عنوان الموضوع : مداحو السلاطين جنس نادر واكتشاف فضائيات تكره امريكا! الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
مداحو السلاطين جنس نادر واكتشاف فضائيات تكره امريكا!
توفيق رباحي
15/12/2016
رائع هذا الكونغرس الأمريكي! فقد اكتشف ـ ولو متأخرا ـ أن في منطقة الشرق الأوسط ـ بحسب التصنيف السياسي ـ ان هناك قنوات تلفزيونية تحرّض على الكراهية ضد الأمريكيين وعلى قتلهم.
طيب هذا الكونغرس جدا! لأنه تبنى (فقط والحمد لله) قانونا يطلب من الرئيس باراك أوباما رفع تقريرين في السنة حول 'التحريض على العنف ضد الأمريكيين في تلفزيونات الشرق الأوسط'.
طيب لأسباب عدة! أبرزها أنه طلب من الرئيس تقارير فقط، ولم يطلب منه قصف هذه المحطات التلفزيونية المتهمة أو جلب أصحابها والعاملين بها الى السجون الأمريكية.
وطيب لأنه ساوى بين الناس وهدد بعقاب يطال حتى أصحاب الأقمار الصناعية التي تبث القنوات المتهمة ولم يكتف بأصحاب القنوات أو مموليها.
وطيب أيضا لأنه خص بالذكر قناتي 'الأقصى' المملوكة لحركة حماس و'المنار' المملوكة لحزب الله اللبناني. ما يعني أنه منح فرصة أخرى للقنوات الأخرى المعادية لأمريكا، أو التي في نيتها مهاجمة أمريكا والتحريض في المستقبل على كراهية الأمريكيين. لكن مشروع القانون يعتبر ان كل 'محطة تابعة لارهابيين' قد تتعرض للعقاب. وقد أعذر من أنذر.
ويطالب مشروع القانون بـ'اجراءات عقابية' بحق مالكي الاقمار الفضائية الذين يسمحون لمحطات تلفزيونية بـ'بث افكار ذات طابع ارهابي'.
يبدو أن الموضوع من الأهمية القصوى لأعضاء الكونغرس المبجلين بحيث أن مشروع القانون نال مصادقة الأغلبية الساحقة من الأعضاء باستثناء ثلاثة.
ذكرتني هذه الحالة السوريالية بعصابة الرئيس المعتوه السابق جورج دبليو بوش وسؤالها غداة أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2016: لماذا يكرهوننا؟ وذكرتني ـ حديثا ـ بمجاهدي الكرامة المصرية في فضائيات الحزب الحاكم التي تبث من مدينة الإنتاج الإعلامي: 'همّ الجزائريين بيكرهونا ليه؟'. (طبعا ليس لدي أية نية للمقارنة بين هؤلاء وأولئك، إنما السياق قفز الى ذهني).
شر البلية ما يضحك! ماذا تقول لأناس بهذا المستوى من السطحية والهروب الى الأمام؟
هل يكفي أن تقول لهم يكرهونكم لأنكم، كدولة ومؤسسات حكم، جعلتم مخزون الحقد (عليكم) لديهم ينافس مخزون النفط تحت أراضيهم؟
أكيد لا يكفي، لأنهم لن يفهموا.
هل يكفي أن تقول لهم ان الفرق بينكم وبينهم أنكم تمارسون القتل يوميا على مدار السنة في أكثر من منطقة، بينما هم يحرضون عليه فقط؟
لا يكفي، لأنهم لن يفهموا وسيعتبرون القتل الذي يمارسونه دفاعا عن وطنهم وشعبهم والعالم، بينما التحريض المقابل جريمة بحق الحضارة والإنسانية.
من هنا يصبح النقاش عقيما وبلا جدوى، والأفضل أن يبقى كلٌّ في خندقه.
ربما ننصحهم بأن يسألوا ذلك المعتوه الذي يرعى البقر هناك في تكساس، واسمه جورج دبليو بوش. لكن حتى هذه قد لا يفهمونها ويقولون انه فاتح عظيم لا تقتربوا منه ولا تسيئوا له.
عموما، المشكلة ليست هنا وليست في مشروع القانون الذي وضعوه.
بإمكانهم مضايقة المحطات الفضائية التي لا تعجبهم. القانون معهم، هم أصحابه. بإمكانهم أن يمنعوا ألف محطة من البث عندهم كما فعلوا سابقا مع 'المنار'. لكن ماذا سيفعلون مع القلوب والعقول بهذه المنطقة؟
كره المؤسسات الأمريكية ليس عملا تلفزيونيا بل شعورا يسكن قلوب وعقول الكثيرين من سكان هذه المنطقة. وما يشاهدونه في التلفزيون هو انعكاس لهذه الحالة النفسية والثقافية والسياسية المستشرية.
هنا مشكلة أعمق من أن يعالجها 70 قانونا حول القنوات التلفزيونية. لكن هل سيعونها حقا؟
أخشى أنهم في واد والدنيا في واد آخر. لندعهم يمارسون هواية تصنيف الناس وإصدار التقارير والأحكام بشأنهم، وليمض كلٌ الى حال سبيله.
اعطها لمصطفى العلوي!
كنا في جلسة زملاء بالرباط الشهر الماضي فأخذنا الحديث الى كلام عن التلفزيون المغربي ومذيعه المخضرم مصطفى العلوي الذي ذاع صيته بتغطية نشاط الملك محمد السادس.
تساءل أحدهم كيف يستطيع العلوي الاحتفاظ بذلك التفرد وتلك القدرة على تغطية نشاطات الملك بينما هي من أصعب أنواع التغطيات (ككل التغطيات الرسمية في التلفزيونات الحكومية بمنطقتنا عندما يضطر المذيع الى الحفر في قواميس اللغة لإيجاد ما يليق بالمناسبة)، فرد آخر بالقول ان هذا المذيع ذخر للتلفزيون المغربي (ولأي تلفزيون مطالب بهذا النوع من التغطيات)، وأنه، لو استقال العلوي، فلن يجد التلفزيون المغربي بين صحافييه اليوم من يستطيع أداء هذه المهمة بمثل تلك الاحترافية.
ثم زاد صديقي بثقة: 'يا أخي، هذا الملك ينزل من الطائرة ويتجه الى سيارته، أو العكس، ومن حوله حرس ويقابله جمهور يهتف باسمه. ماذا ستقول لو كنت مذيعا مكلفا بالتغطية؟ ها هو صاحب الجلالة ينزل ويتجه نحو سيارته الجميلة فوق أرض المغرب العزيز ويلوح بيديه الطاهرتين للجماهير التي خرجت عن بكرة أبيها؟! ثم ماذا؟'. قلت: لا شيء، هذا أقصى الممكن! فأردف ضاحكا: اعطها لمصطفى العلوي وسترى!
تذكرت هذا الحديث وأنا أشاهد تغطية التلفزيون السعودي (القناة الأولى التي تصلني) مساء الجمعة والسبت لعودة 'سلطان الخير' (الأمير سلطان) بعد رحلة علاج في أمريكا ونقاهة في المغرب استمرت سنة.
أكثر من 24 ساعة من الاحتفال المتواصل في حدث قومي كاد يتفوق على اليوم الوطني السعودي. لكن الذي حيّرني هو من أين يأتي المذيعون والمشاركون في البرامج والندوات التلفزية بكل تلك القدرة على الكلام والمديح.
بغض النظر عن الموقف مما يقولون، إنها فعلا طاقة وجرأة نادرتان وتستحقان التنويه، وتستحقان القول: هنيئا لكل تلفزيون 'مصطفاه' العلوي.
أزمة 'دبي العالمية'
الانطباع الذي تعطيه تلفزيونات دولة الإمارات ـ فضائية دبي نموذجا ـ هذه الأيام، وهي تتعاطى مع أزمة 'دبي العالمية'، هو أن الطفرة الاقتصادية والخدماتية الهائلة التي حققتها هذه الإمارة، لم يقابلها تطور إعلامي وتلفزيوني.
الذي يشاهد نشرات أخبار هذه الفضائية لا يكاد يصدّق أنها فعلا تبث من إمارة أذهلت العالم بسرعة تطورها وتفاعلها مع المتطلبات الانسانية العصرية. إن الفرق بين دبي المتفق عليها وإعلامها المحلي يقاس بسنوات ضوئية طويلة.
هل يُعقل أن تغرق تلفزيونات الإمارة والبلد ككل في مهاجمة الإعلام الغربي ووصفه بأنه يبحث عن الزلات والتضخيم والإثارة وغيره؟
ثم كيف ينسى هؤلاء بسرعة أن الإعلام الغربي هذا، هو الذي جعل من دبي منارة عالمية وقبلة رجال الأعمال والأثرياء؟ هل استنجد حكام الإمارة بالإعلام العربي للترويج لإمارة أُريد لها أن تنافس هونغ كونغ؟
هذا أسلوب جربته كل الدول العربية باتهام الآخرين (الخارج) في التغطية على عوراتها وأزماتها، ولم ينجح بل جعل من أصحابه مسخرة.
من الحكمة أن تتوقف نشرات أخبار دبي وإعلامها عن هذا الأسلوب الانشائي البكائي لأنه لا يليق بدبي أولاً، ولكي يكتفي الناس بالنظر الى أزمة 'دبي العالمية' ولا يكتشفوا عورات أخرى، ثانيا.
' كاتب من أسرة 'القدس العربي'
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :