عنوان الموضوع : دور المرأة المسلمة في التعامل مع عولمة من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب

إن للمرأة المسلمة دورا كبيرا في بناء الأسرة والمجتمع، وفي عملية التنمية وتحقيق النهضة الحضارية الشاملة المنطلقة من التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة، فهي مستخلفة تماما مثل الرجل ومكلفة بإصلاح المجتمع، وتحمل المسؤولية وأداء الغاية التي خلقت من اجلها، كلٌ في مكانه وفي مجاله، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71)، ولها دور كبير في التصدي لهذه المؤامرات التي تُحاك حولها باسمها، فتستغل جسدها، وتطمس على روحها، ولها طريقتها المنهجية في التعامل مع هذه العولمة فلا تذوب فيها أو تقف موقف المتفرج عليها.

1) على المرأة المسلمة أن تعرف معنى كونها "مسلمة" والإسلام هو الاستسلام لله سبحانه وتعالى، أي أن تستعلي على الشهوات، وعندما تستسلم لله سبحانه وحده فإنها تستعلي على جميع أشكال وألوان الخطابات والمؤتمرات والاتفاقيات التي يزعم أصحابها أنها لصالحها، في حين أنها تبعدها عن الاستسلام لله، والعيش في قيود الانفصام الفكري والاغتراب النفسي والروحي. وما تغير العالم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن تغير أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد تمثلوا هذا الاستسلام لله على مستوى الفكر والتطبيق العملي، وتعتبر هذه المعرفة من أهم أولويات المرأة المسلمة في تصديها للعولمة والذوبان في الآخر.
إن التمسك بالدين مهم جدا، ليس على المستوى النظري، بل وعلى المستوى العملي، فالدين كما يؤكد علماء النفس يولد الطاقة لدى الإنسان، ويساهم في تنظيم حياته ورغباته وسلوكه وتوجيهها نحو الهدف، والبعد عن الدين والقرب منه هو بمثابة منبه لحالة التعارض التي نعيشها بين الحقائق التي نؤمن بها، وبين الأنظمة التعليمية والتربوية والاقتصادية التي تعشعش بيننا، وتغزو عقولنا، وتفصمنا عن واقعنا ومبادئنا.
إن بناء المرأة المسلمة بناءً إسلاميا هو هدف ينبغي أن نطمح إليه؛ لنصبح قدوة تُحتذى أمام الآخرين، وأمام البشرية.

2) معرفة دورها الإنساني في الحياة، فالمرأة ذات كيان، لها جسد وروح، ولها رسالة، ولها دور في هذه الحياة، فهي ليست هامشية، ولقد ذكرنا سابقا أن المرأة هي الحياة، ومعرفة هذا الدور الإنساني ليس بالتمرد على الرجل وعلى المجتمع وعلى الشرائع، وإنما بمعرفة كونها "هي الحياة" أي بتوازن روحها وجسدها، وفهم حقيقة وجودها، فلولا المرأة ما استطاع الرجل الحياة في هذه الأرض، فهي سكنه الذي يسكن إليه، وهذا السكن لا يكون إلا بالزواج {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21] فهي أية عظيمة، وقد ذكرها الله سبحانه في سياق تعدد آيات الله المنتشرة في هذا الكون والحياة، فالزواج والزوج والزوجة والأسرة التي تحاول العولمة مسخها وتحطيمها هي مسميات يجب إعادة الاعتبار إليها، والتمسك بمصطلحاتها، ومفهومها وخصائصها وروحها.

3) الوعي بمكانة المرأة، فهي ليست دمية أو ألعوبة في أيدي الشركات العالمية، وليس جسدها نمطا من أنماط التجارة الاستهلاكية، فالتمرد على الوهم الذي تحاول العولمة أن تجعله واقعا لا مفر منه، ومقاومة الاحتياجات الوهمية التي يخلقها الإعلام، والإعلان، فيقدمون احتياجات وسلعا جديدة كل يوم لا نحتاجها، ويتفنون في إدخال كراهية الشيء القديم ولو كان مصنوعا من سنة واحدة، أمر يحتاج من المرأة المسلمة الوقوف بحزم، والصبر عن السير وراء السراب الذي تصنعه العولمة، فالمرأة المسلمة تعيش حياتها وفق التوازن الروحي والجسدي، وكذلك وفق توازن الحاجات فلا تبذير ولا تقتير، { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (لأعراف:31).


4) العودة إلى الأنوثة، فلم تعد قضية الزي هي الإشكال، فالحجاب الإسلامي لا يعيق تقدم المرأة، ولا يعيق تعلمها وتعليمها وممارستها لدورها الدعوي في الحياة، فالحجاب أصبح رمزا للكرامة الإنسانية، والأنوثة الحقيقية.
ومن هنا فعودة المرأة إلى حجابها؛ هو عودة إلى ممارسة حياتها الطبيعية الفطرية بكافة أبعادها، وحريتها، فالحرية لا تعني تحطيم أو مسخ أو الدوس أو التطاول على قيم وعادات المجتمع. وبالتالي فإن عودة المرأة إلى حجابها هو أيضا تحطيم لبيوت الأزياء، وتوقف اللهث وراء الموضة، وأدوات التجميل، ويصبح هناك توازن في استخدام الزينة والتجمل للزوج وأمام صاحباتها وصديقاتها.


5) الوقوف بحزم وثبات ضد المفاهيم البرجوازية المترسبة في أذهان الناس، وتقسيمهم إلى قسمين ريفي ومدني، ومن ثم الترويج في مؤسسات الإعلام المقروءة والمرئية عن انفلات أهل المدينة واستهتارهم بالقيم والأخلاق والصلات الاجتماعية، وفي الوقت نفسه تسخر على أهل الريف تمسكهم بهذه المبادئ والقيم والصلات الاجتماعية، ومن هنا كان على المرأة المسلمة التي تعيش في المدينة المطالبة بالتقدم إلى أختها في الريف لحل أي مشاكل تواجهها، وأراء تعترض طريقها، فلا فرق بين المرأة في المدينة والمرأة في الريف ما دام الإسلام هو الذي يجمعنا.

6) التمسك بالهوية الوطنية والعربية والإسلامية ومحاربة كل محاولات الاستبدال للهوية بهويات ممسوخة مشوهة شكلها غربي وجوهرها فارغ كفقاعة الصابون.

7) تقوية العلاقات الأسرية والعاطفية ما بين الرجل والمرأة وعلاقتهم بأبنائهم وبقية أفراد الأسرة، وحل جميع المشكلات التي تعترض حياة الزوجين ابتداء من تيسير أمور الزواج، إلى كيفية التعامل ما بين الزوجين بالحب الحقيقي المثمر الذي يستظل بأشجار المودة والرحمة، وانتهاء بالمفارقة بإحسان ـ لاسمح الله ـ .

8) الاهتمام في تربية الأطفال والناشئة، وعلى المرأة العاملة أن تفرغ نفسها لأطفالها، فالطفل بحاجة إلى أم متفرغة، لأهمية وحساسية هذه المرحلة من حياته، وعدم الاتكال على المربيات والخادمات أو وضع الأطفال في مؤسسات الحضانة والروضة، فهذه لا يمكن أن تحل محل الأم في تنشئة الاطفال. فالحب والأمن العاطفي من أهم احتياجات الأطفال.

9) مراقبة برامج أفلام الكرتون، وما تسببه من غسيل للمخ بشكل تدريجي وتراكمي، فالأطفال يشاهدون أكثر بكثير مما يقولون أو يفكرون، وبالتالي تختزن هذه الصور والشخصيات في عقلهم الباطن، فيقلدها لا شعوريا وبلا وعي، فيصبح عنيفا غير متزن، لا يسمع كلام والديه؛ ولهذا يجب على الأم أن تتخذ عدة مهام مهمة جدا في حياة الطفل عند مشاهدته لأفلام الكرتون:
· أن تبعد أبنائها عن أفلام الكرتون، قدر الامكان وتحدد لهم أوقاتا معينة لمشاهدة التلفاز، لبرامج كرتونية معينة، أو أي برامج أخرى هادفة تخاطب سنهم.
· أن تجلس معهم أثناء مشاهدة التلفاز وتعلمهم وتلفت انتباههم، بهذا صح وهذا خطأ لما يرونه من تصرفات على الشاشة، ومناقشتهم بطريقة الحوار والتفكير بما يعرض.

ولا يتوقف الامر عند برامج أفلام الكرتون، بل يتعدى الأمر إلى كل ما يعرض على الشاشة الصغيرة التي تحولت إلى المربي الثالث مع الوالدين، بل وأصبحت ـ وللأسف ـ في كثير من البيوت تحتل درجة المربي الأول.


10)التوازن في أداء المهمات والأدوار، فلا يطغى واجب على واجب، بل الأهم فالأهم، فعمل المرأة عمل يختص بالوسطية والتوازن، فعمل المرأة ليس محل خلاف أو اختلاف على مر العصور، ولكن الإسلام دين الوسطية والتوازن والتكامل والنظرة البعيدة لمجريات الأمور، فلم يمنع المرأة من العمل منعا مطلقا في حال الحاجة إليه، بل أجاز لها العمل ضمن ضوابط شرعية وصحية لها ولزوجها ولأطفالها ولمجتمعها، فلا إفراط ولا تفريط.
وهذه الضوابط ليست قيودا أو حبسا لحرية المرأة، بل هي ضوابط لحمايتها، ووضعها في المكان المناسب لها ولطبيعتها وحفاظا على كرامتها وتقديرا لها كأنثى، ولذا يجب أن يكون عملها ضمن عمل مناسب لطبيعتها الأنثوية، والملائم لجنسها، وبذلك نكون قد جعلنا المراة تسهم إسهاما فعالا في بناء نفسها وأسرتها ومجتمعها دون أن تفرط في تربية أطفالها، ورسالتها الزوجية.



منقول للافادة



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatimazahra2011

شكرا غاليتي
مرورك نور صفحتي و عطرها
تقبلي تحياتي
صح سحورك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :