عنوان الموضوع : هل توجد فلسفة اسلامية؟؟؟ بكالوريا ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما احتك المسلمون بالشعوب الحضارية انتقل إليهم التراث الفلسفي اليوناني ، فأعجبوا به كثيرا وأرادوا على غراره تأسيس فلسفة تميزهم كمجتمع مسلم . لكن بعض المستشرقين أنكروا على فلاسفة الإسلام الأصالة والإبداع واعتبروهم مجرد ناقلين ومترجمين للتراث اليوناني . فإلى أي حد يمكن اعتبار هذا الرأي صحيح ؟ وهل فعلا الفلسفة الإسلامية هي فلسفة يونانية مكتوبة بأحرف عربية ؟

الموقف الأول: ويصرح ( رينان)في كتابه ( تاريخ اللغات السامية )أن ما لدى العرب من فلسفة ليس إلا اقتباساً صرفاً وتقليداً للفلسفة اليونانية، وبمعنى آخر : إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بحروف عربية.
كما أكد أن الإسلام دين لا يشجع على العلم والفلسفة والبحث الحر، بل هو عائق لها.

و في كتابه "ابن رشد والرشدية" وفي أكثر من موضع. يقر صراحة أن: العرب لم تكن لهم فلسفة تخصهم، وإنهم قد تلقوا الفلسفة اليونانية على ما فيها من مبادئ وأفكار معرفية وسلموا بها كما هي دون عناء جهدي. وسبب ذلك يعود حسب تصوره إلى أن "الجنس السامي" يمتاز بطابع الأديان السماوية التي طبعت فيه بشكل قوي مترسخ. مما لم يجعل له إبداع فلسفي خاص به. ومن هنا كانت الفلسفة اليونانية عند المسلمين مجرد اقتباس خارجي وحسب.

أما الفيلسوف والمنطقي والرياضي الإنكليزي برتراند راسل ، فرغم إقراره بأن حضارة الإسلام قد اهتمت "بشتى الطُرق في الفنون وفي العلوم"، بيد أنه يحذو على منوال رينان في تقليل شأن الفلسفة العربية في التاريخ. حيث يقول :"إن الفلسفة العربية ليست مهمة كفكرة أصلية. فمفكرينها أمثال ابن سينا وابن رشد كانوا أساساً شُراح يتكلمون على وجه التعميم وحسب. وأن رؤيتهم كفلاسفة علميين جاءت من أرسطوطاليس والافلاطونية المحدثة في المنطق والماورائيات، ومن جالينوس في الطب، ومن اليونان والهند في أصول الرياضيات والفلك. أما فلسفة التصوف الدينية فهي أيضاً ممزوجة بالعقيدة الفارسية القديمة".

أما الفيلسوف الإسباني جوليان مارياس (1914-2017) الذي أصدر كتابه "تاريخ الفلسفة" ، فقد أشار فيه عن الفلسفة العربية قائلاً: إن الفلاسفة "العرب، وخصوصاً ابن رشد، كانوا شُراح لأرسطوطاليس في العصور الوسطى.

النقد : إن هذه النظرة العنصرية لا تنقص من قيمة إبداعات الفلاسفة المسلمين والدور الذي لعبته فلسفتهم في تطور الغرب . إن العرب لم يكتف بالترجمة فقط بل أسسوا فلسفة خاصة بهم اعترف بها الكثير من المستشرقين مثل الألمانية زغريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) .

الموقف الثاني: لقد استطاع المسلمين بناء حضارة متطورة تحمل فكرا فلسفيا متطورا يدل على تفوقهم في تلك المرحلة.وتقسم فلسفتهم إلى ثلاثة أقسام :

1-علم الكلام : هذا العلم لا علاقة له بالفلسفة اليونانية فهو إنتاج إسلامي محض و يعرفه ابن خلدون: "علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، والردّ على المبتدعة المنحرفين". وقد نشأ من أجل الدفاع عن العقائد الدينية بالأدلة العقلية، ومن خلاله هذا العلم ظهرت المذاهب الفلسفية الكبرى .وظهرت الفرق الكلامية كالمعتزلة و الجهية و المرجئة ....

2- التصوف:يعتبر التصوف ميدانًا من ميادين التفكير الفلسفي الإسلامي؛ لأنه وإن كان في جوهره تجربة دينية روحية يعانيها الصوفي، فهو ليس فلسفة خالصة تهتم بالبحث العقلي النظري في طبيعة الوجود بقصد الوصول إلى نظرية ميتافيزيقية متكاملة وخالية من التناقض، ولكنه فلسفة خاصة في الحياة تمتزج فيها العاطفة بالفكر، والعقل بالقلب، تهدف إلى إدراك الوجود الحق أي الله.

3- الفلسفة الخالصة :

وهي فلسفة الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية خاصة أرسطو وعكفوا على دراستها وشرحها وتحليلها وألفوا على نمطها، من أمثال: الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد....

النقد: لايمكن إنكار الأثر اليوناني في الفلسفة الإسلامية . وفلاسفة الإسلام كانوا من أكبر الشارحين للفلسفة اليونانية .

التركيب : إن تأثر المسلمين باليونان وإعجابهم بفلسفتهم لا يعني إنكار الفلسفة عليهم واعتبار إنتاجهم الفكري مجرد نقل وترجمة . إن فلاسفة عصر النهضة في أرويا لم يفهم الفلسفة اليونانية إلا بفضل شروحات المسلمين لها .

الخاتمة المسلمون كغيرهم من الشعوب المتحضرة استطاعوا بناء صرح حضاري متكامل سياسي أخلاقي ديني وفلسفي هذه الأخيرة التي كان لها دور كبير في نهضة ارويا. وهذا بشهادة فلاسفتهم ومفكريهم .

م/ن



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


=========


>>>> الرد الثاني :


=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========