ول قتيل للعنف وكاميرون يدعو البرلمان
أعلنت الشرطة البريطانية اليوم سقوط أول قتيل في أعمال العنف التي تشهدها لندن متأثرا بجروح أصيب بها الليلة الماضية. وبينما امتدت أعمال العنف إلى مدن بريطانية عدة واعتقلت الشرطة مئات الشبان، استدعى رئيس الوزراء البريطاني البرلمان من إجازته الصيفية للانعقاد الخميس المقبل، وأكد تصميمه على مكافحة العنف في البلاد واصفا إياه بالأعمال الإجرامية.
وقالت شرطة سكتلند يارد إن شابا (26 عاما) توفي في المستشفى بعدما أصيب الليلة الماضية بطلقات نارية. ووفقا للبيانات عثر على الشاب وبجسده عدة إصابات بطلقات نارية داخل سيارة في حي كرويدون جنوب لندن والذي شهد أعمال عنف خطيرة.
وأشارت الشرطة إلى أنها اعتقلت شخصين آخرين كانا موجودين بنفس المكان وقت العثور على الشاب، وتم اعتقالهما لأنهما كانا يحملان مسروقات.
وانتشرت أعمال الشغب في لندن لتمتد إلى أحياء عديدة في العاصمة ومدن أخرى بعدما بدأت يوم السبت الماضي في حي توتنهام شمال لندن إثر مقتل شاب أسود على يد الشرطة أثناء محاولة توقيفه.
وأسفرت أعمال الشغب عن إصابة أكثر من 40 شرطيا، كما تم نقل أكثر من 20 شخصا ممن وصفتهم بمثيري الشغب إلى المستشفى. وأعلنت الشرطة عن اعتقال أكثر من 450 شابا منذ السبت الماضي وجهت إلى 69 منهم تهما جنائية، في حين تقدر الخسائر المادية الناجمة عن أعمال العنف بملايين الجنيهات الإسترلينية
كاميرون وصف أعمال الشغب
بالعمل الإجرامي (الفرنسية-أرشيف)
استدعاء البرلمان
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إنه سيستدعي البرلمان لقطع فترة عطلته الصيفية والانعقاد يوم الخميس ولمدة يوم واحد، حتى يمكنه إصدار بيان حول أعمال العنف التي شهدتها لندن على مدى ثلاث ليال متعاقبة.
ووصف كاميرون -الذي دفعه اتساع رقعة العنف إلى العودة من إيطاليا حيث كان يقضي إجازة- أعمال العنف بأنها "عمل إجرامي صرف.. يجب ألا يساور الناس أدنى شك في أننا سنفعل كل ما يلزم لإعادة النظام إلى شوارع بريطانيا".
وحذر كاميرون المتورطين في أعمال الشغب من أنهم لا يخاطرون بمجتمعاتهم فقط، ولكن بمستقبلهم أيضاً.
في مؤتمر صحفي مقتضب اليوم من أمام داونينغ ستريت قال كاميرون إنه سيتم الدفع بتعزيزات شرطية بالآلاف في لندن خلال الساعات الـ24 المقبلة لمواجهة ما وصفه بأحداث الشغب.
وجاءت تصريحات كاميرون بعد عقده اجتماعا طارئا لبحث سبل وقف أعمال العنف، وسط دعوات متنامية من القوى السياسية بما فيها حزب العمال المعارض, إلى إبداء قدر أكبر من الحزم لمواجهة العنف.
ورأس كاميرون صباح اليوم اجتماعا للجنة الأزمات الحكومية التي يطلق عليها "كوبرا". ويفترض أن تضع اللجنة إستراتيجية لمنع مزيد من أعمال العنف, وتحديد الأسباب التي أدت إلى تفجرها وانتقالها بسرعة داخل لندن وخارجها.
وكان الائتلاف الحكومي الذي يهيمن عليه المحافظون قد وصف في وقت سابق المشاركين في أعمال العنف بالمجرمين والانتهازيين.
وقبل اجتماع الأزمة, كانت الحكومة قد أرسلت تعزيزات أمنية إلى المناطق المضطربة في لندن على وجه الخصوص, وقالت إن العنف لن يؤثر على الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة البريطانية عام 2016.
انتشار أمني
وقررت السلطات الأمنية إلغاء مباريات كرة القدم المقررة اليوم وغداً، ومن بينها مباراة ودية بين منتخبي إنجلترا وهولندا لأسباب أمنية، ونشرت أكثر من 16 ألف شرطي في شوارع لندن.
ويقيم خليط من الأقليات العرقية -غالبيتهم من السود- في الأحياء التي شهدت أسوأ أعمال العنف والشغب والنهب في العاصمة لندن منذ عقود. وتعاني هذه المناطق من ارتفاع معدلات البطالة والجريمة بين أوساط الشباب.
المحلات التجارية في لندن ومدن أخرى
تعرضت لأعمال نهب (رويترز)
أربع مدن
وبينما كانت السلطات تحاول تطويق أعمال الشغب في لندن, تفجرت أعمال عنف مماثلة في ثلاث مدن أخرى هي برمنغهام (وسط), وبريستول (جنوب غرب), وليفربول (شمال غرب), وهو ما يضع الحكومة أمام تحديات أمنية أخطر.
وزحفت أعمال العنف في لندن من الضواحي إلى أحياء مهمة داخلها بما فيها حي أوكسفورد التجاري وسط المدينة.
وبدت بعض الضواحي الليلة الماضية كأنها في حالة حرب بسبب حرائق ضخمة خاصة في حي كرويدون حيث أجلت السلطات بعض السكان.
وفي الأحياء المضطربة, كان الشبان ينهبون المحلات التجارية دون أن تتمكن الشرطة من وقفهم. وقد أعلن أن 1700 ضابط شرطة أرسلوا إلى بؤر الشغب في لندن للسيطرة على الوضع.
ووفقا للشرطة, كان مثيرو العنف الشبان ينسقون أعمال النهب عبر الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأنحى خبراء باللائمة في تلك الاضطرابات على خطط التقشف الحكومية التي قلصت المساعدات الاجتماعية للفئات الأقل حظا.