عنوان الموضوع : كيف تختارين الزوج؟ لحواء
مقدم من طرف منتديات العندليب
كيف تختارين الزوج؟ جمعه وحرره : عاشق العفة.
الزوج.. صديق العمر، ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفياً إن كتب الله وأكمل الدرب أوتفرقا أن يستر العيب، فلا بد أن تحسني الاختيار لهذا الصديق الذي سيشاركك أدق تفاصيلحياتك، حلوها ومرها، طويلها وقصيرها، فرحها وحزنها، وحين تفكرين في الارتباط برجلما، ضعي أمام عينك هذا السؤال: لو حصل وحدث لك عائق من العوائق المليئة بالمفاجآت،هل سيكون عوناً لك أم أنه يتخلى عنك للوهلة الأولى؟ ..إن الله عزَّ وجل كرم المرأة وجعلها شقيقة للرجل في الحقوق والواجبات فقد أخرج الترمذي من حديث عائشة ( رضي الله عنها) أن النبي r قال:" إن النساء شقائق الرجال ".
قال ابن الجوزي : إن النساء شقائق الرجال فكما أن الرجل تعجبه المرأة فكذلك الرجل يعجب المرأة فقد صار من حق المرأة أن تختار الرجل الذي ستقاسمه حياته وتظل تحت سلطانه بقية عمرها .اهـ.
- وعلى الولي أن يختار لكريمته فلا يزوجها إلا لمن له دين وخلق وشرف وحسن سمت فإن عاشرها عاشرها بمعروف وإن سرحها سرحها بإحسان .
وعلى المرأة أن تختار صفات معينة تتوفر في الرجل الذي سترتبط به، هذه الصفات تجعل الاستقرار والنماء والثمار لهاته الأسرة ،فبالنسبة للصفات الذاتية للرجل الذي سترتبطين به، فيجب أن تسألي عنه أدق الأسئلة من جميع الجوانب لأنك سترتبطين به ارتباطاً وثيقاً، الأصل أنه سيبقى إلى حين رحيلكما عن الدنيا ومن هاته الصفات التي ينبغي توفرها والسؤال عنها:
1-أن يكون صاحب دين ، لقوله تعالى {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } ( البقرة 221 ).
فابحثي عن الرجلالعفيف في دينه ونفسه؛ لأنه سيكون مستودع أسرارك ومفخرك، والعفة مما يشتهرخبرها بين الناس، فتجد الثناء عليه على كل لسان. وأول العفة اللباس الساتر،واللسان الطاهر، والباطن يدل عليه الظاهر والله يتولى السرائر.فصاحب الدين لا يظلم إذا غضب ولا يهجر بغير سبب،ولا يسئ معاملة زوجته ولا يكون سبباً في فتنة أهله عن طريق إدخال المنكرات وآلات اللهو في البيت بل يعمل بقول النبي r والذي أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ".
فلا تبحثي عن الساقط.. ومن كان ظاهره الانحراف وأمام عينيك الأفواج المتكاثرة من العفيفين والمتخلقين، فأنت تريدين زوج لاعشيق. واعلمي أنك بإعراضك عن العفيف المتدينوذهابك للمتردي، قد فوت عليه الفرصة، وعرضتِ نفسك للهلكة، فبيتك رأس مال فانظر فييد من تضعينه. وابحثي عن الرجل الذي سيكون على طريقك في جميع أحوالك ـ في طاعة الله ـ فما أقبحبالرجل أن يفرح وزوجته حزينة ولا يكون عوناً لها على المحن والملمات، فالزوج صاحب الدين هو الذي إذا أحب زوجته أكرمها وإن كرهها لم يظلمها ..ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صاحب الدين والخلق فقال:" إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلُقه فزَّوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ".رواه الترمذي وحسنه الألباني في إرواء الغليل.
فينبغي لولي المرأة أن ينظر في دين الرجل وأخلاقه لأن المرأة تصير بالنكاح مرقوقة ومتى زوجها وليُّّها من ظالم أو تاركٍ للصلاة أو فاسقٍ أو مبتدعٍ أو شارب خمر أو مخدرات فقد جنى على دينها وتعرض لسخط الله لأنه كان سبب لقطع الرحم بسبب سوء الاختيار .
- قال رجل للحسن : قد خطب ابنتي جماعة فممن أزوَّجها ؟ قال: ممَّن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها .
- فمما لا شك فيه أن التساهل في عدم الاهتمام بتدين الخاطب أساس الضياع والشقاء في الدنيا والآخرة فينبغي الحرص على صاحب الدين وإن كان فقيراً فقد أخرج البخاري من حديث أبي العباس سهل بن سعد الساعدي t قال:" مَرَّ رجل على النبي r فقال لرجلٍ عنده جالس ما رأيك في هذا ؟ فقال : رجلٌ من أشرافِ الناس هذا والله حريٌ إن خطب أن يُنكحَ وإن شفعَ أن يُشفع فسكت رسول الله r ثم مرَّ رجلٌ آخرُ فقال له رسول الله r : ما رأيك في هذا ؟ فقال : يا رسول الله هذا رجلٌ من فقراء المسلمين هذا حريٌ ([1]) إن خطب أن لا يُنكح وإن شفع أن لا يُشفع وإن قال لا يُسمع لقوله ، فقال رسول الله r : هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثل هذا " .
§ وانظر لحرص السلف على اختيار الزوج صاحب الدين وإن كان فقيراً
1- فها هو سعيد بن المسيب وهو سيد التابعين وأكثرهم علماً وفقهاً (ت : 94) كانت له ابنة من أحسن النساء وأكثرهن أدباً وعلماً وأعلمهن بكتاب الله وسنة رسوله r فخطبها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لابنه الوليد بن عبد الملك ولكن سعيد بن المسيب أبىَ أن يُزوجه إياها وزوجها لتلميذ من تلامذته- وهو كثير بن أبي وداعة- وكان فقيراً فأرسل إليه بخمسة آلاف درهم وقال استنفق هذه فلما جاء الصباح أراد كثير بن وداعة الخروج إلى حلقة سعيد بن المسيب فقالت له : إلى أين ؟ قال : إلى حلقة سعيد أتعلم العلم .فقالت : اجلس أعلمك علم سعيد بن المسيب فجلس فعلمته.
فانظر كيف فضل سعيد العبد التقي على الجبار الغني ، وأن هذا العبد التقي يعرف حقها ويرعى حق الله فيها .
2-وها هو ثابت بن إبراهيم :يمر على بستان من البساتين وكان قد جاع حتى أعياه الجوع فوجد تفاحة ساقطة منه فأكل منها النصف ثم تذكر أنها لا تحل له إذ ليست من حقه ، فدخل البستان فوجد رجلاً جالساً .فقال : أكلت نصف تفاحة فسامحني فيما أكلت وخذ النصف الآخر. فقال الرجل : أما إني لا أملك العفو ولكن أذهب إلي سيدي فالبستان ملك له .فقال : أين هو ؟ ، قال : بينك وبينه مسيرة يوم وليلة. فقال : لأذهبن إليه مهما كان الطريق بعيداً لأن النبي r قال:" كل لحم نبت من سُحت فالنار أولى به "(أخرجه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع) . حتى وصل إلى صاحب البستان فلما دخل عليه وقصَّ عليه القصص قال صاحب البستان:والله لا أسامحك إلا بشرط واحد فقال ثابت : خذ لنفسك ما رضيت من الشروط فقال : تتزوج ابنتي ولكن هي صماء عمياء بكماء مُقعدة .فقال ثابت : قبلت خِطبتها وسأتاجر فيها مع ربي ثم أقوم بخدمتها وتم عقد الزواج. فدخل ثابت لا يعلم هل يُلقي السلام عليها أم يسكت لكنه آثر إلقاء السلام لترد عليه الملائكة ،فلما ألقى السلام وجدها ترد السلام عليه بل وقفت وسلمت عليه بيدها فعلم أنها ليست كما قال الأب فسألها فقالت: إن أبي أخبرك بأني عمياء فأنا :عمياء عن الحرام فلا تنظر عيني إلى ما حرم الله ،صماء من كل ما لا يرضي الله ،بكماء لأن لساني لا يتحرك إلا بذكر الله ،مُقعدة لأن قدمي لم تحملني إلي ما يُغضب الله،ونظر ثابت إلى وجهها فكأنه القمر ليلة التمام ، ودخل بها وأنجب منها مولوداً ملأ طباق الأرض علماً إنه الفقيه أبو حنيفة النعمان فمن نسل الورع جاء الفقيه.
2-أن يكون من بيئة كريمة
- فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سعيد بن المسيب أن النبي r قال:" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ".
3-أن يكون رفيقاً لطيفاً بأهله ( حسن الخلق)
- فقد أخرج مسلم من حديث سفيان عن أبي بكر بن أبي الجهم بن صخير العدوي قال:" سمعت فاطمة بنت قيس تقول إن زوجها طلقها ثلاثاً فلم يجعل لها رسول الله r سكنى ولا نفقة قالت: قال لي رسول الله r : إذا حللت فآذنيني فآذنته فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة بن زيد فقال رسول الله r : أما معاوية فرجل ترب لا مال له وأما أبو جهم فرجل ضرَّاب للنساء ولكن أسامة بن زيد .فقالت : بيدها هكذا أسامة أسامة .فقال لها رسول الله r : طاعة الله وطاعة رسوله خير لك قالت فتزوجته فاغتبطتُ .
- فحذرها النبي r من أن تتزوج من أبي جهم لأنه ضرَّاب للنساء .
- وأخرج البخاري ومسلم أن النبي r قال:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله ".
فعلى المسلمة أن تحرص حرصاً كبيراً على التأكد من حُسن خُلق الخاطب ولا تقصر في هذا الأمر ، فإن الزوج إن كان سيء الأخلاق قبيح المعاملة ساءت الحياة الزوجية .
§ جاء في كتاب ( تحفة العروس ص77)
أن أعرابية تقدم لخطبتها شاب فأعجبها جماله ولم تهتم بأخلاقه وسلوكه فنصحها والدها بعدم صلاحه ، فلم ترضى فأكد عليها عدم قبوله فرفضت وأخيراً تزوجته ، وبعد شهر من زواجها زارها أبوها في دارها فوجد جسمها عليه علامات الضرب من زوجها فتغافل عنه ،وسألها : كيف حالك يا بُنيتي ؟
فتظاهرت بالرضا فقال لها أبوها وما هذه العلامات التي في جسدك ؟ فبكت ونحبت طويلاً ثم قالت: ماذا أقول لك يا أبتاه ؟إني عصيتك واخترته دون أن أهتم بمعرفة الأخلاق وحُسن المعاملة!
- واعلمي أيتها الغالية:أن أساس الخُلق : الحلم والتواضع والكرم والرحمة .
4-أن يكون مستطيعاً للباءة بنوعيها ( وهي القدرة على الجماع وعلى مؤن الزواج وتكاليف المعيشة)
- فلقد قال النبي r لفاطمة بنت قيس كما في صحيح مسلم :" أما معاوية فصعلوك لا مال له ".
- ولقد حث النبي r الشباب على الزواج عند استطاعتهم الباءة ، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود t قال : قال رسول الله r :" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ".
§ قال الشوكاني في ( نيل الأوطار) :نقلاً عن الخطابي قوله : المراد بالباءة ( النكاح )
§ قال النووي "أختلف العلماء في المراد بالباءة هنا على قولين يرجعان إلي معني واحد :
×أصحهما : أن المراد معناها اللغوي وهو الجماع فتقديره من أستطاع منكم الجماع لقدرته على مؤنه وهي مؤنة النكاح فليتزوج ومن لم يستطع لعجزه عن مؤنته فعليه بالصوم ليدفع شهوته ويقطع شر منيه كما يقطع الوجاء .
5-أن يكون قوياً أميناً قال تعالى : {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } ([2]) ، ([3]) ( القصص 26)
فالرجل الغير أمين يضرب المرأة ويهينها فأين هي كلمة الله إذاً فلا يحل له أن يضربها بغير جريرة ولا يحل له أن يهجرها بغير جريرة وينبغي أن يتلطف معها ...وهذا كله داخل تحت الأمانة ومن يفعل فهو خائن لأنه أخذها بكلمة الله فهو إما أن يعاشرها بالمعروف أو يسرحها بإحسان .
فالمرأة تبذل مجهود غير طبيعي من تربية الأولاد وترتيب البيت وتعليم الأولاد والله عزَّ وجلَ أعطاك القوامة وأعطاك من سعة الصدر لما يسع أربعة نسوة فكيف لا تصبر على امرأة واحدة ...... إذاً هناك خلل .
يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم في ( عودة الحجاب 2 /357 ) :يجب على ولي المرأة أن يتقي الله فيمن يزوجها به وأن يراعي خصال الزوج فلا يزوجها ممن ساء خلقه أو ضعف دينه أو قصر عن القيام بحقها فإن النكاح يشبه الرق والاحتياط في حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها والزوج قادر على الطلاق بكل حال.
- فعن النبي r قال:" استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عندكم عوان " رواه الترمذي وحسنه الألباني في إرواء الغليل.
فالمرأة عند زوجها تشبه الأسير والرقيق فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة .
6-أن يكون كفؤاًومعنى الكفاءة : المساواة والمماثلة ومنه قوله r :" والمسلمون تتكافأ دماؤهم "روا أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود .
فالكفاءة : هي المساواة والتقارب بين الزوج والزوجة في المستوى الديني والأخلاقي والاجتماعي والمادي ولا ريب أن تكافؤ الزوجين من الأسباب الأساسية في نجاح الزواج وعدم التكافؤ يُحدث نوعاً التكافؤ يُحدث نوعاً من النفرة ويسبب الفسخ والشقاق .
فالراجح :أن الكفاءة المشترطة هي الكفاءة في الدين وهي محل اتفاق بين العلماء .
§ وقال ابن القيم كما في ( زاد الميعاد 5/159)
والذي يقتضيه الحكم اعتبار الدين في الكفاءة أصلاً وكمالاً فلا تزوج عفيفة لفاجر ولم يعتد القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك. والأدلة على ذلك متوافرة في الكتاب والسنة : أما الأدلة القرآنية
1. فقوله تعالى : {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ } ( النور 26 )
2. وقوله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ( الحجرات 13 )
3. وقوله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ( الحجرات 10 )
4. بعد أن ذكر الله المحرمات من النساء قال تعالى : {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ } ( النساء 24)
ولم يشترط حسباً ولا مالاً فقال تعالى : {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء } ( النساء 3)
وأما الأدلة النبوية 1-ما أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي r قال:" لا فضل لعربيٍّ على عجمي ولا لعجميٍّ على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى ، الناسُ من آدم وآدم من تراب ". 2-وأخرج البخاري ومسلم أن النبي r قال:" إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء إن أوليائي المتقون حيث كانوا وأين كانوا ".
3-وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي بسند فيه مقال وحسنه البعض بشواهده من حديث أبي حاتم المزني t قال : قال رسول الله r :" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٍ كبير ".
فهذه الآيات وتلك الأحاديث العامة المُطلقة تبين كفاءة الدين ولم تشترط شيئاً آخر .
- لكن يُستحب لأولياء المرأة النظر بعين الاعتبار إلى الكفاءة في بعض الأمور ( بجانب الدين ) والتي تناسب المرأة وحتى تستمر الحياة الزوجية ولا يحدث نُفرة وشِقاق لوجود فوارق مالية أو علمية أو اجتماعية أو ما شاكل ذلك .
خلاصة ما سبق أن الكفاءة في الدين هي الشرط الوحيد في النكاح وأما فيما عدا ذلك فليس بشرط ، لكن لكل من الزوجين وأولياء الزوجة الحق باختيار من يناسبها ويساويها وتحسن معه العشرة وتتحقق معه دواعي الاستقرار والانسجام في الأسرة وتجنب دواعي الشِقاق والضرر والتنغيص لكنها إن تنازلت عمّن يناسبها من حيث الحسب والصنعة والمال ونحو ذلك فزواجها صحيح لا شئ فيه .
واحذري هذا النوع من الرجال
1) احذري الفاسق فمن زوج ابنته بفاسق فقد جنى على دينها وتعرض لسخط الله لأنه كان سبب لقطع الأرحام بسبب سوء الاختيار ويدخل منهمشارب الخمر أو المخدرات أو السجائر أو تارك الصلاة أو المُرتشي و آكل الربا... فكل هذا مما يمحق البركة ....
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومن كان مُصراً على الفسوق لا ينبغي أن يُزوج .
2) احذري دميم الخِلقة فالإنسان منا مفطور على حب الجمال وكراهية القبح ودمامة الوجه وقبح المنظر يبعثان على الكراهية وهذا في الغالب . فقد أخرج البخاري بسنده :" أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس t رأت زوجها يوماً قد أقبل ومعه جماعة من الرجال فإذا هو أقصرهم وأقبحهم منظراً فجاءت إلى رسول الله r فقالت : يا رسول الله ما أعتب عليه في خُلق ولا دين ([4]) ، ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله r " أتُردِين عليه حديقته ؟قالت : نعم .فقال رسول الله r أقبل الحديقة وطلقها تطليقة ".. وهذا ما يسمى بالخلع .
وفي رواية أخرى عند البخاري أيضاً:" أن جميلة بنت أبي ابن سلول ( أخت عبد الله بن أبي بن سلول ) قالت :يا رسول الله لا يجتمع رأسي ورأس ثابت أبداً ، إني رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في عدة رجال فإذا هو أشدهم سواداً وأقصرهم قامة وأقبحهم وجهاً فقال r : أتردين عليه حديقته ؟قالت : نعم فردتها وأمره أن يطلقها ".
فليس من الخير أن تستمر الحياة الزوجية مع ذلك النفور وتلك الكراهية حتى لا تنزل المرأة إلى طريق الانحراف والغواية .لكن قد يكون الرجل الدميم أفضل من كثير من الرجال فعلى المرأة أن تصبر إن استطاعت فإننا قد نجد في الصبر على ما نكره خيراً كثيراً .فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أنس t قال :" خطب النبي r امرأة من الأنصار من أبيها لرجل يدعى ( جلبيب ) وكان جلبيب قصيراً دميماً ، فكأن الأنصاري أبا الجارية كرهه ذلك فقال : حتى استأمر أمها فقال r : نعم إذاً ، فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فأبت أشد الإباء .فقالت : الجارية بعدما سمعت حديثهما أتريدون أن تردوا على رسول الله r أمره ثم تلت قول الله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} وقالت : رضيت وسلمت لما يرضي به رسول الله r فدعى لها رسول الله r وقال : اللهم أصبب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدا فكانت من أكثر الأنصار نفقة ومالاً .قال أنس : فما كان من الأنصار أيم انفق منها ".ولقد تأيمت بعدما خرج جلبيب مع النبي r في غزوة .
وذكر صاحب ( تحفة العروس ص147) :أن العتبى كان يمشي في شوارع البصرة وإذا بامرأة من أجمل النساء وأظرفهن تلاعب شخصاً سمجاً قبيحاً وكلما كلمته تضحك في وجهه فدنوت منها وقلت لها : من يكون هذا منك ؟ فقالت : هو زوجي ، فقلت لها : كيف تصبرين على سماجته وقبحه مع حسنك ؟
فقالت : يا هذا لعله رزق مثلي فشكر وأنا رزقت مثله فصبرت والصبور والشكور من أهل الجنة أفلا أرضى بما قسمه الله لي ؟ قال العتبي : فأعجزني جوابها فمضيت وتركتها ".
واحذري هذا النوع من الرجال:- المُخنث المتشبه بالنساء فأنتتريدين أن يكون لكي زوجٌ صالح، يؤنس وحشتك، ويعينك في محنتك، ويكون لك ركناً شديداً تأوين إليه وقت خوفك، وخلو حياتك من أنيس.. لا مخنثا لا يتمتع بالرجولة ولا بالقوامة الزوجية... واحذري الذي يتزوجك لجمالك ، فإنه إذا رأى أجمل منك تركك وذهب إليها......وهكذا أيضا حلاق النساء ( الكوافير ) فإنه ما يفتأ أن ينظر لهاته ذات القوام الطويل وتلك ذات القوام القصير و أخرى شعرها كالحرير.. احذري الديوث الذي يقر الخبث في أهل بيته ويسمح لهم بالتبرج ويأتي بآلات اللهو والمعازف والمرئيات التي يُعرض فيها ما يندى له الجبين ...واحذري القبوري والذي يطَّوف حول القبر ويتوسل به ويطلب منه وينذر له ويشد الرِحال إلي الموالد ....وأخطر منه المشعوذ والساحر الذي يعالج الناس باسم العلاج بالقرآن ويضع لهم الأحجبة والتمائم والأعمال ...
خلاصة المقال: وخلاصة كل ما قلناه جمعه الحديث الذي قال فيه رسول الله r :" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٍ كبير ".فالدين والخلق أساس الزوج الصالح ونظير ذلك بالنسبة للزوجة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (السلسلة الصحيحة) :تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاثة : تنكح المرأة على مالها وتنكح المرأة على جمالها وتنكح المرأة على دينها فخذ ذات الدين والخلق تربت يداك) وما يقال للمرأة يقال للرجل وما يقال للرجل يقال للمرأة للحديث الذي مر: "النساء شقائق الرجال" إلا ما يختص بالرجل من أحكام كالجهاد وغيره ...أو ما يختص بالمرأة كأحكام النفاس وغيرها..إذاً الرجل يُتزوج لدينه وخلقه ويدخل فيه الأمانة وجماله وحسبه ثم يأتي الكفء وبعدهم تأتي الأشياء الأخر التي إن توفرت فبها ونعمت أو لا فلا يضير ذلك .....اللهم ارزق شباب المسلمين زوجات صالحات وارزق بناتهم أزواجا صالحين و أحييهم في بيوتهم مطمئنين واجعلهم من السعداء الآمنين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
([1]) حري : أي حقيقة .
([2]) قوي : لاكتساب الرزق وللدفاع عن المرأة .؟
([3]) أمين : لقول النبي r " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بكلمة الله ".
([4]) ما أعتب عليه في خلق ولا دين : أي أنها لا تريد مفارقته لسوء خلقه ولا لنقصان دينه ولكن كانت تكرهه لدمامته وهي تكره أن تحملها الكراهية على التقصير فيما يجب له من حق ، والمقصود بالكفر ( كفران الزوج ) أي حقه .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكراااااااااااا كتييييير
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا اختي تدخلكي جيد
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
لا شكر على واجب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
لاشكر على واجب دمتم أوفياء أتقياء أصفياء
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيك موفق دائما بمواضيعك المميزة
واضح أنك صاحب مبادئ راقية
و لك رسالة سامية أعانك الله على إيصالها