عنوان الموضوع : هل تعرف بودة مدن جزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب
إإن إقليم توات المتواجد في جنوب غرب الصحراء الجزائرية التي هي جزء من الصحراء الإفريقية الكبرى ، يشمل هذا الإقليم على عدد من الواحات والمدن والقصور تزيد على الثلاثمائة واحة متناثرة هنا وهناك على رمال الصحراء الأشبه بالأرخبيل في البحار ، وتعتبر بلدية بودة بقصورها إحدى هذه القصور وهو ما أشار إليه الشيخ احمد بن يوسف التليلاني في مخطوطه التودد لما ارجع تاريخها إلى القرن الثامن الهجري وصنفها في المرتبة الثانية من القصور القديمة بعد تمنطيط وقيل أنها تحتل المرتبة الأولى كما ورد عن المؤرخان ابن بطوطة وابن خلدون . كانت بودة في القديم عبارة عن واحة نخيل أراضيها جد خصبة وهي كلمة مجزئة إلى جزئين بو:وتعني الماء ، والدة :تعني هنا ، إذا بودة تعني الماء هنا، وترجع حكاية هذه التسمية إلى أول رجل نزل بالمنطقة مع ابنه بحثا عن العيش والاستقرار ، فإذا بابنه يلمح بالندى يظهر من على سطح الأرض فصاح الابن يقول :
البو....دا ، البو....دا . ونهاية الحكاية هي وجود الماء، وبالتالي الاستقرار في المنطقة ويرجع أصل الكلمة إلى اللهجة المحلية القديمة .
أصل سكان بودة قبائل بدوية أو قبائل مارة بأسواق السودان وأخرى مارة بأسواق الحجاز، وكانت تعتبر المنطقة محطة يتزود منها أهل البدو والرحل ، أثناء مرور هذه القبائل وجدوا أن الوادي جفت واتضح أن منخفضات الوادي عبارة عن أراضي خصبة فأقاموا بالمنطقة واهتموا بالفلاحة (المصدر الأساسي للغذاء ) وقاموا باستغلال المياه الباطنية بإنشاء الفقاقير واستعملوها للري والشرب .
تأسست المنطقة على يد جعفر القادم من الحجاز وبعد ذلك بدا إنشاء القصور وأول قصور المنطقة (قصر ودران وقصر أفار).
.Iالموقع الجغرافي وتموقع القصور:
تقع بلدية بودة في الجهة الغربية لولاية ادرار يحدها شمالا بلدية السبع وجنوبا بلدية تيمي (أولاد احمد) ، ومن الشرق بلدية ادرار ومن الغرب بلدية تبلبلة (بشار) . وتبعد المنطقة عن مقر الولاية بـ 25كلم ، تتربع البلدية على مساحة تقدر بـ 4140كلم2 ويبلغ عدد سكانها 9486 نسمة في سنة 2016 منها الذكور 4833 نسمة والإناث 4653 نسمة ، وتضم المنطقة عدة قصور متمركزة في ثلاث مناطق هي :
۩ بودة الشرقية : تضم قصور (المنصور ، حي هواري بومدين ، زاوية سيدي حيدة ، اغرم علي ، بني وازل ، ودران "قصر قديم" ) .
۩ بودة الوسطى : وتضم قصور (بن دراعو "مقر البلدية" ، زاوية الشيخ ، بني اللو) .
۩ بودة الغربية : وتضم قصور (القصيبة ، لغمارة ، لعماريين ، بخلة ، أفار "قصر قديم مهجور" . بلغ بها عدد المساكن الإجمالي 2445 مسكن منها 80% مساكن طينية (1956 مسكن) و20% مساكن عصرية (489 مسكن) ، وهناك 1732 مسكن شاغل و615 مسكن فارغ بالإضافة إلى 98 مسكن ذات استعمال مهني ، وتحتوي المنطقة على ثلاث قصبات مهدمة .
.3-Iمراحل توسع النسيج العمراني لقصر بودة :
1- مرحلة ما قبل الاستعمار : كانت البداية مع إقامة السكان لقراهم على الروابي والقباب المرتفعة وذلك ليأمنوا أخطار الحروب والغارات التي سادت في هذه الفترة ومن ثم ظهرت القرية المتكتلة الدفاعية ذات الخطة الإشعاعية ، حيث نشأت القصور قبل الاحتلال ببنيتها ذات الطابع المعماري التقليدي من النموذج العربي الإسلامي متأقلمة مع الظروف المناخية للمنطقة (الرياح ،الحرارة) . ومتمركزة في موقع هام حيث وجود المياه والأراضي الفلاحية حيث سادت هذه المساكن لعدة قرون أي منذ بداية الاستيطان البشري في المناطق الصحراوية بدأ ساكن القصر بتأسيس القصبات والقصور التي على هيئة قلاع وحصون .
2- مرحلة الاستعمار : في هذه المرحلة ظهر السكن التقليدي الحديث لم يكن موجود هذا السكن التقليدي الحديث من قبل بل تزامن مع الفترة الاستعمارية ، حيث ظهر هذا النوع من السكن في المنطقة على يد فرنسا في البداية فكانت تقوم بتشييد بعض المساكن والمراكز الإدارية للعمال والمراكز الصحية والسجون والمخازن بالإضافة إلى الثكنات العسكرية لان الصحراء كانت منطقة عسكرية ، حيث استعملت في البناء نفس المادة وهي الطين إلا أنها أدخلت تغييرا في شكل اللبنة ، فمن اللبنة المكعبة الشكل إلى اللبنة المستطيلة الشكل ، واستبدلت جذوع النخيل المستعملة في السقوف بالأعمدة الخشبية والحديدية ، شهادة احد المبحوثين "طوب القالب زمان كان عند إلا فرنسا". وهذا ما يؤكد أن هذه المساكن لم تظهر إلا في الفترة الاستعمارية فالمساكن عرفت التغيرات مع نهاية الفترة الاستعمارية .
فمن المعروف أن الطين أقدم مواد البناء التي عرفها الإنسان واستخدمها ، والمباني الطينية بإشكالها المختلفة هي طريقة البناء المستخدمة في جميع إنحاء العالم ، فأكثر من 50% منسكان العالم يعيشون اليوم في منازل طينية ويذكر بول مكهنري في كتابه المباني الطينية انه من المعتقدان كلمة ادوب adobeتعني اللبن وهي كلمة عربية الأصل وتعني الطوب ويوجد على الأقل 20 طريقة مختلفة ومعروفة في مجال البناء بالطين ولكن من بين هذه الطرق تسود طريقتان رئيسيتان هما :
ا- دك الطوب وهو اسم لاتيني استعمل لأول مرة في 1562م ويعني كبس ودك الطوب في هياكل خشبية متوازيةprise terre .
ب- الطوب adobe وهي كلمة عربية وبربرية وتعني الطوب الموضوع في القوالب والمجفف في الشمس وقد اتضح أن مثل هذا النوع من المباني يتطلب العناية الدائمة والصيانة المستمرة لضمان البقاء بعيدا عن التأثير آت المناخية المختلفة . وهذا النوع من المساكن يتميز بارتفاعات محدودة إذ أن النمط السائد في المباني الطينية أنها ذات دور واحد فقط .
3- مرحلة ما بعد الاستقلال : خلال هذه الفترة ظهر نوعين من السكن فهناك السكن الفردي المبني من طرف الأفراد وهناك السكن المبني والمصمم من طرف الدولة في هذه المرحلة استتب الأمن وتوفرت الحماية للسكان من الغارات والحروب القبلية وقد ساعد هذا على انفراط كتل السكان وبالتالي تبعثر العمران وانتشر فوق الأرض وفي هذه المرحلة يبدوا تأثير وتوزيع الخدمات المختلفة وأيضا القروض المالية الممنوحة للسكان لتسهيل إقامتهم وكذلك البرامج السكنية المخصصة للسكن واعمار الريف ، وفي الواقع حدث تحسين ملموس في الخدمات والمرافق في الفترة الأخيرة وشمل العديد من القصور على مختلف أحجامها وكل هذا أدى في النهاية إلى ظهور نمط السكن المنعزل الدائم في أرجاء المنطقة.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
أخواني هدا الموضوع مأخود من أحدى الدرسات الجامعية الموثقة بجامعة وهران علم الاجتماع الحضري
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا على الموضوع
تقبل مروري
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :