عنوان الموضوع : الثورة الموءودة الحلقة الأخيرة اخبار الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب
Mourad Abou Oubada
الثورة الموءودة
الحلقة الأخيرة
شرعوا في استدعائنا في مجموعات صغيرة إلى بناية مجاورة للتحقيق معنا بصورة رسمية حيث قاموا في أول الأمر بأخذ بصماتنا و صورونا. قام المصور بضربي على أنفي- الذي كان مكسورا بسبب اللكمات التي تلقيتها من ممرض مركز الشرطة بحيدرة- لاعتقاده بأنني كنت أبتسم أثناء التصوير, فعاد الدم إلى النزيف بعدما بدأ الجرح يندمل .
أدخلوني بعدها لغرفة بها طاولة يجلس حولها رجلان في الزي المدني يضع أحدهما أمامه آلة كاتبة , و أجلسوني على كرسي خشبي بعد أن قيدوا يدايا إلى الخلف بالأصفاد و وقف رجل ثالث إلى خلفي ماسكا رقبتي بيمناه ضاغطا عليها من حين لآخر بقوة حتى أشعر بالإغماء , و كان الرجل الجالس إلى الطاولة يسألني و الذي أمامه الآلة الراقنة يكتب , و كلما تلقيت سؤالا تلقيت معه سلسلة من الصفعات و اللكمات.
هؤلاء الأشخاص لا يعذبون الناس رغبة في الحصول على معلومات قد لا ينالونها سوى بهذه الأساليب. بل يعذبونهم حبا في التعذيب و تلذذا به .. كانت صيحات التعذيب ترتفع في كل غرف الاستنطاق, و هناك من المعتقلين من فقد وعيه من وحشية ما تلقاه من فنون التعذيب التي لا توجد سوى في أقبية المخابرات النازية.
أتذكر شخصا ميكانيكي ألقي عليه القبض ببذلة عمله التي كانت ملطخة بزيوت المحركات و جيء به إلى المعتقل و أثناء الاستنطاق وجهوا له تهمة اقتحام محل الأروقة الجزائرية الكائن بشارع العربي بن لمهيدي باستعمال حافلة نقل عمومي. و كان التلفزيون الجزائري قد عرض في نشرة الأخبار صورة تلك الحافلة و قد اقتحمت الأروقة محطمة لأبوابها..هذا الشخص عذب بطريقة وحشية و عندما أعادوه للمعتقل لم يتعرف عليه أحد.. حيث فتحوا في وجهه أخاديد.
كما استعملوا مع بعض المعتقلين خراطيم المياه و المنشفة...... يربطون المنشفة على وجه المعتقل و يبسطون وجهه في الحنفية و يصبون الماء بغزارة بحيث تتبلل المنشفة, و يصبح الشخص عاجزا عن التنفس, فيشعر و كأنه يغرق في بحر سحيق.
استغرقت عملية الاستنطاق يومين كاملين قامت بها عدة فرق من المحققين كانت موزعة على عدة غرف في البناية المقابلة للمعتقل.
و في يوم السبت حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال حضرت حافلات إلى ساحة المدرسة العسكرية للبحرية و توقفت أمام باب المعتقل و شرعوا في المناداة و كنت من ضمن المحظوظين الذين تقرر الإفراج عنهم في خطوة من النظام لتلطيف الأجواء التي كانت تندر بما هو أسوأ.
في الحافلة استقبلنا رجال الشرطة بوجه آخر مغاير تماما لما كانوا عليه , و وصل الحد بأحدهم و كان في أواسط الخمسينات من عمره بأن وصفنا بالأبطال , و قال لنا لقد فعلتم يا شباب ما عجز عنه الرجال , و ما كان يتمناه كل جزائري و لو في قرارات نفسه , و وعدنا بأنه سيستقيل من الشرطة بمجرد عودته لمقر الأمن الولائي حيث ستتم هناك الإجراءات الرسمية لإطلاق سراحنا.
إلى اللقاء في ثورة أخرى إن شاء الله
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :