عنوان الموضوع : طغت المادية .. فغابت القيم مجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
طغت المادية .. فغابت القيم
العجب كل العجب من أناس يصمون الزمن بكل العيوب، وهم في الحقيقة من يسيئون للزمن بتصرفاتهم، وسلوكياتهم.
يقول الشاعر :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
فحياتنا على مر العصور والأزمان تتسم بسمات متفاوتة : فتارة تتسم بالعقلانية، وأخرى تتسم بالفوضى، وثالثة تتسم بالمادية، وهكذا.
إنني خلال هذا الموضوع سأركز على المادية الطاغية التي تتسم بها حياتنا هذه الأيام.
فقد طغت المادية في حياتنا إلى درجة ربما تدعو إلى الشعور بالإحباط، مع وجود بصيص من الأمل في الله أولا أن يرحمنا ويصلح لنا شؤوننا كلها، ثم الأمل في البعض الذين مازالوا يتسمون بالخير،
في ظل الوضع العام للحياة الذي أصبح مكسوا بالمادية حتى بلغ الأمر الذروة.
لقد أصبح الأخ بسبب المادية الطاغية لا يعرف أخاه إلا في المصالح، وأصبح كل شخص سواء كان مرتاحا ماديا أو من المطحونين في الأرض لا يبحث عن القيم والمباديء بقدر ما يبحث عن المصالح خاصة المادية منها.
إن طغيان المادية على الحياة غيب القيم، حيث غاب الصدق، وغابت الأمانة، وانتشر الفساد، وتفشى القتل، واستشرت السرقة، إلى درجة أصبح معها لا يلقي أحد السلام على أحد إلا من أجل المصلحة، والفائدة.
إنني أعلم تمام العلم بأن هناك من سيتهمني بالسوداوية والتشاؤم من خلال هذه النظرة وذلك الكلام، لكن الواقع ينبيء بالكثير وليس بالقليل مما ذكرته.
لقد أصبح الناس حتى في الأشهر الطيبة الكريمة مثل شهر رمضان لا يحتملون بعضهم، وأصبح الكثيرون ليس لديهم صبر أو تحمل، والكل يظن أن أخذ الحقوق لا يأتي إلا بالقوة، والصوت المرتفع، لدرجة أن البعض عند المرور بالسيارات في الشوارع مثلا لا يعطون الفرصة لبعضهم عند المرور في الشوارع الضيقة والمزدحمة، معتقدين أن التراجع بالسيارة للخلف قليلا لفض الزحام لا يجب إلا على الآخر، فيشتد العناد بين قادة السيارات فتحدث الأزمة، ويشتد الخناق.
مثال المرور السابق الذي يؤدي للعناد والتشدد في الرأي، قليل من كثير من أمور الحياة التي تسبب الأزمات المرورية وغيرها، وأعتقد أن السبب الرئيس في ذلك هو طغيان المادية على الناس، مما جعل أغلب القلوب صلبة قاسية، لا تراعي القيم والأخلاق، ولا تزن الأمور بموازينها الحقيقية.
أمور الحياة كثيرة ومعقدة ومتشعبة وتحتاج منا إلى التسهيل والتيسير، ولا تحتاج إلى التعقيد الناجم عن طغيان الفكر المادي البحت، الخالي من القيم والأخلاق التي تمثل طوق النجاة للبشرية جمعاء.
لا يعني طغيان المادية أنك ستأخذ أكثر مما كتب لك، ولا يعني التمسك بالبساطة أنك لن تأخذ أقل مما كتبه الله لك.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
السلام عليكم :
موضوع قيم و واقعي بإمتياز ,
صورت أختي حالنا و حال مجتمعنا , فأحسنت التصوير ,
للأسف هذا واقعنا , و واقع الكثير منا , إلا ما رحم ربي ,
نحن اليوم في مجتمع مادي بحت , المادة طغت على كل شيء ,
حتى على التفكير و على المبادئ و القيم ,
قديما ناس بكري كانوا يقولوا : " بيت الرجال خير من بيت المال " ,
و مثل آخر يقول : معرفة الرجال كنوز ,
في ذلك الوقت كان المال لا يتحكم في الأشخاص , بل المبادئ و القيم هي الأساس,
أما اليوم أصبح المثل يقول : عندك دورو تسوى دورو , ما عندكش ما تسواش ,
فهذا المثل يعبر عن حقيقة علاقاتنا اليوم بإمتياز ,
كل شيء اصبح يشترى بالمال , حتى أصبحت أشياء كانت في الأمس القريب خط أحمر اليوم صارت تشترى ,
المعاملات بين البشر أصبح المال هو السيد فيها , المناصب أصبحت تشترى ,
حتى أصبحت الذمم و الأعراض للأسف تشترى بالمال أيضا , فكم من فضائح أخلاقية هزت المجتمع , المال كان كفيلا بإسكات الأطراف ,
غابت روح التسامح و المسؤولية و التكافل , و طغت عقلية نفسي نفسي , و تخطي راسي ,
حتى اصبح الناس كأنهم في غابة , القوي يأكل الضعيف , و الغني يستعبد الفقير ,
هي وقائع مؤلمة , و لابد أن يكون لها أسباب ,
و أنا أرى أن السبب الرئيسي , هو ضعف الوازع الديني , أدى إلى ضعف التوكل على الله ,
حتى اصبح البعض يظن أن المال و الإنسان هو من بيده الحل و الربط , و نسوا أن لهم ربا بيده تصريف الأمور .
الحديث في هذا الموضوع يطول .
بارك الله فيك أختي .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بــــــــــــــــاركـ الله فيــكـ نفسْ الرأيْ
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
السلام عليكم ورحمة الله
اختي الكريمة ,,,,,بات الجميع يلا حظ تراجع القيم في المجتمع وطغيان النظرة المادية,,,,,,,,بل وانتشار افات وامراض اجتماعية لم تكن موجودة في المجتمع الجزائري لوقت قريب والاحوال الكل يعرفها وهي لا تسر احدا
ولعل هذا الامر يعود لعدة اسباب منها حالة الانفتاح على المجتمعات الاخرى دون فرز لما يلائم خصوصيات المجتمع الجزائري وكذا ابتعادنا عن التشريع الديني والبحث عن قوانين وضعية اخرى
وعدة ازمات اقتصادية واجتماعية مر بها المجتمع
على العموم شكرا لك
واردت ان اوضح ان الحديث الذي اوردته الخير في وفي امتي الى يوم القيامة... لا اصل له
قال عنه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة لا أصل له
...
وقال شيخ الإسلام بن تيمية عن ((لا أصل له)) يعني ليس له سند.... ,,,,,,,,,,,,,شكرا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
وعليكم السلام ورمة الله وبركاته
فعلا اخي مشاركتك اتمت الموضوع
كفيت ووفيت
ان شاء الله تصحى ضمائر البشرية ويكون فيه خير للامة الاسلامية
حللنا وناقشنا ظروف الانسانية ولم نتخلص من المشاكل والازمات الاجتماعية
حاولنا الاصلاح والبدء بأنفسنا وبالدعاء تضرعنا ولم نسلم من الشياطين الانسية
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
اسعدني مرورك
وشكرا للمشاركتك بالموضوع