اعلم أخي الزوج أن بوابتك إلى قلب زوجتك وبوابتها إلى قلبك، ما تحاولانه من جهود، ليكون أحدكما سكناً ومودة ورحمة للآخر...
1- لا تكن ليناً فتهزم ولا قاسياً فتكره، بل بين بين، خير الأمور أوساطها، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أراد الله تعالى بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، وإن الرفق لو كان خلقاً لما رأى الناس خلقاً أحسن منه، وإن العنف لو كان خلقاً لما رأى الناس خلقاً أقبح منه» (1).
2- تذكر أنك زوجها وشريكها ولست سيدها ومالكها، وأن لزوجتك شخصيتها المستقلة عن شخصيتك، وإن طاعتك لها تنحصر في حدود المعروف والمعقول، وأن لها طريقة خاصة في تفكيرها وتصرفاتها وذوقها وألفاظها، يمكن أن تكون في كثير من الأحيان مختلفة عن طريقتك، وعليك أن تقبل هذا بنفس راضية إن كان هذا الاختلاف يرجع إلى اختلاف الطبائع والأذواق...أعجبني المثل الهندي القائل: إذا أردت أن تفهم الآخر، فاخلع حذاءك وسر فيه لمدة يوم واحد فقط... وتذكر أنك زوج محب ناصح، ولست قاضياً محاسباً.
3- دعها تشعر بمحبتك، فلا تتردد في إطلاق عبارات الحب والهيام كلما سنحت بذلك الفرصة، وأحطها بفائق رعايتك وعنايتك، فإن مرضت فارحمها وأعنها، وإن غضبت فأرضها، وخصوصاً إذا كنت أنت المخطئ في حقها، واعلم أن ذلك لن يخدش من كرامتك أو ينزل من قدرك، بل على العكس تماماً، قد يكون هذا عوناً لها على تحمّل ما تواجهه من المصاعب الزوجية...
4- أشعرها بعظيم حاجتك إليها وحرصك على وجودها وحبك لها، وإياك أن تذكر أمامها الزواج من امرأة أخرى على سبيل التهديد أو المزاح، لأن هذا يوغر صدرها، ويجعلها متحفزة دائماً، وربما يدفعها هذا للشك فيك... أخبرها أنك لو خيرت بين نساء الدنيا كلهن لاخترتها وحدها دون سواها، فإن ذلك يرضي كبرياءها، ويمحو آثار ما قد يحدث بينكما من الشجار في بعض الأحيان...
5- إياك وكثرة العتاب والحساب على كل شاردة وواردة، فإن كثرة العتاب تفسد الصحبة والمودة.
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
6- لا تطالبها بفعل ما أنت غير فاعله، ولا بترك ما أنت تفعله، وتذكر قوله تعالى في ذم أهل الكتاب: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} البقرة
لا تنه عن خلق وتأتي مثلـه عــار عليك إذا فعلت عظيـــم
7- استعض عن السباب والشتائم بالنصيحة الحسنة، فلا شيء يوغر صدر كما يوغره شتمها ووصفها بصفات السوء، ولربما يفيض بها الكيل في النهاية، فترد الصاع بمثله أو بمثليه...
8- كن لزوجتك معيناً على تربية أولادكما، ولا تتركها في هذه المهمة وحدها، وكن الأب الحازم، واترك لها مهمة الأم الرؤوف الرؤوم، وإياك أن تنهرها أو تسخر من رأيها في وجودهم، حتى ولو كان رأيك معاكساً لرأيها، وليكن حواركما في جلسة منفردة بمعزل عنهم...
9- تزين لزوجتك واظهر أمامها بأبهى منظر، ولا تكن زينتك مقصورة على أوقات خروجك من المنزل فقط.
الاستحمام، والتعطر، والثياب النظيفة، وفرشاة الأسنان، وحف الشوارب، ونظافة اللحية، كلها مداخل هامة إلى قلب زوجتك..
10- استمع لثرثرتها أو تظاهر أنك تستمع، ولا تضق ذرعاً بهذا، فأغلب النساء تحب الثرثرة، فكن أنت لها الصدر الحنون الذي ترتاح في أحضانه، وتلقي في رحابه بكل ما يؤرقها ويشغل بالها من مشاغل الحياة وهمومها وآلامها...
11- إياك أن يكون طموحك في زوجتك مقصوراً على أن تكون ربة منزل ناجحة فقط، تجيد الغسيل والكي والطبخ والتنظيف، واعلم أن نجاح الزوجة في أداء دورها المجتمعي إلى جانب دورها الأسري مرهون بتأييدك ومساندتك...، وكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة، أقول أن وراء كل امرأة عظيمة رجل يدفعها ويؤيدها ويحثها على النجاح...
12- لا تجعلها تشعر بأنها شخص ثانوي، وأن الأولاد هم أهم شيء في حياتك، وأن طلباتهم أوامر، لا تردّ ولا تهمل، مما يضطرها أحياناً إن أرادت شيئاً إلى أن تتوسط لدى أولادها ليكونوا رسولها إليك، لأن هذا يطعن كبرياءها في الصميم، بل أشعرها بعظيم قدرها وأهميتها، فهي أولاً وأخيراً زوجتك وأم أولادك، وسعادتك مرهونة بسعادتها وسعادتهم...
13- تذكر قبلة الصباح والمساء قبل الذهاب إلى العمل وعند العودة منه، واعلم أن لهذه القبلة معناها الثمين الذي يتجاوز مجرد القبلة إلى شحذ طاقات الزوجة وإعانتها على تحمّل مصاغب الحياة الزوجية ومشاقها...
إنها تعني الكثير و الكثير... مشاعر وعواطف وأشواق تختصر في قبلة، فهل هناك أجمل من هذا؟!
14- لا بأس من اختراع لمسة خلابة مبتكرة، تضفي على حياتكما جواً رومانسياً جديداً تساعد على تجديد الحب وتحديثه وتفعيله... ربما يكون هذا في نزهة عرائسية منفردة بين الفينة والأخرى، وربما يكون رسالة من جهازك الجوال إلى جهازها تخبرها فيه بحبك وأشواقك...
وربما تكون هدية –أي هدية ثمينة أو رخيصة- تشعرها بأنك تتذكرها دائماً وتشتهيها في كل ما قد تشتهيه لنفسك... لأنك وإياها واحد لا اثنان...
15- لاتحمل هممك الخارجية في العمل والشركة والمصنع معك إلى المنزل دائماً، بل ألقها عن عاتقك واستقبل زوجتك وأولادك بمشاعر الحب والشوق...
أما إذا كانت المشكلة أكبر من أن تستطيع تناسيها وتجاهلها، فلا تتردد في إخبار زوجتك بأن ثمة شيئاً يزعجك لاعلاقة لها به، لئلا تظن نفسها سبباً في انزعاجك، فينعكس هذا على نفسيتها وتصرفاتها...
16- حاول أن تتصل بها هاتفياً من مكان عملك إن أمكن، تطمئن فيها عن أحوالها وأحوال الأولاد، خصوصاً إذا كان أحد منهم مريضاً، فإن ذلك يطمئنها ويهبها الثقة بأن غيابك عن المنزل إنما هو بسبب مشاغلك لا بسبب إهمالك، الأمر الذي يعمّق مشاعر المحبة والتفاهم بينكما، ويوسّع آفاق التحمل لديها...
17- حاول التقيد بمواعيد الطعام والعودة إلى المنزل، وإن حدث ما يشغلك عن ذلك الالتزام، فلا تتردد في إعلام زوجتك بهذا، مع دمجه بقليل من الكلام المعسول، تؤكد فيه على محبتك وشوقك لها، ولكن ما باليد حيلة، ولا بأس من إظهار بعض التذمر من هذه الظروف التي تحول بينك وبين القدوم إلى المنزل...، فإن هذا يغسل آثار الضيق والوحشة والملل التي قد تعتريها وهي تنتظر قدومك على أحر من الجمر...
18- احرص على تفريغ يوم الجمعة أو أي يوم آخر في الأسبوع لزوجتك وأولادك، تجلس فيه معهم، ننبادلون أطراف الحديث وتتجاذبونه، ولا بأس بأن يتخلل هذا بعض النزهات إن أمكن، فإن ذلك يوطّد المحبة ويزيد في الألفة ويقضي على كثير مما علق في القلب من نزعات الشيطان ووسواس
ـــــــــــــ
1- لم أقف على تخريج صحيح لهذا الحديث بلفظه المذكور، وإنما وجدت له شاهد صحيح أنقله هنا..
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة ارفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق الراوي: عائشة رضي الله تعالى عنها، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/361 خلاصة حكم المحدث: رواته رواة الصحيح