عنوان الموضوع : الصهاينة يفضلون بقاء طاغية دمشق. اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

قلم: فادي شامية – بيروت اوبزرفر

لم يكن سهلاً لكثير من الناس أن يقتنعوا بحقيقة نقلها كل من زار الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2016: اللوبي الصهيوني يضغط على البيت الأبيض لئلا يتحول الضغط الأميركي على النظام السوري بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وما تلاه، من ضغط على النظام إلى ضغط لإسقاط النظام. حقيقةُ أن “إسرائيل” واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، يفضل بقاء نظام “البعث” في سورية- على مشاكساته- باتت اليوم أوضح بفضل الثورة السورية المجيدة. ومع أن هذه “الحقيقة” كشفت عنها مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، في الأسبوع الأول من أيار 2016، فإن مجريات الثورة كشفت ما هو أبلغ من ذلك بكثير!. (كشف إيتامار رابينوفيتش مستشار إيهود أولمرت، أن الأخير ساعد “الرئيس السوري بشار الأسد في فك العزلة الدولية التي قادتها ضده الولايات المتحدة الأميركية على إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأن إسرائيل، تخشى من بدائل الأسد”).

في 31/3/2016، أي بعد نحو أسبوعين فقط على بدء الثورة السورية، كتبت جانين زكريا، مراسلة “واشنطن بوست” في “إسرائيل” مقالاً تحت تحت عنوان: “إسرائيل تفضل بقاء الأسد”، قالت فيه: “إسرائيل دأبت على الشكوى من تحالف الرئيس السوري بشار الأسد مع إيران، ودعمه لميليشيا حزب الله الشيعية، وإيوائه خالد مشعل في دمشق، غير أن مواجهة الأسد أخطر تهديد جدي لحكمه منذ توليه السلطة قبل 11 عاماً، أجبر الإسرائيليين على إعادة التفكير في أنهم قد يكونون في أمن معه أكثر مما هم من دونه. فقد حافظ الأسد كوالده على هدوء الحدود السورية الإسرائيلية كأهدأ جبهة إسرائيلية لعقود، الأمر الذي مكّن سكان شمال سورية من العيش في رخاء في جو من السلام النسبي على الرغم من كون الدولتين من الناحية التقنية في حالة حرب”. ونقلت عيسى عن لسان وزير في حكومة نتنياهو القول: “نحن نعرف الأسد، وعرفنا والده، ونحن بطبيعة الحال نود أن تكون جارتنا سورية دولة ديمقراطية… نحن نعلم أن هناك ديكتاتوراً، لكن رغم ذلك فإن الأوضاع كانت هادئة”.

بعد ذلك بيوم واحد؛ نشرت صحيفة هآرتس العبرية (1/4/2016) مقالاً تحت عنوان: “الأسد ملك إسرائيل”، حيث ورد في المقال: “إن كثيرين في تل أبيب يصلّون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري، الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم شعاراته المستمرة وعدائه الظاهر لها”. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن “نظام الأسد يتشابه مع نظام صدام حسين، وهما كانا يحملان شعارات المعاداة لتل أبيب كوسيلة لإلهاء الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه” لافتة في النهاية إلى أن الإسرائيليين “ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم، متحدين على أن الأسد الابن، مثله مثل الأب، محبوباً ويستحق بالفعل لقب ملك إسرائيل”.

في 2/4/2016 كتبت صحيفة “واشنطن بوست”: “إن الأوضاع في سورية تثير حيرة إسرائيل التي تخشى من المجهول بسبب عدم معرفتها بتكوينات المعارضة في شكل دقيق”. وقد نقلت الصحيفة عن إفراييم سنيه، الذي شغل منصب النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي قوله: “إننا نفضل شيطاناً نعرفه”، أما دوري غولد، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فشدد على أهمية أن تراقب إسرائيل “من هي المعارضة” في سورية لمعرفة ما إذا كان الأخوان المسلمون قد يختطفون ما يبدو على أنه رغبة جادة في الحرية”. بدوره قال شلومو بوم، من معهد الدراسات الأمنية الوطنية في جامعة تل أبيب: “إن الرئيس بشار الأسد حافظ على هدوء الحدود مع إسرائيل وعلى الرغم من دعمه لـحزب الله”.

ولعل هذا التقييم الإسرائيلي هو الذي جعل السلطات في تل أبيب تسكت عن دخول الدبابات السورية إلى مناطق: نوى، وتسيل، وجاسم، والحارّة في حوران، المتاخمة للجبهة السورية- الإسرائيلية، ذلك أن الاتفاقية رقم 350 لمجلس الأمن بتاريخ 13/5/1974 والتي تعمل قوات undof بموجبها، تمنع الجانب السوري من إدخال آليات ثقيلة إلى المنطقة.

وفي 1/5/2016 تحدثت الصحافة الإسرائيلية مجدداً ما مفاده أن “الإطاحة ببشار الأسد قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة إسرائيل الشمالية”، لأن “من تعرفه أفضل ممن لا تعرفه” (يديعوت أحرونوت نقلاً عن خبير الشؤون السورية موشي ماعوز) وقد اعتبر البروفيسور غوشوع لنديس، الخبير في الشأن السوري، ليديعوت أحرونوت “إنه من خلال وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر بشار الأسد ثروة ثمينة لإسرائيل”!.

وفي 4/5/2016 نقلت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية عن السفير السوري عماد مصطفى وزميله المبعوث السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري دعوتهما إلى الحاخام الإسرائيلي يوشياعو بنتو “لزيارة دمشق ولإقامة الصلاة على ضريح أجداده في مقبرتهم في العاصمة السورية”!.

وفي 11/5/2016، وتحت تأثير الضغوط الشعبية المتواصلة على النظام؛ رمى رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد، وشريكه، وأحد أعمدة النظام، أوراق نظامه كلها وأعلنها بوضوح: “لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سورية”، ما يعني أن النظام السوري يربط استقرار “إسرائيل” باستقرار سورية!، خلافاً لكل شعارات الممانعة. أضاف مخلوف في مقابلة مع “نيويورك تايمز”: “لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سورية إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله”. (11/5/2016).

الترجمة العملية لهذه المعادلة تمثلت بسماح السلطات السورية للفلسطينيين، للمرة الأولى، للتوجه إلى الجولان، ونقلهم إلى هناك بحافلات سورية للتظاهر واختراق السياج، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات. وقد أدى هذا الاستغلال للدم الفلسطيني مرتين على التوالي إلى انتفاضة داخل مخيم اليرموك على الأمن السوري والفصائل الفلسطينية التابعة للنظام السوري، ولا سيما “الجبهة الشعبية –القيادة العامة”. لكن المفاجىء أكثر أن الرئيس السوري بشار الأسد بعث برسائل طمأنة بعد ذلك لـ “إسرائيل” تحدث فيها عن رغبته إحياء المفاوضات -على غرار ما فعله خلال حرب تموز 2016 بوساطة تركية-، وعلى ذمة صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن “الرئيس السوري بشار الأسد بعث خلال الأسابيع الأخيرة رسائل إلى الإدارة الأميركية عبّر فيها عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل، وقد قال الأسد في إحدى هذه الرسائل إن 98% من المواضيع المختلف عليها بين سورية وإسرائيل تم الاتفاق حولها، وأنه سيقترح استئناف المحادثات مع إسرائيل بعد أن تهدأ الأوضاع في سورية”. (21/5/2016).

وفي 28/7/2016 نقلت صحيفة لو فيغرو الفرنسية، خبراً مفاده إن “إسرائيل طلبت رسمياً من حلفائها وقف الحملة ضد سورية”، مع أن الصحيفة وضحت أن دولاً عديدة لم تعد قادرة على التمسك بالأسد بعدما فعله.

وما كان تسريبات وتصريحات خجولة بات أوضح اعتباراً من 2/8/2016 حيث أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك رأيه فيما يجري في سورية: “يمكن للأسد أن يصمد لأسابيع، لكنه غير قادر على البقاء لفترة طويلة، والإطاحة به ليس تطوراً إيجابياً لصالح إسرائيل”. وبشكل أكثر وضوحاً أكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يوءاف موردخاي في 14/9/2016، “وجود قلق إسرائيلي من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لأنه يقف على جبهة مغلقة منذ سنين طويلة”!.

في 15/10/2016 أجرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية استفتاءً خلصت من خلاله إلى “أن 85% من الإسرائيليين يعتبرون بقاء الأسد لمصلحة إسرائيل”!.

وفي 16/11/2016 صدر موقف رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، الذي انتشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية: قال جلعاد “إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، وذلك نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسورية”. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جلعاد قوله إن “الفكر المعلن الذي تنتهجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسورية، يهدف إلى محو إسرائيل، وإقامة إمبراطورية إسلامية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط”.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد؛ فقد نقلت وسائل إعلام عديدة تقارير تفيد أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ما زال يعمل بقوة -رغم دعوة الإدارة الأمريكية للرئيس الأسد للتنحي- من أجل تكتيل الأقليات الدينية، وإقناعها أن بقاء الأسد لصالحها. وراحت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية أبعد من ذلك عندما نقلت تقارير عن مشاركة مبعوثين سوريين في هذا الجهد باعتباره مصلحة مشتركة للأقليات ولـ “إسرائيل”!.

إن ما يثير الاستغراب فعلاً أن النظام السوري يتحدث إلى اليوم عن ممانعته، وعن مؤامرة خارجية يقودها الغرب و”إسرائيل” ضده، بسبب موقفه من الصراع العربي-الإسرائيلي، مع أن الوقائع على الأرض تكذب ذلك؛ إذ كيف لنظام معادٍ لـ “إسرائيل” إلى هذا الحد؛ يتظاهر في القدس المحتلة من يؤيده، دون أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية؟! (19/11/2016)، وكيف لنظام يدعي المقاومة والممانعة تكون الأراضي المحتلة فيه (الجولان) أكثر الأماكن تمرداً عليه، وأكثرها التزاماً بفعاليات الثورة السورية الهادفة إلى إسقاط النظام؟، بل كيف يفسر النظام السوري رفض الأسير السوري المحرر وئام عماشة (خرج في 20/10/2016 بصفقة جلعاد شاليط مع حماس) أن يرفع صورة بشار الأسد في مهرجان استقباله في الجولان، رغم تهديد مؤيدون للنظام السوري في الجولان بمقاطعة الاستقبال (تجاهل الاعلام السوري خبر إطلاق سراحه)، فما كان من الأهالي إلا أن رفعوه على الأكتاف، سيما أنه سبق وأعلن إضراباً عن الطعام بسبب قمع النظام السوري للمتظاهرين السلميين”!.

لعله في سورية فقط؛ يوجد نظام يختلف الناس في توصيف علاقته بـ “إسرائيل” إلى هذا الحد؛ بين من يرى أنه متحالف موضوعياً معها في إطار معادلة “حفظ الحدود- حفظ النظام”، وبين من يراه “قلعة العروبة وحصن الممانعة الأول”، لكن إحدى محاسن الثورة السورية أن كثيراً من الأقنعة قد هتكت، ولعبة الخطابيْن لم تعد مقنعة.

نقلا عن صفحة الثورة السورية.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الصهاينة يفضلون بقاء طاغية دمشق.
والله غريب !!! فأنا أرى ان سوريا بشار الاسد لم تكن في صالح هذا الكيان رغم ما يُقال على هذا النظام انه عميل وانه يدعي الممانعة ، فاكبر عدوا لاسرائيل هو حزب حماس الذي تضع صورة قائده في صورتك الرمزية تحتظنه سوريا بشار الاسد ... وغيرها من المواقف التي اثبتت ممانعة هذا النظام . اما وإن كان قد خرج علينا قيادي إسرائيلي يتمنى بقاء هذا النظام فإنه بإعتقادي لا يتمنى بقائه لحبه له ولخدمة مصالحه وإنما خشيت ان يحكم سوريا اناس قد يكونون اخطر من بشار الاسد فنحن جميعا نعلم يقينا ان هذا النظام نظام ممانع على الاقل في الظاهر ولكنه في نفس الوقت لم يستطع فعل اي شيئ ضد الكيان الصهيوني الذي يحتل هضبت الجولان ...............مجرد رأي


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :