عنوان الموضوع : كان يتعامل مع الزبائن بمنطق "أنا أخسر وأنت تربح" خبر جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

10 قواعد اعتمدها سوق "الوعد الصادق" للثراء والاحتيال


اعتمدت إمبراطورية الوعد الصادق على عشرة قواعد لتحقيق الثراء السريع والاحتيال على الناس، والتي حوّلت مولاي صالح في غضون أسابيع إلى شخصية شهيرة، أثارت الكثير من الجدل، تتلاعب بالملايير، وتعتمد في ثرائها ونجاحها على قاعدة غريبة حيّرت المختصين، تعتمد على الخسارة في الشراء والخسارة في البيع، والرابح الوحيد فيها هو الزبون، مهما كان حجمه وقيمة المادة التي يبيعها، فكان صاحب "سوق الريح" يوهم الناس أنه المصدر الوحيد لانتشالهم من الفقر، وتمكينهم من الثراء السريع، حيث كان يشتري منهم كل شيء وبالأسعار التي يطلبونها، وكان يسدد كل مستحقات زبائنه في فترة وجيزة "في البداية"، ما جعله يكسب ثقة الناس، ويمهد لأغرب عملية احتيال في تاريخ الجزائر.



الوصفة السحرية لاصطياد الضحايا

أكدت العديد من المصادر لـ"الشروق" أن مشروع "الوعد الصادق" بدأ يراود مولاي صالح منذ سنوات طويلة، جعلته يحلم ببناء مدينة جديدة بعد شراء مدينة سور الغزلان بأكملها، ويملك عقارات في أهم المدن الجزائرية، ويتحول إلى الرجل رقم واحد من حيث الثراء والمكانة.

وكان على مولاي صالح الانتقال من الصفر لتحقيق حلمه، الذي كان يجب أن يعتمد على عوامل تمكنه من امتلاك أموال الآخرين وعقاراتهم وسياراتهم، بطرق تبتعد عن الشبهة والاحتيال المباشر، فأكتشف "الصالح" أن الثقة والتقرب من الناس وتمكينهم من الربح السريع هي الوصفة السحرية التي ستمكنه من تحقيق حلمه، الذي اختار له شعار "الوعد الصادق"، حيث جعل الناس يتنازلون له عن كل ما يملكون، دون حصولهم على دينار، وكانت ثقتهم بمولاي صالح كبيرة جدلا لا يتخللها الشك، خاصة وأنه ابن مدينتهم، وبالنسبة للزبائن من مختلف ولايات الوطن، فقد وثقوا في هذا الرجل بسبب ما تردد عنه من صدق الوعد وأداء الأمانة واستثماراته الكبيرة في جميع المجالات، وصورته وسائل الإعلام على أنه رجل فاحش الثراء، والذي يقصده يربح ولا يخسر.



تسديد مستحقات الزبائن خلال ساعات

لم ينطلق مولاي صالح في مشروع الوعد الصادق صفر اليدين، بل كان يملك من الأموال والدعم، ما مكنه من دفع سيولة كبيرة للزبائن عند شرائه أي سيارة أو قطعة أرض، وهذا ما جعل الناس يتحدثون عن أمواله ووفائه بالوعد وسرعة تسديده لمستحقات زبائنه.

خلال الأيام الأولى من فتح سوق "الوعد الصادق" المتخصص في السيارات، كان الزبائن ينتظرون ساعات قليلة للحصول على أموالهم، وبالنسبة للعقارات كان الأمر يستغرق أسبوعا على الأكثر، لتمكين الناس من ربح الملايير، ما جعل كل شخص يتعامل مع مولاي الصالح يرغب بالتعامل معه من جديد في صفقات أكبر وأموال أكثر.

وكان صاحب سوق "الريح" يعتمد سياسة التدرج في استمالة الزبائن، تحت شعار "أنا أخسر وأنت تربح" وكان يرمي الطعم الصغير لاستمالة الحوت الكبير، وكان يركز في تعاملاته على العائلات المعروفة بامتلاكها لأراض شاسعة وعقارات كبيرة، بالإضافة إلى تقربه من رجال الأعمال والمسؤولين حتى ينال مصداقية أكبر في تعاملاته التجارية.



الشراء بضمان البيع وتكسير التجار

لا يختلف اثنان في مدينة سور الغزلان أن التجار بمختلف تخصصاتهم هم الخاسر الأكبر من نشاط سوق "الوعد الصادق"، الذي تجاوز كل القواعد التجارية وكسر أسعار السيارات و المواد الغذائية والألبسة والعقارات والماشية ومواد البناء والأثاث والأشجار....

ومع كساد تجارة أصحاب المحلات وإفلاس الكثير من التجار والمستوردين في المنطقة، استغل مولاي صالح هذا الأمر لصالحه، ودعا التجار إلى التقرب منه ،بهدف شراء سلعهم بأثمان مرتفعة، مع تسديد مستحقاتهم على شكل دفعات، واشترط مولاي صالح على التجار أن يضمنوا له شاريا لسلعتهم، التي سيبيعها بأقل من قيمتها لضمان دخول السيولة المالية، وهذا ما جعل التجار يتوافدون عليه فرادى وجماعات، وباعوا له كل ما يملكون من سلع .

وكان مولاي صالح يدفع مستحقات التجار خلال الأيام الأولى في غضون أسبوع، وبعدها جمع ثروة طائلة من بيع سلع التجار الذين وجدوا أنفسهم مفلسين، ولم يحصلوا لحد الساعة على مستحقاتهم المالية..



تخفيض الأسعار وكسر القواعد التجارية

أثار نشاط سوق الوعد الصادق حيرة واستغراب المختصين في الاقتصاد ورجال المال والأعمال، فالكثير منهم اعتبروه شخصية تجارية تتجه نحو الانتحار، لاعتماده على قاعدة الخسارة مقابل الخسارة، وهي قاعدة لا وجود لها في عالم الاقتصاد والمال، والسر الوحيد في استقطابه لعشرات الألاف من الزبائن في مختلف ولايات الوطن، هو تمكين جميع الزبائن من الربح، والخاسر الوحيد في كل عملية هو صاحب الوعد الصادق، ما زرع الشك في الناس وجعل وسائل الإعلام تتهمه بتبييض الأموال، باعتبار هذه التهمة هي التفسير الوحيد لما يقوم به مولاي صالح، وذهب بعض الناس إلى اتهامه بالجنون والتلاعب بأموال الناس .

فمن غير المعقول وغير المقبول أن يشتري صاحب الوعد الصادق كل شيء بما في ذالك السيارات والعقارات والأغنام والمواد الغذائية بالخسارة ويبيعها بالخسارة، وبعدها يعلن أنه ربح الملايير ويلجأ إلى تشغيل الشباب ومساعدة الفقراء.



الأعمال الخيرية وتشغيل الشباب

بعد فتح سوق الوعد الصادق وجه مولاي صالح دعوة للشباب البطال للعمل معه وتأطير تجارته وأملاكه، ما جعله محبوبا في الأوساط الشبابية، الذين كانوا ينادون باسمه ويعتبرونه وّلي نعمتهم وبمثابة المنقذ لهم من البطالة والفراغ.

وعرف مولاي صالح أيضا بأعماله الخيرية، حيث كان يزور العائلات المحتاجة ويغدق عليها بالأموال والمساعدات، وكان يزوج الشباب، ويساعد اليتامى والفقراء، وتحول إلى قبلة للجمعيات الخيرية، وكسب ثقة وتأييد أئمة المساجد الذين كانوا يستعينون به في الأعمال الخيرية وإعمار بيوت الله وتمويل المسابقات الدينية.

توسع مولاي صالح في الأعمال الخيرية، ما زاد من مصداقيته، وأضفى المصداقية في تجارته التي وصفها أئمة بالمباركة، ودعوا له في المساجد وتحدثوا عنه فوق المنابر، وهذا ما ساعده في ربح الملايير والاحتيال على المواطنين باسم الدين .

استغلال الإعلام لاستقطاب الزبائن من 48 ولاية

ركز مولاي صالح على الإعلام للتشهير بنشاطه، والترويج لتجارته، حيث كان مكتبه مفتوحا لاستقبال الصحفيين والمراسلين من داخل وخارج الوطن دون مواعيد مسبقة، وكان يمنحهم الوقت الكافي للتصوير والحوار وتسجيل شهادات حية للزبائن، كانت جميعها تتحدث عن السير الحسن والسريع للتعاملات التجارية، وكان الناس يثنون على سوق "الوعد الصادق" ويصفونها بالسوق المربحة والفريدة من نوعها.

كان صالح يستجيب لدعوة القنوات التلفزيونية، ويجيب على الصحفيين عبر الهاتف، الذين كتبوا تقارير وحوارات وربورتاجات تحدثت جميعها على ازدهار سوق "الوعد الصادق"، والإقبال الكبير للناس عليه، ما جعله سوقا وطنيا بامتياز يتحدث عنه الكبير والصغير في مختلف ولايات الوطن.



الدعم الرسمي للمسؤولين ورجال الأعمال

وزراء وولاة وأميار قادهم الفضول لزيارة سوق الوعد الصادق في عز ازدهاره، فكان ذالك يمثل دعما معنويا ورسميا كبيرا لصالح مولاي، الذي كان يستغل هذه الزيارات لتوسيع نشاطه واستمالة المسؤولين بصفقات مغرية ومربحة، ما جعل السلطات الوصية تغض الطرف عن نشاط "الوعد الصادق" بالرغم مما كان يمثله من غرائب وعجائب .

وبدورهم أغدق رجال المال والأعمال والمستثمرين بأموالهم على صالح مولاي في مقدمتهم تجار الإسمنت ومستثمرين في مجال مواد التنظيف ومواد البناء واستيراد السيارات، وهذا ما جعل صالح يزداد نفوذا وتوسعا في نشاطاته التجارية التي باتت مربوطة بشبكة معقدة من العلاقات وجعل استثماراته تنتقل من مدينة سور الغزلان إلى المدن الكبرى على غرار العاصمة ووهران وقسنطينة، أين اشترى فنادق ومراكز تجارية وفيلات فخمة .



مشروع المدينة الجديدة وسكنات الأحلام

خطط مولاي صالح لتشييد مدينة جديدة بمنطقة سور الغزلان، واشترى قطعة أرضية كبيرة بـ240 مليار من إحدى العائلات والتي لم تقبض ثمنها لحد الساعة، وقرر تشييد مجمع سكني راقي يحتوي على 3000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى شرائه لمركز تجاري أعاد تجديده بـ 22 مليار سنتيم، ووعد السكان بتشييد مدينة ستكون بمقاييس عالمية تحتوي على كل المرافق الضرورية.

وفي تصريحه للإعلام أكد مولاي صالح أن هدفه الوحيد من تأسيس سوق الوعد الصادق هو بناء المدينة الجديدة، بدون اللجوء إلى القروض الربوية من البنوك، قائلا أن أبناء سور الغزلان بحاجة إلى مدينة أفضل وعيش كريم وسكنات لائقة ومرافق متكاملة من ملاعب كرة قدم إلى مركبات ثقافية ومساحات للترفيه.

مشروع المدينة الجديدة جعل عددا كبيرا من رجال الأعمال وأعيان مدينة سور الغزلان يغامرون بأموالهم للدخول في شراكة مع مولاي صالح، وهذا ما جعله يتحصل على الملايير، مقابل رغبة الناس في شراء السكنات قبل أن تنجز وهذا ما دفعهم إلى دفع كل ما يملكون من أموال للاستفادة من الشقق التي ستتضمنها "مدينة الأحلام"



تخويف الناس والوعود الكاذبة

اعتمد صالح مولاي على عدد كبير من العمال في إدارة تجارته وأسواقه وحراسة عقاراته، وعين له مساعدين ومستشارين وحراس، كانت تربطهم جميعا علاقة جيدة مع الزبائن، غير أن الأمور تغيرت بعد حدوث أزمة السيولة المالية، حيث بدأت الاحتجاجات والإعتصامات، وهنا لجأ مولاي صالح وشركاؤه إلى تعيين مجموعة من الشباب مهمتهم شراء "ذمم" الزبائن وحثهم على عدم الاحتجاج ،بالإضافة الى إطلاق وعود متكررة بدفع مستحقات جميع الزبائن .

وحسب الكثير من الشهادات التي استمعت لها الشروق، فإن الحديث عن تجاوزات واحتيال صاحب سوق الوعد الصادق بمدينة سور الغزلان بات ممنوعا ومحرما، بسبب تهديدات ووعيد أتباع مولاي صالح، الذين باتوا يسكتون الناس بالقوة ويشترون صمتهم بالأموال، وهذا ما جعل آلاف الضحايا يفضلون الصمت وينتظرون مستحقاتهم المالية.



كثرة الوسطاء في التعاملات التجارية

لجأ بعض أعوان ومساعدي صالح مولاي إلى إبرام صفقات مع الناس، كانوا يستعملون فيها ختم "الوعد الصادق"، فكانوا يشترون الأراضي والعقارات والسيارات على الناس باسم مولاي صالح، وكانوا يبيعونها بأثمان زهيدة.

ومع استفحال هذه الظاهرة فوجئ صاحب سوق "الوعد الصادق" بعدد كبير من التعاملات التجارية التي كانت تحدث باسمه، ولم يكن يعلم عنها شيئا، ما جعله يخسر الملايير، وخسر معها ثقة واحترام الناس.

ولتدارك الوضع لجأ مولاي صالح إلى إقناع الناس أن بعض أتباعه استغلوا ختمه واسمه للاحتيال عليهم، وهنا بدأت قصة سقوط إمبراطورية الوعد الصادق التي سنتحدث عنها بالتفصيل في الجزء الثالث، برصد شهادات عشرات الضحايا من المواطنين ورجال الأعمال والتجار.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :