عنوان الموضوع : درس الشعور واللاشعور نظام قديم للثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
المحور الثاني
الشعور واللاشعور
الحزن، الفرح، الغضب........حالات نفسية التعرف على هذه الحالات النفسية ودرجتها يكون بواسطة الشعور.
الشعور:عملية نفسية بواسطته نتمكن من معرفة ما يجري في ذاتنا من حالات نفسية مختلفة وإدراك ما نقوم به.
فالشعور هو حدس الفكر لأحواله وأفعاله أي أنه معرفة مباشرة تمكّن الإنـسان من الاطلاع على حالاته النفسية الداخلية مثل: العواطف والأفكار والذكريات ولا يحــــتاج إلى وسائل خارجية تعرفه بذلك .لكن معرفة الإنـسان لأحواله الشــعورية قد تكون واضحة أي تختلف عن بعضها البعــض من حيث العـــمق والوضوح .
درجات الشعور:
الشعور التلقائي: وهو الذي يظهر في الحالات النفسية في شكلها العادي أو الطبيعي وذلك من غير تفكير
أو تأمل، فشعورنا بجمال منظر طبيعي هو شعور عفوي لا أثر فيه للتفكير والتأمل ولا يقتضي منا الانتبـاه
والتركيز فهو شعور بسيط.
الشعور الواعي( التأملي):هو معرفة واعية لأحوال النفــس والتغــيرات التي تطرأ عليها فهو مبني على الانتباه واليقظة والتركيز وبهذه الحالة يتمركز الشعور حول موضوع ما أو حالة نفسـية ما وإهمال جزئي لبقية المواضيع بحيث سيتولى هذا الموضوع على ساعة الـشعور ويعتبر الانطواء على الذات و الغوص
في أعماقها من الحالات النفسية التي تحقق الشعور التأملي في أعلى صوره وهو يتميز بالوعي والتركيز والوضوح .
الشعور الهامشي ( الجانبي):هو شعور بسيط وخالي من التفكير وغير واضح لأن مراكز الشعور تسيطر
عليه موضوعات أخرى فالتلميذ الذي يوجه انتباهه ووعيه نحو الدرس الذي يقدمه الأستاذ في الوقت ذاته يشعر بما يحــيط به من وسائل وأدوات و اشــخاض شعورا مبهما ،فهذا شــعور هامشي على اعتــبار أن موضوعاته توجد على مستوى هامش الانتــــباه فدرجات الشعور مرتبطة بمجاله فكلما اتّـــسع مجاله قّل وضعف وكل ما ضاق مجاله أشتد وأتضح .
خصائص الشعور:
الذاتية: يعني أن لكل شخـــص شعوره الخاص بالمواقف التي يعيــشها يوميا مع غيره فكل شخص يشعر حوله وظروفه شــعورا داخليا لا يشاركه فيه احد ولا يســتطيع أي كان أن يعرف طبـــيعته أو شّـــــدته أو درجاته فالشعور بالحالات الانفعالية يختلف من شخص لأخر وهذا دليل على ذاتية الشعور فإذا اشترك في رؤية موقف مفرح فإن شعور كل منهم بالفرح يختلف عن شعور الآخر .
الانتقاء:إن كثرة الحالات والمواقف التي يــمر بها الشـــخص أو يفكر فيها لا يمكن أن تخــــطر بباله دفعة واحدة لان ساحة الشعور لا تسمح بذلك لهذا يختار ماهو ملائم وضروري بتكيفه مع مختلف المواقف التي تسود حياته اليومية وتجعله مدار انتباهه وشعوره فالطبيب أو المحامي أو التاجر لا يشعر شعورا واضــحا إلا بالموضوعات التي تخص عالمه.
الديمومة: يتميز الشعور بصفة الاتصال والاستمرار فهو عبارة عن حركة نفسية متطورة متجـددة أو تيار لا ينقطع أوله عن آخره ،فلا تنتهي حالة شعورية إلا وتعقبها حالة شعورية أخرى وهكذا تتعــاقب الحالات الشعورية طيلة حياة الإنسان.
الكيفية:الحياة النفـــسية الشــعورية متنوعة وبالتالي يمكن تقديرها تقديرا كيفيا أو قياسها كما تقاس الأشياء المادية بمختلف الوسائل مثل قيـــاس الطاولة بالمتر ودرجة الـــحرارة بالترمومتر والدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نقيس الشعور بالسعادة وغيرها من الحالات النفسية.
هل يعي الإنســــان دائما دوافع ســـلوكه ؟
النـــظرية الكلاسيــكية( التقليدية) في الشـــعور:
يعتــقد أصحاب هذه النظرية أن الشــعور أساس الحياة النفــسية ولا وجود لحياة نفســية لا نشــعر بها فلا نستطيع القول بأن الإنسان يشــعر في هذا الحال ولا يــشعر ذاك مادام الاستـمرار من خصائص الشــعور فالإنسان يعلم كل مايجري في حياته النفسية ويعرف دواعي سلوكه إذ ليس كما يقول ديكارت: (( لا توجد حياة نفسية أخرى خارج الروح إلى الحياة الفيزيولوجية)) كما أوضح ابن سينا : (( أن الإنسان السوي إذا ما تأمل نفــسه يــشعر ما تتضـــمنه من أحوال في الحاضر هو أمتداد للأحوال التي كان عليــــها في الماضي وسيظّل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته،لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا)).
وبذلك فالإنـــسان يدرك كل ما يجري في حياته الباطــنية ويعرف الداعي إلى الفعل أو الترك حيث يقول ديكارت ( النفس جوهر ميتافيزيقي بسيط يتكون من الشعور فقط )) فكل ما أشـعر به فهو موجود ،مالا أشعر به فهو غير موجود أي كل ما هو نفســــي يرادف ما هو شعوري فالحياة النفــسية هي حياة شعورية والقول بوجود حياة لا شعورية هي من باب الجمع بين نقيضين في الشيء الواحد وهذا خطأ.
نـقد:
لكن الملا حظ في الواقع أن الأمر ليس كذلك دائما فقد يجد الإنســان نفســـه في حالة غــضب ،حزن، دون معرفة السبب الذي أدى إلى وجودها وكثيرا ما نجد الشخص يصرح بعد القيام بعمل من الأعمال لا إرادي لـــماذا فعلت هذا الشيء فعدم معرفة الســــبب يعني وجوده خارج ساحة الشـــعور ولا يعني عدم وجـوده
اكتشاف فرويد للاشعور:
المعنى العام:هو كل ما لا يمكن الشعور به.
المعني السيــكولوجي: هو مجموعة الحوادث النفـــسية المكبوتة المنفصلة عن الشــــعور تعمل في الخفاء فالذكريات المنسية والرغبات المكبوتة.
- انتبه علماء النفس إلى الأفعال اللاشعورية منذ القرن 15 واجروا تجارب أثبتت إمكان صدور نشاط من الإنـــسان دون أن يكون واعيا وشاعرا منها التنويم المغــــناطيسي الذي كان تجربة علماء الأعصــاب ، مرضى الهستيريا وبدأت الأحداث على يد شاركوا و برنها يم وكذلك مـــجالات بروير ،فبرنهايم أجرى تجربة أن فكرة إذا ما رسخت في الذاكرة أمكنها أن تثير نشـــــاطا واعيا دون أن يشـعر بتلك الفكرة فمثلا إعــطاء الأوامر للمنوّم المغــناطيسي للقــيام بفعل ما والتأكـيد له بإنجازه بعد اليقــــظة ينفذ الأمر دون أن يشعر بأنه يطيع أمرا سابقا ويعتبر فرويد قد سجل قفزة كبيرة في علم النفس بدراسة اللاشعور وملاحظته للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عضوية مع سلامة الأعضاء المسؤولة عن ذلك جعله يفترض أن يكون السبب نفــسي ليس عضوي فمثلا فــتاة كانت تعاني اضـــطرابات في الرؤية مع ســلامة الأجــهزة المسؤولة عن ذلك فنّومها مغناطــــيسا ووجه لها أسئلة وهي تجيب حتى توصل إلى سبـب العقدة النفــسية المتمثلة في أن الفتاة كانت تقوم بعـناية أبيها المريض وكانت تحــــبس دموعها حفاظا على مشــاعره فعند وفاته أصيبت في اضطرابات في الرؤية لما أستيقــــضت واجهها بالســـبب مما أدى إلى شفائها وبالتـــالي أكتــــــشف منطقة ثانية في النفس هي اللاشعور لكن نتائج العلاج للتنــويم المغناطيسي كانت محدودة لان المريض سرعان ما يعود إلى ما كان عليه كما أن البعض ليس لهم القابلية للتنويم ،مما جعل فرويد يتــخلى عنه ويعتـــمد على التـــداعي الحر وتأكد من أعراض الهســـتيريا تنـــشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكـــريات والأحـداث المكبـــوتة أن تذكر هذه الذكريات والأحــداث أثناء التداعي الحر يـــــساعد كثـــيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض مما أدى إلى اكتشافه للاشـعور ومن الأدلة على وجود اللاشـــعور ما يلي :
هفوات وزلات اللـــسان:يقوم الناس في حياتهم اليومية بأفعال مخالفة لنواياهم ومقاصدهم على الخصوص في الهفوات زلات الإنسان التي تصـدر على لســـان صاحبه أو قلمه والتي يمكن أن تغــير المــعنى المراد بتبليغه فتــسبب له نوعا من الحرج مثلا أن يكتب شــخص لأخــيه يقول له أشــكر الله على ما أنت فيه من
(( نقمة)) بدلا من(( نعمة)) أو يقول لقاءنا القادم (( أنحس)) فرصة بدلا من (( أحسن)) أحسن.
فهذه الهــفوات والزلات وغيرها لها دلالات نفســية لا شعورية مثل: النفور، والغيرة، والكراهية، وليست صادرة عن سهو أو غفلة أو تعب كما يظن الناس.
النســــيان:إن الإنسان يتذكر الحوادث النفسية العادية بسهولة،أما الحوادث النفسية المؤلمة فهو يميل إلى كبتها ولا يرغب تذكرها لتستقر في اللاشــعور فينساها وتصبح بالنـــسبة إليه مجـهولة رغم أنها تؤثر في سلوكه تأثيرا قويا ومن خلال التحليل النفسي كشف فرويد أن الأمراض العــــــصبية لها دلالات نفسـية لا شعورية وهي ناتجة عن عقد نفسـية تسبــبت فيها حوادث نفسية مؤلمة نســــيها المريض ، بدليل أن تذكر المريض لهذه الحوادث أثناء جلسات العلاج تؤدي إلى شفائه.
الأحلام : يعــــــتبر النوم فرصة مواتية لظهور الميول والرغبات المـــكبوتة في اللاشعور وذلك في صور رمزية مختلفة فليس النوم عند فرويد تركيبا عشوائيا للتصورات والأفكار بل هو نشاط نفسي له دلالات لا شعورية ومن هنا كانت الأحلام تعبيرا رمزيا عن تلك الميول والرغبات فالطفل الذي حرم من لباس العيد يرى في المنام داخل متجر ملئ بالألبسة الجميلة ،والفـتاة التي ترغب في الزواج ترى نفســـــها في المنام وهي ترتدي الفستان الأبيض من هنا نرى أن عالم الأحلام يعتبر ميدانا خصبا لتحقيق الميول والرغـــبات اللاّشعورية وذلك بطريقة خيالية وهمية.
نـــقد:إن ما جاء به فرويد مجرد فرضية لا يرقى إلى مســتوى اليقين العلمي وما يعتبره لاشـــعور فهو ما تحت الشعور ومعنى هذا أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنما يشعر بها
لكنه يميل إلى تجاهلها خشية تطلعه على الحقيقة في مظهرها العام أو الأصلي وبالتالي لا وجود للاشعور .
نتيجة : معظم السلوكات التي يقوم بها الإنسان هي سلوكات شعورية لكون الإنسان كائن عاقل وواعيا لكن
لكن هذا لا ينفي وجود سلوكات لاشعورية فالحياة النفسية مستويان مستوى شعوري ومستوى لا شعوري .
الجهاز النفسي عند فرويد :
- الهو: ويمثل عمق منطقة اللاشعور التي تتجمع فيها الدوافع والميول والرغبات الصادرة عن الـــغريزة الجنسية والتي يسميها فرويد (( الليبيدو)) أي ميل الإنسان إلى اللذة وتجنب الألم .وهذه الغريزة الجنسية هي مصدر الطاقة النفسية المحركة لنشاط الإنسان وإبداعاته في مختلف الميادين.
- الأنا : و المقصود منه الشعور الذي يصاحب مختلف السلوكات التي يقوم بها الشخص من خلال حيــاته الواقعية ،فهو يمثل الذات الواعية التي تتصرف وفق مقتضيات الظروف والأحوال.
- الأنا الأعلى: ويتشكل من العادات والتقاليد والمعتقدات والقيم التي أكتـــسبها الفرد من الأسرة والمجتمع والتي بموجبها يميز بين الخير والشر ،المباح والممنوع والحسن والقبح وبين الحلال والحرام .
- حسـب فرويد العلاقة بين الهو والأنا الأعلى هي علاقة تناقــــض وصراع ذلك أن المـــيول والرغبات المتولدة على الليبيدو تسعى دائما إلى التعبير عن ذاتها في الواقع وتطلب الإشــباع ولكن الأنا الأعلى يقف في وجهها ويمنعها من الخروج إلى ساحة الشعور.
إذن:هناك صراع مستمر بين الدوافع اللاشعورية وبين الأنا الأعلى لكن الأنا أو الشــعور يتدخل وينــظّم العلاقة بيــــنهما فهو من جهة يخـــضع لأوامر ونواهي الأنا الأعلى ولا يخــالفها ومن جـهة ثانــية يراقب الدوافع اللاشعورية ولا يســمح بالخروج إلا للدوافع المــعقولة التي يرضى عنها الأنا الأعلى ،أما الدوافع الممنوعة فيكبتها ، فالشعور هو مصـدر أساس التوافق بين الهو والأنا الأعلى وفــــشله في إحداث التوازن بينهما يؤدي إلى تكوين العقد والأمراض النفسية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========