عنوان الموضوع : دروس ملخصة في مادة الفلسفة باك ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب

الإشكـــالية الأولى: السؤال بين المشكلة والإشكــالية:
المشكلة الأولى : السؤال والمشكلة
مقدمة:
من العبارات التي ألفنا استعمالها في أحاديثنا اليومية، أن لكل سؤال جواب، (طرح المشكلة) فهل يصح القول بأن لكل سؤال جواب؟
ملاحظة وضعيات والتعليق عليها. I
أولا: ملاحظة وضعيات:
1) ما اسم الثانوية التي تدرس بها؟
2) 1+1 يساوي كم؟
3) متى استقلت بلادك (اذكر التاريخ)؟
4) هل المــاء جسم بسيط أم مركب؟
5) اكتشفت في بداية العام الدراسي أنك نسيت كتاب النصوص الفلسفية، الذي أكد الأستاذ على إحضاره: كيف تجد حلا لهذا الأمر المستعصي؟
6) هل الاستنساخ الباثولوجي، حلال أم حرام؟ خير أم شر؟ نافع أم ضار؟
ثانيا: التعليق على الوضعيات:
جميع هذه الوضعيات عبارة عن تساؤلات تتطلب إجابة وحل، والإجابة عن هذه الأسئلة تستمد من جهات مختلفة الواقع، علم التاريخ، الرياضيات، العلوم التجريبية، الدين،...) وبعض هذه الأسئلة سهلة ولا تتطلب جهدا كبيرا، أما بعضها فيحتاج إلى التفكير و التأمل، لأنه يثير في الإنسان الدهشة والإحراج من باب القلق النفسي الداخلي.
ثالثا: تصنيف الأسئلة: تختلف الأسئلة و تصنف إلى عدة أنواع، أهمها:
الخصائص الصنف الأسئلة
لا تثير قلقا ولا دهشة، والإجابة عنها تخضع إلى ما هو مألوف وإلى العادة والحفظ والتذكر والواقع
أسئلة مبتذلة (بسيطة) الأسئلة:
3،2،1
تحكمها معطيات علمية ( من خلال القيام بالتجارب) أسئلة المكتسبات (العلوم التجريبية) السؤال:4
تحدث أثناء وضعيات عملية واقعية يعيشها الشخص و تضعه في مواقف عملية حرجة تدعو إلى التفكير، وتقتضي حلا ومخرجا واقعيا، قصد التكيف والتأقلم معها.
وضعيات عملية
السؤال: 5
هذا الصنف يثير قلقا و توترا وإحراجا نفسيا، لأنه يقحمنا في قضايا و مشكلات دينية و اجتماعية و أخلاقية.
أسئلة انفعالية
السؤال:6
الاستنتاج: نستنتج من الجدول أن الأسئلة أنواع وطبيعتها تختلف، فمنها ما تكون إجابته مألوفة وواضحة ومحددة، وفي كثير من الأحيان تكون في متناول الكثير من الناس، ونجد نوعا يثير انفعالا وتوترا، لأنه قد يرتبط بالدين والأخلاق وقيم المجتمع.
ملاحظة وضعيات و التعليق عليها. Ii
أولا: ملاحظة وضعيات:
1) نفرض أنه طرح عليك السؤال: " أين ستقضي العطلة، على شاطئ البحر أو في الحديقة؟
هذا السؤال يحتم عليك اختيار إجابة من الاقتراحين، إما...وإما...، ومهما كان الاختيار وجب تقديم مبررات، ولكن قد لا نختار المكانين، إذن هذا السؤال لم يأخذ بعين الاعتبار احتمال تجاوز الاقتراحين(مكان آخر).
2) "تور شلي" (عالم فيزيائي إيطالي تلميذ غاليليو، توفي سنة:1647م.)، وجد نفسه أمام الوضعية التالية:
أ) فكرة "أرسطو" القائلة:"إن الطبيعة تخشى الفراغ" تملأ الفراغ في كل الأحوال.
ب) من جهة أخرى، سجل ما لاحظه سقاؤو "فلورنسا "(مدينة إيطالية) من حيرة، من أن الماء لا يرتفع في المضخات الفارغة أكثر من 10,33 أمتار.
* "تور شلي"، اضطر في الفصل في القضية، إما أن يأخذ بالفكرة الأرسطية، أو أن يأخذ بحادثة المــاء ويرفض الفكرة الأرسطية
* لقد قام بدراسة الظاهرة ( الماء)، وأثبت أن قوة الضغط الجوي هي السبب في تحديد ارتفاع الماء في الأنبوب، فكلما كان الضغط أقوى، كان الارتفاع أعلى.
- لتجاوز التناقض بين الفكرتين،وللفضول العلمي، وجد "تور شلي" مخرجا للقضية، بوجود قوة الضغط الجوي.
ثانيا: التعليق عليها:
1) إن الوضعية الأولى: المخرج منها يحتمل تجاوز الاقتراحين، مع تقديم المبررات.
2) أما الوضعية الثانية: الحاملة للتناقض، فلقد أفضى المخرج منها، إلى إثبات خطأ الفكرة الأرسطية، وإرساء حقيقة علمية على أساس البحث والتجريب.
السؤال العلمي و السؤال الفلسفي. Iii
أولا: السؤال العلمي: مجال السؤال العلمي هو المحسوسات أي عالم الطبيعة ( الفيزيقا) المادية الملموسة، وتقسم المــادة إلى:
1 مادة جامدة (غير حية)وتقسم بدورها إلى: 1) مادة صلبة: مجرات، كواكب، جبال، معادن، رمال،...، الذرة.
2) مادة سائلة: ماء، حليب، زيت...
3) مادة غازية: أكسجين، هيدروجين...
2 مادة غير جامدة (حية) وتقسم بدورها إلى: إنسان ، حيوان ، نبات، حشرات، بكتيريا...
ومادامت الطبيعة متنوعة، وضعت لدراستها مجموعة من التخصصات العلمية: علم الفلك، علم الآثار، الجيولوجيا، الفيزياء، الكيمياء،...وعند البحث في أي تخصص، ينطلق العالم من السؤال أو التساؤل، حسب تخصصه، ويبدأ بالبحث والتنقيب واستخدام حواسه، وبعض الوسائل: المجهر، الآلات،...ثم يقوم بالتجريب على المادة التي يدرسها، ويصل إلى نتائج معينة، تتصف بالدقة واليقين وقابلية التعميم، وهذا الحل الذي تقدمه التجربة الحسية هو الذي يؤخذ بعين الاعتبار.
مثال: السؤال :متى يتبخر المــاء؟
الإجابة: لدينا المادة، هي الماء (مادة سائلة)، العالم يعتمد على الحواس، وبعض الوسائل والمعدات، مصدر الحرارة( النار)، مقياس الحرارة،... يقدم العالم مجموعة من الفرضيات ، ثم يقوم بالتجريب، بوضع الماء في إناء، فوق مصدر الحرارة (النار) وعند بداية غليان الماء وتبخره يقيس العالم درجة الحرارة، التي هي: 100ْ، تعاد هذه التجربة عدة مرات، وفي أماكن مختلفة، وتبقى النتيجة هي: 100ْ، عندها تكون هذه النتيجة يقينية، ودقيقة، وتقبل التعميم أي صالحة في كل زمان ومكان. فالسؤال العلمي مرتبط بالطبيعة المادية المتنوعة.
ثانيا: السؤال الفلسفي: يتعلق بـ: "مــا وراء الطبيعة" ("الميتا فيزيقا"وهي كلمة يونانية تطلق على كل فكرة أو مبدأ أو حكم لا يعتمد على الحس و التجربة): أي العالم الخفي الخيالي، من خيال العقل، مثل: عالم المثل عند " أفلاطون"، وهو يختلف عن عالم الغيب في الدين الإسلامي، حيث أن هناك أمور خفية نؤمن بوجودها: (الله عز وجل، اللوح المحفوظ، الجنة، النار،...) دون دليل حسي. و السؤال الفلسفي يبحث به الفيلسوف عن العلل الأولى للموجودات، والإجابة عنه ليست سهلة، نظرا إلى القلق الذي يثيره في الباحث، وإلى ضرورة استعمال الحكمة و مناهج عقلية ( التأمل العقلي العميق) دون الاعتماد على الحواس، مثل: الخير الكلي، السعادة المطلقة، المدينة الفاضلة، الحقيقة الثابتة...
متى لا يكون للسؤال جوابا؟ iv
لا يكون للسؤال جوابا، عندما تكون الإجابة عنه غير منتهية، وتحتمل الصدق أو الكذب، أي أن الإجابة تكون معلقة ومحل استغراب، واستمرار في البحث دون الوصول إلى نتيجة نهائية، وفي هذه الحالة يعبر عن هذا النوع من الأسئلة، بــأنها مشكلات أو إشكاليات.
أولا: ملاحظة بعض المشكلات المختلفة:
1) أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة ؟
2) هل اللانهائي لا نهائي حقيقة أم لا ؟
3) هل التسامح يحتضن اللا تسامح ؟
4) هل الديمقراطية تتعايش مع اللا ديمقراطية ؟
5) قال أحد سكان مدينة "كريت"(مدينة يونانية) :" كل سكان هذه المدينة يكذبون."، هل هذه القضية صادقة أم كاذبة ؟ مهما كان نوع هذه الأسئلة، فإن الجواب عنها يدور في حلقة مفرغة، ولا يمكن أن يكون هناك جوابا نهائيا، وبذلك تسمى هذه الأسئلة: ( المشكلات أو الإشكاليات الفلسفية).
ثانيا: التعليق عليها:
1) أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة ؟ مفارقة البيضة والدجاجة، زمنيا البيضة سابقة عن الدجاجة، وهي مصدر وجودها، لكن هذه البيضة صادرة بدورها عن الدجاجة، فلولا البيضة لما وجدت الدجاجة، ولولا الدجاجة لما وجدت البيضة، والبحث في مثل هذه المفارقات لا ينتهي.
2) هل اللانهائي لا نهائي حقيقة أم لا ؟ نجد أنفسنا أمام إجابات متناقضة بالنظر إلي الطرفين، لكن بالنظر إلى كل إجابة منفصلة عن الأخرى، ففي الرياضيات، مهما زاد العدد فوق الصفر أو زاد تحته، فإن مفهوم اللا نهائي هو حقيقة لا يمكن رفضها، أما في الفيزياء - الكلاسيكية خاصة - فإن اللا نهائي لا معنى له، باعتبار أن الكون محدود.
3) هل التسامح يحتضن اللا تسامح ؟ الشيء يحمل نقيضه، كيف يقبل التسامح نفيه(اللاتسامح)، مع العلم بأنه لا معنى للتسامح إن تقيد بشروط مثل: الرفض و التعصب...
4) هل الديمقراطية تتعايش مع اللا ديمقراطية ؟ من خصائص الديمقراطية، أنها تحتضن التنوع والحرية...، لكن لو وصل هذا التنوع إلى درجة التضاد ( اللا ديمقراطية)، ألا يكون هذا خطرا على الديمقراطية؟
5) قال أحد سكان مدينة كريت :" كل سكان هذه المدينة يكذبون."، لو صدقنا كلام القائل ، فإن القائل كذلك يجب أن يكون كاذبا، لأنه يسكن المدينة، وإذا أخذنا كلامه بأنه كذبة، لأنه من سكان المدينة، وكل سكانها يكذبون، فإنه يكون صادقا بالضرورة هو وكل سكان المدينة، أي أننا نصل دائما إلى النقيض.
خاتمة: (حل المشكلة)
في البداية نحكم بأنه لكل سؤال جوابا، حيث قد يكون الجواب سهلا ولا يتطلب جهدا كبيرا، لكن قد يكون السؤال في شكل وضعيات مستعصية، حيث تبدأ الصعوبات في الظهور وتشتد، وبالتالي تعسر الإجابة، وتبقى معلقة بين الإثبات و النفي تارة، ويبقى الجواب في حلقة مفرغة تارة أخرى، وقد يبقى السؤال مفتوحا دون إجابة نهائية، مما يفتح المجال للفلاسفة و العلماء، وتتعدد بالتالي الآراء والنظريات الفلسفية المستمرة.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الإشكـــالية الأولى: السؤال بين المشكلة والإشكــالية
المشكلة الثــــانية: المشكلة والإشـــــكالية
مقدمة:
(إحــاطة بالموضوع) يحتل السؤال الصدارة في عملية التعلم، خاصة في الفلسفة، إذ التفلسف ينطلق من السؤال الإشكالي، وهذا ما يجعلنا نبحث في مفهوم السؤال، ومجالات امتداده، وأن نتساءل (طرح المشكلة): متى يثير فينا السؤال الدهشة و الإحراج؟ هذا التساؤل يتجزأ إلى:
* ما هي علاقة السؤال بالمشكلة الفلسفية؟ * ما هي علاقة المشكلة بالإشكالية؟
* ما هي علاقة السؤال بإثارة الدهشة والإحراج؟ * ما نطاق الفلسفة وما نهايتها؟
هل كل سؤال هو مشكلة؟ I
أولا: ما هو السؤال؟
1) لغة: هو الطلب و المطلب.
2) اصطلاحا: له عدة معان (حسب التخصص والاستعمال):
أ) عند علماء البيداغوجيا: يعني الموضوع أو المطلب.
ب) عند علماء التربية والتعليم: هو ما يستوجب جوابا أو يفترضه.
ج) عند السياسيين: هو القضية والمسألة، مثل: المسألة ( القضية) الفلسطينية.
د) عند الفقهاء: * في معناه العام: السؤال هو الحاجة ،مثلا: يقال ما حاجتك.
* في معناه الخاص: هو النازلة، أي الأمر الطارئ الصعب، الذي يتطلب حلا شرعيا مستعجلا.
هـ) السؤال لدى الفلاسفة: السؤال في الفلسفة يعبر عنه إما : بالمشكلة، أو بالإشكالية.
ثانيا: ما هي المشكلة؟
1) لغة: أ) في اللغة العربية: المشكلة مفرد جمعه مشكلات و مشاكل، وهي الأمر الصعب الملتبس، مثال: أشكل الأمر والتبس، أي اختلط، يقال فواكه مشكلة.
هي المسألة التي تحتاج إلى حل بالطرق المنظمة( الاستدلال).( le problème)ب) في اللغة الفرنسية: المشكلة
كذلك هي القضية المبهمة والمعضلة النظرية أو العلمية ( لا حل يقيني لها)، لكن هناك فرق بين المشكلة، والمعضلة، والقضية، والمسألة، وهو فرق في الالتباس و الحيلولة.
* إن المشكلة تنطوي على الالتباس و الانغلاق، بينما المعضلة هي مسألة تضيق فيها الخطة.
* أما القضية: فهي عند المناطقة ( المختصون في المنطق) تعني الحكم أي الفصل في القضية.
* أما المسألة: فهي طلب الحاجة.
جدول يوضح 4 أنواع من الأسئلة وخصائص ووسائل كل نوع:
أمثلة وسائله خصائصه تشخيص السؤال
هل يصح القول أن لكل سؤال جوابا؟ محاولة فتح الملتبس و المنغلق الالتباس 1) المشكلة
(أ) مشتقة من (ب) و(ب) مشتقة من(أ)، فأيهما المصدر؟ خطة مفرغة الحيلولة والانسداد 2) المعضلة
للنجاح في الامتحان، لا بد من دراسة مواده، لكن أين أجد الدروس؟ تبحث بأدواتها قابلة للبحث 3) القضية
إذا كان هذا خليطا من الأحمر و الأسود، فما خصوصيات كل واحد منهما؟ تحل بمهارة قابلة للحل 4) المسألة

2) المشكلة اصطلاحا: هي مسألة فلسفية يحدها مجال معين حيث يحصر الموضوع، ويطرح الطرح الفلسفي، وهي أطروحة، والمشكلة جمعها مشكلات وهي مرتبطة بالحياة اليومية.
ثالثا: العلاقة بين السؤال و المشكلة:
1) ليست علاقتهما طردا ولا عكسا:
ليس كل سؤال مشكلة بالضرورة، لأن هناك أنواع من الأسئلة كالمبتذلة، لا ترق إلى مستوى المشكلة، لأنها لا تتطلب جهدا ولا تثير إحراجا ولا دهشة.
كما أن المشكلة قد لا تحتاج إلى الاستفهام، مثل الجمع بين الضدين مثل: "الحرية والحتمية"، والمطلوب: حلل وناقش. والمشكلة ليست أيضا، سؤالا من حيث إنه مجرد موضوع ومبحث ما دام لم يترك في الذهن بعض التساؤلات، لأنها قد تكون مشكلة عملية كتسرب المياه، فهي ليست مشكلة فلسفية.
كما أن هناك نوع آخر من المشكلات هي المشكلات العلمية التي تهتم بالحقيقة المادية.
* المشكلة الفلسفية إذن: صعبة وتثير انفعالا قويا، مع وجود حالة من الحيرة والارتياب، والجواب يعلق بين الإثبات والنفي، ويطرح في حلقة مفرغة.
2) التفكير أساس العلاقة بينهما:
* التعلم يتأسس على التساؤل :"لا تعلم إلا عن طريق التساؤل".
* لا معرفة واضحة، ولا ناجحة، ولا حقيقية دون أن تكون رد فعل عن سؤال.
* كل معرفة اكتسبناها هي في الحقيقة جواب عن سؤال واجهناه.
* النص الفلسفي هو جواب عن سؤال طرح من قبل ونحن نستسئل النص لمعرفة السؤال الذي كان دافعا وسببا في الجواب (النص).
إذن: السؤال مفتاح التعلم والمعرفة و العلاقة بين السؤال والجواب ليست على أساس العكس، فقد يكون للسؤال جوابا، وقد يبقى معلقا من غير جواب، وفي هذه الحالة، يجب أن نأخذ السؤال على أنه قضية صعبة تثير التوتر، يقول: جون ديوي : " إن التفكير لا ينشأ إلا إذا وجدت مشكلة، وأن الحاجة إلى حل أي مشكلة هي العامل المرشد دائما، في عملية التفكير".
وهل الإشكالية ترادف المشكلة؟ هل نتحدث عن مشكلة أم إشكالية؟ II
أولا: ما هي الإشكالية؟
هي المسألة التي تثير نتائجها الشكوك، وتحمل على الارتياب (الشك) و المخاطرة la problématiqueالإشكالية
عند الفرنسيين: هي جملة من المسائل التي يطرحها العالم أو الفيلسوف، وهي القضية التي يكون فيها النفي والإثبات على السواء، أو تحمل النفي والإثبات معا.
ثانيا: الإشكالية لا ترادف المشكلة:
المشكلة مجال بحثها في الفلسفة أقل اتساعا من الإشكالية، التي تتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية( علاقة الكل بالجزء)، والإشكالية تثير قلقا نفسيا، ويبقى مجال حلها مفتوحا.
ثالثا: مشكلة أم إشكالية؟
1) العلاقة بينهما: هي علاقة المجموعة بأجزائها( بعناصرها)
* الإشكالية مصدرها "أشكل" وهو "إشكال"، أضيفت له "يــاء" المذكر "إشكالي"، وأضيفت له "تاء" التأنيث "إشكالية".
2) وعندما تتحول قضية أو مسألة من الصعوبة المألوفة إلى درجة أعلى (الإحراج العقلي) يقال: " مشكل يمشكل وأشكل يؤشكل.
* المصدرين : "أشكل" ، "مشكلة"، أما الشكلانية، فهي تضخيم وتعظيم وهي لا تستحق ذلك.
إذن: الإشكالية هي المعضلة التي تحتاج إلى أكثر من علاج، والتي ينظر إليها من عدة زوايا، أما المشكلة فهي قضية جزئية من الإشكالية ( الكل).
متى يثير السؤال الفلسفي الدهشة والإحراج؟ وما شروطه في تحقيق غاياته ووظيفته؟ III
أولا: تحديد المفاهيم:
1) الســــــؤال الفلسفي: هناك 3 أنواع من السؤال الفلسفي وهي:
* سؤال يطرح إشكالية: يستوعب مشكلتين على الأقل.
* سؤال يطرح مشكلة: يتضمن أطروحة أو أكثر. (الأطروحة أقل من المشكلة).
* سؤال يطرح الإشكالية والمشكلة في آن واحد: تذوب فيه المشكلة في الإشكالية، نظرا لصعوبتها.
2) الدهشــــــــة: للدهشة عدة معان،أهمها:
أ) هي شعور المرء بالجهل.
ب) هي الاضطراب في السير، والتردد في الاتجاه، (معاناة المتردد الذي يضل الطريق في بحثه عن المعرفة).
ج) وأهم معنا لها هو: (الدهشة الفلسفية) التي تتعلق بأشياء الطبيعة، وما وراءها، والفيلسوف يتساءل: لماذا جاءت هكذا؟ وبالدهشة يعي الفيلسوف جهله، أمام عالم يشتبك فيه المرئي وغير المرئي، وبالدهشة يتحرك الفكر من أجل أن يعرف.
إذن: الوعي بالجهل، وإدراك صعوبة السؤال، هما المصدران الأساسيان للدهشة، والدهشة هي التي تدفع إلى التفلسف. يقول سقراط: " كل ما أعرفه هو أنني لا أعرف شيئا."، ويقول كارل ياسبرس:" يدفعني الاندهاش إلى المعرفة، فيشعرني بجهلي."، يقول أفلاطون:"إن خاصية الفلاسفة هي الاندهاش من كل شيء."
3) الإحـــــــــــراج: لغة:حرج: ضاق وحصر وانغلق، وعكسه: الانشراح والاتساع، أي أن الأمر في غاية الصعوبة والشدة.
اصطلاحا: هو كل ما يؤدي إلى مشقة زائدة في الدين (الصوم للمريض أو المسافر)، أو في النفس (المرض الشديد)، أو في المال (الفقر)" والإحراج كذلك: هو حالة من الشك والارتياب، تجاه ما يبدو يقينا.
ثانيا: علاقة السؤال بالدهشة والإحراج:
1) يجب أن تتوفر عدة( 7) شروط في السؤال الفلسفي حتى تتحقق هذه العلاقة، وأهم هذه الشروط ما يلي:
) تتضمن قضية فكرية عالمية، وتأملية إنسانية.
2) تتضمن مفارقات وتناقضات.
3) تتعرض لموضوع يهز في طرحه الإنسان في أعماقه النفسية والمنطقية والاجتماعية، وتدعو إلى الانتقال من الحيرة إلى الرضا العقلي والنفسي.
4) أن يكون الإحراج حقيقيا، لأنه لا اعتبار للإحراج التوهمي.
5) تدعو إلى بناء أطروحة مؤسسة، وبناء فكري شمولي تتسق فيه المتناقضات.
6) تسمح بعرض مواقف وقضايا من دون تحديد نهايات لها (استمرارية البحث).
7) تصاغ بدقة وبلغة سليمة وواضحة ( عدم المراوغة والخداع والمغالطة).
2) تحقيق وظيفة السؤال الفلسفي: الغايات التي من اجلها يصوغ السؤال الفلسفي هي:
* إدراك ما تنطوي عليه مسألة فكرية محيرة من التباسات وصعوبات.
* تشخيص مصدر إعجازها.
* السعي إلى إمكانية حلها أو الفصل فيها، بالتفكير والتأمل والبحث، والغرض هو التغلب على الجهل وليس مجرد الوصول إلى الحل.
3) استنتاج: إذا كان الاضطراب إحراجا، كان السؤال الفلسفي إشـــــكالية، و إذا كان الاضطراب دهشـــــة، كان السؤال الفلسفي مشكـــــلة، وكأن الفرق بينهما فرق بين الدهشة والإحراج.
وما طبيعة هذه الإثارة؟ طبيعة العلاقة بين متفارقين: IV
أولا: الإثارة متوقفة على بنية السؤال واستعداد المتعلم: في العلاقة بين السؤال الفلسفي و الإثارة، لا معنى للسؤال الفلسفي في غياب من يتوجه إليه السؤال، وهو الإنسان، وفي غياب المشكلة، ولا تكون المشكلة قابلة للإثارة والإحراج، دون علاقة تربط الحدود والمفاهيم فيما بينها. إن إدراك طبيعة العلاقة بين متفارقين، أو متنافرين أمر ضروري، لأن من آليات التفكير الفلسفي التمييز بين مختلف صور المفارقات، التي تعتبر الأصل في إثارة الحيرة والقلق.
ثانيا: صور التقابل أو التعارض: أهمها (4) وهي: (التناقض، التضاد، التعاكس، التنافر).
1) التناقض: التناقض بين حدين، يعني عدم وجود طرف أوسط بينهما، كما أنهما لا يصدقان معا ولا يكذبان معا، وهو ما يعبر عنه في المحسنات البديعية " طباق السلب"، مثال: أبيض ≠ لا أبيض/ حر ≠ ليس حرا/ عاقل ≠ غير عاقل. لكن ليست كل المتناقضات مشكلات فلسفية.
2) التضاد: هو التخالف، والضدان هما المعنيان الوجوديان اللذين بينهما غاية الخلاف، وهو ما يعبر عنه في المحسنات البديعية " طباق الإيجاب"، مثل: أبيض≠ أسود / حركة≠ سكون/ فطري ≠ مكتسب.
3) التعاكس: هو رد آخر الشيء على أوله، أو قلب الشيء في اتجاه مخالف، مثال: عندما يقدم المفعول به في الجملة ويؤخر الفاعل. وفي المنطق مثلا: الإنسان فان تعكس إلى بعض الفاني إنسان.
4) التنافر: أو التباين هو صورة شاملة للتناقض والتضاد والتعاكس.
ثالثا: لماذا يقلقنا السؤال؟
1) يجب شرح ما يقلق: ما هو الشيء المقلق؟ هو الارتياب في الاختيار بين أطروحتين متساويتين في الصحة، على الرغم من تنافرهما.
2) كيف يتقدم المشكل: العلاقات بين الحدود متعددة، أهمها(5) أنواع وهي: ( علاقة هوية، علاقة تلازم، علاقة شرط بمشروط، علاقة تنافر أو تلازم، علاقة تلازم وتنافر).
جدول نماذج من أسئلة فلسفية وطبيعة علاقتها:
تعليق رمز العلاقة طبيعة العلاقة نــص السؤال رقم
(أ) يسائل= (أ) X س= (أ)← ( أ ) س علاقة هوية بين التفلسف وحتمية ممارسته برهن على أن التفلسف ضروري. I
جواز تبادل الموقع بين(أ1) و (أ2) (أ1)س(أ2) أو(أ2)س(أ1) علاقة تلازم هل السؤال والجواب يلازم أحدهما الأخر؟ II
(ب) (أ) ← (أ) س (ب) علاقة شرط بمشروط متى يثير السؤال الفلسفي الإحراج؟ III
(ب1) أو(ب2) (أ) ← (أ)س (ب1)/(ب2) علاقة تنافر أو تلازم هل الضدان يرتفعان أو يجتمعان؟ IV
(ب1) و(ب2) (أ) ← (أ)س (ب1) و(ب2) علاقة تلازم وتنافر فند القول بأن الضدين لا يجتمعان، ولا يرتفعان. V
شرح:
: المطلوب إثبات صدق القول، بان بين التفلسف وضرورة ممارسته، علاقة حتمية تقوم على مبدأ الهوية.I
: التلازم قد يتجه من السؤال إلى الجواب أو العكس.II
: حتى يكون السؤال فلسفيا (إشكالية)، يشترط فيه أن يثير الإحراج.III
: يرتفعان(علاقة تنافر)أو يجتمعان( علاقة تلازم).IV
: المطلوب يتجه إلى إبطال القول، بأن الضدين لا يجتمعان معا، ولا ينتفيان معا.V
وما نطاقها؟ وما نهايتها؟V
أولا: نطاقها: السؤال الفلسفي يهتم بطرح القضايا الفكرية الفلسفية التي تتجاوز الحسيات نحو المعقولات مثل:"الميتافيزيقا"، معتمدا على التأمل العقلي، لأنه يهتم بالأمور المجردة، كالحقيقة، القيم،... التي تثير الدهشة و الإحراج.
ثانيا: نهايتها: إذا كان العوام يقولون أن لكل سؤال جوابا، فإنه في الفلسفة لكل مذهب أو نظرية تهتم بموضوع ما، بداية ونهاية، لكن البحث في الموضوع لا ينتهي، ويبقى مستمرا، عكس العلم الذي من خصائصه، أنه يقدم إجابات نهائية، يقول كارل ياسبرس: " الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة، وينبغي لكل جواب أن يحول إلى سؤال جديد."
خاتمة: (حل المشكلة):
الانفعال الذي يثيره السؤال الفلسفي، إحراجا أو دهشة، لا مرد له أمام إشكالية واضحة، أنه يحفز فضولنا نحو كشف الحقيقة، ومصارعة الجهل، في نضال مستمر لا ينتهي.
مخرج من الإشكــــالية:
الأسئلة مهمة وهي أنواع، أهمها السؤال العلمي...، والسؤال الفلسفي الذي ينقسم إلى 3 أقسام : المشكلة (تثير الدهشة)، والإشكالية (تثير الإحراج)، وأسئلة متداخلة بين المشكلة والإشكالية، وكلها تتعلق بالقضايا المجردة الصورية، التي تدعو إلى التأمل العقلي العميق، ولا تعتمد على الحواس، كما أن من خصائص البحث الفلسفي، أنه لا نهاية له، ويبقى مستمرا.

=========


>>>> الرد الثاني :

ساهموامن دروسكم الملخصة

=========


>>>> الرد الثالث :

أين انتم؟
الفيلسوف السوفي

=========


>>>> الرد الرابع :

اخي نساهمو بمقالات تخص العلميين ام الادبييين لانني ادبية

=========


>>>> الرد الخامس :

الدروس ملخصة في الفلسفة و لو تسكاني من الكراس فقط
رجاااء

=========


تم بحمد الله وعونه فتح مجموعة خاصة بمادة الفلسفة على الفايس بوك
الفلسفة لكل طلاب البكالوريا
الفيلسوف السوفي