عنوان الموضوع : رواد النهضة الجزائرية التاريخ الجزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب
تمهيد:
إن النهضة الجزائرية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت كمحطة لجهود علماء جزائريين ومثقفين، حاولوا انقاض المجتمع الجزائري من حالة التعفن والتخلف والجهل التي وصل إليها من جراء كثرة البدع والخرافات والانحرافات، ولقد تولى مهمة محارية هذه البدع و أحداث الانبعاث الثقافي في الجزائر الكولونيالية مجموعة كبيرة من المصلحين والعلماء والمثقفين، سنتطرق لبعض منهم في هذا الفصل.
I. عبد القادر المجاوي:
ولد عبد القادر المجاوي سنة 1848 بتلمسان، أما نسبه فهو عبد القادر ابن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمان بن عيسى بن داود بن أبي حناش بن خمليش بن علي بن محمد بن عبد الجليل المحسيني، الملقب بالمجاوي نسبة إلى قبيلة مجاوة، التي تقطن حول مدينة تازة بالمغرب الأقصى، وقد استوطن جده تلمسان وعمل نساخا بها.
ولد المجاوي في أسرة اشتهرت بالمكانة العلمية، كان والده محمد عبد الكريم قاضيا في تلمسان نحو خمس وعشرين سنة،[1] بعد دراسة في مسقط رأسه، انتقل لمتابعتها في كل من تطوان، وطنجة بالمغرب الأقصى، وقد تركزت دراسة فيها حول: العلوم الشرعية وآداب اللغة العربية وغيرهما[2]... ثم التحق بالقرويين لمتابعة دراسته، ودرس فيها الفقه وأصوله، والفرائض والتفسير، الحديث الشريف، واصطلاحه المنطق وعلوم البلاغة والتصوف[3]... بالإضافة إلى علم المنطق والحساب والفلك والتاريخ والأدب ورغم قدراته الذاتية في التحصيل حيث ذكرت جريدة الفاروق: "إن كل كتاب يقراه لا يعيد قراءته".[4]
ويتبين مما تقدم أن الوسط الذي عاش فيه المجاوي ونوعية الدروس التي انكب عليها، بالإضافة إلى استعداداته الفطرية، وتأثره بالوضع الذي كانت تعيشه بلاده، والذي ازداد سوءا في ظل السيطرة الفعلية للمعمرين، كل هذه الأمور لعبت دورا حاسما في تحديد توجه ووسائله في ميدان العمل الإصلاحي.
لقد لمس فيه شيوخه بفاس، كفاءة علمية ومثابرة على العمل، لذلك أجازوه للتدريس[5] مع العلم أن تلك الإجازة لا يحصل عليها إلا العلماء المقتدرين، واتصف المجاوي بصفاء النفس، وكرم الطبع والجرأة والإقدام وقوة الإرادة بالإضافة إلى الفصاحة والتواضع، كما كان متماسكا بدين، معتزا بشخصيته الإسلامية، وغيورا على دينه ولغته العربية حتى بين الأوساط الأوربية.[6]
ولقد كانت للدعوة الإصلاحية بالمشرق العربي اثر كبير على تكوينه الشخصي حيث كان احتكاكه بها عند أدائه الحج قبل أن يستقر بالجزائر،[7] ولا يجب إغفال تأثير النهضة التي كان يعيشها المشرق العربي خاصة في جانبها الأدبي كان لها اثر على حياة المجاوي، خاصة الإثراء الثقافي والاهتمام بالدراسات اللغوية، والدليل على ذلك أن معظم مؤلفاته ركزت على اللغة العربية وعلومها.
أما فيما يخص نشاطه الإصلاحي، فنجد جهوده العلمية والإصلاحية قد تبلورت في عدة ميادين وهي التربية والتعليم والصحافة والتأليف، أما فيما يخص التربية والتعليم فنجد بعد عودته إلى الجزائر واستقراره بقسنطينة في حدود سنة 1869 سيقوم بنشاط ثقافي بارز، حيث باشر بالتعليم في مساجدها وزواياها واستطاع أن يساهم بحركته هذه في إحياء نهضة علمية في المنطقة، "... أحييت النفوس وأنعشت الروح..."،[8] إن التعليم المسجدي قد فرضته ضرورة وذلك تحت هدف المحافظة على الشخصية الإسلامية، خاصة أمام محاولات إدارة الاحتلال الإدماجية، وتزايد خطر التعليم التبشيري.
ولم يقتصر عمله فقط على التعليم المسجدي، بل تعداه إلى المساهمة في تنشيط المدارس الحرة،[9] وارتكز نشاطه عرضت عليه الإدارة الفرنسية العمل كإمام بجامع سيدي الكتاني،[10] حتى يكون تحت نظرها، وقبل بهذا المنصب، كما عمل أيضا كمدرس بالمدرسة الكتانية،[11] وفي سنة 1878 درس بها مختلف العلوم، كتحفيظ القران، الحديث، الفقه، المنطق، الأدب، وعلم الفلك والحساب.[12]
وفي حدود سنة 1898 عينته الإدارة الفرنسية في المدرسة الثعالبية،[13] قد يكون ذلك بهدف وضعه تحت رقابتها المباشرة بالعاصمة، لقد واصل المجاوي نشاطه بالعاصمة، وساهم في تدعيم الجو الثقافي بها، إلى جانب كوكبة من الأساتذة مثل: عبد الحميد بن سماية، المفتي بن زكري، الحفناوي... وكانت العاصمة في هذه الفترة تعاني من الجهل وآثاره والفساد المنتشر بها بدرجة كبيرة، فكان عليه مضاعفة جهوده الإصلاحية واهتم بالتربية الدينية والخلقية، وغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس تلاميذه[14]... كما اثر على الحياة الثقافية في العاصمة عن طريق المؤسسات والنوادي والجمعيات.
لقد أنتج المجاوي مصلحين وعلماء واصلوا عمله الإصلاحي مثل: السعيد بن زكري، الشيخ عمر بن دراجي قاضي الحنفية بالجزائر،[15] وابرز تلامذته: محمد المولود بن الموهوب، وبالموازاة مع نشاطه التعليمي فقد ساهم المجاوي في الحركة الصحفية، حيث ساهم في كل من: المنتخب، جريدة المغرب 1903، شارك في جريدة كوكب إفريقيا في الفترة ما بين (1908-1909).
أما عن المواضيع التي عالجها في مقالاته، فلقد تنوعت مواضيعها الإصلاحية، فنجد له مقالات جاءت تنادي بالإصلاح في مجال العقيدة والعبادات، فدعا إلى محاربة البدع وحمل العلماء مسؤوليتهم في محاربة البدع عن طريق الإرشاد ونجده قد تحمل مسؤوليته كعالم في هذا الجانب.
أما في الجانب الاجتماعي فنجده كغيره من المصلحين حارب مختلف الإمراض الاجتماعية التي انتشرت وسط الجزائريين، فلقد عالج عدة موضوعات ومن بينها كان القمار الذي ينتهي بصاحبه إلى الهلاك المادي والأخلاقي ويظهر في قوله: "فلا تجد قمارا لابسا ثوبا حسنا، فضلا عن غيره من الضروريات وقرنه الله تعالى بالخمر في التحريم لشدة جرمه ولأنه من الكبائر".[16]
ومن أهم القضايا التي نالت القسط الأوفر من اهتمامات الشيخ عبد القادر المجاوي هي التربية، فلقد برزت شخصيته كمربي في هذا المجال، فحاول أن يعطي منهجا للتربية، قائما على أسس علمية حديثة كما خصص جزء من اهتماماته للمربي، باعتباره طرفا في العملية التربوية، واهتم أيضا إلى جانب كل هذا بالناحية الاقتصادية وحـث الجزائريين على تقليد الغربيين فيما توصلوا إليه في هذا المجال، والعلـوم الحديثة.
توفي الأستاذ عبد القادر المجاوي بقسنطينة في 06 أكتوبر 1914 تاركا وراءه اثر طيبا، من تلامذته العلماء الذين واصلوا دربه، وآثار تمثلت في الكتب والمؤلفات القيمة للشيخ والتي اختلفت نوعا وكيفا.
II. محمد بن مصطفى بن الخوجة:[17]
درس في الجزائر على يد الشيخ محمد بن السعيد بن زكري، وهو الأخير يعتبر احد الدعاة إلى التجديد في ميدان التعليم، واحد من النخبة المحافظة، ولقد كان بن الخوجة شديدا على أهل البدع وكان يرى أن العودة والتمسك بالدين الإسلامي كفيل بإنقاذ الجزائريين من الغرق في المدنية الغربية... ولكن هذا لا يعني أن بن خوجة قد انغلق على نفسه ولم يقبل الحضارة بل كانت نظرته عقلانية لمسائل العصر، وكرس حياته لخدمة الإسلام والوطن.[18]
لقد كان بن الخوجة من المؤمنين بالأخذ بأفكار المصلحين المشارقة والتي يمكن عن طريقها إصلاح المجتمع، ولقد كان بن الخوجة احد تلاميذه الشيخ محمد عبده،[19] ولذلك نجده كان مهتما بكل ما كان يصدر عن المشارقة وجرائد ومجلات مثل المؤيد والمصباح الشرق، المنار وغيرها من المنشورات التي تصل إلى الجزائر، وكانت هذه الأفكار عمله الإصلاحي والقاعدة التي يعتمد عليها في ذلك.[20]
ألف بن الخوجة كتابه "إقامة البراهين العظام على نفي التعصب الديني في الإسلام"، ابرز من خلاله على ضرورة التخلي على العقلية المتحجرة والجمود الذي ساد الشعب ودعا المصلحين إلى تولي دورهم في المجتمع والذي يتمثل في الإصلاح والدعوة إلى النهوض به وذلك من خلال العودة إلى القيم والتعاليم الإسلامية وحذف ما هو زائد ومبتدع لا علاقة له بالأصل.[21]
ولقد كان بن الخوجة من الأوائل الذين نادوا بإصلاح شؤون المرأة الجزائرية وتحريرها من الجهل في الحدود التي وضعها الدين الإسلامي، وقد ألف كتاب بعنوان "الاكتراث في حقوق الإناث"، يهدف من ورائه إبراز مكانة المرأة في الإسلامي، ويقنع به الجزائريين أن يعدلوا عن سلوكهم المعادي للمرأة وتحريرها من الجهل، كانت معالجته لموضوع المرأة في كتابه هذا معتمدا على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، تبين مكانتها في الإسلام.[22]
وألف كتاب "اللباب في أحكام الزينة واللباس والاحتجاب" حارب من خلاله البدع والخرافات والمعتقدات الباطلة والشائعة بين الشعب، وبين أثارها السلبية على المجتمع وتعرض أيضا في كتابه إلى قضية المرأة مرة أخرى.[23]
لقد عاب بن الخوجة على الجزائريين قصور نظرهم في أمر دينهم ودنياهم وكيف أنهم أصبحوا يعزفون عن الذهاب للأطباء غير المسلمين بحكم أنهم كفار فبين ابن الخوجة في رسالة سماها "تنوير الأذهان" ألفها خصيصا لهذا الغرض، حيث حاول من خلال رسالته هذه التي اعتمد فيها على الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية طالب من الشعب التخلي عن هذه العادة التي لا تمت بصلة إلى تعاليم الإسلام ودعا الشعب إلى الاستفادة من الأطباء غير المسلمين.[24]
وما يمكن القول أن بن الخوجة كان له اثر كبير في حركة الإصلاح في الجزائر، وساهم بن الخوجة في حركة الأحياء التاريخية بوضع آثار الشيخ عبد الرحمان الثعالبي بين يدي المسلمين في الجزائر وكل إفريقيا، ولقد نشر آثار الثعالبي في قاموس طبع في الجزائر سنة 1910 بالمطبعة الثعالبية.[25]
III. محمد المولود بن الموهوب:[26]
هو من رواد النهضة الفكرية والثقافية ومن ألمع الشخصيات الجزائرية التي لعبت دورا متميزا خلال الربع الأول من القرن العشرين، وهو من أبرز من مهد لظهور الحركة الإصلاحية في الجزائر بداية من العشرينات، ويعتبر أبو القاسم سعد الله "أن ليس هناك مثقف جزائري آخر قد فهم وأثر على تاريخ بلاده كما فعل ابن الموهوب"، وذلك أن ابن الموهوب كان بمثابة مقدمة لحركة بن باديس الإصلاحية فيما بعد.[27]
كان بن الموهوب من دعاة الأخذ بالحضارة الغربية والتجديد ومحاربة الجمود والتحجر، حيث كان يرى أن التخلف الذي وصلت إليه الأمة جاء نتيجة حتمية لانحصار دائرة العلم، وامتداد دائرة الجهل، فقد استبد البسطاء بالأمر، وتحكموا في سير دواليب الحياة الاجتماعية وصاروا يحكمون بالتعسف والجور باسم الدين، وهو أجهل ما يكونوا بتعاليم شريعته، واعتمد على السنة والقران لإقناع المواطنين على ضرورة الأخذ بالعلم والحكمة، من الثقافات والحضارات الغربية... وعدى مواطنيه إلى ضرورة الانتباه إلى العنصر الأوربي واتخاذه كمثال في التربية والاتحاد، وحث إلى التعليم وخاصة تعلم اللغتين العربية والفرنسية،[28] وفي قصيدة شعرية باسم المنصفة، نشرها في كوكب إفريقيا (1910) انتقد الأفكار المسبقة والمتوارثة في المجتمع القسنطيني.[29]
وان كان ابن الموهوب صريحا في ميدان الإصلاح الديني بمقاومته للبدع والأمراض الاجتماعية، فانه كان حافظا في الميدان السياسي فلم يفصح عن موقفه من قضايا عديدة أخرى، كالموقف من التجنيد الإجباري مثلا.[30]
ونظرا لمكانة بن الموهوب الدينية وثقافته الإسلامية والأوربية وبرنامجه التقدمي في تحرير الجزائر اثر على معاصريه سواء كانوا محافظين وليبراليين جزائريين أو فرنسيين،[31] وبفضل ابن الموهوب تحولت كتلة المحافظين من مجموعة مفككة وبدون فعالية إلى مجموعة نشيطة مؤثرة تتمتع ببرنامج إصلاح معين، وهذا ما ذكرناه سابقا بان بن الموهوب كان بمثابة مقدمة للعمل الإصلاحي الجماعي.[32]
IV. محمد بن أبي شنب:[33]
هو من الوجوه الثقافية الحديثة في الجزائر، كان احد الذين كانت لهم الحضوة في دخول المدارس الرسمية ثم كلية الأدب بالجزائر، لقد لعبت حياته الدراسية دورا كبيرا في اتساع معارفه وثقافته وإتقانه لبعض اللغات الأجنبية زاد في اتساع معارفه أكثر.
كان مهتما بالتدريس حيث نجده قد تقلد عدة مناصب وكرس حياته لخدمة اللغة العربية وآدابها، تحصل بن أبي شنب على دبلوم العربية من جامعة الجزائر، وتدرج أثناء امتهانه للتدريس ابتداء من المدرسة الكتانية الرسمية بقسنطينة سنة 1898، خلفا للأستاذ المجاوي، ثم درس بالمدرسة الثعالبية سنة 1901، ودرس بجامعة الجزائر حيث رقي بها إلى أستاذ محاضر في سنة 1908 وتحصل بها على شهادة الدكتوراه سنة 1920.[34]
والى جانب أعماله في المجال التربوي نجد له أعمال جليلة في مجال التأليف والأحياء، فلقد نفض الغبار عن التراث الجزائري والعربي، اهتم ونشر عددا من المؤلفات التي تبرز دور العلماء الذين برزوا في الجزائر والبلاد العربية الأخرى في الحضارة الإسلامية وتناول أيضا مؤلفات فيها رحلات قام بها علماء الجزائر داخل الوطن وخارجه.
كما حقق ونشر بعض الآثار الأدبية القديمة ومن بين ما نشره في حركة الأحياء للتراث التاريخي نجد له كتاب حاول من خلاله إبراز دور كل من تلمسان وبجاية في تاريخ الحضارة الإسلامية، أي مساهمة الجزائر في تاريخ الحضارة الإسلامية، ونشر فيها تراجم لعدد كبير من علماء الجزائر والمغرب، وكان الهدف من عمله هذا هي التصدي لهجوم الفرنسيين على التاريخ الجزائري، والذين يدعون بان الجزائر لا وجود لتاريخ لها وأنها لم تكن لها حضارة، وبذلك فالهدف من وراء عمله هذا هو إقناع الفرنسيين بالحضارة ومساهمة الجزائريين فيها.[35]
والى جانب أعماله في حركة الأحياء التاريخية التي شارك فيها رفقة عدد من العلماء والمصلحين الجزائريين، نجده أيضا يقوم ببعض الأبحاث التي تتعلق بالتاريخ، مثل بحث حول تاريخ الأندلس وصقلية والمغرب وساهم خلاله في جمع وكتابة 64 ترجمة لعلماء مختلفين أندلسيين ومغاربة.
V. محمد بن رحال:[36]
كان من الشخصيات الوطنية التي ساهمت كثيرا في تشكيل الحركة الوطنية الجزائرية، ولقد حاول جاهدا مستغلا ثقافته الواسعة واطلاعه الواسع على ثقافات العالم الخارجي لترقية المجتمع الجزائري، حيث كان لكثرة سفره اثر فعال في تطوير أفكاره وإذكاء مشاعره نحو القومية الإسلامية، والغيرة الوطنية، وإدراكه مدى تخلف وطنه بالمقارنة مع دول العالم، فعاهد نفسه على حماية وطنه وشعبه من ظلم الاستعمار، ولذلك نجده يدافع ويحافظ على حقوق الشعب الجزائري بكل الوسائل، ويسعى جاهدا للمحافظة على الشخصية الجزائرية العربية الإسلامية، الممارسات التعسفية للاستعمار الفرنسي.[37]
ولذلك نجده قد دخل كل الميادين مدافعا فيها عن حقوق الجزائريين مستغلا مركزه الاجتماعي كواحد من الوجهاء، ومركزه الثقافي باعتباره الممثل السياسي للقضية الجزائرية واستغلال مركزه كعضو في المجلس والجمعيات المالية لوهران، فراح يحارب القوانين الجائرة، وخاصة منها قانون الأهالي والمحاكم الاستثنائية وقانون التجنيد الإجباري، فقد دافع على الجزائريين من هذا القانون بان ألف وفدا في سنة 1912 سافر إلى باريس طالب فيه بإلغاء هذا المرسوم، وتقديم منحة كتعويض عن هذا الإجراء.[38]
أما التجنيس فكان رافضا له، فهو يعتبر أن إلزام الجزائري بالتجنيس بالجنسية الفرنسية معناه إكراهه على ترك شريعته ودينه والتي تعهدت فرنسا باحترامه وسعى إلى أن تكون هناك حرية في أن يبقى باب التجنيس مفتوحا بدون منع ولا أكراه.[39]
وعارض ابن رحال الإدماج فهو يرى أن مستقبل الجزائريين لا يكون في سياسة الإدماج بل التمسك بأصالتهم ويظهر ذلك في قوله: "هذا الشعب يواصل تمسكه بتقاليده فهو يأخذ بالأشياء الجديدة من دون أن يقطع صلته بماضيه وخصوصياته".[40]
أما عن جهوده في مجال السياسة فنجده كان يحاول جاهدا التوفيق والتأليف بين الأحزاب الوطنية، فلقد دعا بن رحال في هذا المجال أن يتم تشكيل جبهة وطنية تلتف حولها الجماهير الجزائرية، ومن ثمة دعا إلى المصالحة بين أعضاء حزب الجزائر الفتاة، فلقد طلب بـ: "إقامة الوحدة بين أولئك الذين يمزق بعضهم بعضا والذي يجب عليهم توحيد جهودهم بما فيه خير المسلمين ومصلحتهم".[41]
واهتم محمد بن رحال إلى جانب المجال السياسي بالتعليم، فلقد استاء من الحالة الثقافية المتدهورة والمتدنية في الجزائر، وذلك لان التعليم الفرنسي كان عديم الفائدة بالنسبة للجزائريين، وأيضا إلى أن هذا التعليم كان يهدف إلى القضاء على اللغة العربية ويعمل على تجهيل الفرد الجزائري من ثقافته ودينه، وهذا الأمر آثار حفيظة بن رحال الذي اندفع بغيرته الدينية وحميته الوطنية يدافع عن الدين الإسلامي وعلى اللغة العربية، التي همشت واحتقرت من طرف الاستعمار الفرنسي، ولذلك فقد نادى بضرورة تعميم التدريس باللغة العربية في كامل أنحاء الوطن، وكان من مناصري تعليم الفتاة الجزائرية، فهو يرى في تعميم التعليم بأنه الأداة الرئيسية للتجديد والنهضة ويظهر ذلك في قوله: "إن الدول الإسلامية هي متأخرة ومجزاة، لكن انتشار التعليم يجعلها تستعيد مكانتها في العالم".[42]
ونجد له مشاركات طيبة في مجال التعليم من خلال محاولته لتحقيق بعض الإصلاحات على المنظومة التربوية وتقديمها إلى النخبة، التحقيق الخاصة بالأعيان في سنة 1892 والتي قامت برحلة في الجزائر من اجل النظر في إعادة تنظيم التعليم العالي في الجزائر، وفعلا أدخلت هذه اللجنة إصلاحات ولكنها كانت عكس ما يتمناه ويطمح إليه بن رحال.[43]
كان بن رحال من مناصري الاستفادة من التقدم الذي بلغته فرنسا ولم يكن يرى الإسلام عائقا في هذا الشأن، فلقد امن بن رحال كغيره من المصلحين للدعوة بالنهضة وتطوير الفكر الثقافي والعلمي للجزائريين، فكان يشجع كل نشاط وطني يهدف إلى النهوض بالبلاد والعباد.
ساهم بن رحال كغيره من المصلحين في النشاطات الثقافية كإنشاء النوادي الثقافية المسلمة الأولى بتلمسان "نادي الشباب الجزائري" وبالجزائر العاصمة "كالجمعية الرشيدية" حيث ألقى بها محاضرة قيمة بعنوان "التوفيق بين الإسلام والتقدم".[44]
دعا بن رحال على غرار جميع المصلحين والمفكرين في العالم العربي الإسلامي إلى ضرورة الاقتباس من الحضارة الغربية، واخذ العلوم والمعارف والفنون، لا أن تكون بالتقليد الأعمى بل تكون الأخذ منها مع العودة إلى أصول الدين الإسلامي الحنيف ويظهر ذلك في قوله: "صحيح انه لا يجب أن يقبل كل ما تمنحه لنا الحضارة بعيون مغمضة، فكثير من الأشياء التي لا تحسد عليها ويمكن أن تترك دون كبير اثر، ولكن يمكننا بالمقابل أن نستعير عددا كبيرا منتجاتها دون خطر، بل بفائدة وعلى حسابنا الخاص وتستطيع أن تتبنى كل ميدان العلوم البحتة، وجزء هاما من التنظيم الداخلي والسياسي ونظام الأشغال العمومية والتعليم وكل ما يتعلق بالتجارة والزراعة، والصناعة بدون تعديلات كبيرة، فلا شيء في العقيدة بل بالعكس انه يحثه ويفرضه".[45]
ولقد ساهم بن رحال بانتاجات ذات أهمية في المجال الثقافي فقد قام بنشر عدة دراسات وأبحاث منها: دراسة حول تطبيق التعليم العمومي في البلاد العربية سنة 1887، ملاحظات حول تعليم الأهالي "خطوط غير منشور" سنة 1886، تاريخ السودان في القرن السادس عشر، ترجمة من العربية إلى الفرنسية، قد محاضرة أمام المستشرقين بباريس بعنوان "مستقبل الإسلام" سنة 1897، مقال في مجلة القضايا الدبلوماسية والاستعمارية 10 نوفمبر 1901.[46]
كما كتب بن رحال في جرائد: الحق، الأقدام، التقدم ونشط العديد من المحاضرات في النوادي والجمعيات الثقافية خاصة جمعية الراشدية، نادي تلمسان الإسلامي، ولقد ظل بن رحال الشخصية الجزائرية الكبيرة قبل ظهور الأمير خالد، توفي بن رحال سنة 1928.[47]
VI. الشيخ سعيد بن زكري:[48]
يعتبر من المشايخ الذين تكونت على أيديهم النخبة المثقفة العلمية وكان "فريد دهره ووحيد زمانه" حافظا للحديث إماما في العلم والتوحيد والفقه على المذهب المالكي، عكف طوال حياته على التعليم والإرشاد وقام بالإفتاء والخطابة أحسن قيام، ولا يزال الناس يهتفون بمحاسنه إلى عهد قريب،[49] ونتيجة لطول تجربته في ميدان التعليم وخبرته الواسعة فيها حاول إدخال إصلاحات في البرامج التعليمية للمؤسسات التربوية التقليدية "أي الزوايا" حيث ألف لذلك كتابا باسم "أوضح الدلائل على وجوب الزوايا في بلاد القبائل"، اظهر من خلاله عيوب ومساوئ التدريس في زوايا منطقة التدريس واجتهد في تأليفه هذا إلى إعطاء تحسينات في المقابل الضرورية التي يجب إدخالها على هذا التعليم حتى يصبح مسايرا ومتوافقا مع أساليب التعليم العصري.[50]
VII. عبد الحليم بن سماية:[51]
كان احد المثقفين الذين كرسوا حياتهم لخدمة العلم والتعليم واستهل حياته الحافلة بالنشاطات معلما فكان ينشر أفكاره بين طلبته شانه شان الأساتذة المصلحين في هذه الفترة (عبد القادر المجاوي)، وكان اثر المجاوي واضحا فيه فقد كان بن سماية لم يخض بعمق مشاكل التعليم ليصل إلى طرح نظريات تربوية واقتراح تعديلات دقيقة للبرامج المدرسية كما فعل أستاذ المجاوي، فقد اكتفى بوصف الحالة التعليمية المؤسفة وبين بأسلوب عقلاني قيمة العلم ووجوبه للإنسان.[52]
ولم يقتصر عبد الحليم بن سماية نشاطه في ميدان التدريس بل تعداه إلى ميدان التأليف شانه في ذلك شان معاصريه، فانفرد عنهم حين ألف الفلسفة الإسلامية ونظرا لكونه من المتأثرين بالشيخ محمد عبده فقد كان من الذين لازموه طيلة إقامته في الجزائر عند زيارته لها، كما كان احد الفاضلين الذين أوصوا الشيخ المصري محمد عبده بعدم ذكر فرنسا بالسوء في مجلة المنار حتى لا يوصد الاستعمار الباب أمام هذه المجلة التي تعتبر احد رسل الإصلاح الشرقي إلى المغاربة.
كان للإسفار العديدة التي قام بها بن سماية إلى المشرق مصر واسطنبول أثرها في تشكيل فكرة الجامعة الإسلامية التي جعلت من المدارس التقليدية التي كانت تعاني آنذاك، ولقد شده تعلق بن سماية بمصلح الشرق فقد أصبح من بين العلماء المصلحين المغاربة الذين تبادلوا الرسائل مع محمد عبده، كان الشيخ محمد عبه يعتبر بن سماية احد الدعائم الأساسية في نشر المذهب الإصلاحي السلفي بين إخوانه الجزائريين نظرا لخصال كثيرة اكتشفها فيه الشيخ المصري عند زيارته للجزائر، فقد ذكر الإمام في مراسلته لبن سماية قائلا، ولو كشفت لك نفسك ما كشفت لي منها لعلمت مقدار أتاك الله من نعمة العقل والأدب لعرفت انك ستكون أمام قومك تهديهم إن شاء الله سبيل الرشاد.
VIII. عمر بن قدور:[53]
لقد كان عمر بن قدور ممن تعلق بالصحافة فاخذ ينشر مقالاته الإصلاحية في عدة صحف جزائرية، وأخرى عربية لنشر الوعي واليقظة في نفوس الجزائريين من جهة والوقوف مع الشعوب الإسلامية المضطهدة من طرف الاستعمار من جهة أخرى فكتب يؤازرها شعرا ونثرا.
ومن خلال كتابات عمر بن قدور نجده قد أولى اهتماما كبيرا بالجانب التربوي والاجتماعي والدين والذين هم الأساس الذي يقوم عليه المجتمع، فنجده قد اهتم بالجانب التربوي حيث يرى بن قدور بان لا تكون هناك نهضة للأمة الجزائرية ما لم تسلك طريق العلم لان هذا الأخير هو الدواء النافع لإحياء موتى القلوب وإنهاض الأمة من رقدتها، ويواصل دعوته في مقالات أخرى عبر جريدة "الفاروق"، جريدة "الصديق" ونجده في مقال بعنوان: "التعليم والاقتصاد" يدعوا فيه الأغنياء وذوي النفوذ المساعدة من اجل بناء المدارس العربية لتهذيب الأخلاق وتعليم مبادئ اللغة العربية، وتأسيس الشركات الاقتصادية والجمعيات الخيرية والنوادي الأدبية.[54]
وفي المجال التربوي اهتم أيضا باللغة العربية حيث دعا الجزائريين إلى تعلمها لأنه يعتبرها إحدى العناصر المشكلة للشخصية الجزائرية.[55]
أما عن الجانب الديني المتدني والذي كانت سببه السياسة الفرنسية المتبعة والتي تهدف إلى القضاء على الدين الإسلامي،[56] من خلال القضاء على المؤسسات الدينية، والثقافية وهذا الأمر ساهم في انتشار البدع والخرافات المنافية لتعاليم الدين الإسلامي الصحيح.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة تعالت صيحات صفوة من المصلحين الرواد أمثال: عمر بن قدور الذي قاوم ذلك بشعره ونثره، ويعتبر بن قدور من ابرز المفكرين والمصلحين الذين خاضوا قضية الإصلاح الديني في الجزائر.
كان عمر بن قدور دائم الملاحقة للبدع، حريصا على الدعوة إلى كل ما من شانه أن يعلي كلمة الدين، فلقد كان النهوض بالإسلام وتنقيته من الأضاليل والخرافات من أهم كتاباته شعرا ونثرا ومن شعره الذي يصف من خلاله الحالة الدينية المتعفنة في الجزائر التي كانت تعج بالبدع والخرافات نتيجة الجهل يقول:
من جنايات الرجال العلما
أصبح الدين عدو الأنفس
إن رماه الخصم نادى حسبما
قلتم الدين ضعيف ومسى
افتكر في طيحة الدين ترى
زيغ أهل العلم كان السبب
كم حلال حرموا كم من حرام
احلوا حين نالوا الذهب.[57]
وان كتابات عمر بن قدور غنية وكثيرة في المجال الديني، كما اجتهد أيضا في نداءاته للإصلاح الاجتماعي الذي لا يقل أهمية عن سابقيه أما في هذا المجال الأخير نجد قد اهتم بإصلاح "شؤون المرأة الجزائرية" كغيره من المصلحين، فهو يدعوا إلى تحرير المرأة من قيود وأغلال الجهل، ويحث أيضا على ضرورة تعليم المرأة الجزائرية للقضاء على جهلها، الذي جرها إلى الانحراف الخلقي، لان الجهل هو العدو اللدود في تفكيك المجتمعات.
وله مقال مطول بعنوان "بجهل المرأة المسلمة نال الدين من كوارث البدع ما ناله"، ولقد اعتبر عمر بن قدور جهل المرأة خسارة كبيرة للمجتمع الجزائري ربما في ذلك انعكاس على العقيدة الإسلامية ومساسا بالقومية الجزائرية، ويفتح الباب للمبتدعين والمشعوذين للمساس بالدين الإسلامي.[58]
أما الجانب السياسي، فانه على الرغم من تأسيسه جريدة الفروق والتي من بين مبادئها هي عدم الخوض في الأمور السياسية لتجنب ويلات السياسة عليه، وعلى جريدته، ولكن رغم ذلك إلا انه لم يستطع هذا الصحفي أن يكتم التحسر في نفسه، وهو يشاهد ما يحل بإخوانه المسلمين، الأمر الذي دفعه للخوض في السياسة، فنجد مواقفه الجريئة والهامة من قانون التجنيد الإجباري، حيث شن عليه حملة إعلامية سنة 1908 عبر كتاباته في جريدة التقدم التونسية وأعاد نشر بعض منها في جريدة المبشر التونسية وجريدة الحضارة التركية.
والدكتور إحدادن زهير اعتبر عمر بن قدور أول من نطق بكلمة الوطنية في صفحة استعمارية "صحيفة الأخبار" في قسمها العربي الذي كتب فيها أول مقال بعنوان "مبادئنا بقوة الوطنية نتقدم" اعتبر فيه الجزائر امة واحدة منفصلة عن فرنسا.[59]
ومنه فان نشاط الصحفي عند عمر بن قدور، من ابرز الوسائل التي استطاع بواسطتها نشر فكرته الإصلاحية، والإسهام في بعث اليقظة الجزائرية الحديثة، إذا كانت الصحافة عنده من أهم الأدوات الإصلاحية للكشف عن داء الأمة وآفاقها وإيجاد الدواء الناجح لتنوير المسلمين.
IX. عمر راسم:
ولد عمر راسم بالجزائر العاصمة سنة 1884 تلقى تعليمه بكتاتيبها ثم درس بالمدرسة الثعالبية فترة قصيرة واعتمد بعد ذلك على نفسه في التكوين، وهو من المثقفين الجزائريين مزدوجي اللغة، اشتهر بنشاطه السياسي والصحفي على الخصوص.[60]
فلقد كان خطاطا ورساما وصحفيا، ومصلحا دينيا واجتماعيا من الطراز الأول، كان شعاره المحاربة في سبيل إصلاح الدين على مذهب الشيخ محمد عبده فجعله شعارا لمسيرته الإصلاحية.
إبتداء من سنة 1907 بدا يكتب مقالات ينشرها في الصحف خاصة صحيفة المرشد وجريدة "مرشد الأمة" التونسية، كانت مقالاته اليهود وخاصة يهود الجزائر.[61]
انشأ في سنة 1908 مجلة "الجزائر" غير أن تجربته كانت فاشلة وذلك لان السلطات الاستعمارية منعت صدورها بعد ظهور عددين منها نظرا لما تحمله من أفكار إصلاحية، خوفا من التأثير الذي قد تحدثه في أوساط الجماهير الجزائرية.[62]
لقد كان عمر راسم أول من رفع القلم لكل قوة وجرأة وخاصة أن الصحافة كانت في بداياتها الأولى، وكان يتميز بجرأة عجيبة، كان عبدويا مخلصا لدعوة الشيخ محمد عبده الإصلاحية فطردوه من المدرسة.[63]
وساهم في تأسيس جريدة "الفاروق" مع عمر بن قدور ثم انشأ جريدة "ذو الفقار" سنة 1913، التي كان يدعوا فيها إلى الإصلاح على الطريقة العبدوية فأفكاره كانت متشبعة بأفكار المصلح محمد عبده، بل بلغت حد الافتتان، فقد رسم صورته على غلافها في العدد الثالث،[64] ولكن هذه الجريدة لم تصدر منها سوى أربعة إعداد وشارك أيضا في عدة صحف عربية وفرنسية.
لقد كان عمر راسم شديد الانتقاد للمتفرنسين فهو يعتقد أن كل بلاء ينزل بالمسلمين الجزائريين فمرده هؤلاء الذين جمعوا بين الجنسيتين فباعوا جنسيتهم ودينهم عندما فضلوا عليها مفاسد التمدن وباعوا منها دارهم عندما باتوا ألعوبة بين أيدي السلطات لقاء منصب أو لقب أو وسام.[65]
وكان عمر راسم يتحسر إلى ما آل إليه الشعب والأوضاع المزرية التي كانت تعيشها الجزائر، من خلو المساجد من الراكعين الساجدين وامتلاء الشوارع باللصوص والفجار والسكارى، وانتشار الآفات الاجتماعية والميوعة والخلاعة بين صفوف الشباب الجزائري، فلم يستطع إخفاء حسرته على هذه الأوضاع المزرية التي فيها الشعب، بل دفعه عمله الإصلاحي ودعوته إلى زواله والفناء (أي الشعب) لان ذلك خير له في نظر عمر راسم من أي يعيش حقيرا ذليلا مغلول الأيدي.[66]
كما كان عمر راسم يدعو إلى التكافل بين طبقات المجتمع حيث كان شديد العناية بالطبقات الفقيرة، مع التنديد الدائم بالأغنياء الأشحاء، داعيا إياهم إلى ضرورة الحرص على الكرم وبذل الأموال من اجل بناء المدارس عوضا أن تذهب هذه المدارس في الملذات،[67] ودعا عمر راسم إلى تطبيق الاشتراكية كحل لابد منه لمحو الفوارق الطبيعية.[68]
وانطلاقا من آراء عمر راسم يمكن اعتباره أول صحفي صدع بالمذهب السلفي على صفحات الجرائد الجزائرية العربية بدون خوف أو تردد ولو أدى به ذلك إلى الزج به في السجن الذي قضى به كل سنوات الحرب العالمية الأولى.[69]
تم سجنه بسبب آرائه المعادية للدارة الفرنسية والتي اعتبرته هذه الأخيرة أنها محاولة لتأليب الشعب على الإدارة، أطلق سراحه في عام 1921 بعد السجن انصرف إلى فن الخط والرسم وفي سنة 1931 انشأ مدرسة تعليم التصوير والزخرفة العربية والشرقية، توفي في سنة 1959 تاركا وراءه أعمالا عديدة وعددا كبيرا من التلاميذ.[70]
X. الأمير خالد:[71]
هو الزعيم الأول في الجزائر، في الربع الأول من القرن العشرين، لقد صدع الأمير بكلمة الحق وقهر السلطة الفرنسية بشخصيته الفذة وقوته وبحنكته السياسية، ولقد كانت مساهمته في هذا المجال (السياسي) تفوق مساهمة باقي المصلحين، تولى أمور السياسة في فترة كان فيها فراغ في القيادة السياسية، فبرزت شخصية الأمير خالد خلال فترة (1913-1919) كحلقة هامة من العمل الوطني في الجزار.
لقد عرف الأمير خالد بجرأته في طرح القضايا السياسية والمطالبة بالحقوق، وكان يمثل الشعب الجزائري، ولذلك فهو كان معارضا للنخبة المثقفة ثقافة فرنسية، التي آمنت بالتجنيس، فكان هناك تيار إصلاحي للأمير المنتسب إلى جماعة المحافظة، وتيار المعارض يقوده ابن التهامي المنتسب إلى التوجه الليبرالي المفـرنس.[72]
كان نجاح الأمير في الانتخابات المحلية فرصة ثمينة للجزائريين الذين جعلوا من الصندوق وسيلة هامة للتعبير عما يجيش في صدورهم،[73] وكان خالد يقف دوما إلى جانب الجزائريين، وقد تألم لحالتهم التعسة والتي كانت تحت تعسف الإدارة الاستعمارية، كما كان كثيرا ما يكشف هذه السياسة والاستغلال الذي تقوم به الإدارة في الكثير من المناسبات.
ولقد كان البرنامج الإصلاحي للأمير يقوم على فكرة المساواة في التمثيل بين الجزائريين والفرنسيين والحصول على الجنسية الفرنسية دون التخلي عن الأحوال الشخصية، فبرنامجه كان مرجعيته الشعب الجزائري ومقوماته وأصالته الدينية، كما نجد أن الأمير كان جريئا في طرحه للقضايا وخاصة منها قضية تقرير للشعب الجزائري والتي طالب بها في مؤتمر فرساي 1919، محاولا بذلك إيصال صوت الجزائر إلى المؤتمر وهدفه من هذا العمل هو تدويل القضية الجزائرية.[74]
أسس الأمير خالد جريدة الأقدام سنة 1919 حتى يتمكن من خلالها التعبير عن وجهات نظره وطرح القضايا السياسية من خلالها إلى الشعب ولقد بين محمد ناصر أهمية هذه الجريدة في أنها جاءت تعالج القضايا التي كانت تشغل بال الشعب في تلك الفترة، مثل رفض التجنيس، والمطالبة بتمثيل الاهالي الجزائريين في البرلمان الفرنسي، ووصفها أنها أول جريدة عربية تصدر في الجزائر يمثل هذه الروح الوطنية الخالصة.[75]
والى جانب العمل السياسي نجد إن برنامجه الإصلاحي جاء متعدد الجوانب، فلم يقتصر فقط على السياسة بل دعا أيضا إلى ضرورة الإصلاح الديني والدفاع عن المؤسسات الإسلامية، فقد عارض البدعة والضلالة وحارب الشعوذة التيس ألصقت بالعديد من الزوايا، وندد الأمير بشدة على القائمين بالزوايا من الشيوخ الذين تجردوا من صفات التدين والدور التربوي، وصاروا بالتالي اجهل من إتباعهم ومريديهم الأمر الذي أدى إلى استفحال الجهل، والخديعة، والحسن والنميمة والتعصب الجاهلي والتمسك بالبدع.
فلقد كانت دعوته صريحة إلى كل الجزائريين إلى ضرورة اليقظة، وإسناد أمور الدين لأصحابها حتى تتحقق الخدمة العامة لكل الجزائريين.
وكانت حركة الأمير الإصلاحية دعوة جديدة إلى الإصلاح الاجتماعي، والتكفل بقضايا الشباب الجزائري، والدفع بهم إلى الأخذ بالعلوم وكسب المعارف، والتخلي عن الرذيلة والآفات الاجتماعية، ومن ثمة دعا إلى محاربة مظاهر الانحلال الخلقي، وترك التردد على الحانات وأماكن الفساد وترك التشبه بالغربيين لان ذلك لا يعني التمدن.[76]
كما نادى إلى العودة إلى العلم والعمل لأنه هو مخرج الفرد من الظلمات إلى النور، وانه السبيل الوحيد إلى التقدم وإخراج المجتمع من الضلالة وكابوس الاستعمار، وهكذا تتحقق الشخصية الوطنية.
ساهم الأمير خالد أيضا في إحياء الحياة الثقافية داخل المجتمع الجزائري، إلى جانب عدد من المصلحين الآخرين، ويعود إليه الفضل في تأسيس المسرح الجزائري، وذلك بتأسيس أول جمعية مسرحية بمدينة المدية، وفرقتين مسرحيتين في كل من العاصمة والبليدة،[77] حيث طرح من خلال هذا المسرح القضايا الوطنية والاجتماعية، ومعالجتها والترفيه في نفس الوقت والتخفيف من آلام الشعب.
ولقد دعا الأمير خالد الشعب الجزائري إلى التضامن الوطني، ولكي يتم ذلك أسس جمعية سماها "جمعية الأخوة الجزائرية" وذلك في 23 جانفي 1922 والتي كان هدفها خدمة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية.[78]
ونتيجة للنشاط المتزايد للأمير خالد، والذي كان يثير مخاوف الإدارة الفرنسية، عمدت هذه الأخيرة للترصد له، وانتهت إلى نفيه خارج الوطن سنة 1923،[79] ولكن على الرغم من نفيه إلا انه ظل وفيا لشعب وطنه، فلقد واصل كفاحه إلى جانب شعبه بل انه نقل معركته هذه من الجزائر إلى فرنسا مع مجيء هيربوا ووصوله إلى رئاسة الوزارة في سنة 1924، ولقد تمكن الأمير من أن يشكل هيئة تدافع عن حقوق العمال المغاربة في فرنسا، والتي أصبحت فيما بعد ما يطلق عليها "نجم شمال إفريقيا".
وهكذا فقد أسس الأمير النواة الأولى للحركة السياسية الجزائرية الثورية، والتي سيكتب لها النجاح في دفع القضية الوطنية إلى الإمام، ومنه فقد تمكن من تحقيق ما اخفق في تحقيقه في الجزائر،.
وما يمكن استخلاصه مما سبق، هو الدور الكبير الذي لعبه الأمير خالد في الحركة الإصلاحية، فهو يعد لبنة هامة في بناء المسرح السياسي للجزائر المعاصرة، وكانت مطالبه جامعة وشاملة وربطت بين البعد التربوي والإصلاحي والاجتماعي والسياسي في قالب ثوري، خاطبت العقول واذكت الأحاسيس وأنمت الشعور، كما ساهم عمله هذا في تنوير الطريق والدرب إمام الجزائريين.
[1] ابو القاسم الحفناوي، تعريف الخلف برجال السلف، ج2، مطبعة فونتانة الشرقية، الجزائر، 1906، ص: 446.
[2] ديوز محمد علي، نهضة الجزائر وثورتها المباركة، ج2، ص: 85..
[3] المجاوي عبد القادر، اللمع على نظم البدع، مطبعة فونتانة، الجزائر، 1912، ص:03.
[4] الفاروق، عدد 80، 12 اكتوبر 1914.
[5] دبوز، المرجع السابق، ص: 87.
[6] نفسه، ص: 90 – 93.
[7] عمر بن قينة، عبد القادر المجاوي، حياته وآثاره، مجلة الثقافة، العدد 48، ديسمبر 1978، ص: 114.
[8] جريدة الفاروق، العدد 80، 12 اكتوبر 1914.
[9] محمد دبوز، أعلام الإصلاح في الجزائر (1921-1975)، ج3، مطبعة البعث، قسنطينة، ط1، 1978، ص: 53.
[10] جامع سيدي الكتاني، بناه صالح باي من أشهر بايات قسنطينة سنة 1776.
[11] المدرسة الكتانية، أسسها صالح باي بجوار الجامع بسيدي الكتاني.
[12] يحي بوعزيز، اوضاع المؤسسات الدينية بالجزائر خلال القرنين 19 و20، مجلة الثقافة، عدد 63، 1981، ص 12-13.
[13] أسسها الحاكم العام للجزائر (جونار) بالقرب من الولي عبد الرحمان الثعالبي وسميت نسبة إليه..
[14] دبوز، اعلام الاصلاح، ج3، ص: 53.
[15] دبوز، اعلام الجزائر، ج3، ص: 53.
[16] بن عدة، عبد المجيد، مظاهر الاصلاح الديني والاجتماعي، رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، 1992-1993، ص: 225.
[17] ولد محمد بن مصطفى بن الخوجة سنة 1865 وتوفي سنة 1915 كان عبدويا.
[18] سعد الدين بن أبي شنب، المرجع السابق، ص: 52.
[19] أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج7، ص :184.
[20] سعد الدين بن أبي شنب، المرجع السابق، ص 52.
[21] أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج7، ص :162.
[22] نفسه، ص: 245.
[23] أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج7، ص :186.
[24] سعد الدين بن أبي شنب، المرجع السابق، ص: 52.
[25]سعد الدين بن أبي شنب، المرجع السابق، ص: 50 – 52 – 53.
[26] ولد سنة 1865 بقسنطينة، من ابرز أعماله تأسيس نادي صالح باي حيث يلقي المحاضرات الثقافية وكان في الوقت نفسه يلقي دروس الوعظ والإرشاد في الجامع الأخضر، عينته الإدارة الفرنسية سنة 1895 أستاذ الدراسات الإسلامية بسيدي الكتاني بقسنطينة كما عينته سنة 1908 مفتي للمذهب المالكي بنفس المدينة، ولابن الموهوب شعر جيد في محاربة البدع بالإضافة إلى نشره مقالات اجتماعية وثقافية.
[27] احمد صاري، المرجع السابق، ص: 20 – 22 – 23.
[28] بن عدة عبد المجيد، المرجع السابق، ص: 189.
[29] احمد صاري، المرجع السابق، ص: 25.
[30] نفسه، ص: 26.
[31] أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية، ج2، ص: 75.
[32] احمد صاري، المرجع السابق، ص :19.
[33] ولد محمد بن شنب بالمدية سنة 1869، توفي سنة 1929 كان من عائلة ميسورة مالكة للأرض، كانت لها علاقة بالنظام التركي في الجزائر، تعلم القران واللغة العربية ثم اللغة الفرنسية في المدية، التحق بدار المعلمين ببوزريعة، وتخرج منها معلما اللغة الفرنسية، تعلم اللغة الايطالية بالجزائر، ودرس البلاغة على يد عبد الحليم بن سماية.
[34] صالح عباد، المرجع السابق، ص:210.
[35] عبد الرحمان بن محمد الجيلالي، المرجع السابق، ص: 30.
[36] شخصية جزائرية بارزة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بندرومة 1827 في عائلة تردد محمد بن رحال على المدرسة القرآنية ثم المدرسة الفرنسية – العربية قبل ان ينتقل الى مدينة الجزائر لمواصلة دروسه الثانوية (1870 – 1874) كان من اعضاء الطريقة الدرقاوية التي كانت تهيمن على الغرب الجزائري، وصبح مقدما لزاوية من زواياها، استقال من مسؤوليته سنة 1884، عمل في الفترة ما بين 1903 – 1907 عونا إسلاميا في المجلس العام لعمالة وهران، انتخب مستشارا عاما سنة 1920 عن دائرة الرمشي، كما انتخب مندوبا ماليا وأعيد انتخابه مستشارا عاما سنة 1925 فعين نائبا لرئيس العام للعمالة بوهران.
[37] عبد الرحمان الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، ج4، دار لثقافة، لبنان، د ت، ص: 463.
[38] Ageron Charles Robert, Les Algériens Musulmans et la France, PP 1056 – 1078.
[39] عبد المجيد بن عدة، المثقف الثائر محمد بن رحال (1857-1928)، حولية المؤرخ، العدد 5، جوان 2016، دار الكرامة للطباعة والنشر، ص :156.
[40] نفسه، ص :156.
[41] نفسه، ص: 156.
[42] عبد القادر جغلول، تاريخ الجزائر الحديث، دراسة سيسيولوجية، ترجمة فيصل عباس، دار الحداثة، بيروت، 1983، ص :113.
[43] عبد المجيد بن عدة، المثقف الجوائري، ص: 160.
[44] أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية، ج2، ص: 138 – 140.
[45] عبد القادر جغلول، المرجع السابق، ص: 70.
[46] عبد المجيد بن عدة، المثقف الثائر محمد بن رحال، ص: 165 – 166.
[47] عبد القادر جغلول، المرجع السابق، ص: 124.
[48] ولد محمد بن السعيد بن احمد بن زكري الزواوي الجنادي سنة 1851 بالقبائل درس بالجزائر العاصمة سنة 1880 في زاوية "سيدي محمد الشريف" ثم عين مدرسا بالجامع الكبير ليصبح إماما بالمدرسة الحكومية، تولى الإفتاء المالكي سنة 1908 توفي سنة 1914.
[49] سعيد الدين بن أبي شنب، المرجع السابق، ص: 47.
[50] ابو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج7، ص: 163.
[51] ولد عبد الحليم بن علي بن سماية في الجزائر العاصمة سنة 1866، درس في الكتاب حفظ القران وفي سنة 1896 بدا التدريس بصحبه الشيخ عبد القادر المجاوي في مدرسة تعليم اللغة العربية، يعد أوسع علماء عصره علما وثقافة وهو من المصلحين الجزائريين المعتنقين لمذهب محمد عبده الإصلاحي، والداعين له من مؤلفاته فلسفة الإسلام، نشر مقالاته في الأخلاق والمجتمع في جريدة كوكب إفريقيا جريدة الإقدام، توفي في 04 جانفي 1933 بالعاصمة.
[52] محمد ناصر، المقالة الصحفية الجزائرية نشاتها تطورها وإعلامها، من 1903 إلى 1931، مج 1، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1978، ص: 16.
[53] ولد بمدينة الجزائر سنة 1886 حفظ القران وتعلم اللغة والأدب والفقه بالجزائر، ثم سافر إلى المشرق ليتم دراسته، ويقوم بنشاط صحفي ملحوظ فكان مراسلا لعدة صحف كانت تصدر بتونس ومصر وتركيا وفي سنة 1908، رجع عمر بن قدور الجزائري إلى الجزائر تولى منصب رئاسة تحرير القسم الغربي بجريدة الإخبار، وفي سنة 1909 حاول مع عمر راسم أن يصدر جريدة عربية لكنه لم ينجح وفي سنة 1913 اسس جريدة الفاروق، ومع بداية الحرب العالمية الأولى اتهم بميله السياسي لتركيا واعتقل ونفي إلى مدينة الاغواط وعند نهاية نفيه ورجوعه إلى مدينة الجزائر اسانف نشاطه الصحفي فاس جريدة الصديق مع محمد بن بكير وتوقف عمر بن قدور النشاط الصحفي سنة 1921 واعتزل ميدان الإصلاحي وبدا يعيش حياة الزهد والتصوف حتى وافته المنية سنة 1932 بالجزائر، للمزيد انظر:
- احدان زهير، إعلام الصحافة الجزائرية، ج2، دار احدادن للنشر والتوزيع، الجزائر، ص: 12 – 13.
[54] عمر بن قدور، التعليم والاقتصاد، الصديق، العدد 2، 16 اوت 1920.
[55] عمر بن قدور، اللغة العربية لغة رسمية، العدد 11، 9 ماي 1913.
[56] محمد ناصر، المرجع السابق، ص: 80 – 81.
[57] صالح خرفي، عمر بن قدور الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائري، 1984، ص: 43.
[58] عمر بن قدور، يجهل المرأة المسلمة نال الدين ما ناله، الفاروق، العدد، 41، 17 ديسمبر 1913.
[59] زهير احدادن، الصحافة المكتوبة في الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، ب ت، ص: 74.
[60] صالح عباد، المرجع السابق، ص:213.
[61] نفسه، ص 213.
[62] محمد ناصر، المقالة الصحفية الجزائرية، ج1، ص: 78.
[63] نفسه، ص: 78.
[64] جمال قنان، مشاغل المجتمع الجزائري من خلال الصحافة 1882 – 1914، مجلة المصادر، العدد 3، السداسي الاول، 2016، ص :77.
[65] محمد ناصر، المقالة الصحفية الجزائر، ج1، ص: 73.
[66] نفسه، ص : 78 – 79.
[67] الزبير سيف الاسلام، المرجع السابق، ج4، ص: 217.
[68] عمر راسم، ذو الفقار، العدد 2، 26 اكتوبر 1913.
[69] محمد ناصر، المقالة الصحفية، الجزائرية، ج 1، ص: 80.
[70] صالح عباد، المرجع السابق، ص: 213.
[71] وهو الامير بن الهاشمي بن الامير عبد القادر بمدينة دمشق بسوريا يوم 20 فيفري 1875 نشا الامير خالد في دمشق وتلقى بها معلوماته الاولية وتربى تربية صحيحة وسط كنف العائلة، حفظ القران وتعلم العلوم العربية والدينية وبرع فيها، وبعد تحصله على شهادة البكالوريا درس في الكلية العسكرية سان سبير Caintey بباريس، وفي سنة 1913 اسس بفرنسا منظمة الجزائر الفتاة، وفي سنة 1915 اشترك في الحرب احالة الامير على التقاعد نهائيا، وانصرافه الى العمل السياسي، توفي الامير سنة 1936 بدمشق، للمزيد انظر:
- بسام العسلي، الامير خالد الهاشمي الجزائري، دار النفائس، بيروت، ط2، 1986.
[72] قداش محفوظ، الامير خالد ونشاطه السياسي بين 1919 – 1925، مجلة التاريخ وحضارة المغرب، عدد 4، جانفي 1968، ص :20..
[73] ابو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية، ج2، ص: 291.
[74] ناهد ابراهيم الدسوقي، المرجع السابق، ص: 113.
[75] محمد ناصر، الصحف العربية الجزائرية بين 1847 – 1939، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ط1، 1980، ص: 49.
[76] بن عدة عبد المجيد، جانب من كفاح الأمير خالد، مجلة المبرز، عدد 7، جوان 1996، ص: 60 – 62.
[77] نفسه، ص: 63.
[78] أبو القاسم سعد الله، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، ج2، ص: 42.
[79] أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية، ج2، ص: 364.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
يعطيك الصح علي هدي المعلومات ا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا على مروررك السريع بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووور
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيك أخي الكريم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
بارك الله فيك