عنوان الموضوع : بني هلال و بني سليم بربرية
مقدم من طرف منتديات العندليب

تعود أصول هؤلاء الأعراب الذين غزوا الشمال الأفريقي حوالي منتصف القرن الحادي عشر الميلادي اٍلى مضر، استقروا في الحجاز على أيام العباسيين ، فنزل بنو سليم في ضواحي المدينة ، ونزل بنو هلال في جبل غزوان المرجع:[1] وكانوا في رحلات دائمة بين الشام والعراق ( رحلة الشتاء والصيف) ، وأثناء حركتهم يغيرون على أطراف المدينة المنورة ، ويفسدون العمران ، ويسلبون وينهبون ، واشتهر بنو سليم بالإغارة على المسلمين أيام الحج في مكة والمدينة ، ولم تقدر الدولة العباسية على ضبطهم وقهرهم ، وبظهور الحركة القرمطية انضموا اٍليها مع من ٍانضم من قبائل بني عامر، وصعصعة، وربيعة، فأكثروا الفساد بالٍاعتداء على البقاع المقدسة ،ووصل بهم التهور اٍلى سرقة الحجر الأسود الذي احتفظوا به مدة عشرين سنة .
وأيام التوسع الفاطمي في بلاد الحجاز، تم القضاء على حركة القرامطة الفاجرة ، التي انسحبت بقيتهم اٍلى بلاد البحرين ، أما حلفاؤهم من بني هلال وبني سليم فقد نقلهم العزيز بالله اٍلى مصر لاستبعاد خطرهم عن بلاد الحجاز المقدسة، وأنزلهم العدوة الشرقية من النيل.
في بلاد النيل :
استقرت هذه القبائل البدوية في الصعيد ، وكانت قبائل هلال تضم بينها أحياء من زغبة وجشم ورياح وربيعة وعدي، وكانت هذه العناصر مصدر صراع فيما بينها ، فعاثوا في الصعيد فسادا ودمارا (وقد عم ضررهم ، وأحرق البلاد والدولة شررهم )[2] فكان لزاما على الدولة الفاطمية معالجة أمرهم بعد تذمر أهل البلاد من جبروتهم واستفحال مقدرتهم القتالية في الحرب والسلب والنهب، فما هو الحل للمعضلة ياترى …؟
كانت بلاد المغرب التي قامت على أكتافها الدولة الفاطمية الشيعية ، في حالات مد وجزر لإعلان استقلالها ، وتمكن أخيرا المعز بن باديس الصنهاجي سنة 440 هجرية باٍعلان الٍانفصال والتبعية للخلافة العباسية ، واتبع هذا الاٍعلان قطع الخطبة للخليفة المستنصر الفاطمي وحرق بنوده الخضراء ، والدعوة على منابر افريقيا جميعها للعباس بن عبدالمطلب[3] والعمل على اضطهاد الشيعة وتحميلهم على اعتناق السنة المالكية ، وساءت منذ ذلك الوقت العلاقة بين مصر الفاطمية وافريقية الصنهاجية ، وأصبح شغل الفاطميين التفكير في الاٍنتقام ، فكانت مشورة الوزير ( أبو محمد الحسن بن علي اليازوري ) للمستنصر باصطناع ود القبائل الهلالية بالتفاهم مع أعيانهم ومشايخهم ، بتوليتهم أعمال اٍفريقيا … وكان المستنصر الفاطمي يسعى الى تحقيق أمرين :
التخلص من خطر قبائل بني هلال وبني سليم المدمر للبلاد ، دون أن يكلفه ذلك مشقة في محاربتهم . ( اٍجلاء بالسبل السلمية ).
الانتقام من الزيريين ( والمعز بن باديس) الذين استقلوا عنه ، واعلنوا تبعيتهم للخلافة العباسية ببغداد .
ومهما كانت النتيجة فاٍن الرابح الأكبر هو المستنصر ودولة الفاطميين ، لأن نجاح القبائل الهلالية سيضمن تبعية ٍافريقيا اٍليهم ، وفي حالة الخسران فاٍنهم قد تخلصوا من قوة كانت مصدر فساد عظيم في البلاد . فكانت مشورة الوزير قد أقنعت الخليفة بوجاهة الرأي وسداده ، فبدأت عملية تنفيذ الخطة بإصلاح ذات البين بين القبائل الهلالية المتناحرة فيما بينها ، بفضل العطاءات والمنح المقدمة لها ، ووصل عامتهم بعير ودينار لكل فرد منهم ، وأشرفت الدولة على تجهيزهم بالمؤن الضرورية للترحيل ، وأباح لهم اٍجازة النيل دون وصية [4] وقال لهم ( قدأعطيتكم المغرب وملك المعز بن بلكين الصنهاجي ،العبد الآبق ،فلاتفتقرون ) وقال لهم أيضا اٍذا جاوزتم مدينة برقة فأغيروا ولكم ماغلبتم عليه ، ثم كتب اٍلى ٍ المعز بن باديس ( أما بعد ، فقد أرسلنا اٍليكم خيولا ، وحملنا عليها رجالا فحولا ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا )[5]
في الشمال الأفريقي :
تحركت قوافل قبائل بني هلال بغضهم وغضيضهم ، ونزلت قبائل سليم برقة وخربوا المدينة الحمراء ، وأجدابية ، وسرت …. أما هلال ببطونها فقد ساروا جهة اٍفريقية (تونس) (كالجراد المنتشر لا يمرون على شيء اٍلا أتوا عليه )[6] وما كادوا يصلون ٍالى اٍفريقيا حتى عاثوا فيها فسادا ، فعظم الأمر على المعز الذي استنجد ببني عمومته الحماديين الذين أرسلوا له ألف فارس ، وجمع ألفا اخرى من زناتة ، زيادة عن جيش العبيد ، فبلغ عدد جيشه ثلاثين ألفا [7] فقرر المبادرة قبل استفحال أمر هذه القبائل الغازية ، ووقعة معركة ( الحيدران) التي انتهت بانهزام جيش المعز بن باديس هزيمة نكراء ، وفر بجلده نحو القيروان ، بعد انقضاض الأعراب على مضاربه ومخيماته فنهبوها عن آخرها بما كان فيها من الذهب والفضة والأخبية والجمال والبغال ….. وقتل من أتباع الحفصيين ما لا يقل عن 3300 مقاتل [8] ( لما انهزم المعز أمام العرب ، جالت الحرب من اٍفريقية واستولت عليها كلها ، قسموا بواديها على قبائلهم ، وصارت الحواضر محصورة لا يخرج منها ولا يدخل اٍلا بنفي ، ولم يبق اٍلا شرهم ممتدا وفسادهم على مر الزمان والدهور [9] ، واستمرت ملاحقة الهلاليين لبقايا الحفصيين ، بمحاصرة القيروان ونهبها واستباحتها ، (وخربوا عمرانها ومبانيها ، وعاثوا في محاسنها ،وطمسوا معالمها ، وجردوا قصورها مما كانت تحتويه من روائع وتحف ، فتفرق أهلها في الأقطار) [10] وتوسعوا غربا فوصلوا حدود قسنطينة وعنابة بعد أن سيطروا كلية على باجة وقابس ،وكانت سيوفهم ورماحهم لاترحم فحصدوا المقاومين حصدا وأبادوهم ، وأتوا على عمران اٍفريقية نهبا وحرقا وتخريبا ، وهو ما أجبر المعز بالتحول اٍلى المهدية بعد تحصينها وعاش فيها كئبا حزينا اٍلى غاية وفاته سنة 454 هجرية . ولم يسلم عمومة الحفصيين بعد تعرض القلعة لهجومات الهلالين المتكررة ، وانتهى الأمر بنهبها وحرقها وتخريب معالمها ، ونقل الناصر بن علناس العاصمة مجبرا الى بجاية .
قراءة للحادثة
يمكن قراءة حادثة غزو الأعراب لبلاد المغرب قراءات متعددة ،تبعا لخلفيات كل انسان وميوله ، واتجاهاته وقناعاته ، وتلعب العناصر السالفة الذكر دورها في الٍانتقاء والحجب تبعا لما يراد الوصول اٍليه ، هذه السمات لا يمكن التجرد منها مهما حاول الباحث التحلي بالموضوعية . لذا قد تجدون في قراءتي ذانك الميل أتمنى أن لا يكون مفرطا حد الاٍسراف .

1) من حيث الفعل:
هذا الغزو المخطط يصنف ( بالحدث الحاسم) ( ولقد أحست أفريقيا الشمالية بألم عميق ، واٍلى الأبد بهذه النكبة )[11] ، فقد أجمع المؤرخون الذين درسوا الواقعة على أن الغزو الأعرابي لبلادنا تجاوز في خطورته كل الأعراف الحربية ، لأنه لا يختلف في طبيعته وهمجيته عن الغزو المغولي ، بقيادة هولاكو وجنكيز خان على بلاد الآسلام ، ومما يؤسف له هو غياب مبرر وجيه للفعل ، الذي يدخل فيما يعرف بالاٍنتقام لعدم التبعية والولاء ، والفعل في حد ذاته جريمة حرب ، عرفها الٍاسلام (بالحرابة ) التي تعني عند الفقهاء شهر السلاح ،وقطع الطريق ، وسلب الناس ، وأورد سبحانه وتعالى بشأنها ردعا قاسيا [ اٍنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم .] صدق الله العظيم /(سورة المائدة 33) .

2) من حيث الفاعل:
قبائل متمردة ، ذاق منها المسلمون الأمرين ، لم تسلم من جبروتهم وبطشهم حتى المقدسات ، ( نهب وسرقة الحجاج ، الآعتداء على الحرم ) ، أجلاهم الفاطميون من الحجاز ، أقاموا لمدة في الصعيد ، وكان الأهالي دائموا الشكوى من أعمال النهب والآٍختلاس والقوة التي جبلوا عليها ، فكان لزاما على الدولة التخلص منهم ، فكانت فكرة توجيههم اٍلى المغرب ، ولم يأتوا الى المغرب كمهاجرين مسالمين بحثا عن ظروف أفضل ، بل جاءوا للاٍعتداء على الناس في أنفسهم وأرزاقهم وممتلكاتهم دون رحمة وشفقة ، فهم مجردون من كل وازع أخلاقي وديني ،وحركتهم التوسعية هذه يشارك فيها جميع أفراد القبيلة صغارهم وكبارهم ،شيوخهم وشبابهم ، نساؤهم ورجالهم ، مشاتهم و خيالتهم ،…..
أي بتعبير اليوم جاءوا لاٍستقراروالاٍستيطان والاٍقامة ، على حساب الأمازيغ المسلمين الذين هم من ملتهم ؟ ، يختارون المناطق الخالية لحط الرحال ، ثم تبدا عملية الغزوالسلب والنهب لمناطق المحيطة والمجاورة …. وقد وجد ت الأسرالأمازيغية الحاكمة فرصة استخدام هذه القوة الجاهزة في صراعاتها المستحكمة على السلطة ، فأصبح الصراع بين البدو ( الغزاة) والحضر ( الأمازيغ ) السمة البارزة طيلة هذه العهود ، فغدت جرائم بني أمية أيام الفتح، أهون من جرائم الهلاليين وبني سليم بعد الفتح . فهم أبادوا الاٍنسان وقسموا الأراضي على قبائلهم ، ولم تشفع المصاهرات والزيجات التي تمت بين الأطراف المتصارعة في حقن الدماء . اٍن هذا الصراع الأبدي بين الحضري والبدوي يجعل من المغرب الحالي مركب عناصر متناحرة ، قد يصعب مصالحتها ، لأن الوافد متشبث بقيمه التراثية ويتجلى ذلك في التغريبة الهلالية بقصصهها ومروياتها التي تعد محل اعتزاز وفخر البدو ، على حساب تراث محلي زاخر يجمع بين الأصالة والاٍسلام ، فالأعراب مجبولون على طبائع بدوية يصعب التخلص منها فهم يؤثرون ولا يتأثرون ولو ايجابا …؟ وقد يتشابهون مع البدو الأمازيغ الذين هم على هوى واحد .
تشير بعض المراجع اٍلى أن عدد الوافدين من قبائل هلال وسليم ، لا يتجاوز الخمسين ألفا ، وهو عدد قليل لا يمكن أن يؤثر في التركيبة البشرية للمغرب ،توزعوا على أقاليم شتى بدأ من ليبيا حتى المغرب الأقصى ويبدو أن أفريقية ( تونس) أكثر حظا في عدد المستقرين بها . ويختصر تأثييرهم في المساهمة في تعريب البلاد بلسان مغمور بأمواج من اللسان البربري [12] ( اللغة الدارجة)، لأن الأمازيغ سبق لهم أن تمكنوا من العربية الفصيحة في بدايات المد الاٍسلامي على البلاد ، والمساهمة في ردع التحرشات الصليبية على بلاد الأندلس أيام الحكم الموحدي .

3) من حيث المنفعل:
كثيرا ما يقال بأن التاريخ يكتبه المنتصرون ، وهو ما تم فعلا في بلادنا خلال القرن الحادي عشر الميلادي، ٍاذ حقق الأعراب انتصارات كاسحة على حساب الدول الأمازيغية القائمة ، ويبدوا تفسير الٍا خفاق واضحا في اعتماد باديس على جيش غالبيته من العبيد في معركة الحيدران ،مع خيانة العرب الحضريين له بانضمامهم اٍلى الهلاليين بنو جنسهم أثناء سير المعركة، مع تفكك في المجتمع الحضري الراكن لحياة الاٍستقرار واليسر، على عكس البدو الذين تطبعوا بصفة القساوة وقوة الشكيمة و الفروسية ، وهي صفات اكتسبوها من الطبيعة الصحراوية القاسية ، ومن كثرة تعاملهم مع الغزو في مختلف البقاع التي وصلوها ، كما أن السلالات الحاكمة من الحماديين والصنهاجيين لم يكونوا في مستوى التحديات التي جابهتهم ، لذا كانوا من الداعين والمتساهلين في استقدام هؤلاء البدو، وكثيرا ما كانوا يستعملون هذا القوة الجاهزة في صراعاتهم الداخلية المختلفة ، وبذلك زاد تنفذ هذه القبائل البدوية على مر الزمان ، ولم يستكينوا اٍلا للموحدين الذين قهروهم على يد عبد المؤمن بن علي ، فاتخذ منهم جندا ، واستنفرهم لغزو الأندلس سنة 555 هجرية ، وقد استكثر منهم أبو يعقوب يوسف ، وأبو يوسف يعقوب المنصور ، ويذكر المراكشي أن الجزيرة في أيامه من عرب زغبة ورياح وجشم وغيرهم نحو خمسة الآف فارس [13] .
الخلاصة :
مهما قيل عن هذه الأحداث ، فهي تمثل الحلقة الأوهن في تاريخنا الاٍْسلامي ، وأدخلت المغرب بكامله في سنوات الظلمة والاٍنحطاط ، ولم يستفق اٍلا على وقع النفير المرابطي ، والحزم الموحدي الذي بعث الحماس الديني لمقارعة المد الصليبي في الأندلس ، فكان ابن تومرت وعبد المؤمن خيرا منقذ من استمرار النهب والسلب والتدمير . هذه الحرابة التي باٍمكانها أن تتحول بفعل الٍاندماج التدريجي مع الأمازيغ ، اٍلى عنصر بناء فاعل اٍيجابا ، في ظل قوانين دولة تجعل الناس سواسية ، لا تفاضل بينهم سوى بما يقدمه الفرد من تضحيات و خير عميم لأمته وأبناء بلده ..

الهوامش:
[1] المقريزي / اٍتعاظ الحنفا ص 234/ ابن خلدون ج6 ص 27. [2] ابن خلدون ج6 ص30.[3] ابن عذارى المراكشي ص399. [4] ابن عذارى ج1 ص 417. [5] ابن خلدون ج4 ص131 ، ج6ص31. [6] ابن خلدون ج6 ص 31. [7] تأكيد العدد على لسان الشاعر زرق الرياحي بقوله : ثلاثون ألف منهم هزمتهم ثلاثة آلاف وذاك ضلال [8] ابن عذارى ص 422 . [9] ابن خلدون ج6 ص 34. [10] ابن خلدون ج6 ص 34 . [11] جورج مارسييه . [12] ابن خلدون ج3ص 358 .[13] المراكشي ص 226.
المراجع:
6) عبد الرحمن ابن خلدون / كتاب العبر … 1) أبو عبد الله الشماغ / الأدلة البينة النورانية في مفاخر الدولة الحفصية ، تحقيق محمد العموري طبعة 1984. 2) اٍيف لاكوست / العلامة ابن خلدون ، ترجمة الدكتور ميشال سليمان / دارابن خلدون 1978. 3) ابن عذارى المراكشي / البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ج1 /دار الثقافة بيروت 1983. 4) تاريخ المغرب الكبير / العصر الاٍسلامي / عبد العزيزسالم / دار النهضة / 1981 . 5) Isabel ,COMOLLI/ HISTOIRE DE LA VILLE DE BOUGIE



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد اشكر الاخ الكريم على المعلومات القيمة و لي بعض الاضافات غير أني لااتفق معك في بعض ما اوردت

هجرة بني هلال من أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا هي الهجرة الهلالية (بنو هلال) في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي وتعرف " بالهجرة الهلالية " في التراث الشعبي العربي، فيما يصفها ابن خلدون بانتقال العرب إلى أفريقيا. وتعرف كذلك " بالهجرة القيسية " نسبة إلى ان اغلب القبائل المهاجرة تندرج تحت الفرع القيسي من العرب العدنانية.
و بالرغم أن بني هلال وبني سليم شكلوا أكبر القبائل المهاجرة الا انها ضمت قبائل هوازنية أخرى كشجم وسلول ودهمان والمنتفق وربيعة وخفاجة وسعد وكعب وسواءة وكلاب وقبائل قيسية كفزارة واشجع وعبس وعدوان وفهم وقبائل مضرية كهذيل وقريش وتميم وعنزة بل وقحطانية كجذام وكندة ومذحج.
وقد كان بنو هلال وبنو سليم ومن جاء معهم من القبائل يقيمون في المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، الا انهم احتفظوا بثقلهم وطابعهم البدوي في الجزيرة العربية حتى تاريخ هجرتهم 440 هـ. واستقرت هذه القبائل في شمال أفريقيا, وشاركت هذه القبائل في الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا.

المواطن الأصلية لقبائل بني هلال وبني سليم:
[عدل]مواطنهم قبل التغريبة
تعددت مواطن هذه القبائل عبر التاريخ فكانت لها مواطنها في شبه الجزيرة العربية في الجاهلية ثم مواطن أخرى بعد ظهور الإسلام. وهكذا أثرت الأحداث والتحولات التي عرفتها جزيرة العرب والعالم الإسلامي في تغير مواطنها، كما أثرت تلك التحولات على الخريطة البشرية في مناطق متعددة من البلدان التي وصلها الفتح الإسلامي. وأول ما يعرف عن مواطن تلك القبائل وتجمع المصادر أنها كانت تقطن الجزيرة العربية ثم هجرتها إلى الشام والعراق ومصر، ومنها انتقلت تلك القبائل العربية إلى المغرب. وقد كان بنو هلال وبنو سليم مقيمين قبل ظهور الإسلام في نجد، وهذه المنطقة كثيرة الأودية والهضاب، وعرفت باعتدال مناخها وندرة أمطارها. وعن تلك المواطن يتحدث ابن خلدون "كانت بطون هلال وسليم من مصر لم يزالوا بادين منذ الدولة العباسية، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر الحجاز بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام...". كما سميت باسم بني هلال مواطن كثيرة، منها بنو هلال قرية قديمة من أعمال الشرقية، وبنو هلال بالبحيرة تابعة لمركز دمنهور، وبنو هلال بقسم سوهاج. وكانت القبائل الهلالية في اغلبها قبائل بدوية ظاعنة وتنتقل ما بين البصرة ومكة من ناحية، وما بين مكة ويثرب من ناحية أخرى ومن المعلوم عنها أنها كانت تدين بالوثنية مثل بني هلال وبني سليم، فبنو هلال يعبدون صنم ذو الخلصة مع خثعم وبجيلة.
وقد كان بنو سليم "يسكنون عالية نجد قرب خيبر، في أماكن تسمى الحرة مثل حرة بني سليم. ويقول البعض بأن لسليم وهلال مواطن في العراق، ومن ذلك أن مجموعة منهم إتخذوا لهم محلة بوادي الكوفة حوالي 120هـ وكان هذا المكان يعرف بمسجد بني هلال، كما استوطن بنو هلال بنواحي حلب والموصل ونزلوا المنازل التي كانت قبلهم لربيعة وكهلان. "أما في مصر فإن صاحب الخراج فيها استقدم إلى الجوف الشرقي أيام هشام بن عبد الملك الأموي عام 109هـ أبياتا قيسية في نصر بن معاوية وعامر بن صعصعة وغيرهما من بطون هوازن". وينحى المقريزي هذا المنحى عندما يقول: ""أن عبيد الله بن الحبحاب لما ولاه هشام مصر قال: "ما أرى لقيس فيها حظا إلا لناس من جديلة وفهم فيهم وعدنان" فكتب إلى هشام: "أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قد شرف هذا الحي من قيس ونعشهم ورفع من ذكرهم وأني قدمت مصر فلم أر لهم فيها حظا إلا أبياتا من فهم، وفيها كور ليس فيها أحد وليس يضر بأهلها نزولهم معهم ولا يكسر خراجا وهو بلبيس فإن رأي أمير المؤمنين أن ينزلها هذا الحي من قيس فليفعل" فكتب إلى هشام: "أنت وذلك" فبعث إلى البادية فقدم عليه مائة أهل بيت من بني نضر ومائة أهل بيت من بني سليم فأنزلهم بلبيس وأمرهم بالزرع". وكان ذلك في بداية القرن الثاني للهجرة، واستيطان هذه المجموعات إنعكس على المجموعات الأخرى التي بقيت قابعة بالجزيرة حيث تشكوا شظف العيش، وذلك مما دفع هذه الأخيرة إلى مغادرة البادية، والهجرة إلى مصر للاستيطان بالقرب من القبائل الأخرى.
ويبدو الحديث غامضا حول الأهداف الكامنة من وراء الهجرة القسرية لهذه القبائل، فهل يعود قرار هشام في نقل هذه القبائل القيسية من الجزيرة العربية إلى مصر إلى رغبة الأمويين في تعمير منطقة بلبيس بالسكان؟ وهل أراد الأمويون وضع حدا لتكاثر العناصر القحطانية في تلك الجهة، وإقامة نوع من التوازن العددي بين عرب الشمال وعرب الجنوب؟.
[عدل]المرحلة الثالثة لتاريخ بني هلال
إن المرحلة الثالثة لتاريخ بني هلال وبني سليم تمتاز بانتشار هذه القبائل القيسية في كل من الشام والعراق والجزيرة ومصر، حيث قامت المجموعات القيسية بإضطرابات متكررة ولا سيما إبان حكم الدولتين العباسية والفاطمية، مما دفع ببعض الخلفاء إلى مراقبتها ومقاومتها.
وعن عملية الإغارة التي تقوم بها القبائل من حين لآخر ولا سيما بني سليم الذين "ربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام، فيغيرون على الضواحي ويفسدون السابلة، وربما أغارت بنو سليم على الحج أيام الموسم في مكة والزيارة بالمدينة"، ولقد بلغ الحذر والتخوف من هذه القبائل درجة جعلت الخليفة المنصور يوصي ولده وخليفته المهدي على ألا يستعين برجل من بني سليم ولا يقربه إليه".
ولئن تركزت أنظار ابن خلدون على الجوانب السلبية "لمسلكية" قبائل بني هلال وبني سليم، إلا أن الواقع الذي كانت عليه تلك القبائل وخاصة الظروف القاسية التي كانت تمر بها في كل مرحلة من مراحل الهجرة، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي يضرب عليهم من طرف الحكام، ومنها الحصار الذي فرض عليهم في مكة من طرف الشريف بن هاشم أمير مكة الذي طلب الزواج من الجازية فرضيت هذه الأخيرة بالزواج رغم عيوبه في سبيل فك الحصار الاقتصادي الذي يعاني منه أهلها.
إن ظروف الحياة الصعبة تجعل القبائل في تنقل مستمر فبني سليم كانت لهم تنقلات واسعة النطاق مع ماشيتهم في صحاري الحجاز بحثا عن مراعي لأغنامهم وكثيرا ما يصلون إلى حدود العراق والشام. وكانت لسليم وهلال محلات في حواضر العراق، إذ استقر بعضهم في نجد ولم يغادروها فظلوا هناك حتى القرن الرابع الهجري.

ويمكن القول أيضا أن القبائل العدنانية ضمت مجموعات من قريش إضافة إلى بني هلال وبني سليم، أما القبائل القحطانية فقد تكونت من جهينة ولخم وجذام والمعقل.
أما تعدد مواطن هذه القبائل فإنه يعود إلى خاصية النجوع والارتحال الذي تميزت به إضافة إلى الأزمات التي تتعرض لها القبائل من حين لآخر، مما يدفع بها إلى هجرة مواطنهم، وفي الأغلب أن الهجرة تكون لأسباب اقتصادية إلا أنها تأخذ في بعض الأحيان طابع سياسي.

[عدل]أسباب هجرة القبائل الهلالية

إن النزوح والانتجاع والإرتحال ضرورة تفرضها طبيعة البيئة التي تكيفت معها نفسية هذه القبائل العربية وأصبح يطبع كيانها، وكان تنقل القبائل لأسباب ضرورية ولظروف قاسية فرضتها قسوة البيئة إضافة إلى الطبيعة القبلية المقاتلة التي كانت تلك المجموعات تتميز بها. كما أن انتشار العرب في الأرض من جزيرتهم كانت في فترات متقدمة، وارتبط الانتشار بالعديد من الأسباب منها الفتح الإسلامي، إذ خرج العرب ينشرون ديانتهم وأوغلوا في البلاد وفتحوا الأمصار. كما أنه “لم يكن زجر عمر ليوقف تيارهم فانساحوا في الأرض حتى نصبوا أعلامهم على ضفاف نهر الكنج شرقا وشواطئ المحيط الأطلسي غربا، وضفاف نهر لورا شمالا وأواسط إفريقيا جنوبا وملؤوا الأرض فتحا ونصرا، واحتلوا مدائن كسرى وقيصر وأقاموا في المدن".
والقبائل التي نشرت الإسلام خارج الجزيرة العربية قبائل مضر وكذلك القبائل العدنانية والقحطانية وأشار إلى ذلك جرجي زيدان "والقبائل التي قامت بنصرة الإسلام ونشره قبائل مضر وأنصارها من العدنانية والقحطانية". وكان انتشار العرب بعد ظهور الإسلام بالمهاجرة،

[عدل]الآثار الحضارية للتغريبة الهلالية

أهم مآثر هؤلاء الهلاليين ذلك أنهم ربطوا المغرب العربي ببقية العالم العربي لغة وشعبا ذلك أن العرب قبل الهلاليين كان عددهم قليلا ومستقرين في الحواضر الكبرى كتونس والقيروان وكانت اللغة الغالبة على السكان هي الأمازيغية فجاء الهلاليون بأعدادهم الهائلة وانتشروا في جميع أصقاع المغرب العربي وعربوا البلاد فأصبح المغرب العربي عربيا خالصا من حيث اللغة ومن حيث كثرة السكان العرب والأمازيغ المستعربين بحيث ينتشر العرب في غالبية مناطق برقة وطرابلس وفزان ليبيا كما يشكلون أغلب سكان الجزائر اليوم إد دحروا قبائل صنهاجة إلى رؤوس الجبال وقبائل زناتة إلى الغرب (بنو زيان إلى تلمسان وبنو مرين إلى المغرب الأقصى)كما تقلص عدد البربر بإفريقية تونس حاليا وغلب العنصر العربي على التركيبة السكانية فأصبح البربر المحافضين على خصوصيتهم أقلية تعد بعض الألاف بكامل البلاد التونسية وانضم اليهم اخوانهم من عرب الفتح والأشراف من آل البيت (بنو سليمان في تلمسان وتنس) فابتلعوا بقايا البربر بالمصاهرة أو المجاورة فأضحت الجزائر عربية الدم واللسان. كما ينتشرون في مناطق ورديغة وشاوية ووجدة ودكالة وعبدة في المغرب بينما ينتشر المستعربون في مناطق شياظمة وبني ملال وازيلال وكثير من المناطق المغربية المعربة بفضل بني هلال. لذا يجب النظر إلى التغريبة الهلالية بعين الموضوعية وعدم ترديد أقوال المستشرقين.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

أنت تقع في تناقض لأنه في كل ما ذكرت لم تذكر أي فضل حضاري حقيقي و لو كان هناك أي فضل لذكلره من عاصر بني هلال و بني تميم ( ابن خلدون )

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الى الاخ الكريم اين هو التناقض ارجو منك التوضيح ؟

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

اخي بن عيسى هؤولاء عن محاسن العرب عمي لا يرون الا حقدهم الذي زرعه فيهم الاستعمار

و هل كانت قبائل البربر تقيم حضارة اتلانتس ؟

كانوا بدو من نوع خاص بهم في جبالهم و صحاريهم و يخضعون للسيطرة الرومانية حتى حررهم العرب المسلمون و ساووهم بهم حسب ما امر دين الله القويم و تغير تاريخهم الى الاحسن منذ ذلك الحين
و اعراب بنو هلال و بنو سليم و من معهم هجرة طبيعية و تاريخ الانسانية كله هجرات و اجلاء و الارض لله يورثها من يشاء و صراعهم مع قبائل البربر و ضد بعضهم البعض و البربر ضد بعضهم البعض صراع طبيعي نشا بين مختلف الاقوام في مختلف المناطق و العصور

لكن صاحب هذا الموضوع لا يهمه الا عدائه للعرب الذي برمج عليه .. فندعوا له الله ان يشفيه فهذه علة .. و لا نفع للحوار معهم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

تغريبة بني هلال معروفه منذ إنطلاقتهم من نجد حتى وصلوا لتونس الخضراء بعد أن تغلبوا على كل من حاول صدهم وردهم فهم بزعامة أميرهم حسن وفاريسيهما المشهورين ابو زيد الهلالي وذياب بن غانم وإبن الخفاجي الذي ترك ملكه بالعراق وسار معهم لنصرتهم لانه أعجب بقبائل بني هلال ..قبائل بني هلال من خيرة القبائل وافضلها وأكثرها شيمة وإباء وسيرة تغريبتهم لها نمط خاص لاتجده باي سيرة لغير تلك القبيلة ..ولاشك أن لهم فضل كبير بنشر الثقافة العربية في شتى صورها ...... شكرا .