عنوان الموضوع : كرامة الجزائري خبر
مقدم من طرف منتديات العندليب

مقال ليلى بوزيدي بجريدة الشروق اليومي 31 مارس 2016

https://www.echoroukonline.com/ara/articles/125734.html

كرامة* ‬الجزائري*...‬* ‬حتى* ‬إشعار* ‬آخر* ‬


لم تفاجئنا كثيرا صور التقتيل والتنكيل بالأطفال والنساء رغم تأثري البالغ بها.. لأني رأيت وأرى يوميا أبشع منها.. كما كنت أعلم مسبقا وأنا أعد الوثائقي الخاص برحلة مبعوث الشروق إلى الأراضي السورية بطش النظام واستعداده لإبادة شعب بأكمله لأجل البقاء في الحكم.. لكن ما أثار استغرابي ودهشتي موقف القنصل الجزائري في دمشق حيال الصحفي ياسين بن الربيع عندما تجرد من كل مسؤولية وإنسانية.. محذرا إياه من مغبة الاتصال به مجددا.. تاركا صحفيا ومواطنا جزائريا وحيدا وسط نيران القصف في إدلب يحاصره الموتُ من كل جانب دون أدنى محاولة لإنقاذ حياته بغض النظر عن الطريقة التي دخل بها الأراضي السورية.. لأنه في مثل هذه الظروف لا يهم الطرق التي توصل الصحفي للمعلومة بقدر القيمة المهنية والإنسانية التي تشكلها المعلومة في حد ذاتها.. وبغض النظر عن الموقف الرسمي إزاء القضية نفسها..


فبعد أيام عجاف قضاها ياسين متنقلا بين ساحات التظاهر والمشافي والمقابر ومع اشتداد حدة القصف التي سبقت اقتحام إدلب.. اتصل بالقنصل العام لسفارتنا في دمشق طالبا منه التدخل لحمايته من موت أكيد وتأمين خروجه سالما من إدلب باستعمال القنوات الديبلوماسية المتعارف عليها* ‬في* ‬مثل* ‬هذه* ‬الظروف*.. ‬

فما كان على السيد القنصل إلا أن يسأله أولا عن طريقة دخوله سوريا، ولما علم أنه استعان بالثوار.. تبرأ منه مثل تبرؤ الأب من ابنه العاق وكأن النظام السوري كان يسمح بدخول الصحافيين إلى المدن المحاصرة بالطرق الرسمية..
الصحفي الجزائري الذي دخل الأراضي السورية في ظرف جد معقد وخطير وعرض حياته للهلاك في سبيل الكشف عن جزء ولو بسيط من حقيقة ما يحدث في سوريا بعيون جزائرية.. كان الصحفي الأجنبي الوحيد المتواجد في المناطق التي كانت محاصرة من قبل الجيش النظامي خاصة إدلب رفقة مصور من* ‬وكالة* ‬الأنباء* ‬الفرنسية*.. ‬في* ‬وقت* ‬بقي* ‬العشرات* ‬من* ‬الصحفيين* ‬من* ‬مختلف* ‬وسائل* ‬الاعلام* ‬العالمية* ‬عالقين* ‬على* ‬الحدود* ‬التركية* ‬أو* ‬خارج* ‬المناطق* ‬المحاصرة*.. ‬
ومع ذلك لم يعتمد ياسين كثيرا على ما كان يمكن للسفارة الجزائرية أن تتخذه من إجراءات في هذه الظروف لأنه كان قد ضمن نقلا آمنا من طرف السفارة الفرنسية في دمشق بفضل زميله المصور بوكالة الأنباء الفرنسية الذي أين تطمينات السفارة الفرنسية بنقله بأمان خارج ادلب.. ولكنه* ‬أراد* ‬أن* ‬يعرف* ‬قيمة* ‬الصحفي* ‬والإنسان* ‬الجزائري* ‬فكانت* ‬خيبته* ‬كبيرة*.. ‬
خيبة ٌ.. لم تكن أكبر من خيبة الحراڤة الضائعين بين شوارع وسجون أوروبا.. ولم تكن أكبر من تلك التي مزقت قلوب الأمهات اللائي مازلن يبكين أبناءهن القابعين في سجون تونس ليبيا والعراق منذ عهد الأنظمة البائدة.
ولن* ‬تكون* ‬أكبر* ‬من* ‬خيبتي* ‬وأنا* ‬أسأل* ‬في* ‬مطاعم* ‬دبي* ‬الشعبية* ‬والعالمية* ‬إن* ‬كنت* ‬أريد* ‬شايا* ‬مغربيا*..‬* ‬أو* ‬كسكسا* ‬تونسيا*..‬* ‬
حتى* ‬الشاي* ‬الأخضر* ‬بالنعناع*.. ‬أصبح* ‬ماركة* ‬مسجلة* ‬مغربية*. ‬والكسكس* ‬بكل* ‬ما* ‬يحمله* ‬من* ‬مدلولات* ‬ثقافية* ‬وتاريخية* ‬جزائرية* ‬متجذرة*.‬* ‬صار* ‬دخيلا* ‬على* ‬الجزائريين*.. ‬
هذه الأمور التي نراها بسيطة لم تأت من العدم وكانت للديبلوماسية الداخلية والخارجية فيها الفضل الأكبر خدمة للسياسة والسياحة.. أما نحن.. جل ممثلينا في سفارات الجزائر في العالم لهم مواقف سلبية تجاه قضايا أكثر أهمية وحساسية ومصيرية للإنسان الجزائري من الشاي والكسكس*.. ‬وكأنهم* ‬في* ‬عطلة* ‬طويلة* ‬الأمد* ‬مدفوعة* ‬الأجر*.. ‬حتى* ‬إشعار* ‬آخر*.‬


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك على هاذ الكلام
ربي يهدي ما خلق و يجيب لي فيه الخير لبلادنا
راهي عواجت بزاااااااف

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :