عنوان الموضوع : بداية التراجع الأمريكي .. الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

الحرب على سوريا: بداية التراجع الأميركي


هنالك الدائرة الدولية التي تضم الدول المعروفة تقليدياً بأنها استعمارية وامبريالية والممتدة، بوجه عام، من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى اليابان وأستراليا.

وهنالك الدائرة الإقليمية التي تضم دولاً كتركيا والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وليبيا والمغرب، وبشكل أو بآخر مصر وتونس.


وهنالك الدائرة المحلية التي تضم ما لا يحصى من المجموعات المسلحة المكونة من المرتزقة، وعملاء أجهزة الاستخبارات، والمنشقين عن الجيش، واللصوص بكل ما تعنيه اللصوصية. فقد قام متمردون ناشطون في سوريا بالسطو مؤخراً على عشرات الشاحنات التركية وذلك على الرغم من كل الدعم الذي تقدمه تركيا لما يسمى بالثورة السورية! وليس ذلك غير مثال على أشكال اللصوصية الكثيرة التي تمارسها الجماعات المسلحة بحق المواطنين والتجار السوريين.


وهنالك أيضاً الدائرة الرابعة المكونة من آلاف المقاتلين القادمين إلى سوريا من كل مكان، إضافة إلى آلاف أخرى من المقاتلين الذين يتم تجميعهم في فنادق الأردن وتركيا وغيرهما من البلدان المجاورة بعد أن جرى إعدادهم وتدريبهم على يد مختصين من الاستخبارات الأميركية والأوروبية والإسرائيلية والعربية، وكذلك على يد وكالات عسكرية أميركية خاصة من نوع "بلاك ووتر" ذات السمعة السيئة بسبب جرائمها في العراق.

هذه الدائرة الأخيرة تضم مقاتلين من تنظيم القاعدة. كما تضم على ما ذكره أحد مراسلي صحيفة الـ "غارديان" البريطانية، مقاتلين قدامى حاربوا المحتلين الأميركيين في العراق. ثم جاؤوا إلى سوريا (وهذا ما لم يذكره المراسل) للمساعدة على احتلالها من قبل الأميركيين أنفسهم.

كل واحدة من هذه الدوائر تضطلع بمهمة خاصة بها تتراوح بين تمويل الجماعات الإرهابية وتسليحها، والعمل الديبلوماسي في الأمم المتحدة وغيرها، والعقوبات الاقتصادية، والدعاية، وتنويعات الحروب النفسية، والمباشرة، وشبه المباشرة، والسرية.

وهي تنسق فيما بين أنشطتها: أجهزة الاستخبارات الأميركية التي تقدم للجماعات المسلحة عبر الأقمار الصناعية صوراً تمكنها من تحديد مواقع الجيش السوري وتحركاته.

وتحرك شبكة واسعة من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام وشهود الزور ممن يسمون بشهود العيان والنشطاء الحقوقيين المزعومين. أما وظيفة هذه الشبكة فهي تنظيم أشكال الافتراء على النظام السوري وهي تخترق وسائل الإعلام السورية بهدف استخدامها في ما تقوم به من حملات التضليل والتسميم الإعلاميين. كما تحاصر وكالات الأنباء السورية وتفرض العقوبات على قنوات التلفزة وتغتال الصحافيين وتوقف البث على الفضائيات سعياً إلى منع انتشار المعلومات الحقيقة عن سير الأحداث.


وهي تزود الجماعات الإرهابية بالسلاح بما في ذلك القذائف المتطورة الخارقة للدروع، وبوسائل الاتصال التي تساعدها على ما يقوله وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، "في إحراز التفوق على قوات نظام بشار الأسد". وكل ذلك لا يستفرغ جميع الأنشطة العدوانية التي يمارسها أعداء سوريا. لكن الوقائع المذكورة تكفي لتكوين فكرة عن مدى انخراطهم في عملية تدمير سوريا الشعب والنظام والدولة.


لقد وقعت في التاريخ القديم والحديث غزوات واسعة النطاق وحروب عالمية. لكن التاريخ لم يشهد حرباً كونية وشاملة ومحمومة وظالمة بمستوى الحرب على سوريا. ومع هذا، فإن سوريا تقاوم. وتنتقل مع بابا عمرو ودمشق وحلب من نصر إلى نصر على طريق النصر الحاسم.

منذ بداية الحدث السوري، نسمع الكثير من الكلام عن السقوط الوشيك للنظام وعن "اليوم التالي" لهذا السقوط، أي اليوم الذي يأمل أعداء سوريا بأن يكون اليوم الذي يبدأ فيه تنفيذ المشروع الهادف إلى تحويل المنطقة العربية والإسلامية إلى شرق أوسط كبير تلعب فيه وبه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بكل حرية.

مع الحلقة الأخيرة من حلقات حرب التنظيف التي يقوم بها الجيش العربي السوري في حلب، سيكون "اليوم التالي" يوم خروج سوريا من محنتها خروجاً كخروج طائر الفينيق من رماده. سوريا أكثر قوة وأكثر شهامة وكرماً. سيكون اليوم الذي تصبح فيه سوريا رافعة للتحولات الكبرى التي ستقود إلى انهيار الأنظمة الاستكبارية والعميلة، والتي ستفتح أمام شعوب المنطقة سبلاً حقيقية نحو الانعتاق، وخصوصاً نحو تطهير مفاهيم العروبة والإسلام من التشوهات التي لحقت بها في الماضي والتي تواصل تشويهها في أيامنا هذه.


وعلى جري عادتهم، فإن الأميركيين الذين لم يوفروا جهداً، قبل الانتصارات التي أحرزها الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية، في الإساءة إلى سوريا، قد بدأوا بالتراجع. فنحن لم نعد نسمعهم يكررون الكلام بعد الكلام عما يسمونه بـ "رحيل الأسد". لا بل هنالك ما هو أكثر دلالة من ذلك: سفيرهم في موسكو يقول اليوم، وهو يتكلم بالطبع باسم الحكومة الأميركية، بأن الأميركيين ليسوا معادين للسوريين الذين يدعمون الأسد. ويضيف: "هذه الحرب ليست حربنا. فنحن مع المفاوضات"!!!

31-07-2016



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

أصدقاء «الثورة» السورية: بروباغندا الـ«فوتوشوب»


لم يوفّر التزوير الإعلامي في الملف السوري أكبر المنابر. بعد bbc قبل شهرين، جاء دور جريدة «كرون» الشهيرة التي نشرت صورة أبنية مدمّرة في حلب. لكنّ وكالة «برس فوتو» خرجت بالنسخة الأصلية مفجّرة فضيحة جديدة.
لعلّ أشهر أدوات الحرب النفسية أو العسكرية هي الصورة الفوتوغرافية بوصفها توازي آلاف الكلمات لجهة وقعها وتأثيرها في العقول والنفوس وكشاهد ودليل «دامغ» على الحدث. لذا، فإنّها تستدعي روحاً عالية من الأخلاقيات الإعلامية والصدقية المهنية في التصوير والنشر. لكن «بفضل» التكنولوجيا والتقنيات التي باتت المتاحة اليوم، صار سهلاً جداً صناعة صورة أو إجراء تعديلات على النسخة الأصلية وصولاً الى التغيير الكامل فيها وقلب معالمها كلّها... فكيف لو كانت هذه الصورة مستقاة من جو من ميدان المعارك والنزاع والحرب؟ إنّها كفيلة بتغيير مسار كامل أو «شحذ» تعاطف مصطنع من أجل تحقيق أهداف ومآرب سياسية أو ما يعرف بالبروباغندا. وهذا ما ينطبق تحديداً على الصورة المنشورة أخيراً في إحدى كبريات الصحف النمساوية. في 28 تموز (يوليو) الماضي، نشرت جريدة Kronen Zeitung المشهورة بـ «كرون»، صورةً ادّعت أنّها التُقطت في مدينة حلب وتظهر عائلة سورية مؤلفة من أم منقبة متشحة بالسواد، وأب يحمل طفله بين يديه، ويهربون وسط ركام من الأبنية المدمرة. كانت تلك الصورة تهدف إلى تبيان هول الحرب التي يشنّها النظام السوري. لكن سرعان ما اتضح زيف الصورة وناشريها بعدما قامت وكالة «برس فوتو» الأوروبية بنشر الصورة الحقيقية التي تعود إليها في الأصل. هكذا، تبيّنت بوضوح عملية التلاعب الحاصل من خلال برنامج الـ «فوتوشوب» واستجلاب أبنية مدمرة إلى الصورة المزيفة. أما الصورة الأصلية، فقد التُقطت في حلب عندما كانت العائلة تسير في أحد شوارع المدينة حيث كان الهدوء سيد الموقف! هذا التلاعب والتزييف أثارا الرأي العام العالمي، خصوصاً النمساوي الذي ينظر إلى صحيفته باعتبارها الأكثر احترافيةً. تعرّضت الجريدة لاتهامات بالتزييف والتزوير والعمل على تزكية «الصراع في سوريا» بهدف استجلاب التدخّل الخارجي، ووُصف الحدث «بالفضيحة»، وطرحت تساؤلات عدة تتعلّق بأداء وسائل الإعلام في الملف السوري، خصوصاً لجهة كمّ الافتراء الذي تبثّه.
حالات التلاعب والتزييف في الصور ليست بجديدة على أي حال خصوصاً في ما خصّ سوريا التي تحوّلت إلى ساحة مفتوحة لصراعات القوى العظمى. منذ اشتعال الحراك الشعبي، بدأ التهويل والتلاعب بالمعلومة، وكانت وسائل الإعلام تنشر الأخبار الخاطئة وغير الدقيقة تارةً بسبب التعتيم المفروض من النظام، وطوراً بسبب الدوافع السياسية التي تحرّك المنبر الإعلامي المعني. ويوم الأحد الماضي مثلاً، نشر موقع القناة الألمانية الأولى ARD (محطة مملوكة للدولة) صوراً من دمار غزة، لكنّه ادّعى أنّها التُقطت في حلب المنكوبة! وقبل حوالى شهرين فقط، انتشرت فضيحة «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي. بي. سي) لكن هذه المرة ليس عبر الـ«فوتوشوب»، بل من خلال التلاعب بمصدر الصورة ومكانها وزمانها. جاء ذلك عندما نشر موقع الإذاعة صورة مرعبة لجثث متراصفة ومكدّسة من بينها جثث أطفال. كانت تلك المجزرة قد ارتكبت في منطقة المسيّب (محافظة بابل) في العراق عام 2003. لكنّ الموقع ادّعى أنّها تعود إلى مجزرة الحولة الشهيرة في سوريا. وقد أماط اللثام عن هذه الفضيحة صاحب الصورة نفسه ماركو دي لورو (الأخبار 29/5/2012). حينها، خرج المصوّر الإيطالي (1970) ليعلن على صفحته على موقع الفايسبوك أنّ «أحدهم في bbc يستخدم صورته بطريقة غير قانونية كجزء من البروباغندا ضد النظام السوري». أما ردّ فعل bbc، فكان قيام الناطق الرسمي باسم الإذاعة بالاعتذار من المصوّر قائلاً: «بذلنا جهوداً طيلة الليل لإيجاد مصدر الصورة الأصليّ، وعندما توصّلنا إليه، قمنا بسحبها على الفور».
على أي حال، تستدعي حالة سوريا بشكل خاص وقفة طويلة لمراجعة العمل الصحافي الذي تعثّر طويلاً في رمال الشام المتحركة، فطاولت فضائح التزوير والتزييف أكبر المنابر الإعلامية في العالم ممن فضّلت أجندتها السياسية على أخلاقيات المهنة وأهدافها الأساسية.

01-08-2012


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

الجيش السوري يداهم مركزاً لمجموعة مسلحة في حي السادات في دمشق

2012/08/02

داهمت وحدات الجيش السوري وبالتعاون مع الأهالي، مركزا لمجموعة مسلحة في حي السادات بمنطقة العمارة في دمشق مما أدى إلى مقتل ما يقارب 6 مسلحين وإصابة عدد منهم وإلقاء القبض على الباقين.
وذكر مصدر بشرطة المحافظة أنه وخلال التحقيق الأولي مع المسلحين الملقى القبض عليهم، قامت وحدات الجيش السوري بمداهمة مركز أخر لمجموعة مسلحة اخرى بنفس المنطقة واشتبكت مع أفراد المجموعة المسلحة ما أدى إلى مقتل 5 من أفرادها والقبض على الأخرين.
وأشار المصدر إلى ضبط أسلحة وذخائر في المركزين المذكورين شملت أسلحة فردية وقنابل دفاعية وهجومية ورشاشات "بي كي سي" وبنادق آلية ومسدسات حربية وقناصة وذخيرة.
وبين المصدر أنه لدى التدقيق بوثائق أفراد المجموعتين المسلحتين الملقى القبض عليهم تبين أنهم ليسوا من أهالي الحي وأنهم من أماكن مختلفة من ريف دمشق


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

خمسة أسباب تحدد أهمية معركة حلب...

تكتسب معركة حلب أهمية كبرى في الصراع الدائر في سوريا وعلى سوريا منذ 18 شهراً تقريباً. وهذه المدينة تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا وهي بقيت مع العاصمة السياسية دمشق خارج الحراك السوري، وهذا ما أعطى النظام شرعية البقاء في مواجهة الحراك في الشارع الذي أصبح مسلحا بفعل الدعم الخارجي الغربي ـ الخليجي ـ التركي بالمال والسلاح والمقاتلين، وبفعل وجود أرضية متطرفة لدى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ووجود حالات سلفية في مناطق سورية عديدة. ويمكن شرح أهمية المعركة الدائرة حاليا في حلب في خمسة أسباب يتداخل فيها العامل الداخلي مع الإقليمي مع الدولي، وهذه الأسباب هي التالي:


1 ـ أهمية حلب الاقتصادية وحجمها السكاني.

2 ـ وجود الأكراد بقوة وكثافة في ريف حلب وفي بعض أحياء المدينة.


3 ـ وجود مميز وقوي للأقليات في المدينة وريفها.


4 ـ وجود المدينة بالقرب من تركيا، واهتمام الأتراك بها كنقطة ارتكاز وانطلاق لمشروعهم في العودة والسيطرة على العالم العربي.


5 ـ رغبة روسيا في إقامة قاعدة صواريخ في منطقة عين ديوار غير البعيدة من حلب.


هذه الأسباب جعلت من حلب عامل تقاسم واشتباك محلي وإقليمي ودولي، ووضعت المدينة في صلب معادلة الصراع بشكل مباشر وناري بعد إرسال تركيا المقاتلين السلفيين وغيرهم من المعارضين للنظام في سوريا إلى حلب لاحتلالها عسى ولعل أن تكون منطقة عازلة ورمزا لانتصار المعارضة العسكرية على الجيش السوري والنظام في سوريا.


وقالت مصادر كردية عليمة بالمنطقة وأحوالها إن هناك ثلاثة أطراف يمكن لها التأثير على الوضع الأمني في مدينة حلب، وهي:


أ ـ الدولة السورية.


ب ـ الأكراد الموجودون في المدينة ومحيطها بشكل مسلح.


ج ـ تركيا عبر مسلحي المعارضات السورية عندها.

وأضافت المصادر الكردية "أن الأتراك لم يأمروا المسلحين بفتح معركة حلب منذ بداية الأزمة، لخوفهم من أن يفيد هكذا تحرك الأكراد في سوريا وبالتالي يؤثر هذا على أكراد تركيا الذين يشكلون نسبة ثلاثين بالمائة من سكان بلاد الترك". وتتابع المصادر الكردية قولها: "غير أن الوضع تغير حاليا بعد خسارة المعارضة لمعركة دمشق بسرعة كبيرة ما جعل أردوغان وأوغلو تحديداً يمارسان لعبة الهروب إلى الأمام من الواقع الصعب والمهين الذي وصلت إليه تركيا بسبب سياسة الرجلين، وابتعاد تركيا عن واقع قوتها الفعلي مع دخول العامل المذهبي في عمل أوغلو واردوغان، وهذا العامل سوف يرتد على تركيا وبالاً، وسوف يقضي على أحلام الأتراك بالعظمة وعودة العثمانية وعلى آمال الكثيرين في المعارضة السورية بصدق الموقف التركي، فضلا عن تمنيات دول عربية خليجية بإيجاد قوة منافسة لإيران يمكن استغلالها على طريقة صدام حسين في حرب ضد طهران!" وأضافت المصادر إياها: "أن تركيا تحرق آخر أوراق الضغط لديها عبر إلقاء المقاتلين التابعين لها والممولين قطريا وسعوديا في مواجهة حاسمة في مدينة حلب، ولن تكون نتيجتها العسكرية سوى نسخة كبيرة عن نتيجة معركة دمشق".

في المقابل فشلت خطة تركيا باستخدام عناصر كردية تابعة لمسعود البرزاني في السيطرة على مناطق كردية سورية خاضعة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وذلك بعد معارك متعددة تراجع على أثرها المسلحون الذين أرسلهم البرزاني، وبعد تهديد من حزب العمال الكردستاني للبرزاني شخصيا بأنه سوف يكون الهدف الأول في حال استمر في الخضوع لأوامر تركيا وخوض الحرب ضد فصائل كردية نيابة عن الأتراك ولمصلحتهم.


وتقول مصادر كردية سورية إن البرزاني يدرب سوريين أكراداً بطلب من تركيا لمواجهة نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي في حال تغير الوضع الميداني على الحدود السورية ـ التركية لغير مصلحة النظام، وجدير بالذكر أن البرزاني يعتبر حزب العمال الكردستاني عدوه الأول ويتكلم أعضاء حزب العمال وحزب الاتحاد بطريقة غير ودية عن مسعود برزاني وجماعته.


01-08-2012


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

خفايا باب طرابلس اللبنانية والقادم أعظم

لقد بات الإرباك الأمني من خلال أحداث مدينة طرابلس والشمال التي جرت مؤخراً عنواناً كبيراً لأحداث تلعب دوراً مؤججاً لصراع داخلي خارج نطاق السيطرة للدولة اللبنانية في عكار وطرابلس ووادي خالد والشريط المحاذي للحدود السورية له صلة كبيرة بما يحدث داخل محافظة حمص وريفها (القصير- الزاره- الرستن... وغيرها) لما بين لبنان وسورية من تشابك جغرافي واجتماعي وسياسي على مر التاريخ هذه الأحداث أبرزت للعلن ما كانت تشرحه القيادة السورية بعد بداية الأزمة بزمن قصير للبنانيين عامة مدى حجم التورط اللبناني بذلك الأمر الذي أثبته المسؤولون اللبنانيون مراراً وتكراراً كما أثبتته الأحداث المتلاحقة من القرى المتاخمة للحدود السورية في عكار وغيرها وكان هناك قرى لبنانية وأحزاب سلفية وتكفيرية وبعض المرتزقة المنضوين تحت تنظيمات القاعدة وبأسماء متعددة ومختلفة إضافة إلى تنظيمات الإخوان المسلمين والميليشيات اللبنانية من القوات وغيرها بإدخال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والقذائف والصواريخ (م د، م ط) إضافة إلى المتفجرات المتنوعة بتغطية كاملة من تيار المستقبل و14 آذار وما ينضوي معهم من فرع المعلومات وغيرها وبتنسيق كامل مع المملكة السعودية وقطر حيث يجري تهريب هذه الأسلحة إلى الداخل السوري وخاصة حمص ولعل تصدي القوات السورية يومياً للمسلحين الإرهابيين دليل على ذلك إضافة إلى تعاون كامل من المخابرات الفرنسية والبريطانية والأميركية والإسرائيلية والألمانية ودعمها بعناصر من القوات الخاصة الفرنسية والبرية التي سبق أن تسلل منها عدد لا بأس به إلى بابا عمرو في حمص واشترك البعض منها في قتال الشوارع ضد الجيش العربي السوري الأمر الذي أوقع منها قتلاً وأسراً وربما هم موقوفون الآن تحت المحاكمة وقد تعلم فرنسا وبريطانيا بذلك.

هذا المشهد في شمال لبنان حلقة من حلقات التآمر على سورية الأمر الذي شكل ضغطاً لا بأس به على القيادة والشعب السوري والمسؤولين اللبنانيين مما حدا بالقيادات الوطنية إلى إدانة هذا الانجرار في الأزمة السورية والتحذير منه لأن التمادي فيه يشكل خطورة على السلم الأهلي في لبنان، لكن الوضع على الأرض كان غير ما يشاع من تفاؤل إعلامي الأمر الذي أوقع رئيس مجلس الوزراء والمسؤولين الآخرين في لبنان تحت ضغط بدا واضحاً على الميقاتي وغيره لكن ما كان قد خطط له في العواصم الخليجية وتركيا وأميركا وإسرائيل من مسارعة الخليج إلى الطلب من رعاياهم قبل فترة وجيزة عدم السفر إلى لبنان ومغادرة المقيمين فيه فوراً ويكون قد انكشف ثاني خيط من المؤامرة الكونية على سورية على مبدأ من فمك أدينك فماذا فعل لبنان ليجابه مثل هذا الانجرار لاستخدامه مقراً وممراً لدعم الإرهاب في سورية والتآمر الظاهر والباطن من خلال التستر على الإرهابيين وأعمالهم إذا سيساق لبنان سوقاً إلى ذلك ما دام هناك 14 آذار فريقاً جاهزاً للانصياع لكل الأوامر الصادرة لهم من محور الشر العربي والغربي ودوائر الاستخبارات المتعددة الجنسيات والتي اتفقت على استهداف سورية داخلياً وإقليمياً ودولياً، فتيار المستقبل بخياره المرتبط مع السعودية والخليج وجوداً وعدماً سواء تطابقت مصالحه مع لبنان أم لم تتطابق فهو رهن بما تقوله السعودية هذا التيار قام بتأسيس حزب التحرير السلفي الوهابي في طرابلس من جديد دعماً مالياً عسكرياً وحاول التأسيس لحزب سلفي تكفيري وهابي جديد بنسخة منقحة وأكثر تطرفاً بقيادة السيئ الذكر الشيخ أحمد الأسير في الجنوب مستعيناً بميلشيات له تحت الإعداد إضافة لما يقوم به حالياً في صيدا جنوب لبنان وقد تابع تيار المستقبل إدخال عناصر القاعدة بصورة غير مشروعة والمرتزقة إضافة إلى العناصر الإرهابية السورية التي احتضنها من خلال حزب التحرير وأنصاره وأنصار المستقبل في الشمال وعليه لم تكن سفينة لطف الله 2 التي أوقفتها السلطات اللبنانية قبل فترة وهي محملة بأسلحة مخصصة لإراقة مزيد من الدم السوري مفاجئة للقيادة في سورية رغم الضجيج الإعلامي الكبير الذي رافق اكتشاف السفينة فهناك العديد من هذه السفن وغيرها من وسائل نقل السلاح إلى لبنان حتى وصل الأمر إلى استخدام طائرات خاصة لأشخاص لبنانين وغير لبنانيين وسيارات حكومة لنواب عن تيار المستقبل لنقل هذا السلاح إلى منطقة عكار ووادي خالد طرابلس أما الخيط الثالث من هذه المؤامرة على لبنان قبل سورية فهو احتضان (اللاجئين) السوريين ورعايتهم وهم ليسوا بلاجئين بل هم بقايا المقاتلين الذين فروا من حمص والقصير أمام ضربات الجيش السوري في القتال إن كل هذه الحقائق تصب في اتجاه واحد وهو توريط لبنان في الأزمة السورية من جهة وجعله ممراً ومقراً لضرب سورية وخلق منطقة عازلة بشمال لبنان تكون مرتعاً خصباً لاستهداف سورية عسكرياً والانطلاق إلى تنفيذ بقية الخطة الأميركية الصهيونية ألا وهي تقسيم سورية ولبنان إلى دول وطوائف لذا كانت زيارة ليبرمان وفيلتمان قبل فترة وجيزة إلى الحدود السورية اللبنانية ضمن هذا السياق ولعل الخط الرابع هو المناورات المتتابعة التي تجريها إسرائيل على الأرض وتحاكي فيها حرباً ضد لبنان تواجه فيها عناصر حزب الله وصواريخه وكيفية مواجهة المقاومة في الجنوب والحقيقة الخامسة هو خطف الزوار اللبنانيين وتورط تركيا الواضح في ذلك فلا تركيا بحجمها الإقليمي استطاعت أن تسجل موقفاً يليق بحجمها كدولة ولا تصريحاتها كانت مسؤولة وذات مصداقية لماذا؟ لأن الأوامر الأميركية كانت استثمار هذا الخطف إلى أبعد الحدود داخل الاستهداف لسورية وحزب الله هذه الحقائق السابقة تضع لبنان وتيارات المستقبل بأحزابها ومساراتها على فوهة بركان قد ينفجر بأي وقت يصدر الأمر بذلك وتعطينا فكرة عن مدى ما يقوم به هذا التيار مع حلفائه في 14 آذار من دور هدام في لبنان من خلال المساهمة الفعالة في نشر الفكر الوهابي القادم من مشيخة قطر والسعودية فالشحن المذهبي والطائفي في طرابلس لا يمكن أن يكون وطنياً وإنسانياً وتعاظم هذا الدور الذي سبق لعبه بقذارة في حرب عام 2006 من قبل السلفية التكفيرية الوهابية المتلاحمة مع تيار المستقبل حيث صارت الذراع العسكرية لهذا التيار كما حدث على الطريق الجديدة ومهاجمة مكاتب حزب التيار العربي وهذا أكبر دليل على تعاظم هذا الدور فلا الدولة ممثلة برئيسها وحكومتها استطاعت أن تفرض الأمن المطلوب داخلياً بقوة ولا السياسيون استطاعوا أن يوفروا غطاء للجيش ليقوم بمهامه الوطنية في حفظ السلم الأهلي في هذه الأوقات الصعبة فما هو مفروض على المنطقة بأكملها في ظل سياسة النأي بالنفس التي ثبت فشلها وضربت بعرض الحائط كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين حتى بات إلقاء القبض على شخص مثل شادي مولوي يتطلب تصعيداً خطيراً يعرض السلم الأهلي للخطر والحقيقة الاتهامات لسورية وحزب الله جاهزة على لسان أصحاب الفتنة في لبنان والحقيقة إن ما يجري على الأرض من أحداث تستهدف سورية والمقاومة والقوى الوطنية اللبنانية الأمر الذي سيجعل الفصول القادمة من هذا السيناريو الذي يعد للبنان من الأمور التي تجعل القادم أعظم.

فهل كانت سياسة النأي بالنفس حقيقة أم وهم كبير عاش فيه لبنان كالجمر تحت الرماد؟ إن الأمن بالتراضي لا يمكن أن يكون ذا فاعلية تذكر خاصة في ظل ما ذكرته بعض الفعاليات اللبنانية بمحاولة السيطرة على ميناء طرابلس من الاستخبارات الأميركية لتهريب السلاح إلى الداخل السوري وما تم فيما بعد من إقحام قضية نهر البارد من جديد في هذه الأحداث التي ليست ببعيدة عما خطط له أن يجري في باب طرابلس وتوابعها.



01-08-2012