عنوان الموضوع : مجازر 08 ماي 1945 التاريخ الجزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب
بمناسبة حلول الذكرى ال 64 لمجازر 08 ماي 1945
مظاهرات و مجازر 8 ماي :
نستهل موضوعنا بقول العزيز الحكيم مفصل الآيات لقوم يعقلون:
" (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)"
"{ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) }
ففيه غنى لكل ما سياتي بعده
مقدمة :
كانت هذه المجازر القطرة التي أفاضة الكأس وتيقن الجزائريين أن المستعمر الفرنسي لا يفهم لغة الحوار وكل وعوده وشعاراته بالمسواة والديمقراطية هي شعارات كاذبة وماأخد بالقوة لايسترجع سوى بالقوة فكانت الشرار التي مهدت للثورة الجزائرية .وكانت أكثرالمدن تضررا سطيف, قالمة, وخراطة .
1- الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945
كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية
2- مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية
كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية.وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الإعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين.
ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء
3- المظاهرات
خرج الجزائريون في مظاهرات 8 ماي 1945ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها
4- المجازر
كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها.ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل كثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000و 70000 قتيل من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية
شهود عيان يتذكّرون بعض تفاصيل مجزرة 8 ماي 1945
يوم اختنقت قالمة برائحة جثث الأبرياء
يروي بعض من شارك في مسيرة ذلك الثلاثاء الأسود من شهر ماي لعام 1945، كالسادة يلس وطاجين وشيهب ولكحل وغيرهم، بأن تعليمات مسؤولي النظام السري لح** الشعب كانت ''أن تتم المسيرة ولو استشهد الجميع''، لكن توقيت انطلاق المسيرة تأخر إلى السادسة مساء، الساعة التي انطلقت فيها آلة التقتيل والتنكيل·
ويرسل عبد القادر بوتصفيرة إلى عنابة من قبل مسؤولي النظام السري، حسب شهادة كان المرحوم براهم محمد الطاهر قد أدلى لنا بها مطلع التسعينيات، ويتعذر عليه اللقاء بالمكلف بالأخبار ساحلي مصطفى بسبب انشغاله بمسيرة عنابة صباح الثامن ماي· وما إن التقاه بعد الزوال وأخذ الإذن، حتى قفل راجعا· هاتف وهو بعين الباردة، السعيد سريدي، الذي نقل التخويل بسرعة لتتوجه الحشود إلى الكرمات حيث حدد منطلق المسيرة·
الساعة كانت تشير إلى السادسة مساء، الموكب ينطلق من الكرمات بنحو 2016 مشارك، وهم يرددون نشيد ''من جبالنا''، ويبدأ العدد في التزايد بالوصول إلى نهج عنونة، وسط زغاريد النسوة· وبعدما عبر المشاركون في المسيرة، التي رفعت فيها الراية الجزائرية ورايات كل من إنجلترا وأمريكا وحتى العلم الفرنسي، شوارع مجاز عمار (ابن باديس اليوم) والقديس أوغستين، (عديم اللقب عبد الكريم حاليا) إلى غاية نهج 8 ماي·
وجد السائرون أنفسهم وجها لوجه مع بوليس الاحتلال ودركه يتقدمهم آشياري، الذي رفع صوته في وجه من كان في الطليعة من المسؤولين: ''إلى أين أنتم ذاهبون؟''، فيجيبونه: ''لوضع باقة من الزهور على النصب التذكاري، الذي عوض بعدها بنصب الرئيس الراحل هواري بومدين بساحة 19 مارس وسط فالمة وبمحاذاة مقر المجلس الشعبي الولائي''، ويرد آشياري ''لن تضعوها·· ولتوقفوا المسيرة''·
يزداد تدافع الحشود دون تراجع· ويلح أحد الفرنسيين، الذي عرف باسم فوكو، على نائب عامل العمالة بالسؤال:''هل فرنسا موجودة أم لا؟''، ويجيب آشياري: ''نعم فرنسا موجودة''·
وفي لحظة التلبّس بالجرم، يطلق آشياري عيارات الإيذان بالهجوم على المتظاهرين، لتشرع عناصر الدرك والبوليس بالرمي، فيسقط بومعزة عبد الله، المدعو حامد، شهيدا، وصالح كتفي شهيدا ثانيا، بينما يصاب يلس عبد الله، الذي لا يزال على قيد الحياة، في رجله اليمنى، قبل أن ينقل إلى المستشفى، وتتعالى الطلقات الهمجية في كل أرجاء المدينة، لتعلن رصاصات الغدر انطلاقة ليلة سوداء·
تواصل بركان الدماء اعتبارا من ذلك الثلاثاء الأسود، فمن التوقيفات العشوائية، إلى المطاردات خارج المدينة، إلى القصف بالقنابل للقرى والمداشر، إلى إعدام الأبرياء··، يقول السيد شيهب، الذي كان يعمل بمصالح السكة الحديدية: ''لقد كنا نرى، ونحن نمر على متن القطار، جثثا لرعاة وعزل من السكان مرمية في الخلاء، كما كانت الشاحنات تأتي إلى محطة القطار وتخرج محملة بالعشرات من الموقوفين الذين ينقلون إلى السجن أو الإعدام''·
ويؤكد المجاهد، حاجي عمار، من منطقة لكرابيش بحمام النبائل، بأن المعمر أشمول هجٌر مشتة بكاملها بعد عملية فدائية قام بها الشهيد حجاجي التومي يوم الثامن ماي، فقد صب السفاح جام غضبه على المنطقة وأدخل الرعب في أوساط القرويين·
عمي الهادي يتذكر صور المجزرة بسطيف
''الفرنسيون والمعمرون كانوا يطلقون علينا النار من الشرفات''
مازال عمي محمد الهادي شريف، المدعو جنادي، يتذكر أحداث الثامن ماي 45 دقيقة بدقيقة، رغم ثقل أعوامه الأربعة والثمانين، وتأثيرها على السمع والبصر والذاكرة؛ حيث قال لنا ''أنا لا أتذكر وجبة العشاء ليوم أمس، غير أنني أتذكر أحداث الثامن ماي من بدايتها إلى نهايتها''·
عاد بنا السيد محمد الهادي شريف إلى بداية شهر ماي من عام 1945 حين كان سنه 22 ربيعا، حينما بدأت الترتيبات لتنظيم مسيرة سلمية بمدينة سطيف كان هدفها استقبال الجنود الجزائريين الذين شاركوا في حرب الحلفاء ضد ألمانيا النازية، وكذا تقديم لائحة مطالب تذكر فرنسا والحلفاء بتعهداتهم بمنح كل الشعوب المستعمرة التي ساعدتهم على الوقوف في وجه النازية استقلالها·
يقول عمي الشريف ''تم توجيه عمي محمد نحو خلية جمع الأعلام الوطنية للحلفاء من مقر مركز إعلام الحلفاء الكائن بمحاذاة مقر الأروقة الجزائرية، الذي حول مؤخرا إلى مساحة للانترنت، وتم جلب ستة أعلام للدول الحليفة بما فيها العلم الفرنسي· وتكفل عمي محمد بحفظها في منزله قبل يومين من موعد المسيرة الذي تقرر يوم الثلاثاء المصادف للثامن ماي سنة 1945، وكان يوم سوق أسبوعي للمواشي والخضر· كما كلف الطيب دومي، وكان يملك محلا للخياطة بشارع الريفالي، بصنع علم جزائري صغير وفق الشكل والصورة التي وضعها له السيد سليمان بلة، والذي تكفل بحفظه بمنزله، فيما تقدم السيد عبد القادر يعلى بطلب رسمي لرئيس دائرة سطيف، الفرنسي بيترلان، والذي وافق على ذلك بشرط جعلها سلمية ومدنية''·
ويستطرد عمي محمد قائلا ''وجاء اليوم الموعود، حيث تجمع المئات من المواطنين أمام مسجد الشيخ رابح بن مدور، المعروف حاليا بمسجد أبي ذر الغفاري، وقام المنظمون بتفتيش المواطنين وتجريدهم من العصي والهراوات والأسلحة البيضاء المتمثلة أساسا في خنجر البوسعادي؛ حيث احتفظ بها داخل المسجد، ليتم تقديم أطفال الكشافة وبعض تلاميذ المدارس إلى مقدمة المسيرة، فيما تم تكليف السيد العيد شراقة بحمل العلم الوطني نظرا لكونه أطول واحد ضمن المشاركين بالمسيرة· وانطلق بعد ذلك الجمع من أمام المسجد المتواجد على بعد حوالي 100 متر من مقر الولاية حاليا، نحو شارع قسنطينة، وبالضبط قرب المكان المسمى عين مزابي· وهو معروف لحد الساعة بنفس الاسم· وكان أطفال الكشافة يرددون أناشيد كثيرة منها ''حيوا الشمال الإفريقي'' و''كشاف هيا طلق المحيا'' و''من جبالنا''''·
ثم يعود عمي محمد إلى ذاكرته ويقول:''وحين وصولنا إلى مفترق الطرق بشارع قسنطينة، وبالضبط بالقرب من مقهى مارتيناز، محل بي سي آر، حاليا، فاجأتنا سيارة الشرطة القضائية من نوع ''سيتروان '' وعلى متنها خمسة أفراد يقودهم المحافظ أوليفيري؛ حيث أغلقوا الطريق بعد أن تركوا الكشافة يمرون ليحاولوا بعد ذلك نزع العلم من السيد شراقة الذي سقط أرضا وتناول بعده الشهيد سعال الراية الوطنية ليدخل في عراك مع المحافظ الذي أخرج سلاحه الناري وأطلق عليه الرصاص· وهنا بدأ الرصاص يطلق من كل الشرفات والمحلات التي يملكها الفرنسيون والمعمرون· وقد أصبت أنا في رجلي اليمنى ليتم نقلي بواسطة سيارة كان يملكها أحد الجزائريين نحو المستشفى؛ حيث كنت أول مصاب يصل، فتم نزع الرصاصة من رجلي وخيط الجرح ثم حاولت العودة إلى منزلي، وفي الطريق صادفت ثلاثة جزائريين منهالين على شيخ فرنسي كنت أعرفه ضربا فنزلت من السيارة وخلصته منهم، ثم أوصلته إلى بيته، ودخلت بعد ذلك بيتي· غير أن أفراد الشرطة القضائية قاموا باعتقالي بعد حوالي ساعتين واقتادوني إلى مقرهم تم نقلت رفقة مجموعة كبيرة من إخواني إلى الثكنة العكسرية، مكان تواجد حظيرة التسلية حاليا· وهناك مورس علينا أشد العذاب على أيدي رجال الدرك· وكان معنا الكاتب كاتب ياسين، الذي كان طالبا بثانوية ''البارتيني''، القيرواني حاليا، ليتم إطلاق سراحنا بعد حوالي ستة أشهر''·
الشيخ لكحل يروي لـ''الخبر'' فصولا من الجريمة
''بقروا بطون النساء وحوّلوا جثث الأبرياء إلى رماد''
يقول الشيخ لكحل ''كنت رفقة العديد من الشبان، وأنا ابن الـ 23 ربيعا، أعمل عند لافي، وهو أحد كبار المعمّرين بهليوبوليس· وكان هذا الأخير قد استولى على ضيعة للجزائريين، ضاحية قرية حمام برادع، وأقام بها فرنا لصنع الجير، كما أنشأ مطحنة للقمح، معروفة اليوم بمطاحن مرمورة· ولما اشتدت التوقيفات في الأيام الموالية ليوم الثامن ماي، اضطررت رفقة أخي صالح إلى الانقطاع عن العمل هروبا من الموت· وبعد استفسار أحد الإيطاليين، وكان يدعى ياكونو، والدتنا عنا، في أثناء مرورها بمحاذاة ''الفيرمة''، نصحها بأن تفرض علينا الهروب إلى حين تهدأ آلة التقتيل· وأمام تصاعد موجة التقتيل داخل ''فيلاج هيليوبوليس'' بمشاركة إيطاليين مساجين عند المعمر لافي، فررنا إلى فيرمة ''شهابة''، ومنها إلى ''لمحادبة''، بعد أن شحذنا سكاكيننا وشواقيرنا''·
قتل 14 امرأة في ليلة واحدة
بلغت الوحشية بمجرمي الاحتلال، عندما عجزوا عن ملاحقة الرجال إلى الجبال المجاورة لمنطقة بوقرقار، خارج مدينة هليوبوليس، السطو على بيوت معزولة وقتل وبقر بطون ما لا يقل عن 14 امرأة في عشية واحدة، يقول الشيخ لكحل، قبل أن يضيف ''وكان السفاح المعروف بـ''حمر زديرة''، الذي لم يسلم من بشطه حتى أخوه لخضر، ومعه السفاح اشمول، صانع هذه المجزرة التي بقرت فيها البطون''·
فجأة يتوقف الشيخ عن الحديث، وتحمر عيناه، تأخذه رجفة، ينهض متكئا على عصاه قبل أن يهم بالقول ''الكحلة··، الكحلة··''، لم نفهم شيئا من صرخته التي ألفها أهل هليوبوليس، حتى تقدم منه أحد باعة السجائر يهدئ من روعه إلى أن استرجع وعيه، فهمنا بعدها بأن صيحته تعني الطائرات المقنبلة لقرية حمام أولاد علي من ذات البلدة، ولبعض المداشر والدواوير·
لم يشف السفاح أندري آشياري بميليشياته غليله من المواطنيين، رغم تحويل مسيرة الشرف والحرية إلى سيول من الدماء داخل مدينة فالمة، فراح يجمع المساجين والموقوفين من مناطق بلخير وهيليوبوليس وقلعة بوصبع وبومهرة أحمد، لينقلهم ليلا على متن شاحنات لافي إلى كاف البومبة، الموجود في مدخل هليوبوليس بمحاذاة وادي سيبوس، وإعدامهم جماعيا، قبل أن يلقي بجثثهم إلى أسفل الجبل·
وقد عمد صناع الإبادة أول الأمر، إلى ترك الجثث متراكمة لترهيب السكان، ثم راحوا يوارونها شيئا فشيئا بسواعد جزائرية· لقد كان العدد كبيرا جدا، يقول الشيخ لكحل، ولا يمكن لأحد حصره في رقم معين، ''لكن أؤكد لكم بأن من أعدموا بكاف البومبة يعدون بالمئات، ومن شنقوا بجسر وادي سيبوس المحاذي له كذلك، وبمدخل فالمة، على مقربة من مقر مديرية الحماية المدنية اليوم، أيضا على غرار خليفة قروي وبشكر لخميسي وطاوغي لحسن، وأسماء أخرى كثيرة لا أذكرها··· واستمر التقتيل بهذه الطريقة الوحشية في كاف البومبة لأكثر من أسبوعين''·
واد سيبوس شاهد على رماد الجثث
لما علم المجرمون بقدوم لجنة تحقيق أوروبية لمعاينة المجازر، سارعوا إلى المقابر الجماعية بكاف البومبة ليلا، وأخذوا بإخراج الجثث ونقلها على متن شاحنات المعمر لويس لافي إلى'' قمينة الجير'' الكائنة بضيعة هذا الأخير، ضاحية قرية حمام برادع، وتحت جنح الظلام، لتبدأ المحرقة·
ويذكر الشيخ لكحل بأن لافي طلب من الجزائريين العمال عنده بإحضار الحطب ''ولم نكن ندري في بداية الأمر بأنه لحرق إخواننا··'' يتوقف قليلا ثم يواصل، وقد احمر وجهه الشاحب واغرورقت عيناه بالدموع: ''كان الرماد الناتج عن حرق الجثث بفرن الجير، ينقل عبر شاحنات للمعمر لافي، فيرمي على ضفاف وادي سيبوس ليلا، لمحو آثار التقتيل والتنكيل الهمجي''·
أهلُها كبّدوا فرنسا خسائر فادحة
عين الكبيرة لم تكتف بالبكاء فقرّرت المقاومة
يجمع من عاشوا يوم 8 ماي 1945 بـعين الكبيرة أن الذي نقل خبر بداية الأحداث من سطيف هو المرحوم ضيافات عمار، المدعو عمار العدواني، الذي جاء بسيارته التي وقع لها عطب في العجلات تجاهلها السائق ليتمكن من الوصول إلى مدينة عين الكبيرة حيث نادى بصوت مرتفع ''الله أكبر··'' ويروي لهم ما حدث بمدينة سطيف ويخبرهم بمقتل الحاكم والخليفة بدوار الضيافات· وهو الطريق المؤدي إلى المدينة·
وكان ذلك على الساعة الثانية زوالا، فبادر السكان إلى مهاجمة مركز البريد والمواصلات فقتلوا قابضه بيار صوبان وابنه وقطعوا الاتصال الخارجي، لينتقلوا بعدها إلى مخزن الأسلحة الذي فتحه الحارس عمار بوفندورة وتمكنوا من الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة الحربية منها 75 بندقية وحوالي خمسة صناديق للذخيرة·
بدأت مشادات عنيفة بين السكان والمستوطنين، تبادلوا فيها طلقات النار مما أدى إلى سقوط 15 معمرا، وفي بعض الروايات 17 قتيلا من بينهم المعمر الكبير فابر هنري الذي قتل مع حارسين عسكريين وموريل أودلف أليكسي وكارمي شارل·· أما بقية المعمّرين فقد اختبأوا في خندق بدار أحدهم وفكر الثائرون بعد معرفة المكان في الحصول على البنزين من مكتب الحاكم لحرقهم إلا أن وصول الشاحنات العسكرية حال دون ذلك؛ حيث تأهب المتظاهرون لمواجهتها فكانت النتيجة إصابة أحدهم وفي نفس الوقت وصل سرب من الدبابات إلى مشارف المدينة إذ حاول ثلاثة مواطنين التصدي لها ليتمكن من كانوا داخل المدينة من الفرار قبل أن تبدأ الدبابات في عملية القصف·
وفي الوقت نفسه فر السكان إلى المناطق المجاورة قبل وصول النجدات العسكرية· غير أن زوجة الحاكم وقوة عسكرية انتقلت إلى أولاد عدوان ''الشرشور'' لتثأر لزوجها، فأمرت بحرق دشرة بأكملها حيث قتل 17 شخصا، وبعد إدراك مقتل زوجها بجهة أخرى بـ ''قرية الضيافات'' انتقلت إليها مباشرة لترتكب نفس الجرائم·
وفي اليوم الموالي، انتهجت فرنسا سياسة الترغيب والترهيب في حق السكان، ففي بادئ الأمر اعتمدت على دور ''القياد'' الذين رفعوا رايات بيضاء مطالبين السكان بالاستسلام وتسليم المشاركين في الأحداث لتتوالى الاعتقالات الواسعة للسكان الذين بقي معظمهم في حالة فرار حتى الاستقلال· وقامت قواتها العسكرية البرية والجوية بما فيها اللفيف الأجنبي بتدمير القرى والمداشر التي فر إليها سكان البلدة، وارتكبت مجازر رهيبة في حقهم ليستمر الوضع على هذه الحال لأكثر من أسبوعين·
مهري وغاليسو من ملتقى مجازر 8ماي بفالمة
''الجريمة قائمة مهما قلّلت فرنسا من عدد الضحايا''
أجمع السيد عبد الحميد مهري والمؤرخ الفرنسي روني غاليسو، خلال أشغال الملتقى الدولي الخامس، الذي افتتح أمس، بجامعة 08 ماي في فالمة، على أن مسألة الاختلاف في عدد قتلي الوحشية والهمجية الفرنسية، لا يحجب قيام الجريمة، على أن النية والطريقة التي استعملتها الإدارة والجيش الفرنسيان في مواجهة مظاهرات ماي 45 هي ''جريمة ضد الإنسانية''·
تعرض السيد عبد الحميد مهري أمس، لدى افتتاح الملتقى الدولي حول مجازر 8ماي بفالمة، لأجواء الفشل السياسي والاجتماعي الذي انتاب فرنسا قبل المجازر الدامية، والذي كان سببا في تشديد الخناق على الوطنيين، وتوليد حالة من الفقر والحرمان والأمراض الفتاكة، مقدما شهادته على مشاركته في جميع جثث الموتى من الأرصفة بمنطقة وادي الزناتي ودفنها· وقال مهري بأن الأوضاع الاجتماعية المتردية أمدت الشعب بتجنيد غير مسبوق، سيما أهالي الأرياف في حركة الوطنية ''ما دفع إلى تنظيم مظاهرات من الوطنيين قررتها حركة أحباب البيان، ودعت إلى تعميمها على جميع المناطق لتخفيف الضغط عن مناطق فالمة، سطيف وخراطة''· وأكد مهري حول الأحداث بوادي الزناتي، بأن المظاهرة كانت سلمية، وأن بعض الوافدين من الأرياف المسلحين أقنعوا بترك أسلحتهم مما جنّب المنطقة دماء كثيرة في ذلك اليوم· غير أن الخديعة وقعت فيما بعد بقتل عزل بالمنطقة''·
ليخلص إلى انه ''مهما حاولت فرنسا تقليص عدد القتلى خلال مجازر ماي، فإن الجريمة تظل قائمة''· أما الفرنسي ''روني غاليسو'' فركز على المسار الإجرامي لـ''أندري أشياري، الذي كان نائب عامل العمالة بفالمة، أحد صانعي، الموت بوحشية خلال المجازر· مفيدا بأن السفاح أشياري قام بعمليات إجرامية قبل ذلك، كما حدث بالعاصمة سنة ,1942 والتي تعد إرهابا بالمفهوم المعاصر''· مضيفا أن المسار العائلي له حافل بالجرائم من جهة أبيه، ليو أشياري اليهودي الأصل·
وخلص غاليسو في مداخلته إلى تأكيد ما ذكره مهري بخصوص الرقم المتعلق بعدد القتلى· مفندا رقم اليمين الفرنسي القائل بـ6000 إلى 12016ضحية جزائرية، وضاربا مثالا ببعض المصادر المستقلة كـ''جاك بالانش'' الذي أحصى ما لا يقل عن 30 الف· وهو الرقم الذي أثار جدلا داخل البرلمان الفرنسي آنذاك· وقال غاليسو ''مهما تم الاختلاف حول عدد القتلى، فإن الجريمة ضد الانسانية تظل قائمة''·
9 ماي 1945
عندما التحقت ''فج مزالة'' بانتفاضة الشرفاء
حدث في بلدية فج مزالة المختلطة ما حدث في غيرها من المدن الجزائرية الأخرى· وكان ذلك يوم الأربعاء 09ماي 1945، بعدما علمت الجماهير بما وقع في اليوم السابق في مدينة سطيف وخراطة وغيرها· وكان من الذين دعوا إلى الجهاد في سبيل الله المرحوم ''مروج عمار''؛ حيث كان متّجها إلى مدينة العلمة للتسوق، ولما علم أثناء الطريق بما وقع في سطيف وغيرها، عاد ادراجه، وهو يذيع النبأ ويدعو للاستنفار والجهاد في سبيل الله ببلدية فج مزالة المختلطة· وانتشر الخبر بسرعة البرق في مختلف المشاتي، كما قام من جهته مرمول الحاج امحمد يحث الهمم ويدعو إلى الجهاد في سبيل الله؛ فهبت الجموع من كل حدب وصوب من مختلف الطبقات؛ كل يحمل ما لديه من السلاح، بنادق صيد أو سيوفا أو حتى عصيا·· وقد شاهدت فعلا مروج عمار ممتطيا ****ه، وهو يحمل بندقية صيد وينادي بالجهاد في سبيل الله· كما شاهدت الحاج أحمد، كبير عائلة مرمول آنذاك، ممتطيا بغلا، ويحمل بندقية صيد امامه ويحث كل افراد العائلة على التوجه إلى فج مزالة للجهاد في سبيل الله·
لقد تقاطرت الجموع الغفيرة من مختلف المشاتي والدواوير؛ من دوار تسدان ودوار المنار ودوار الروسية ودوار معاوية وغيرها، وهي زاحفة على فج مزالة مرورا ببلدية العياضي برباس؛ حيث الطريق الرئيسي المؤدي إلى فج مزالة· وكان ذلك يوم الأربعاء 9ماي· فتم قتل حارسي الغابة شرقي جبال الحلفاء بمكان يسمى (الفجيج) واتجهت الجموع الغفيرة نحو فج مزالة·
ولما وصلت الطلائع الأولى من هذه الجموع ولاحظت
الإدارة الاستعمارية كثرة الوافدين، والحال أن ذلك الوضع غير معتاد لأن السوق الأسبوعي هو يوم الجمعة، وعرفت من طرف مخابراتها القصد من ذلك، عمد المتصرف الإداري بالنيابة (شمبرنير) بمعية القاضي (شادل فالي) إلى تشكيل وفد من بعض أعيان المدينة واتجه الجميع إلى جسر واد بوصلاح غربي المدينة على بعد نحو 800م وحاول تهدئة الجماهير الغاضبة بأنه سوف يوفر لهم السميد والأقمشة، فأجابوه قائلين بأننا نريد الجهاد في سبيل الله· كل ذلك بتحريض من مروج عمار· ولما خشي اعضاء الوفد على أنفسهم، عادوا ادراجهم من حيث أتوا· وعند ذلك شرع الفرنسيون في التحصّن بالمقرات الإدارية بالمحكمة والبرج الإداري والمدارس وغيرها، وتم استنفار رجال الدرك وكان مقرهم برجاص (وادي النجا حاليا) على بعد حوالي 15 كلم لحراسة مركز البريد من الداخل ومعهما محاسب البريد، دركيان أحدهما جزائري يقال له (بشوش) والثاني أوروبي يقال له (فيال)· وهذا حسبما رواه شهود عيان·
ولما أسدل الليل ستاره وتكاثرت جموع الثّائرين بدأ الهجوم بأسلحة الصيد على البرج الإداري والمحكمة، وغيرهما، فطلب المحاصرون النجدة من قائد الحامية العسكرية في قسنطينة الجنرال ''دوفال'' فأجابهم بأنه لا يستطيع أن ينجدهم ليلا ودعاهم إلى الصبر والشجاعة إلى الغد· وقد حاصر مركز البريد بعض الثائرين وعمدوا إلى إشعال النار في بابه الخارجي بواسطة البنزين· وفي نفس الوقت كان بداخله الدركيان آنفي الذكر· وعند ذلك فتح الدركي الذي هو من جنسية جزائرية كوة من القرميد في السقف وأطلق النار على احد المحاصرين هو الشاب (باز أحمد) فأراده قتيلا فتفرق المحاصرون وحملوا جثة الشهيد ووضعوها بساحة مريم العذراء (ساحة الشهداء حاليا)، ولما أصبح الصباح وعرفت هوية الشهيد وذهب بعض الميليشيات من المعمرين إلى منزل عائلته بالقرب من مدينة فرجيوة وأضرموا فيه النار قبل أن تصل قوات النجدة العسكرية من قسنطينة·
هذا، ومما ورد في صحيفة برقية قسنطينة بعد هذه الأحداث بأسلوب ساخر ما مضمونه ''مروج عمار ركب ال**** وتوجه إلى فج مزالة ليحارب فرنسا!'' والحال انه كانت وسائل نقله ال****، فما بالك لو كان غير ذلك؟
بالرغم من وصول القوات العسكرية من قسنطينة يوم 10 ماي 1945، فإن المعمرين كانوا شكلوا ميليشيات مسلحة· وبالتالي بدأت المتابعات لمعرفة المشاركين في الهجوم؛ حيث القي القبض على المئات منهم· وقد شاهدت قائد دوار الروسية آنذاك ''فلان'' حينما جاء إلى قريتنا ومعه قوة مدنية من بعض أعيان دوار راس فرجيوة لإلقاء القبض على المتهمين من آل مرمول، وقد هدد ببندقية الصيد بعض الذين تباطأوا في الانصياع لأوامره فاقتاد ثمانية منهم (سوف تأتي اسماؤهم لاحقا) مع غيرهم من الذين حكم عليهم بالسجن لمدد مختلفة·
وخلال ثلاثة أيام من شهر سبتمبر 1945 انعقدت المحكمة العسكرية بقسنطينة لمحاكمة 57 متهما أفرج عن 27 منهم وحكم على الباقين بأحكام مختلفة بالمؤبد وبالأشغال الشاقة·
إن انتفاضة 08 ماي 1945 في الجزائر تعتبر البذرة الأولى لثورة .1954 فهي الأرضية الصلبة لها· إذ بفضلها اتضحت الرؤية لدى جميع التيارات السياسية الوطنية بأن التخلص من الاستعمار الفرنسي لا يأتي إلا عن طريق القوة ووحدة الصف· ومن ثم بدأ فصل جديد في الاستعداد لليوم المشهود المنتظر، وهو أول نوفمبر.1954
و شهد شاهد من أهلها
الدكتور الفرنسي جون بيار بيرولو لـ ''الخبر''
مجازر 8 ماي في قُّالمة تشبه مجازر م ظمة الجيش السري في المدن
يتحدث المؤرخ الفرنسي، جون بيار بيرولو، في حوار خاص لـ ''الخبر'' عن نتائج البحث الذي قام به خلال السبع سنوات الأخيرة والذي خصصه لأحداث 8 ماي 1945 بشرق الجزائر. وفي مذكرته التي عرضها في سبتمبر الماضي بمدرسة الدراسات العليا في علم الاجتماع والتاريخ بباريس تحت عنوان ''ُّالمة 8ماي 1945 '' قمع أوروبي في المقاطعة القسنطينية إبان الجزائر فرنسية''، السياسة الاستعمارية في مواجهة الإصلاحات الوطنية، حاول بيرولو في هذه الدراسة الكشف عن الهوية الحقيقية لمن كان وراء هذه المجازر استنادا للوثائق الأرشيفية.
أولا هل لنا أن نعرف ما الذي دفعك للبحث المكثف في مجازر 8 ماي 45 التي شهدها الشرق الجزائري؟
قبل سبع سنوات كنت بصدد القيام ببحث حول الدور الذي لعبته الشرطة في الجزائر إبان الحقبة الاستعمارية، ولكنني عثرت على عدة وثائق من الأرشيف حول مجازر 8 ماي وهو ما حمّسني لمواصلة العمل الذي قام به قبلي عدد كبير من المؤرخين، وذلك بهدف الكشف عن حقائق أخرى من شأنها إزالة الشكوك حول عدة قضايا تخص هذه المجازر.
عكس الدراسات الأخرى، فإن الهدف من وراء دراستك كان الكشف عن المسؤول الحقيقي عن هذه الأحداث، أليس كذلك؟
نعم، فقد حاولت من خلال هذه الدراسة التعرف عن المسؤول الرئيسي الذي قمع الحركة الوطنية الجزائرية التي كان ح** الشعب الجزائري يعد لها. صحيح أن الجزائريين دافعوا عن أنفسهم بطريقة عنيفة، حيث سقط 12 ضحية من الأوروبيين، لكن لا يمكننا المقارنة بين ذلك وبين ما قام به الأوروبيون. الحقيقة كانت أن الأوروبيين في ُّالمة، وهي المنطقة التي ركزت عليها في دراستي، أرادوا قمع الحركة الوطنية الجزائرية من جهة، ومن جهة أخرى أرادوا الانتفاضة ضد الإصلاحات التي كانت الحكومة الفرنسية المؤقتة قد باشرتها بداية من1944 والمتعلقة أصلا بقانون منح الجنسية الفرنسية للمسلمين الجزائريين. وأنا أقول أن هذه الأحداث جاءت ردا على كل هذا ولكن كان الرد عنيفا إن لم نقل قمعيا. ويمكن القول أن هذا القمع المدني للجزائريين بدأ في التاسع من ماي واستمر إلى غاية الـ27 من شهر جوان وهو تاريخ الزيارة التي قام بها وزير داخلية فرنسا الاشتراكي أدريان تيكسيي. وقد توصلت من خلال دراستي هذه إلى أن رد فعل الجزائريين كان عفويا على وفاة أول ضحية جزائرية خلال مظاهرات الثامن ماي، لكن القمع الذي قام به الجيش الفرنسي استمر لعدة أيام وبدايته كانت في المنطقة التي تفصل مدينة سطيف وبجاية.
و لكن من كان وراء هذه المجزرة حسب الدراسة التي قمت بها؟
أنا ركزت في دراستي على مدينة ُّالمة، حيث قامت رئاسة المقاطعة بالنيابة بتشكيل مجموعات من الميليشيات المسلحة مكوّنة من عشرات الأوروبيين. هذه الميليشيات كانت وراء المجزرة، ومسؤولية الحكومة الفرنسية تبقى كبيرة أيضا، لأنها لم تقم بمعاقبة مصالحها الإدارية في الجزائر التي كانت وراء كل ما حدث وقتلت آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء ولكن لها مسؤولية أخرى على مستوى الجيش. وأقول أن ما حدث في ماي45 يشبه كثيرا ما قامت به منظمة الجيش السري في الفترة ما بين 1961و1962 حين قامت بقتل عدد كبير، والاختلاف الوحيد هو أن منظمة الجيش السري كانت تنشط في أكبر المدن الجزائرية كالعاصمة وعنابة ووهران، أما مجازر الثامن ماي كانت ضد قرى معزولة كل سكانها جزائريين.
السفير الفرنسي في الجزائر اعترف أخيرا ببشاعة أحداث الثامن ماي واصفا إياها ''بالمجزرة''، لكن هذا الاعتراف نُعت بـ''الخجول'' من طرف المؤرخين الجزائريين الذين لم يفهموا سر تفادي ***ولا ساركوزي الاعتراف شخصيا، فما هو رأيك؟
لم أطلع على هذا التصريح، لكن تبقى هذه القضية سياسية بحتة وتتعلق بعلاقات دولة بدولة أخرى، ولكن إن قال السفير بأن ما حدث في ماي 45 هو مجزرة، فأنا أشاطره الرأي وهذا أكيد، وإن كان هذا التصريح على لسان سفير فرنسا بالجزائر فهو رسمي، لأنه الممثل الأعلى لفرنسا في الجزائر. أنا جد متفهم لعائلات الضحايا التي تبقى هذه الأحداث ذكرى سوداء بالنسبة لهم، لكن على الجميع الآن أن يطوي الصفحة دون النسيان وأن يفكروا أكثر في المستقبل. وليعلم الجميع أن الشعب الجزائري بتعرّضه لعدة مجازر قبل ماي 45 وبعده ولهذا فدورنا كمؤرخين هو تجنّب الصراعات السياسية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا لك بارك الله فيك على الافادة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا لك على المعلومات وفرنسا يجب أن تعتذر عن كل جرائمها
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
شكرا لك موضوع جد مميز
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
هناك إشكالية حول تسمية ماوقع...هل هي أحداث أو حوادث او مظاهرات ام مجازر؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :