عنوان الموضوع : لاتظلم ابنك مجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
************ بسم الله الرحمن الرحيم *************
لا تظلم ابنك
أساليب العقاب
اعلم عزيزي المربي، أن الضرب في الحقيقة ينافي جوهر العلاقة بين الأبناء ومربيهم، فهي علاقة حب واحترام وتقدير وامتزاج روحي.. والأصل أن يستطيع الأب والمربي أن يصل إلى تقويم أبنائه دون اللجوء للضرب.
بل ربما لا نجاوز الحقيقة حين نقول: أن لجوء الأب والمربي للضرب دائمًا، هو دليل على نقص قدراته في مواجهة المشكلات، بل قد يصل ـ في بعض الأحيان ـ أن يكون دليلًا على ضعف شخصية المربي..!!
لقد اعتاد الكثير من الآباء تأديب أبنائهم أن يوقفوا الأفعال غير المرغوب فيها وفقط..!
لا تظلم ابنك
ونظرًا لاختلاف طبائع البشر تجاه الوقوع في الخطأ: بين نادم تائب، ونادم غير تائب، ومتردد، وغير مكترث، ومصر على العودة كان العلاج في منهج التربية الإسلامية على شكل العقوبة للمخطئ، وهذه العقوبة تكون على درجات مختلفة تبعًا لدرجات الناس، فمن الناس من يكفيه الوعظ فيرتدع، ومنهم من يحتاج للغضب الجاهر الصريح، ومنهم من يكفيه التهديد بإيقاع العقاب، ومنهم من لا بد من تقريب العصا منه حتى يراها بعينه، ومنهم بعد ذلك من لا بد أن يذوق حر العصا كي يمتنع ويستقيم.
أساليب العقاب الفعال
1- النتائج الطبيعية:
وفيها نترك الطفل يجرب ويواجه النتائج التي تترتب على سلوكه السيء، فمثلًا إذا تكاسل الطفل عن أتوبيس المدرسة فإنه يترك ليذهب إلى مدرسته سيرًا على أقدامه..
ولكن هذا الأسلوب لا يمكن استخدامه دائمًا، فمثلًا لا يمكن ترك الطفل يلعب بالنار أو بالكهرباء ليتعلم عواقب أفعاله!!!
وسبب هذا النوع من العقاب أنه ليس من العدل أن نعاقب الابن على خطأ يسبب له ألمًا، فكفى بالألم المتسبب له من خطئه تأديبًا له، فمثلًا؛ إن حذرت الأم ابنها من استخدام لعبته بطريقة غير صحيحة، ولكنه لم يعمل بالتحذير فتعطلت اللعبة، وحزن عليها، فليس من العدل أن نعاقبه فألمه النفسي على خسارته لعبته هو تأديب في حد ذاته.
2-التجاهل:
ليس معنى تأديب الأبناء أن نحاسبهم على كل هفوة حتى وإن كانت صغيرة بل التربية الحكيمة تقتضي في بعض الأحيان التغاضي وذلك لعدة أسباب منها:
أولًا ـ أن استمرار التنبيه والتأديب على كل شيء ضار تماما كالإلحاح فيه، وحكمة المربي في أن يعرف متى يتغاضى ومتى يوجه.
ثانيًا ـ حتى لا يتجاسر على الفعل بالذات إن كان يعلم بقبحه، فإن خالف الطفل في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه ولا يهتك ستره، لا سيما إذا ستره الابن واجتهد في إخفائه، فإن إظهار ذلك عليه ربما يفيده جسارة حتى لا يبالي بالمكاشفة.
ثالثًا ـ التجاهل قد يكون نوعًا من أنواع العقوبة، بل إنه قد يكون الأكثر تأثيرًا في بعض الأبناء، وبخاصة أولئك الذين يسيئون لجذب الانتباه، فإبداء الاهتمام في هذه الحالة يعد مكافأة ينالها الابن، ومن ثم يسيء السلوك أكثر.
وخذ لديك مثال عزيزي المربي؛ إن ردد الابن كلمة بذيئة سمعها من الشارع، فتجنب إظهار الغضب، وتجاهله ما أمكن، وإن ألح مثلًا في طلب شيء وبالغ في الإلحاح فهنا يجب أن يجد المربي فن التجاهل وأن يتحلى بالصبر على هذا التجاهل إلى أن يكف الابن عن الإلحاح والتشنج والصياح، لأنه بعد ذلك سيدرك أن هذا الأسلوب الذي استعمله ـ الصياح التشنج ـ لا يجدي مع والديه.
ولكن إياك أن تفهم أيها المربي الفاضل أن التجاهل هو ترك السلوك السيء كما هو؛ فهذه سلبية وليست تربية، وإنما المقصود هو السلوك السيء الذي يستخدمه الطفل لجذب الانتباه، أما إن تمادى في ذكر الكلمات القبيحة فهنا يجب عليك أن تخبره: (توقف عن هذا السلوك وإلا ستتعرض للعقاب).
3-الحرمان من الامتيازات:
قد يتعجب بعض الآباء أنه يمكن عبر هذه الطريقة في العقاب السيطرة على الابن مهما كان عناده، بل وتعديل سلوكياته السيئة!! ولكن هذه هي الحقيقة التي تثبتها التجربة العملية!!
إن هذه الطريقة تقوم على إخبار الابن أنه إذا جلس هادئًا أو فعل كذا فسيعطى ما يطلبه، وإلا فلا ترفيه ولا إجابة لما يطلب، بل على العكس، حرمان من الترفيه، وعدم استجابة لما يطلب، وربما بكى الابن لمدة ساعة أو أكثر، وهنا لابد أن يثابر الأب ويصبر، وإلا فقدت هذه الطريقة في العقاب تأثيرها تمامًا.
وقد يكون الأمر شديد الصعوبة ـ في بعض الأحيان ـ أن ترفض ما يطلبه ابنك، ولكن ما تريد أن تعلمه إياه عبر هذا الحزم هو أمر في غاية الأهمية.
ولا تنس عزيزي المربي كما أنك تحرم الابن من امتيازات لقاء سلوكه السيء، فكذلك يجب إعطائه امتيازات مقابل تركه لسلوك سيء، حتى يحدث ذلك أثرًا في نفسه، فالتربية ليست فقط عقابًا، بل هي ثواب وعقاب.
4-آخر العقاب الضرب:
عزيزي القارئ، عليك في البداية أن تعلم أن الضرب هو آخر وسائل العقاب بعد أن تكون كل الوسائل السابقة لا تجدي نفعًا، واحذر من تكراره فإن تكرر سيعتاد ابنك ذلك بل ولن تجدي معه كل العقوبات الأخرى، وكيف تُجدي معه وهو قد اعتاد الضرب أصعب العقوبات؟! فالعقوبة تظل شيئًا مرهوبًا قبل أن تنفذ، ثم يكون لها وقعها الكامل في أول مرة تنفذ، ولكنها إن كررت في المدى القريب تظل تفقد شيئًا من تأثيرها مرة، حتى يعتادها الحس، وتصبح بغير تأثير ومن ثم بغير فائدة.
وحينما تلجأ إليه فليس معنى ذلك أنك تنهال على ابنك كما تنهال على ظروفك الصعبة، أي أنك تزيح العقاب من الطرف الأقوى الذي لم تقدر عليه إلى الطرف الأضعف!! فمثلًا حين لا تقوى على مواجهة رئيسك في العمل تضرب الابن.
وليكن لنا في هذا الموقف النبوي العبرة حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تضربوا إماء الله))، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: زئرن النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخيراكم)) [صححه الألباني]، فنفي الخيرية عن ضاربي زوجاتهم ليس أمرًا هينًا ولا سيما في مجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا نعني بكلامنا السابق عن الضرب أن نتركه كلا؛ فهذا كان رأي الغرب، رغم النتائج الماثلة أمامنا لأول جيل أُريد له أن يتربى بلا عقوبة ـ وهو الجيل الأمريكي في الستينات ـ وتؤكد أمريكا فشل هذا الأسلوب؛ حيث أن هذا الجيل منحل مفكك، به كل النقائص والآفات النفسية والجسدية.
وكما جعل الشرع الحنيف العقاب بالضرب هو آخر الوسائل التي يستخدمها الإنسان على مضض كما بينا في الحديث السابق، فكذلك وضع حدًا للضرب ولم يتركه هكذا للهوى.
عشر ضوابط لاستخدام العقوبة
1. أن يكون العقاب مناسبًا للجرم "منطقيًا": فمثلًا: (من حول المكان إلى فوضى فعليه بترتيبه، من عاد متأخرًا فلا يسمح له بالخروج في اليوم التالي، الطفل الذي لا يضع ملابسه المتسخة في سلة الملابس ينظفها بنفسه...)، فلا تخاصم ابنك أو تلطمه مثلًا لأنه لا يأكل الخضار.
2. استخدم عقابًا من السهل تنفيذه: فلا تعاقب طفلك مثلًا بمنعه من التنزه إلى الأبد، أو تقول له: (لو لم تسكت لقتلتك)، أو (موتك من الضرب)، فهنا يفقد المربي مصداقيته ويفقد التهديد قيمته في تغيير سلوك الطفل.
3. فسر العقاب: حاول تفسير عقابك لطفلك، بحيث يشعر أنه في مصلحته، ولكن بدون الدخول معه في نقاش طويل؛ فقل له مثلًا: (أنا لست أحاول إيذائك، أنت تعاقب لأنك قررت اختيار السلوك السيء، وأريدك أن تتعلم التفكير بشكل مختلف المرة القادمة باختيار السلوك الصحيح، فإني لا أحب معاقبتك، ولكني أريد مساعدتك).
4. لا يصح في العقوبة التعسف والشدة: هذا ما لا يوجد في المنهج الإسلامي.
5. العقاب الفعال مع أطفالك لا تسرف في استخدامه: لأنه مع مرور الوقت يفقد فاعليته.
6. ليست أي عقوبة تجدي مع كل الأشخاص: فقد يتأثر أحد أبنائك بعقوبة الذهاب للنوم مبكرًا أما الآخر فقد يتلاءم العقاب معه فلا يتألم به.
7. لا تعاقبه وأنت غاضب: فقد تبالغ في رد الفعل وأنت غاضب وقد تقول أشياء لا تعنيها، ولأنك تعلم أولادك أن العقاب هو شكل من أشكال الانتقام، فالعقاب حال الغضب لا يؤدي غرضه حينما يكون رد فعل اندفاعي.
8. لا تحرج طفلك بالعقاب: فلا تعاقبه في حضور أطفال آخرين مثلًا ولكن تنح به جانبًا أو انتظر تفرده؛ لأن الإحراج لن يسبب لطفلك سوى التفكير فيك على أنك ظالم؛ وبهذا لن يتعلم اتخاذ القرار الصحيح.
9. لا تعاقب نفسك: فتأكد أن العقاب سيؤثر على طفلك المعاقب لسوء تصرفه فقط وليس على أي شخص آخر، فلا تقل مثلًا: (لن نذهب غدًا للنزهة إن لم تنظف غرفتك اليوم!!)، فهذه عقوبة للوالدين والإخوة الآخرين أيضًا، وأنت بذلك التهديد قد ملكته قوة؛ لأنه لا أحد يستطيع التنزه إلا بعد أن ينظف الغرفة!!
10. الأكبر لا يعني الأفضل: أو كما يقول الدكتور/ سال سيفير: (لا تستخدم المدفع لتطلب من أطفالك أن يقوموا بنشر المناشف)، أما أن نصنع من "الحبة قبة"، ونحوم حول أبنائنا وكأنهم مجرمون صغار يقومون بالتحضير لجريمة، فليس ذلك بأسلوب تربوي صحيح، فضلًا عن أن يكون إسلاميًا، لذا يجب أن يكون مبدؤنا في مقاومة الأسلوب الخاطئ: "لأن تخطئ في العفو خير من أن تخطئ في العقوبة".
------------- نقله للفائدة * اخوكم ابو ابراهيم * -------------
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
السلام عليكم
مع أنّ الموضوع لا يعنيني .....ولكن بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على مواضيعك القيّمة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
السلام عليكم
اخي في الله بارك الله فيك
بعض الابآء لا يعلم من اساليب العقاب الا وسيلة وحيدة وهي الضرب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك و جزاك الف خير على الرسالة الموجهة للأباء لأن كل واحد منا سيصبح يوما مسؤولاعن أبنائه
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيك وجزاكم الله خيرا بالتوفيق ان شاء الله كل على حسب سنه ومرحلته ووضعيته
-------------- اخوكم ابو ابراهيم -----
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :