عنوان الموضوع : 'ألف ليلة وليلة' في قفص المصادرة: بلاغ للنائب العام يثير زوبعة في الحياة الثقافية والصحافة المصرية تندد بالمحاولة اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
'ألف ليلة وليلة' في قفص المصادرة: بلاغ للنائب العام يثير زوبعة في الحياة الثقافية والصحافة المصرية تندد بالمحاولة
محمود قرني
5/7/2016
القاهرة ـ 'القدس العربي' أثارت الدعوى المزمع إقامتها من عدد من المحامين المصريين لمصادرة طبعة 'ألف ليلة وليلة' الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، قبل أكثر من ثلاث عشرة سنة وما زالت الساحة الثقافية وكشفت عن الأبعاد السلبية التي وصلت إليها البنية الاجتماعية للنخبة في مصر.
وكان الروائي جمال الغيطاني قد أشرف على إصدار هذه الطبعة النادرة من 'ألف ليلة وليلة' إبان توليه الإشراف على 'سلسلة الذخائر' التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
النسخة المطلوب مصادرتها من 'ألف ليلة وليلة' من أندر النسخ التي صدرت منها لأنها الأقل تحريفا وتصرفا. وهي الطبعة التي اصدرها 'وليم حي مكناطن' سكرتير الدولة الإنكليزية في الممالك الهندية وهي نسخة منقولة عن نسخة دار الكتب المصرية وقد صدرت في كلكتا عام 1839 م.
وقد أثارت قضية مصادرة الليالي غضب العديد من التيارات الثقافية وحظي الأمر بتغطية واسعة من الصحافة المصرية، وإن كان أمر المصادرة في حد ذاته بات إجراء مألوفا في الحياة اليومية لا سيما وأنه يتزامن مع ظاهرة تديين المجتمع التي تفشت في إطار أزمات مجتمعية خانقة تلقي بظلالها على حياة الناس وطريقة إدارتهم لشؤنهم اليومية.
ونحاول هنا رصد بعض هذا الزخم الذي تناولته الصحف المصرية في الأيام الماضية.
'أخبار الأدب' ومقاومة الوصاية على التراث
قدمت أسبوعية 'أخبار الأدب' تحقيقا مهما قدمه الزميل طارق الطاهر مع عدد من المختصين بشأن التراث العربي وعدد من المبدعين الذين تأثروا بالليالي، حيث يقول متسائلا في مقدمته للتحقيق:
'هل يجوز لنا أن نكون أوصياء على أي نص تراثي حتى نتمكن من نشره؟ أم أن الأمانة العلمية والأخلاقية تقتضي بأن ننشر النص كما هو، لأنه معبر عن بيئته؟ وهل نحن، في القرن الحادي والعشرين، عاجزون عن استيعاب نص بدلالته وألفاظه ونضطر لحذف كلمات أو جمل تحت بند حماية المجتمع من الفسق والفجور؟ وهل المجتمع الآن وصل إلى مثل هذه الهشاشة التي تجعلنا نقرأ نص بذات منظور مشاهدة فيلم جنسي؟ وهل لو قرأه عدد من الأفراد بهذا المنظور ينطبق تفسير هذه القراءة على مجتمع بأسره؟
أسئلة كثيرة' يثيرها البلاغ المقدم للنائب العام ضد نشر 'ألف ليلة وليلة' في سلسلة 'الذخائر' التي تصدر عن هيئة قصور الثقافة. وفي هذا التحقيق استطلعنا آراء متخصصين في التراث وسألناهم: هل توجد محاذير لنشر التراث؟ وهل يمكن لنا التدخل بحذف لفظ من أيعمل، أم أن ذلك يعني تدخلا لا يجيزه الضمير العلمي؟
المحقق الكبير د. حسين نصار يجزم بأنه لا توجد أية محاذير لنشر التراث، ويتساءل إذا كان القدماء أبدعوا النص وقبلوه على مدى التاريخ كما هو، لماذا نأتي نحن ونغيره؟ 'ألف ليلة وليلة 'موجودة بين أيدينا منذ زمن طويل، ولا توجد معطيات جديدة، وأذكر وأنا صغير أننا كنا نقرأها في البيت في ليالي رمضان، ولا نشعر بحاجة ولا أعرف ماذا أصابنا في هذه الأيام، والألفاظ الجنسية موجودة حتى في كتب التفسير والفقه. هل تحذف هذه الأشياء من التراث لأنها تتصل بالجنس؟ هذا أمر غير مقبول.
ويضيف د. حسين أن التراث ابن مجتمعه ويجب علينا ألا نتدخل فيه وإلا سنكون قد قمنا بعملية تدليس على هذا المجتمع المعبر عنه.
د. عبد الحكيم راضي أستاذ البلاغة في آداب القاهرة ينطلق رده من ذات الفكرة الأخيرة التي قالها د.حسين نصار، ويرى أننا يجب أن نكون أمناء على معرفة النص، وكذلك يجب أن نكون أمناء - أيضا - على نقل النص للأجيال التالية كما وصلنا، والمساءلة تتعلق بمدى تقبلنا للتراث، فأي نص يحمل بين طياته إيجابيات الأمة التي ولد فيها وكذلك سلبياتها، وهنا الأمر يتعلق بتقبلنا نحن وشجاعتنا في مواجهة من يريدون تشويه تراثنا، إذ أتذكر أنه في مطالع القرن الماضي أثيرت ضجة حول كتاب أخبار أبي نواس لابن منظور، وثار البعض على ما في هذا الكتاب من مجون أبو نواس وبلاغته وجرأته على الدين وربما ثورة ـ أيضا - على سلوكيات ابي نواس، ولكن د. طه حسين دافع عن هذا الكتاب، مستندا على أن هذه الكتب وصلتنا بما نتصوره خيرا أو شرا، المساءلة تتعلق بمدى قدرتنا على فهم النص والإفادة منه، فالقارئ يدرك الدلالات المختلفة لأي نص تراثي.
ويضيف عبد الحكيم راضي: 'ألف ليلة وليلة نشرت مرات، وعند كل نشر يثور نفر من الناس. ودرس عدد من نصوصها ضمن'مناهج الجامعة وكان يثور بعض الناس على هذا التدريس. وفي سلسلة ( الذخائر) التي'كنت في وقت رئيس تحريرها أثيرت بعض الأقاويل على نصوص تراثية، مع ذلك التراث ينشر، ولا يجب أن نصادر اي كتاب إرضاء لفئة فالتراث يجب أن ينشر كما هو.
الناقد محمد السيد عيد في معرض رده على السؤال الخاص به عن الحذف من كتب التراث،'يكشف عن واقعة حدثت في هيئة قصور الثقافة منذ سنوات تتعلق بـ ( ألف ليلة وليلة): 'ليست هذه هي المرة الأولى التي يعترض فيها المعترضون على ( ألف ليلة وليلة)، فقد سبق أيام رئاسة علي أبو شادي لهيئة قصور الثقافة، أن احتج أحد العاملين بفرع ثقافة طنطا على طبع ( ألف ليلة وليلة) ووجودها في مكتبات الهيئة، ووقتها اعتبرنا الأمر تهريجا ولم نلتفت إليه.'
ويستكمل رأيه قائلا: 'وسبق أن وصل الموضوع إلى القضاء، وحينما يتعلق الأمر بـ ( ألف ليلة وليلة) وقف الرأي العام كله ضد هذا الأمر. إذن هذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها البعض بمصادرة ( ألف ليلة وليلة)، وفي كل المرات يتبين أن أصحاب القضايا يحاولون إيقاف عجلة الزمن. ومن وجهة نظري ليست هناك محاذير على نشر التراث، لأنه شاهد على فترة من فترات الحضارة العربية الإسلامية بما لها وما عليها، وأتصور أننا بهذا الشكل نعود للخلف، فحتى وقت قريب كنا ننشر كل كتب التراث دون الوقوف عند ( الحلال والحرام في نشرها)، فهذه الكتب أكبر من أن نحكم عليها بهذا المنطق الجامد. وعلى سبيل المثال من عشرات السنين كنا ننشر في مصر كتاب ( الأغاني)، وفيه ما فيه، وكذلك كتاب إبن نباتة المصري وديوان ابن سناء الملك ويحتويان على غزل صريح للذكر، بل إنه تم نشر كتاب ( تزيين الأسواق في أخبار العشاق)، وهذا الكتاب يضم حوالي 1000 صفحة عن الجنسية المثلية ولم يفتح أحد فمه. ولذلك لا أفهم أن نثير مثل هذه القضايا ونحن في 2016، فالمفروض أن نكون أكثر انفتاحا اما الجمود فهو وصمة على جبين هذه الفترة.
د.أحمد درويش أستاذ النقد في كلية دار العلوم له وجهة نظر مختلفة تتعلق بما أطلق عليه تطور الذائقة اللغوية، لذا يطرح سؤالا بديلا لسؤالي الخاص بمحاذير نشر كتب التراث ويستبدله بسؤاله عن: هل توجد حساسية من استخدام بعض الألفاظ، ويجيب: 'بالفعل هناك حساسية من استخدام بعض المصطلحات وفي طريقة تلقيها من جيل لجيل، خاصة الألفاظ المتعلقة بالحياة الجنسية، فهذه الألفاظ كانت تستخدم بطريقة لا نستطيع استخدامها اليوم، ليس فقط في الأدب ولكن ـ أيضا - في الدين. تطور العصر خلع على بعض الألفاظ نوعاً من الحياء، وأصبحت غير مستساغة. والأمر هنا ليس له علاقة بـ ( ألف ليلة وليلة) وكتب التراث عامة، وإنما بفترة زمنية تتساوى فيها كتب التراث والفقه وكتب الأحاديث النبوية، وعلينا أن نحترم الذوق العام في طريقة التعبير، وليس هذا حجراً على الفكر، فحتى عندما تنشر كتب الإلحاد الخالية من هذه الألفاظ، لا تحدث ردود أفعال، إنما في الغالب التوقف يكون عند ألفاظ لغوية معينة، ومن ثم أرى أن تكون مثل هذه الكتب للمتخصصين'.
وربما يكون المحقق الشاب هشام عبد العزيز رد على سؤالي الخاص بمحاذير نشر التراث، ورد كذلك على ما أثاره د. أحمد درويش، حيث ينطلق' هشام' من تعليقه على 'ألف ليلة وليلة'، إلى الحديث عن أمر وقع له في تحقيق الكتب فيقول: 'لقد واجهت مشكلة الحديث في موضوع الجنس عندما كنت أحقق كتاب النساء عن ثلاث مخطوطات تراثية نادرة في الجنس في تراثنا العربي، وهو الكتاب الذي صدر عام 1998 في القاهرة، فرحت أبحث عن المفكرين والفقهاء العرب المسلمين الذين عالجوا هذه الإشكالية الاجتماعية قبل أن تكون إشكالية علمية، فوجدت أن بعض فقهائنا المسلمين عانوا نفس الأمر ومنهم على سبيل المثال الفقيه ابن قتيبة عندما شرع في تأليف كتابه ( النساء)، ولكي يرد الرجل على منتقديه قبل أن ينشر كتابه كتب في مقدمته عبارة كانت في الحقيقة بمثابة الحجة الدامغة من فقيه مسلم مستنير، حين قال: ( فإذا مر بك حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو وصف فاحشة فلا يحملنك الخشوع أو التخاشع على أن تعرض بوجهك وتصعّر خدك، فإن ذكر الأعضاء لا يؤثم وإنما المأثم في الكذب وقول الزور وأكل لحوم الناس بالغيب). فكانت كلماته في حقيقة الأمر هادية لي إلى عدم التحرج في خوض مثل هذا الجانب المهمش في تراثنا العربي.
ويستكمل هشام شرح موقفه من نشر التراث قائلا: 'ولكي لا يتساءل أحدهم عن أهمية تحقيق ونشر مثل هذه المخطوطات من تراثنا العربي، أود الإشارة إلى أن التعاطي مع هذا الجانب الموضوعي في تراثنا العربي لم يكن اعتباطيا، لقد اتخذت مناقشة موضوع الجنس في التراث العربي أربعة اتجاهات، أولها: وهو الأكثر شيوعا والأقل وجودا في تراثنا العربي وأعني به رواية أخبار تتعلق بالجنس لمجرد الإثارة فحسب. أما النوع الثاني فهو التعامل مع هذا الموضوع باعتباره موضوعا اجتماعيا، بل وباعتباره أحد أوجه التميز الاجتماعي إن شئنا التعبير. والجانب الثالث التعامل مع موضوع الجنس باعتباره موضوعا طبيا وبيولوجيا مخصوصا له آليات طبية مخصوصة ومحددة في التعامل معه، وهو ما نراه مثلا في أحد نصوص أبو بكر الرازي بعنوان ( الباه) حين تحدث عن الأمراض الجنسية المعروفة في زمنه وأعراضها وكيفية العلاج منها. أما الاتجاه الرابع الذي أرى أنه الجامع لكل هذه الاتجاهات فهو المرويات التي تسرد حول هذا الموضوع، سواء كانت هذه المرويات مرويات تاريخية أو مرويات أدبية مثل نص ( ألف ليلة وليلة)، ذاك النص العبقري الذي تحكم في تطور حركة السرد العربي بل والعالمي كله، والذي يساعد علي التعرف الحقيقي على طبيعة المجتمعات العربية ومزاجها الجمالي'.
جمال الغيطاني يتهم الداعين للدولة الدينية
هذا ما قدمه الزميل طارق الطاهر في 'أخبار الأدب'. أما الروائي جمال الغيطاني الذي أصدر الطبعة موضوع المصادرة فقد قال للإذاعة الألمانية في حوار أجراه الروائي والمترجم المصري سمير جريس معه:
'البلاغ مقدم ضد ( ألف ليلة وليلة)، ولكنه في الواقع جزء من حركة الأصوليين في المجتمع المصري التي تستهدف إقامة الدولة الدينية'. وأعلن الغيطاني تحمله المسؤولية كاملة لأنه هو الذي اختار هذا النص لنشره في سلسلة 'الذخائر'، مذكراً بأنه أسس هذه السلسلة في التسعينيات 'لإتاحة النصوص التراثية النادرة التي لم تعد تطبع بسبب النفوذ الوهابي المتزايد في المنطقة'. ويضيف صاحب 'الزيني بركات' قائلاً: 'إن المتطرفين يرفضون التراث العربي نفسه، وأثمن ما في هذا التراث. مَن يرفض ( ألف ليلة وليلة) أو أبو حيان التوحيدي أو الجاحظ وغيرهم، إنما يسيء إلى الحضارة العربية وإلى الإسلام نفسه. إنهم يتكلمون باسم الدين، ويصادرون باسمه، بينما لم تزدهر الحضارة الإسلامية إلا في الفترات التي ازدهرت فيها حرية التعبير'.'
ويشدد الغيطاني في حواره مع جريس على أن 'ألف ليلة وليلة' جزء من الأدب الإنساني العالمي، مثلها مثل 'الإلياذة' و' الأوديسة'، وأن لا أحد ينكر هذا العمل 'إلا جاهل أو مغرض'. ويضيف الروائي المصري: 'هناك اهتمام عالمي بهذا العمل، فمثلاً تنظم جامعة إرلانغن الألمانية في يوم 25 أيار( مايو) المقبل مؤتمراً عالمياً عن ( ألف ليلة وليلة)، وهو مؤتمر يجري الإعداد له منذ عام. كما أقامت جامعة نيويورك، فرع أبو ظبي، في كانون الأول ( ديسمبر) العام الماضي مؤتمراً عالميا كبيراً، شاركتُ فيه وفوجئتُ بمدى التأثير الذي حققته ( ألف ليلة وليلة) في اليابان والهند وجنوب شرق آسيا. نحن إذاً أمام عمل عالمي'.
كما أكد الغيطاني على ضرورة أن يكون الدفاع عن هذا الكتاب 'واجب المثقفين في جميع أنحاء العالم'.
اتحاد الكتاب يعقد مؤتمرا لمقاومة المصادرة
أما الشاعر والصحافي وائل السمري فقدم في جريدة 'الدستور' المستقلة موقف اتحاد الكتاب من خلال ما كشف عنه محمد سلماروي رئيس الاتحاد بعقد مؤتمر موسع صبيحة الثلاثاء في مقر الاتحاد في الزمالك، وها هو ما قاله السمري وسلماوي:
'سنواجه طلبات المصادرة وانغلاق العقول بمزيد من التحدي وطلب الحرية والجمال'، هكذا رد محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، على سؤال 'الدستور' حول سبب إعلانه عن إقامة مؤتمر في الاتحاد الثلاثاء المقبل تضامنا مع الهيئة العامة لقصور الثقافة التي طالب بعض المحامين بسجن رئيسها ومصادرة كتاب 'ألف ليلة وليلة' الصادر عن ( سلسلة الذخائر) التي يترأس تحريرها الكاتب جمال الغيطاني. المؤتمر يحمل عنوان 'ألف ليلة وليلة وجماليات التلقي' وتشارك فيه نخبة من الأدباء والكتاب، وينتظر أن يصدر المؤتمرون بيانا ختاميا يعبر عن موقف كتاب مصر إزاء ذلك التدهور الخطير في مستوى الحرية وفوضى البلاغات المطالبة بالمصادرة.
وفي تصريحات خاصة لـ 'الدستور' قال سلماوي: 'إن سبب عقدنا لهذا المؤتمر هو التأكيد على قيمة ( ألف ليلة وليلة) التي أثـَّرتْ في الآداب العالمية، وإن هذا المؤتمر ليس موقف الاتحاد النهائي، فمن المحتمل أن يأمر النائب العام بحفظ القضية، أما إذا لم يأمر بحفظها فسنصعد اعتراضا إلى أبعد مدى، لأن تكرار طلبات المصادرة وإعدام الثقافة يتطلب وقفة حقيقية ليراجع المجتمع مواقفه تجاه الثقافة والمثقفين'. وأضاف سلماوي: 'من ضمن أهداف اتحاد الكتاب حماية الثقافة التي يمثلها أعضاؤه، وحماية العقول المستنيرة وإفشاء الثقافة ومناخ الحرية الذي هو في الأساس واجب الدولة. وإذا كانت الدولة تتخاذل في الرد على الظلاميين فنحن لن نتخاذل، لأن هذه النوعية من الأفكار هي المغذي الأساسي للعمليات الإرهابية، وإذا كانت الدولة تنتظر حتى يثمر المجتمع إرهابا لتحاربه فنحن لن ننتظر'.
التحدي الذي بدأه اتحاد الكتاب ضد أصحاب طلبات المصادرة، لم يكن الأول ولا الأخير، حيث سبق وأعلن د. صابر عرب رئيس الهيئة العامة للكتاب تضامنه مع قصور الثقافة، وقال في تصريحات صحافية إنه سيعيد طباعة 'ألف ليلة وليلة' رغم اعتراض المعترضين، كما أعلن أحمد مجاهد أنه سيطبع الأبحاث المشاركة في مؤتمر اتحاد الكتاب فى كتاب تذكاري يخلد كتاب 'ألف ليلة وليلة' وقضيتها، كما قرر إعادة طبع دراسة الكاتبة الراحلة سهير القلماوي عن 'ألف ليلة وليلة'، ضمن 'سلسلة ذاكرة الكتابة'، وهي عبارة عن رسالة 'القلماوي' للدكتوراه، التي أشرف عليها عميد الأدب العربي طه حسين أوائل أربعينيات القرن الماضي.
ويأخذ التحدي شكلا آخر على صعيد الجماعات الثقافية المستقلة، حيث أعلن عدد من المثقفين، وعلى رأسهم الشاعر رفعت سلام والكاتب عمار علي حسن عن عزمهم على التقدم ببلاغ للنائب العام ضد مصادرة حرية الفكر والإبداع، على خلفية طلب مصادرة 'ألف ليلة وليلة'، كما أعلن أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر في بيان عن رفضهم مصادرة الطبعة الجديدة من رواية 'ألف ليلة وليلة'، وأجمعوا فيه على أن إعادة نشرها أمر جدير بالترحيب وليس المصادرة، وأكد الأدباء الموقعون على البيان تمسكهم الدائم بحرية الرأي والتعبير، وأهمية الحفاظ على التراث المصري والعربي والإنساني كما تركه الأجداد، ودعمهم لكل صور الإبداع المستنير والخلاق، وشددوا على أن هذه القضية لا تخص الأدباء وحدهم، إنما تخص الأمة وحريتها وواجبها وحقها فى الحفاظ على تراثها.
أدباء مصر يناصرون الليالي
أما جريدة 'الأسبوع' فقد تابعت تصريحات رئيس هيئة قصور الثقافة أحمد مجاهد وكذلك موقف الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر في الأقاليم في اجتماعه الأخير، وهو التحقيق الذي قدمه الزميل سيد يونس، حيث يقول:
'نفى الدكتور احمد مجاهد وجود علاقة تربطه مع احد المحامين المتقدمين ببلاغ الى النائب العام واصفا ذلك بأنه لا اساس له من الصحة بعد ان تقدم بعض المحامين ببلاغ الى النائب العام يطالبون فيه بوقف توزيع كتاب ( الف ليلة وليلة) باعتبارها على حد قولهم تخدش الحياء العام. واصدر ادباء مصر في الاقاليم بيانا يعبرون عن رفضهم القاطع لمحاولات البعض مصادرة الطبعة الجديدة من ( ألف ليلة وليلة) الصادرة عن ( سلسلة الذخائر) في هيئة قصور الثقافة، وذلك بتقدم بعض الأفراد ببلاغ للنائب العام ضد هذا العمل الذي يُعد من عيون الأدب العربي والانساني.
وجاء في البيان:' إن إعادة نشر ( ألف ليلة وليلة) أمر جدير بالترحيب وليس المصادرة، ويهيب الأدباء بالسيد النائب العام حفظ مثل هذا البلاغ، امتداداً لروح مصر الحضارية وتاريخ قضائها الشامخ، المتمثل في صدور الحكم التاريخي الذي أصدرته دائرة الاستئناف بمحكمة شمال القاهرة في 30 كانون الثاني ( يناير) 1986.
ان هذا الحكم التاريخي قضى بعدم مصادرة ( ألف ليلة وليلة) واعتبرها أشهر تعبير عن الأدب الشعبي العربي والإسلامي، ووصفها بأنها خلبت عقول الأجيال في الشرق والغرب قروناً طوالاً.
ويؤكد أدباء مصر تمسكهم الدائم بحرية الرأي والتعبير، وأهمية الحفاظ على التراث المصري والعربي والانساني كما تركه الاجداد ودعمهم لكل صور الإبداع المستنير والخلاق، وشددوا على أن هذه القضية لا تخص الأدباء وحدهم، انما تخص الأمة وحريتها وواجبها وحقها في الحفاظ على تراثها.'
جاء ذلك في اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر برئاسة الدكتور جمال التلاوي امين عام المؤتمر.
من جانب آخر وضمن حملة التضامن مع حرية الرأي يعقد اتحاد كتاب مصر ندوة موسعة حول كتاب 'الف ليلة وليلة' يناقش فيه المشاركون اثرها في الفكر العربي.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
Merci de vos efforts
شكـــــــــرا ً أخــــي الكريم و بارك الله فيك على المجهود وعلى الموضوع القيم و كل سنة وأنتم بخير...جزاك الله خيرا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
جزاك الله كل خير
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
سلام عليكم شكرا اخي على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :