عنوان الموضوع : حاجيني يا يما حاجيني ثقافة جزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب


ا لارض معدن الانسان، فمنها خلق وعليها يعيش ويحيا ويدرج، واليها يعود، مصداقا لقوله تعالى:

"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى". سورة الاعراف

فيأخذ المرء من أسرته ومجتمعه المبادئ والقيم والمثل
ويكسب العادات والتقاليد
ويتطبع بطباع أهله
ويتثقف بثقافتهم
ويرث المحاسن والمساوئ على حد سواء



ومن جملة ما يرث: الامثال والخرافات والاساطير التي تغرق في الخيال، مشيدة بالبطولات والتضحيات ....

وتبين أمجاد الشعب وشجاعة وبسالة أبنائه
وكرم معدنهم، وسمو أخلاقهم
وتدرجهم نحو النموذج الأسمى للإنسانية والأرقى للبشرية
...وإن اشتطت في الغرابة و الخرافة.



لأجل هذا رأيت أن أشارككم جميعا وتشاركونني محاجياتكم ومخارفاتكم....ليكون لدينا رصيدا لا بأس به

نتحف به مسامع أبنائنا وأحفادنا الاعزاء...


فلا تخذلوني.......ولا نقتل تراثنا.....لان الامة التي لا ماضي لها لا مستقبل لها....





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

لونجة بنت الغول





كان يا مكان في قديم العصر والأوان ولا يحلو الكلام الا بعد الصلاة على خير الأنام عليه ازكى صلاة وأوفى سلام...

فوق ربوة خضراء في قلب الطبيعة الغناء استقر قصر شاهق في السماء يحمل بداخله المحبة والطيبة والصفاء ، كان يعيش في القصر الأمير البار زاهر مع والديه الحنونين،

يحيون حياة هانئة سعيدة بين شعبهم الذي يحبهم ، في حين استقر الأخ الأصغر للملك مروان في قصر قريب وكان يعيش حياة ضنكا تعيسة بسبب أخلاقه المتدنية وجشعه

الذين أعمياه عن طريق الحق فأصبح مذموما من الجميع .





في احد الليالي جلس مروان يفكر كيف ان أخوه يعيش حياة مترفة لا شائبة فيها وهو متأكد من أنّ خزينته مليئة بالأموال والمجوهرات فثارت ثائرته واشتعل غيضه واخذ

يذرع الأرض جيئة وذهابا لعله يهتدي إلى خطة تجعل كل هذه الأموال تقفز إلى خزنته... وأخيرا اهتدى إلى واحدة ...واحدة غاية في البشاعة ...وهي أن يتخلص من ابن أخيه

الأمير زاهر وهكذا يصبح هو الوريث الوحيد ، وعندها غير آبه بظلام الليل أسرع بخطاه إلى حيث تقيم العجوز الداهية .





في جنحة الليل الحالك وصمته المخيف جلس مروان يخبر الداهية بالحيلة التي اهتدى إليها وعيناه تتألقان بمكر وخبث شديدين ، قبالته جلست عجوز دميمة الخلقة،

ظهر من فيها نابان وكأنها ذئب متوحش وكست وجهها تجاعيد قد طوت تقاسيمه ، فزادتها نفورا وعينان غائرتان داميتان تحملان من المكر ما يكفي المعمورة جمعاء ،

في حضنها استقر كيس مالت منه بعض القطع الذهبية التي توهجت تحت ضوء الشموع ، أخذت تتحسسها وهي تقلب نظراتها شوطا بين غرابها الأسود القابع على كتفها

وهما يتهامسان وشوطا ثاني إلى قطتها السوداء بعيونها الرمادية وهي ترمق الكيس بنظرات لا تقل عن نظرات صاحبتها بمعنى أي وافقي .

عادت العجوز تحدق في مروان وهي تقول : لك ما أردت على أن أحصل على النصف الباقي من المال بعد موت الأمير زاهر .



في اليوم التالي بينما كان الأمير زاهر يقوم بجولة مع حصانه شعر بالعطش فاقترب من النهر يبغي شربة ماء فوجد تلك العجوز الشمطاء جالسة هناك تنتظر

قدومه فحذا حذوها وهو يقول : فضلا هلا تسمحين لي وحصاني بشرب قليل من الماء ؟؟

رمقته العجوز من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه بشعره الأسود اللامع وكأنه قد من ظلام الليل الحالك ، عيون زرقاء ترى جمال السماء ملخصا فيها وزادته ملابسه

السوداء المطرزة بالذهبي وبرنسه وقارا وجمالا ، راقبت حركاته الرشيقة التي جعلت سيفه يتمايل بدلال على خصره ثم استطردت قائله : لا تحسبن يا هذا انك بحالك

الباهر وملابسك الفاخرة وادعائك الأخلاق ستسحرني ، فأنا حتى لونجة بنت الغول لم تقدر على مواجهتي .




استغرب الأمير حديثها ومضى في طريقه شريد الفكر واسم واحد يتردد بذهنه " لونجة بنت الغول " ، قضى تلك الليلة والأفكار تعتصر دماغه وكان قد قرر

انه لابد وان تكون لونجة هذه فتاة حسناء وهو سيحصل عليها حتى ولو ركب الصعاب وبالفعل ما إن أطلت الشمس بأول خيوطها حتى بعث من يأتي بالعجوز وسألها

عن لونجة فأخبرته بأنها فتاة حسناء لم يرى مثل جمالها قبلا ووالدها غول متوحش وهما يسكنان في مكان بعيد معزول يعتبر مخدعا للحيوانات المخيفة والوحوش

الضارية والطريق إليه صعب فهو أشبه بأن ترتقي سلما إلى الموت ، لكن الأمير كان قد صمم على إيجاد لونجة وجعلها زوجة له، خائضا في غمار الأهوال وغياهب الهلاك ،

وبالفعل كان من الأمر ما كان فما إن انصرفت العجوز الداهية وقد حققت منالها حتى أسرع الأمير إلى الإسطبل وامتطى صهوة جواده الأسود القوي وانطلق به يسابق الريح

يطوي الارض طيا، حتى يصل إلى لونجاه .








يتبع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

في الطريق عرج الأمير على حكيم معروف بنباغة عقله وقص عليه أمره ، فرك الحكيم جبينه الذي ملئ تجاعيد

كبقية وجهه وكأن الدنيا قد حفرت في كل قسم منه واحدة من أحجيات الحياة ثم حدق نحوه بعينيه الذكيتين

واللتان تدلان على حكمة صاحبها قبل أن يقول : يا بني زاهر ، أنت تمضي في طريق صعب والرجوع منه مستحيل

فكم من شاب حلم بجمال لونجة وركض خلف أوهامه لكنه لقي حتفه في النهاية .

- أرجوك أيها الحكيم جد لي طريقا ومخرجا فانأ لن استسلم حتى أحصل عليها .

- حسنا يا بني وفقك الله في دربك لكن خذ حذرك في كل خطوة تخطوها واجعل إيمانك بربك كبيرا واحذر من صخرة

الحياة فهي الطريق إلى لونجة .






انطلق الأمير زاهر بعد أن اخذ بوصايا الحكيم وجعل من لونجة هدفا ينشده وقد لاق في طريقه الكثير

من المخاطر والصعاب لكنه لم ييئس حتى وصل إلى صخرة الحياة حيث أخذت تفتح وتغلق وبين المرحلتين ينبثق

نور ينير كل المكان ، اقترب منها أكثر وهو يعد حتى الثلاثة وما إن انفتحت حتى أسرع الى داخلها وعبر إلى

غابة سوداء مخيفة في واجهتها قصر أكثر رعبا وكأنه من عصور الساحرات وما إن اقترب منه حتى لمح جسد

فتاة ممشوق بشعر أشقر طويل تمايل على ظهرها بدلال ، بشرة بيضاء ناصعة لا شائبة فيها اعتلتها حمرة بسبب

عملها في ما يشبه البستان ، رفعت رأسها لتتطاير من حولها قطرات العرق وهي تطرفه بعينيها الخضراء

وكأنهما زبرجد لامع ، اتخذت خطوة إلى الوراء لكنه أسرع نحوها وهو يخاطبها : مهلا يا لونجة لا تهربي ، أنا

الأمير زاهر وقد سمعت عنك كثيرا وجئت إلى هنا لكي أخذك بعيدا من هذا المكان الموحش وأتزوجك .






رمشت بعينها بعدم استيعاب قبل أن تتكلم بصوت رنان وكأنه ترنيم البلبل : أرجوك اذهب من هنا يا هذا

فإنّ والدي غول وهو لن يتردد بالتهامك لذا أنفذ بجلدك قبل أن يعود وانس هذا المكان .

زاد اقتراب الأمير منها حتى وصل إليها واخذ يديها بين يديه وعيناه تتأملان هذا الجمال الساحر : أنا لن أذهب

إلى أي مكان بدونك حتى لو اضطررت إلى مواجهة والدك .

أشرق وجهها بابتسامة جميلة وهي تسمع إلى كلام أميرها فهذه أول مرة يعجب بها شخص ويصر

على امتلاكها ، لكن فرحتها سرعان ما زالت وهي تستمع إلى خطوات والدها تقترب ، دفعت الأمير إلى داخل

غرفتها وخبأته أسفل السرير ثم أسرعت تستقبل والدها عند المدخل وما إن خطى إلى الداخل حتى صاح بها :

- لونجة إني أشم رائحة بشري هنا أين هو اخبريني ؟؟

- صدقا أبت أي بشري قد يبقى هنا وهو يعلم أن هذا المكان ملك لغول لن يتردد في قتله، كل ما في الأمر

أن عابر سبيل مر وطلب شربة ماء ثم غادر.







__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

روعة بورك فيكم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

موضوع رائع في القمة
بارك الله فيك
نخليك تكملي حكاية لونجة بنت الغول
و نحكيلكم حكاية العصفور قمقومو "منقاره" فضة و رجليه ذهب


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

حكاية هايلة يعطيك الصحة