عنوان الموضوع : كل ما يتعلق بدرس الشعور واللاشعور... بكالوريا ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب




























اضغط هنا لتحميل الدرس مباشرة





Conscience et inconscient ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﻭﺍﻟﻼﺸﻌﻭﺭ












الشعور واللاشعور



كما جاء في الموسوعة العربية :: ENCYCLOPEDIA


الشعور

هو ذلك الجزء من العمليات العقلية التي ندركها، ونعيها، وعادة ترتبط بحالة وجدانية انفعالية. وهي حاله وقتية، ترتبط مباشرة بالحاضر، ويمكن أن تظهر مرة ثانية في الشعور إذا توافرت لها شروط معينة. وفي اللغة يعني الشعور الوعي، وتستخدم مصطلحات الشعور والشعوري مرادفات.

يرى علماء النفس أن الشعور متعدد الأبعاد، وقد قسمه أرنست هلجارد Ernest Hilgard إلى قسمين: أحدهما جوانب فعالة active، وأخرى مستقبلة receptive. فعمليات التخطيط والتدريب والتعليم وممارسة نوع من الرقابة على السلوك تدخل في قسم الوظائف النشطة أو الفعالة، أما عمليات الاستقبال فتشمل التنبيه الخارجي من خلال الحواس، والداخلي من خلال الأفكار والأحاسيس الحشوية وعمليات الإدراك الأخرى.

ويرجع الفضل لعالم النفس الألماني فلهلم فونت W.Wundt في تأسيس أول مخبر لعلم النفس لدراسة العمليات الأولية للشعور. كما اهتم وليم جيمس W.James اهتماماً شديداً بعمليات العقل البشري.

ومع ظهور المدرسة السلوكية أهملت دراسة الشعور بحجة أنه لا يمكن قياسه ودراسته بطريقة موضوعية، إلاّ أن هذه النظرة قد تبدلت منذ عام 1950، وبدأ العلماء بدراسة أنشطة الشعور كالذاكرة والتفكير واللغة والأنشطة الإدراكية الأخرى.

وفي بعض الكتابات العربية يستخدم مصطلح الوعي في المعنى الوصفي بينما يستخدم مصطلح شعور أو شعوري للمعنى النسقي.

علاقة الشعور بالإدراك:


حتى تتبين العلاقة بين الشعور والإدراك لابد من تعريف الإدراك، فالإدراك: (عملية تأويل الإحساسات تأويلاً يزودنا بمعلومات عن عالمنا الخارجي من أشياء بالإضافة للإحساسات الحشوية التي تأتينا من أعضاء الجسم الداخلية والخارجية. كما تشمل العلامات، والعلاقات، والرموز).

وبالعودة إلى تعريف الشعور، يتضح أن الإدراك جزء من الشعور، وعلاقة الإدراك بالشعور هي علاقة الجزء بالكل. والإدراك يرتبط أكثر بالعمليات الحسية، أما الشعور فيرتبط إضافة إلى العمليات الحسية بالانفعالات الوجدانية.

وهناك اتجاهات تحاول أن تواكب ما بين ما هو نفسي وما هو شعوري، إلاّ أن الفجوات الموجودة في الشعور والتي تستعصي على الفهم أسهمت في توسيع مفهوم الحياة النفسية إلى أبعد ما هو شعوري، إلى اللاشعور.

اللاشعور inconscient


يؤكد فرويد Freud بعض العمليات العقلية التي تستطيع أن تُحدث في العقل جميع الآثار التي تُحدثها الأفكار العادية دون أن تكون هي نفسها شعورية. وهذه العمليات العقلية التي لا يمكن أن تصبح شعورية، تسمى اللاشعور.

ووفقاً لنظرية فرويد في التحليل النفسي يوجد نوعان من اللاشعور، اللاشعور الكامن قبل الشعور، والذي يستطيع أن يظهر بسهولة في الشعور إذا توافرت شروط معينة. واللاشعور المكبوت الذي يجد مقاومة تمنعه من الظهور في الشعور.

وبحسب فرويد فإن «الشعور» و«ما قبل الشعور» و«اللاشعور» ثلاثة أنظمة تشمل جميع جوانب حياة الإنسان النفسية. ويؤكد فرويد على أهمية اللاشعور للإنسان إذ يعدّه الأساس في الحياة النفسية، ويمكن الاستدلال على اللاشعور من زلات اللسان والقلم، ورموز الأحلام والمقاومة في أثناء التحليل وغير ذلك.

إذن: اللاشعور هو فرضية ضرورية ومشروعة لفهم الحياة النفسية، ذلك لأن معطيات الشعور ناقصة إلى أبعد حد. فغالباً ما تلاحظ كثير من الأفعال النفسية لدى الإنسان السليم والمريض على حد سواء، لا سبيل إلى تفسيرها إلا بافتراض اللاشعور.

ولتأكيد فرضية اللاشعور يؤكد «فرويد» أن الشعور لا يحتوي في كل لحظة إلاّ على محتوى طفيف للغاية. بحيث أنه لو نُحيّ هذا المحتوى جانباً لوجد الجزء الأكبر مما يُسمى بالمعرفة الشعورية غارقاً بالضرورة، ولحقب مديدة من الزمن، في حال كمون، أي في حالة لا شعور.

ويفرق يونج Jung بين نوعين من اللاشعور للشخصية، فهناك اللاشعور الفردي أو الشخصي L’inconscient Personnel واللاشعور الجمعي L’incons-cient-collectif.

اللاشعور الفردي:


يتكون اللاشعور الفردي من الخبرات التي يكتسبها الفرد في حياته، وهذه الخبرات كانت في البداية شعورية إلاّ أنها فقدت طابعها الشعوري بسبب عوامل النسيان والكبت وأضحت لا شعورية. ويتألف اللاشعور الفردي من العقد والتي هي تراكمات لأفكار ومشاعر وذكريات ومواقف مكبوتة في أعماق لا شعور الفرد. وهذه العقد تؤثر دوماً في توجيه السلوك الإنساني إذ إنها تمثل عاملاً هاماً في تنظيم الشخصية أو تصدعها.

اللاشعور الجمعي:


يعد مفهوم اللاشعور الجمعي من المفهومات الجديدة التي أضافها يونج إلى نظرية التحليل النفسي، فهو من الإضافات المميزة لنظرية يونج.

إذن: اللاشعور الجمعي هو أحد الجوانب الأكثر كموناً وعمقاً في الشخصية، ويتكون اللاشعور الجمعي بحسب يونج من ذكريات كامنة موروثة عن الماضي الإنساني والذي يتضمن التاريخ السلالي للنوع الإنساني، وكذلك الوجود الحيواني للنشوء النوعي. كما يعده يونج الأساس التاريخي للنفس الإنسانية، لأنه يحتوي على جميع الآثار المتعاقبة لخبرات الإنسان منذ عصور ماقبل التركيب النفسي كما هو قائم الآن بطريقة مكثفة لهذه الخبرات.

إن اللاشعور الجمعي عند يونج يتكون من تركيبات تعرف باسم «النماذج الأولية» archétypes. وهذه النماذج هي أفكار عامة تحتوي على خبرات الإنسان البدائية والصور الأولية، والتي أتت من احتكاك الفرد مع الوسط الذي يعيش فيه ومن ثمّ فإن هذه الخبرات لها صفة الشمولية والفطرية لدى الجنس البشري كله.

وتظهر هذه النماذج الأولية في اللاشعور من بعض الأنشطة النفسية مثل، الرموز symboles في الأحلام أو في الطقوس rites أو الأساطير mythes.

وبما أن آثار العهود القديمة هي نتاج وراثي للنفس البشرية ونواة وراثية للاشعور الجمعي، فإن الأشكال والأفكار هي التي تتخذ صورة الرموز، ويمكن إدراك المعنى الرمزي لها بتحديد الهدف الذي تتجه إليه الذات الإنسانية، لهذا اهتم يونج بدراسة الرموز والأحلام والأساطير لأنها تساعد على فهم اللاشعور الجمعي.

ومن ضمن «النماذج الأولية» التي كان لها تأثير كبير في نظرية يونج «الأنيما» anima و«الأنيموس» animus، وهما مفهومان يشيران إلى الذكورة والأنوثة؛ فجانب الذكورة في الأنثى يطلق عليه مصطلح الأنيموس، والجانب الأنثوي في الذكر يطلق عليه مصطلح الأنيما. ولهذه النماذج الأولية عند يونج تأثير كبير في الحياة النفسية للفرد.

العلاقة الديناميكية والوظيفية بين الشعور واللاشعور La relation dynamique et fonctionnelle entre le conscient et L’ inconscient.

إن العلاقة بين الشعور واللاشعور تكون دائماً في حالة ديناميكية متغيرة؛ فما هو شعوري يمكن أن يكبت في اللاشعور وما هو لاشعوري يمكن أن ينتقل إلى الشعور، فخبرات الطفولة و التي كانت في حينها شعورية ينالها النسيان والكبت فتغدو لاشعورية، وعلى العكس يمكن لخبرات قريبة لا شعورية أن تغدو شعورية إذا توافرت لها شروط معينة، وكذلك يمكن عن طريق التحليل النفسي نقل كثير من الأفكار أو الوجدانات أو المواقف المكبوتة في اللاشعور إلى حيز الشعور. إذن: فالعلاقة بين الشعور واللاشعور هي دائمة التغير لتعطي في النهاية الحياة النفسية.

وإضافة إلى كونها ديناميكية فهي أيضاً وظيفية تؤدي غرضاً، وتسعى إلى تحقيق غاية عبر سيرورة نفسية، وهي في أبسط صورها تؤدي إلى إشباع رغبة. وعند الرجوع إلى طبيعة الرغبة البشرية وُجِد أنها تقوم أساساً على إشباع حاجات فيزيولوجية من جوع وعطش وتنفس وغيرها، وإشباع حاجات نفسية من أمن وحب وتقدير وتحقيق الذات.

وفي سبيل تحقيق هذه الرغبة يحتاج الكائن إلى الآخر، وإذا كان وجود الآخر إلى جانب ذلك الكائن وجوداً مؤقتاً متأرجحاً بين الحضور والغياب، وجب على هذا الكائن أن يستخدم استعداداته النفسية في تحقيق وجود مستقل يستخدمه في غياب الآخر القادر، والذي يمثل موضوع إشباعات الحاجات الفيسيولوجية والنفسية.



مراجع للاستزادة:
ـ ليبين فاليري، مذهب التحليل النفسي وفلسفة الفرويدية الجديدة ـ (دار الفارابي 1981).
ـ فينخيل (أوتو)، نظرية التحليل النفسي في العصاب، ترجمة صلاح مخيمر وعبده رزق (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1969).







فرويد و الجهاز النفسي خلاصة للاطلاع



أن مدرسة التحليل النفسي بزعامة فرويد ترى أن الجهاز النفسي لشخصية الفرد يتكون من ثلاث مكونات افتراضية هي :


1ـ ألهو أو الهي

وهو أقدم قسم من أقسام الجهاز عند فرويد,وهو منبع الطاقة الحيوية والنفسية التي يولد الفرد مزودا بها,وهو يحتوي على ماهو ثابت في تركيب الجسم,فهو يضم الغرائز والدوافع الفطرية:الجنسية والعدوانية,وهو الصورة البدائية للشخصية قبل أن يتناولها المجتمع بالتهذيب والتحوير,ومستودع القوى والطاقات الغريزية,وهو جانب لا شعوري عميق,ليس بينه وبين العالم الواقعي صلة مباشرة,كما انه لا شخصي ولا إرادي,لذلك فهو بعيد عن المعايير والقيم الاجتماعية,لا يعرف شيئا عن المنطق,ويسيطر على نشاطه مبدأ" اللذة"و "الألم",ويندفع إلى إشباع دوافعه اندفاعا عاجلا في صورة وبأي ثمن.

2ـ الأنا

وهو مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي,والإدراك الحسي الداخلي,والعمليات العقلية,وهو المشرف على جهازنا الحركي الإرادي,ويتكفل الأنا بالدفاع عن الشخصية,ويعمل على توافقها مع البيئة,وإحداث التكامل,وحل الصراع بين مطالب (ألهو),وبين مطالب "الأنا الأعلى",وبين الواقع ,والأنا له جانبان:شعوري ولا شعوري,وله وجهان:وجه يطل على الدوافع الفطرية والغريزية في ألهو,وآخر يطل على العالم الخارجي عن طريق الحواس,ووظيفة (الأنا) هي التوفيق بين مطالب (ألهو) والظروف الخارجية,وينظر إليه فرويد كمحرك منفذ للشخصية,ويعمل(الأنا) في ضوء مبدأ الواقع,ويقوم من اجل حفظ وتحقيق قيمة الذات والتوافق الاجتماعي,وينمو الأنا عن طريق الخبرات التربوية التي يتعرض لها الفرد من الطفولة إلى الرشد.

3ـ الأنا الأعلى

وهو مستودع المثاليات والأخلاقيات, والضمير, والمعايير الاجتماعية, والتقاليد, والقيم, والصواب, والخير, والحق, والعدل, والحلال, فهو بمثابة سلطة داخلية, أو "رقيب نفسي", وهو لاشعوري إلى حد كبير, وينمو مع نمو الفرد, ويتأثر الأنا الأعلى في نموه بالوالدين, ومن يحل محلهم, مثل المربين والشخصيات المحبوبة في الحياة العامة, والمثل الاجتماعية العليا, كما انه يتعدل ويتهذب بازدياد ثقافة الفرد وخبراته في المجتمع, ويعمل الأنا الأعلى على ضبط (ألهو), وكفه عن إشباع كل ما يراه المجتمع خطأ أو محرما من الدوافع, وذلك من خلال (الأنا).

ويؤكد فرويد أن الجهاز النفسي للشخصية لا بد أن يكون متوازنا حتى يكفل للفرد طريقة سليمة للتعبير عن الطاقة اللبيدية"الحيوية الجنسية" وحتى تسير الحياة سيرا سويا.ويحاول" الأنا " حل الصراع بين " ألهو " و " الأنا الأعلى " فيلجأ إلى عملية تسوية ترضي ـ ولو جزئيا ـ كلا من الطرفين,وإذا اخفق ظهرت أعراض العصاب.وقد يحدث الصراع بين "الأنا"و"ألهو" حيث تسعى مكونات ألهو الغريزية للتعبير عن نفسها في الوقت الذي يقف فيه الأنا بالمرصاد دفاعا عن الشخصية وحرصا على توافقها.وقد يحدث الصراع بين الأنا والأنا الأعلى حيث يصدر الأنا الأعلى أوامر مستديمة إلى الأنا مما قد يرهقه ويأخذ صورة مرضية يعبر عنها بقلق الضمير.

مفهوم فرويد المتعلق بالشعور,واللاشعور,وما قبل الشعور, يمكن إيجازه بالشكل الأتي:


1ـ الشعور

وكما حدده فرويد فهو منطقة الوعي الكامل والاتصال بالعالم الخارجي,وهو الجزء السطحي فقط من الجهاز النفسي, وهو الوسيلة المباشرة لإطلاع الإنسان على ما يمر به من الحالات النفسية أي الاطلاع على وجود اللذة والتعب, وعلى سير المحاكمات العقلية, أي انه وسيلة الذات في الاطلاع على ما تنطوي عليه في حاضرها ساعة اليقظة.

2ـ اللاشعور

وحسب فرويد فهو يكون معظم الجهاز النفسي.وهو يحوي ما هو كامن ولكنه ليس متاحا ومن الصعب استدعاؤه لأن قوى الكبت تعارض ذلك.وحدد فرويد الرغبات المكبوتة التي يحتويها اللاشعور بأنها ذات طابع جنسي.ويقول إن المكبوتات تسعى إلى شق طريقها من اللاشعور في الأحلام وفي شكل أعراض لمختلف الاضطرابات العصابية.

3ـ ما قبل الشعور:

ويحتوي العناصر غير الموجودة في نطاق الوعي إلا انه من الممكن استدعاؤها إلى الوعي بسهولة حيث يقع ما ندركه في لحظة معينة في نطاق الوعي لفترة ثم نصرف انتباهنا عنه, فينتقل إلى ما قبل اللاشعور ونستطيع نقل الأفكار من منطقة ما قبل الشعور إلى الشعور من خلال تركيز الانتباه, والأفكار الكامنة في منطقة ما قبل الشعور لا تمت إلى مستوى الشعور المباشر لأنها ليست فيه, وهي لا ترجع إلى اللاشعور لأنها تختلف عن حالته من حيث سهولة جعلها شعورية, ومن حيث قدرة الشعور على استدعائها والتصرف بها, ومن حيث ما فيها من فعالية, لذلك تكون بين الشعور واللاشعور.

ويرى فرويد حسب نظريته الثانية عن القلق سنة 1923 أن القلق ما هو إلا إشارة,الهدف منها تمكين الفرد من تجنب حالة من الخطر,ويقول في ذلك"أن جميع الإعراض النفسية تأتي لغرض واحد فقط وهو تجنب حالة القلق,وأن هذه الأعراض المرضية " تربط " الطاقة النفسية, ولولا هذا الربط لأصبحت الطاقة النفسية حرة في الانطلاق على شكل قلق..." ويقول في ذلك "...أن الأعراض المرضية تخلق لكي يتمكن أل " أنا " من الابتعاد أو النجاة من موقف خطر,وإذا ما منعت هذه الإعراض المرضية من الظهور فان الخطر سيبرز لا محال...".

وقد اعتمد فرويد في تفسير السلوك والإمراض النفسية على عملية الكبت وأفترض نوعين من الكبت,أولهما يتألف من مشاعر غريزية ودوافع تبدأ في وقت مبكر من حياة الفرد ولكنها لم تدخل أبدا في حيز الوعي,والنوع الثاني من الكبت يتألف من أنواع الشعور والتجارب والدوافع والرغبات التي وجدت في وقت ما في الوعي ثم أجبرت على أن تكبت في اللاوعي,وهذا النوع الأخير من الكبت هو النوع الأكثر أهمية بالنسبة لفرويد, وهو يمثل الصراع بين الرغبة وبين الموانع لتحقيقها من قبل "الأنا الأعلى ",وقد بين فرويد الحقائق الآتية عن عملية الكبت:1ـ أنها عملية عامة توجد عند جميع الناس, 2ـ أن المادة المكبوتة مؤلمة دائما أو محرجة أو مكروهة من قبل صاحبها, و3ـ أن عملية الكبت عملية تلقائية تتم كليا خارج نطاق الوعي,ونظرية فرويد في "ديناميكية" الأمراض النفسية تتلخص فيما يلي:1ـ قيام صراع عاطفي بين حاجتين أو رغبتين متضاربتين, 2ـ كبت هذا الصراع إلى " اللاوعي ", 3ـ يظل الصراع المكبوت في اللاوعي ذا قدرة على التعبير عن وجوده بشكل من الأشكال بما في ذلك اتخاذ صفة الأعراض النفسية.

وهكذا فأن فرويد يعتقد بأن عملية الكبت هي عملية " إنكار " ينكر فيها أل " أنا " وجود دوافع داخلية,أو حوادث خارجية, والتي يؤدي الاعتراف بوجودها إلى نتائج مؤلمة. ولما كان من المتعذر الإبقاء على هذه الدوافع كجزء متوازن من وعينا النفسي, فلابد من كبتها حال قيامها محافظة على هذا التوازن من خطر الاضطراب, والصراع المكبوت بهذا الشكل لا ينتهي وجوده بمجرد كبته إلى اللاوعي, إذ يظل هناك مهددا لصاحبه بالظهور, وقد يظهر ذلك بشكل مستتر كما هو الحال ومظاهر السلوك المختلفة, وقد يظهر بصفة أعراض مرضية نفسية والتي تعتبر وسيلة دفاعية نفسية يشغل فيها المريض عن أدراك الصراع الداخلي, وبهذا تساعد في إبقاء هذا الصراع مكبوتا, كما أن في هذه الأعراض المرضية فائدة الإرضاء النفسي للمريض إلى حد ما, لأنها تمثل حلا وسطا بين ما يرغب فيه الفرد وبين ما ينكره.أن هذا الصراع,وهو أساس الإمراض النفسية, يوجد في العقل ولكنه غير معروف لصاحبه. وهكذا فان جميع الأعراض المرضية حسب النظرية الفرويدية ما هي إلا نتيجة هذا الصراع بين القوى المكبوتة والقوى الكابتة لها.






مقولات خاصة بدرس الشعور و اللاشعور



رونيه ديكارت



من اللفظ اليوناني Conscientia، يعني الوعي من حيث الأصل امتلاك وعي بشيء ما. أما بالنسبة للفظة الفرنسية ” Conscience ” فقد استعملت على الخصوص في سياق أخلاقي حتى القرن 17 ، وقد كانت تعني العودة التأملية من طرف الذات للتفكير في أفعالها بغية تقييمها ومحاكمتها، وبعبارة أخرى فإن ” Conscience ” كانت تعني تقريبا معنى أخلاقيا كما هو الحال في الصياغة المشهورة لدى رابلي : ” ليس العلم بدون وعي إلا خرابا للروح “.
مع ديكارت 1596 ـ 1650 بالذات أصبح للفظ Conscience معنى جديدا ؛ حيث أصبحت تعني منذ ذلك الحين الفهم المباشر من طرف الفكر لذاته ؛ فعندما أفكر فأنا أعرف بالضرورة أنني أفكر أيضا. كتب ديكارت : ” من خلال اسم الفكرنعرف كل ما يدور بدواخلنا بالصورة التي تجعلنا واعين بذلك ، كلما كان لنا وعي به ” (مبادئ الفلسفة ، I ، 9 ، 1645).

  • ديكارت : ” أنا أفكر ، إذن أنا موجود “.

من الذي يعرف ما إذا كانت حواسي تخدعني في كل مناسبة ؟.. كيف أضمن أنني لا أحلم في الوقت ذاته الذي أكون فيه مستيقظا؟ .. ولماذا لا يخدعني الله عندما أرى بوضوح أن 2 و 3 يساويان 5؟..وقد أضاف ديكارت لمبررات الشك الثلاثة هاته عدة منهجية سماها ” الشيطان الماكر ” وهو يفترض أنه مخدوع بشكل دائم من طرف هذا الشيطان الإبستمولوجي ” فليخدعني كيفما شاء ، كتب ديكارت ، فلن يستطيع أبدا أن يجعلني لاشيء، ما دمت أعتقد أنني شيء ما ” (تأملات ميتافيزيقية ، 1641)، إن الوعي بالوجود ، اليقين بأنني موجود على الأقل كوعي ، هو الحقيقة الأولى في الفلسفة الكارتيزيانية.

  • ديكارت : الجوهر المفكر والجوهر الممتد

ذلك لأن ديكارت يتصور الروح والجسد كما لو كانا جوهرين متمايزين (مبادئ الفلسفة ص 53 ، 1644)، بيد أن السمة المركزية للروح ، تلك التي بدونها لا نستطيع تصور روح أو عقل هي التفكير. إن الروح تفكر دائما ، حتى الجنين ذاته في بطن أمه يفكر ، ويستشعر وعيا بذاته ولو بشكل مبهم ، فحيث توجد الروح ، يوجد بالضرورة تفكير ووعي بالذات.

  • ديكارت : الشعور شفاف بالنسبة لذاته
  • استحالة وجود رغبة لاشعورية

ليس هناك، كما يقول ديكارت ، شيء يمكنه أن يكون في متناولنا غير أفكارنا” (رسالة إلى رينيري من أجل بولو ،أبريل أو ماي 1638)، وبعبارة أخرى فإن التفكير هو مجال يكون فيه الأنا سيدا في عقر داره.
يستحيل إذن ، تبعا لذلك ، أن نستطيع الإحساس برغبة ما بشكل لاشعوري ” وذلك لأنه من المؤكد أننا لا نستطيع أن نريدأي شيء لا ندركه بنفس الوسيلة التي نريده بها” (ديكارت ، موسوعة الأهواء، النص 19 ـ 1649).





رائد التحليل النفسي

إن تقسيم الحياة النفسية إلى حياة نفسية واعية وحياة نفسية لاواعية ، كتب فرويد (1856 ـ 1939)، يشكل المقدمة الكبرى والأساسية في التحليل النفسي(محاولات في التحليل النفسي،1927) ، وهنا يقيم النفيض الأساسي للتقليد الديكارتي . لقد دافع ديكارت بالفعل ، وعلى النقيض من ذلك ، عن الفكرة القائلة : “إنه لا يمكن أن توجد أية فكرة لا يمكنناانطلاقا منها ، وفي اللحظة التي تكون فيها بدواخلنا ، أن لا نمتلك معرفة حاضرة عنها” (ردود على الاعتراضات الرابعة ، 1641).



  • فرويد : يجب أن نرى في اللاشعور عمق الحياة النفسية كلها.
  • الشعور ـ اللاشعور ـ الكبث.

” إننا نشبه نسق اللاشعور ، كتب فرويد ، بغرفة انتظار كبيرة تتسارع بداخلها النزوعات النفسية كالكائنات الحية ، وترتبط بغرفة الانتظار هذه غرفة أخرى أضيق منها ، شبيهة بالصالون ، بداخلها يقيم الوعي ( الشعور ) ، لكن عند مدخل غرفة الانتظار ، أي بالصالون ، يجثم حارس يفحص كل نزوع نفسي ويفرض عليه الحظر ويمنعه من دخول الصالون إذا لم يرقه (. . .) وعندما يتم طرد بعض هذه النزوعات من طرف الحارس ، بعد أن تكون هذه قد وصلت حدود إلى الصالون، فذلك لأنها غير قادرة على أن تصبح نزوعات موعى بها : نقول عنها إذ ذاك إنها نزوعات مكبوثة” (مدخل للتحليل النفسي، 1916).

  • مهمة التحليل النفسي
  • استعادة الرغبات اللاشعورية لمنطقة الوعي.

ما الذي يريده المحلل النفسي؟.. يتساءل فرويد ، ثم يبادر إلى الجواب قائلا : ” استعادة كل ما تم كبثه إلى سطح الوعي” (خمس دروس في التحليل النفسي، 1910)، وهكذا ، فإن ” تأويل الأحلام ، عندما لا يصير مؤلما بفعل أشكال مقاومةالمريض ، يؤدي إلى اكتشاف الرغبات المستثرة والمكبوثة، وكذا العقد النفسية الناجمة عنها” (نفس المرجع).


-----------------------
المقولات نقلتها من موقع..اكاديمية maarouf66.wordpress


















يتبع.../...





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


وهذه نصوص لسيغموند فرويد للاطلاع




الوعي و اللاوعي


ها إن الناس جميعا أو يكادون، يتفقون على إكساب كل ما هو نفسي سمة عامة تعبر عن جوهره ذاته، وهذا أمر غريب. هذه السمة الفريدة، التي يتعذر وصفها، بل هي لا تحتاج إلى وصف، هي الوعي. فكل ما هو واع نفسي، وعلى عكس ذلك فكل ما هو نفسي واع. وهل ينكر أمر على هذا القدر من البداهة ؟ ومع ذلك فلنقر بأن هذا الأسلوب في النظر قلما وصّح لنا ماهية الحياة النفسية إذ أن التقصي العلمي يقف ههنا حسيرا، ولا يجد للخروج من هذا المأزق سبيلا. (...) فكيف ننكر أن الظواهر النفسية خاضعة خضوعا كبيرا للظواهر الجسديُة، وأنها على عكس ذلك تؤثر فيها تأثيرا قويا ؟ إن أرتج الأمر على الفكر البشري، فقد أرتج عليه يقينا في هذه المسألة، وقد وجد الفلاسفة أنفسهم مضطرين لإيجاد مخرج، إلى الإقرار على الأقل بوجود مسارات عضوية موازية للمسارات النفسيّة ومرتبطة بها ارتباطا يعسر تفسيره (...) وقد وجد التحليل النفسي مخرجا من هذه المصاعب إذ رفض رفضا قاطعا إن يدمج النفسي في الواعي . كلا، فليس الوعي ماهية الحياة النفسية، وإنما هو صفة من صفاتها، وهي صفة غير ثابتة، غيابُها أكثر بكثير من حضورها.

(...) ولكن يقي علينا أيضا أن ندحض اعتراضا. فرغم ما ذكرناه من أمور يزعم فريق من الناس أنه لا بجدر بنا أن نعدل عن الرأي القائل بالتماهي بين النفسي والواعي، إذ أن المسارات النفسيّة الني تسمى لا واعية قد لا تكون سوى مسارات عضوية موازية للمسارات النفسية. ومن ثمّ فكأنّ القضية التي نروم حلها لم تعد إلا مسألة تعريف لا طائل تحتها (...) فهل من باب الصدفة المحض أننا لم نصل إلى إعطاء الحياة النفسية نظرية جامعة متماسكة إلا بعد أن غيّرنا تعريفها ؟

وفوق هذا علينا أن نتجنّب الاعتقاد بأن التحليل النفسي هو الذي جدد نظرية الحياة النفسية هذه .(...) فقد كان مفهوم اللاشعور يطرق منذ أمد طويل باب علم النفس، وكانت الفلسفة كما كان الأدب يغازلانه، ولكن العلم لم يكن يعرف كيف يستخدمه. لقد تبنى التحليل النفسي هذه الفكرة، وأولاها كل عنايته وأفعمها بمضمون جديد. ولقد عثرت البحوث التحليليّة النفسيّة على خصائص للحياة النفسيّة اللاواعية لم تكن قبل ذلك متوقعة، وكشفت بعض القوانين التي تتحكم فيها. ولسنا نقصد من ذلك أن سمة الوعي قد فقدت من قيمتها في نظرنا. فما زال الوعي النور الوحيد الذي يسطع لنا ويهدينا في ظلمات الحياة النفسية. ولما كانت معرفتنا ذات طبيعة مخصوصة، فان مهمتنا العلمية في مجال علم النفس ستتمثل في ترجمة المسارات اللاواعية إلى مسارات واعية حتى نسد بذلك ثغرات إدراكنا الواعي.

فرويد
" مختصر في التحليل النفسي "




مهمة الأنا


ثمة قول مأثور ينصح الإنسان بألاّ يخدم سيدين في آن واحد. و الأمر أدهى وأسوأ بكثير بالنسبة إلى الأنا المسكين إذ عليه أن يخدم ثلاثة أسياد قساة، وهو يجهد نفسه للتوفيق بين مطالبهم . وهذه المطالب متناقضة دوما، وكثيرا ما يبدو التوفيق بينها مستحيلا، فلا غرابة إذن أن يخفق الأنا غالبا في مهمته . وهؤلاء المستبدون الثلاثة هم العالم الخارجي والأنا الأعلى و الهو، وحين نعاين ما يبذله الأنا من جهود ليعدل بين الثلاثة معا، أو بالأحرى ليطيعهم جميعا، لا نندم على أننا جسمنا الأنا وأقررنا له بوجود مستقل بذاته ، إنه يشعر بأنه واقع تحت الضغط من نواح ثلاث، وأنه عرضة لثلاثة أخطار متباينة يرد عليها، في حال تضايقه ، بتوليد الحصر. وبما أنه ينشأ أصلا عن تجارب الإدراك ، فهو مدعوّ إلى تمثيل مطالب العالم الخارجي ، غير أنه يحرص مع ذلك على أن يبقى خادما وفيّا للهو، وأن يقيم وإياه على تفاهم ووفاق ، وأن ينزل في نظره منزلة الموضوع ، وأن يجتذب إليه طاقته الليبيدية. وكثيرا ما يرى نفسه مضطرا ، وهو الذي يتولى تأمين الاتصال بين الهو و الواقع ، إلى التستر على الأوامر اللاّشعورية الصادرة عن الهو بتبريرات قبل شعورية وإلى التخفيف من حدة المجابهة بين الهو والواقع ، وإلى سلوك طريق الرّيــّاء

الدبلوماسي و التظاهر باعتبار الواقع ، حتى وإن أبدى الهو تعنتا وجموحا. ومن جهة أخرى، فان الأنا الأعلى القاسي ما يفتأ يراقبه ويرصد حركاته، ويفرض عليه قواعد معينة لسلوكه غير مكترث بالصعاب التي يقيمها في وجهه الهو والعالم الخارجي . وإن اتفق أن عصى الأنا أوامر الأنا الأعلى عاقبه هذا الأخير بما يفرضه عليه من مشاعر أليمة بالدونية والذنب . على هذا النحو يكافح الأنا، الواقع تحت ضغط الهو و الرازح تحت نير اضطهاد الأنا الأعلى والمصدود من قبل الواقع ، يكافح الإنجاز مهمته الاقتصادية و لإعادة الانسجام بين مختلف القوى الفاعلة فيه والمؤثرات الواقعة عليه . ومن هنا نفهم لماذا يجد الواحد منا نفسه مكرها في كثير من الأحيان على أن يهتف بينه وبين نفسه:" آه، ليست الحياة بسهلة".

فرويد
" محاضرات جديدة في التحليل النفسي "





منهج التحليل النفسي


بدل الإلحاح على المريض بأن يذكر شيئا عن موضوع بعينه ، أصبحت أحثه على الاستسلام ل" تداعياته الحرة "، أي ذكر كل ما يخطر بذهنه حين يمتنع عن متابعة أي تمثل واع وكان لا بد مع ذلك أن يلتزم المريض بذكر كل ما كان يمده به إدراكه الباطني ، وبعدم الانسياق وراء الاعتراضات النقدية التي تريده على استبعاد بعض الخواطر بحجة أنها ليست هامة بالقدر الكافي أو أنه لا حاجة إلى مثولها أو كذلك بحجة أنه لا معنى لها إطلاقا، ولا حاجة إلى الإلحاح في التذكير صراحة بمطلب الصدق ، إذ هو شرط العلاج التحليلي .

قد يبدو عجيبا أن تكون طريقة التداعي الحر هذه ، المقترنة بتطبيق القاعدة الأساسية في التحليل النفسي ، قادرة على أن تحقق ما ينّتظر منها، أي على أن ترجع إلى الوعي القوى المكبوتة والباقية في حالة الكبت بفعل المقاومات . ومع ذلك ، لا بد من اعتبار أن التداعي الحر ليس في حقيقة الأمر حرا، فالمريض يبقى تحت تأثير الوضع التحليلي ، حتى عندما لا يوجه نشاطه الذهني نحو موضوع معيّن . ويحق لنا أن نفترض أنه ما من شيء يعرض للمريض إلا وله صلة بهذا الوضع ، وتظهر مقاومته ضد عودة المكبوت على نحوين . تظهر أولا في تلك الاعتراضات النقدية التي تتصدى لها القاعدة الأساسية في التحليل النفسي ، ولا يتغلب على هذه العوائق بفضل مراعاة هذه القاعدة إلا وتجد المقاومة عندئذ تعبيرة أخرى، فتمنع المكبوت من أن يخطر أبدا ببال المحلل ، ولكن يحل مكانه ، على سبيل التلميح ، شيء له صلة بالمكبوت ، وكلما عظمت المقاومة، بعدت الشقة بين الفكرة البديلة القابلة للتبليغ و بين ما نبحث عنه بالذات. فالمحلل النفسي الذي يصغي في هدوء و تأمل ، دون إجهاد، والذي له من الخبرة ما يعده للآتي ، يستطيع أن يستخدم المعطيات التي كشف عنها المريض، وذلك في إحدى وجهتين ممكنتين : فإما أن يستدل من التلميحات على المكبوت إن كانت المقاومة ضعيفة؛ أما إن كانت المقاومة اشد: فإنه يقدر على تبيّن نوعها عبر التداعيات التي تبدو متباعدة عن الموضوع ، وإذ ذاك يفسر تلك المقاومة للمريض. إلا أن الكشف عن المقاومة هو الخطوة الأولى في سبيل التغلب عليها، وهكذا، وفي إطار العمل التحليلي ، هنالك تقنية في التأويل لا بد للنجاح في استخدامها من فطنة ومران ، ومع ذلك ليس من العسير اكتساب هذه التقنية، إن طريقة التداعي الحر لها من المزايا الهامة ما تفضل به على الطريقة التي سبقتها، ولا تقتصر على مزية الاقتصاد في الجهد، فهي تتجنب كل ضغط على المريض ، بأكثر قدر ممكن ، ولا تفقد أبدا الصلة بالواقع الحاضر، وتوفر إذن أكبر الضمانات لكي لا يفلت أي عامل يدخل في بنية العصاب ولا يقحم فيها ( المحلل ) أي شيء من انتظاراته الخاصة. وباستخدام هذه الطريقة، نرجع بالأساس إلى المريض لتحديد سير التحليل وتنظيم المعطيات ، الأمر الذي يجعل من المستحيل في التحليل الاهتمام بشكل منظم ومطرد بكل واحد من الأعراض والعقد المعزولة. وعلى العكس تماما مما يجري قي الطرق التنويمية و" التحضيضية "، فإننا نكتشف مختلف القطع المكوّنة للمجموعات في أوقات وأمكنة مختلفة أثناء العلاج .

فرويد

" حياتي و التحليل النفسي "





المحتوى الظّاهر للحلم ومحتواه الكامن


إن الأحلام كلها غير غريبة عن الحالم ، ولا هي مفهومة لديه ولا واضحة. فلو انكببتم على النظر في أحلام الأطفال الصغار - منذ أن يبلغوا من العمر عاما ونصف العام - لوجدتموها بسيطة جدا، سهلة التفسير، فالطفل الصغير يحلم دائما بتحقيق رغبات أنشأها في نفسه اليوم السابق دون إشباعها. ولا نحتاج إلى كبير تخمين لنتوصل إلى هذا الحلّ البسيط ، بل يكفي أن نعلم ما مر بالطفل في اليوم السابق .

[ وقد يعترض بعضهم فيقول :] إن أحلام الكهول لا تفهم في الغالب ولا تشبه إلا قليلا تحقيق الرغبة. فنجيب : ذلك أنها تغيرت ملامحها وتنكرت . والفرق في أن منشأها النفسي مختلف شديد الاختلاف عن الصورة التي تبدو عليها. ولهذا وجب أن نميز بين أمرين : الحلم كما يبدو لنا وكما نستحضره في الصباح غامضا إلى حد أننا نجد غالبا بعض العناء في روايته وترجمته إلى كلمات . وهذا ما سنسميه المحتوى الظاهر للحلم ، هذا من جهة، ثم إن لنا مجموعة التصورات الكامنة للحلم ، التي نفترض أنها تتحكم في الحلم في قرار اللاشعور نفسه ، من جهة أخرى. وعملية التشويه هذه هي نفسها التي تتحكم في نشأة الأعراض الهستيريّة. فتكون الأحلام ينتج إذن عن نفس التقابل الذي بقع بين القوى النفسية عند تكون الأعراض .

" المحتوى الظاهر " للحلم هو بديل محرّف من التصوّرات الكامنة للحلم ، وهذا التحريف هو من عمل " الأنا " المدافع عن نفسه . ويتولد التحريف عن عمليات مقاومة تحبر على الرغبات اللاّشعورية تحجيرا مطلقا الدخول إلى حيّز الشعور في حالة اليقظة. لكن هذه القوى - رغم أن النوم يضعفها - ما يزال لها من القدرة ما يجعلها تفرض ، على الأقل على الرغبات ، قناعا يخفيها. وليس الحالم أقدر على فك معنى أحلامه من الهستيري على التعمّق في دلالة أعراضه .

فرويد

"خمسة دروس في التحليل النفسي "






دعواتكم.....دائما ارجوها...



=========


>>>> الرد الثاني :

نشكرك على اجتهادك ، دائما موضوعاتك متميزة ، بارك الله فيكم و أعانكــــم ، وجزاكم كل خير

=========


>>>> الرد الثالث :

مشكورررررررررر

=========


>>>> الرد الرابع :

تم تعديل الصفحة..باضافة

مقولات خاصة بدرس الشعور و اللاشعور

=========


>>>> الرد الخامس :

جزاك الله خيرا

=========


اجمل تحية ازفها اليك وشكرا ................






السلام عليك
مشكور أخي بارك الله فيك


بارك الله فيكم و وفقكم لما يرضى لكم



مقدمة:
إذا كان الإنسان ذلك الكائن الحر المسؤول القادر على التحكم في سلوكه، العارف لشخصيته، وهويّته، فإنه لا تنسب إليه هذه الصفات إلاّ إذا كان يشعر بذاته الباطنية وما يحيط به. فالشعور هو تيّار متدفق لا يعرف السكون ، وإن تعدّدت درجاته في الحياة النفسية. فالإنسان يعيش في وسط طبيعي، وحياته ليست ممكنة لو كان غير قادر على التكيّف مع بيئته، وهو أمر غير ممكن في غياب الانفعالات.
فقد اختلف علماء النفس في وصفهم وتفسيرهم لهذه الظاهرة، لكنهم يتفقون جميعاً على اعتبارها حالة معقّدة تنطوي على تغيرات جسدية ذات طابع واسع النِّطاق في النفس، والنَّبض وإفراز الغدد، ومن الجانب العقلي فالانفعال هو حالة من حالات التهيُّج، أو الاضطراب، تتميّز بشعور قوي، وتؤلِّف في العادة دافعاً نحو شكل محدّد من أشكال السلوك وأنماطــــه. وهذا ما حاولنا الوقوف عنده والخوض في أغواره، والكشف عن خباياه. وفي كل هذا الذي كان نقوله كان سؤال يختمر ويلحُّ على الصدور ألا وهو: ما هو الشعـــــــور وما خصائـــصه ؟ وما درجاته؟ وهذه الإشكالية دفعتنا إلى تقسيم بحثنا إلى:
مقدمة: كانت عبارة عن لمحة عن الموضوع.
ثم قسمنا البحث إلى فصلين، الفصل الأول: عنوناه:
"الشعور مصطلحاً وماهية " ،تناولنا فيه:
المبحث الأول: تعريف الشعـــــــــــــــور.
المبحث الثاني:صور الشعور
المبحث الثالث: أنواع الشعـــــــــــــــــور.
المبحث الرابع: رؤية علماء النفس للشعور
ثم الفصل الأول تناولنا فيه:
المبحث الأول: علاقة الشعور بالإدراك
المبحث الثاني: أنواع الشعور
المبحث الثالث: صفات الشعــــــــــور
المبحث الرابع: خصائص الشعــــــــــــور.
المبحث الخامس: درجات الشعـــــــــــــــور.
ثم ختمنا بحثنا هذا بخاتمة تضمنت جملة من النّتائــــــــــــــج.



تعريـف الشعــــور:
المفهوم العامي: كثيرا ما نستعمل كلمة الشعور مرادفة للإحساس، كأن يُقال شعرت بالجوع أو أحسست بالجوع، كما تستعمل للتعبير عن الحالات النفسية الباطنية كالشعور بالفرح.
اصطلاحا: فالشعور هو الوعي أي الحدس أو الاطلاع المباشر دون وسائط على الحياة النفسية الباطنية، غذن فهو معرفة الذات لذاتها ولأحوالها النفسية المتغيرة، حيث لالاند " الشعور بمثابة الحدس أو الاطلاع المباشر دون وسائط على الحياة النفسية الباطنية"
صور الشعور:
و يعرف علماء النفس الشعور على أنه الحدس النفسي الذي نطلع به على حالاتنا الداخلية، وأشار هاملتون إلى أن الشعور هو معرفة النفس بأفعالها وانفعالاتها.
فالشعور إذن معرفة مباشرة أو حدس نفسي يكشف به الإنسان بطريقة مباشرة لما يجري في نفسه من عمليات عقلية كالأفكار والذكريات والعواطف ويدرك عن إثره ألوانا وأشكالا وموجودات والذكريات الخارجية، وللشعور عدة صور نذكر منها ما يلي:
الصورة التلقائية: من المعلوم فإن الحالات النفسية تظهر في الشعور التلقائي بشكلها الطبيعي المجرد من الفعل التأملي فالخوف والغضب والإطلاعات الناشئة مباشرة عن الحواس، والانفعالات الخالية من التفكير والتأمل هي من مظاهر الشعور التلقائي، وهي ظواهر متصلة خالية من الوضوح يشترك فيها الحيوان والطفل والراشد.
الصورة التأملية: في هذا الصدد نقول إن الإنسان إذا راجع نفسه وتأمل ما تنطوي عليه من مشاعر مبهمة ورغبات غامضة، وإذا أمعن النظر فيها حتى تصبح صورها بينة وحقائقها واضحة شبيهة بصور العالم الخارجي كان شعوره هذا شعورا تأمليا، وبهذا المعنى يكون الاستدلال والتفكير وسائر الأحوال الداخلية التي يصاحبها انتباه إرادي هي من حالات الشعور التأملي.
وما نستطيع قوله في هذا الصدد هو أنه يمكن لحالات الشعور التلقائي أن تكون انفعالية أو عقلية أو فاعلة، أما حالات الشعور التأملي فلا تكون إلا عقلية، وتولد الحالات الشعورية بصفة عامة في الفرد إدراكا لذاته، فإذا أحس مثلا بألم استطاع أن يفكر فيه، لكن الفكرة في حد ذاتها ليست ألما إنما هي حالة عقلية، لذلك يكون الشعور التلقائي بسيطا والتأملي مركبا لأنه رجوع إرادي إلى العقل، بل هو شعور الإنسان بنفسه الشاعرة، وهو مبني على الشعور التلقائي حيث أن نسبة الشعور التلقائي إلى التأمل كنسبة الإحساس إلى الإدراك ووظيفته في إدراك الحياة الداخلية كوظيفة الإحساس إلى إدراك العالم الخارجي والغريب أن شدة الأحوال النفسية هي معاكسة لوضوح الشعور التأملي بحيث كلما كان الألم أخف كلما كان تأمله أوضح، وكلما كان أشد وأقوى كلما كان إدراكه أظلم والسبب في ذلك هو شدة الانفعال تشوش النفس وتعكر صفو التفكير.
ولذلك كان الشعور التلقائي أكثر نموا من الشعور التأملي لدى الأطفال لأن حياتهم قد تكون عرضة للاضطرابات الشديدة وللانفعالات المفاجئة، وهم لا يستطيعون التروي في أحكامهم ولا التبصر في أعمالهم، وكلما ارتقى الفرد إلى درجة أعلى كلما كان أكثر شدة في التحكم على تهيجاته، فيسيطر على شهواته ويهذب ذوقه وتستقيم أفكاره ومشاعره.
رؤية علماء النفس للشعور
يرى علماء النفس أن الشعور متعدد الأبعاد، وقد قسمه أرنست هلجارد Ernest Hilgard إلى قسمين: أحدهما جوانب فعالة active، وأخرى مستقبلة receptive. فعمليات التخطيط والتدريب والتعليم وممارسة نوع من الرقابة على السلوك تدخل في قسم الوظائف النشطة أو الفعالة، أما عمليات الاستقبال فتشمل التنبيه الخارجي من خلال الحواس، والداخلي من خلال الأفكار والأحاسيس الحشوية وعمليات الإدراك الأخرى.
ويرجع الفضل لعالم النفس الألماني فلهلم فونت W.Wundt في تأسيس أول مخبر لعلم النفس لدراسة العمليات الأولية للشعور.
كما اهتم وليم جيمس W.James اهتماماً شديداً بعمليات العقل البشري.
ومع ظهور المدرسة السلوكية أهملت دراسة الشعور بحجة أنه لا يمكن قياسه ودراسته بطريقة موضوعية، إلاّ أن هذه النظرة قد تبدلت منذ عام 1950، وبدأ العلماء بدراسة أنشطة الشعور كالذاكرة والتفكير واللغة والأنشطة الإدراكية الأخرى.
وكما حدده فرويد فهو منطقة الوعي الكامل والاتصال بالعالم الخارجي,وهو الجزء السطحي فقط من الجهاز النفسي, وهو الوسيلة المباشرة لإطلاع الإنسان على ما يمر به من الحالات النفسية أي الاطلاع على وجود اللذة والتعب, وعلى سير المحاكمات العقلية, أي انه وسيلة الذات في الاطلاع على ما تنطوي عليه في حاضرها ساعة اليقظة.
مع ديكارت 1596 ـ 1650 بالذات أصبح للفظ Conscience معنى جديدا ؛ حيث أصبحت تعني منذ ذلك الحين الفهم المباشر من طرف الفكر لذاته ؛ فعندما أفكر فأنا أعرف بالضرورة أنني أفكر أيضا. كتب ديكارت : ” من خلال اسم الفكرنعرف كل ما يدور بدواخلنا بالصورة التي تجعلنا واعين بذلك ، كلما كان لنا وعي به ” (مبادئ الفلسفة ، I ، 9 ، 1645).
علاقة الشعور بالإدراك:
حتى تتبين العلاقة بين الشعور والإدراك لابد من تعريف الإدراك، فالإدراك: (عملية تأويل الإحساسات تأويلاً يزودنا بمعلومات عن عالمنا الخارجي من أشياء بالإضافة للإحساسات الحشوية التي تأتينا من أعضاء الجسم الداخلية والخارجية. كما تشمل العلامات، والعلاقات، والرموز(
وبالعودة إلى تعريف الشعور، يتضح أن الإدراك جزء من الشعور، وعلاقة الإدراك بالشعور هي علاقة الجزء بالكل. والإدراك يرتبط أكثر بالعمليات الحسية، أما الشعور فيرتبط إضافة إلى العمليات الحسية بالانفعالات الوجدانية.
وهناك اتجاهات تحاول أن تواكب ما بين ما هو نفسي وما هو شعوري، إلاّ أن الفجوات الموجودة في الشعور والتي تستعصي على الفهم أسهمت في توسيع مفهوم الحياة النفسية إلى أبعد ما هو شعوري، إلى اللاشعور.

أنواع الشعور:
1- الشعور العفوي: هو الشعور الطبيعي مجرد من كل تأمل مثل الفرح والحزن، وهي حالات نعيشها متصلة يشترك فيها الطفل والراشد، الإنسان البدائي والمتحضّر، يسيرها غالباً قانون التداعي الحر.
2- الشعور الإرادي: يحدث عندما نعود إلى أنفسنا ونتأمل بشكل قصدي إرادي فتكون الموضوعات التي نفكر فيها شبيهة بموضوعات العالم الخارجي.
3- الفرق بينهما: الشعور العفوي هو حالات انفعالية أما الإرادي فهو حالات عقلية تأملية والعلاقة بينهما كعلاقة الإحساس بالإدراك ، فالشعور القصدي يقوم على الشعور العفوي لا يمكن الفصل بينهما .
صفات الشعور:
وصف وليام جيمس وهنري برغسون الشعور بأنه أشبه شيء بسيال دائم الحركة مثل الشعور الذي تنطوي عليه النفس كالغيوم الدائمة الحركة، والإنسان إن حاول أن يحافظ على السكون والثبات فإن نفسه لا تثبت على حال واحدة بل تتغير على الدوام لأن بقاء الفكر على حال واحدة هو بطلان الفكر، ووقوف النفس عن التغير هو فقدان النفس، فكيف يستطيع أن يبقى على حال واحدة وهو في كل لحظة يتغير وينتقل من شيء إلى أخر، من حالة إلى أخرى من الظلمة إلى النور، ومن النوم إلى اليقظة، ومن الحزن إلى الفرح وهنا يقول وليام جيمس: كثيرا ما ننتقل من إحساس سمعي، ومن حكم إلى عزم، ومن ذكرى إلى أمل، ومن حب إلى بغض ... ويختلف إدراكنا للأشياء بحسب ما نكون أيقاظا أو نعاسا جياعا أو شبعا، في الراحة أو في التعب فيتبدل شعورنا بالأشياء بين عشية وضحاها، أو بين الصيف والشتاء أو بين الطفولة والشباب ...
ليست الحياة النفسية مركبة من أجزاء متجزئة، ولا هي سلسلة منظمة من حالات جزئية ملتصقة بعضها ببعض، وإنما هي كتلة روحانية لا نستطيع أن نتبين أطرافها ولا نطلع على أجزائها بوضوح تام، وقد تزداد هذه الحياة وضوحا أين يكتشف فيها الباحث عددا لا متناهيا من الأشكال، غير أنها تكون مشتبكة ويتقدم فيها الحسي المركب على البسيط المجرد، وهذا يدعو إلى تغيير الحياة النفسية من حال إلى حال ولولا تغيرها واختلافها لكانت حياتنا ومشاعرنا مبهمة غامضة، فنحن لا ندرك قيمة الصحة، بل لا نشعر بها إلا عند أو بعد المرض، ولا نعرف طعم اللذة إلا بعد الألم ... فجميع مشاعرنا خاضعة لقانون النسبية، ولو بقيت الإحساسات على نمط واحد لضعف الشعور بها لأن الحركة شرط من شروط الحياة، فبقاء الإحساس على حال واحدة داع إلى الركود وانقلابه إلى عادة والعادة تخفف من الشعور ...
طبيعة الشعور: تساءل الكثير من الفلاسفة والباحثين عن حقيقة الشعور، وكانت أسئلتهم المطروحة، هل الشعور قوة مفارقة للظواهر النفسية أم هو صورة ملازمة لها؟ وهل الشعور مستقل عن الظواهر النفسية؟
وما نستطيع قوله في هذا الصدد هو ليس بجديد، ذلك لأن الشعور لا يكون قوة مستقلة عن الظواهر النفسية، وإنما هو الذي يعبر عنها على الدوام، فنحن نتكلم ونفكر ونرغب ونريد ونشعر في الوقت ذاته بهذا التفكير وبتلك الرغبة والإرادة، وقد قال ستيوارت ميل: ليس الشعور والإحساس شيئين مختلفين وإنما هما اسمان لشيء واحد فإذا استخدمنا كلمة شعور بدلا من كلمة إحساس فلن نزيد على كلمة إحساس أي شيء آخر، وكذلك إذا فكرنا أو شعرنا بأننا نفكر فإن الأمرين شيء واحد.
وذهب القول ببعض الباحثين إلى أن الشعور ليس قوة مفارقة للظواهر النفسية حيث قال أحدهم: إن ألامنا ومخاوفنا وكل إحساساتنا وانفعالاتنا وأفكارنا تجري أمام الشعور كما تجري مياه النهر أمام عيني المشاهد الواقف على شاطئ، لكن كيف يختلف الرائي عن المرئي، فيقول: إنهما إذا اختلفا في إدراك العالم الخارجي، فإنهما لا يختلفان في إدراك الشعور لأنه لا فرق بين حدوث الرغبة والشعور بها ولو كان الأمر عكس ذلك، أي لو كان الشعور مفارقا للظواهر النفسية لما اتصلا أبدا ولكانت العين التي ترى مختلفة عن الشيء المرئي، وقال أرسطو منذ القدم: إذا سلمنا بوجود حاسة ثانية تحس بها الأولى لزم عن ذلك الذهاب إلى اللانهائية أو الوصول إلى حاسة تدرك نفسها بنفسها، فلماذا لا نسلم إذن بوجود هذه الخاصة للحاسة الأولى.
ويتضح من ذلك أن الشعور ملابس للظواهر النفسية، وهي صورة من صورها وصفة من صفاتها ولولاه لما أمكن الإطلاع على ما تنوي عليه النفس، وفي هذا الصدد قال دافيد هيوم: أما أنا فإني كلما دخلت إلى أعماق نفسي كاشفة عن إدراك جزئي واحد أو عن غيره من الإدراكات كإدراك الحرارة والبرودة والنور والظلمة والحب والبغضاء والألم واللذة، فلا أستطيع أن أكشف عما في نفسي إلا بالإدراك ولا أستطيع أن أشاهد شيئا فيها غير الإدراك.
وعليه نقول إن عدم إدراك الشيء لا يدل على فقدانه، فهل يمكن تشبيه الحدسيات النفسية بالحدسيات الحسية الخارجية؟ وكيف يمكن أن يستمر بقاء الظواهر النفسية إذا زال الشعور بها؟ وهذا ما سوف نتناوله في نظرية اللاشعور.
خصائص الشعور:
من المفاهيم السابقة نكتشف أن الشعور يتصف بالخصائص التالية .
1- الشعور الإنساني: أي أن الشعور ظاهرة إنسانية يعطي للإنسان إنسانيته ، فالحيوان يحس بالألم لكنه لا يشعر بالألم.
2- التغيُّر: ديناميكية وعدم ثباته، الانتقال من الشعور بالارتياح إلى لاشعور بعدم الارتياح والفرح والحزن.
3- الشعور ذاتي: كل خبرة شعورية تعبِّر عن حالة الفرد ذاته إذ لكل فرد إدراكاته وانفعالاته وعواطفه.
4- الشعور حدسي: أي أنه معرفة مباشرة دون اللجوء إلى وسائط فالفرح لا يحتاج إلى شهادة من احد تثبت فرحه.
5- الشعور تيار مستمر: ومتصل ودائم ومتغير: وهذا يعني أن الشعور النفسي تيار لا ينقطع .لقد أشار برغسون إلى هذه الخاصية ووصف الشعور بأنه ديمومة متجدّدة ، كما يتصف بالتغيّر من حيث الموضوع أو من حيث الشدة.
6- الشعور انتقاء واصطفاء: إذا كانت ساحة الشعور ضيقة لا تستوعب كل الأحوال الشعورية دفعة واحدة فهذا يعني أن الإنسان ينتقي منها ما يهمه في الحياة اليومية.
درجات الشعور:
يذهب بنا الحديث في أوله إلى أن المشاعر تستيقظ في الانتباه الشديد، وتخبو في حالة الذهول كأن الانتباه نور والذهول ظلام، فالنور المنبثق من الشعور يختلف باختلاف اللحظات، فتارة يكون واضحا وتارة أخرى يكون مظلما، والإنسان لا ينتقل من حالة إلى أخرى إلا إذا مر بجميع الأحوال، وقد سمى ليبنتز هذا القانون بقانون الاتصال الطبيعي، والانتقال الفجائي من ضد إلى آخر مخالف للعقل، فكما أنه ليس بإمكان درجة الحرارة أن تهبط من 100 إلى 50% إلا إذا مرت بجميع درجات المتوسطة، كذلك ليس بإمكان النفس أن تنتقل من إدراك ضعيف إلى إدراك شديد إلا بالتدرج، لأن كل إدراك هو مجموعة إدراكات جزئية، ومن العواطف ما هو شديد، ومنها ما هو ضعيف، ومن الأفكار ما هو واضح، ومنها ما هو غامض، وعليه شبه بعض العلماء الشعور بأشعة النور المنعكسة على سطح مظلم بحيث يكون هناك مركز واضح وأطراف غامضة، وهناك ظل وشبه ظل ونور وكلما قرب الشيء من مركز الشعور المنير ازداد وضوحه وكلما ابتعد عنه خف نورة حتى إذا انتقل إلى الظل صار ظلاما قاتما.
لذلك قال أحد علماء النفس: إن للشعور طبقات مختلفة، فبينما أنا أفكر في حل مسألة أجد نفسي أسمع دقات الساعة، وأرى حولي كثير من الأشياء المألوفة، كمنضدتي وأدواتي، فأكاد لا أشعر بها، كأنما أنا في حلم ... إن هذه الأشياء المألوفة لا توجد إلا في الطبقة الثانية من الشعور، كأنما هي في ظل عليها إلا الحاد الذهن والمرهف الإحساس ...الخ.
- الشعور التأملي وهو التركيز العميق نحو الموضوع
- الشعور الهامشمي : يكون جزئياً.
- ما تحت الشعور: أقل من هامش الشعور وقريب من اللاشعور
- الشعور الإرادي ( القصدي) ويتصف بالتركيبة ،ويقوم على التأمل العميق .








خاتمة:
- ﻟﻠﺸﻌﻭﺭ ﻋﺩﺓ ﻤﻅﺎﻫﺭ ، ﺃﻫﻤﻬﺎ:
- ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ - ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻟﻠﺘﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺤﺴﻲ - ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ - ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﻙ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ، ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻴﻪ .
- ﻨﻼﺤﻅ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻟﻠﺸﻌﻭﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ، ﻭﻜل ﻤﺎ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻫﻭ ﻋﺩﺓ
ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺘﻘﺭﻴﺒﻴﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ، ﻭﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل، ﻓﺈﻥ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ، ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﻭﺤﺩ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻲ، ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻱ ﻴﺼﺒﺢ ﻋﻠﻤﻴﺎ، ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ، - ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻤﻨﻪ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻔﻪ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﺒل ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ، ﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﺤﺎﻓﻅﺎ - ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ- ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺍﻟﻌﻠﻡ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺘﺤﺴﻡ ﻜل ﺸﻲﺀ، ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ، ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ، ﺇﻥ ﻫﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﺘﻨﻊ. ﺇﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﻤﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ، ﻟﺘﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ، ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ، ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ، ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻅﻭﺍﻫﺭﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﻫﺘﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ، ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ، ﻓﻴﺯﻭل ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻭﺘﻨﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﻭﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻁﻔﺭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ، ﻷﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﺃﺜﺒﺕ ﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﺍﻩ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺩﻴل، ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ.




قائمة المصادر والمراجـع:
- مرزوق أسعد: موسوعة علم النفس، المؤسسة العربية .
- حسين فايد: دراسات في الصحة النفسية، الاسكندرية، مركز الكتاب الجامعي.
- حلمي المليجي:علم النفس المعاصر، الاسكندرية، دار المعرفة الجامعية.
- محمد بنب يونس، مبادئ علم النفس
- علم النفس التربوي https://educpsycho.blogspot.com/ ، مدونة تهتم بعلم النفس والتربية التعاريف والنظريات
- موقع الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد onefd
- ليبين فاليري، مذهب التحليل النفسي وفلسفة الفرويدية الجديدة ـ (دار الفارابي 1981)
ـ فينخيل (أوتو)، نظرية التحليل النفسي في العصاب، ترجمة صلاح مخيمر وعبده رزق (مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1969)

ما شاء الله بوركت الجهود

شكرا على هذه المعلومات القيمة