الحلقة الأولى : الفكرة
جاءت الفكرة خلال حديث مع أخي الأصغر في شهر جانفي الماضي حول تخطيطي لزيارة اسطنبول عاصمة تركيا خلال عطلة الربيع لكن أخي اقترح الذهاب الى فرنسا لسهولة التواصل مع الفرنسيين بلغتهم عكس الأتراك الذين حسب رأيه لا يتحدثون لا الفرنسية و لا الإنجليزية و لا العربية و رغم أني لم أكن متحمسا لفرنسا لقناعتي بصعوبة الحصول على التأشيرة لكني قلت في نفسي : " و لم لا أجربّ " ففي كل الأحوال باريس أجمل من اسطنبول .
البداية : كانت البداية بالدخول الى موقع السفارة الفرنسية و موقع مركز جمع ملفات طلبات التأشيرة (tls) و بعد جمع المعلومات الخاصة بالوثائق المطلوبة لتكوين الملف بدأت في استخراجها تباعا و من أهمها شهادة العمل التي رفض مدير المتوسطة إصدارها باللغة الفرنسية فقمت بترجمتها لدى مترجم عمومي ب 400 دينار و كذا كشف الراتب للثلاث أشهر الأخيرة و التي استخرجتها بالفرنسية مباشرة من عند المقتصد .
و الوثيقة الأكثر أهمية في رأيي هي حجز مؤكد من فندق في باريس فقمت بالدخول الى الموقع المشهور booking فاكتشفت أنه يلزم وجود بطاقة فيزا visa card لضمان الحجز فقمت باستطلاع الأمر لدى البنوك فكان البنكين الوحيدين الذين يصدران هذه البطاقة هما :bna و بنك الخليج و نظرا للشروط المعقدة لدي البنك الأول ذهبت الى بنك الخليج فكان الأمر يسيرا و تمّ استخراج بطاقة visa card مسبقة الدفع في نفس اليوم .
و هكذا قمت بالحجز في فندق صغير في باريس و راسلته عبر البريد الإلكتروني طالبا الحصول على وثيقة تثبت الحجز فأرسلوها في نفس اليوم و بعد اكتمال ملف طلب التأشيرة طلبت موعدا عبر موقع مركز tls و كان ذلك في نهاية فيفري و كنت أتوقع الحصول على موعد قريب حتى أحصل على
التأشيرة و أسافر خلال عطلة الربيع لكن الموعد الذي حدّد لي كان في 18 مارس أي قبل يومين فقط من بدء العطلة و كان واضحا أن السفر خلال العطلة لن يكون ممكنا .
استغرق البتّ في طلب التأشيرة عشرة أيام قضيتها على أحر من الجمر و ساورني ندم داخلي على أني لم أختر السفر الى تركيا فتأشيرتها مضمونة تقريبا و تصدر في يومين فقط .
و في يوم 28 مارس وصلني بريد الكتروني يطلب مني الحضور لإسترجاع جواز سفري دون أن يخبروني بحصولي على التأشيرة أم لا فانطلقت الى مقر مركز tsl فورا و أنا أضع يدي على قلبي ، وصلت الى الموظف بعد طابور قصير أعطاني ظرفا أبيضا مغلقا ففتحته فوجدت فبه كشوفات الراتب الثلاث فقلت في نفسي : "لقد رفض الطلب إذن" ثم فتحت جواز السفر فإذا الفيزا ملصقة في إحدى صفحاته حاملة صورتي و تاريخا يبدأ من 1 أفريل الى 29 سبتمبر و طبعا لكم أن تتصورا فرحتي الكبيرة فحلمي بزيارة باريس سيتحقق ، نعم سيتأخر قليلا الى عطلة الصيف لكنه سيتحقق أخيرا .
و بدأت التخطيط للرحلة فعليا باختيار توقيتها و وقع إختياري على يوم 01 جوان لأني سأكون في عطلة غير معلنة فالإختبارات تكون قد أجريت و كشوف النقاط قد ملئت ، و أنا معفى من حراسة البكالوريا إذن لا يبقى عائق إلا حراسة شهادة التعليم المتوسط ابتداء من 09 جوان و التملص منها سهل نسبيا و هكذا عزمت على الأمر و توجهت الى الخطوط الجوية الفرنسية air france و حجزت على أول رحلة يوم 01 جوان و غيّرت حجز الفندق من أفريل الى جوان و هكذا تمّ الأمر و لم يبق لي إلا إنتظار يوم السفر بفارغ الصبر .
الحلقة الثانية : حادث مفاجئ يتسبّب في تأجيل السفر الى شهر أوت
لأي سؤال أو استفسار أنا في خدمتكم