله وسلوكاته بقدرته الكلية المطلقة ،فلا قدرة للإنسان على الفعل إلا بإرادة الله تعالى، والحجة الشرعية التي اعتمد عليها أصحاب الجهمية هي قوله تعالى :" قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ". بالإضافة إلى ذلك نجد الإنسان يخضع لعدة حتميات منها الحتمية الفيزيائية والنفسية والاجتماعية.
نقذ: لقد بالغ أصحاب هدا الموقف في إنكارهم لحرية الإنسان ،لان الإيمان بالجبر يؤدي إلى الاستسلام و الخضوع و الكسل و ترك العمل ، فإذا كان ما يجب أن يحدث سيحدث بالضرورة فما الفائدة من بدل الجهد؟ ولو كان الإنسان مجبرا على القيام بأفعاله ، فما الذي يفسر الثواب والعقاب والنار؟
موقف2:الإنسان حر حرية مطلقة في القيام بأعماله،أي أنه لا يخضع لأي ضغط داخلي أو خارجي و يمثل هدا الموقف المتعزلة ديكارت وكانط.
الإنسان يمتلك القدرة على الاختيار بين الفعل و الترك و في هذا تقول المتعزلة :"إن الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل حسب الدواعي والصوارف، فإذا أراد الحركة تحرك ، وإذا أراد السكون سكن" وعلى قدر هذه الحرية تكون مسؤولية الإنسان اتجاه أفعاله، فمن التناقص أن يكون الإنسان مسؤولا عن أفعال لم تصدر عن إرادته، فلو كانت أفعال العباد من صنع الله،فلماذا يحاسبهم عليها يوم القيامة؟ومن الحجج الشرعية التي تثبت حرية الإنسان قوله تعالى: " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ويؤكد ديكارت على أن لكل فرد حرية كاملة ،يعبر عنها بإرادته الحرة المستقلة التي لا تحدها حدود ولا قيود ، إذا بإمكانه أن يقوم بأي فعل يراه مطلوبا ،وفي إمكانه أن يمتنع عن أي فعل لا يرى فيه فائدة يقول :"إننا متأكدون من الحرية، إذ لاشيء نعرفه بوضوح أكثر مما نعرفها"
نقذ: لقد بالغ أصحاب هذا الموقف بإثباتهم للحرية إذ أن الواقع يؤكد أن الإنسان يعيش واقعا خاضعا لمجموعة حتميات ، ليس بإمكانه الخروج عن نطاقها.
تركيب: يرى أصحاب الموقف التركيب أن الإنسان حر حرية نسبية وليس مطلقة، فلا يمكن نفي الحرية عنه ، ولا إثباتها له بشكل مطلق وهذا ما توسط فيه الأشعري فالإنسان ليس مجبرا كما انه لا يمتلك حرية مطلقة خلق بها أفعاله، و إنما يمتلك القدرة على كسب الأفعال وتوجيهها.
رأي شخصي: أما رأيي الشخصي الذي أتبناه فيتمثل في أن الإنسان حر حرية نسبية لأننا نخضع لعدة حتميات ،لكننا نشعر بحرية عند تقيدنا بالقوانين أي أننا نسعى للتحرر.
خاتمة :استنتج في الأخير أن الإنسان مجبر ولكن ليس بصفة مطلقة ،إذ نجد انه حر، ولكن ليس حرية مطلقة وانما نسبية.



=========


>>>> الرد الثالث :

إن كلمة الحرية هي من أكثر الكلمات غموضا والتباساً فالشعوب تكافح من أجل حريتها والأفراد لا يتحملون أي حجز على حريتهم الشخصية ومما لاشك فيه أن الحرية هي من أقدم المشكلات الفلسفية وأعقدها فقد واجهت الباحثين من قديم الزمان وما زالت تواجههم إلى يومنا هذا فهي من أكثر المبادئ الفلسفية اتصالاً بنا بعد الطبيعة فضلاً عن صلتها بالأخلاق والسياسة والاجتماع وقد تناول العديد من الفلاسفة والمفكرين هذا المبحث فمنذ وعي الإنسان لنفسه سعى إلى تحقيق حريته بشتى الوسائل والطرق ولكن جمهور الفلاسفة اختلف في الإشكالية التالية:هل الإنسان حر أم أن هناك قيود وعوائق تقييد حريته؟.
يرى بعض الفلاسفة الذين يقرون بأن الإنسان حر وهم يستندون في هذا إلى عدة حجج أهمها الحجة النفسية و الذين يرون بأن الشعور بالحرية دليل كاف على إثباتها فمثلاً ويليام جيمس يرى أن الحرية هي قوام الوجود الإنساني الذي مراده الإدارة الحرة الفعالة فلا نشعر بحريتنا إلاّ ونحن قادرون فعلاً على الفعل والتأثير أما ديكارت فيقول[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إننا لا نختبر حرية إلاّ عن طريق شعورنا المباشر)،فهو يرى أننا ندرك الحرية بلا برهان وهو يقول في هذا[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إننا واثقون من حريقا لأننا ندركها إدراكاً مباشراً فلا نحتاج إلى برهان بل نحدسها حدساً)،بحيث يرى أن إحساس الإنسان الداخلي بالحرية *الواضح والمتميز* دليل كاف على ذلك ويقول لوسين[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]كلما في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لي أية قوة عدا إرادتي ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي)،أما من الفرق الإسلامية التي تثبت ذلك فالمعتزلة يرون أن تجربة الشعور الداخلية كافية على أننا أحرار يقول الشهر الستاني[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)،ومعناه أن الأفعال التي يقوم بها إنما يمارسها بإرادته وحسب الظروف التي تلائمه بالإضافة إلى هذا نجد برغسون الذي يميز بين مستويين من الأنا فالأنا السطحي بالنسبة له يمثل ردود الفعل و الاستجابات العفوية والعادات التي يقوم بها الإنسان تحت تأثير العوامل الخارجية،أما الأنا العميق فهو مصدر الحرية الحقيقي الذي تشعر به عندما نلتزم بإرادتنا واختيار بعيد عن الحتميات لذا نجسد حريتنا بعيدا عندما نقف من أنفسنا مواقف نقد وتقييم واعية وبهذه الصورة الواعية تسمع صدى الحرية الهافت الذي يسري كديمومة مفصلة لا تتوقف،أما أصحاب الحجة الاجتماعية فهم يرون أن الحرية ممارسة فعلية تتجسد في الحياة الاجتماعية فالآخر هو سبب وجودها ويمكن أن يكون عائقا لها فبدون المجتمع لا يمكن أن توجد قوانين عادلة تحمي الحريات الفردية فتصبح الحرية مسؤولية لذا فإن كل المجتمعات تعاقب أفرادها عند مخالفة قوانينها ولا تعاقب الأفعال التي لا قدرة لهم عليها وهذا يعني قدرة الإنسان على الاختيار و بهذا يمكن التكلم عن شخصية بدون مقومات اجتماعية ولا الحديث عن حرية الإنسان المغترب يقول مونيكو[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]الحرية الفعل وفق ما تجيزه القوانين الاجتماعية)،فبدون المجتمع لا يمكن أن نتحدث عن المسؤولية بدون حرية الاختيار،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي حسب كانط أساس تأسيس أو تحديد الأخلاق فالواجب الأخلاقي يتطلب قدرة للقيام به يقول كانط[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)،ويقول[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إن إرادة الكائن العاقل لا يمكن أن تكون إرادته إلا تحت فكر الحرية)،أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فروادها المعتزلة وهم يرون أن الإنسان حر ويوردون حججاً من القرآن الكريم تنسب إلى الإنسان حريته في اختيار أفعاله يقول الله تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وقوله تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)،فهو بذلك أو ذاك حر مخير،واعتمدوا أيضاً على مبدأ التكيف يقول الله تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها)،فالتكيف يكون هنا سفها إذا كان(اعمل يا من لا قدرة له على العمل)،ولكن بصيغة(اعمل يا من تستطيع أن تعمل)،وبالتالي إمكانية صدور الفعل أو عدمه فهو الاختيار وما يبرز هذا هو الثواب والعقاب والجنة والنار فالله لا يحاسبنا على الأفعال التي لا نكون مسئولين عنها يقول تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]وما ربك بظلام للعبيد)،ولا معنى للثواب وللعقاب إذا كان المرء مجبراً مكرهاً.
لكن رغم هذه الأدلة والبراهين لم يصمد هذا الرأي للنقد ذلك أنه ما من شك غير كاف كذلك أنه يمكن أن يكون وهما وخداعا لأننا نقوم بأعمال معينة مع شعورنا بحريتنا إلاّ أننا مقيدون بعدة أسباب كذلك أن البرهان الاجتماعي نائم على الشعور بالحرية أثناء عقد القوانين وقيام الأنظمة الاجتماعية فالشعور يكفي للتدليل بها فهو يثبتها كما يثبت الحتمية ولا معنى للقانون والنظام ما لم يعمل به أصحابه وشروطه،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي قائمة على التسليم بالحرية حتى لا تتهدم وفكرة التسليم لا تكفي للبرهنة عليها لأننا نستطيع التسليم بعدم وجودها كما سلمنا بوجودها أما بحث المعتزلة فقد باء منصبا أكثر على الإنسان المثالي المجرد المتصور عقلاً لذلك وضع الحرية في زمن الفعل في حين أن مشكلة حرية الإنسان الواقعي ومطروحة على مستوى الفعل و مواقف الحياة التي تواجهها واعتمادهم على آيات هذا صحيح.
وعلى عكس الرأي السابق نجد من ينفي الحرية فهم يعتبرون الحرية وهماً لا يمكن تحقيقه وإن وجدت فوجودها ميتافيزيقي لا علاقة له بحياة الأفراد وذاك لما يقيدهم من حتميات داخلية وخارجية،فأصحاب الحتمية النفسية ومن بينهم المدرسة السلوكية الأمريكية وعلى رأسها والن يرون أن السلوك عبارة عن الاستجابات التي تتحكم فيها منبهات داخلية وخارجية كالرغبات والميولات والدوافع الفطرية والعوامل الخارجية التي تشكل مصدراً هاماً لأفعالنا،أما مدرسة التحليل النفسي فتفسر السلوك بدوافع لا شعورية أساسها الكبت يقول نتشه[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إن إرادة تجاوز ميل ما ليست إلا إرادة آدميون أخرى)،ويقول أحد الفلاسفة[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]كل قرار هو مأساة تتضمن التضحية برغبة على مدرج رغبة أخرى)،أما أصحاب الحتمية البيولوجية ونقصد به مبدأ العلمية القائل انه إذا توفرت نفس الأسباب فستؤدي إلى نفس النتائج ومن ثم توسيع هذا المبدأ على الإنسان باعتباره جزءا من الطبيعة فهو حامل منذ ولادته لمعطيات وراثية وخصائص ثابتة والطبع في رأيهم تحديد فطري و البنية البيولوجية تنمو وتتكامل حسب قانون معين فهو يخضع لجملة من القوانين حيث نجد الروانيون وكذلك بيسنوزا الذي يقول[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إن الحرية لا تكون إلا حيث نكون مقيدين لا بعامل القوى والضغوط ولكن بعوامل الدوافع والمبررات العقلية...وعندما نجهل دوافع تصرفنا فنحن على يقين بأننا لم نتصرف تصرفا حراً)،أما أصحاب الحتمية الاجتماعية فهم يؤكدون أن الإنسان مجرد فرد يخضع للجماعة كالعجينة يشكله المجتمع كما يريد وذلك عن طريق التربية والتعليم والتجارب الاجتماعية فلا وجود للحرية الفردية داخل الحتميات الاجتماعية *ثقافية،اقتصادية* والتي لا يمكنه أن يغير فيها مهما حاول ذلك يقول بن خلدون[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]الناس على دين ملوكهم)،ويقول دوركايم[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إذا تكلم الضمير فما هو إلا صدى المجتمع)،ويقول أيضاً[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]لست مجبراً على استخدام اللغة الفرنسية لكن لا أستطيع التكلم إلا بها ولو حاولت التخلص من هذه الضرورة لباءت محاولتي بالفشل)،أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فنسبهم إلى جهم بن صفوان[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]لا فعل لأحد في الحقيقة إلاّ لله وحده وإنه هو الفاعل و أن الناس دائماً تنسب إليهم أعمالهم على المجاز كان يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما يفعل ذلك بالشجرة والشمس و الفلك الله سبحانه وتعالى)،ويقول أيضاً[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]لا قدرة للعبد أصلاً لا مؤثرة ولا كابسة بل هو بمنزلة الجماد فيما يوجد منها)، إن هذا الرأي عندهم مبني على أصل عقائدي هو أن الله مطلق القدرة خلق العبد وأفعاله هو يعلمها قبل صدورها من العبد بعلمه المطلق ،بالإضافة إلى هذا نجد لايبنتز الذي يرى أن الإنسان عبارة عن جوهر روماني سماه المنادة يستمد كل مقوماته من ذاته التي أعدت بكيفية آلية مسبقة مثل الساعة،ولما كان الخير والشر مقدر على الإنسان في طبيعته تركيب روحي فهل بقي ما نسميه اختيار يقول لايبنتز[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]الله مصدر جميع أفعال الإنسان بخيرها وشرها وكل شيء مسطر في سجل الكون الأبدي)،أما أنصار الحتمية الطبيعية فقد اعتبروا أن سلوك الإنسان متدرج فمن سلسلة الحوادث الطبيعية كونه كائن حي كبقية الكائنات الحية وعلى أساس أن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين وحتميات فيزيائية وكيميائية وتؤدي في نفس الوقت إلى نفس النتائج فسلوك الإنسان باعتباره جزءاً منها يخضع لهذه الحتمية حيث يرى بيسنوزا أن الشعور بالحرية ليس وهماً راجع إلى جهلنا بالحتميات كالحجر الساقط يتوهم أنه حر لو كان له شعور لكنه في الواقع خاضع لقانون الجاذبية يقول بيسنوزا[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إن الناس يخدعون أنفسهم بأنهم أحرار لكنهم في الحقيقة يحملون الأسباب الحقيقية التي تحدد سلوكهم)،ويرى البعض أن فعل الإنسان ليس تعبيراً عن الباحث الأقوى يقول لايبنتز[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]الإرادة إذ نختار تميل مع إحدى القوى أو البواعث أثر في النفس كما تميل إبرة الميزان إلى جهة الثقل).
إن هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد فبالنسبة للحتمية النفسية فإن الإنسان ليس مجرد حزمة من الغرائز والدوافع فهو قادر على التحكم فيها كما هو ملاحظ في الواقع وبإمكانه تنظيمها وفق نتائج مرغوبة ومقصودة وبدون هذه الرغبات والعادات يصبح لا معنى لأفعالنا فالحرية رغبة وميل ينبثق من كل إنسان أما الحتمية البيولوجية فالإنسان ليس جسما ولا شيئاً من أشياء الطبيعة ولا يرجع سلوكاته إلى التغيرات الفيزيولوجية وحدها فهو قادر على التحكم في سلوكه وطبعه ولا يمكن التنبؤ بمستقبل سلوكه أما بالنسبة للحتمية الاجتماعية فالإنسان ليس مجرد عجينة في يد المجتمع فهناك مجالات واسعة بوجودها المجتمع الفرد كي يتمكن من الاختيار الحر لحرية مضمونة في القوانين الاجتماعية ولا قيمة لها خارج المجتمع ونلاحظ أن بعض العلماء والزعماء من أثروا في المجتمع ودفعوه إلى التغيير وليس العكس،أما بالنسبة للحتمية الميتافيزيقية فإن دعواهم أمر مظلل فهي أساس دعوة للكسل والخمول مع وظيفة الإنسان في الكون فهو مخير لا مسير وهذا استناداً لقوله تعالى[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]لا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم)،أما الحتمية الطبيعية فإن علاقة الإنسان بالطبيعة ليست علاقة تبعية بل بالعكس علاقة جدلية يؤثر فيها ويتأثر بها ويتخذ فيها الأسباب الأساسية لحياته ومن إمكانياتها مصدر تنافس وتفاوت بينه وبين الأفراد كذلك أن الفعل الحر لا ينفي السببية لأنه هو نفسه معول بعلة الإنسان.
إن هذه الآراء وجميع الحجج والأدلة المعتمدة لنفي الحرية باسم الحتمية أو إثبات الحرية عن طريق ما نعيشه أو على أساس قوى مفارقة للطبيعة لا يمكن أن تكون كافية، ذلك أن الحتمية لا تنفي الحرية إلاّ ظاهرياً أما جوهرها فهو أساس الحرية وشرط من شروط الحرية الحقة وفي هذا يقول أحد الفلاسفة[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]لا علم بلا حتمية ولا حرية بدون علم إذن لا حرية بدون حتمية)،فلا تحرر إلاّ بمعرفة الحتميات والعراقيل وفي هذا يقول موني[ فقط المشتركين فى المنتدى يمكنهم رؤية الرابط . اضعط هنا للتسجيل ... ]إن كل حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تزداد إلى سلم أنغام حريتنا).
وخلاصة القول فإننا نصل إلى نتيجة هي أنه لا يوجد تعارض بين الحرية والحتمية فلولا وجود هذه الحتميات ما كان للحرية معنى لما ثقفه الإنسان عبر التاريخ لنفسه وبني جنسه فالحتمية أساس وشرط ضروري لتحقيق الحرية.


hadi ma9ala nta3 un prof ismou الاستاذ بودانة عبد الهادي talgayeh aussi fi ********

=========


>>>> الرد الرابع :

إذا كانت الحرية مشروطة بالمسؤولية فهل الانسان حر أم مقيد؟ الطريقة جدلية
طرح المشكلة: يعتبر مفهوم الحرية من أكثر المفردات اللغوية جمالية ووجدانية، لذا استحقت اتخاذها شعارا للحركات الثورية و قوى التحرر و الأحزاب السياسية و العديدمن الدول و منظمات حقوق الإنسان في العالم، بوصفها قيمة إنسانية سامية. غير أنها من بين أكثر المصطلحات اللغوية والفلسفية إشكالية؛ فقد تعددت التعاريف الفلسفية التي أعطيت لها، إلى حد لا نكاد نقع فيه على تعريف جامعمانع لها. كما دار حولها جدل كبير فهي مشروطة بالمسؤولية . وتعني الحرية حسب الفيلسوف هوبز التغلب على العوائق الخارجية المتمثلة في العادات و القوانين الاجتماعية، و التغلب على العوائق الداخلية المتمثلة في الأهواء و العواطف و الحرية على العموم هي القدرة على القيام بالفعل أو الامتناع عنه . وعليه اختلف وتناقض الفلاسفة حول الحرية، فهناك من يثبتها ويرى بأن الانسان حر حرية مطلقة وهناك من ينفيها ويرى بأن الانسان مقيد غير حر . وعليه نتساءل إذا كانت الحرية مشروطة بالمسؤولية فهل الانسان حر أم مقيد؟ و بتعبير آخر هل الشعور كاف لإثبات الحرية ؟
محاولة حل المشكلة: عرض منطق الأطروحة : يرى أنصار الإثبات والاختيار وعلى رأسهم أفلاطون والمعتزلة وديكارت وكانط وكذا برغسون وسارتر أن الإنسان حر وأن أفعاله صادرة عنه وهو قادر على الشعور بها، و أن الحرية مبدأ مطلق لا يفارق الانسان و به يتخطى مجال الدوافع الذاتية والموضوعية
الحجج:وقد برروا موقفهم بالحجج التالية حيث عبر أفلاطون عن الحرية في صورة أسطورة ملخصها أن آر الجندي الذي استشهد في ساحة الشرف يعود إلي الحياة من جديد بصورة لا تخلو من المعجزات فيروي ويصف لأصدقائه الأشياء التي تمكن من رؤيتها في الجحيم حيث ان الأموات يطالبون بأن يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد ذلك يشربون من نهر النسيان ليــثا ثم يعودون الى الأرض وفيها يكونوا قد نسوا بأنهم هم الذين اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين أن الله بريء.
و أيضا المعتزلةو هي فرقة كلامية إسلامية و التي ترى أن شعور المرء أو إرادته هي العلة الأولى لجميع أفعاله وهي منحصرة في قرارة نفسه ،و قد عبر عن رأيهم " الشهرستاني " حيث يقول " إن الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف إذا أراد الحركة تحرك و إذا أراد السكون سكن" وهم يعتبرون أن كون الانسان يحاسب على أفعاله بالجنة أو النار يوم القيامة حجة على عدل الله،فلو لم يكن الانسان حرا لبطل التكليف و التشريف و الثواب و العقاب، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تثبت ذلك منها قوله تعالى: « ***65159;ن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم »، وقوله جل ثناؤه : « فما لهم عن التذكرة معرضين »،و قوله : « ولا تزر وازرة وزر أخرى »، وقوله : « ومن يعمل سوءا يجز به »، وقوله عز وجل: « فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر »،فهذه الآيات صريحة في القول أن العبد هو الذي يخلق أفعاله؛ و أنه هو الذي يسأل عن عمله لا عن عمل غيره.
كذلك يرى ديكارت أن الحرية حالة شعورية ونفسية , والشعور بالحرية يكفي دليلا على وجودها، فهي شيء بديهي لا يحتاج للتحليل و التفسير من خلال قوله « ***65159;نّ حرية إرادتنا يمكن أن نتعرف عليها دون أدلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عندها »، ويقول أيضا: «إننا جد متأكدين من الحرية وليس هناك شيئا نعرفه بوضوح أكثر مما نعرفها » و يقول الفرنسي بوسويه مؤيدا ديكارت: « ***65159;ن الانسان الصحيح العاقل لا يحتاج البرهنة على الحرية فهو يشعر بها في داخله ».
كما أثبت كانط الحرية عن طريق البرهان الأخلاقي حيث يقول: « ***65159;ن كان يجب عليك فأنت تستطيع » أي القيام بالواجبات يدل على وجود الحرية وأن صاحب السوء هو الذي يكون قد اختار بكل حرية تصرفه منذ الأزل بقطع النظر عن الزمن، فهو يعتبر الحرية أساس الأخلاق و أن الانسان المكره على فعل شيء لا يعتبر عمله أخلاقيا وقد دعمه الإمام محمد الغزالي في قوله : « الإكراه على الفضيلة لا يصنع الرجل الفاضل كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الرجل المؤمن »، وهنا يتبين أن العمل الذي لا ينبع عن حرية شخصية سيكون ناقصا و مصطنعا.
كما قسم برغسون الأنا (النفس) إلى قسمين: أنا سطحي يتجلى في المعاملات اليومية و هو جانب لا وجود للحرية فيه، و أنا عميق يتمثل في تلك اللحظات التي يجلس فيها الإنسان مع نفسه و يشعر بحريته الكاملة إنه يفكر دون قيود فالحرية بهذا المعنى تدرك بالحدس النفسي؛ إذ يقول «***65159;نّ الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي و التبصر ***65159;نه ذلك الذي يتفجر من أعماق النفس ».
أما جون بول سارتر فيرى أن الانسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا وإنما ليس ثمة فرق بين وجود الانسان بين حريته ، ***65159;نه يوجد أولا ثم يصير بعد ذلك هذا أو ذاك ***65159;نه مضطر ***65159;لى الاختيار والمسؤولية التي تتبع اختياراته باعتبارها قرارات شخصية مرتبطة بالإمكانيات المتوفرة حوله،والتجربة النفسية تظهر أن الحرية نشعر بها أثناء الفعل و بعده فالندم مثلا تجربة نفسية تدل على أن صاحب الفعل قام بفعله بحرية كاملة، و الإنسان يشعر بقدرته على إعدام الأشياء أو ما يسمى بالرفض فهو حر في تكوين شخصيته حيث يقول : « لا فرق بين وجودي وحريتي » و يقول أيضا : « نحن محكوم علينا أن نكون أحرارا » ويعني ذلك أن الانسان مولود حرا ولا يجب أن يكون ***65159;لا حرا.
النقد: وبالرغم من منطقية الأدلة السابقة ***65159;لا أن القول بأن الحرية المطلقة تتحدى قوانين الكون لضرب من الخيال فتعريف الحرية بأنها غياب كل إكراه داخلي أو خارجي ، تعريف ميتافيزيقي غير واقعي كما أن الإرادة ليست قوة سحرية تقول لشيء كن فيكون ، فان الحرية المطلقة أو المتعالية عن الزمن لا واقعية كما أن شعورنا بأننا أحرار قد يكون مصدر انخداع وغرور فضلا عن كون الظاهر النفسية ذاتية لا تتوقف عن التقلب،- فالشعور قد يكون مضللا لصاحبه , فكثيرا ما نكون متأكدين من أمر ما أنه حقيقة لكن لا نلبث أن نكتشف أننا كنا مخطئين، فموقف أفلاطون مبني على أسطورة و هي مجرد خيال و لا يمكن أن نبني الحقيقة على الأوهام وفما بني على باطل فهو باطل أما المعتزلة ، ديكارت؛ و بوسويه؛ برغسون اعتبروا الحرية مطلقة و نحن لا نستطيع أن نفعل ما نريد بل نفعل ما نستطيع فلا يمكن القيام بجميع الأمور و ذلك لأننا مقيدون بقيود كثيرة كالعادات و التقاليد و أيضا بالطبيعة فصحيح أن الأخوين رايت استطاعا أن يحلقا بصنعهما للطائرة ***65159;لا أن الانسان لم يسلم من الطبيعة و مخاطرها المتمثلة في الكوارث الطبيعية كالزلازل و البراكين .وعن تصور سارتر يمكن القول أنه تصور متشائم فهو ينفي الحرية من حيث أراد أن يثبتها فموقفه خيالي ينم عن مدى الأوهام التي تحيط بالأفكار التي طرحها وتبناها،كما أن عقولنا نسبية و محدودة وذلك لأن ***65159;رادتنا هي الأخرى محدودة ***65159;ذ هناك ما يعرف بالأعمال اللاإرادية و التي لا يمكن تحقيقها و القيام بها كأن نجعل الشمس تشرق من الغرب و هذا دليل على أن قدرتنا محدودة بالتالي لسنا أحرارا .

عرض نقيض الأطروحة:في المقابل ذهب أنصار الجبر من فلاسفة و علماء الى أن الإنسان مسير و ليس حرا و معنى ذلك أن السلوك الإنساني يسير في دائرة الحتمية فهو يفتقد إلى عنصر الإرادة و قدرة الاختيار و السبب في ذلك أن وجود الحتمية يلغي بالضرورة وجود الحرية فأنصار النفي وعلى رأسهم الحتميون ( واطسون ،ماندل ،مورغان، فرويد ) والجبرية من أنصارها الجهمية يرون أن الحرية المطلقة أمر مستحيل التحقيق.
الحجج:و قد برروا موقفهم بالحجج التالية: إذ يرى الحتميون أن مبدأ الحتمية قانون عام يحكم العالم ولا يقتصر على الظاهرة الطبيعية فقط بل أيضا على الإرادة الإنسانية ولذلك تكون إرادتنا تابعة لنظام الكون لا حول لها ولا قوة . أما الحتميات التي يخضع لها الانسان متعددة فالحتمية الطبيعية أو الفيزيائية ، حيث أن الانسان يسري عليه من نظام القوانين ما يسري على بقية الأجسام والموجودات فهو يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية من حر وبرد وضغط جوي وضوء مثال ذلك أنه كلما نقص الضوء زادت بؤرة القرنية لتستقبل الضوء وهي هنا لا تختلف عن آلة التصوير فهي تعمل بشكل آلي ، أما الحتمية البيولوجية فتتمثل في كون أن الانسان يخضع لشبكة من القوانين مثل النمو وانتظام الأعضاء واختلالها وكذا كل إنسان على وجه الأرض يمر بنفس المراحل التي يمر بها باقي الناس و المتمثلة في الجنين، الطفولة؛الشباب؛الكهولة؛ الشيخوخة؛ ثم الموت و الانسان لا يمكنه أن يتجاوز مرحلة من هذه المراحل فهو مقيد و مجبر بأن يمر على كامل المراحل دون استثناء و هذا ما يجعل النساء على الخصوص و نجمات السينما يحاولن عبثا الهروب من تقدم السن باجراء العمليات التجميلة لكنهن مهما حاولن لن يستطعن محو تقدم العمر و لذلك قال الشاعر المخضرم كعب بن زهير: كل ابن أنثى و ***65159;ن طالت سلامته* يوما على آلة حدباء محمول. إضافة الى أن كل واحد عند الولادة يكون حاملا لمعطيات وراثية – الكرموزومات –فقد أثبت ماندل و مورغان بعده كيفية انتقال الصفات الوراثية من جيل الى ***64336;خر وفق قوانين صارمة.
كما أثبت الروسي بافلوف أن السلوك الإنساني هو سلوك آلي حيث إذا توفرت المنبهات تحدث حتما الاستجابة و هي فكرة وافق عليها الأمريكي واطسون و تؤثر الغدد الصماء على كامل الشخصية حتى أن وليام جيمس قال (نحن تحت رحمة غددنا الصماء فهي المسؤولة عن عواطف المرأة و الشابة و انفعالات الشيخ الكبير) .
وهناك أيضا الحتمية الاجتماعية التي يمثلها علماء الاجتماع و أهمهم دور كايم الذي يقول: « حينما يتكلم ضميرنا فان المجتمع هو الذي يتكلم فينا » و معنى ذلك أن الأحكام التي يطلقها الإنسان صدى لثقافة المجتمع .فهو لم يختر اسمه و لا أسرته أو لغته؛ فنحن نحب ما يحبه المجتمع و نكره ما يكرهه و ***65159;ن خالفنا عادات المجتمع نعاقب؛ مثال ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرغم مكانته العظيمة في التاريخ الإسلامي ***65159;لا أنه في العصر الجاهلي لم يستطع أن يتجنب ماثم وذنوب قومه من عبادة الأصنام و وأد البنات.
وأيضا الحتمية النفسية إذ يخضع المرء حسب فرويد لعالم نفسي لا شعوري من رغبات وشهوات ومكبوتات؛ مثال ذلك أن العنف في الملاعب يرجع الى غريزة العدوان التي تدفع الفرد الى التحطيم و التكسير و الكتابة على الجدران، و يرى آدلر أن الشعور بالنقص هو محرك نشاط الإنسان مما يجعل الفرد في حالة بحث دائم عن التعويض مثال ذلك أن الفتاة القصيرة تجد نفسها من دون أن تشعر ترتدي الكعب العالي أو تكثر من وضع الماكياج حتى تعوض قصر قامتها؛ و الشاب الضعيف جسديا قد يلجا الى التفوق في الدراسة حتى يعوض ضعفه الجسدي؛ و مثال ذلك أيضا أن اللاعب الأرجنتيني ميسي كان يعاني من مشكلة صحية في الهرمونات فصار لاعبا فذا كتعويض عن ذلك؛ بالإضافة إلى ذلك الطبع ينفي الحرية فصاحب الطبع الانفعالي يغلب عليه المزاج العصبي.
أما الرافضون للحرية عند المسلمين فمثلتهم فرقة الجهمية نسبة الى جهم بن صفوان و التي ترى أن كل أفعال الانسان خاضعة للقضاء والقدر لا إرادة له ولا اختيار ، وإنما يخلق الله فيه الأفعال على حسب ما يخلق في سائر الجمادات وتنسب إليه الأفعال مجازا كما تنسب الى الجمادات حيث يقول زعيمهم :« لا يوصف الانسان بالاستطاعة فهو كالريشة في مهب الريح »؛ ويقدمون عدة آيات قرآنية تثبت ذلك منها قوله تعالى: « الله خلقكم وما تعملون » و قوله أيضا: « و ما تشاءون ***65159;لا أن يشاء الله رب العالمين » و قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي : « عبدي أنت تريد وأنا أريد،***65159;ذا كنت تريد ما أريد كان لك ما تريد؛ و ***65159;ذا كنت تريد ما لا أريد لم يكن لك ***65159;لا ما أريد ».
النقد: لكن على الرغم من منطقية هذه الأدلة الا أن القول بالحتمية لا يعني تكبيل الانسان ورفع مسؤولياته أيضا ***65159;ذ لم يفرق الحتميون بين عالم الأشياء الآلي وعالم الانسان الذي كله وعي وعقل . كما أن وجود قوانين في الطبيعة لا يعني ذلك أن الانسان غير حر و فيما يتعلق بالحتمية الاجتماعية فان ظهور الأبطال و الثوار و الزعماء الذين خالفوا مجتمعاتهم دليل على وجود الحرية، والأسلوب الذي يستعمله أهل القضاء والقدر يدعو الى التعطيل و الكسل و الخمول وترك العمل والركون الى القدر و يصير الثواب و العقاب بلا معنى، فإذا كان الانسان مجبرا فلماذا يحاسب فيعاقبه القانون الإلهي والاجتماعي، فإذا كانت الأرزاق تصحب كل مولود فهذا لا يتطلب منا الاجتهاد و العمل من أجل كسب القوت و تحقيق متطلبات العائلة وهذا حسب زعم الجبرية، فكيف نفسر موت آلاف بل ملايين الناس سنويا بسبب المجاعة ***65159;ذا كان كل مولود يولد برزقه ،و هنا يتبين لنا أن فهم الجهمية و كثير من الناس في عصرنا للمكتوب و القضاء و القدر فهم خاطئ فهو سابق و ليس سائقا.
التركيب: مما سبق نصل الى أن هنالك تناقضا بين الضرورة الجبرية وأنصار الاختيار فالجبريون ينفون الحرية بصفة مطلقة؛و أنصار الاختيار يثبتونها والنظرة الواقعية للحرية تقتضي تبني موقفا وسطا وهو ما أكده ابن رشد حيث أن الانسان ليس حرا حرية مطلقة بل حريته محدودة فكل فرد يستطيع البحث عن حظه وفرحه بالطريقة التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم. شرط أن لاينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته. أيضا يرى أبو الحسن الأشعري _ قاصدا التوسط بين الجبر والاختيار _ أن أفعال الانسان لله خلقا وإبداعا وللإنسان كسبا ووقوعاكما رأى بول فولكي أن هناك تكاملا بين الحرية و الحتمية بل رأى أن انعدام الحتمية يؤدي الى انعدام الحرية فعدم وجود قوانين تنظم السلوك الإنساني و توجهه يؤدي الى الفوضى في السلوك فيفقد الانسان حريته و قد قوى حجته بمثال رائع حينما قال: «***65159;نه من السهل علينا أن نذهب حيث شئنا بسيارة لأن حركتها مضبوطة و مدروسة بدقة سلفا، ولكنه من الصعب أن نستعمل الحصان لأن حركاته كثيرا ما تكون عفوية ».
الرأي الشخصي: أرى من خلال هذه المشكلة أن الانسان ليس حرا حرية مطلقة بل محدودة لأنه يخضع لعدة حتميات ، كما أنه ليس مجبرا فله الاختيار النسبي في أفعاله وبالتالي فهو بين التسيير والتخيير فالعلم المطلق للخالق و هو أمر لا مفر منه في أي عقيدة دينية أي أن الانسان يخضع للقدر الذي وضعه له الخالق ، لكن هنالك حرية اختيار المرء و هو أمر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الأخروي في العقائد الدينية.فالحرية عمل و ممارسة؛ بمعنى أن الانسان يعيش الحرية من خلال تجاوز الحتميات المختلفة فهو يتجاوز الحتمية الطبيعية بالعمل و العلم و يتجاوز الحتمية الاجتماعية التي تتمثل في العادات و التقاليد البالية التي تقف حاجزا أمام التقدم و التطور،و يتجاوز الحتمية النفسية التي تتمثل في العقد و المكبوتات و الغرائز من خلال علم النفس و الإرادة، ويتجاوز الحتمية الاقتصادية عن طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي،
حل المشكلة: وفي الأخير نصل الى أن مسألة الحرية ترتبط بجوهر الانسان كما أنه كائن يمتلك حرية الاختيار فان لمكانته دون غيره من المخلوقات أسمى منزلة ، كونه كائنا عاقلا وقادرا على تجاوز كل الحتميات و العوائق التي تعترضه ، فبإمكانه تجسيد الحرية على أرض الواقع وممارستها عمليا وهو ما يعرف بالتحرر وهذا نظرا لقدرته على التقرير والاختيار وانتخاب الإمكانية من عدة إمكانيات موجودة وممكنة. وهذا يعني قدرة الإنسان على اختيار وتعيين حياته الخاصة ورسمها كما يريد يقول الفيلسوف الفرنسي ايمانويل مونييه : «***65159;ن كل حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تضاف الى سلم أنغام حريتنا ».

ان رايحة نحفظ هاذي بصح نلخصها

=========


>>>> الرد الخامس :

كان المفروض تطرحى سؤال
هل الانسان مسؤل لكونه حر أم انه حر لكونه مسؤل؟
التقيد ذاك مناقض انا اخطأت فيه كذلك
اذا اردت الحرية لبد من الصاق المسؤؤلية فيها لابد
لذا الحرية والمسؤؤلية ضروريان للمقالة الواحدة
احفظ مقالة هل الانسان مسؤل لكونه حر أم انه حر لكونه مسؤل؟
لان هذه الجملة تقتل ثلاث تعبيرات التقييد المسؤليية والحرية



=========


و الله يا خاوتي هاذ الفلسفة تعيي و كيما يدير لواحد مايفهمهاش