عنوان الموضوع : في بلاد العرب.. كم هي المسافة الفاصلة بين الحاكم والمحكوم؟ اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

في بلاد العرب.. كم هي المسافة الفاصلة بين الحاكم والمحكوم؟


5/7/2016


دار الحكومة يفترض أن تكون دار الشعب لأن قطاع الحكومة يسمى القطاع العام، وقد سمي كذلك لأنه ملكٌ لعامة الشعب الذين هم الأمة وهم الذين يفترض أن تستمد الحكومة سلطتها منهم.
في المجتمعات الغربية يستعملون البرلمانات التي يقوم الشعب بتحديد أعضائها الذين ينتقلون للعمل بنشاط تحت قبابها لخوض صراع حضاري يتمحور حول تمثيل الشعب فيطرح أولوياته الملحة التي تتصل بالحاجات الأساسية كتأمين المأوى والغذاء والدواء والتعليم والحقوق الأساسية كحرية التعبير والفكر والتجديد والتغيير والمواطنة المحمية من سطوة الحكام وأصحاب النفوذ.
ثم يأتي دور البحث في كيفية تحقيق تطلعاته الطموحة للوصول إلى الرفاه الإجتماعي والرخاء الذي يشكل فضاء رحباً يحيط بدائرة اُُفُق الحاجات التي ذكرناها سابقاً وهوغير قابل للتحقيق إلا إذا تم إنجاز كافة هذه الإحتياجات التي ستصبح الرافعة العملاقة لإيصال الشعب إلى فضائه الرحب، وليكون الثمرة المباشرة لإنجازها كساقٍ متجذرٍ وراسخٍ في الأعماق لكي يتمكن من حمل الفروع والثمار.
ثم تتشكل لجان متخصصة للبحث في وضع الإستراتيجيات المختلفة لضمان حماية الشعب وإنجازاته المتمثلة في رُزمتي الحقوق والرفاه وعلى هذا الهدف تعقد التحالفات وتولد العقائد العسكرية والإقتصادية والسياسات التي تدور كلها في فلك نظرية واحدة وشاملة إسمها (الأمن القومي).
لسنا بصدد نقاش صحة أو خطأ التوجهات أو المسارات التي تتبعها الدول غير العربية، ولسنا بصدد محاكمتها لمعرفة مدى عدالتها على ضوء إرهاصاتها المؤلمة بالنسبة لنا، لأننا لا نريد أن نخلط بين العقل والعاطفة وبين الواقع والأحلام أو بين ما هو كائن وبين ما نتمنى أن يكون لأن الشخصية العربية قد درجت على ذلك، ولا زالت تدفع أثماناً فادحة ومتضاعفة بسبب هذا النهج الذي طالما بني على تغليب الأماني على الوقائع، ويقوم بتكذيب ما تراه عينيه ويفضل تصديق ما يصبو إليه دون أن يقوم بأي تدبير عِلمي أو عملي ليجعل الأمور تصل إلى حيث يريدها أن تكون.
هذا هو الفرق الخطير في بناء الشخصيتين العربية والغربية،وهو المسؤول عن حالة التخلف التي يعيشها العرب مقارنة مع غيرهم من الأمم التي تميل للهدوء، والعمل الجماعي، والتخطيط العميق المُمَرحل من أجل إنضاج الظروف وتفعيل العوامل والمؤثرات التي تؤدي بالأمور إلى الوصول إلى النهايات التي يريدونها، دون يظهروا وكأنهم هم من أدى بها للوصول إلى منتهاها، وحتى لو أدرك الغير دورهم فإنهم لن يكونوا بقادرين على الوقوف في وجهها.
فبينما يكون ممثلو الشعب في البرلمانات أقرب إلى من قاموا بإنتخابهم وأكثر استقلالية وجرأة بسبب فصل السلطات الثلاث، لكي يتمتعوا بالحصانة من جهة ورقابة الشعب لأدائهم من جهة أخرى مما يعني أن دورة الإنتخابات اللاحقة ستقوم بالحكم على أدائهم وما إذا كان الشعب سيعيد تأهيلهم لتمثيله، فإنهم والحالة هذه لا يجدون مناصاً من التعبير عن رغبات وتطلعات من أوصلوهم إلى هذه المقاعد.
هذه العملية التي تفرز النواب والحكومات والرئيس تلعب دوراً حاسماً في جسرالفجوة التي تفصل الحاكم عن المحكوم وتقوم بربط المجتمع في حلقات متصلة مع بعضها البعض من القاعدة الجماهيرية العريضة عبر الدوائر الحكومية الوسيطة إلى الوزارات وحتى قمة هرم السلطة.
مدعومة بمؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية فإنها تستطيع إيصال صوتها الذي تقوم كل أرجاء الدولة بترديد صداه، محدثة حالة من الإنذار المفزع للحكام الذين يشعرون وكأنهم على مرأى ومسمع الشعب كل الشعوب اذ لا يستطيعون الخروج عن القوانين إلا بصعوبة فائقة تحتاج إلى تجييش الإعلام والتمويه المحترف لتمرير ما تريد تمريره بالخدعة التي عادةً ما يتم اكتشافها إن عاجلاً أو آجلاً.
تلك هي الشفافية التي تتغنى بها الأمم الأكثر اقتراباً من الديمقراطية وهي التي تضع الجميع تحت الأضواء لتحد من عمليات التزوير والإختلاس والفساد المتمثل بالرشاوى والمحسوبية في التعيينات ومنح العقود والعطاءات.
في المجتمعات الديمقراطية الحقيقية أو الأقرب للديمقراطية بتعبير أصح، تكون حركة الأمة كحركة الكرة المتدحرجة للأمام، حيث تتناوب الأمة إحتلال موقع القمة في النصف الأعلى من الكرة وتكون المعارضة في الأسفل ثم تنتقل المعارضة للأعلى لتحتل القمة ويهبط من كان في الحكم إلى الأسفل وهكذا دواليك نتيجةً لتوزع القوى داخل المجتمع بشكل متساوٍ يؤدي إلى استمرارية الحركة والتقدم، بينما تبقى أشباه الديمقراطيات تسير كمن يعرج بحركة بطيئة وغير منتظمة، في حين تكون الأمم الخاضعة للديكتاتوريات كالكرة نصف المنتفخة وتجثم على الأرض بقيادة تحتل القمة بشكل دائم بينما نصفه السفلي مسحوق ويبقى في وضعية سُفليةٍ دائمة ويعيش في حالة جمود رهيب، إلا إذا ضربها إعصار يدفعها رغماً عنها.
لقد كنت بصدد إجراء مقارنة بين المجتمعات التي تتبنى الأنظمة القريبة من الديمقراطية وبين المجتمعات العربية بقصد الإجتهاد في تحديد المسافة التي تفصل بين الشعوب العربية وحكوماتها لعلي بهذا ألقي بعض الضوء على الأسباب الحقيقية التي تحول بين هذه الشعوب وبين قدرتها على تحقيق حاجاتها الأساسية ولماذا لا زالت رغم ثرواتها الهائلة تضم أعلى نسبة من الأمية وأدنى إنتاجية على مستوى العالم وأظهرت الدراسات المعاصرة أن الأمة العربية هي صاحبة الحضور الأقل في الأبحاث العلمية وأنها لا زالت برأيي تعيش في غياهب العصر الحجري رغم ارتفاعات أبراجها وهندسة قصورها ولكنني أحسست أن قيامي بهذه المقارنة يشكل إهانة لذكاء القارئ الذي لا يحتاج لمعرفة واقع حاله مع الحكومات، ويدرك أيضاً أن الشجرة لا تقوم بلا ساق ولهذا فإنها ستبقى مقعدة إلى أن ترتقي بفكرها وتقوم بانتزاع زمام المبادرة من ثلثها الأعلى،علها تستطيع أن تتدحرج وتندفع إلى الأمام مثل بقية الأمم الأخرى، وعليه فقد اكتفيت بتسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى جعل هذه الأمم تتجاوز الأمة العربية بشطحة كبيرة من التاريخ.
زياد علان العينبوسي - نيويورك


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

Merci de vos efforts
شكـــــــــرا ً أخــــي الكريم و بارك الله فيك على المجهود وعلى الموضوع القيم و كل سنة وأنتم بخير...جزاك الله خيرا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

إن الشعوب تقاس علاقتها مع الله تعالى فإن كانت قريبة من الله قرب حكامها منها ,ورحم الله الحسن البصري حيث قال كما تكونوا يولى عليكم ).

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الامة العربية لا تستغل خيراتها في الاطار الشرعي
انتهجت الفساد كنظام لتسيير شؤونها
اما الديموقراطية فهي مجرد اغنية يسمعونا اياها في خطاباتهم التي اصبحنا نحفظ كلماتها من كثر تكرارها
الدول العربية تتبع مع شعوبها سياسة التجويع لكي ينشغل عنها بالبحث عن لقمة العيش ولايفكر في العلم والتعلم لهذا تكثر الامية
اما اذا وجدت عقول مفكرة فانها لن توفر لها مراكز متخصصة بل تصدرها للخارج لكي لا تفكر في كراسيها ولا تزاحمها فيها
شكرا اخي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :