بسم الله الرحمن الرحيم
أختي ، أخي الكريم أهدي لك هذه النصيحة التي من خلالها أسأل الله تعالى أن ينير لكم و لنا دروبنا و أسأله عزّ و جلّ علما نافعا و قلبا خاشعا و لسانا ذاكرا شاكرا كيف لا و أنتم أمام مفترق طرق لا تدرون إلى أين تتجهون ، هي تساؤلات تنغص قلوبكم : هل أختار هذا التخصص أم لا ؟ ماذا لو أن دراسته صعبة ؟ ...... حيرة ما ورائها حيرة . لكن الحل موجود ولكن الكثير نسيه و تنساه أتعرفون ما هو : العودة إلى الله
أختي ، أخي
هل تحيرت يوما في أمر من أمور حياتك لاتستطيع بمفردك الاهتداء إلى قراربشأنة ؟ وقفت يوما عاجزا لاتدرى ماذا تفعل ؟ من يساعدني على اتخاذ قرار صائب فيما أهمني؟ هل السفر والبعد عن الأهل والأحباب يأتي من وراءه خير ومنفعة أم تعب ومشقة ؟ هل أختار هذا التخصص بمتاعبه الكثيرة أو أتوجه لتخصص أخر أم اصبر وسيُؤتيني الله منه الخير مستقبلا ؟ هل أنا على صواب في تقديري أم أنى مخطئ يا لها من مواقف كثيرة محيرة يمر بها الإنسان في حياته يود أن يهتدي فيها إلى حل يبعث الراحة و الطمأنينة في نفسه.إن السعادة لا تشترى بالمال أو الجاه أو السلطان أو غير ذلك ، بل هي نعمة ربانية يَمنّ بها سبحانه على من يشاء ، وتُعرف من خلال سكون النفس وطمأنينة القلب والرضا بمقدوره وصلاح البال وزيادة اليقين وكل هذه السمات هي ثمار الاستخارة لما فيها من توكل على الله .
وبما أن الاستخارة مبنية على التوكل، فإنها من خير الوسائل للوقاية والعلاج من تسلط الشيطان، قال تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [النحل : 99)
إن منشأ الحيرة الجهل بالشيء على حقيقته ، فكل حائر بشيء جاهل به، وليس كل جاهل بشيء حائراً به والاستخارة تزيل هذا النوع من الحيرة.
إن كثرة الاستخارة تجدد الإيمان وتزيد من أسباب التسديد من الله للمستخير ؛ والاستخارة تحفظ العبد من الزلل وتمنحه ثقة بنفسه بإذن الله ؛ لأن التسديد بالتيسير أو الصرف من العليم القدير سبحانه، وتعتبر وسيلة نفيسة من وسائل الإصابة والترجيح. وكثيرا بل غالبا ما يمن الله على عبده بالرؤيا الصادقة كثمرة من ثمار الاستخارة يهتدي بها فهي رسالة من الله للمستخير يطمئن بها قلبه ويهدى بها نفسه.
فأمر اختاره الله ورضيه لك ورضيت به ، أليس من حسن الظن بالله أن تعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله سيبارك لك فيه ؟ فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف الشرعية .
إنها وحي هذه الأمة الإلهام ولكل مسلم ومتى شاء !. وهذا ما يجعل هذه الأمة أفضل من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا ثمارها العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى , فأهمها لأهل التقوى والورع الاطمئنان على إخلاص النية عند أي عمل ، وأهمها لأهل الدنيا النجاح