عنوان الموضوع : ( التجاجنة ) .. من عين ماضي إنطلقت الثورة القومية الجزائرية تاريخ جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب




( التجاجنة ) .. من عين ماضي إنطلقت الثورة القومية الجزائرية


الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوكل عليه ونعوذ به من شر أنفسنا و شر كل ذي شر ونشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى الثقلين بشيرا ونذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا صلى الله عليه و على آل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

بداية و لتوضيح الأمر جيدا عن موضوع بحثنا هو عن قبيلة التجاجنة أصحاب عين ماضي و هذه بطاقة تعريفية لهم:

اسم القبيلة : التجاجنة و الواحد منهم يسمى تجِّيـني بكسر التاء و التشديد على حرف الجيم مثل: ( فلان بن فلان التجِّيني ) .

قريتهم: عين ماضي ( ولاية الأغواط ). و هم المؤسسون لها ( القصر العتيق و بساتينه المحيطة به ).

العمر التاريخي للتجاجنة : 10 قرون منذ تأسيس القرية ( المائة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة ).

القضاء : بالكتاب و السنة ( يحكمهم قاضي البلدة ).

مذهبهم : المذهب المالكي .

البيئة العلمية : يحفظون القرآن و يقرؤن "متن البخاري"، و"متن مسلم"، و"مختصر خليل"، و"متن الرسالة لأبي زيد القيرواني"، و"الدردير"، و"الدسوقي"، و"المدونة"، و"موطأ الإمام مالك"، إضافة إلى متون أخرى ... الخ .


و للتعرف عن قرب على تاريخ و حياة أفراد هذه القبيلة يرجى قراءة نبذة مختصرة عنهم جيدا :


من عين ماضي إنطلقت الثورة القومية الجزائرية عنوان أطلقه المؤرخ الجزائري المعروف عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله ، و ذلك في كتاباته حول التأريخ للجزائر .

و في العهد العثماني كان أهالي عين ماضي تنزع إلى الاستقلال عن السيطرة التركية لعدة أسباب منها :
طغيان بعض حكام الأتراك و ظلمهم ، و منها عدم تحمل الأهالي الفقراء للضرائب التي كانوا ملزمين بها ، و منها إعتقاد الكثير من الناس بأن رجال الوطن الجزائريين هم أحق بالحكم من الأتراك العجم ، حتى أن أحمد التجاني ذكر يوما حكام الجزائر آنذاك فقال فيهم : ( إنهم كفار لنبذهم الأحكام الشرعية و تقديمهم القوانين الفرنجية عليها و حكمهم بغير ما أنزل الله ) .
و يصف أبو القاسم سعد الله الحالة المتوترة في ذلك العهد قيقول : ( ... كان المفروض أن يطبق العثمانيون تعاليم الإسلام في الحكم و أن يؤاخوا بينهم و بين السكان و أن يشاوروهم في الأمر و أن يفسحوا المجال أمامهم و أن يختلطوا بهم و يخالطوهم . و لكنهم في الواقع أساءوا التصرف كمعظم الحكام حينئذ ، فحكموا كفئة متميزة و احتكروا الحكم بين أيديهم طيلة الفترة العثمانية أو استذلوا السكان و استعلوا عليهم و عاملوهم معاملة المنتصر للمهزوم ).
فكانت علاقات أهل عين ماضي بالعثمانيين متوترة ، و حاول الأترك إخظاعهم بمحاصرة حصنهم العديد من المرات ، و لكنهم كانوا في كل مرة يفشلون إلا مرة واحدة .
و من أشهر الحملات التركية على أهالي عين ماضي ( التجاجنة ) حملة الباي محمد بن عثمان الكبير سنة 1189 هـ و قد وصف هذه الحملة شاهد عيان لها وهو الكاتب الخاص للباي أحمد بن هطال في كتاب سماه ( رحلة الباي محمد الكبير ) و قد حققه محمد بن عبد الكريم الزموري و نشر بالقاهرة سنة 1969 م .
هذا و قد بدأ الناس يلتفون حول أحمد التجاني في تلمسان للإستفادة منه تخوف من ذلك الأتراك و ضيقوا عليه الخناق حتى رحل منها إلى الشلالة و أبو سمغون في الصحراء قريبا من عين ماضي مسقط رأسه ، و بعد ما اشتد به الخناق و المضايقة التركية له كان مؤيدا لقومه أهل عين ماضي ( التجاجنة ) في مقاومتهم للترك لأنهم في نظره ( كفار لنبذهم الأحكام الشرعية و تقديمهم القوانين الفرنجية عليها ) ، لكنه في آخر الأمر ، بعد تأمل و روية و تفكير طويل و استخارة ، رأى أن من الأولى العدول عن مقاومة الأتراك فحث قومه في عين ماضي على التصالح معهم . فكتب إليهم هذه الرسالة و هو في أبي سمغون ، حيث كان مستقرا من سنة 1199 هـ إلى سنة هجرته إلى المغرب في 1213 هـ .
و نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى على سيدنا محمد و آله ، بعد حمد الله جل جلاله و عز كبرياؤه و تعالى عزه و تقدس مجده و كرمه ، يصل الكتاب إلى أيدي أحبابنا و أعز الناس عندنا ، جماعة أهل عين ماضي من غير تخصيص .
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، من كاتبه إليكم أحمد بن محمد التجاني وبعد :
فنسأل الله عز و جل أن يفيض عليكم بحور الأرزاق و البركات و أن يقيكم شر جميع الخلق و أن يلبسكم رداء العافية و الستر . يليه إعلامكم كما كتبتم به إلي . فأما انتقالي إليكم فلا يمكنني لكوني ثقيل المحمل و لا يحملني إلا سبعون أو ثمانون بعيرا ، و لا أجدها في هذا الوقت لا عندي و لا عندكم . و الآن صارت الطريق بيني و بينكم مخوفة لا تسلك إلا بشدة من كثرة الأعداء . و الله غالب على أمره . و أما ما طلبتم مني بعثه لكم من البارود و الرصاص فلا وجود له في هذه البلاد أصلا ، و كان قبل اليوم موجود في بلاد فقيق ، و الآن بلاد فقيق بيننا و بينهم خوف و الأمان فيها قليل . و قد عاجلني في هذه الساعة السفر إلا بلاد أنكاد ( بلاد عرب القاطنين بسهل وجدة ) لأجل شراء الزرع الذي أنا محتاج إليه و لا أقدر على التخلف عنه حتى ساعة لكثرة ما يلزمني من أكل الطعام .
و أما أمر الباي معكم ، فاسمعوا مني نصيحة كاملة يبذلها الوالد لولده إذا كنتم تراعون نصيحتي : فسيروا إليه في بلاده و أعطوه ما تقدرون عليه من المال و لا تقاتلوه فإنكم لا خير لكم في قتاله . و أخبركم أنه إنكشف من سر الغيب ما لم يكن لنا و لكم به علم و هو أنه سبحانه قد قضى في حكمه على جميع خلقه بثقل المغرم عقوبة لهم على معاصيهم و عدم توبتهم من ذلك و لكثرة اشتهار الظلم و الفواحش في كل محل و عدم النهي عن ذلك ، و نفذ حكم الله بذلك ، و لا سيبل لدفعه ، فقد غالبكم أمر الله و عجزنا عن دفع بلائه في خلقه ، فإن الله له الحكم و التقدير و الله غالب على أمره ، و تنجيز لوعده في كتابه بقوله تعالى : ( من يعمل سوءا يجز به ) النساء 123 . ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) الزلزلة 7 . ( فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون ) القصص 84 . و لما ورد في صحيح البخاري عن أم سلمة و زينب بنت جحش رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه و سلم قال : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد إقترب فقالت له زوجته صلى الله عليه و سلم : و ما ذاك يا رسول الله ؟ قال : فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج قدر هذا و عقد نقرة بين إبهامه و سبابته ، فقالت : يا رسول الله أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث ) . فأخبر صلى الله عليه و سلم أن وجود الصالحين في الخلق لا يدفع البلاء عنهم لكثرة الخبث .
فإياكم ثم إياكم أن تخالفوه أو تقاتلوه فقد حدث الأمر من عند الله بما قلته لكم و دليل ذلك أن ذلك الأمر قد عم بلاد الصحراء حاضرها و باديتها و لم يسلم منه أحد و لا بد أن يعمكم و لا تقدرون على دفعه . فلا يغرنكم ما جرت به عادتكم من غلبتكم على كل من قاتلكم في قريتكم فإن تلك عادة قبل أن يحدث عموم هذا البلاء ، كل تدبير عندكم في القتال و الخلاف فاتركوه و لا تدبروا إلا في الصلح بينكم و بين هذا الباي و لا تعارضوا أمر الله فإني قلت لكم ذلك القول سابقا .
ثم ظهر لي من أمر الله ما لا دافع له و إن خالفتم قولي فقد ألقيتم بأنفسكم إلى الهلاك و هو واقع لا محالة ، إلا تصبروا و تعطوه ما يصلح الله بينكم و بينه ... و إن قضى الله و اصطلحتم مع الباي بذهاب الشر بينكم و بينه و بعثتم لي من الإبل قدوما يحملني إنتقلت إليكم ، و لا أقدر على دفع البلاء الذي أراده الله في خلقه لأجل ذنوبهم .
و السلام .
إنتهت الرسالة و هي غنية عن التعليق .
لكن يبدوا أن تحذير أحمد التجاني و إنذاراته لقومه ( التجاجنة ) لم تثمر و بقيت العلاقات بين أهل عين ماضي و الأتراك متوترة .
و في ولاية الداي مصطفى باشا الذي تقلد الحكم سنة 1212 هـ ( 1797 م ) هاجم باي الغرب عثمان عين ماضي و لأول مرة ينجح الأتراك في إخضاع أهالي عين ماضي ( التجاجنة ) على دفع غرامة قدرها 17 ألف بوجو ( قدرها أحمد توفيق المدني بما يعادل 150 ألف فرنك من نقود عام 1937 م ). هذا و حين الهجوم على قصر عين ماضي لم يكن أحمد التجاني به و إنما كان في محل إقامته بأبي سمغون . فبعث الأتراك إلى أهلها يهددونهم إن لم يخرجوه .
و لما بلغ أحمد التجاني ذلك و هو في قرية أبي سمغون خرج منها مع بعض تلامذته 17 ربيع الأول سالكا طريق الصحراء حتى دخل فاسا 06 ربيع الثاني سنة 1213 هـ ( 1798 م ) و بعث رسوله إلى سلطان المغرب أبو الربيع سليمان يعلمه بأنه هاجر إليه من جور الترك .
و أما الرسالة التي دارت بينه و التجاجنة أهل عين ماضي تدلنا على أن التجاجنة قبل هذه الرسالة بعثوا لأحمد التجاني طالبين منه العون و هذا العون يتمثل في شراء الرصاص و البارود لأجل مقاتلتهم للأتراك و كان جوابه أنه لا يقدر على ذلك مثل ما تبين في الرسالة أعلاه .
بل على العكس تماما فإنه يحثهم على عدم مقاومة الترك و عدم القتال زعما منه أنه بلاء من الله نتيجة ذنوب عباده .
علما أن عين ماضي لم تكن فيها طريقة صوفية و لا زاوية بل على العكس تماما ، زد على ذلك أن الحملات التركية على عين ماضي كانت قبل أن يؤسس أحمد التجاني طريقته بعدة سنوات و كلها باءت بالفشل نتيجة المقاومة و القصر المنيع الذي حال دون سقوط عين ماضي .
و في الرسالة نرى أن أحمد التجاني يعطي أولوية لطعامه على أن يمد قومه بالعتاد ( الرصاص و البارود ) الذين هم في أمس الحاجة إليه . و قد ذكر أن ذلك موجود في فقيق و أن الطريق إليها وعرة لكثرة الأعداء غير أنه ذكر سفره إلى سهل وجدة لأجل شراء الزرع . ( بدون تعليق ) .
و هذه بعض الحملات التركية على أهل عين ماضي :
1784 - 1785 م : محمد الكبير ( باي وهران ) .
1787 - 1788 م : الباي عصمان و لد الباي محمد الكبير .
1820 م : الباي حسان باي وهران.
1822 - 1823 م : مصطفى بومزراق باي الطيطري.
و من كل ما ذكر و لا يزال ، نرى أن أحمد التجاني لم يكن شاهدا على أي من الحملات التركية على عين ماضي بل كان معظم حياته خارج القرية متنقلا في طلب العلم و الزوايا حتى إستقر به الحال في فاس .


في إنتظار تعليقاتكم حول الموضوع لإثرائه أو إضافة أو تصحيح..

و السلام عليكم





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

هل الموضوع مفيد ؟

لا تكتفوا بالمشاهدة فقط ، شاركونا آرائكم


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

tres bon sujet je te remercie dailleurs mon mari est est tedjini je suis fiere :dj_17
inchallah plus de travail :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع القيم الذي من دون شك يدحض كل الاتهامات الباطلة و الافتراءات المغرضة التي لا أساس لها من الصحة عن الطريقة الأكثر اتشارا في العالم و الحمد لله رب العالمين

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moi bibi
tres bon sujet je te remercie dailleurs mon mari est est tedjini je suis fiere :dj_17
inchallah plus de travail :

زادك الله نورا على نور و لك كل الإحترام و التقدير و تهلاي في بن عمي