"معاً نحو النجاح"
كم منا يحمل هموماًدائمة واحزاناً جاثمة....
كم منا تملكته الأحزان واصبحت له رفيقا...
تمرعليه الأيام ضائعا ،تائها ،شارد الذهن ،تتوالى عليه الأيام كأنها اصبحت يوما واحدا...
متناسيا انها ماهي إلاأيام زائلة.....
وانفاس فانية ،وصحائف تمتلئ وقلم لايجف إلا بانتهاء أعمارنا....
فكيف بنا نملؤها بالبطالة والعطالة والتحسر والتمني
بدلا من العمل والنجاح والتقدم....
يقول الحسن البصري( أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره ووقته منه على درهمه وديناره).
*******
أتعتقدين اننا جئنا الى هذه الحياة كي نعاني ونذرف الدموع
ونرتمي في بحر الأحزان...
لا....ولكننا نحن من جعل الألم رفيقاً لنا.....
أتعتقدين أن كل العظماء وجدوا طرقهم مفروشة بالورود وذللت لهم الصعاب بسهولة......
إن كل العظماء هم أشخاص عاديون ،لكنهم لم يسمحوا لمسالك اليأس أن تتسلل إلى قلوبهم....
غمرهم التفاؤل، طوّروا مجهوداتهم وقدراتهم بالسعي والعمل والخطوات المتأنية.....
فكيف نرتقي لنلحق بموكب الناجحين؟
أولاً علينا أن نحدد لأنفسنا أهدافاً ونسير عليها، فكثير منا يعيشون الحياة
ضائعين ليس لهم هدف أو هوية أو مهام ،وكثيرون للأسف تضيع حياتهم
في عالم التمني والحلم لكنهم لايملكون الدافع والخطة المدروسة لتحقيق هذا الحلم.
قال عليه الصلاة والسلام(كل الناس يغدو فبائع نفسه ،فمعتقها ،فموبقها )
أي أن كل شخص في هذه الحياة يسير ويمضي ، فهناك من يمضي إلى
طريق معلوم واضح فيفيد نفسه في الدنيا والآخرة، وهناك من يمضي
متخبط ليس في جعبته من أسهم الخير والرؤى المستقبلية شئ.
يقول تشارلز جينز في كتابه الذات العليا(بدون أهداف ستعيش حياتك متنقلا من مشكلة لأخرى بدلا من التنقل من فرصة لأخرى)
وهناك قاعدة مهمة علينا أن نضعها نصب أعيننا :
(لايوجد شخص فاشل ولكن يوجد شخص بدأ من القاع وبقي فيه )
فسقوط الإنسان ليس فشل ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط .
إضاءة
(النجاح ليس كل شئ ولكن الرغبة في النجاح هي كل شئ)
*******
ثانيا :حسن استغلال الوقت
كلنا نعلم أن للوقت أهمية كبيرة وأن الله قد أقسم به في مطالع العديد من
السور للفت الانتباه الى أهميته ،وقال عليه الصلاة والسلام (لن تزول قدما عبداً حتى يسأل عن أربع :عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ،وعن ماله من أين أكتسبه وفيما
أنفقه ،وعن علمه ماذا فعل به )
وهكذا يسأل الإنسان عن عمره عامة وعن شبابه خاصة والشباب جزء من
العمر ولكن له قيمة خاصة كونه سن الحيوية والشباب.
فإدارة الوقت هي إدارة للذات و محاولة لترويض الوقت وفرض سيطرتنا عليه بدلا من أن يفرض سيطرته علينا .
تذكري:
(اوقاتك أجزاء عمرك فلا تشغلي وقتك إلا فيما ينجيك)
*يقول أبوبكر بن عياش (لو سقط من أحدهم درهم لظل يومه يقول إنّا لله ذهب درهمي وهو يذهب عمره ولايقول ذهب عمري ،وقد كان لله أقواما يبادرون الأوقات ،ويحفظون الساعات ،ويلازمونها بالطاعات)
من فوائد تنظيم الوقت:
1-الشعور بالتحسن بشكل عام في حياتك
2-قضاء وقت أكبر مع العائلة والترفيه
3-قضاء وقت أكبر في التطوير الذاتي
4-تحسين إنتاجيتك
5-يساعدك على إتمام أعمالك بشكل أسرع وبمجهود أقل واغتنام الفرص
6-إنجاز الأهداف الشخصية
7-السيطرة على يومك،والإستغلال الأمثل لليوم
إضاءة
(من انشغل بغير المهم ضيّع الأهم فاحرصي على ترتيب اولوياتك)
من القواعد المهمة التنظيم الوقت:
1-إدراك أهمية الوقت
2-وقف وقفة حزم: فكثير ممن تضيع أوقاتهم هم أناس مترددين لايسستطيعون إ تخاذ القرارات فبالتالي تضيع أوقتهم،سئل أحد افداريين مالذي يمنع الناس من النجاح ؟
فأجاب:
(الأهداف غير الواضحة)
3-تحديد الأولويات
4-التفويض الفعّال:عن طريق تفويض بعض الأمور للاخرين
5-تنظيم مكان العمل
6-التركيز جيدا فيما بين يديك حتى الإنتهاء من العمل
7-تعلم قول لا أمام من يضيعون أوقاتك
8-التخطيط المنطقي للأهداف
9-التعامل بقوة مع المناسبات الاجتماعية غير المهمة
حقيقة
( وقت الفراغ خرافة وضعها الفارغون فلا ترددي هذا اللفظ ولا تستعمليه فإنه لافراغ إلا عند التافهين )
وختاما أخيتي تذكري أن أهل الجنة لايندمون على شئ كندمهم على ساعة لم يطيعوا الله فيها
وأختم بمقوله للحسن البصري :
( بادر أجلك ولا تقل غداً غداً فإنك لاتدري متى تصير إلى الله )
*****
هذا مجهودي المتواضع فإن احسنت فمن الله وإن اسأت فمن نفسي والشيطان .