عنوان الموضوع : مساعدة في الفلسفة ثانية ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
أرجوكم أريد مقالات فلسفية عن الحرية و المسؤولية
و الشعور بالآنا و الغير
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
هل معرفة الذات تتوقف على وجود الوعي أم وجود الغير ؟المشكلة الأولى : الشعور بالأنا و الشعور بالغير
*الموقف الاول/ معرفة الذات تتوقف على وجود الوعي ، لذلك قال سقراط Socrate "إعرف نفسك بنفسـك" و الدليل على ذلك
أن الوعي (الشعورConscience )باعتباره حدس نفسي يمكن المرء من إدراك ذاته و أفعاله و أحواله النفسية إدراكا مباشرا دون واسطة خارجية ،كأن نشعر بالوحدة أو بالخوف أو الفرح و غيرها ، و بواسطته يدرك المرء أن له ذات مستقلة و متميزة عن الآخرين يقول مان دي بيـــران " إن الشعور يستند الى التمييز بين الذات الشاعرة و الموضوع الذي نشعر به"
الأنا Le Moi هو شعور الذات بذاتها ، و الكائن الشاعر بذاته هو من يعرف أنه موجود ، و أنه يدرك ذاته بواسطة التفكير لقد شك ديكارت Descarte في وجود الغير ، و في وجود العالم على أساس أن الحواس مصدر غير موثوق في المعرفة ، و أن معرفتنا السابقة بالأشياء غير دقيقة و غير يقينية ، لكنه لم يتمكن من الشك في أنه يشك ، و ما دام الشك موجود فلا بد من وجود الذات التي تشك و ما دام الشك ضرب من ضروب التفكير " أنا أفكر فأنا اذن موجود Je Pense donc je Suis" هكذا برهن ديكارت على وجود ذاته من خلال التفكير الممنهج دون الاعتماد على أحكام الغير ، ديكارتبواسطة الكوجيتو Cogito يدشن مرحلة وحدانية الذات Le solipsisme أنا وحدي موجود حيث كل ذات تعتبر ذاتها حقيقة مكتفية بذاتها ، وتملك يقين وجودها بشكل فردي عبر آلية التفكير ، فالإنسان يعي ذاته بذاته دون الحاجة إلى وساطات الغير حتى ولو كان هذا الغير مشابها لي .
نفس الفكرة تبناها السوفسطائيون Sophistes قديما عندما قالوا " الإنسان مقياس كل شيء" فما يراه خير فهو خير و ما يراه شر فهو شر. أي أن المعرفة تابعة للذات العارفة و ليست مرتبطة بأمور خارجية
النقد / إن الأحكام الذاتية غالبا ما تكون مبالغ فيها ، و وعي الذات لذاتها ليس بمنهج علمي ، لأنه لا يوصلنا الى نتائج موضوعية ، فالمعرفة تتطلب وجود الذات العارفة و موضوع المعرفة ، في حين أن الذات واحدة لا يمكن أن تشاهد ذاتها بذاتها ، فالفرد لا يمكن أن يتأمل ذاته و هو في حالة غضب أو فزع ، يقول أوغست كومت A.Comte " الذات التي تستبطن ذاتها كالعين التي تريد أن ترى نفسها بنفسها " و يرى س.فرويد S.Freud أن معطيات الشعور ناقصة جدا ، و أن الكثير من الأفعال تصدر عنا و لا نعي أسبابها ، مثل الأحلام و النسيان و فلتات اللسان ...فالحياة النفسية تبقى غير مفهومة دون أن الى الدوافع اللاشعوريـــة
*الموقف الثاني / معرفة الذات تتوقف على وجود الغير ، و المقصود بالغير L autre الطرف المقابل الموجود خــارج عنا ، و ما يؤكد ذلك :
إن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد ، و التفاعل الذي يحصل بينه و بين الآخرين هو الذي يمكنه من إدراك نفسه و باختلافه عن الآخرين ، هذا الغير الذي يواجهنا ، يصدر أحكاما حول ذواتنا مما يدفعنا الى التفكير في أنفسنا . يقول سارتر Sartre " وجود الآخر شرط وجودي" فبالقياس الى الغير ندرك نقائصنا و عيوبنا أو محاسننا ، و أحسن مثال على ذالك أن التلميذ يعرف مستواه من خلال تقييم الأستاذ له ، كذلك وجودي مع الغير يحد من حريتي و يقلقني ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين الأنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية، وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. هكذا يصبح الغير جحيما، وهو ما تعبر عنه قولة سارتر الشهيرة:"الجحيم هم الآخرون". هكذا يتحدد وجود الغير مع الأنا من خلال عمليات الصراع. لكن مع ذالك يعتبر سارتر أن وجود الغير شرط ضروري لوجود الأنا و وعيه بذاته بوصفه ذات حرة ومتعالية.
و للمجتمع الدور الفعال في تنظيم نشاط الفرد و تربيته و تنشئته منذ الوهلة الأولى يقول واطسن Watson " الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء " من خلال الوسائل التي يوفرها ، فكلما كان الوسط الاجتماعي أرقى و أوسع كانت الذات أنمى، و أكثر اكتمالا ، و عليه يمكن التمييز بين الأفراد من خلال البيئة التي يعيشون فيها .فالفرد كما يرى دوركايم Durckeime ابن بيئته ، و مرآة تعكس صورة مجتمعه .فمن غير الممكن إذن أن يتعرف على نفسه الا من خلال اندماجه في المجتمع و احتكاكه بالغير ، فنحن نتعرف على الأناني مثلا من خلال تعامله مع الغير ، كذلك الأمر بالنسبة للفضولي ، و العنيد ...الخ و لو عاش المرء منعزلا في جزيرة بعيدة لما علم عن نفسه شيئ
النقد/ صحيح أن الفرد يعيش مع الغير ، لكن هذا الغير لا يدرك منا الا المظاهر الخارجية التي لا تعكس حقيقة ما يجري بداخلنا من نزوات خفية و ميول و رغبات ، و هذه المظاهر بامكاننا اصطناعها و التظاهر بها ، كالممثل السينمائي الذي يصطنع الانفعالات . كما أن أحكام الغير تتم باللغة و اللغة كما يرى برغسون Bergson عاجزة عن وصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا .
حل المشكلة / أن ادراك المرء لذاته لا يحصل دون وجود الوعي و الغير في نفس الوقت ، لأن الإنسان في تعامله مع الآخرين من أفراد مجتمعه يتصرف بوعي ، و يوفق بين ما يقوله الآخرون عنه و ما يعتقده في نفسه ، لأن الشخصية التي تمثل الأنا تتكامل فيها الجوانب الذاتية و الموضوعيــــــــــــــــــــــة
=========
>>>> الرد الثاني :
المسؤولية والجزاءالمسؤوليـة/Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
. شروطها/ 1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2 العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر ، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
ملاحظة/ يمكن اسعمال هذه المفاهيمن في المقدمة و الاشارة الى الى ان مشكلة المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي :-ا- رأي المثاليين/ الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و التزاما بمبدأ القصــــاص.هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
الحجة عقلية / إن المجرم حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
-ب- رأي الوضعيين– ان الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة ، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتمياتالنقد / ان هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
( الحتمية النفسية ) ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة، كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية ) يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ، فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ، بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ، بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع الى الجريمة )*التركيب و الحل *
- الجزاء حسب ما نتتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و اصلاح في نفس الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر الى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية الفردية التي تجلت في فعله الاجرامي ، و تخفف اذا قلت هذه المسؤولية بسبب الدوافع و الظروف المؤثرة
مقال - -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
اتمنى أن تفيدكم ان شاء الله
ا-
=========
>>>> الرد الثالث :
شكرا لك و بارك الله فيك
=========
>>>> الرد الرابع :
mrciiiiiiiiiiiiiii
=========
>>>> الرد الخامس :
المسؤولية والجزاءالمسؤوليـة/Responsabilité هي تحمل الانسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
. شروطها/ 1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض ارادته- 2 العقل/ لا يكون المر مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر ، أي ان يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا امام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم الى مدنية و جنائية
الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو الحاق الضرر بصاحبه
ملاحظة/ يمكن اسعمال هذه المفاهيمن في المقدمة و الاشارة الى الى ان مشكلة المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي :-ا- رأي المثاليين/ الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و التزاما بمبدأ القصــــاص.هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟
الحجة عقلية / إن المجرم حر يتصرف بإرادة و بامكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز بين الخير و الشر ويعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب اذا أحسن و أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل "
-ب- رأي الوضعيين– ان الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة ، و ينبغي أن ننظر الى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل مدفوع الى الجريمة بواسطة الحتمياتالنقد / ان هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن افعاله و يعتبره حر في جميع تصرفاته ، و ينظر الى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه الى ارتكاب الجريمة و على هذا الاساس فان العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام
( الحتمية النفسية ) ان السلوك الاجرامي في نظر مدرسة فرويد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة، كذالك السارق انما يهدف من وراء فعله الى استرجاع ما سلب منه في طفولته و عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الاجرامي الى أسبــاب اجتماعية لأن الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي اليها يقول " ان الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتمdـة و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي الرهيب يدفع بالافراد الى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين ، و عليه لا يمكن معــــــــالجة مشكلة الاجرام الا باصلاح الاوضاع الاجتماعية كازالة الفوارق و توفير مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة .( الحتمية البيولوجية ) يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي الى أسباب وراثية ، فالمجرم له استعداد طبيعي للاجــرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــــؤات في الجمجمة وجحوظ العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي استاصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون بالجنون و مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن اصلاحهم و اعادة دمجهم في المجتمع .
النقد / ان إلغاء دور العقل و الارادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ، بل العكس سيدفع الى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ، بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي الاوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح ..
*التركيب و الحل *
- الجزاء حسب ما نتتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و اصلاح في نفس الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر الى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية الفردية التي تجلت في فعله الاجرامي ، و تخفف اذا قلت هذه المسؤولية بسبب الدوافع و الظروف المؤثرة
مقال - -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟
=========
الإنسان كائن محكوم بالحرية , يحمل عبء العالم على كتفيه , فهو مسؤول عن العالم وعن نفسه كطريقة للوجود. نحن نأخذ كلمة (مسؤولية) بمعناها الأصلي (الشعور بكون الإنسان المؤلف- الذي لا يقبل الجدل- للحدث أو الموضوع).
بهذا المعنى فالمسؤولية لذاتها ساحقة لأنه (أي الإنسان) هو الأول الذي بواسطته يحدث أن هناك عالما, ولأنه هو الوحيد الذي يصنع كينونة لنفسه.
لذلك فمهما يكن الموقف الذي يجد فيه نفسه فال (المسؤولية) لذاتها يجب أن تتحمل كليا هذا الموقف ودرجة خصوصية المحنة حتى لو كانت لا تطاق.
ويجب عليه (أي الإنسان) أن يأخذ على عاتقه الموقف بوعي فخور في كونه مؤلفه, لأنه في أسوأ الضرر أو أسوأ التهديدات التي تجعلني في خطر كشخص فان لها معنى فقط فيً وخلال مشروعي وعلى أرضية الالتزام التي تظهر لي عليه .
لذلك يبدو من الحماقة التفكير في التذمر لأنه لاشيء غريب قد قرر لماذا نشعر ولماذا نعيش وما نحن , اكثر من ذلك فهذه المسؤولية المطلقة ليست هي الاستسلام , إنها ببساطة الحاجة المنطقية لاستمرارية حريتنا.
ما يحصل لي يحصل من خلالي وأنا أستطيع أن لا أتأثر به وأثور ضده كما لا استسلم له. علاوة على ذلك فكل شيء يحدث لي فهو ملكي لذلك يجب أن نفهم أولا أنا أساوي ما يحدث لي كانسان , لأن ما يحدث للإنسان من خلال الآخرين وخلال نفسه هو إنساني لأن أسوأ المواقف فضاعة في الحرب وأسوأ العذابات لاتخلق ما هو لاإنساني من الأشياء فليس هناك مواقف لابشرية, لأنه فقط خلال الرعب , الانطلاق واللجؤ إلى أنواع سحرية من التواصل سأقرر على ما هو لاإنساني , لكن هذا القرار بشري وسأتحمل كامل المسؤولية عنه , لكن بالإضافة إلى ذلك فالموقف لي لأنه صورة من اختياري الحر لنفسي وكل شيء يتمثل لي فهو لي وفي ذلك فهذا يمثلني ويرمز لي.
ألست أنا الذي قررت درجة المحنة في الأشياء وحتى ما لايمكن التنبؤ به منها بقراري؟ لذلك ليست هناك مصادفات في الحياة والحدث المشترك الذي يندفع فجأة للأمام ويستلزم وجودي فيه لم يأت من الخارج .
إذا تحركت في المعركة فهذي الحرب هي حربي , إنها في خيالي وأنا استحقها أولا لأنني أستطيع أن اخرج منها بالانتحار أو بالهروب منها ثانيا .
هذه الاحتمالات القصوى هي التي يجب أن تتمثل لنا عندما يكون هناك سؤال عن مستقبل الموقف بلا حاجة للخروج منه , لقد اخترته هذا هو المطلوب لذاته في مقابل الجبن أمام الناس أو بسبب كوني أفضل قيم أخرى إلى جانب قيمة الرفض للانضمام إلى الحرب ( شعور أقربائي الجيد نحوي , شرف عائلتي ....الخ) وبأي طريقة ينظر إليه فهو مسألة اختيار, هذا الاختيار سيتكرر لاحقا مرة أخرى وأخرى بدون توقف إلى نهاية الحرب. لذلك يجب أن نوافق على عبارة جوليس رومن (في الحرب ليس هناك ضحايا أبرياء ) ذلك لو أنني فضلت الحرب لأجل الموت أو العار فكل شيء سيحدث كما لو أنني تحملت المسؤولية كاملة عن هذه الحرب . وبالطبع فالآخرون صرحوا بها ولربما اعتبرني أحدهم كشريك صغير فيها لكن هذا التصور عن شراكتي في جريمة الحرب هو إحساس قانوني ولا يؤثر هنا لأن الإلزام لم يكن ليؤثر على الحرية المعطاة وليس لدي أي عذر لأننا كما قلنا مرارا أن خصوصية الشخصية في واقع الإنسان أنها بلا عذر لذلك فستظل بالنسبة لي ادعاء لهذي الحرب بالإضافة إلى ذلك فان الحرب هي لي لأن الحقيقة الراسخة برزت في موقف أنا سببته أن يكون وهذا ما أستطيع اكتشافه هنا فقط بوضع نفسي معها أو ضدها ولن أستطيع أن أميز في الوقت الحاضر الاختيار الذي اصنعه لنفسي عن الاختيار الذي اصنعه للحرب.
أن أعيش هذه الحرب يعني أن اختار نفسي من خلالها وأن اختارها من خلال اختياري لنفسي وليس هنالك سؤال عن اعتبارها (كعطلة أربع سنوات) أو ك (عفو) أو تراجع فالجزء الأساسي من مسؤولياتي أصبحت في مكان آخر , في زواجي , في عائلتي أو حياتي العملية .
في هذه الحرب التي اخترتها قد اخترت نفسي يوما بعد يوم وجعلتها لي بصنعي لنفسي فإذا ما أصبحت أربع سنوات خالية فأنا أتحمل مسؤولية هذا.
في النهاية وكما نوهنا سابقا كل شخص هو مطلق الخيار لنفسه من أول معرفة له بالعالم وتعقيداته والذي يكون فيه هذا الخيار افتراضا ومعرفة .
كل شخص هو تفاعل مطلق في لحظة مطلقة وهو لا يفكر في زمن آخر , لذلك يبدو أنه من قبيل تضييع الوقت السؤال عن ماذا سأفعل فيما لو لم تنتهي تلك الحرب لأنني أنا الذي اخترت نفسي كواحد من المعاني المحتملة من العهد الذي أدى تدريجيا إلى الحرب.
أنا لست مميزا عن تلك الفترة نفسها ولا أستطيع الانتقال إلى فترة أخرى بلا تناقض وهكذا فأنا هذه الحرب التي تحدد وتقيد وتجعل الفترة التي قبلها مستوعبة وبهذا المعنى يمكن لنا أن نعرف مسؤولية أل(لأجل) ذاتها بدقة أكثر بالعودة للتعريف السابق (ليس هناك ضحايا أبرياء ) ونضيف إليها (لدينا الحرب التي نستحق) وهكذا تبدوا , حرية كاملة غير مميزة عن الفترة التي اخترتها لتكون ذات معنى مسئول عن الحرب بعمق كما لو كنت أنا الذي أعلنتها وغير قادر على العيش بدون توحيدها مع موقفي , ملزم بها كليا ومنقوشة بخاتمي , يجب أن لا أكون نادما أو آسفا كما لو أنني بلا عذر , لأنني منذ مجيئي العاجل إلى الوجود وأنا أحمل عبء العالم لوحدي بلا أي شيء أو شخص قادر على إرشادي.
مع هذا النوع من المسؤولية قد يسأل شخص ما قائلا أنا لم أطلب أن أولد) وهذه طريقة ساذجة كونها تلقي تشديدا أكثر على حقيقتنا , فأنا مسؤول عن كل شيء في الواقع ما عدا مسؤولية وجودي لأنني لست الذي أوجدني لذلك فكل شيء يحدث كما لو كنت مسؤولا عنه .
أنا مهمل في هذا العالم ليس بمعنى أنني سأبقى مهملا وسلبيا كلوح طاف على الماء في كون عدائي لكن بمعنى أنني وجدت نفسي لوحدي نوعا ما وبلا مساعدة , متورطا في العالم الذي يجب علي فيه أن أتحمل المسؤولية كاملة دون أن أقدر عليها ومهما سأفعل فإنني سأبعد نفسي عن هذه المسؤولية بالذوبان فيها لأنني أنا المسؤول عن رغبتي بالهروب أو بجعل نفسي سلبيا في هذا العالم .
إن رفضي أن أتحرك باتجاه الأشياء والآخرين يبقى اختياري أنا ولربما كان الانتحار هو أحد طرق رفض الوجود في هذا العالم .
مع ذلك فإنني أجدها مسؤولية مطلقة لأن حقيقة وجودي (ولادتي) غير مفهومة وحتى غير معقولة لأنها لا تبدو أبدا كحقيقة عارية لكنها تبدو دائما في عملية بناء لأجل ذاتها هذا الاختيار نفسه يؤثر بشكل كامل على الحقيقة منذ أن كنت غير قادر على اختيار ولادتي , لكن تلك الحقيقة في المقابل سوف تظهر هناك فقط عندما أتجاوزها باتجاه نهايتي .
وهكذا فالحقيقة في كل مكان لكنها غير مستوعبة وأنا لا أعاكس أي شيء سوى مسؤوليتي لذلك لا أستطيع أن اطرح السؤال (لماذا ولدت ؟ ) أو العن يوم ولادتي أو أعلن أنني لم اطلب أن أولد ,لكل هذه الأسباب المتعلقة باتجاه الحقيقة اعني بولادتي فإنني أدرك أن الوجود في هذا العالم هو لاشيء مطلقا غير طرق لافتراض أن هذه الولادة بمليء مسؤوليتها هي مصنوعة لي .
مرة أخرى فأنا أصارع فقط نفسي مشاريعي لذلك فاستسلامي في النهاية هو استسلام حقيقي والذي يتضمن ببساطة أنني مدان كوني مسئولا كليا عن نفسي فانا الوجود الذي في وجوده, بحال ما, أوجد نفسه عن طريق التساؤل ووجودي هذا هو ما يمثله الحاضر وهو وجود غير مستوعب.
سؤال اي طريقة اتبعتموها في هذه المقالة لاني اظن ان هذا درس وليس مقالة؟ ارجوا الرد وتقبلو احترامي لكم