عنوان الموضوع : ساااااااااااااااااعدوني في بحثي حول موضوع التسرب المدرسي
مقدم من طرف منتديات العندليب


انا بحاجة ماسة الى مراجع تحتوي على موضوع التسرب المدرسي
ارجو المساعدة يا زملائي بالممنتدى
شكرااااااااااااا



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ربما هذا سوف يساعدك


ظاهرة التسرب المدرسى المفهوم والحل



إن التسرب المدرسي كان ولا يزال شكلا من الأشكال المعرقلة لكلّ التخطيطــات و المنهجيات المسطــرة لتعليم و تكوين الأجيال الهادف إلى إعـدادهم لمواكبة التطورات وحمل المسؤولية بكل ما يمكن من النّــضج الفكري و الوعــي . وهو فضلا عن أنّــه ظاهــرة تربوية تفشل طموح الدّولــة وتحبط أهدافها فهو في نفس الوقـت مشكل سياسي واقتصـــادي واجتمـــاعي لــــه أثره السلبي على التنمية الشاملة و التكوين المنتظم .

[B]ووعيــا من اليونسكو بأخطـــار التسرب المدرسي فقد نظم في جنيف عام 1980 مــؤتمرا دوليـــا للتربية انصـبّ اهتمامه على بحث سبـــل تحسين فعّــالية الأنظمة التعليمية عن طــريق التخفيف من وطأة الهــدر في مختلف مراحلها .

[B]وفي الجزائر كما هو الشان بالنسبة لدول العالم الثالـــث إنّ التســرب المدرسي مشكلــــــة نراها تستفحل استفحــالا مقلقــــا سنة بعد سنة ، وإن هـــذا يقتضــي تكثيف البحــوث التربوية الميدانيــــة عن طــريق الاستبيــانات و الاستقصـــاء و الإحصـــاء و السياسة الرشيدة في بناء البرامج وتحديد المواقيت و العناية بمجال التكوين وذلك على مــدى مسارات دراسية طويــلة، في بيئات جغرافية اجتماعية متباينة باعتبـــار أنّ نقط القــوّة و نقط البداية في بنــاء القــدرة العملية و العلمية في أيّ بلــد مرتبط كل الارتبــاط ببنـاء منظومة تربوية سليمة لا شــوائب فيها . وحين نريد ان نحدد مفهوم التسرب من غير الممكن الوقوف على تعريف دقيق وكامل لمفهوم التسرب المدرسي لأنّ صعوبة الأمر ترجع بالأساس إلى كون هذه الظاهرة- التي لا تواجهها مدارس الجزائر فقط - إلى تشعّــب الجذور و تعــدّد الأسباب و تـنوع مظــاهره وكثــرة طوائفـه بالإضـــافة إلى وجهات النظــر المختلفة التي تقـدّم بهـــا الباحثون في هذا الموضوع .

[B]فالتســرب المدرسي ظاهـــرة تربوية تعليمية تعني انقطــاع التلميذ عن مواصـلة الدراسة في سنة أو مرحلـــة من سنوات ومراحـــل التعليـــم انقطاعـا نهائيــا لسبب من الأسبــاب الموضوعيـــة والغيـــر موضوعيــة وذلك قبـــل انقضاء المرحلة الإجبـــارية المحددة من طرف الدولة .وهذا المشكل المتمثّــل في انقطاع التلميذ عن الدراسة دون أن يتــــمّ المنهـــاج المقــّرر و دون أن ينهـي عملـية التعلــم بأبعـادها و أهدافها غالبا ما نجــده وراء الإخلال بالنفقــــات المرصــودة للنظام التعليمي و التوقعات التخطيطية المعـدّة لتنظيم التعليم في جميـــع أطــــواره

[B]وممّــا يلاحظ أن المشكــل أصبح يزداد حجمــه نتيجة للنمو المتزايد في عـــدد التلاميذ خاصة في الدول التي تـتبنّى تعـميــم التعليـــم وتسعى إلى خلق فرصه في نطاق واسع ، و الظاهــرة أكثر حــدّة وتفـاقمـا سيّما في البـيــئات الريفية و خاصة عندما يتعلق الأمر بالإناث . ومن هنا فالتســرب المدرسي يؤدي إلى تأخير تحقيق إلزامية التعليم، و إلى ضياع الكثيــر من الجهود والأمـــوال وتعطيل مسار الارتقاء بالمستوى التعليمي المنشود.

مفهوم التسرب المدرسي في ظل علم الاجتمــاع و علم النفس :

تنقسم هذه الدراسة إلى قسمين :

· التلاميذ ما دون التمييــز أي 13 سنة وأقل

ودراسة هذه المرحلة تستدعي اللجوء إلى الأجهزة الاجتماعية المختصــة برعاية الطفولة والأمـــومة والأســـرة لنتوصل إلى فهم الحقائق المتعلقة بنفسية الطفل وحاجاته وبالتالي البحث في طرق معالجة الظاهــرة والحد منهـا .

� التلاميذ ما بين 13 و 16سنة حيث يصبح التلميذ مسـؤولا عن أعمــاله وهي مرحلة تتشابك فيها الظروف الاجتماعية و النفسية المتولدة عن عوامل التغيّــر التي تصيب الفرد في كيانه الاجتماعي ونموّه العقلي وتحوّلاته الجسمانية والنفسية التي غالبا ما ينبثق عنها التفاعل الإيجــابي مع الوسط التربوي أو العكس .

التســـرب المدرسي عوامل ومسببــات:

إنّ الباحث في أسباب التسرب المدرسي ما من شكّ أنّــه سيجد نفسه أمام زخم كبير من العوامل و الأسباب وإنّـنــا لمتأكّـدون أنّ هذه الأسباب بالإمكان حصـــرها في نقطتيــن :

1- العوامل الداخليـة وهي أمور يمكن تجاوزها والحدّ من أثرها في مجال الوقاية والعلاج ذلك باعتبــار أنها ناجمة عن مواطن النقص والخلل المتواجدة في المنظومة التربوية و الوســط المدرسي بصفة عامّة .

2- العوامل الخارجيــة أمّـــا هذه فهي عوامل خارجة عن نطاق المشرفين على شؤون التربية والتعليم ، و لا يمكن التصدّي لهــا إلاّ باللجـــوء إلى الهيـئــــات المختصّــة .

أ – العوامل الداخليــة :

- النقائص الناتجة عن بعض قرارات المنظومة التربوية .

- نقص الروح العملية والمهنية لدى عدد كبير من المدرسين الجـدد و عزوف القدمــاء عن تجديد معارفهم في ميدان علوم التربية .

- عـدم توافق الكتاب المدرسي و المناهج مع حاجات المتعلمين أو عدم قدرتها على تلبية رغباتهم وإشبـاع ميولهم .

- غياب السندات و التجهيـــزات البيداغوجية الجالبة للاهتمـــام .

- ضعف الإدارة المدرسيــة وقلّـــــة إسهامها في تحريك دواليب الأداءات التربوية الفاعلة .

- روتينية الإشـــــراف التربوي وظرفيته.

- حاجة المدرسة إلى فعالية الموجهين التربوييــن.

- انعدام البحث التربوي العميق المنبعث من بيئة المدرسة الجـزائرية ، وانعدام المجلات التربوية المتخصصـة و المشتملة على المستجدات العالمية في ميدان التربية .

- الاكتظاظ داخل الأقســـام نتيجة الانفجار السكّــاني وعدم تمكّــن المعلّم من تقديم تعليم نوعي لسوء ظــروف العمل المادّيـة والمعنــوية .

- الحالة الاجتماعية والمادية المــزرية للمعلـــــم .

- نظم الامتحانات و وضعية المتعلمين فيها أمام أســاليب التقويم .

- عدم التزام المعلمين الصــرامة في متابعة نشـــاط التلاميذ وأعماله
- وضــع التلميذ الذي يعاني بعض العجز مع مجموعة تفوقه مستوى

- عقم بعض طرق التدريس و سوء المعاملة التي يتعرض لها بعض التلاميذ من قبل معلميهم (الشتائم المعايرة ، السب …) .

العوامل الخــارجية :

- مصاعب ذات مصدر ذاتي أو عائلي :

- ضعف الثقة بالنفس و استحواذ الخجل على المتعلم .

- فساد الجوّ العائلي بسبب الصراعات و سوء التفاهم بين الوالدين أو الفقر المدقع الذي غالبا ما يكون وراء انقطاع المتعلّـم للاندماج في سوق العمل مبكــرا بحثا عن مصدر الرّزق لمساعدة الأولياء .

- قلّــة اهتمــام بعض الأولياء بالدّراسة وكذا أبنــائهم نتيجة لتفشــي بطالة الجامعييــن .

- انعكاســات العادات والتقاليد الموروثة وما يمليه العرف على بعض الأبــاء خاصّــة عندما يتعلّق الأمـــر بالفتاة الريفيــة بالدرجة الأولى .

- عدم قدرة بعض الأوليــاء على تحمّـــل مصــاريف أبنائهم في مجال النّـقل و تغطية تكاليف الغذاء.

- انحطـــاط مكانــة المعلّـم و المتعلّــم في الوسط الاجتمــاعي الذي سادته الرّوح المـــادّيـة .

- التوزيع الجغرافي المختلّ للمؤسســات التربوية وعدم توافقــه مع الأحياء و القرى .

- التنقلات المستمرة للتلاميذ الذين تبعد المدرسة عن مقرّاتهم بالكيلومترات .

- التنقلات المتواصلة للأســرة و كثرة رحيلها .

- قلّة وسـائل المراقبة والتكوين بالبيت .

وإلى جانب هذه الأسباب لا ننكــر أنّ هناك عوامل نفسية وجسدية غالبا ما وجدناها هي التي دفعت المتعلم إلى الانقطاع ومن بينها نذكـر على سبيل المثــال :

- ضعف الحواس : البصـر و السمع .

- المرض المزمن الذي يفرض على المتعلم الانقطاع عن الدراسة بين الحين والحين .

- العقـد النفسية الناتجة عن اضطـراب العلاقات بين الأولياء وعدم وجود مؤشرات الحوار البناء .

- نقص الذكاء و الاستعداد و نقص قدرة الاستيعاب الناجمة عن الاختلالات النفسية والجسمانية .
- ضعف قدرة الإدراك و التذكّــــر.

- الخجل وشعور التلميذ بالإحباط وعدم القدرة على الاستمرار في الدراسة نتيجة تراكم الضعف و استفحـــال أسباب العجـــز .

- انعدام الرغبة في الدراســــــة وميل المتعلم إلى الحـــــرف و الاحتراف .

إنّ هذه الأمــور المذكورة وغيرها هي من بين الإشكاليات المطروحة ميدانيــا ، وإنّـه ينبغي لنا أن نعمل على التصدي لها بشيء من الإمعان والتريث رغبة في الوصول إلى حلول ناجعة تسهّـل للتلميذ سبل اكتساب المعرفة و توطّــد العلاقة بينه وبين مدرسته ، لأنّــه كما توضّحه الحياة المدرسية في عمق واقعها المعيشي بفعل العوامل المذكورة قد خلقت بعض السلوك الغريب عن المدرسة الجزائرية التي كانت في يوم ما مثالا و نموذجا يقتـدى به في مجال الدراسـة و آدابها ، حيث أصبحنا اليوم لا نرى من المتعلمين الذين يعانون العجز أو التخلف الدراسي ، أو الأزمات النفسية إلاّ التمــرّد على نظام المدرسة ، و الاستعـصاء في الانسياق و الخنوع ، بل غالبا ما نجدهم يعـوّضون الفشل الدراسي بالسلوك الشـــاذّ الذي يدفع بإدارات المؤسســات إلى فصـله أوتحـويله وهذا باب آخــر من أبواب الّتســرّب .

وتشير الإحصائيات إلى أن 3 إلى 5 % من التلاميذ المتمدرسين على مستوى أيّ مؤسسة من مؤسســات الوطن يتسربون سنويـا ومن هنا إنّــه لا بد للمشـرفين على التعليم ببلادنا أن يضعوا أساليب و ميكانيزمات لوضع حد لهذا السيلان لأنّ الرقم ما من شكّ في ذلك مرتفع و جدّ مخيف حين نأخذه على المستوى الوطني ، وهذا أمر يتنافى مع ما تعدّه الدولة من إمكانات مادية من أجل توفير تعليم منتظم للجميع .

وعلى غرار الدراسة التي قامت بها وزارة التربية في السنوات الفارطة في موضوع التسرب المدرسي بما جاءت به الوثيقة من أرقام و بيانات و منحنيـــات توقفنا القراءة و التحليل عند نقطتين رئيسيتين :


-نطاق الظاهرة في الوسط التربوي :

لتكون الدراسة دقيقة يجب أن نحدّد نسبة المتسربين بحسب المستوى و كذا المرحلة عند نهاية كل سنة دراسية حتى يساعدنا ذّلك على معرفة النسب بدقة وبالتالي وضع المنحنيات دونما مغالطة أو احتمال تقديري وبعد جمع المعلومات اللجوء إلى التحليل و اتخاذ القرار .

2-نطاق الظاهرة في المحيط الجغرافي و البيئي :

أمّــا في هذا المجال إنّــه لابدّ من أن يكون الإحصــاء شاملا يعمّ كـلّ أرجاء التراب الوطني و أن

تشمل هذه العملية الإحصائية كل المناطق الجغرافية بأريافها ومدنها ومناطقها النــائية لأننا كلّــما دققنا في مجال التشخيص كلما تجلت العوامل و المؤثـرات وسهلت طرق العلاج بحسب ما تقتضيه الأولويات وما تستلزمه الموضوعية والواقعية رغــم أنّ هناك عوامل يعسر علاجها نظرا لارتباطها بجوانب اجتماعية أو نفسية يصعب حلّــها على المدى القريب أوالمتوسّــطـ ولو اتخذت لذلك تغييرات جذرية وعميقة على المستـوى الصّـحي و الاجتماعي.

لكن مهما كــان نحن نجزم القـــول أنّ التســرّب المدرسي ما هو في حقيقة أمــره إلاّ نتيجة حتمية للخيبة و الفشــل الدراسي بالدرجة الأولى ، وإنّ هذا الإخفاق هو في نظرنا أحد العوامل الرئيسية التي كانت و لا زالت تجبر التلميذ على الانقطــــاع أو تدفع أولياءه إلى منعه من مواصلة الدراسة دون أن ننكـــر أنّ هناك أسبـــابا أخـــرى اكثر أثــرا و أكثر تداخلا . لذا لا بدّ

من تبني استراتيجية هادفة لتتبّـــع جذور الظاهرة وفهم أسبــابها و مسببــــاتها .
تطـــــوّر ظاهرة التســرّب :

إنّ تحديد نسبة تطوّر ظاهرة التسرّب يفرض علينا أن نضع منهجية محكمة لتتبع تصاعدها أوتنازلها أو ثبـاتها أو تـأرجـحها من سنة إلى أخــــرى . كما أنّ هذه المنهجية يجب أن تقـــوم أســــاسا على الإحصــاء الجدّي و الاستبيانات على مستوى جميع الأطــــوار و المستويات أي أن تشمل كلّ المراحل الدّراسية التي من المفروض أن يقطعها التلميذ إجباريا من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة العاشرة في الطور الثالث.
وعليه ينبغي أن نقسّـــم الإحصاء على النحو الآتي :

المرحلة الأولى ( عدد المسجلين في السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثالثة )

المرحلة الثانية (عدد المتمدرسين في السنة الرابعة ايتدائي إلى السنة الخامسة )

المرحلة الثالثة ( عدد التلاميذ الذين انتقلوا من السنة الخامسة إلى السنة الأولى متوسّــط إلى غاية السنة الرابعة من التعليم المتوســط ) مقارنة عدد المسجلين بعدد المنقطعين عند نهاية كل سنة وتحديد النــسبة في كل مدرسة و كل إكمالية في كل بلدية في كل دائرة في كل ولاية حتى تبرز بكل جلاء مواقع تفاقم الظاهرة وتجنّد لذلك أساليب العلاج بناء على مجموع المعطيات ومجموع العوامل التي تمّ حصـــرها من خلال الاستبيانات وما أفرزتة الدراسة التحليلية من الأسباب المؤدّيــة إلى تفشي الظّـــــاهرة .

العلاج و إجـــــراءاته :

للحد من الظاهرة و سعيا منا إلى تطويق نطاقها و السعي إلى التقليل من عدد المتسربين سنويا إنه لا مناص لنا أن نعمد إلى البحث التربوي الحقّ و الفاعل لنقوم بجملة من التدخلات على مستوى المدارس و المؤسسات التي تتفشى فيها آفة التســرب

إجراءات على مستوى المنظومة التربوية:


بعضها مرتبط بالجانب التربوي وبعضها بالجــانب التنظيمي ونسوق على سبيل الذكر ما يلي :

1- بناء المناهج و البرامج على أسس علمية بحيث تغذّي جميع حاجات المتعلّم و تيسّر له سبل الاستمرارية في اكتساب المعرفة .

2- إعادة النظر في أنماط أدوات القياس و أساليب التّقويم باتّباع الآليـات المستحدثة في هذا الميدان.

3- إعداد كتب قيّـمة شكلا و مضمونا تستجيب بمحتواها و منهجيتها لميول المتعلّم ومتطلباته بحسب الأعمار و درجات النضج الفكري مع اقتـــراح مجموعة من النشاطات كفيلة بتحقيــــق التكوين الذّاتي تساعــده على استيعــاب المعلومات وإدماجها في ذاتــه .

4- التكفــل بالتلاميذ الذين يعانون من بطء الاستيعاب أو العجز في إدماج المعرفة منفردين عن زملائــهم، بالعمل على سدّ الثغرات و دعم المكتسبات ليتمكن المتعلّم من كسب قاعدة معرفية تبنــــي قدراته و كفاءاتــه .

5- تزويد المدارس بكّل الوسائل التّي من شأنها أن تحبّب الدراسة إلى نفوس التلاميذ (نشاطات رياضية، ثقافية ،إعلام آلي…)

6- تسهيل عملية ارتياد التلاميذ المدارس ( توفير النقل ، بناء المدارس بمراعاة الكثافة السكانية للأحياء ، و المسافة و التوازن…)

7- تحقيق مبـدأ تكافؤ الفرص بين جميع المـتمـدرسيــن باختلاف بيئاتهم و مناطقهم الجغرافية .

8- إعادة النظر في توظيف حاملي الليسانس دون أدنى مؤهل في المجال التّربوي والبيداغوجي مع تجنّب عملية الإدماج لما لها من الأثــر السلبي في كثير من المجالات.

9- اعتماد طريقة ناجعة في ميدان تكوين المعلمين و الأساتذة بالتركيز على مجموع المستجدات في حقل التربية و التعليم كـدراسة مختلف المقاربات و أدوات القياس و التّقويم.

10- تبنى استراتيجية فعّـــالة لتكوين المكونين .

11- الحرص على توجيه التلاميذ وفق ما يحدّده ملمح مسارهم الدّراسي لا بناء على ما يرغب فيه الأولياء.

12- إعادة النظر في قضية إرغام التلميذ على البقاء بمقاعد الدّراسة حتّى سنّ 16 عاما بالرغم من العجز الذي يبديه نتيجة لتراكم الضعف ، وفي هذا أرى أنّه من الأليق والأفضل أن نوجّه المتعلّم نحو مراكز التكوين المهني ليكتسب حرفة في صغر سنّه بدل أن نهدر وقته و نجبره على متابعة الدراسة دون رغبة منه باعتبار أن الاستبيانات التي قمنا بها على مستوى مؤسستنا تثبت أن عددا من التّلاميذ يصرّح أنّه يأتي إلى المدرسة لأنّ أولياءه يفرضون عليه أن يبقــى بالمؤسسة رغم أنفه.

13- تزويد كلّ 3 مآمن بأخصائي نفساني يساعد التلاميذ الذين يعانون الأزمات النفسية على تخطي الصعاب.

14- إنشــاء مدارس تعمل على إدمــاج المتسربين و المفصــولين الراغبين في العودة إلى مقاعد الدراسة .

15- تشجيع و تنشيط متابعة التعليم بواسطة المراسلة و الأنترنت .

17- العودة إلى العمل بالنظـــام الداخلي لتمكين التلاميذ الساكنين بالمناطق النائيـــة من

متابعة مســار تعليمي مستقــــرّ.

18- إعادة الاعتبار للمعلّــم و المدرســة و المتعلّـــم وتحسين صورته داخل المجتمع .

إجـــراءات على مستوى المجال الاجتماعي : في هذا المجال إنّ الحقيقة التي لا ينبغي أن نخفيها هي تلك الذهنيات الاجتماعية السلبية التي وللأسف نراها تنتشـــر و تتوسّــع داخل الأســر التي طغى عليها الطابع المادي حيث لا نلمس منهم إلاّ بثّ اليأس وبذور الفشل في نفوس أبنائهم بترديدهم للعبارة : ماذا فعل أخوك بالشهادة


=========


>>>> الرد الثاني :

يخصوه صور ويصبح بحث هايل
بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الثالث :

ما يكون غير خاطرك

=========


>>>> الرد الرابع :

مستخدمي التربية دائـرة البحـث و التـوثيــق
و تحسين مستواهم












على الفرد و التسرب المدرسي وأثره في المجتمع





النمط : مدير ثانوية الشعبة : مدير ثانوية
الإشـراف :








إذا كـانت ظـاهرة التسـرب المدرسي ظـاهرة عـالمية ، فـإن المختصيـن فـي علـوم التربيـة يـرون أن مسببـاتها متعـددة و متفـاعلـة ، وتكـاد تكـون مشتركـة حتـى و إن اختلفـت أسبـابهـا و فـي درجـة حدتهـا و فـي طبيعتهـا و مفعولهـا مـن بيئة إلى أخـرى .
لقـد أدركت البلـدان النـامية أهميـة التعليـم القاعـدي الذي يعتبـر شرطـا أساسيـا في نموهـا الاقتصـادي و الاجتماعي ، و هـذا ما يوضحـه " ادوارد .ب. فسك " الـذي أصدرتـه اليونسكو حول موضوع التسرب المدرسـي سنة 1998 . إذ يقول " لقد أصبـح مسؤولـو البلـدان التـي هي فـي طريق النمـو على وعي بالاستثمار في التربيـة القـاعدية ، ذلك لأنهـم على دراية بان التحكـم في آليـات القـراءة و الكتابة و الحساب شرط أساسي مستلزم لتكوين يد عاملة مؤهلة و قادرة على المنافسة ،و كذا إعـداد أوليـاء قـادرين على تحمـل مسـؤولياتهـم و مواطنيـن نشطيـن " 1 . فإن كـانت الدول النامية قـد أدركت أهمية التعليم في عمليـة النمو الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافـي ، فإنها أدركت أيضا أن هذه العملية لا تقـوم بها إلا منظومة تربوية فعالة ترصد لهـا موارد مالية كبيرة و خبرات بشرية معتبـرة .
و إن كـانت بلادنـا قد بدلت جهودا كبيرة في هذا المجال ، فإن ظاهرة التسرب المدرسي تشكـل تحديـا كبيرا للمجتمـع يعرقـل مسيرته ،و يرهـن تطـوره ، لذلك يجب أن تتضـافر الجهـود لمعالجة هذه الظاهرة التي استفحل أمرها و امتدت آثارها إلى المجالات الأخرى ، و هذا يتطلب تحديدها و معرفة أسبابها .














*مفهوم التسرب
*أسباب التسرب




*مفهوم التسرب
و لقـد أوردت منضمة "اليونسكو " مفهوما عـاما لظـاهرة التسـرب: " بمفهومها العام و الواسع ، يمكننا القول أن ظاهرة التسرب المدرسي عبـارة عن العدد الهـائل من التلاميذ الذيـن لا يتمكنون من اكتساب مجمل المهارات التي تلقـن لهم خلال مرحلة التعليـم الابتدائـي لسبـب أو لآخـر " 2
و ان كـان هذا التعريـف يحصـر التسـرب في العـدد الهـائل مـن التـلاميذ الذيـن لم يكتسبـوا المهـارات الملقنـة لهم فـي التعليـم الابتدائي ، فإن ظاهرة التسرب في التعليم الابتدائي لا تشكل الآ نسبة قليلـة من مجموع التلاميذ المتسربين في الطوريـن المتوسـط و الثـانوي .
وفي تعريـف آخر للتسـرب المدرسـي حسب اليونسكو دائما " يخص التلاميـذ الذين لا ينهـون دراستهـم فـي عـدد السنـوات المحـددة لهم ، إمـا لأنهـم ينقطعون عنها نهـائيا أولكونهم يعيـدون السنـة ، و بعبـارة أوضـح فهـو عبـارة عـن الفـرق بيـن عـدد التلاميـذ الـذين يبـاشرون دراستهـم ( طـور ، سنـة ، وحـدة تعليمية ، درس ) و عـدد أولئـك الـذين ينهونهـا فـي الآجال المحددة " 1
فـإن كـان هذا التعريـف يجعـل التـلاميذ المعيديـن ضمـن المتسربيـن فان المفهـوم العـام للتسـرب هـو انقطـاع المتعلميـن عن النظام التربوي ،و هذا الانقطـاع عن الدراسـة لـه أسبـاب كثيـرة ، و يشمـل فئـات مختلفة من المتمدرسيـن و هـذا يتضح مـن خـلال الدراسـة التـي قـام بهـا المركـز الوطني للوثـائق التربـوي بـأن ظاهـرة التسـرب في الجزائـر تتمثـل في ثـلاث فئـات مـن التلامـيذ .
الفئة الأولى : و تتمثل في التلاميذ الذين تخلوا عن الدراسة بمحض إرادتهم قبل بلوغهم السن الإلزامي (16) سنة و على وجه الخصوص الإناث في الوسط الريفي .
الفئة الثانية : و تتمثل في التلاميذ المرغمين على مغادرة مقاعد الدراسة بعد بلوغهم السن (16) سنة بسبب نتائجهم الدراسية .
الفئة الثالثة : و تتمثل في التلاميذ الذين ينقطعون عن الدراسة لأسباب مادية ، وعلى ضـوء هذا التقسيـم يمكن أن نصنف مسببـات التسرب المدرسـي الى عوامل اقتصـادية و اجتماعية و ثقافية و تربوية .



*أسباب التسرب
علـى ضوء الدراسـة التي قـام بهــا المركز الوطنـي للوثائق التربوية في السنـوات الثلاث : 1997 – 1998 – 1999 التـي يسجـل فيهـا النسب التـالية حسـب السنـوات 07.24 – 06.38 – 06.74 .
كمـا نلاحظ أنا النسبـة تتـراوح مـا بين 02.34 % و 02.56 % في الطورين الأول و الثـاني ، أمـا فـي الطـور الثـالث فهـي النسبـة الكبيـرة إذ تتـراوح مـا بيـن 11.29 % و 14.18 % و فـي التعليـم الثـانوي تشكـل نسبـة أكبـر إذ تتراوح مـا بين 14.80% و 15.12 % (1) .
إن هـذه المعاينـة العددية تمثـل عمليـة إحصـاء للـتلاميذ المتسـربين و الذين يتجـاوز عددهـم نصـف مليون سنويـا ، و أكثـرهـم لم يحصلـوا على مستـوى تعليـم قـاعـدي .
و هـذه مـؤشرات واضحـة تـدل علـى تفـاقـم ظـاهـرة التسـرب الـمدرسـي و تـراجع منظومتنـا التربويـة فـي أدائهـا ، لأن هـذه الظـاهرة الخطيـرة تشكل تحديـا لتطـور المجتمـع ، و تـرهن تطـوره الاقتصـادي و الاجتماعـي ، إذ يجب الوقـوف عـند المسببـات الاقتصاديـة و الاجتماعيـة و التربويـة لإلقـاء الضوء علـى هـذه الظـاهرة أو علـى رأس هـذه المسببات .
العامل الاقتصادي : حيث عرفـت البلاد أزمـة اقتصـادية خـانقة انعكسـت آثارها على المؤسسات كلهـا و ما رافـق ذلك من البطـالة التـي مست شرائـح واسعة في المجتمـع ، هذا بالإضافـة إلى تدنـي الدخـل الفردي حيث أصبحـت نسبـة كبيـرة من المجتمـع تحت عتبـة الفقـر ، كـل ذلك انعكـس على الأسـر المتماسكة التي عجزت حتى عـن توفير الطعـام لأبنائهـا ، كمـا ارتبط بالبطالـة تصـور المجتمع للدراسـة لأن البطـالة شملـت اليـد العاملة و العمال التقنيين و المتخرجين من الجامعـات مـن ذوي الشهادات العلـيا ، و بـذلك تغيـرت صورة المجتمع للتعليم ، حيث كـان يعتقـد أن الانسـان المتعلـم و صـاحب الشهـادة العليـا لابد أن تكـون لـه مكانتـه في المجتمـع ، لكن الواقـع المفـروض على الشعـب جعل الكثـير من الأسـر لا تـرى جـدوى في الدراسـة .
فالهـزة التـي تعـرض لها المجتمـع كـانت عنيفـة غيـرت الكثـير مـن المفاهيم و التصـورات ، فانقلـب سلـم القيـم ، بحيـث لـم يعـد الفـرد يقيَم بما يقدمه للمجتمع مـن علـم و عمل ، بـل أصبـح يقيَـم بمـا يملك ، و أمام هذا الوضع المتدنـي لـم يعـد فـي استطاعـة الأسـرة أن توفـر لأبنائهـا الطعـام و اللبـاس و الأدوات الدراسيـة و كلفـة التنقـل و الـعلاج و هـذا الوضع الاقتصادي كـان له تـأثيره القـوي على الجـانب الاجتماعـي و التربـوي إذ أن المنظومة التربوية لا تعمـل في فـراغ فهي كمـا تتـأثر بالواقـع الاقتصـادي تتـأثر كذلك بمعطيـات الـواقع الاجتماعـي ، و يتمثـل هـذا الواقـع فـي عـدد من المستويـات التي تبدأ من الأسـرة و هي المكـان الأول لتنميـة شخصيـة المتعلـم ، و نقل التراث الاجتماعـي و استيعـاب القيم و الاتجـاهات ، و اكتسـاب الحس المدنـي ، فلا يمكـن للمؤسسـة التربويـة أن تحسـن مـردودها إذا لـم تتعـاون معها الأسرة ، حيـث أن وعـي الأسرة بأهمية دورها التربـوي و تعـاونها المسؤول مع أجهـزة التعليم شرط ضروري لرفع مردود المنظومـة التربويـة ، كما أن المؤسسـة التربوية ليس وحـدة منعزلـة عن الهيكـل الاجتمـاعي العـام بمختلـف بنياتـه ، إد هـي فـي الواقـع حلقـة فـي السلسلـة الاجتماعـية ، و هـي و إن كانـت أهـم حلقاتها فان وظيفتها لا تكتمل إلا إذا تآزرت مـع جهود المؤسسـات الاجتماعية الاخـرى ، غيـر أنه يلاحظ ارتفـاع نسبة الأميـة عندنا بالنظـر إلى المجهودات المبذولة في الحقـل التربـوي ، و هـذا الأمر لا يسمـح بنمـو الثـروة البشرية إذ أن الثروة المـادية للمجتمع لا يمكـن أن تنمـو و تستمر في نموهـا إلا إذا صـاحبتهـا زيـادة في الرصيـد الوطني مـن الثروة البشريـة المـزودة بالمهـارات الفنيـة ، و بالوعي السياسي و الطمـوح و الجديـة ، فعـدم الانتباه لهـذه المسلمـة جعل الكثـير من البلـدان المستقلـة حديثـا تجـد نفسهـا أسيـرة نـوع جديـد من التبعيـة ، يتمـثل في حـاجتهـا المستمـرة إلـى استيـراد الخبـرة و ارتبـاط مشـاريعها الاقتصـادية و الثـقافية بمنظرين و منفذيـن لا صلـة لهـما بحقـائـق واقعهـا .
و لكي تقـوم المنظومة التربوية بمهامهـا الحضـارية ، فان اصلاحهـا لا يقوم إلا علـى اصلاحـات اقتصاديـة و اجتماعيـة عميقـة و ادارة سياسـية قوية قـائمة على العلـم و هـذا بـدوره يتطـلب إعـادة فـي تسييـر المؤسسـة و تنظيمهـا من حيـث :

1 – البرامج و المضـامين : إذ يجـب أن تـدرس البرامـج المقـررة دراسـة علمية و تربويـة في تكاملهـا و انسجـامها فـي مختلـف الأطـوار التعليميـة مع مراعاة التسلسـل فـي مضامينهـا لتحقيـق الأهـداف المرجوة منهـا .

2 – تكويـن المدرسين : فإذا كان المدرس هو المحور الأساسـي فـي المنظومة التربويـة فهـو الذي يقدم البرامـج و المضاميـن التعليميـة و التربوية للتلاميذ ، فيجـب اعـادة النظـر في انتقائه و أسلوب تكوينه .

3 – المرافق و التجهيزات : إن الهيـاكل و المنشـآت التربوية المنجـزة هنا و هناك ، نجد الكثـير منهـا يفتقـد إلى الوسـائل البيداغوجية و التجهيـزات العلمية لإنجاز البـرامج المقررة .
هـذه أهم الملاحظـات المرتبطـة بالمنظومـة التربويـة و التـي لها انعكاس على تحصيل التلاميـذ المعرفي ، ممـا أدى إلى استفحـال ظـاهرة التسرب المدرسـي التي تنعكـس آثـارها على الفـرد و المجتمـع .





















*آثاره على الفرد

*آثاره على المجتمع














آثار التسـرب علـى الفـرد و المجتمـع :

إن المجتمـع لمـا ينشـئ المدرسـة ، فانـه يسلـم أساسـا بأهميـة الفـرد فـي البنـاء الاجتماعي و هو بـذلك يسلم بذكـاء الفرد و قيمتـه الانسانيـة ، و لذلك تكون أهـداف التربيـة متمركزة على النمـو و مساعـدة قـوى الفرد على تحقيـق ذاتـه ، و تنميـة قدراتـه الفكريـة و الوجدانيـة ، لأن الأمم بـأفرادها فإن عمـل الفرد تطـورت الأمـة و ارتفعـت مكانتهـا و إن أهمـل ضعـفت الأمـة و تأخرت عن الركـب الحضـاري .
و أمـام التحـولات التي يشهدهـا العالـم ، و فـي ظـل عولمـة الاقتصـاد القائم على المنافسـة ، يتحتـم على المدرسـة الجزائريـة أن تعيد النظـر في إعـداد الفرد إعـدادًا سليمًـا لمواجهـة تحديـات القرن 21 الذي يشهـد انفجـارًا معرفيًا في المجـالات المختلفة ، والـذي لا مكانـة فيه للأمـي أو الضعيـف الـذي لم يـعدَ إعـدادًا كافيًا لينـدمج في مجتمعـه و ليكـون فـردًا صالحًـا يعمل لخيـره الخاص كمـا يعمل لخير مجتمعـه ، فأميتـه لا تسمـح له بالتعـرف على مصـادر الثروة في بيئتـه ، و المساهمـة في مجالات العمل و النشـاط فيهـا ، وكيـف يستثمـرها و يستفيـد منها ، وبذلك لا يكون هـذا الفـرد مفيدا في بنـاء مجتمعه و لا يـدرك الروابـط التـي تربطـه بالمجتمع ،مـن قيـم و لغـة و ديـن و تـاريخ ، وهـو بذلك يجهـل مسؤوليتـه و دوره في مجتمعـه ، كل تلك العوامـل تـؤدي به إلى الاقصـاء و التهميـش الذي يجعلـه عرضـة للانحرافات الخطيـرة التـي تهـدد سلامـة المجتمـع و أمنـه .
و هـذا أمـر لا يستقيـم مع أي مجتمـع انسانـي يـؤمن بأهميـة الفـرد و دوره في بنـاء مجتمـع ديمقراطـي "مجتمع يعتبـر قـوى الأفـراد و استقلالهـم قـاعدة هـامة ، مجتمع يفتـرض أن يسهـم كـل مواطـن فيـه فـي تسيـر الأمـور التـي يهتم بهـا الشعـب كمجمـوع" 1 .
فـالمـتســرب يعـد خسـارة للمجتمـع و جـانبـا ضعيفـا فيـه .





آثار التسرب على المجتمع :
إذا كـان عـدد التلاميذ المنخرطيـن سنويـا لا يمثـل الا المـادة الخـام التـي تتلقـاها الآلـة المدرسيـة لتصهـر فيهـا الخبرة الوطنيـة " فـإن مردود العملية التعليميـة يمكـن أن يقيـم بالمقارنـة بين قـاعدة الهرم التعليمـي ( التعليم الابتدائي ) و قمتـه ( التعليم الثانوي و الجامعي) كما يمكن أن يقَيم أيضا بمـدى تأثير الخبـرة التي تصنعها المؤسسات التربوية على الحياة الاقتصاديـة و الاجتماعية و الثـقافية " 2 .
لذلك نجـد الدول قـد أولـت التعليم عنايـة خـاصة ، بعد أن أدركت أنه العامل الرئيسـي في نموهـا و تقدمهـا ، " ويتضح ذلك مـن خلال حجـم الانفاق عليه بالقيـاس الى المجـالات الأخرى ، و لذلـك ارتبط التعليـم بالاقتصـاد ، فصارت الكـفاءة التعليمية مرتبطة بالكفـاءة الاقتصاديـة " 3 .
والمراد بالكفاءة التعليمية،هي قدرة النظام التعليمي على تحقيق الاهداف المنشودة،
و هـذه الكفـاءة تتحدد هي الأخـرى بعدة جـوانب مرتبطة بالتربيـة ، منهـا الكفاءة الخارجيـة ، و يقصد بهـا مدى قـدرة النظـام التعليمـي على تحقيـق أهداف المجتمـع الـذي وجد النظـام مـن أجـل خدمتـه و لقياس الكفـاءة الخارجيـة اعتمـدت مؤشـرات تبيـن مـدى قـدرة أي نظـام تعليمـي في خدمـة مجتمعـه ، و تتمثـل هـذه المؤشـرات في عـدد الخريجين ، و مدى مسـاهمتهم في المجـالات المختلفـة ، فـإذا نظرنـا مـن خـلال هـذه المؤشرات إلى قوافـل المتسربيـن الـذين يغـادرون المؤسسـات التعليميـة سنويـا دون أن يتلقـوا تعليمـا قـاعديـا يمكنهـم مـن الاندمـاج فـي المؤسسـات الاقتصـاديـة و الاجتماعيـة و الثقافيـة ، فإن المجتمع يكـون قد خسـر طاقـات بشريـة هائلة تتمثل في الشبـاب الـذي هـو آمال كل أمـة ، و الذي لـم تتمكـن الآلـة المدرسيـة أن تصهـرهم في مجتمعهـم ، بحيـث تصبـح هـذه الشريحـة الواسعـة تشكـل تحديا كبيرا للمجتمـع ، و ترهـن تطـوره الاقتصـادي و الاجتماعي و الثقافي ، لأن هذه الطاقـات المهدورة من الشبـاب الأمـي لا يمكن الاعتماد عليها في تحديث الاقتصـاد الوطني الذي يواجه منـافسة شرسـة ، تتطلـب خبرات و مهارات متطـورة ، و بـذلك تتحـول تلك الطـاقات الى قـوة تغـدي صفوف البطالة .

و على الصعيـد السياسـي فـإن هذه الطاقـات المهدورة ليـس لهـا تصور سياسي ، و لا قـدرة للأحـزاب السياسيـة فـي بـلادنـا علـى استثمـار تـلك الطاقـات في
برامجها السياسيـة ، كمـا أن تلك الطـاقات المهـدورة لا قدرة لهـا على فهـم البرامـج السياسيـة و مناقشتهـا ، و المساهمـة في إرسـاء قـواعد ديمقراطيـة يحتكـم اليها المجتمع ، و مؤسسات ديمقراطيـة تسيـر شؤونـه فبالإضافـة الـى الأمية الاقتصـادية و الأمية السياسية نجـد الأميـة الثقافية و التي تتمثل فـي عدم ادراك المتسربيـن للروابط التـي تـربطهم بمجتمعهـم و وطنـهم لـذلك تجدهم يشعرون بالإقصاء تارة ، و بالتهميش تارة أخـرى ، و مـن تم يكـون مـآلهم الانحـراف الذي تـترتـب عنه قضايا خطيـرة تمثـل تحديـا كبيـرا لتطـور المجتمـع و استقـراره .
ان تسليمنـا بتراجـع المنظومـة التربويـة فـي ادائها يـدل علـى نقـص واضح في كفـاءتها الكميـة و التـي تتمثل في عدد التلاميذ الـذين يخـرجهم النظـام بنجاح حيـث يرتبط بهـذا الجـانب دراسـة حـالات الرسـوب و التسـرب و الإعادة . 2 إننـا في كثيـر من الأحيـان ننـاقش و نحـلل النتـائج و نربطهـا في الغـالب بنوعية التـلاميذ متناسييـن تـارة و متغـافلـين أخرى نـوعية المناهـج و البرامـج و المعلمين و هذه العناصر كلها لها صلة بالتسرب المدرسي و لهـا دورها في الحكـم على كفاءة المنظومة التربويـة و لقد صـرح السيد وزير التربيـة الوطنيـة في مداخلاته أمـام اللجنـة الوطنيـة لإصلاح المنظومة التربويـة بقوله : " توحي النسبة المرتفعة للتسـرب المدرسي بضعف نجـاعة المنظومة و كلفتهـا العالية "1 . ثم يؤكد في المداخلة نفسها على الضرورة الملحة لإصلاح المدرسة الجزائرية . إذ قال : " نظرا لحجم الرسـوب و التسرب المسجـل و انعكاساتهما على مردود المدرسة ، و نظرا للنفقـات الإضافيـة التي يولـدانها في مجـال التكوين ، و نظـرا للأولوية المطلقـة التي أعطتها سلطات الـدولة إلى التربيـة التـي تعتبـر الآن كـاستثمـار إنتـاجي .
و نظـرا لكل هـذه العناصر أصبـح إصـلاح المدرسـة الجزائريـة ضـرورة ملحـة " 2 . فـإن كـان السيد الوزيـر قـد أوضح الأهميـة الكبرى التي توليها الدولة لقطـاع التربيـة الذي يعد قطـاع حيـوي يعتمد عليـه فـي الاستثمـار و الإنتاج ، لأن نظريـة " رأس المـال الإنساني ( CAPITAL HUMAIN ) تعتبر المجال التربوي
استثمـارا منتجا بحيـث ترى هـذه النظرية أن التربية المدرسيـة تؤثر على الانتاجيـة في مجموع النشاطات المسوقة و الغير مسوقة طوال دورة الحياة ، و هذا التأثير يبدو بوجه خاص في مضاعفة الربح الفردي مقابل مضاعفة الانتاجيـة المسوقة " 3 . غير أن اصلاح المنظـومة التربوية عملية معقـدة لارتبـاطها الوثيـق بـالمجـالات الأخـرى فاصلاحهـا لا يقـوم الا على اصلاحـات اقتصادية و اجتماعيـة عميقـة ، و ارادة سياسية قويـة قائـمة على العلـم و التخطيط للسيـر بالأمـة نحو مستقبل مشـرق ، بعيـدا عـن الخطـب الجوفـاء و الـرنـانة التـي تعمـد الـى اثــارة مشـاعـر و عـواطف المواطنـين .
فالإصـلاحات التي شهدتهـا منظومتـنا التربوية كـانت اصلاحـات ظرفيـة استعجاليـة حاولـت التخفيـف من وطـأة ظـاهرة التسـرب التـي تشكل تحديا للمجتمـع بكـل مؤسسـاته ، فهـذه الا صلاحـات الجزئيـة لـم تمـس سـوى البرامـج مـن حـيث التقديم و التأخير في الـدروس ، و الحـذف و الزيـادة و لم تجـر تعديـلا فـي مضـامينهـا و الحجـم السـاعـي المـلائــم لها و للطلاب و المـدرسـين .
و إذا كـان المـدرس هـو المحـور الرئيسـي في المنظومة التربويـة و هو الذي يقـدم البرامـج و المضـامين المعرفية للتلاميـذ و ما يحرزه التلاميذ من تقـدم علمي و اجتمـاعي في الحقـل التربوي يعتمد علـى كفاءة المعلم ، فان واقع المدرسة الجزائريـة يؤكـد لنـا أن المعلـم مـا تـزال أحـواله المـادية سيـئة و كفاءته العلميـة و التربـوية في تدهـور مستمـر أمام التغيرات المتسارعة التي يشهـدها العالـم في المجال المعرفـي .












أمـا المؤسسـات التربوية فهـي تتلقى كل سنة حشودًا مـن التلاميـذ ، فبالرغم من الجهـود المبذولـة في انشـاء المؤسسات التربوية ، إلا أنـه يمكن ان نلاحظ أن الكثيـر من المؤسسـات تشهد أقسامها اكتظـاظًا يصعب معـه على المدرسين القيام بمهامهم على الوجـه المقبول فتتحـول الدروس الى محاضـرات و خطب ، وهذا ينعـكس سلبـا علـى التحصيـل المعرفـي ، كما أن الكثيـر مـن المؤسسات التربويـة تفتقـد الى التجهيـزات العلميـة و علـى وجـه الخصـوص في مجـال علوم الطبيعة و الحيـاة ، و في مجال العلوم الفيزيائيـة ، حيـث أن هذه العلوم التجريبية دروسها في الغالب على شكل دروس نظرية يستعيـن فيها المـدرس فـي الغـالب الأعـم بالطبشـور و السبورة الخشبـية ، و على وجـه الخصوص في مجـال الكيميـاء و التي يـدرسون فيها مـواد لا يعـرفون سـوى أسماءهـا ، كـل هذه العوامـل تساهم في الرسوب و التسـرب ، و بنـاء على التقيـيم الـذي يجريه المدرس على المتعلـمين فـاذا كانـت الفروض و الاختبارات محطات لتقييم عمل المدرس و مدى استيعاب التلاميـذ للمنهـاج فان المـدرسين لا يقيمون في الحقيقة الا التلميذ بمـلاحظات مقتضبة ، تلميـذ ضعيف ، لا يرغب في العمل ، تلميذ متوسط ، ، يمكنه أن يتحسـن ، فهذا تقويم جزئي و لا يكشـف عـن مواطـن الضعف لكن المدرس يعتبره حكما نهـائيـا و عـاما ، و بذلك تفقـد الفـروض و الاختبارات وظيفتهـا التربويـة ، فتتـدهورنفسيـة المتعلـم و يحكـم على نفسـه بالفشل و هـو مـا يؤدي به في الأخير الى التسـرب المدرسي .
و تتحـول الفروض و الاختبارات الـى جدل بين التلاميذ و المدرسين حـول العلامات الممنوحة ، و هـذا كلـه يؤدي إلى ضياع أجيـال و طاقـات بشرية و أمـوال طـائلة ما أحــوجنـا إليهـا ..



















*الاستبيان ومناقشته

*مقترحات





تدعيـما للـموضوع حـول التسـرب المدرسي ، طرحت الأسئلة الآتية على بعض المربين ، نورد فيما يلي أجوبة اثنيـن منهـما .

س1 – برزت مصطلحات عديـدة في ميـدان التربيـة و التعليم ، الفشل المدرسي ،
التخـلي عـن الدراسـة ، التسـرب المدرسـي ، هـل بـإمكـانكم إعطـاء
معنى لكـل منـهـا ؟

س2 – تمثـل ظـاهرة التسـرب المـدرسي مشكـلا كبيرا فـي المجتمعات و لأكبر
شريحـة مـن الشبـاب ، ما هـي فـي رأيكـم الأسبـاب التـي دعت إلى
الانشغـال بمـوضوع التسـرب ؟

س3 – أدت هذه الظاهرة الى ضعف نجاعة النظام التربوي فيـم تترجمون هذا الضعف ؟

س4 – يعتبر التسرب المدرسي اشكالية معقـدة ، ما هي العوامل المسببة لهذه الظاهرة ؟
ما ملمـح المتسـرب ؟
ما نـوع المتسربيـن ؟

س5 – في الختام ، انطلاقا من خبرتكم ، هل لديكم اقتراحات حول بعض النشاطات التي :

تقـي مـن التخـلي عـن الدراسـة ؟
تشجع على العودة الى مقاعد الدراسة ؟






مناقشة الاستبيان حول التسرب المدرسي 1


هنـاك تقـارب واضح في تحديد التسـرب بمفهومـه العـام و علاقته بالتخلي عن الدراسـة والفشـل المدرسي ، إلا أن الـفشـل المدرسي يرتبـط دائـما بالتلميـذ الذي ( يحصـل على نتائج سيئـة ) مع أن هذه النتـائج السيئـة ليست نتائج المتعلم وحده ، بـل هـي كـذلك نتـائج المعـلم فـي مـعرفته و طريقتـه و منهجه العام في التدريـس لأن عمليـة التقيـيم التي يمارسهـا المعلم فـي القسـم لا يقيـم التلميذ فحسـب ، بل هـو يقيـم المعـرفة التـي قدمهـا ، و يقيـم الطريقـة التـي قدمت بها المعرفـة ، ثم يقيم التلـميذ .
أمـا فيما يتعلـق بالعنصـر الثـاني في الاستبيـان و المتمثل في ظـاهرة التسـرب التي تمثـل مشكلا كبـيرًا في المجتمـعات ، و الأسـباب الـداعية الـى الاهتـمام بهـذا الموضـوع فان كان المتدخـل الأول لم يحـدد الظـاهرة ، و لـم يـذكر الأسبـاب الداعيـة الى ذلـك ، بل دعـا بشكل عـام الدولـة الى الاهتمام بمسألة التسـرب ، و ذلك بالنظـر الى مـا تصرفـه من أمـوال طـائلة علـى حساب قطاعـات أخرى ، و لم تحقـق الأهـداف المرجـوة من تلـك النفقـات .
لكن المتـدخل الثانـي حـاول أن يحدد العوامل المسـاهمة في عملية التسرب المـدرسي منـها :
1 – الجانب الاجتماعي : التوقف المبكـر عـن الدراسـة ، و تغـذية صفـوف البطـالين و الدخـول في معتـرك الحيـاة بمستوى ثقافي ضعيف مما يؤدي الى الانحـراف .
2 – الجانب الاقتصادي : حيـث يشير الى انعكـاس التسـرب و ضعـف التكـوين على النتـاج الاقتصـادي و الخدمـات، فالمتدخـل الثـاني قـد بـين انعكـاس التسـرب على المجاليـن الاجتمـاعي و الاقتصـادي ، لكنـه لم يشـر الى أثـره في المجـال الثقافـي ، و لم يشـر من قـريب أو بعـيد للعوامـل المسـاهمة فـي عمليـة التسـرب .
أما العنصر الثـالث في الاستبـيان و المتعلـق بظـاهرة التسـرب و ضعف نجاعة النظـام التربـوي .








فـان المتدخـل الأول قـد قيـم المنظومـة التربوية علـى أساس المخرجات العـملية التربويـة التـي نجدهـا دون المستـوى المطلـوب ، حيث أن نتـائج التحصيـل تبـين ضعف المتمدرسين و هو تعريف يشير الى النقص بشكل عام في المنظومة التربويـة .
أمـا المتدخل الثانـي ، فقد اعتبر أن ظاهرة التسـرب كشفت عن النـقص الموجـود في النظام التربـوي ، والـذي يمكـن ملاحظته في مستويات هي :
1 – مستوى البـرامج
2 – مستوى التـوجيه
3 – مستوى التكامل و التنسيق بين مختلف جوانب المنظومة التربوية
4 – مستوى التكامل و التنسيق بين الأسرة و المدرسة
فان كـان المتدخل الثانـي حـاول أن يشير الى مستويـات النقص في المنظومة التربوية ، إلا أن تلـك الاشـارات تحتـاج الى التوضيح لأنها عامة ، فعلى سبـيل المثـال ( في مستوى البرامج ) لـم يوضـح المتدخل طبيعة النقص في البرامج ، أهو نقص في المجـال المعـرفي أم فـي مجـال الترابـط و الانسجـام بين عناصر البرامج أم فـي الطريقـة و المنهجيـة التي قـدم بها البرنـامج ، وكـذلك الأمر بالنسبـة إلى النقـص في مجـال التوجيـه ، هل النـقص فـي إعداد الموجهين ، أم النقص في الأسلـوب المعتمـد فـي نظـام التوجيه ، كـما يمكـن أن نشيـر هنا إلى أن المتدخـل لـم يشـر الى ضعـف المدرس العلمـي و التربوي ، و الذي يعـد المحور الرئيسي في العمليـة التربويـة

اننـا لا نغالي اذا قلنـا أن العنصر الإنسـاني سيظـل هو العـامل الرئيسي في كل نشـاط انسانـي ، واهمـال هذه الحقيقـة و عدم الاكتراث بها ، سواء في اعداد المكونيـن و الاطـارات الكفـأة في التخطيـط و التنظيـم من مشرفين و منفذين سـاهرين على السير الحسن لمنظومتنـا التربوية ، فعدم الاكتراث بهذه الحقـائق جعـل منظـومتنا التربويـة تعـاني من الضعـف و العجـز المستمر .
العنصـر الرابع فـي الاستبيـان و المتمثـل في معرفـة العوامل المسببة لظاهرة التسـرب المعقدة ، و نوعيـة التلاميـذ المتسربين .


فـإن كـان المتدخـل الأول قد ربـط بيـن ظـاهرة التسـرب و الظروف الاقتصادية و الاجتماعيـة ، و كـذلك العوامل التربوية ، حيث بيـن أن نظـام المدرسـة في بعض الأحيـان يكون سببا فـي التسرب ، كالتأطـير اليبداغوجـي المسيـر للمؤسسـة و الـذي يكـون دون المستـوى المطلـوب ، و المـدرس نفسـه يـكـون من المسببيـن في نفور التلاميذ لنقص تكوينه العلمي و البيداغوجي .

أمـا المتـدخل الثاني فـقد ارجـع التسـرب الى عوامل نفسيـة خـاصة بالتلميذ كـالانطواء على النفس والظروف المادية و عدم الرضى بالتوجيه .

فـان كان كـل متدخل قـد حـاول تحديد العوامل المـؤدية لظـاهرة التسـرب ، إذ ركز بعضهم علـى الجـانب الاقتصـادي و الجـانب الاجتماعي ، باعتبارهما من العوامـل الرئيسيـة المسببة لظـاهرة التسـرب ، فقـد اعتبر المتدخل الثاني ان العوامـل النفسية هي العوامـل الرئيسيـة في ظـاهرة التسرب ، إلا أننـا نرى أن ظـاهـرة التسرب ظـاهرة معقدة تشتـرك فيهـا عـوامـل اقتصاديـة و اجتماعيـة و ثقـافية و تربويـة و نفسيـة ، و لمعالجـة هذه الظاهرة لا يجب أن يغفل أي عامل مـن هذه العوامـل .










المقترحات :

إذا كانـت المنظومـة التربويـة تتضمـن مشروع المجتمـع الجديـد ، فـان المؤسسة التربويـة هـي المخبـر الـذي ينـقل عبـره الماضي بعـد تقييمـه و تطـويـره ، و هـي المؤسسـة التـي تحقـق الانسجـام الثقافـي بين فئـات الشعب ، و ترسخ الانتمـاء المشترك للوطـن ، ومـا دامت المنظومـة التربويـة تمثـل رؤية حضارية لإنجـاز المستقـبل فـان صياغتـه و تنفيـذه ينبغـي أن يحظـى باهتمام المسؤوليـن المتخصصيـن في المجـالات المختلفـة لتبنـى الرؤيـة الحضـارية للمنظومـة التربويـة علـى أسس علميـة صحيحـة بعيـدة عن المزايدات السياسية ، و الحسابات الحزبية الضيقـة التي تتغـذى بالخطاب الايديولوجـي المثير لمشـاعر المواطنين ، إذ يقـول الفيلسـوف "جون ديوي" :

" إذا أردنـا أن نخلـق مجتمعًـا ديمقراطيًـا ، رأينا أننا في حاجة الى نظام تعليمي تكـون فيه عملية التطـور الخلقية و العقليـة من الناحيتين العلمية و النظرية عملية تعـاون متبـادل تستهدف البحث و الجـري وراء حقائـق الأشياء ، و هذه العملية يمارسها أفـراد أحـرار مستقلـون يعالجون الآراء و الأفكـار كما يعالجون قرار الماضي على أنهـا وسائل و طرائـق توصلهـم الى تحقيق حيـاة مثمرة كمًا و كيفًا ، ويفيـدون منها في الكشـف عن أشياء أفضل و تثبيـت دعـائم هذا الـذي يتوصلون إليـه " 1 .
فـإذا أردنـا أن نبني منظومـة تربويـة قـوية قادرة علـى تخطي حاضرها و بنـاء المستقبـل الذي ينشـده المجتمـع ، يجب أن تبنى علـى أسـس علمية صـحيحـة و تشرف عليهـا إطـارات تتمتع بتكوين علمـي يسمـح لها بالسير نحو المستقبـل بخطـى ثابتة لتحقيق نقلة نوعيـة في المجال العلمي و المعـرفي .








و إن كان الـمدرس هو حجر الزاوية فـي النظـام التعليمـي ، فـان نجـاح التعليـم و تحقـيق غـايات التربية يعتمـد بالدرجـة الأولـى على المـدرس ، لـذا يجـب اعـادة النظـر في انتـقاء المدرسيـن ، و اسلـوب تكوينهـم ، إذ لابـد من تكوين جيـل جديـد من المعلميـن يعملـون مخلصـين أن يمنحـوا تلاميذهم خير ما لذيهـم مـن علم و تربيـة ، و ذلك بتحويـل ما يؤمنـون به بأنـه مبادئ اساسيـة في التربية و التعليـم الى عمل ملموس .

حيـث يلاحـظ فـي مـدارس كثيـرة ضعـف التـأطير فـي الجـانبين المعـرفـي و البيداغوجـي ، هذا بالإضافة الى انعدام رغبة المدرسين في التكوين و تحسين مستوياتهـم ، وعلىوجه الخصوص في المناطق النـائية مـن المدن ، حيث يعتمـد فيهـا علـى توظيـف المستخلفيـن الذيـن لا صـلة لمجـال تكوينهـم بمجـال التربيـة والتعليـم .

لـذا يمكن أن نـؤكد حقيقة ، و هـي ان الاصلاحـات التي شهـدتها المنظومة التربوية لم تمـس الانسـان القائم على الفعل التربـوي ، بل هي اصلاحـات ظرفية أجريت علـى المواقيـت تارة ، و تعديـل البرامـج تارة أخرى ، و هذه الاصلاحات الاستعجاليـة الظرفية لم تأتـي بنتـائج تذكر ، بل أحدثـت نوعـا من الاضطـراب لدى المدرسيـن و التلاميـذ و أوليائـهم و فـي المنهـج بشكـل عام . لأن المناهج تبنـى بطريقـة علميـة يـراعى فيهـا جـوانب كثيـرة ، و بوجـه خـاص التـدرج و التكـامل بين المـواد ، و المنهاج يتطلـب الشـروط الضـرورية لتنفيذه مـن وسائـل و تجهيـزات علمية لإجراء التطبيقات و التجارب المخبرية .
























لقد أدركـت المجتمعـات الانسانيـة حـاجاتها الماسـة الى التمـدرس الذي يضمن للفرد المعرفـة : إتقان الفعل ( Savoir faire ) و المعرفة السلوكية ( savoir être ) اللـذان يجعلان منه مواطنًـا صالحًـا و شخصًا مسؤولاً منسجمًـا مع مجتمعـه ، يمكنه التكـيف مع المتغيرات ، و تعلم كيف يتعلم .

فالفرد ان لم يرضـع تـراث المجتمع و قيمـه كالصـواب و الخطأ ، و اللائق و الغير الـلائق، و الحلال و الحـرام ،و الحـق و الـواجب ، والقانون و العادات و التقاليد ، فانـه لا يكون فردا صالحًـا في مجتمعه ، بــل في الغالب يتمـرد على المجتمـع ، و ينحـرف عنه ، بحيـث لا يشعـر بـالـروابط التـي تربطـه بـوطنـه و مـجتمعـه .و أخيـرًا يعد التسـرب المدرسـي عمليـة إهمـال تدريجـي فـي نظام تربـوي متـأزم ، يستعصـى تحديـد مشـاريعه بوضـوح ، بحيـث لا نجـد للشبـاب مكانًا معتبرًا يعنيه أو يخصه .

فعمليـة الاهمال التدريجي تمتد عبر مراحل متعاقبة بدءا بعدم الانسجام مع المدرسة إلى النفـور و اللا مـبالاة . فالشاب الواقـع في هذه الدوامـة لا يـرى سوى مخـرجًا وحيدًا للخلاص من هذه الدوامة ألا و هو التسـرب .

لذا يجـب النظـر الى التسرب الذي استفحل دائه في التعليـم ، و هو مشكـلة لا تعني قطاع التربيـة و التعليم وحـده ن بل قطاعات أخرى . و عليـه يجب ان تتظـافر الجهود في المجـالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقـافية لعرقلة تطوره و محاولة الحد من آثاره ، لأن هذه الظاهرة تمثل ضياعا يمـتد آثاره الى المجـالات الأخرى . فالمتسـرب يشكل خسارة كبيرة للمجتمـع ، و جانبًـا ضعيفًـا فيه لأنه يغذي طبقة عـاطلة في المجتمـع .






المراجع المعتمدة في البحث


1 – المهام الحضارية للمدرسة و الجامعة الجزائرية محمد العربي ولد خليفة

2 – مدارس المستقبل (جون ديوي ) ترجمة – عبد الفتـاح
الـمنيــاوي

3 – التسرب المدرسي في التعليم الأساسي و الثانوي مديرية التقويم و التوجيه
و الاتصال فيفري 2000

4 – موعدك التربوي - التسرب المدرسي المركز الوطني للوثائق
التربوية رقم 6- 2001

5 – الادارة التعليمية ، أصولها و تطبيقاتها المعاصرة د/ أحمد محمد الطيب
ط ، الأولى 1999









الفهرس

*الإهــداء
*كلمة تقدير و شكر
*مقدمــة 1……………………………………………………………
الفصل الأول
*مفهوم التسرب3…………………………………………………
*أسباب التسرب 6….……………………………………………
*الفصل الثانـي
*أثاره على الفرد8…………………………………………………
*أثاره على المجتمع12………………………………………..
*الفصل الثالث
*الاستبيان………………………………………………………… 14
* مناقشته…………………………………………………………….17
*مقترحات……………………………………………………. …. 19
*خـاتمـة21…………………………………………..……………
*قائمة المراجع22……………...……………………………….

=========


>>>> الرد الخامس :

مستخدمي التربية دائـرة البحـث و التـوثيــق
و تحسين مستواهم












على الفرد و التسرب المدرسي وأثره في المجتمع





النمط : مدير ثانوية الشعبة : مدير ثانوية
الإشـراف :








إذا كـانت ظـاهرة التسـرب المدرسي ظـاهرة عـالمية ، فـإن المختصيـن فـي علـوم التربيـة يـرون أن مسببـاتها متعـددة و متفـاعلـة ، وتكـاد تكـون مشتركـة حتـى و إن اختلفـت أسبـابهـا و فـي درجـة حدتهـا و فـي طبيعتهـا و مفعولهـا مـن بيئة إلى أخـرى .
لقـد أدركت البلـدان النـامية أهميـة التعليـم القاعـدي الذي يعتبـر شرطـا أساسيـا في نموهـا الاقتصـادي و الاجتماعي ، و هـذا ما يوضحـه " ادوارد .ب. فسك " الـذي أصدرتـه اليونسكو حول موضوع التسرب المدرسـي سنة 1998 . إذ يقول " لقد أصبـح مسؤولـو البلـدان التـي هي فـي طريق النمـو على وعي بالاستثمار في التربيـة القـاعدية ، ذلك لأنهـم على دراية بان التحكـم في آليـات القـراءة و الكتابة و الحساب شرط أساسي مستلزم لتكوين يد عاملة مؤهلة و قادرة على المنافسة ،و كذا إعـداد أوليـاء قـادرين على تحمـل مسـؤولياتهـم و مواطنيـن نشطيـن " 1 . فإن كـانت الدول النامية قـد أدركت أهمية التعليم في عمليـة النمو الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافـي ، فإنها أدركت أيضا أن هذه العملية لا تقـوم بها إلا منظومة تربوية فعالة ترصد لهـا موارد مالية كبيرة و خبرات بشرية معتبـرة .
و إن كـانت بلادنـا قد بدلت جهودا كبيرة في هذا المجال ، فإن ظاهرة التسرب المدرسي تشكـل تحديـا كبيرا للمجتمـع يعرقـل مسيرته ،و يرهـن تطـوره ، لذلك يجب أن تتضـافر الجهـود لمعالجة هذه الظاهرة التي استفحل أمرها و امتدت آثارها إلى المجالات الأخرى ، و هذا يتطلب تحديدها و معرفة أسبابها .














*مفهوم التسرب
*أسباب التسرب




*مفهوم التسرب
و لقـد أوردت منضمة "اليونسكو " مفهوما عـاما لظـاهرة التسـرب: " بمفهومها العام و الواسع ، يمكننا القول أن ظاهرة التسرب المدرسي عبـارة عن العدد الهـائل من التلاميذ الذيـن لا يتمكنون من اكتساب مجمل المهارات التي تلقـن لهم خلال مرحلة التعليـم الابتدائـي لسبـب أو لآخـر " 2
و ان كـان هذا التعريـف يحصـر التسـرب في العـدد الهـائل مـن التـلاميذ الذيـن لم يكتسبـوا المهـارات الملقنـة لهم فـي التعليـم الابتدائي ، فإن ظاهرة التسرب في التعليم الابتدائي لا تشكل الآ نسبة قليلـة من مجموع التلاميذ المتسربين في الطوريـن المتوسـط و الثـانوي .
وفي تعريـف آخر للتسـرب المدرسـي حسب اليونسكو دائما " يخص التلاميـذ الذين لا ينهـون دراستهـم فـي عـدد السنـوات المحـددة لهم ، إمـا لأنهـم ينقطعون عنها نهـائيا أولكونهم يعيـدون السنـة ، و بعبـارة أوضـح فهـو عبـارة عـن الفـرق بيـن عـدد التلاميـذ الـذين يبـاشرون دراستهـم ( طـور ، سنـة ، وحـدة تعليمية ، درس ) و عـدد أولئـك الـذين ينهونهـا فـي الآجال المحددة " 1
فـإن كـان هذا التعريـف يجعـل التـلاميذ المعيديـن ضمـن المتسربيـن فان المفهـوم العـام للتسـرب هـو انقطـاع المتعلميـن عن النظام التربوي ،و هذا الانقطـاع عن الدراسـة لـه أسبـاب كثيـرة ، و يشمـل فئـات مختلفة من المتمدرسيـن و هـذا يتضح مـن خـلال الدراسـة التـي قـام بهـا المركـز الوطني للوثـائق التربـوي بـأن ظاهـرة التسـرب في الجزائـر تتمثـل في ثـلاث فئـات مـن التلامـيذ .
الفئة الأولى : و تتمثل في التلاميذ الذين تخلوا عن الدراسة بمحض إرادتهم قبل بلوغهم السن الإلزامي (16) سنة و على وجه الخصوص الإناث في الوسط الريفي .
الفئة الثانية : و تتمثل في التلاميذ المرغمين على مغادرة مقاعد الدراسة بعد بلوغهم السن (16) سنة بسبب نتائجهم الدراسية .
الفئة الثالثة : و تتمثل في التلاميذ الذين ينقطعون عن الدراسة لأسباب مادية ، وعلى ضـوء هذا التقسيـم يمكن أن نصنف مسببـات التسرب المدرسـي الى عوامل اقتصـادية و اجتماعية و ثقافية و تربوية .



*أسباب التسرب
علـى ضوء الدراسـة التي قـام بهــا المركز الوطنـي للوثائق التربوية في السنـوات الثلاث : 1997 – 1998 – 1999 التـي يسجـل فيهـا النسب التـالية حسـب السنـوات 07.24 – 06.38 – 06.74 .
كمـا نلاحظ أنا النسبـة تتـراوح مـا بين 02.34 % و 02.56 % في الطورين الأول و الثـاني ، أمـا فـي الطـور الثـالث فهـي النسبـة الكبيـرة إذ تتـراوح مـا بيـن 11.29 % و 14.18 % و فـي التعليـم الثـانوي تشكـل نسبـة أكبـر إذ تتراوح مـا بين 14.80% و 15.12 % (1) .
إن هـذه المعاينـة العددية تمثـل عمليـة إحصـاء للـتلاميذ المتسـربين و الذين يتجـاوز عددهـم نصـف مليون سنويـا ، و أكثـرهـم لم يحصلـوا على مستـوى تعليـم قـاعـدي .
و هـذه مـؤشرات واضحـة تـدل علـى تفـاقـم ظـاهـرة التسـرب الـمدرسـي و تـراجع منظومتنـا التربويـة فـي أدائهـا ، لأن هـذه الظـاهرة الخطيـرة تشكل تحديـا لتطـور المجتمـع ، و تـرهن تطـوره الاقتصـادي و الاجتماعـي ، إذ يجب الوقـوف عـند المسببـات الاقتصاديـة و الاجتماعيـة و التربويـة لإلقـاء الضوء علـى هـذه الظـاهرة أو علـى رأس هـذه المسببات .
العامل الاقتصادي : حيث عرفـت البلاد أزمـة اقتصـادية خـانقة انعكسـت آثارها على المؤسسات كلهـا و ما رافـق ذلك من البطـالة التـي مست شرائـح واسعة في المجتمـع ، هذا بالإضافـة إلى تدنـي الدخـل الفردي حيث أصبحـت نسبـة كبيـرة من المجتمـع تحت عتبـة الفقـر ، كـل ذلك انعكـس على الأسـر المتماسكة التي عجزت حتى عـن توفير الطعـام لأبنائهـا ، كمـا ارتبط بالبطالـة تصـور المجتمع للدراسـة لأن البطـالة شملـت اليـد العاملة و العمال التقنيين و المتخرجين من الجامعـات مـن ذوي الشهادات العلـيا ، و بـذلك تغيـرت صورة المجتمع للتعليم ، حيث كـان يعتقـد أن الانسـان المتعلـم و صـاحب الشهـادة العليـا لابد أن تكـون لـه مكانتـه في المجتمـع ، لكن الواقـع المفـروض على الشعـب جعل الكثـير من الأسـر لا تـرى جـدوى في الدراسـة .
فالهـزة التـي تعـرض لها المجتمـع كـانت عنيفـة غيـرت الكثـير مـن المفاهيم و التصـورات ، فانقلـب سلـم القيـم ، بحيـث لـم يعـد الفـرد يقيَم بما يقدمه للمجتمع مـن علـم و عمل ، بـل أصبـح يقيَـم بمـا يملك ، و أمام هذا الوضع المتدنـي لـم يعـد فـي استطاعـة الأسـرة أن توفـر لأبنائهـا الطعـام و اللبـاس و الأدوات الدراسيـة و كلفـة التنقـل و الـعلاج و هـذا الوضع الاقتصادي كـان له تـأثيره القـوي على الجـانب الاجتماعـي و التربـوي إذ أن المنظومة التربوية لا تعمـل في فـراغ فهي كمـا تتـأثر بالواقـع الاقتصـادي تتـأثر كذلك بمعطيـات الـواقع الاجتماعـي ، و يتمثـل هـذا الواقـع فـي عـدد من المستويـات التي تبدأ من الأسـرة و هي المكـان الأول لتنميـة شخصيـة المتعلـم ، و نقل التراث الاجتماعـي و استيعـاب القيم و الاتجـاهات ، و اكتسـاب الحس المدنـي ، فلا يمكـن للمؤسسـة التربويـة أن تحسـن مـردودها إذا لـم تتعـاون معها الأسرة ، حيـث أن وعـي الأسرة بأهمية دورها التربـوي و تعـاونها المسؤول مع أجهـزة التعليم شرط ضروري لرفع مردود المنظومـة التربويـة ، كما أن المؤسسـة التربوية ليس وحـدة منعزلـة عن الهيكـل الاجتمـاعي العـام بمختلـف بنياتـه ، إد هـي فـي الواقـع حلقـة فـي السلسلـة الاجتماعـية ، و هـي و إن كانـت أهـم حلقاتها فان وظيفتها لا تكتمل إلا إذا تآزرت مـع جهود المؤسسـات الاجتماعية الاخـرى ، غيـر أنه يلاحظ ارتفـاع نسبة الأميـة عندنا بالنظـر إلى المجهودات المبذولة في الحقـل التربـوي ، و هـذا الأمر لا يسمـح بنمـو الثـروة البشرية إذ أن الثروة المـادية للمجتمع لا يمكـن أن تنمـو و تستمر في نموهـا إلا إذا صـاحبتهـا زيـادة في الرصيـد الوطني مـن الثروة البشريـة المـزودة بالمهـارات الفنيـة ، و بالوعي السياسي و الطمـوح و الجديـة ، فعـدم الانتباه لهـذه المسلمـة جعل الكثـير من البلـدان المستقلـة حديثـا تجـد نفسهـا أسيـرة نـوع جديـد من التبعيـة ، يتمـثل في حـاجتهـا المستمـرة إلـى استيـراد الخبـرة و ارتبـاط مشـاريعها الاقتصـادية و الثـقافية بمنظرين و منفذيـن لا صلـة لهـما بحقـائـق واقعهـا .
و لكي تقـوم المنظومة التربوية بمهامهـا الحضـارية ، فان اصلاحهـا لا يقوم إلا علـى اصلاحـات اقتصاديـة و اجتماعيـة عميقـة و ادارة سياسـية قوية قـائمة على العلـم و هـذا بـدوره يتطـلب إعـادة فـي تسييـر المؤسسـة و تنظيمهـا من حيـث :

1 – البرامج و المضـامين : إذ يجـب أن تـدرس البرامـج المقـررة دراسـة علمية و تربويـة في تكاملهـا و انسجـامها فـي مختلـف الأطـوار التعليميـة مع مراعاة التسلسـل فـي مضامينهـا لتحقيـق الأهـداف المرجوة منهـا .

2 – تكويـن المدرسين : فإذا كان المدرس هو المحور الأساسـي فـي المنظومة التربويـة فهـو الذي يقدم البرامـج و المضاميـن التعليميـة و التربوية للتلاميذ ، فيجـب اعـادة النظـر في انتقائه و أسلوب تكوينه .

3 – المرافق و التجهيزات : إن الهيـاكل و المنشـآت التربوية المنجـزة هنا و هناك ، نجد الكثـير منهـا يفتقـد إلى الوسـائل البيداغوجية و التجهيـزات العلمية لإنجاز البـرامج المقررة .
هـذه أهم الملاحظـات المرتبطـة بالمنظومـة التربويـة و التـي لها انعكاس على تحصيل التلاميـذ المعرفي ، ممـا أدى إلى استفحـال ظـاهرة التسرب المدرسـي التي تنعكـس آثـارها على الفـرد و المجتمـع .





















*آثاره على الفرد

*آثاره على المجتمع














آثار التسـرب علـى الفـرد و المجتمـع :

إن المجتمـع لمـا ينشـئ المدرسـة ، فانـه يسلـم أساسـا بأهميـة الفـرد فـي البنـاء الاجتماعي و هو بـذلك يسلم بذكـاء الفرد و قيمتـه الانسانيـة ، و لذلك تكون أهـداف التربيـة متمركزة على النمـو و مساعـدة قـوى الفرد على تحقيـق ذاتـه ، و تنميـة قدراتـه الفكريـة و الوجدانيـة ، لأن الأمم بـأفرادها فإن عمـل الفرد تطـورت الأمـة و ارتفعـت مكانتهـا و إن أهمـل ضعـفت الأمـة و تأخرت عن الركـب الحضـاري .
و أمـام التحـولات التي يشهدهـا العالـم ، و فـي ظـل عولمـة الاقتصـاد القائم على المنافسـة ، يتحتـم على المدرسـة الجزائريـة أن تعيد النظـر في إعـداد الفرد إعـدادًا سليمًـا لمواجهـة تحديـات القرن 21 الذي يشهـد انفجـارًا معرفيًا في المجـالات المختلفة ، والـذي لا مكانـة فيه للأمـي أو الضعيـف الـذي لم يـعدَ إعـدادًا كافيًا لينـدمج في مجتمعـه و ليكـون فـردًا صالحًـا يعمل لخيـره الخاص كمـا يعمل لخير مجتمعـه ، فأميتـه لا تسمـح له بالتعـرف على مصـادر الثروة في بيئتـه ، و المساهمـة في مجالات العمل و النشـاط فيهـا ، وكيـف يستثمـرها و يستفيـد منها ، وبذلك لا يكون هـذا الفـرد مفيدا في بنـاء مجتمعه و لا يـدرك الروابـط التـي تربطـه بالمجتمع ،مـن قيـم و لغـة و ديـن و تـاريخ ، وهـو بذلك يجهـل مسؤوليتـه و دوره في مجتمعـه ، كل تلك العوامـل تـؤدي به إلى الاقصـاء و التهميـش الذي يجعلـه عرضـة للانحرافات الخطيـرة التـي تهـدد سلامـة المجتمـع و أمنـه .
و هـذا أمـر لا يستقيـم مع أي مجتمـع انسانـي يـؤمن بأهميـة الفـرد و دوره في بنـاء مجتمـع ديمقراطـي "مجتمع يعتبـر قـوى الأفـراد و استقلالهـم قـاعدة هـامة ، مجتمع يفتـرض أن يسهـم كـل مواطـن فيـه فـي تسيـر الأمـور التـي يهتم بهـا الشعـب كمجمـوع" 1 .
فـالمـتســرب يعـد خسـارة للمجتمـع و جـانبـا ضعيفـا فيـه .





آثار التسرب على المجتمع :
إذا كـان عـدد التلاميذ المنخرطيـن سنويـا لا يمثـل الا المـادة الخـام التـي تتلقـاها الآلـة المدرسيـة لتصهـر فيهـا الخبرة الوطنيـة " فـإن مردود العملية التعليميـة يمكـن أن يقيـم بالمقارنـة بين قـاعدة الهرم التعليمـي ( التعليم الابتدائي ) و قمتـه ( التعليم الثانوي و الجامعي) كما يمكن أن يقَيم أيضا بمـدى تأثير الخبـرة التي تصنعها المؤسسات التربوية على الحياة الاقتصاديـة و الاجتماعية و الثـقافية " 2 .
لذلك نجـد الدول قـد أولـت التعليم عنايـة خـاصة ، بعد أن أدركت أنه العامل الرئيسـي في نموهـا و تقدمهـا ، " ويتضح ذلك مـن خلال حجـم الانفاق عليه بالقيـاس الى المجـالات الأخرى ، و لذلـك ارتبط التعليـم بالاقتصـاد ، فصارت الكـفاءة التعليمية مرتبطة بالكفـاءة الاقتصاديـة " 3 .
والمراد بالكفاءة التعليمية،هي قدرة النظام التعليمي على تحقيق الاهداف المنشودة،
و هـذه الكفـاءة تتحدد هي الأخـرى بعدة جـوانب مرتبطة بالتربيـة ، منهـا الكفاءة الخارجيـة ، و يقصد بهـا مدى قـدرة النظـام التعليمـي على تحقيـق أهداف المجتمـع الـذي وجد النظـام مـن أجـل خدمتـه و لقياس الكفـاءة الخارجيـة اعتمـدت مؤشـرات تبيـن مـدى قـدرة أي نظـام تعليمـي في خدمـة مجتمعـه ، و تتمثـل هـذه المؤشـرات في عـدد الخريجين ، و مدى مسـاهمتهم في المجـالات المختلفـة ، فـإذا نظرنـا مـن خـلال هـذه المؤشرات إلى قوافـل المتسربيـن الـذين يغـادرون المؤسسـات التعليميـة سنويـا دون أن يتلقـوا تعليمـا قـاعديـا يمكنهـم مـن الاندمـاج فـي المؤسسـات الاقتصـاديـة و الاجتماعيـة و الثقافيـة ، فإن المجتمع يكـون قد خسـر طاقـات بشريـة هائلة تتمثل في الشبـاب الـذي هـو آمال كل أمـة ، و الذي لـم تتمكـن الآلـة المدرسيـة أن تصهـرهم في مجتمعهـم ، بحيـث تصبـح هـذه الشريحـة الواسعـة تشكـل تحديا كبيرا للمجتمـع ، و ترهـن تطـوره الاقتصـادي و الاجتماعي و الثقافي ، لأن هذه الطاقـات المهدورة من الشبـاب الأمـي لا يمكن الاعتماد عليها في تحديث الاقتصـاد الوطني الذي يواجه منـافسة شرسـة ، تتطلـب خبرات و مهارات متطـورة ، و بـذلك تتحـول تلك الطـاقات الى قـوة تغـدي صفوف البطالة .

و على الصعيـد السياسـي فـإن هذه الطاقـات المهدورة ليـس لهـا تصور سياسي ، و لا قـدرة للأحـزاب السياسيـة فـي بـلادنـا علـى استثمـار تـلك الطاقـات في
برامجها السياسيـة ، كمـا أن تلك الطـاقات المهـدورة لا قدرة لهـا على فهـم البرامـج السياسيـة و مناقشتهـا ، و المساهمـة في إرسـاء قـواعد ديمقراطيـة يحتكـم اليها المجتمع ، و مؤسسات ديمقراطيـة تسيـر شؤونـه فبالإضافـة الـى الأمية الاقتصـادية و الأمية السياسية نجـد الأميـة الثقافية و التي تتمثل فـي عدم ادراك المتسربيـن للروابط التـي تـربطهم بمجتمعهـم و وطنـهم لـذلك تجدهم يشعرون بالإقصاء تارة ، و بالتهميش تارة أخـرى ، و مـن تم يكـون مـآلهم الانحـراف الذي تـترتـب عنه قضايا خطيـرة تمثـل تحديـا كبيـرا لتطـور المجتمـع و استقـراره .
ان تسليمنـا بتراجـع المنظومـة التربويـة فـي ادائها يـدل علـى نقـص واضح في كفـاءتها الكميـة و التـي تتمثل في عدد التلاميذ الـذين يخـرجهم النظـام بنجاح حيـث يرتبط بهـذا الجـانب دراسـة حـالات الرسـوب و التسـرب و الإعادة . 2 إننـا في كثيـر من الأحيـان ننـاقش و نحـلل النتـائج و نربطهـا في الغـالب بنوعية التـلاميذ متناسييـن تـارة و متغـافلـين أخرى نـوعية المناهـج و البرامـج و المعلمين و هذه العناصر كلها لها صلة بالتسرب المدرسي و لهـا دورها في الحكـم على كفاءة المنظومة التربويـة و لقد صـرح السيد وزير التربيـة الوطنيـة في مداخلاته أمـام اللجنـة الوطنيـة لإصلاح المنظومة التربويـة بقوله : " توحي النسبة المرتفعة للتسـرب المدرسي بضعف نجـاعة المنظومة و كلفتهـا العالية "1 . ثم يؤكد في المداخلة نفسها على الضرورة الملحة لإصلاح المدرسة الجزائرية . إذ قال : " نظرا لحجم الرسـوب و التسرب المسجـل و انعكاساتهما على مردود المدرسة ، و نظرا للنفقـات الإضافيـة التي يولـدانها في مجـال التكوين ، و نظـرا للأولوية المطلقـة التي أعطتها سلطات الـدولة إلى التربيـة التـي تعتبـر الآن كـاستثمـار إنتـاجي .
و نظـرا لكل هـذه العناصر أصبـح إصـلاح المدرسـة الجزائريـة ضـرورة ملحـة " 2 . فـإن كـان السيد الوزيـر قـد أوضح الأهميـة الكبرى التي توليها الدولة لقطـاع التربيـة الذي يعد قطـاع حيـوي يعتمد عليـه فـي الاستثمـار و الإنتاج ، لأن نظريـة " رأس المـال الإنساني ( CAPITAL HUMAIN ) تعتبر المجال التربوي
استثمـارا منتجا بحيـث ترى هـذه النظرية أن التربية المدرسيـة تؤثر على الانتاجيـة في مجموع النشاطات المسوقة و الغير مسوقة طوال دورة الحياة ، و هذا التأثير يبدو بوجه خاص في مضاعفة الربح الفردي مقابل مضاعفة الانتاجيـة المسوقة " 3 . غير أن اصلاح المنظـومة التربوية عملية معقـدة لارتبـاطها الوثيـق بـالمجـالات الأخـرى فاصلاحهـا لا يقـوم الا على اصلاحـات اقتصادية و اجتماعيـة عميقـة ، و ارادة سياسية قويـة قائـمة على العلـم و التخطيط للسيـر بالأمـة نحو مستقبل مشـرق ، بعيـدا عـن الخطـب الجوفـاء و الـرنـانة التـي تعمـد الـى اثــارة مشـاعـر و عـواطف المواطنـين .
فالإصـلاحات التي شهدتهـا منظومتـنا التربوية كـانت اصلاحـات ظرفيـة استعجاليـة حاولـت التخفيـف من وطـأة ظـاهرة التسـرب التـي تشكل تحديا للمجتمـع بكـل مؤسسـاته ، فهـذه الا صلاحـات الجزئيـة لـم تمـس سـوى البرامـج مـن حـيث التقديم و التأخير في الـدروس ، و الحـذف و الزيـادة و لم تجـر تعديـلا فـي مضـامينهـا و الحجـم السـاعـي المـلائــم لها و للطلاب و المـدرسـين .
و إذا كـان المـدرس هـو المحـور الرئيسـي في المنظومة التربويـة و هو الذي يقـدم البرامـج و المضـامين المعرفية للتلاميـذ و ما يحرزه التلاميذ من تقـدم علمي و اجتمـاعي في الحقـل التربوي يعتمد علـى كفاءة المعلم ، فان واقع المدرسة الجزائريـة يؤكـد لنـا أن المعلـم مـا تـزال أحـواله المـادية سيـئة و كفاءته العلميـة و التربـوية في تدهـور مستمـر أمام التغيرات المتسارعة التي يشهـدها العالـم في المجال المعرفـي .












أمـا المؤسسـات التربوية فهـي تتلقى كل سنة حشودًا مـن التلاميـذ ، فبالرغم من الجهـود المبذولـة في انشـاء المؤسسات التربوية ، إلا أنـه يمكن ان نلاحظ أن الكثيـر من المؤسسـات تشهد أقسامها اكتظـاظًا يصعب معـه على المدرسين القيام بمهامهم على الوجـه المقبول فتتحـول الدروس الى محاضـرات و خطب ، وهذا ينعـكس سلبـا علـى التحصيـل المعرفـي ، كما أن الكثيـر مـن المؤسسات التربويـة تفتقـد الى التجهيـزات العلميـة و علـى وجـه الخصـوص في مجـال علوم الطبيعة و الحيـاة ، و في مجال العلوم الفيزيائيـة ، حيـث أن هذه العلوم التجريبية دروسها في الغالب على شكل دروس نظرية يستعيـن فيها المـدرس فـي الغـالب الأعـم بالطبشـور و السبورة الخشبـية ، و على وجـه الخصوص في مجـال الكيميـاء و التي يـدرسون فيها مـواد لا يعـرفون سـوى أسماءهـا ، كـل هذه العوامـل تساهم في الرسوب و التسـرب ، و بنـاء على التقيـيم الـذي يجريه المدرس على المتعلـمين فـاذا كانـت الفروض و الاختبارات محطات لتقييم عمل المدرس و مدى استيعاب التلاميـذ للمنهـاج فان المـدرسين لا يقيمون في الحقيقة الا التلميذ بمـلاحظات مقتضبة ، تلميـذ ضعيف ، لا يرغب في العمل ، تلميذ متوسط ، ، يمكنه أن يتحسـن ، فهذا تقويم جزئي و لا يكشـف عـن مواطـن الضعف لكن المدرس يعتبره حكما نهـائيـا و عـاما ، و بذلك تفقـد الفـروض و الاختبارات وظيفتهـا التربويـة ، فتتـدهورنفسيـة المتعلـم و يحكـم على نفسـه بالفشل و هـو مـا يؤدي به في الأخير الى التسـرب المدرسي .
و تتحـول الفروض و الاختبارات الـى جدل بين التلاميذ و المدرسين حـول العلامات الممنوحة ، و هـذا كلـه يؤدي إلى ضياع أجيـال و طاقـات بشرية و أمـوال طـائلة ما أحــوجنـا إليهـا ..



















*الاستبيان ومناقشته

*مقترحات





تدعيـما للـموضوع حـول التسـرب المدرسي ، طرحت الأسئلة الآتية على بعض المربين ، نورد فيما يلي أجوبة اثنيـن منهـما .

س1 – برزت مصطلحات عديـدة في ميـدان التربيـة و التعليم ، الفشل المدرسي ،
التخـلي عـن الدراسـة ، التسـرب المدرسـي ، هـل بـإمكـانكم إعطـاء
معنى لكـل منـهـا ؟

س2 – تمثـل ظـاهرة التسـرب المـدرسي مشكـلا كبيرا فـي المجتمعات و لأكبر
شريحـة مـن الشبـاب ، ما هـي فـي رأيكـم الأسبـاب التـي دعت إلى
الانشغـال بمـوضوع التسـرب ؟

س3 – أدت هذه الظاهرة الى ضعف نجاعة النظام التربوي فيـم تترجمون هذا الضعف ؟

س4 – يعتبر التسرب المدرسي اشكالية معقـدة ، ما هي العوامل المسببة لهذه الظاهرة ؟
ما ملمـح المتسـرب ؟
ما نـوع المتسربيـن ؟

س5 – في الختام ، انطلاقا من خبرتكم ، هل لديكم اقتراحات حول بعض النشاطات التي :

تقـي مـن التخـلي عـن الدراسـة ؟
تشجع على العودة الى مقاعد الدراسة ؟






مناقشة الاستبيان حول التسرب المدرسي 1


هنـاك تقـارب واضح في تحديد التسـرب بمفهومـه العـام و علاقته بالتخلي عن الدراسـة والفشـل المدرسي ، إلا أن الـفشـل المدرسي يرتبـط دائـما بالتلميـذ الذي ( يحصـل على نتائج سيئـة ) مع أن هذه النتـائج السيئـة ليست نتائج المتعلم وحده ، بـل هـي كـذلك نتـائج المعـلم فـي مـعرفته و طريقتـه و منهجه العام في التدريـس لأن عمليـة التقيـيم التي يمارسهـا المعلم فـي القسـم لا يقيـم التلميذ فحسـب ، بل هـو يقيـم المعـرفة التـي قدمهـا ، و يقيـم الطريقـة التـي قدمت بها المعرفـة ، ثم يقيم التلـميذ .
أمـا فيما يتعلـق بالعنصـر الثـاني في الاستبيـان و المتمثل في ظـاهرة التسـرب التي تمثـل مشكلا كبـيرًا في المجتمـعات ، و الأسـباب الـداعية الـى الاهتـمام بهـذا الموضـوع فان كان المتدخـل الأول لم يحـدد الظـاهرة ، و لـم يـذكر الأسبـاب الداعيـة الى ذلـك ، بل دعـا بشكل عـام الدولـة الى الاهتمام بمسألة التسـرب ، و ذلك بالنظـر الى مـا تصرفـه من أمـوال طـائلة علـى حساب قطاعـات أخرى ، و لم تحقـق الأهـداف المرجـوة من تلـك النفقـات .
لكن المتـدخل الثانـي حـاول أن يحدد العوامل المسـاهمة في عملية التسرب المـدرسي منـها :
1 – الجانب الاجتماعي : التوقف المبكـر عـن الدراسـة ، و تغـذية صفـوف البطـالين و الدخـول في معتـرك الحيـاة بمستوى ثقافي ضعيف مما يؤدي الى الانحـراف .
2 – الجانب الاقتصادي : حيـث يشير الى انعكـاس التسـرب و ضعـف التكـوين على النتـاج الاقتصـادي و الخدمـات، فالمتدخـل الثـاني قـد بـين انعكـاس التسـرب على المجاليـن الاجتمـاعي و الاقتصـادي ، لكنـه لم يشـر الى أثـره في المجـال الثقافـي ، و لم يشـر من قـريب أو بعـيد للعوامـل المسـاهمة فـي عمليـة التسـرب .
أما العنصر الثـالث في الاستبـيان و المتعلـق بظـاهرة التسـرب و ضعف نجاعة النظـام التربـوي .








فـان المتدخـل الأول قـد قيـم المنظومـة التربوية علـى أساس المخرجات العـملية التربويـة التـي نجدهـا دون المستـوى المطلـوب ، حيث أن نتـائج التحصيـل تبـين ضعف المتمدرسين و هو تعريف يشير الى النقص بشكل عام في المنظومة التربويـة .
أمـا المتدخل الثانـي ، فقد اعتبر أن ظاهرة التسـرب كشفت عن النـقص الموجـود في النظام التربـوي ، والـذي يمكـن ملاحظته في مستويات هي :
1 – مستوى البـرامج
2 – مستوى التـوجيه
3 – مستوى التكامل و التنسيق بين مختلف جوانب المنظومة التربوية
4 – مستوى التكامل و التنسيق بين الأسرة و المدرسة
فان كـان المتدخل الثانـي حـاول أن يشير الى مستويـات النقص في المنظومة التربوية ، إلا أن تلـك الاشـارات تحتـاج الى التوضيح لأنها عامة ، فعلى سبـيل المثـال ( في مستوى البرامج ) لـم يوضـح المتدخل طبيعة النقص في البرامج ، أهو نقص في المجـال المعـرفي أم فـي مجـال الترابـط و الانسجـام بين عناصر البرامج أم فـي الطريقـة و المنهجيـة التي قـدم بها البرنـامج ، وكـذلك الأمر بالنسبـة إلى النقـص في مجـال التوجيـه ، هل النـقص فـي إعداد الموجهين ، أم النقص في الأسلـوب المعتمـد فـي نظـام التوجيه ، كـما يمكـن أن نشيـر هنا إلى أن المتدخـل لـم يشـر الى ضعـف المدرس العلمـي و التربوي ، و الذي يعـد المحور الرئيسي في العمليـة التربويـة

اننـا لا نغالي اذا قلنـا أن العنصر الإنسـاني سيظـل هو العـامل الرئيسي في كل نشـاط انسانـي ، واهمـال هذه الحقيقـة و عدم الاكتراث بها ، سواء في اعداد المكونيـن و الاطـارات الكفـأة في التخطيـط و التنظيـم من مشرفين و منفذين سـاهرين على السير الحسن لمنظومتنـا التربوية ، فعدم الاكتراث بهذه الحقـائق جعـل منظـومتنا التربويـة تعـاني من الضعـف و العجـز المستمر .
العنصـر الرابع فـي الاستبيـان و المتمثـل في معرفـة العوامل المسببة لظاهرة التسـرب المعقدة ، و نوعيـة التلاميـذ المتسربين .


فـإن كـان المتدخـل الأول قد ربـط بيـن ظـاهرة التسـرب و الظروف الاقتصادية و الاجتماعيـة ، و كـذلك العوامل التربوية ، حيث بيـن أن نظـام المدرسـة في بعض الأحيـان يكون سببا فـي التسرب ، كالتأطـير اليبداغوجـي المسيـر للمؤسسـة و الـذي يكـون دون المستـوى المطلـوب ، و المـدرس نفسـه يـكـون من المسببيـن في نفور التلاميذ لنقص تكوينه العلمي و البيداغوجي .

أمـا المتـدخل الثاني فـقد ارجـع التسـرب الى عوامل نفسيـة خـاصة بالتلميذ كـالانطواء على النفس والظروف المادية و عدم الرضى بالتوجيه .

فـان كان كـل متدخل قـد حـاول تحديد العوامل المـؤدية لظـاهرة التسـرب ، إذ ركز بعضهم علـى الجـانب الاقتصـادي و الجـانب الاجتماعي ، باعتبارهما من العوامـل الرئيسيـة المسببة لظـاهرة التسـرب ، فقـد اعتبر المتدخل الثاني ان العوامـل النفسية هي العوامـل الرئيسيـة في ظـاهرة التسرب ، إلا أننـا نرى أن ظـاهـرة التسرب ظـاهرة معقدة تشتـرك فيهـا عـوامـل اقتصاديـة و اجتماعيـة و ثقـافية و تربويـة و نفسيـة ، و لمعالجـة هذه الظاهرة لا يجب أن يغفل أي عامل مـن هذه العوامـل .










المقترحات :

إذا كانـت المنظومـة التربويـة تتضمـن مشروع المجتمـع الجديـد ، فـان المؤسسة التربويـة هـي المخبـر الـذي ينـقل عبـره الماضي بعـد تقييمـه و تطـويـره ، و هـي المؤسسـة التـي تحقـق الانسجـام الثقافـي بين فئـات الشعب ، و ترسخ الانتمـاء المشترك للوطـن ، ومـا دامت المنظومـة التربويـة تمثـل رؤية حضارية لإنجـاز المستقـبل فـان صياغتـه و تنفيـذه ينبغـي أن يحظـى باهتمام المسؤوليـن المتخصصيـن في المجـالات المختلفـة لتبنـى الرؤيـة الحضـارية للمنظومـة التربويـة علـى أسس علميـة صحيحـة بعيـدة عن المزايدات السياسية ، و الحسابات الحزبية الضيقـة التي تتغـذى بالخطاب الايديولوجـي المثير لمشـاعر المواطنين ، إذ يقـول الفيلسـوف "جون ديوي" :

" إذا أردنـا أن نخلـق مجتمعًـا ديمقراطيًـا ، رأينا أننا في حاجة الى نظام تعليمي تكـون فيه عملية التطـور الخلقية و العقليـة من الناحيتين العلمية و النظرية عملية تعـاون متبـادل تستهدف البحث و الجـري وراء حقائـق الأشياء ، و هذه العملية يمارسها أفـراد أحـرار مستقلـون يعالجون الآراء و الأفكـار كما يعالجون قرار الماضي على أنهـا وسائل و طرائـق توصلهـم الى تحقيق حيـاة مثمرة كمًا و كيفًا ، ويفيـدون منها في الكشـف عن أشياء أفضل و تثبيـت دعـائم هذا الـذي يتوصلون إليـه " 1 .
فـإذا أردنـا أن نبني منظومـة تربويـة قـوية قادرة علـى تخطي حاضرها و بنـاء المستقبـل الذي ينشـده المجتمـع ، يجب أن تبنى علـى أسـس علمية صـحيحـة و تشرف عليهـا إطـارات تتمتع بتكوين علمـي يسمـح لها بالسير نحو المستقبـل بخطـى ثابتة لتحقيق نقلة نوعيـة في المجال العلمي و المعـرفي .








و إن كان الـمدرس هو حجر الزاوية فـي النظـام التعليمـي ، فـان نجـاح التعليـم و تحقـيق غـايات التربية يعتمـد بالدرجـة الأولـى على المـدرس ، لـذا يجـب اعـادة النظـر في انتـقاء المدرسيـن ، و اسلـوب تكوينهـم ، إذ لابـد من تكوين جيـل جديـد من المعلميـن يعملـون مخلصـين أن يمنحـوا تلاميذهم خير ما لذيهـم مـن علم و تربيـة ، و ذلك بتحويـل ما يؤمنـون به بأنـه مبادئ اساسيـة في التربية و التعليـم الى عمل ملموس .

حيـث يلاحـظ فـي مـدارس كثيـرة ضعـف التـأطير فـي الجـانبين المعـرفـي و البيداغوجـي ، هذا بالإضافة الى انعدام رغبة المدرسين في التكوين و تحسين مستوياتهـم ، وعلىوجه الخصوص في المناطق النـائية مـن المدن ، حيث يعتمـد فيهـا علـى توظيـف المستخلفيـن الذيـن لا صـلة لمجـال تكوينهـم بمجـال التربيـة والتعليـم .

لـذا يمكن أن نـؤكد حقيقة ، و هـي ان الاصلاحـات التي شهـدتها المنظومة التربوية لم تمـس الانسـان القائم على الفعل التربـوي ، بل هي اصلاحـات ظرفية أجريت علـى المواقيـت تارة ، و تعديـل البرامـج تارة أخرى ، و هذه الاصلاحات الاستعجاليـة الظرفية لم تأتـي بنتـائج تذكر ، بل أحدثـت نوعـا من الاضطـراب لدى المدرسيـن و التلاميـذ و أوليائـهم و فـي المنهـج بشكـل عام . لأن المناهج تبنـى بطريقـة علميـة يـراعى فيهـا جـوانب كثيـرة ، و بوجـه خـاص التـدرج و التكـامل بين المـواد ، و المنهاج يتطلـب الشـروط الضـرورية لتنفيذه مـن وسائـل و تجهيـزات علمية لإجراء التطبيقات و التجارب المخبرية .
























لقد أدركـت المجتمعـات الانسانيـة حـاجاتها الماسـة الى التمـدرس الذي يضمن للفرد المعرفـة : إتقان الفعل ( Savoir faire ) و المعرفة السلوكية ( savoir être ) اللـذان يجعلان منه مواطنًـا صالحًـا و شخصًا مسؤولاً منسجمًـا مع مجتمعـه ، يمكنه التكـيف مع المتغيرات ، و تعلم كيف يتعلم .

فالفرد ان لم يرضـع تـراث المجتمع و قيمـه كالصـواب و الخطأ ، و اللائق و الغير الـلائق، و الحلال و الحـرام ،و الحـق و الـواجب ، والقانون و العادات و التقاليد ، فانـه لا يكون فردا صالحًـا في مجتمعه ، بــل في الغالب يتمـرد على المجتمـع ، و ينحـرف عنه ، بحيـث لا يشعـر بـالـروابط التـي تربطـه بـوطنـه و مـجتمعـه .و أخيـرًا يعد التسـرب المدرسـي عمليـة إهمـال تدريجـي فـي نظام تربـوي متـأزم ، يستعصـى تحديـد مشـاريعه بوضـوح ، بحيـث لا نجـد للشبـاب مكانًا معتبرًا يعنيه أو يخصه .

فعمليـة الاهمال التدريجي تمتد عبر مراحل متعاقبة بدءا بعدم الانسجام مع المدرسة إلى النفـور و اللا مـبالاة . فالشاب الواقـع في هذه الدوامـة لا يـرى سوى مخـرجًا وحيدًا للخلاص من هذه الدوامة ألا و هو التسـرب .

لذا يجـب النظـر الى التسرب الذي استفحل دائه في التعليـم ، و هو مشكـلة لا تعني قطاع التربيـة و التعليم وحـده ن بل قطاعات أخرى . و عليـه يجب ان تتظـافر الجهود في المجـالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقـافية لعرقلة تطوره و محاولة الحد من آثاره ، لأن هذه الظاهرة تمثل ضياعا يمـتد آثاره الى المجـالات الأخرى . فالمتسـرب يشكل خسارة كبيرة للمجتمـع ، و جانبًـا ضعيفًـا فيه لأنه يغذي طبقة عـاطلة في المجتمـع .






المراجع المعتمدة في البحث


1 – المهام الحضارية للمدرسة و الجامعة الجزائرية محمد العربي ولد خليفة

2 – مدارس المستقبل (جون ديوي ) ترجمة – عبد الفتـاح
الـمنيــاوي

3 – التسرب المدرسي في التعليم الأساسي و الثانوي مديرية التقويم و التوجيه
و الاتصال فيفري 2000

4 – موعدك التربوي - التسرب المدرسي المركز الوطني للوثائق
التربوية رقم 6- 2001

5 – الادارة التعليمية ، أصولها و تطبيقاتها المعاصرة د/ أحمد محمد الطيب
ط ، الأولى 1999









الفهرس

*الإهــداء
*كلمة تقدير و شكر
*مقدمــة 1……………………………………………………………
الفصل الأول
*مفهوم التسرب3…………………………………………………
*أسباب التسرب 6….……………………………………………
*الفصل الثانـي
*أثاره على الفرد8…………………………………………………
*أثاره على المجتمع12………………………………………..
*الفصل الثالث
*الاستبيان………………………………………………………… 14
* مناقشته…………………………………………………………….17
*مقترحات……………………………………………………. …. 19
*خـاتمـة21…………………………………………..……………
*قائمة المراجع22……………...……………………………….

=========


اعتقد ان الاسم الصحيح هو الهدر المدرسي :

الهدر المدرسي التعريف والاسباب والعواقب


متشكرين اووووووووووووووووووووووووي

تمام تمام تمام

السلام عليكم أختاه
لدي قرص مضغوط أي cd تحصلت عليه من المفتش العام لولاية تيبازة لقد أنجزته معلمة صديقة لي رائع حول التسرب المدرسي
لكن كيف أستطيع أن أبعفه لك أنا رأي سأبعفه عن طريق البريد أبعثي العنوان

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sousou-min

انا بحاجة ماسة الى مراجع تحتوي على موضوع التسرب المدرسي
ارجو المساعدة يا زملائي بالممنتدى
شكرااااااااااااا

عنواني - ط§ظ„ط¨ط±ظٹط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ ط*ط°ظپ ظ…ظ† ظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„ط¥ط¯ط§ط±ط© (ط؛ظٹط± ظ…ط³ظ…ظˆط* ط¨ظƒطھط§ط¨ط© ط§ظ„ط¨ط±ظٹط¯) -

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dahmane42
السلام عليكم أختاه
لدي قرص مضغوط أي cd تحصلت عليه من المفتش العام لولاية تيبازة لقد أنجزته معلمة صديقة لي رائع حول التسرب المدرسي
لكن كيف أستطيع أن أبعفه لك أنا رأي سأبعفه عن طريق البريد أبعثي العنوان

0791981119
عيطلي الانترنت راهي تروحلي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dahmane42
السلام عليكم أختاه
لدي قرص مضغوط أي cd تحصلت عليه من المفتش العام لولاية تيبازة لقد أنجزته معلمة صديقة لي رائع حول التسرب المدرسي
لكن كيف أستطيع أن أبعفه لك أنا رأي سأبعفه عن طريق البريد أبعثي العنوان

- ط§ظ„ط¨ط±ظٹط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ ط*ط°ظپ ظ…ظ† ظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„ط¥ط¯ط§ط±ط© (ط؛ظٹط± ظ…ط³ظ…ظˆط* ط¨ظƒطھط§ط¨ط© ط§ظ„ط¨ط±ظٹط¯) -

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dahmane42
السلام عليكم أختاه
لدي قرص مضغوط أي cd تحصلت عليه من المفتش العام لولاية تيبازة لقد أنجزته معلمة صديقة لي رائع حول التسرب المدرسي
لكن كيف أستطيع أن أبعفه لك أنا رأي سأبعفه عن طريق البريد أبعثي العنوان

- ط§ظ„ط¨ط±ظٹط¯ ط§ظ„ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹ ط*ط°ظپ ظ…ظ† ظ‚ط¨ظ„ ط§ظ„ط¥ط¯ط§ط±ط© (ط؛ظٹط± ظ…ط³ظ…ظˆط* ط¨ظƒطھط§ط¨ط© ط§ظ„ط¨ط±ظٹط¯) -
هدا هو عنواني راني حابها هادو اليومين من فضل جزاك الله وبارك لك في حياتك و صحتك

السلام عليك لدي قرص مضغوط جاهز حول التسرب المدرسي لكن كيف أبعثه لك