عنوان الموضوع : نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها للجزئار
مقدم من طرف منتديات العندليب
نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها
الشخصيات العظيمة يخلدها التاريخ من خلال أعمالهم وأفكارهم، وكثيرا ما ترك هؤلاء العظماء مقولات قصيرة لكنها جامعة، تبقى هذه المقولات منقوشة في ذاكرة الشعوب وتتوارثها الأجيال. منذ أيام فقدنا وفقدت الجزائر والأمة العربية والإسلامية رجلا حكيما وقامة وطنية وثورية طالما عمل حكام الجزائر على تهميشها وإقصائها من ذاكرة الشعب الجزائري، ولكن ما لا يدركه حكام الجزائر أن العظماء لا يمكن إقصائهم أو محوهم من ذاكرة الشعوب، فهؤلاء تدفن أجسادهم وتطفو أفكارهم، تكفن أجسادهم وتفتح كتبهم، تسكت أصواتهم وتبقى مواقفهم، يسدل عليهم التراب بينما ينفض الغبار عن ذاكرتهم . منذ سنوات قال المرحوم عبد الحميد مهري مقولة واصفا الوضع السياسي في الجزائر جاء فيها » نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها »…لو قال مهري هذه المقولة وسكت لكفته وكفت من يسوسون الجزائر وصفا. لا أدري هل وصف مهري كان يقتصر على الوضع السياسي أم على وضع الجزائر ككل، لكن من المؤكد أن وصف الرجل أعمق وأشمل، لأن للرداءة وجوه كثيرة.
فعندما تتحالف ثلاث أحزاب من مرجعيات فكرية مختلفة حول برنامج اسمه برنامج الرئيس أو برنامج فخامته فتلك رداءة سياسية!
عندما تتدلى كروش جنرالات الجيش أمامهم من السمنة فتلك رداءة عسكرية!
عندما نكدس الطائرات والدبابات بالملايير ليأكلها الصدأ فتلك رداءة إستراتيجية!
عندما تخلد الجزائر سويا مع المستعر الذكرى الخمسين لاستقلالها فتلك خيانة ورداءة تاريخية!
عندما تجد الجزائر نفسها بعد خمسين سنة من الاستقلال تحكم من ضباط الجيش الفرنسي فتلك رداءة ثورية!
عندما يكون تقصير الثوب وإعفاء اللحية من أصول الدين وتكون معارضة الحاكم الجائر والمجرم والخروج عليه من كبائر المعاصي فهذه رداءة دينية !
عندما يخرج طلبة الباكلوريا إلى الشارع في الصباح مطالبين بتحديد وتقليص الدروس ويستجيب لهم الوزير في المساء فتلك رداءة تربوية!
عندما يضرب الطلبة في الجامعة لخمسة أشهر ويدرسون شهرا ويمتحنون في شهر فتلك رداءة علمية!
عندما يصدر بلد البترول الخام و يستورد نصف حاجياته من البنزين فتلك رداءة اقتصادية وطاقوية!
لا يكفي المقام لسرد كم الرداءة الاقتصادية والثقافية والإعلامية والفكرية والأدبية، لكن عندما يجتمع هذا الكم من الرداءة وأكثر في بلد واحد فتلك رداءة جزائر العزة والكرامة…..!
في مصر توفي القائد الحقيقي لحرب أكتوبر سعد الدين الشاذلي في نفس يوم سقوط مبارك وكان آخر ما نطق به عند سماعه الخبر هي » أتمنى أن لا يعودوا مرة أخرى « ، فكان هذا عزاءً كبيرا للمصريين في حق هذه القائد الذي حاولت الأنظمة المتعاقبة في مصر محو دوره في حرب أكتوبر وتزييف حتى الصور الفوتوغرافية، ولكن جاءت الثورة لتعيد حقوق هذا الرجل ويخرج عشرات الآلاف في جنازته ويصلي عليه الملايين صلاة الغائب في ميدان التحرير … ولكنك يا مهري رحلت وتركتنا نعيش الرداءة ولم تعش حتى تقرً عينك وأنت ترى الجزائر تعود لأبنائها ، لكن عزاءنا أنك رحلت من عالم الرداءة للقاء رب غفور رحيم، رحلت لتلاقي ربك ولن تٌسأل عن دماء الجزائريين فأنت منها براء، ولن تسأل عن شق الصف الوطني ولن تسأل عن نهب مقدرات وثروات البلاد فكلها أنت منها براء….لقد رفضت أن تشرعن لهذه العصابة عندما شرعن لها الكثيرون، رفضت أن تحمي دولة الرداءة والإجرام عندما تشدق بها الكثيرون…يا مهري: سيذكرك قومك إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
رحم الله المجاهد الكبير والمفكر والسياسي المحنك السيد عبد الحميد مهري ... فكلما فقدنا قامة من قامات ثورة التحرير الوطنية و رجلا من رجالات ذلك الجيل العظيم إلا و إبتعدنا بونا عن ثورتنا و عن فكرها وعن رجالاتها و عن الجيل الذهبي للأمة الجزائرية .
أما هذا المقال الذي يشوه كل شيئ في الجزائر فلايمكن إلا أن يكون منشورا و منقولا من الجزائر تايمز الجريدة المخابراتية كما يدل الرابط ... مستغلا مقولة الرجل الكبير عبد الحميد مهري .
رحل عبد الحميد مهري لكننا لم نسمع يوما أنه قال أن الذي يحكم الجزائر هم جنرالات فرنسا رغم أنه همش في المرحلة الأخيرة من حياته لكنه كان رجلا صادقا مع نفسه ومع شعبه ولم يصف حساباته السياسية على حساب الجزائر وتاريخها .
و في الجزائر قامات تطاول و تتخطى السيد عبد الحميد مهري في النظال و الكفاح و الوطنية و هي شخصيات معارضة منذ كانت الجزائر مستقلة وتعيش اليوم بيننا في الجزائر أو خارجها لكنها شخصيات تحترم نفسها وتاريخها وشعبها و ثورتها ولم تشكك يوما في إنتصار الثورة المجيدة و في إستقلال الجزائر وفي كفاح هذا الشعب و لم تدع يوما أن الجزائر محكومة من طرف أياد خارجية لأنهم أناس يعرفون قيمة الجزائر وقيمة شعبها و قيمة ثورتها و يعارضون من أجل جزائر أقوى و أحسن وليس من أجل الكرسي و لذلك لا نجدهم يشككون في كل ماهو جزائري ... فعلينا أن نطرح تساؤلات لماذا لم يقل عبد الحميد مهري وبن بلة و آيت احمد و بوضياف و العمودي وبن طوبال و حباشي و سعيد بوعلي و بوشعيب و بن عودة وسي المشاطي ومحمد بجاوي و غيرهم الكثير الكثير من المفجرين الحقيقيين للثورة ومن الآباء المؤسسين للجزائر الحديثة و الذين أدركناهم ولا زال أغلبهم يعيش بيننا -أطال الله في أعمارهم - و الله يرحم من مات - أن من يحكم الجزائر اليوم هم من العملاء الفرنسيون ؟؟؟؟؟؟ هل يعقل أن مجموعة 22 لا يعرفون من هم المخلصون ومن هم العملاء ؟؟؟؟ هل مفجري الثورة يخافون قولة الحق أم هم متواطؤون ؟؟؟؟
يعني هل يمكن أن نصدق أن مفجري الثورة التحريرية من مجموعة الستة و مجموعة ال22 الذين لازالوا على قيد الحياة يسكتون عن أمر كهذا في حين يردده زيتوت الذي لانعرف له تاريخ أو نظال قبل أن يضهر فجأة من بريطانيا ليخبرنا عن فترة لم يعشها ولم يعرف رجالاتها في حين الذين صنعوا هذا التاريخ هم بيننا اليوم ؟؟؟؟
أرجوا أن يكف المتلاعبون بالتاريخ والمزيفون للحقائق خاصة من بعض التيار الإسلامي المتشدد أن يتوقفوا عن العبث بالتارخ و بالحقائق ومن تسويد صورة الثورة الجزائرية المشرقة ... فيوم 5 جويلية 1962 هو يوم إندحرت فرنسا الإستعمارية من الجزائر مهزوزة مهزومة ووحدهم مجموعة oas الإرهابية من كانوا يرددون مقولة أن دوغول هو من منح الإستقلال للجزائريين و تبعهم في ذلك الحركى الذين لم يصدقوا إنهزام أسيادهم ... وهاهم أبناءهم اليوم يرددون نفس المقولة في حين يلتزم الصمت الذين صنعوا التاريخ و هبوا يوم نادى الوطن حقا إنه زمن الرداءة وللرداءة أهلها .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
يا طارق 22 لقد قالها اصغر عقيد في العالم ومهندس الثورة في الولاية السادسة الجنوبية عندما رفض اعطاؤهم ترقيات ومسؤليات في الجيش فكان جزاؤه الاعدام حتى ان الفرقة المكلفة بالاعدام رمت الرصاص الى اسفل الرجلين لكن اتى احد المجندين السابقين في الجيش الفرنسي وقام برمي الرصاص على راسه مباشرة . ولا تنسى الخلاف الحاد بين الطاهر زبير وبومدين لنفس السبب .وايضا انت لا تدري لماذا سكوت القادة الكبار
والامر لا يحتاج الى شهادة احد
انا اسئلك ان تجيبني بكل حيادية على فرض ان هذا الامر حدث لدولة اخرى يعني دولة كانت تحارب في استعمار وفي نفس الوقت كان من ابناء هذا البلد جنود ينتمون الى الاستعمار بل قال احدهم انه شارك في معارك ضد الثوار وفي عشية الاستقلال يلتحقون بالثورة لبلدهم الاصلي مع ترتيب من قبل مسؤلين من الاستعمار وعلى لسانهم
اليس هذا خيانة للخط الوطني الاول للثورة
هل ستكون مسؤلية تلك الزمرة في صالح الوطن والشعب علما انه عوض ان يلتحق بصفوف الثورة التحق بجنود الاستعمار
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
يا طارق 22 لقد قالها اصغر عقيد في العالم ومهندس الثورة في الولاية السادسة الجنوبية عندما رفض اعطاؤهم ترقيات ومسؤليات في الجيش فكان جزاؤه الاعدام حتى ان الفرقة المكلفة بالاعدام رمت الرصاص الى اسفل الرجلين لكن اتى احد المجندين السابقين في الجيش الفرنسي وقام برمي الرصاص على راسه مباشرة . ولا تنسى الخلاف الحاد بين الطاهر زبير وبومدين لنفس السبب .وايضا انت لا تدري لماذا سكوت القادة الكبار
والامر لا يحتاج الى شهادة احد
انا اسئلك ان تجيبني بكل حيادية على فرض ان هذا الامر حدث لدولة اخرى يعني دولة كانت تحارب في استعمار وفي نفس الوقت كان من ابناء هذا البلد جنود ينتمون الى الاستعمار بل قال احدهم انه شارك في معارك ضد الثوار وفي عشية الاستقلال يلتحقون بالثورة لبلدهم الاصلي مع ترتيب من قبل مسؤلين من الاستعمار وعلى لسانهم
اليس هذا خيانة للخط الوطني الاول للثورة
هل ستكون مسؤلية تلك الزمرة في صالح الوطن والشعب علما انه عوض ان يلتحق بصفوف الثورة التحق بجنود الاستعمار في بداية الثورة حكم عقلك اخي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
يا أخي منتال هذا الخلاف سببه السيد الطاهر زبيري و بعض القادة العسكريين التاريخيين للولايات من أمثال السيد علي منجلي الذين أزيحوا من القيادة العسكرية ليعوضوا بالشباب الذين تكونوا ضمن الكليات العسكرية الفرنسية و كان هذا الخيار بسبب نقص الكفاءات العسكرية آنذاك ولا يمكن أن نشكك في ولاء هؤلاء لمجرد أنهم خدموا في الجيش الفرنسي و تكونوا في الكليات الحربية الفرنسية و إلا لما إختارتهم القيادة العسكرية التي كانت تتشكل حينها من كبار ضباط جيش التحرير الوطني وكانت للأسف تعييناتهم على حساب ضباط آخرين (الزبيري ومنجلي ... إلخ ) رغم أنهم كانوا من الرعيل الأول للثورة ومن كبار المجاهدين ومن الناشطين في الحركة الوطنية إلا أنهم لم يكونوا عسكريين أكاديميين و أعتقد أن هذا الخيار كان في صالح المؤسسة العسكرية رغم أنه أغضب الكثير من القادة التاريخيين الذين أزيحوا من القيادة و أعتقد أن منجلي هو الذي أطلق عليهم إسم ضباط فرنسا وتبعه في ذلك الإبراهيمي الذي يعتبر إبنه الروحي ... يمكن أن يكون هناك مندسون ضمن هؤلاء كما يمكن أن يكون هناك مندسون ضمن الرعيل الأول كما يمكن أو يكون مندسون بعد هذا الجيل يعني من جيل الإستقلال وهذه طبيعة الأشياء و يحدث هذا في كل جيوش العالم وفي أكبر الدول بما فيها الولايات المتحدة و الإتحاد السوفياتي لكن تبقى هذه أحداث فردية معزولة لكن أن يصور الأمر وكأن كل القيادة الجزائرية هي من صنع فرنسي فهو كلام غير منطقي و وغير مقبول ومهين للجزائر يطلقه بعض المتطرفين الذين ليست لهم أية علاقة بالثورة بل كلهم من جيل الإستقلال يريدون تصفية حسابهم مع المؤسسة العسكرية بسبب توقيف المسار الإنتخابي ولما إصطدموا بجيل المجاهدين راحوا يعبثون بالتاريخ ويعيدون كتابته على هواهم بتشويه من يشاؤون ومن المعروف أن الكتابة التاريخية يجب أن تبتعد عن أي تسييس أو أدلجة ...
أما العقيد شعباني الذي تمت تصفيته غداة الإستقلال في فترة حكم الرئيس بن بلة وبسبب خلاف شخصي مع بن بلة أو فكري ليست لها أية علاقة ببومدين ولا قراراته و لافترة حكمه ولم تكن قضية الضباط الذين خدموا في الجيش الفرنسي مطروحة أصلا إذ أنها طرحت بعد ذلك بوقت طويل على زمن بومدين بل أن بومدين في لقاء خاص أجراه معه صحفي مصري و في سؤال حول مبررات الإنقلاب أو التصحيح الثوري ضد بن بلة ذكر قضية إغتيال العقيد شعباني كخظأ من أخطاء حكم بن بلة .... حقيقة الكولونال شعباني شخصية عسكرية تاريخية هامة و من كبار المجاهدين رغم صغر سنه لكن لا يمكن أن نقارن بين الرصيد التاريخي و النضالي و المعرفي للمرحوم شعباني مع شخصية قيادية و رمزية كالسيد أحمد بن بلة الرمز التاريخي للثورة الجزائرية والتصفيات الجسدية تبقى سمة من سمات كل الثورات المسلحة في العالم بل أن التصفيات الجسدية طالت شخصيات أهم من المرحوم شعباني و قيادات من الصف الأول ككريم بلقاسم لكن هذا لا يعني أن هته التصفيات تدخل في خانة الخيانة أو العمالة ... فكثير من الأحيان نجد أن الإغتيالات كانت بأمر من القيادة لأسباب إنسانية كالغيرة والتكبر والطموح و الإستبداد بالرأي ... لكن الخيانة أن نعيد كتابة تاريخنا على أنه سلسلة من الخيانات والمكائد و الإختراقات و نصور إستقلال الجزاائر على أنه لا حدث لأنه هدية من دوغول و كلام كنا لا نسمعه إلا من أعدى أعداء الجزائر كالأقدام السوداء و منظمات الحركى و بعض منظروا و مرتزقة المخزن الذين تؤديهم عظمة الثورة الجزائرية .... فتاريخ الثورة الجزائرية مشرق بكل مافيه و يجعلنا كجزائريين نفتخر به و كلما زدنا إطلاعا عليه وعلى حيثياته إلا وزدنا إعجابا به و إنبهارا بقدرة ذلك الجيل على القيادة و التحكم ذلك الجيل الذي جسد أسمى معاني الجزائري الأصيل من رجولة ونيف و شجاعة و نية صادقة ... ولذلك إنبرت أقلام خبيثة ومسمومة على إغتيال هته الصفحة المشرقة من تارخينا وتشويهها لكن هيهات هيهات .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيك كلام جميل جدا ......ووالله أجمل مافيه هو كلام المرحوم مهري » نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها »
واسمح لي ان اضيف شيئا....عندما يحكم الجزائر رئيس جعل من افراد عائلته وزراء بدون وزارة ومستشارين فتلك ...لا ادري بما اصفها ....
اتذكر جيدا مقالا لجريدة الخبر في بداية عهدة بوتفليقة الاولى انه عين شقيقته رئيسة للطباخين في قصر الجمهورية برتبة وزيرة لكي تضمن تقاعدا مريحا طبعا...