عنوان الموضوع : ثورات عربية لا دور للنخب فيها اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
ثورات عربية لا دور للنخب فيها
2016-04-28
منذ تسلل الوعي السياسي والإيديولوجي الى عالمنا العربي، أشبعت النُخب
الواقع العربي تنظيرا بضرورة الثورة من أجل التقدم والرقي. ولكن ما إن نجحت في بعض البلاد العربية حتى لعنها الشعب وخرجت النُخب مرّة أخرى منظرة للثورة الجديدة المختلفة والصادقة، وهكذا.. الى أن فُقدت الثقة بهذه النُخب التي تحاول أن تقود الثورة على نفسها مستغلة المصالح العليا للشعوب.
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع حدوث ثورات بهذه النوعية، والأهم أنها خارج اطار النُخب، بل تعدت بحداثتها جميع النُخب السياسية التنظيرية ليصل بعضها الى حالة جديدة من الوعي والرقي غير مسبوقة.
نعم انطلقت هذه الثورات من دون أيّ توجيه من النخب، بل والأهم أنّها في معظمها لا تبحث عن قادة لها في بنك القيادات الوطنية ولكنها إمّا حركت قيادات وطنية غير معلنة وإمّا أفرزتها من رحمها، وبعضها وقع في محظور عدم وجود البديل.
وبقراءة سريعة لثوراتنا وحركاتنا العربية نقف على الآتي: في ثورة تونس العظيمة استطاع الجيش حسم موقفه مبكرا والاقتراب من الشعب، ولم يكن سيء السمعة قبل ذلك الى درجة يكون معها مرفوضا بقوة من الجماهير، إضافة الى وجود بعض الشخصيات التي إن كانت جزءا من السلطة في السنوات السابقة إلا أنّها تحوز قدرا من الاحترام لدى الشعب التونسي.
وفي مصر امتاز جيشها ومنذ اللحظة الأولى بانحيازه الى الشعب، بالاضافة الى تاريخه وموقعه في نفوس المصريين ووجود شخصيات على قمة هرمه ظلت بعيدة عن قصص الفساد وتتمتع باحترام الشعب وتقديره.
ليبيا ايضا لا يُنظر الى المعارضة الحالية على أنّها المخلص للشعب الليبي فهي ليست أكثر من الوجه الآخر للنظام الليبي، وهي شبيهة وبشكل كبير بالواقع العراقي، ناهيك عن عدم وجود جيش حقيقي يعوّل عليه لحسم الموقف لذلك نجد واقعا ليبيّا مشوها.
في سورية بقي جيشها خارج الصورة السياسية منذ آخر انقلاب عسكري، ولكنه اقتحم حياة الناس من خلال انخراطه بمؤسسات إنشائية شركاتية أقل ما يقال عنها انها فاسدة، بالاضافة الى اقتحام عناصر من قيادات الجيش حياة المدنيين وإن لم يكن بشكل رسمي ولكنّه واضح بقوة من خلال تعديه على حقوق المدنيين، حتى وصل الأمر أحيانا الى نهب ممتلكاتهم ومشروعاتهم.
لكل ذلك لا يتمتع الجيش السوري باحترام وسمعة حسنة في عقول وقلوب الشعب السوري، لذلك من الصعب أن يكون بديلا أو راعيا لمرحلة انتقالية.
أمّا المعارضة السورية فهي على ثلاث صور:
أولها: أحزاب واتجاهات يسارية محظورة وملاحقة أمنيا منذ بداية السبعينات، مما أنهكها وقضى على معظم رموزها الوطنية وشردها في حدود أخرى.
ثانيها: طبقة المثقفين التي شكلت في كثير من الأحيان المعارضة الأشد في سورية، وقد دفع هؤلاء أثمانا كبيرة وصلت الى حد تقديم حياتهم قربانا لمواقفهم وآرائهم السياسية، ولكنّهم بقوا على شكل أفراد مما سهّل على النظام ملاحقتهم والقضاء عليهم.
وثالثها: التيار الديني المعارض والمحظور بقوة، الذي وجد في الخارج متنفسا له واحتضانا في كثير من الأوقات.
لذلك اذا اردنا الحديث عن بديل للنظام الحالي بالنسبة للشعب السوري
للقيام بمهام قيادة سورية كدولة مدنية فإنه قد يكون مفقودا حاليا وهذا ما يخيف السواد الأعظم من السوريين.
أمّا في اليمن السعيد فواقعه ليس بأفضل من الحالة السورية، ولكن ما يجلب
الأمل التغير الأخير في الحراك اليمني، إذ بدأ بفرز قيادات وطنية على قدر من المسؤولية قد تؤهلها لتكون البديل المناسب.
اذا عرّجنا على ثورة البحرين نجد أنها لا تواجه النظام البحريني فحسب
وإنّما تواجه أنظمة المنطقة ككل والمصالح الغربية في منطقة الخليج، لذلك فهي تواجه بقمع غير مسبوق وبغطاء دولي فاضح.
بالنسبة للحراك السياسي الأردني فإنّ أهمّ ما يميزه أنّ أغلبه جاء من قبل النُخب، التي تعيش ومنذ فترة طويلة حالة صراع وانقسام داخلي، مما صبغ الحراك الأردني بعدم شعبيته وبالتناقضية في الرؤية المطلبية وبإقصاء الآخر وربما كانت الأخيرة هي الأخطر على مجمل الحراك، وربما العامل الأهم في اغتياله وموته قريبا.
وعليه يمكن القول إنّ الحراكات والثورات التي انطلقت بعيدا عن النّخب استطاعت اجتياز كافة المعوقات، وعلى العكس من ذلك نجد أنّ ما انطلق منها بقيادة النّخب وصل الى حالة الموت السريري، ذلك أنّ ثورات هذا القرن لا تحيا إلا خارج النّخب.
رائـد العـزام - الأردن
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :