عنوان الموضوع : لغة أمازيغية اللهجة الجزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب

الأمازيغية (أو تمازيغت) هي إحدى اللغات الأفريقية الحية, ويتحدث بها الأمازيغ في شمال أفريقيا بالإضافة إلى بعض المدن الأوروبية نتيجة هجرة الأمازيغ إلى أوروبا خاصة إلى فرنسا حيث يشكل الأمازيغ الجزائريون والمغاربةشريحة مهمة من المهاجرين وأيضا في هولندا وبلجيكا وألمانيا حيث يشكل الأمازيغ المغاربة أحد الشرائح البارزة فيها. كما أن الغوانش كانوا يتحدثون باالأمازيغية الكنارية قبل أن يقضي الأستعمار الأسباني على اللغة الأمازيغية فيها. والغوانش على الرغم من كونهم قد أصبحوا أسبانيي اللغة إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري.

العائلة اللغوية
اللغة الأمازيغية هي لغة شمال افريقية حسب جل الباحثين اي لغة حامية.

وعلى العموم فإن الأمازيغية وفق المصطلحات الميتافيزيقية هي لغة حامية كالمصرية القديمة وغيرها من اللغات الحامية, حسب الأتجاه السالف الذكر. ويذهب الباحث اللساني الدكتور محمد المدلاوي في مقال له حول مبادئ المقارنة اللغوية السامية الحامية منشور في العدد الأول من مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة-المملكة المغربية، إلى إمكان اعتبار الأمازيغية متفرعة مباشرة من اللغات السامية، وأن بالإمكان الوصول إلى إعادة بناء اللغة السامية الأم انطلاقا من المقارنة بين اللغة العربية القديمة واللغة الأمازيغية، وقدم لذلك أمثلة عديدة، ومنهجية علمية دقيقة للتوصل إلى إعادة بناء الإرث المشترك بين اللغتين. غير أن بعض الباحثين كأحمد بوكوس يرون أن الأمازيغية ليست حامية ولا سامية وأنما لغة مستقلة بذاتها ويرى كارل برسه أن الأمازيغية لغة متأثرة باللغات الأفروآسيوية أي الحامو-سامية وأن الكلمات المشتركة بين الأفروآسيوية هي ثلاثمائة كلمة, وهذا يعني أنه ليس هناك من علاقة جذرية بين هاتين المجموعتين.

إذا كان الخلاف قائما حول العلاقة اللغوية بين العربية والأمازيغية، فإن التفاعل اللغوي بين العربية والأمازيغية يتضح بجلاء بعد الفتح الإسلامي, فبعض الأمازيغ تعربوا، وبعض العرب تمزغوا, أما الأمازيغ غير المعربين فيستعملون كلمات عربية خصوصا في مجال الدين والعبادات إضافة إلى كلمات لاتينية في مجال التجارة والعمل. كما أن تأثير الأمازيغية في اللهجات العربية المغاربية واضح بجلاء صوتا وصرفا وتركيبا ودلالة، وذلك نتيجة قرون طويلة من التفاعل بين اللغتين على ألسنة الساكنة المحلية عربية كانت أو أمازيغية.
اللهجات الأمازيغية
يتفرع عن الأمازيغية ما يقارب 11 لهجة غير أن هذه اللهجات تتحد في القاعدة اللغوية المشتركة بينها ويمكن للناطق بأحد اللهجات الأمازيغية أن يتعلم اللهجة الأخرى في أيام إذا كان يتقن لهجته الأم كما يرى أندري باسيه. ولقد بدأ العمل على معيرة اللغة الأمازيغية حتى يصطلح الناطقون على لغة موحدة تمهيدا لالاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية الذي يطالب به الأمازيغ في المغرب والجزائر وليبيا ومالي.

تأثير الأمازيغية على اللهجات المغاربية

وتجدر الإشارة إلى أن لهجات الشمال الأفريقي أو اللهجات العربية المغاربية متأثرة بشكل كبير باللغة الأمازيغية, ويظهر ذالك في الأسماء والكلمات الأمازيغية التي تستعمل في اللهجات العربية المغاربية, بل حتى أن الطبيعة المورفولوجية للهجة المغاربية أصبحت ذات طابع أمازيغي فتكونت بذلك كلمات بعيدة عن طبيعة اللغة العربية فنجد كلمات يتتابع فيها حرفي السكون, وأخرى قد أصبح فيها الحرف القمري حرفا شمسيا. وتولدت في اللهجات المغاربية أشكال لصوائت قصيرة لا علاقة لها بالعربية. وأهم لهجاتها: الشلحية القبائلية المزابية التارقية الشاوية الشنوية (في الجزائر)
الأمازيغية في الواقع الأمازيغي
وما تجدر الأشارة إليه هو أن الأمازيغية لم تنل قسطا مناسبا على غرار اللغات الأخرى في أبحاث الدارسين. ذلك لأن الأمازيغية لم تدعم بأديولوجيات دينية أو قومية كما حدث للغات العربية واللاتينية التي أكتسبتا اللغة الرسمية للدين الإسلامي في المجتمعات الإسلامية في حين جعلت اللغة اللاتينية لغة الدين المسيحي في أوروبا قبل أن يساهم الأستعمار في نشرها على نطاق واسع.

ثم إن الأمازيغية أصبحت تشكل عائقا للوحدة العربية حسب ما يعتقد به "القوميون العرب" بل ويذهب بعضهم إلى التفسير التآمري القضية الأمازيغية كصنيعة استعمار فرنسي جديد. ويعتبر أصحاب هذه النظرية أن ما اصطلح على تسميته بالظهير البربري حركة استعمارية سافرة ودليل قاطع على شر الأمازيغية والأمازيغييون. في حين أن الظهير البربري لم يكن له تاريخيا أي وجود.

بالإضافة ألى ذلك فإن "القوميين العرب" يرى معظمهم أن الأمازيغ ليسوا إلا عربا باسم آخر وأن معظم المصادر عملت على تشويه الحقيقية كما يرى الأستاذ الليبي فهمي خشيم في أحدى الحوارات المنسوبة إليه. بل إنه يرى أن الأمازيغ أعرب من عرب عاربة. وهذا يعني أن الأمازيغية حسب هذه النظرية عربية محرفة أوقديمة, بل وصفها البعض باللغة العربية الفصيحة. وبالتالي فأن أنصار هذه النظرية يرون أن الأمازيغية لغة سامية كالعربية ألا أنها عربية قديمة. ويطرح هذا الموقف السؤال التالي: لماذا لا يعترف العرب بالأمازيغية ماداموا يعتبرون الأمازيغ أكثر عروبة من العرب أنفسهم؟!

والقول بأن الأمازيغية لغة عربية قديمة يعني أن العربية لغة أمازيغية حديثة. وهو رأي يغفله العديد من الباحثين ممن يسميهم بعض الأمازيغ القوميين بمدرسة فهمي خشيم.

غير أن علم اللغة وأن كان علما اجتماعيا غير دقيق يحتمل التسييس فأنه من الصعب القول بأن هناك علاقة مباشرة بين العربية والأمازيغية. فعلاوة على أن الأسماء المشتركة بين اللغة الأمازيغية واللغات السامية والحامية في شكل كلي لايزيد عن الثلاثمائة مفردة وهذا يعني أن هناك تأثيرا بين الطرفين وليست علاقة جذرية.

كما أن اللغات السامية لم تظهر إلا في الألفية الثالثة قبل الميلاد, في حين أن الأمازيغية ظهرت مع الأنسان القفصي على أقل التقديرات, والأنسان القفصي هو الأمازيغي الأول الذي ضهر بتونس في مدة تتراوح بين الألفية السابعة والتاسعة قبل الميلاد وهذا يعني أن الأمازيغية أقدم بأربعة ألآف سنة عن اللغات السامية, والأستاذ مصطفى أعشي يلخص ذلك في أحد المقالات المنسوبة إليه بأن الأمازيغية أقدم من اللغات السامية إن لم تكن هذه الأخيرة تفرعا للأمازيغية. شيئ من هذا القبيل نجده عند كارل برسه في أحد حواراته ردا على العلاقة الأستعرابية بين الأمازيغية والعربية حيث يرى أن الأمازيغية أقدم بكثير من العربية على الأرجح. ويدعم هذا الطرح ذاك الأكتشاف الهام في جنوب المغرب, حيث اكتشفت وبالصدفة مدينة أمازيغية في جنوب المغرب تعود ألى خمسة عشر ألف سنة قبل الميلاد كما يرى البعض وعلى رأسهم أستاذ علم الأثار مصطفى أعشي, في حين يرى البعض الآخر أنها تعود ألى تسعة ألف سنة قبل الميلاد.

الكتابة الأمازيغية
للأمازيغية أيضا كتابتها الخاصة, وهو التيفيناغ أو التيفيناق وقد كان يعتقد إلى وقت قريب أنه كتابة فينيقية ظهرت في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل ماسينيسا, غير أن الباحثة الجزائرية تمكنت من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفناغ. والباحثة المعنية هنا هي مليكة حشيد وهي مؤرخة وعالمة آثار أجرت فحوصات على تيفيناغ المعثور علية وتبين أنه يعود ألى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد, وهو ما جعل البعض يرجح أن يكون تيفيناغ هو أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الأنسان.

واللوحة الحاملة لحروف تيفيناغ هي أحد اللوحات المرافقة لعربات الحصان وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد الشيء الذي جعل غابرييل كامس يرى بأن تيفيناغ لا يمكن أن يكون قد ظهر في وقت أقل قدما من ألف سنة قبل الميلاد.

وأذا كانت هناك عدة فرضيات حول أصل تيفيناغ ابتداء من الأصل الفينيقي ألى الأصل الأمازيغي المحلي فأن الأبحاث لم تستقر بعد على حال، وهو مايلخصه كل من غابرييل كامبس وكارل برسه في أنه بالرغم من كل محاولات التصنيف يبقى الألمام بأصل تيفيناغ بعيد المنال.

تيفيناغ هو كتابة قليلة الشهرة ولكنه قديم لدرجة تستحق الاهتمام باعتبار أن تيفيناغ البدائي يكاد يعود ألى تلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. ويبدو أن هذه الكتابة الأمازيغية التي تسمى أيضا بالتيفيناغ البدائي أو الكتابة الليبية البدائية قد ظهرت مع الأنسان القفصي نسبة ألى مدينة قفصة التونسية. بحيث ضهر تيفيناغ كرسوم بدائية قابلة للقراءة بل أن البعض يجعلها حروفا مقروءة.

بقايا تيفيناغ تنتشر في شمال أفريقيا وجزر الكناري وشبه الجزيرة الأيبيرية ولربما أيضا في العالم الجديد أي القارة الأمريكية بحيث قد أثبت العلماء أتصال الشعوب القديمة بالقارة الأمريكية وهو ما جعل البعض يرجع أجزاء من الحضارة الأمريكية القديمة ألى حضارة شمال أفريقية مصرية وأمازيغية. بل أنه قد تم العثور على قطعة نقود أمازيغية الأصل في القارة الأمريكية وهي عملة نوميدية لكنها ضاعت بعد أن تم إرسال صور لها ألى المتحف البريطاني وربطها بالنقود النوميدية.

وأذا كانت المصادر السابقة لاكتشاف تيفيناع الأبجدي التي جعلت قدمه يرجع ألى ما لا يقل عن ألف سنة قبل الميلاد بل عن ألف وخمسمائة قبل الميلاد حسب الأركيولوجية مليكة حشيد وغيرها من الباحثين وما نتج عن ذلك من ملابسات كجعل بعض الأبجديات الأقل قدما أصلا لتيفيناغ, قد أفقدته كثيرا من الأهمية التي قد يستحقها بحيث جعل وليدا لمائتي سنة قبل الميلاد في أحسن الأحوال, فأن الأكتشاف قد جعل العديد من الباحثين يعيدون حساباتهم ويتساءلون عن أصول بعض الأبجديات التي أعتقد أنها فينيقية لاعتبار الأبجدية الفنيقية أقدم الأبجديات. ومثال ذلك ،البحث الذي قام به مبارك سلاوتي تاكليت حول ما أذا كانت الحروف اللاتينية حروف أمازيغية في الأصل.

استعمال تيفيناغ عند الأمازيغ
لقد تعطلت الكتابة بأبجدية تيفيناغ في معظم شمال أفريقيا بعد أن اختار الأمازيغ طوعا أو كرها الخطين اللاتيني والعربي, غير أن الأمازيغ المسمون بالطوارق حافظوا على هذه الكتابة.

تيفيناغ بالأضافة ألى أنه كتابة تدوين فهو أداة زينة وتجميل, فهو يظهر مزينا للزرابي الأمازيغية التي ذاع سيطها, كما أنه كتابة تزين حلي الأمازيغ ألى يومنا هذا عندالطوارق, وهو جزء من الأشكال الزخرفية للحناء كما يبدو في صفحة الإشهار للإذاعة المغربية أ.ت.م., وحتى في الوشم عند الأمازيغ.


تيفيناغ القديم هو كتابة صامتة شأنها شأن الفينيقية اللقديمة والعبرية والعربية, غير أن أختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب لهذاالخط جعله يحضى باهتمام العديد من الباحثين الناشطين في الحقل الأمازيغي, وذلك لتطويره وجعله قادرا على مسايرة العصر, وبالفعل فقد خرج المعهد بكتابة تيفيناغ عصرية حاول استيعاب مجمل الحروف التي تستعملها مختلف اللهجات, ولقد نال تيفيناغ اعتراف منظمة الأيسوا, ويبدو أن هذا المجهود كان على مستوى دولي, أذ ساهم فيه المغاربة والجزائريون والليبيون والماليون والكنديون.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اخي نذير جزاااك الله خيراا علي هذه التوضيحاات
لقد جعلتي اكمل البحث ولكن سااءني رد بشووولي
شكراا جزيلاا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شكرا لك جزيلا أخي وياريت لو تعطينا حروف الأمازيغية للتعليم والإفادة أقصد مترجمة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

هل ممكن تعلمني الامازغية وهاهو اميل *****************************] وشكرا على كل شىء

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

مشكور اخي جزاك الله كل خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

ياريت الحروف الأمازيغية بالنطق