عنوان الموضوع : الواجبات والفروض المنزلية في العطلة بيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

إهمال الواجبات المنزلية : الأسباب و الحلول
عبد الخالق نتيج

بسم الله الرحمن الرحيم

في نهاية دورة " قواعد التفوق الدراسي " ، سألتني إحدى الأخوات عن مشكل يرهقها كثيرا ، و هو عدم إنجاز أخاها لواجباته المدرسية و حتى إذا أنجزها ينجزوها بإهمال و عدم اكتراث ، أجبتها بما فتح علي الله في ذلك الوقت ، تم قررت التوسع في الموضوع لما له من أهمية ملاحظة في مجتمعنا المغربي و العربي بصفة عامة .
وقد ارتأيت أن أجعل الموضوع في حزين الأول للأسباب و الثانية من أجل التوسع في بعض نقاط الحل.

الجزء الأول : الأسباب
إن إهمال الواجبات المنزلية ، ليس هو المشكل بل هو من مظاهر انعدام المسؤولية و كره الدراسة ، بسبب تصورات الطفل و عدم تفهمه لأسباب هذه التمارين الإضافية , بل ربما يعتبرها شكلا من أشكال العقاب غير المبرر .
أسباب الظاهرة تتنوع و تختلف حسب الحالة لكني سأحاول إجمالها في النقط التالية :

من طرف الأساتذة :
عدم تحبيب المادة لتلاميذ يعتبر أهم محاور المشكل لأن الطفل إذا أحب شيئا فعله مباشرة دون دفع أو إجبار ، بل و يفعله و هو مستمتع كأنه يلعب بلعبة محببة إليه .
ثم عدم شرح التمارين و أسبابها لتلاميذ يجعلهم يحكمون مخيلتهم الواسعة وتصوراتهم الخاطئة و يعتبرون الأعمال المنزلية عقابا بدون ذنب.

من طرف الآباء :
عدم تشجيع الآباء الأبناء على القيام بالواجبات المنزلية ، فكثيرا ما يكون أصل المشكل من تهاون الآباء في دفع أبنائهم لإنجاز و واجباتهم المدرسية ، وهذه قصة حقيقة قصتها أم في إحدى القنوات الفضائية ليستفيد منها الآباء،
تحكي الأم فتقول :
عندي بنت أدخلتها المدرسة وهي مازالت صغيرة ، كانت تقرأ نصف يوم ، كلما عادت من المدرسة مساءا سألتها عن أحوال المدرسة و كيف تعاملت مع أستاذتها و زملائها ، كانت إجابتها جيدة و قد طلبت مني الأستاذة القيام بواجب منزلي " نقل جملة واحدة " ، قلت لها كُلي ثم شاهدي التلفاز قليلا لنقوم بالواجب سويا ، بعد أن أكلت و عند مشاهدتها لتلفاز نامت ، ولم أستطع إيقادها لأنها صغيرة و تعبت من المدرسة ،؛ فأخذت كتاب الواجب وقمت بنسخ الجملة بيدي اليسرى لكي لا تكتشفها المربية ، في اليوم التالي سألتها عن أحوال المدرسة و الواجب فقالت : جيدة و أعطتني المربية نجمة (أي قمت بالواجب بشكل جيد ) ، فقلت لها هل عندك واجب اليوم قالت : نعم نقل جملة أخرى فقلت كُلي وشاهدي التلفاز قليلا لنقوم بالواجب معا ، ونفس الشيء حدث نامت و هي تشاهد التلفاز ، و أنا أعدت نفس الفعل نقلت الجملة بيدي اليسرى ، في اليوم الثالث عند عودة ابنتي من المدرسة سألتها عن المدرسة والواجب ، فقالت : جيد و أعطتني المربية نجمة ثم قالت عندي واجب نقل جملة ، فقلت لها كلي و شاهدي التلفاز و لكن لا تنامي هذه المرة لنقوم بالواجب معا ، فقالت لا يا أمي فالواجب " حَيْ حُل نفسُ بنفسُ " .
صدمت الأم بتصور ابنتها و حاولت بعد ذلك تصحيح تصورها و لكنه من صعب إصلاح ما كُسر ، إن هذه الحكاية على بساطتها تسلط الضوء على أهم أسباب الفشل الدراسي ، أي عدم تحمل المسؤولية ، لأن أبناءنا يحتاجون التدرب على تحمل المسؤولية من الصغر.

من طرف الأبناء :
عدم الاكتراث و كثرت المُلهيات من أسباب ضياع الأبناء بصفة عامة ، وهي نفس أسباب عدم القيام بالأعمال المنزلية ، لأن هناك أشياء ممتعة و أفضل للقيام بها مثل اللعب و مشاهدة التلفاز.

في الجزء القادم سأسلط الضوء على بعض النقط المهمة من أجل خلق دافعية ذاتية عند الأبناء للقيام بالواجب المنزلي .



الجزء الثاني : الحلول

تتمة للمقالة السابقة " إهمال الواجبات المنزلية: الأسباب "؛ في هذه المقالة بعض النقط التي رأيتها مهمة في التعامل مع هذه المشكلة ، و أهم ما أود التركيز عليه أن هذه النقاط هي اجتهاد شخصي من قراءتي لمجموعة من الكتب التي تهتم بتربية الأطفال و مجموعة من التدوينات و من خلا ل ممارستي المهنية ، ثاني نقطة أن مثل هذه المشاكل التي تتعلق بالإنسان هي مُركبة ومتشابكة بالأصل لأنها تتعلق بمخلوق مركب من عقل و عاطفة و سلوك ؛ لذلك قد يحتاج علاج هذه المشكلة لتركيب مجموعة من الحلول لإنتاج دواء ناجع، و أخيرا لحل هذه المشكلة لابد من أن تتعاون عدة أطراف فيما بينها .
كما في المقالة السابقة سأكتب النقاط المتعلقة بكل طرف منفصلة؛

حلول من طرف الأساتذة :
أولا لابد من الاتفاق الأولي بين أطراف العملية التعليمية التعلمية حول الواجبات المنزلية ، إذ على الأستاذ و التلاميذ الاتفاق حول ميثاق العمل المدرسي و من أهم النقاط التي يحتويها الميثاق الاتفاق حول الواجبات المنزلية و لا ضرر في الاتفاق حول عددها و مدى صعوبتها مثلا تحدد في ثلاث أيام في الأسبوع،كما يُذكر التلاميذ بأهمية الواجب المنزلي و تأثيره على مدى تحصيلهم و تفوقهم الدراسي.
ثانيا لابد من معرفة الأسباب الشخصية للمُهل في واجباته المنزلية ،هذه الفكرة ستساهم في توسيع و معرفة الرأي الأخر في المشكلة ؛ من الممكن مثلا أن يطلب من التلميذ أو التلاميذ كتابة موضوعي إنشائي حول أسباب عدم القيام بالواجب أو القيام به بشكل رديء ، وبذلك نعرف المشكل ونحله من جذوره ، لأن المشكل من الممكن أن يكون متصلا بتصورات خاطئة لذا الأطفال، وأول خطوة لتصحيحها هي معرفتها.

حلول من طرف الآباء :
إن المطلوب من الآباء هو تشجيع أبناءهم على الدراسة و القيام بالواجبات المتصلة بها ، و لكن معظم الآباء يقول: " أنا أشجع ابني على القيام بواجباته الدراسية لكنه لا يقوم بها" ، وهنا يا صديقي المشكل ليس في الطريقة أي التشجيع و لكن المشكل في كيفية تطبيق الطريقة ، إذ أن أول ما يجب فعله لتفعيل التشجيع هي معرفة ما يحفز الأطفال و ما هي رغباتهم، سواء من خلال الملاحظة أو حتى أن تطلب منهم كتابة ما يريدون الحصول عليه و ما يتطلعون إليه ثم تستعمل هذه القائمة لتشجيعهم على القيام بأعمالهم الدراسية ، وكذلك الاستفادة من مجموعة من الوسائل الموجودة مسبقا مثل التلفاز والإنترنت و الألعاب الإلكترونية فلابد من أن تكون متصلة بالأعمال المدرسية.
إن الواجبات المدرسية تختلف درجة صعوبتها لذا في بعض الأحيان يكون من الضروري مساعدة الأولاد على إنجازها و إعادة توضيحها ، إذ لابد أن يحس الطفل أن العائلة متضامنة معه من اجل إنجاز و واجباته المدرسية ؛ فهذا يقوي الروابط الإيجابية لذا الطفل سواء مع عائلته أو مع الدراسة بشكل عام.
و أخيرا لابد من تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية و ربطها بالوقت ، و يُستحسن تحديد وقت معين للدراسة في المنزل مثلا بعد العودة من المدرسة وتناول الطعام و قبل التلفاز والإنترنت ، و كذلك تحديد مدة زمنية حتى وإن لم تكن هناك واجبات منزلية فهناك المراجعة أو على الأقل المطالعة و القراءة.

حلول من طرف التلاميذ:
إن مشكل إهمال الواجبات المنزلية لا يتعلق فقط بالأساتذة والوالدين إنما يتجاوزهم للأطفال أنفسهم ، إذ لابد من أن يحاول الطفل الاتزان في حياته اليومية أو كما قال صلى الله عليه وسلم " ساعة وساعة " بمعنى هناك وقت لدراسة ووقت لراحة و المرح ، باتزان دون أن يسيطر جانب على الآخر فنصبح مثل السيارة التي تتحرك بثلاث عجلات ، متدبدبة على الطريق.
ثم من أهم ما على الأطفال تعلمه ترتيب الأولويات لأن لكل شخص أولويات في الحياة حددها هو نفسه أو حددها له المجتمع و الأسرة و الإعلام ، علمت بذلك أم لم تعلم أنت تعمل حسب أولويات مرتبة مُسبقا، لاحظ أعمالك وتصرفاتك و ستعرف ما هي أولوياتك في الحياة ، إن ترتيب الأولويات كترتيب البيت الداخلي، فأنت لا تستطيع العمل في مكان مضطرب لا تعرف أعلاه من أسفله ، كذلك الحياة؛ لا تستطيع العيش بها و أنت لا تعرف ما هي أولوياتك أهي الدراسة أم اللعب أم العمل ، عند الأذان ما هي الأولوية أهي الصلاة أم الدراسة ، عند الرجوع من المدرسة ما هي الأولوية أهي الواجبات المدرسية أم اللعب أم الأكل، حدد أولوياتك لتقود حياتَك.

في الختام ؛
الأعمال المنزلية فرصة لتَفوق و لرَبط المدرسة بالأُسرة و هي طريقة لرفع من جودة المنتوج التربوي ؛ بشرط أن نُحسن استعمالها ، و بألا تزيد من أتقال الآباء بالساعات الإضافية و ساعات الدعم .

أدعكم في حفظ الله ورعايته ؛ أخوكم عبد الخالق نتيج


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الكل اصبح يتدخل في مهام الاستاذ البيداغوجية فترى اولياء التلاميذ يهملون متابعة تلاميذهم في المدرسة والذي يعتبر عملية مهمة في العملية التربوية وتجدهم يوجهون انتقادات للاساتذة في شتى المجالات خاصة ما كثر الحديث عليه هذه الايام حول الواجبات المنزلية في العطلة ....باختصار اذا اعطى الاستاذ واجبات تجدالاولياء
يوجهون الانتقادات ويركزون على السلبيات و....و اذالم يعطي الاستاذ الواجبات المنزلة.ايضا يوجهون انتقادات للاستاذ بانه لايقوم بواجبه و .....و ....الشعب الجزائري ظاهرة مرضية فعلا....


=========


>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sasa-19
الكل اصبح يتدخل في مهام الاستاذ البيداغوجية فترى اولياء التلاميذ يهملون متابعة تلاميذهم في المدرسة والذي يعتبر عملية مهمة في العملية التربوية وتجدهم يوجهون انتقادات للاساتذة في شتى المجالات خاصة ما كثر الحديث عليه هذه الايام حول الواجبات المنزلية في العطلة ....باختصار اذا اعطى الاستاذ واجبات تجدالاولياء
يوجهون الانتقادات ويركزون على السلبيات و....و اذالم يعطي الاستاذ الواجبات المنزلة.ايضا يوجهون انتقادات للاستاذ بانه لايقوم بواجبه و .....و ....الشعب الجزائري ظاهرة مرضية فعلا....

ههه أعتقد أن هذا ما تقصده


شكرا لصاحب الموضوع على الإفادة و سأحاول الإثراء إن شاء الله .

=========


>>>> الرد الثالث :

مشكور يا ناصر العلم

=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========