عنوان الموضوع : فرنسا وما قدرتش تخرجنا من أرضنا ، و الذراري رحلونا من قضايا الساعة
مقدم من طرف منتديات العندليب

تمنيت أن تغوص الأفكار في أعماق الجزائر العميقة حيث لا ماديات ولا كماليات ، تواكب سكان المداشر وضفاف الوديان وتعانق أحلام سكان الريف البسطاء، الذين يحمدون الله كل صباح أنهم أحياء ، وأن ممتلكاتهم البسيطة لم تتعرض للسلب من أناس يعرفونهم وسينالون العفو بعد أشهر، يحمدون الله أن الدولة لا تتابعهم بالغرامات بسبب شويهاتهم القليلة، يؤدون زكاتهم ولا يأكلون الحرام مهما أغرى، ويخافون من ذكر السياسة أو التعرض لمسؤولي الدولة.
إنهم يتوزعون أبعد من أحياء القبة وحيدرة والمرادية، لم يعرفوا كهرباء ولم تصلهم طرق ويعتزون ببساطتهم، فعلى ضفاف وادي الشارف مثلا، كانت تنتشر مئات المساكن البسيطة لفلاحين بسطاء ، البعض هجرهم النشاط المسلح، والبعض الأخر العزلة واعتداءات عصابات سرقة المواشي، ولكن القسم الأكبر هجر بسبب ندرة المياه، أتدري كيف ذلك وهم يجاورون موردا عظيما للمياه، فطوال أكثر من عشرين عاما والسد يحجز عنهم المياه دون إستغلال ، صبر المساكين سنين حتى صارت أراضيهم جرداء ودفعوا لأن يبيعوا قطعانهم، وأن يروا بساتينهم تموت عطشا، وأن ينسوا مذاق خضروات ألفوا أن يسقوها بمياه لطالما اعتبروها طاهرة، ولم يجدوا حرجا في مشاركتها مع أنعامهم، لكن القسم الذي تبقى من هؤلاء المساكين الذين ينعتون بأصحاب الدواوير، ها هو يضطر مكرها لأن يغادر أرضه لأن المسؤولين عن السد أرادوا تنفيسه وهذا لأشهر دون أن يكون هناك أجل ، فمر موسم البذر ثم موسم الربيع وحل موسم الحصاد، ولا أحد يستطيع أن يعبر من الفلاحين والرعاة إلى الضفة الأخرى، وهم الذين يتنفسون الحرية والفضاءات المفتوحة، ولم يألفوا الحواجز أو الحدود، وشيئا فشيئا انهارت مقاومتهم وهاهم ييأسون من هذا الواقع وينسحبون دون أن يقطعوا طرقا ولا أن يخربوا مصالحا، ولسان حالهم يقول ربي ما يحبش الفساد.
لم أكن لأعلم بهذه الوقائع وأنا الأستاذ الجامعي الذي كنت أظن أن البلاد ومسؤوليها لا يمكن أن يزاحموا هؤلاء في أرزاقهم، أو أن يتلذذوا بمعاناتهم، إلا وأنا أجلس بجانب شيخ أطرق حزينا وأدخل رأسه بين يديه، ثم زفر زفرة حارة، وهو يقول : فرنسا وما قدرتش تخرجنا من أرضنا ، و الذراري رحلونا، لقد كان ينعي أملاكا تخلى عنها مكرها وريفا تركه وأولاده، لأن أشخاصا لم يخططوا جيدا، أو أنهم لم يبالوا بأصحاب الشاش والجلابية وأحذية البلاستيك ، أشخاص هم في الحقيقة أشرف من كثيرين ، عانوا في صمت وتأبى كرامتهم أن ترضى الخنوع أو التمسح بالأحذية والجلوس إلى ولائم أناس علوا و استعلوا.
هي وقائع أدمت قلبي تحدث في منطقة عميق من الجزائر العميقة بين ولايات في شرق الجزائر الحبيبة.
أكتب هذا ولا مصلحة لي في ذلك سوى أني تمنيت أن تكتب عن هؤلاء الذين ما زالوا بطيبة وسماحة نفتقدها كثيرا.

السلام

منقووول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الله المستعان...تحياتي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :