عنوان الموضوع : شخصيات تاريخية جزائرية شخصية جزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب

الامير خالد :ولد خالدالهاشمي بن عبد القادر ( الأمير) يوم 20 فيفري 1875 بدمشق. تلقّىتعليمه الأول بمسقط رأسه ودرس اللغتين العربية والفرنسية، واصلدراسته الثانوية بباريس بثانوية لويس الأكبر بعد أن عادت عائلتهإلى الجزائر سنة .1892 انضم إلى الكلية الحربية الفرنسية المعروفةبسان سيرsaint- cyr التي تخرّج منها عام 1897 شارك في حملات عسكريةبالمغرب سنة 1907 برتبة ملازم أول قبل أن يرقّى إلى نقيب سنة .1908 بعد أن استفاد من عطلة خاصة لمدة 03 سنوات عام 1913 شارك من جديدفي الحرب العالمية الثانية كضابط صبا يحي، وانسحب من الجيش الفرنسيسنة 1919 واستقر بالجزائر
النشاط السياسي

يعتبرالأمير خالد مؤسس للحركة الإصلاحية حسب الدكتور سعد الله، فقداستغل الرصيد النضالي لجده الأمير عبد القادر ومعرفته للحضارةالعربية الإسلامية للوقوف في وجه السياسة الاستعمارية بعد ح ع1. بدأ نشاطه السياسي بعد تقاعده من الجيش الفرنسي على جبهتين: الأولىالتصدّي لدعاة الإدماج والداعين إلى التجنّس بالجنسية الفرنسية،والثانية ضد غلاة المعمرين والنوّاب الفرنسيين. وقد بعث الأميرخالد ب عريضة إلى الرئيس الأمريكي ولسن يطرح فيها مطالب الجزائريين.
أسس الأمير خالد جريدة الإقدام سنة 1920 للتعبير عن أفكاره والدفاععن فكرة المساواة بين الجزائريين والفرنسيين في الحقوق السياسية.
ونشط الأمير في كل الاتجاهات فبعد عريضته إلى الرئيس الأمريكيولسن ترشح للانتخابات البلدية وصار عضوا بالمجلس البلدي للجزائرالعاصمة، وأنشأه جمعية الأخوة الجزائرية.- وعند زيارة الرئيسالفرنسي ميليرانMillerand إلى الجزائر في مارس 1923 خطب الأميرخالد أمامه مجددا مطالب الجزائريين.
هذا النشاط المكثف والمطالب المحرجة بالنسبة للسلطات الفرنسيةجعلت الحكومة الفرنسية تصدر أمرها بنفي الأمير خالد إلى خارج الجزائرفي شهر جويلية 1923، حيث حلّ بمصر واستقبل بحفاوة.
لكن نفي الأمير إلى خارج الجزائر لم ينه نشاطه السياسي فقد شاركفي مؤتمر باريس للدفاع عن حقوق الإنسان وبذلك نقل المعركة إلىفرنسا نفسها.
ومن منفاه و صلت رسالة الأمير خالد إلى هيريو رئيس الوزراء الفرنسيسنة 1924 أكدّ فيها من جديد على المطالب الأساسية للجزائريين.كماكان له نشاط متميز مع الوطنيين السوريين بعد عودته إليها سنة 1926. ومع العالم الإسلامي بدعوته إلى عقد مؤتمر إسلامي بأفغانستانالدولة الوحيدة المستقلة آنذاك
ورغم محاولاته المتكررة العودة إلى الجزائر إلاّ أن السلطات الفرنسيةوقفت له بالمرصاد إلى غاية وفاته بدمشق بتاريخ 09 جانفي 1936
عبد الحميد بن باديس
ولد "عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس" المعروف في(11من ربيع الآخِر 1307 هـ= 5 من ديسمبر 1889م) بمدينة قسنطينة، ونشأ في أسرةكريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، فعنيت بتعليم ابنها وتهذيبه، فحفظالقرآن وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتعلّم مبادئ العربية والعلوم الإسلامية علىيد الشيخ "أحمد أبو حمدان الونيسي" بجامع سيدي محمد النجار، ثم سافر إلى تونس فيسنة (1326هـ= 1908م) وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلوم الإسلامية على جماعةمن أكابر علمائه، أمثال العلّامة محمد النخلي القيرواني المتوفى سنة (1342هـ= 1924م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان له تأثير كبير في التكوين اللغويلعبد الحميد بن باديس، والشغف بالأدب العربي، والشيخ محمد الخضر الحسين، الذي هاجر إلى مصر وتولى مشيخة الأزهر.
وبعد أربع سنوات قضاها ابن باديس في تحصيل العلمبكل جدّ ونشاط، تخرج في سنة (1330هـ= 1912م) حاملاً شهادة "التطويع" ثم رحل إلىالحجاز لأداء فريضة الحج، وهناك التقى بشيخه "حمدان الونيسي" الذي هاجر إلى المدينةالمنورة، متبرّمًا من الاستعمار الفرنسي وسلطته، واشتغل هناك بتدريس الحديث، كمااتصل بعدد من علماء مصر والشام، وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحهبالعودة إلى الجزائر، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل،فعاد إلى الجزائر، وفي طريق العودة مرّ بالشام ومصر واتصل بعلمائهما، واطّلع علىالأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية لهما.
ابن باديس معلمًاومربيًا
آمن ابن باديس بأن العمل الأول لمقاومةالاحتلال الفرنسي هو التعليم، وهي الدعوة التي حمل لواءها الشيخ محمد عبده، في مطلعالقرن الرابع عشر الهجري، وأذاعها في تونس والجزائر خلال زيارته لهما سنة (1321هـ= 1903م)، فعمل ابن باديس على نشر التعليم، والعودة بالإسلام إلى منابعه الأولى،ومقاومة الزيف والخرافات، ومحاربة الفرق الصوفية الضالة التي عاونتالمستعمر.
وقد بدأ ابن باديس جهوده الإصلاحية بعد عودته من الحج، بإلقاءدروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسطنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثةالعذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقتبها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه بعد خمسة وعشرينعامًا، فاحتفلت الجزائر بختمه في (13 من ربيع الآخر 1357هـ= 12 من يونيو1938م)
ويُعدّ الجانب التعليميوالتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغارأيضًا، وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التييلقي فيها دروسه، مثل الجامع الأخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسطنطينة،وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظالقرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم منكتاتيبهم.
وشارك ابن باديس في محاولة إصلاح التعليم في جامع الزيتونة بتونس،وبعث بمقترحاته إلى لجنة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس سنة (1350هـ=1931م)، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتعليم، فشمل المواد التي يجبأن يدرسها الملتحق بالجامع، من اللغة والأدب، والعقيدة، والفقه وأصوله، والتفسير،والحديث، والأخلاق، والتاريخ، والجغرافيا، ومبادئ الطبيعة والفلك، والهندسة، وجعلالدراسة في الزيتونة تتم على مرحلتين: الأولى تسمى قسم المشاركة، وتستغرق الدراسةفيه ثماني سنوات، وقسم التخصص ومدته سنتان، ويضم ثلاثة أفرع: فرع للقضاء والفتوى،وفرع للخطاب والوعظ، وفرع لتخريج الأساتذة.
ابن باديس وجمعية العلماء المسلمينالجزائريين
احتفلت فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائرفي سنة (1349هـ= 1930م) فشحذ هذا الاحتفال البغيض همّة علماء المسلمين في الجزائروحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاء جمعية تناهض أهداف المستعمرالفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبر عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربيةلغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابن باديس رئيسًا لها.
وقد نجحت الجمعيةفي توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضدها، وبعث الروحالإسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس، وكان إنشاء المدارس في المساجد هو أهم وسائلها في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى الوعّاظ الذين كانوا يجوبون المدن والقرى،لتعبئة الناس ضد المستعمر، ونشر الوعي بينهم.
وانتبهت فرنسا إلى خطر هذهالتعبئة، وخشيت من انتشار الوعي الإسلامي؛ فعطّلت المدارس، وزجّت بالمدرسين فيالسجون، وأصدر المسئول الفرنسي عن الأمن في الجزائر، في عام (1352هـ= 1933م) تعليمات مشددة بمراقبة العلماء مراقبة دقيقة، وحرّم على غير المصرح لهم من قبلالإدارة الفرنسية باعتلاء منابر المساجد، ولكي يشرف على تنفيذ هذه الأوامر، عيّننفسه رئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
إسهامات ابن باديسالسياسية
لم يكن ابن باديس مصلحًا فحسب، بل كان مجاهدًاسياسيًا، مجاهرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنه حكم استبدادي غير إنساني،يتناقض مع ما تزعمه من أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرة الوطن الجزائري بعد أن ظنّكثيرون أن فرنسا نجحت في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ودخل في معركة مع الحاكمالفرنسي سنة (1352هـ= 1933م) واتهمه بالتدخل في الشئون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرة اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدع بهاكثير من الجزائريين سنة (1353 هـ=1936م).
ودعا نواب الأمة الجزائريين إلىقطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وخاطبهم بقوله: "حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب أمة ترى –أو ترىأكثريتها- ذلك كثيرا علينا…! ويسمعنا كثير منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمسكرامتنا"، وأعلن رفضه مساعدة فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وكانت الصحف التي يصدرها أويشارك في الكتابة بها من أهم وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، فأصدر جريدة "المنتقد" سنة (1345 هـ= 1926م) وتولى رئاستها بنفسه، لكن المحتل عطّلها؛ فأصدرجريدة "الشهاب" واستمرت في الصدور حتى سنة (1358هـ=1939م) واشترك في تحرير الصحفالتي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل "السنة" و"الصراط" و"البصائر".
وظل هذا المصلح -رغم مشاركته في السياسة- يواصل رسالته الأولىالتي لم تشغله عنها صوارف الحياة، أو مكائد خصومه من بعض الصوفية أذيال المستعمر،أو مؤامرات فرنسا وحربها لرسالته، وبقي تعليم الأمة هو غايته الحقيقية، وإحياءالروح الإسلامية هو هدفه السامق، وبث الأخلاق الإسلامية هو شغله الشاغل، وقد أتتدعوته ثمارها، فتحررت الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي، وإن ظلت تعاني منآثاره.
وتوفي ابن باديس في (8 من ربيع الأول 1359 هـ= 16 من إبريل1940م.
يعتبر يوم 16 أفريل من كل عام، مناسبة وطنية رسمية بالجزائر سميت بـ "يوم العلم"



"البشير الإبراهيمي

لقد كان "البشير الإبراهيمي" حلقة من حلقات الجهاد الطويل في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، وأحد الذين شكلوا وعي ووجدان الأمة العربية والإسلامية على امتداد أقطارها؛ حيث كان أحد رواد الحركة الإصلاحية في "الجزائر"، وأحد مؤسسي "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، وكان زميلا للشيخ "عبد الحميد بن باديس" في قيادة الحركة الإصلاحية، ونائبه في رئاسة جمعية العلماء، ورفيق نضاله لتحرير عقل المسلم من الخرافات والبدع.
البدايةوالتعلم:
ولد "محمد البشير الإبراهيمي" في (15 من شوال 1306 هـ= 16 من يوليو 1889م) في قرية "سيدي عبد الله" قرب "سطيف" غرب مدينة "قسنطينة"، في بيت من أعرق بيوت الجزائر، يرجع نسبه إلى الأدارسة العلويين من أمراء المغرب العربي في أزهى عصوره، وتلقى تعليمه الأوَّلي على والده وعمه الشيخ "محمد المكي الإبراهيمي" الذي كان من أبرز علماء "الجزائر" في عصره؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة، كما حفظ العديد من متون اللغة ودواوين فحول الشعراء، فلما مات عمه صار يُدَرِّس ما تلقاه عنه، ولم يكن قد جاوز الرابعة عشرة من عمره.
لكنه ما لبث أن غادر "الجزائر" إلى "الحجاز" وهو في العشرين من عمره -سنة (1330 هـ = 1911م)- ليلحق بأبيه الذي كان قد سبقه إلى هناك قبل ذلك بنحو أربعة أعوام.
تأسيس جمعية العلماء

وفي عام (1338هـ = 1920م) غادر "البشير الإبراهيمي" دمشق عائدا إلى "الجزائر"، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة "سطيف"، وبدأ في إلقاء الدروس الدينية والمحاضرات العلمية لطلاب العلم من أبناء بلده، وعندما رأى إقبال طلاب العلم على دروسه وخطبه شجعه ذلك على إنشاء مدرسة لتدريب الشباب على الخطابة وفنون اللغة والأدب، ولم تنقطع صلته بصديقه "ابن باديس" طوال تلك الفترة، فكانا يتبادلان الزيارات من حين لآخر.
وفي عام (1342 هـ = 1924 م) زاره "ابن باديس" وعرض عليه فكرة إقامة "جمعية العلماء"، فلاقت الفكرة قبولا في نفس "البشير"، فأخذا يدرسانها ويضعان لها الأطر والأهداف التي تقوم عليها تلك الجمعية، وقد استغرق ذلك زمنا طويلا حتى خرجت إلى حيز الوجود، وعقد المؤتمر التأسيسي لها في (17 من ذي الحجة 1349هـ-5 من مايو 1931م)، وذلك في أعقاب احتفال "فرنسا" بالعيد المئوي لاحتلال "الجزائر"، وبعد تأسيس الجمعية اختِير "ابن باديس" رئيسا لها واختير "الإبراهيمي" نائبا لرئيسها، وانتدب من قِبل الجمعية لأصعب مهمة، وهي نشر الإصلاح في غرب "الجزائر" وفي مدينة "وهران" وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وبنى أكثر من مائتي مسجد، وامتد نشاطه إلى "تلمسان"، وهي واحة الثقافة العربية في غرب "الجزائر".
قضايا واهتمامات

وقد وقف "البشير" -في "البصائر"- مدافعا عن اللغة العربية ضد حملات التغريب من المستعمر الفرنسي وأعوانه، يقول عن اللغة العربية: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي، مشتدة الأواصر مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل".. كما اهتم أيضا بالدفاع عن قضية "فلسطين"، وسخر قلمه للتعريف بها والدفاع عنها.
وقد كان "البشير الإبراهيمي" واسع المعرفة، متنوع الثقافة، متعدد الميول والاهتمامات، ألف في الأدب واللغة، كما صنف في الفقه والمعاملات، ونظم الشعر وكتب العديد من المقالات، وترك "البشير" تراثا علميّا وأدبيّا كبيرا ما يزال بعضه حبيسا حتى الآن، ومن أهم تلك الأعمال:
أسرار الضمائر العربية،الاطراد والشذوذ في العربية؛ التسمية بالمصدر، حكمة مشروعية الزكاة، - رواية "كاهنة أوراس"، عيون "البصائر" (وهي مجموعة مقالاته التي نشرت في جريدة "البصائر")، ... الخ.
وقد عاش "البشير الإبراهيمي" حتى استقلت الجزائر، فلما أُعْلِن الاستقلال عاد إلى وطنه، وخطب لأول صلاة جمعة في مسجد "كتشاوة" بالعاصمة الجزائرية، وكان الفرنسيون قد حولوه إلى كنيسة بعد احتلالهم "الجزائر".
وقد لزم "البشير" بيته بعد عودته، ولم يشارك في الحياة العامة بعد أن تقدم به العمر ووهنت صحته، إلا أنه لم يكن راضيا عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال؛ فأصدر عام (1384 هـ = 1964م) بيانا قال فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية".
تُوفي -رحمه الله- يوم الخميس (18 من المحرم 1385 هـ = 19من مايو1965م) عن عمر بلغ (76) سنة، قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين.
فرحات عباس
فرحات عباس أول رئيسللحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والرئيس الأول للجمعية التأسيسية الجزائريةأحد رموز الحركة الوطنية والثورة المسلحة. من مواليد 24 أكتوبر 1899 بدوار الشحنةبالقرب من الطاهير بجيجل من أسرة كبيرة العدد تعمل في الفلاحة (12 طفلا). زاولدراسته الابتدائية بجيجل والثانوية بسكيكدة وبعدها اختار شعبة الصيدلة في دراساته الجامعية. وهكذا كان له دور هام كطالب جامعي في تأسيس جمعية الطلبة المسلمين لشمالإفريقيا في 1924 التي اشرف عليها مدة أربع سنوات من 1927 إلى 1931. بالرغم مناختياره لشعبة علمية إلا أن فرحات عباس كان يتمتع باستعدادات أدبية تبرز من خلالنوعية نصوصه التي نشرت تحت الاسم المستعار كمال بن سراج واختار كمال لإعجابه بأبتركيا العصرية وابن سراج لإبراز آخر أسرة ملكية قاومت غزو الأندلس. فور تحصله علىشهادته استقر بسطيف حيث تفرغ للسياسة ضمن فيدرالية المنتخبين ليصبح مساعد الدكتوربن جلول و دشن أدبه النضالي الملتزم من خلال نشر "لو جون الجيريان" (الشابالجزائري) الذي تطرق من خلاله إلى الروح المسلمة والشخصية الجزائرية. وبعد تعيينهكمستشار بلدي بسطيف في 1937 ابتعد شيئا فشيئا عن حركة الأعيان حيث لم يلمس إرادةحقيقة للعمل من أجل التغيير في الجزائر المستعمرة. وندد حينئذ بقانون الأهالي وأسس الاتحاد الشعبي الجزائري في جويلية 1938.
وأبدى الملتزم المتطوع في1939خلال الحرب العالمية الثانية اهتماما أكبر بمسألة الهوية وتخلى عن مواقفهالإدماجية ليصبح ابتداء من 1942 قائد الاتجاه الليبرالي لحركة التحرر الوطنية بالانضمام إلى العلماء وإلى دعاة الاستقلال في حزب الشعب الجزائري من أجل الدفاععن فكرة برلمان جزائري ودولة مستقلة ملحقة بفرنسا. وألف في هذا الصدد بيان الشعبالجزائري في ديسمبر 1942 الذي كان بمثابة الميثاق الحقيقي بالنسبة لكل أنصارالاستقلال في تلك الفترة مما أدى إلى ميلاد (أحباب البيان و الحرية). كما تقربفرحات عباس رئيس تحرير أسبوعية "أيغاليتي" (مساواة) ورئيس اللجنة المؤقتة للجزائرالمسلمة من القائد الوطني الآخر مصالي الحاج والحزب الشيوعي الجزائري. وقد منعتالأسبوعية من الصدور في 1945 لتظهر من جديد تحت اسم "لا ريبوبليك ألجيريانالجمهورية الجزائرية".
وبعد مجازر 8 ماي 1945 التي تزامنت وتاريخ حلأحباب البيان والحرية حكم عليه بالسجن لمدة سنة. وعند إطلاق سراحه (ماي 1946) قامبتأسيس حزبه الخاص وهو الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وقطع العلاقات معمصالي. وقد عين فرحات عباس ضمن قائمة حزبه بالجمعية التأسيسية الثانية في 1946 وبعدها بالجمعية الجزائرية في 1948.
وفي أول نوفمبر 1954 فوجئ على نحو مجملالسياسيين الجزائريين باندلاع ثورة التحرير الوطني ولكنه قال للمحافظ جاك سوستالالذي التقى به في 1955 "نحن كلنا فلاقة فالشجعان أخذوا السلاح والأقل شجاعة منهمأمامكم". واتصل كل من عبان رمضان وعمار اوعمران بفرحات عباس في 26 ماي 1955 حيثالتحق بجبهة التحرير الوطني في خريف 1955 ليحل بالقاهرة في 22 أبريل 1956 وبعدهاسويسرا والمغرب قبل أن يستقر بتونس. عين عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية فورانعقاد مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) ثم دخل لجنة مجلس التنسيق والتنفيذ للثورة فيأوت 1957. كما ترأس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من سبتمبر 1958 إلى أوت1961تحت حكومته شرع في المرحلة الأولى من المفاوضات الجزائرية الفرنسية (ايفيان 1من 20 ماي إلى 13 جوان 1961) المتعلقة بإلغاء وضع الجزائر كمستعمرة وتلبية حقالشعب الجزائري في تقرير المصير والاستقلال. أما المرحلة الثانية فكانت مفاوضات (لوغران) في جويلية 1961
وغداة الاستقلال أصبح الرئيس الأول للجمعيةالتأسيسية ليستقيل من منصبه في أوت 1963 للاحتجاج على الظروف التي سادت المصادقةعلى أول دستور جزائري. وبعد وضعه تحت الإقامة الجبرية أطلق سراحه في 1965 بعدالإطاحة بالرئيس أحمد بن بله. وتخلى فرحات عباس نهائيا عن السياسة للتفرغ خلالتقاعده إلى الكتابة. وخلال هذه الفترة خرج عباس مرة واحدة من تحفظه للتوقيع مع بنيوسف بن خدة وحسين لحول وشيخ خير الدين بمناسبة النقاش حول الميثاق الوطني ل 1976على نص حول التوجه الذي حدده المرحوم هواري بومدين للبلاد. وكلفه هذا الموقف الوضعتحت الإقامة الجبرية مرة ثانية من 1976 إلى 1979. وقد وافته المنية في 24 ديسمبر1985و دفن بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر. ألف "اوتوبسي دين غار" (تشريححرب) الصادر عن غارنيي. باريس 1980 و"لانديبوندونس كونفيسكي" (الاستقلال المصادرالصادر عن فلاماريون باريس 1984) .
مصاليالحاج
المولد والنشأة
اسمه أحمدمصالي من مواليد 16 ماي 1898 بتلمسان. من عائلة فلاحية وكان أبوهعضوا في الطريقة الدرقاوية غادر مصالي المدرسة مبكرا قبل أن يتجاوزسن العاشرة واشتغل بمحل لصناعة الأحذية ثم بائعا بأحد المتاجر بمدينةالحنايا قرب تلمسان جند لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسيسنة 1918.وبعد الحرب العالمية الأولى هاجر فرنسا وهو في سن الخامسةوالعشرين واشتغل في مصنع للأقمشة قبل أن يصبح تاجرا متنقلا
النشاط السياسي
أثناءتواجده في باريس واختلاطه بالتيارات السياسية الفرنسية و خاصةاليساريين منهم ظهر اهتمامه بالسياسة والتوجه نحو الحركات الوطنيةلبلدان المغرب العربي ضمن الحركة العمالية بالمهجر.
واستطاع مصاليالحاج رفقة المهاجرين الجزائريين أن ينشأ حزبا سياسيا عرف بنجمشمال إفريقيا سنة 1926 بفرنسا وعين أمينا عاما له، وكان يكتبمقالات في جريدة الإقدام التي أنشأها الأمير خالد وأحياها نجمشمال إفريقيا بعده ثم في جريدة الأمة لسان حال النجم.
وبسبب نشاطه السياسي المكثف ومطالبته الصريحة باستقلال الجزائرتعرض مصالي الحاج لمضايقات السلطة الاستعمارية وعرف الاعتقالوالسجن عدة مرات.
شارك في تجمع ملعب العناصر الذي نظمه وفد المؤتمر الإسلامي فيأوت 1936 وخطب خطبة شهيرة حول رفض سياسة الإدماج.
بعد حلّ نجم شمال إفريقيا 1936م، أعاد مصالي تشكيل الحزب تحتاسم جديد حزب هو حزب الشعب الجزائري سنة 1937. اعتقل في صيف 1937رفقة مفدي زكرياء وحسين لحول، وأثناء الحرب العالمية الثانية (1941)نفي مصالي إلى لمبيز ثم إلى برازافيل وبعد نهاية الحربالعالمي أعاد تشكيل حزب الشعب الجزائري تحت اسم جديد هو حركة انتصارالحريات الديمقراطيةM.T.L.Dوضع تحت الإقامة الجبرية سنة 1952.
مع مطلع الخمسينات بدأ اختلاف الرأي بين مصالي الحاج والمناضلينالشبان الذين انضموا إلى الحزب حول المسار السياسي للحزب وضرورةتغيير إستراتجية النضال باختيار الكفاح المسلح، وأمام اشتداد الخلاف بين الطرفين تمسّك مصالي برأيه القاضي بمواصلة العمل السياسيوتزعمه للحزب مما أدى إلى انقسام الحزب إلى ثلاثة أطراف: المصاليون، المركزيون، أنصار العمل المسلح. وعرف هذا الخلاف بأزمة حركةالانتصار الحريات الديمقراطية.
عند اندلاع الثورة بقي مصالي معارضا للعمل المسلح ولجأ إلى فرنساحيث أنشأ منظمة جديدة موازية لجبهة التحرير الوطني هي الحركة الوطنيةالجزائرية المصاليةM.N.Aفي أكتوبر 1954، والتي دخلت في مواجهاتمع جيش التحرير الوطني بدعم من السلطات الفرنسية وبذلك وضع مصالي حدّا فاصلا لنضاله الوطني الذي بدأه منذ العشرينات.
وفاته: بقيمصالي في فرنسا إلى غاية الاستقلال وأعاد تشكيل حزب الشعب الجزائريسنة 1962، لم يدخل الجزائر التي كان يطالب باستقلالها ومات بفرنسافي 03 جوان 1974.
محمدالصالح بن جلول
المولد والنشأة
ولد محمدالصالح بن جلول سنة 1896 بمدينة قسنطينة من عائلة ثرية، تلقى تعليمهالأوّل بمسقط رأسه ثم انتقل إلى باريس لمواصلة دراسته وسجل بكليةالطب التي تخرج منها سنة 1924، و بدأ ممارسة مهنته كطبيب بالجزائر .
- النشاط السياسي
بدأبن جلول ممارسة السياسة منذ العشرينات حين أصبح مستشارا بالمجلسالبلدي وظهر منذ البداية يدافع عن النخبةالمثفقة باعتباره منعائلة غنية، وتلقىّ تعليما عاليا باللغةالفرنسية، وقد اظهر فيبداية نشاطه السياسي ميلا نحو أفكارالأمير خالدالإصلاحية قبلأن يتحوّل عنها إلى المطالبة بالإدماجباعتباره عضوا فيفيدراليةالمسلمين الجزائريينالمنتخبين، التي يترأسهاالدكتور بن التهاميوتضم أغلب النخب الجزائريين الممثلين فيالمجالس المنتخبة مثلفرحات عباس بن جلول... وغيرهم، ومع مطلعالثلاثينات برز نجم بنجلول يترأسه فيدرالية المسلمين الجزائريينالمنتخبين ودعوته الصريحةإلى المساواة بين الجزائريين والفرنسيين فيكل المجالات كالخدمةالعسكرية العمل ...الخ، وكان يكتب مقالاته فيجريدة التقدم لسانحال الفيدرالية. و لعب بن جلول دورا في أحداثقسنطينة في أوت 1934،كما لعب دورا أساسيا في الدعوة والتحضير إلىعقدالمؤتمرالإسلاميسنة 1936. وكان رئيسا للوفد الذي سافر إلىباريس لتقديم مطالبالمؤتمر. أنشأ سنة 1938 التجمع الفرنسي الإسلامي الجزائري "R.F.M.A" وحافظ عل منصبه كنائب متميزّ بعد ح.ع.2.
عنداندلاعالثورة التحريريةلم يظهر موقفا صريحا رغم مشاركتهفي توقيع عريضة النواب ال61 بعدهجومات 20أوت 1955والمؤكدة علىأن سياسة الإدماج لم يعد لها معنى.
وفاته: اختفى عن الحياة السياسية بعد الاستقلال، إلى غاية وفاتهسنة 1986 بقسنطينة



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا عن المساهمة. وتحية اكبار لعظماء الأمة ....

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شكـرا لك على الافادة بـارك الله فيك


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

شكرا يوجد حسيبة بن بوعلي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

بارك الله فيك