ط£ط¶ظ… طµظˆطھظٹ ظ„ظ€ chikh 72
السلوك الحضاري ضرب من التعامل والمعاملة التي يستحسنها الناس ، ويثنون عليها وهذه الوقفة تتعلق بالحضارة ومعناها ، وتتعلق بالأسس الحضارية في الإسلام وما صاحبهـا ، ويـرون لـه منزلة عظيمة ، ويصفونه بحسن الخلق ت نقف وقفة موجزة ؛ لتكون مدخلاً إلى هذا الموضوع .
يتعلق بأسباب ضعف وانهيار الحضارات ، وليس هذا مقصود حديثنا وإنما هو تقدمة وتوطئة ، فلا نطيل فيها القول بإذن الله عز وجل .
الحضارة في لغة العرب مشتقة من الفعل الثلاثي " حضر " ، والحضر خلاف البدوي والنسبة إليه حضري كما يقول أهل اللغة .
والحضري : هو الذي يقيم بالحضر .
والحضارة : سكون الحضر .
والحاضرة : هي التي بخلاف البادية التي يكون فيها استقرار وعمران ومدن وقرى ، كما قال القطمي الشاعر :
فمن تكن الحضارة أعجبته **** فأي رجال بادية ترانا
فهذا معنى الحضارة في أصل اللغة : هو الاستيطان والاستقرار ووجود أسباب هذا الاستيطان والاستقرار من البناء والعمران والزراعة والصناعة ونحو ذلك ، مما يكون في الحضر دون البدو.
وهذا التعريف ينسحب على كل ما فيه نوع استقرار وتقدم سواءً كان في النواحي المادية أو كان في النواحي المعنوية المتعلقة بالأفكار والمبادئ التصورات والمتعلقة كذلك بالسلوكيات ، وقد عرف ابن خلدون هذه الحضارة بجانبها المادي الذي غلب على الناس ذكره ، فاليوم عندما يصف الناس بلاداً بأنها متحضرة ؛ فإن غالب ما في أذهانهم أن تكون هذه البلاد ذات عمران شاهق ، وذات طرق واسعة ، وذات مصانع كثيرة ، وذات تقنية عالية ونحو ذلك .. فوصف ابن خلدون ذلك على هذا النحو بما كان في بيئة العرب من بادية ثم انتقالهم بعد ذلك إلى الحضارة فقال عن الحضارة : " إنها أحوال عادية زائدة على الضروري من أحوال عمران " ، وقال : " إنما هي تفنن للترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه " أي في وجوه الترف والترقي ومذاهبه .
لكن عندما نأتي إلى التعريف الاصطلاحي الذي ذكره المفكرون الإسلاميون من المتأخرين نجد عبارات جزيلة ومعان قوية ، فصاحب الضلال يعرف الحضارة قائلاً : " هي ما تعطيه للبشرية من تصورات ومفاهيم ومبادئ وقيم تصلح لقيادة البشرية وتسمح لها بالترقي والنمو الحقيقيين " .
وفسر النمو والترقي بجانبيه المادي والمعنوي فقال : " إنه الترقي والنمو للإنسان وللقيم وللحياة كلها ".
وفي تعريف آخر لأحد المفكرين يقول عن الحضارة : " إنها تصور سليم للحياة وغايتها في نظام اجتماعي يقود الإنسان إلى الرقي والإخاء والأمان " .
فهي تصور اعتقادي سليم للحياة يضع الأمور في نصابها ويعرف غايتها وينبني عليه نظام اجتماعي في التعامل يقود الإنسان إلى تحقق الرقي والإخاء والأمان .
وهذه بعض التعريفات التي ذكرها المفكرون الإسلاميون تبدي لنا أن الحضارة مبنية على العقائد والمبادئ ، وأنها تهدف إلى الرقي والنمو في هذا الجانب ، وفي جانب الأخذ بأسباب الحضارة المادية واستخدام وتسخير ما أنعم الله سبحانه وتعالى به على الناس في هذه الأرض من خيرات ، وفي هذه الحياة الدنيا من أسباب تعين الناس على شئون حياتهم وأمور دنياهم .
وأما أسس الحضارة في الإسلام فيمكن الإشارة إليها في ضوء هذه التعاريف في جانبين اثنين :
الأساس الأول : جانب العقيدة الإسلامية
التي تشمل كثيراً من المزايا والمحاسن المتعلقة بأسس الحضارة ، فهي تعنى بسمو الإنسان وبإيمانه واستعلائه بيقينه على الهوى والشهوة وتعنى بسمو تفكيره بالمنهج الذي يعتمد على الدليل { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } ، وترك التقليد { إنا وجدنا آباءنا على أمة } ، ثم أيضاً تقدم العقيدة في مضمونها التصور الحقيقي الصحيح لهذه الحياة والنظرية السليمة للربط بين الأسباب والمسببات ، وكذلك تقدم الجانب الأهم في حياة الإنسان وهو ارتباطه بخالقه وبخالق الكون بالله سبحانه وتعالى ، فلا يأس من رحمة الله { إنه لا ييئس من رحمة الله إلا القوم الكافرون } ، ولا غفلة عن الله سبحانه وتعالى ، ولا اعتماد إلا عليه سبحانه وتعالى ، فهذه العقيدة تؤسس المبادئ التي يفهم الإنسان فيها غايته وموقعه من هذا الوجود وصلته بخالقه سبحانه وتعالى .
ثم الأساس الثاني هو : النظام الاجتماعي الإسلامي
الذي جاء بالتشريعات الإسلامية فهو الذي يؤسس على سبيل المثال مبدأ المساواة { إن أكرمكم عند الله اتقاكم }.. ( لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ) كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، وتؤسس العدالة في ما بين الناس وتقيم الحرية الحقة التي ليس فيها ظلم ولا بغي ولا عدوان وتعقد أواصر الأخوة الإنسانية ثم الإسلامية وتقيم الحياة على جانب التعاون والتآلف فيما بين الناس .
وهذا بإيجاز يجعل هذه الحضارة قائمة على أسس من المبادئ والسلوكيات تكفل لها القيام والنمو والازدهار والاستمرار ، ثم نختم هذه العجالة بالوقوف السريع أمام أمراض الحضارات التي تؤدي إلى تدهورها وانهيارها ومن أهمها :
1- الجهل بحقيقة الإنسان
فكثير من الحضارات المتأخرة كالحضارة الغربية وغيرها تجهل حقيقة الإنسان من حيث مشاعره وأفكاره ومبادئه وحاجاته الروحية والإيمانية ونحو ذلك ، وكانت لهم ردة فعل تجاه ما كان من تسلط الكنيسة ونحو ذلك مما لا مجال لذكره فكانت هناك انطلاقة بعيدة عن مشاعر الإنسان وفكره ومتطلباته الروحية فهذا من أهم الأسباب التي يحصل بها كثير من الفساد.
ظ…ظ†ظ‚ظˆظ„...... ط£ط±ط¬ظˆ ط£ظ† ظٹظپظٹط¯ظ†ط§ .