يتبادل الاسرائيليون هذه الايام رسالة الكترونية تعكس اليأس الذي يعتريهم من الوضع الذي آلت اليه دولتهم في ظل غياب زعامات قوية من وزن رئيس الحكومة السابق آرييل شارون الذي وصلت شعبيته خلال السنوات الخمس الاخيرة من حكمه الى مستوى شعبية مؤسس اسرائيل ديفيد بن غوريون في نظرهم. ولشدة انتشار هذه الرسالة، قرأتها احدى مقدمات البرامج السياسية المهمة في الاذاعة الاسرائيلية كاملة، ولم تعقب عليها سوى بالتنهد. وفي ما يأتي نص الرسالة التي نشرتها صحيفة الحياة اللندنية:
«مستشفى تل هشومير، ومساء ماطر. فقط ممرض واحد اسمه شميل علق في الوردية وبقي ليمضي الليل في غرفة رئيس الحكومة الذي يغط في نومه آرييل شارون.
الجميع يعرف ان شارون لم يعد رئيس حكومة. فقط هو لا يدرك ذلك. كان شميل جالسا يقشر تفاحة بينما حارس من (جهاز الامن الداخلي) شاباك يغط في النوم. فجأة أخذت الأجهزة الطبية في المستشفى تصدر أصواتا... المصابيح الكهربائية أضاءت... الخطوط المستقيمة أخذت في الاعوجاج... رئيس الحكومة يستيقظ.
شارون: منذ فترة طويلة لم أنم نوماً هكذا... أيها الشاب اطلب من (المستشار الاعلامي) ادلر ان يحضر... ثمة فكرة جديدة لاتجاه جديد.
شميل: صباح الخير سيدي، كيف تشعر الآن؟
شارون: انا ميت من الجوع... اين أنا؟
وفيما يواصل الحارس من «شاباك» نومه، يحكي شميل لشارون ما حصل له.
شارون: أفهم انك علقت هذه الليلة (في الوردية) مع رئيس الحكومة؟
شميل: آسف سيدي، أنت لم تعد رئيس حكومة.
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 758 * 558 و حجم 50KB.
صورة ارشيفية لشارون خلال نقله الى المستشفى
وبعد لحظات من الارتباك، يسأل شارون: من حل محلي؟
شميل: ايهود اولمرت.
شارون: اولمرت؟ ذلك المقدسي المبعثر؟ ما هي مؤهلاته؟ ماذا سيحصل لو وقعت حرب... هل يعرف كيف يدير الجيش... من حسن الحظ ان شاؤول موفاز ما زال هناك (في وزارة الدفاع).
شميل: شاؤول موفاز ليس وزيرا للدفاع، انه وزير المواصلات.
شارون: ومن هو وزير الدفاع؟
شميل: انه بيرتس
شارون: وهل هذا العجوز (يقصد شمعون بيريز) ما زال على قيد الحياة؟
شميل يهمس مرتجفا: ليس بيريز انما بيرتس، عمير بيرتس.
شارون: ماذا؟ هل مسّكم جنون؟ أغمضت عيني للحظة وأتحتم لزعيم العمال ان يسيطر على أمن الدولة؟ ليست كل المصانع في ديمونة من الصنف ذاته (في اشارة الى المفاعل النووي)، هل يعرف ذلك؟ اسمع ايها الشاب أرسل لي على عجل ابني عومري، سيرتب الأمور.
شميل: آسف سيدي، عومري في طريقه الى السجن.
زأر رئيس الحكومة فجأة: الى السجن؟ على ماذا؟ على ذلك الهراء؟ (يقصد تورطه في تجنيد اموال بطرق احتيال)، لا أصدق ذلك... انا بحاجة الى محام وفورا... أرسل لي المحامي كلاغسبلد.
شميل مرتبكا: كلاغسبلد في المنطقة ذاتها مع عومري.
هدأ روع شارون: عرفت دائما انه يمكن الاعتماد على كلاغسبلد.
شميل، مصححاً: أقصد ان كلاغسبلد أيضا في طريقه الى السجن، تورط في حادث طرق، لم يحذَر، فقتل من دون سبق اصرار شابة وطفلها الصغير.
شارون: أطلب من (مدير مكتب رئيس الحكومة السابق النائب حاليا في الكنيست افيغدور) يتسحاقي أن يأتي، انه يجيد اطلاق الحملة المناسبة في مثل هذه الظروف.
شميل: سيدي، ثمة شبهات ضد يتسحاقي بتقديمه استشارة ضريبية غير قانونية، يبدو انه تمادى في الحملة التي قام بها.
شارون: هذا ليس معقولا، اعرفه جيدا، لقد رتبوا له ملفا. اطلب القائد العام للشرطة (موشيه كرادي).
شميل: آسف سيدي، انه منشغل بالتحقيق.
شارون: انه شرطي، أكيد انه منشغل بالتحقيق.
شميل: لا سيدي، هذه المرة يجري التحقيق معه.
شارون يطلق العنان لأنفاسه: ليس معقولاً، نظام القانون معطوب، ينبغي تخليصهما (يتسحاقي وكرادي) من الورطة، جئني بوزير الأمن الداخلي تساحي هنغبي.
شميل: سيدي، تم تقديم لائحة اتهام ضد تساحي بعدد من المخالفات المتعلقة بالرشوة والخداع، لم يعد وزيرا للأمن الداخلي.
شارون: ماذا عن وزير العدل؟ من عيّن اولمرت لهذا المنصب؟
شميل: لقد عين حاييم رامون.
شارون: حسنا، ليأت الى هنا.
شميل: معذرة، ضده ايضاً تم تقديم لائحة اتهام بارتكاب عمل شائن؟
شارون: لا أصدق، اذن تعال ننتقل مرحلة، ابعث للرئيس كتساف ليحضر... ما زال رئيسا، أليس كذلك؟
شميل: آسف سيدي... كتساف في وضع علق مهماته، انه تحت التحقيق في قضايا اغتصاب خمس شابات والتنصت السري.
شارون: آه ... دائما لمست كم يقترب كتساف من الشخص عندما يتكلم. اسمع الوضع فعلاً مزر، اطلب من رئيس الأركان بوغي، آسف حالوتس، ليحضر، وضعه جيد أليس كذلك؟
شميل: ثمة قضية بالنسبة الى أسهمه المالية في البورصة، لكنها ليست جنائية. المشكلة الاكبر انه سيتم استدعاؤه قريبا للجنة تحقيق برئاسة قاض في فشل الحرب على لبنان.
شارون: لكنه كان فتى يافعا أثناء الحرب، بالكاد طيار صغير.
شميل: انها حرب لبنان الثانية، تذكر انك كنت نائما، وقعت حرب. ونحن، كيف لي أن اقول ذلك بلطف، خسرناها. لكن رئيس الحكومة طلب الينا ان نتحلى بالصبر، ربما يأتي النصر في المستقبل.
نظر شارون حوله، نظر الى المصباح الكهربائي في الغرفة والى غرفته الخضراء، على الكرسي بجانب سريره واصل الحارس من «شاباك» نومه. الى جانبه وعاء مع باقة ورد في ايامها الأخيرة.
نظر الى الممرض شميل وقال له:
اصنع معروفا، لا تحك لأحد عن محادثتنا.
شميل: بامكانك الاعتماد علي، سيدي.
شارون: انا عائد للنوم... سنة مباركة... وأرجو المعذرة.
نقلاً عن شبكة إخباريات