عنوان الموضوع : طبيعة الحاكم العربي خبر مؤكد
مقدم من طرف منتديات العندليب

لعربي زواق

لا أتصور وجود عالم نفس في أي عصر من العصور... الغابرة والحالية وربما حتى اللاحقة، يستطيع كشف سر العلاقة الغريبة والشاذة للحاكم العربي بكرسي الحكم الذي يجلس عليه وعبادته لهذا الكرسي حتى الموت... صحيح أن التشبث بالحكم صفة ملازمة لكل حكام العالم الثالث، وبالتالي فللأمر علاقة بذهنية وسلوك متخلفين، لأن علاقة العالم الثالث بالتخلف علاقة لا جدال ولا خلاف حولها أو عليها، وبطبيعة الحال لا يمكن أن نتصور أن هذه البلدان متخلفة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والفلاحة والثقافة وعلى المستويات الفكرية والسلوكية لعامة الناس... وبالمقابل نتصور أن حكامها على قدر محترم أو مقبول من العلم والثقافة والدراية بالسلوكيات المتحضرة.
لنتأمل آخر نماذج الثورة العربية في الجارة ليبيا التي أوصلها عقيدها إلى حرب أهلية بكل ما تحمله الحرب الأهلية من معنى ومعان، لكن مع ذلك يصر على البقاء على رأسها... ورغم كل الدماء التي سالت فإن العقيد لن يغادر موقعه لو قدّر له أن يقهر المنتفضين ضده وهم أبناء شعبه وجميعهم في عمر أبنائه وأحفاده... إن هذا القذافي جاء كما هو معروف بنظرية ثالثة للحكم... وهذه النظرية لا تقبل شريكا في السلطة بعد تحريمها للتحزب والتمثيل النيابي أو أي شكل من أشكال التنظيم، لكن بمجرد حمل ليبيين للسلاح وتمكنهم من السيطرة على مدن بكاملها سقوطا مدويا للنظرية، والسلطة التي قامت على أساسها، لكن العقيد لا يجد حرجا بعد حدوث كل الذي حدث في تبني دستور وإجراء انتخابات، وبالتالي قبول شركاء في الحكم، فهل هذا معقول؟
في اليمن... لم يقتصر الأمر على خروج الشعب إلى الشارع والساحات في اعتصامات لا تنتهي، وإنما امتدت الأمور إلى استقالات جماعية مست حتى الضباط الكبار في الجيش وإطارات الدولة من وزراء ونواب قيادات حزبية بمن فيهم قادة حزب الرئيس، لكن مع ذلك يصر علي عبد الله صالح على البقاء حاكما لليمن، فأمام أي نوع من البشر نحن؟
أما في مصر... فلم يرحل مبارك حتى احتل الشعب المصري كل شوارع وساحات معظم المدن المصرية الكبرى، وبدأت جماهيره في التمدد نحو القصر الرئاسي الذي كان يقيم فيه... عندها تأكد مبارك أن الخيار الوحيد المتاح أمامه هو مغادرة الكرسي فخرج مكرها لا طوعا... أما قبل هذا فلم ينفع معه لا الشتم ولا حتى رمي صوره بالأحذية في دفعه إلى الرحيل.
نفس الشيء بالنسبة لأسد سوريا الذي ما زال يوهم نفسه بأنه يختلف عن بقية الحكام العرب ويقتل العشرات من شعبه كل أسبوع على أمل أن يبقى حاكما.
هذه الصورة تنطبق تمام التطابق على بقية الحكام العرب ومنهم رئيسنا بوتفليقة الذي أقدم، وهو في أرذل العمر، على تعديل الدستور وفتح عهداته حتى يبقى حاكما... وسيبقى بطبيعة الحال حاكما ما بقي على قيد الحياة... وبطبيعة الحال لو سئل بوتفليقة عن مدى رغبته في البقاء حاكما لأجاب دون حرج، بأن مستقبله وراءه، وبالتالي فلا رغبة تشده إلى الكرسي الجالس عليه... فهل من عالم نفس يفسر لنا سر ارتباط هؤلاء الحكام بهذه الكراسي التي لا يتركونها إلا في حالة الموت أو الإبعاد القسري؟


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

حكام العرب.. وغياب الحكمة؟!!
29-03-2011 مصطفى هميسي

لطالما كررت هذه الحكمة إعجابا بمعانيها وعمق مغازيها، وهي مناسبة، هذه الأيام، خاصة في الظرف الذي تعيشه المنطقة العربية. الحكمة تقول إن حاكما في الصين ذهب إلى حكيم يسأله عن أسباب دوام الحكم. فرد الحكيم: أسباب دوام الحكم ثلاثة. الخبز بما يكفي إطعام جميع الناس والسلاح بما يكفي حماية أمنهم والثقة بين الحاكم والمحكوم.
وعاد الحاكم يسأل الحكيم: إذا كان ولابد أن أستغني عن واحد من الأسباب الثلاثة فبماذا أبدأ؟ فرد الحكيم: تبدأ بالخبز لأن الناس تعودت أن تجوع وتعتبر ذلك قضاء وقدرا. ثم عاد الحاكم يسأل: بقي سببان عند الضرورة عن أي واحد منهما يمكن أن أستغني. فرد الحكيم: تستغني عن السلاح، لأن غياب الثقة بين الحاكم والمحكوم تعني نهاية الحكم.
طبعا هذا عند حكماء الصين وحكامهم وليس عند حكام العرب.
المسألة قد تعود لعصور غابرة وقد قرأت يوما مشدوها وصية المعز لدين الله الفاطمي لواليه على المغرب (بلكين بن زيري الصنهاجي) وهو يستعد لمغادرة الجزائر على رأس جيش من الكتاميين والصنهاجيين لفتح مصر، قال له: ''إن نسيت ما أوصيتك به فلا تنسى أربعة أشياء: إياك أن ترفع الجباية عن أهل البادية والسيف عن البربر ولا تولي أحدا من إخوتك وبني دمك فإنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك، وافعل مع أهل الحاضرة خيرا..''.
من المعاني التي تحملها هذه القصة أن السيف وكثـرة الضرائب وسيلة إخضاع وسبب من أسباب دوام الحكم. وذلك هو التسلط. والكثير من مظاهره قائمة في واقعنا. والناس تئن تحت وطأة الحكم البوليسي حينا والحكم العسكري حينا آخر وحكم البيروقراطيات في كل الأحوال.
في الوقت الذي يستقيل وزير في اليابان لأنه تلقى هدية قيمتها 400 دولار، لأنها اعتبرت هدية غير قانونية وفيها شبهة، ليس رشوة، بعض حكامنا تعيش شعوبهم الفقر المدقع في حين يكتنزون هم وعائلاتهم عشرات المليارات من الدولارات المنهوبة من قوت الشعب. عندما قرأت خبر استقالة وزير الخارجية الياباني والسبب الذي جعله يستقيل تملكني شعور غريب بالإحباط واليأس من حالنا وأدركت معنى الثقة بين الحاكم والمحكوم وكيف تضيع لأتفه الأسباب وأبسطها.
المسألة هنا ليست مسألة حكم ودستور فقط، بل هي انعدام الضمائر الفاضح والمجرم. كيف يمكن لهذا الحاكم أو ذاك أن ينام قرير العين وهو يكتنز عشرات المليارات من الدولارات المنهوبة من قوت الشعب والمحبوسة في بنوك أجنبية ويستطيع أن يقف أمام الناس ويخاطبهم عن الإنجازات وحتى عن الإصلاح؟!!
لقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله لو عثـرت عنزة في الكوفة أو البصرة لخشيت الله أن يسألني يوم القيامة لم لم تصلح لها الطريق يا عمر.
اليوم مئات الملايين من العرب يعيشون العوز والحاجة، حكوماتهم تتحدث عن الرشادة في تسيير الثـروة الوطنية وهي تنهبها وتتحدث عن ضرورة احترام القانون وهي تضع نفسها فوق القانون وتتحدث عن الأخلاق وتصرفاتها تؤكد أنها بلا أخلاق وبلا ضمير.
ذلك واقع حال. ولكن هل ستمكن الثورات العربية من تجاوزه؟ التساؤل في حد ذاته تشكيك. نعم المسألة ليست آلية. الإصلاح لن يأتي هكذا بسهولة.
في كل الأحوال البداية ينبغي أن تكون من الثقة بين الحاكم والمحكوم. وهذه مسألة سهلة وصعبة في آن واحد. سهلة لأننا نرى شعوبا كثيرة على ظهر هذه المعمورة تختار حكامها وتسرحهم بشكل بسيط سلمي وهادئ وعادي جدا. وهي صعبة لأن الحكام في بلداننا يرفضونها وينتزعونها، كما كان بعض أسلافهم ينتزعون البيعة، بالجيوش الجرارة! لكن يبدو أن مشكلتنا نحن مشكلة أكثـر تعقيدا. أولا يبدو تاريخيا أن مشكلتين لم تجدا لهما حلا في حضارتنا: مشكلة السلطة ومشكلة المرأة. مشكلة السلطة التي نركز عليها في هذه السطور، يمكن رؤيتها منهجيا من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية رتبها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش في أحد تصريحاته بشكل منهجي واضح: كيف يصل الحاكم إلى السلطة وكيف يمارس السلطة وكيف يغادر السلطة؟ وتلك هي الورشة التي ينبغي أن تقوم في بلداننا. وذلك ما ينبغي تجسيده في دساتير، ما دام الحكام في المغرب والجزائر وفي مصر وتونس وغيرها يسعون لإصلاحات دستورية (؟!!). في كل الأحوال حان الوقت لكي تعكس القاعدة. لا بد من تقييد السلطة والحاكم ووضع شروط تحرير الناس. كيف؟ ذلك هو السؤال الأهم. سنعود للموضوع.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

شكرا على الموضوع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :