السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إنّ مجتمعنا الجزائري تشوبه بعض المظاهر المشينة و السلوكات المهينة. نخرت صلبه و عظامه، و دكّت أواصره و قوامه. فاجتثّت منه كل صورة جميلة، وهَوَت به إلى قعر الفساد و الرذيلة. و في ما يأتي سـأسرد بعض المظاهر المسيئة، وسأعرض بعض السلوكات الدنيئة...
فما من يوم يمرّ إلاّ و ترى ما يفغر فاك، و يجعلك بلا حراك. أينما تولّي وجهك لا ترى إلا ما يثير أحزانك، و يزعجك و يهيّج أشجانك. فتحوقل و تدعو الله أن يبعث من يفيقنا من كبوتنا، و يبعثنا من غفوتنا. ليؤمّن لنا حاضرا جميلا زاخرا، و يرسم لنا مستقبلا مشرقا زاهرا...
من منا لم يصبه ضجر، و لم يعتره كدر و هو يرى عجوزا يكابد عناء قطع الطريق، و أصحاب المركبات لا يلوون عليه و صدورهم منه تضيق؟ فيهرعون لأبواق سياراتهم المفزعة، و يسمعونه وابلا من الكلمات الموجعة. الكلّ منه غاضب، لأنّ وجوده غير مناسب -إلاّ من رحم ربي-... و من منا لم يصبه الغثيان، و هو يرى النسوة يجبن كل مكان؟ لا يأبهن بمن يرمقهن من طرف خفي، و لا من يلوكهن بلسان بذيّ. يجبن الأسواق بالعرض و الطول، و لا يرضين إلا بالخطاب المعسول -إلا من رحم ربي-...
ثم نأتي إلى ظاهرة أخرى تُندي الجبين، و تزيد الألم و الأنين. إنها قلة الاحترام، و شيوع بذيء الكلام. فتسمع من هذا ما يخدش الحياء، و يسمعك الآخر ما يكدر الأجواء. كلام نابي لا يصدر إلا ممّن افتقر لرفيع الآداب. و الكل يصغي مطرقا، و ليس فيهم من يخشى ويلا أو موبقا. لا الصغير يحترم في الكيير وقاره، و لا الكبير يلوي على صغار القوم و كباره. فلا هم أذعنوا لناصح رشيد و لا هم رضخوا لقول سديد -إلا من رحم ربي-...
ثم أشير إلى ما يقع بين الجيران من مشاكل، و من انتهاك لحرمة المنازل. لا أحد يترفّع عن عثرات جاره، و لا الآخر يتنازل عن بعض كبريائه و وقاره -إلاّ من رحم ربي-...
فهل نحن حقا في بلاد الإسلام؟
و هل سيرضى عنّا سيد الخلق و الآنام؟
أم هل تراه سيرضى عنا من لا تأخذه سنة و لا ينام؟
إلى متى و الضعيف فينا يقهر و يضام؟
و القوي فينا يعبث دون أن يلام؟
و السلام خير الختام.
نسأل الله السلامة، و أن يعيننا على أنفسنا اللوّامة.
أرجو أن يحظى موضوعي ببعض اهتمامكم
فقد بذلت فيه جهدا كبيرا.
أخوكم أنور الزناتي